الواحدي علي بن أحمد بن محمد بن علي بن متوية، أبو الحسن الواحدي: مفسر، عالم بالادب، نعته الذهبي بإمام علماء التأويل. كان من أولاد التجار. أصله من ساوة (بين الري وهمذان) ومولده ووفاته بنيسابور. له (البسيط - خ) و (الوسيط - خ) و (الوجيز - ط) كلها في التفسير، وقد أخذ الغزالي هذه الاسماء وسمى بها تصانيفه؛ و (شرح ديوان المتنبي - ط) و (أسباب النزول - ط) و (شرح الاسماء الحسنى) وغير ذلك وهو كثير. والواحدي نسبة إلى الواحد بن الديل ابن مهرة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 255
الواحدي علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، أبو الحسن، أصلهم من ساوة، وكان هو وأخوه عبد الرحمن من أولاد التجار، وكل قد روى العلم، وحدث.
وتوفي أبو الحسن سنة ثمان وستين وأربعمائة، ومات أخوه عبد الرحمن سنة سبع وثمانين كلاهما بنيسابور.
وكان أبو الحسن إماما مفسرا نحويا أنفق أيام صباه في التحصيل، وأتقن الأصول على الأئمة، وطاف على أعلام الأمة، وقرأ على أبي الفضل العروضي الأديب، وقرأ النحو على أبي الحسن الضرير القهندزي، وسافر في طلب الفوائد، ولازم مجالس الثعالبي، وحصل من عنده التفسير، وأخذ القراءات على الأستاذ أبي القاسم علي بن أحمد البستي، وعلى الأستاذ أبي عثمان سعيد بن محمد الحيري، وأبي الحسن علي بن محمد الفارسي، وقد ذكر في مقدمة تفسيره ’’كتاب البسيط’’ أشياخه، وما قرأه عليهم.
ومن تصانيفه كتاب ’’البسيط’’، وكتاب ’’الوسيط’’، وكتاب ’’الوجيز’’، كل ذلك في تفسير القرآن، وقد قيل للغزالي لما صنف كتبه المعروفة: ما عملت شيئا، أخذت الفقه من ’’نهاية المطلب’’ لإمام الحرمين، وأسماء الكتب من الواحدي وكان الغزالي يقول: من أراد أن يسمع التفسير كأنه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليه بتفسير الواحدي.
وله كتاب ’’أسباب النزول’’، وكتاب ’’الدعوات والمحصول’’، وكتاب ’’المغازي’’، وكتاب ’’الإغراب في الإعراب’’، و’’شرح ديوان المتنبي’’، وعد الناس ذلك من سعادة المتنبي، وكتاب ’’نفي التحريف، عن القرآن الشريف’’، وكتاب ’’تفسير النبي صلى الله عليه وسلم’’، وفيه قال الشاعر:
قد جمع العالم في واحد | عالمنا المعروف بالواحدي |
تشوهت الدنيا وأبدت عوارها | وضاقت علي الأرض بالرحب والسعه |
وأظلم في عيني ضياء نهارها | لتوديع من قد بان عني بأربعه |
فؤادي وعيني والمسرة والكرى | فإن عاد عاد الكل والأنس والدعه |
لعمري لقد أحيا قدومك مدفنا | بحبك صبا في هواك معذبا |
يظل أسير الوجد رهن صبابة | ويمسي على جمر الغضا متقلبا |
وكم زفرة قد هجتها لو زفرتها | على سد ذي القرنين أمسى مذوبا |
وكم لوعة قاسيت يوم تركتني | ألاحظ منك البدر حين تغيبا |
وعاد النهار الطلق أسود مظلما | وعاد سنا الإصباح بعدك غيهبا |
وأصبح حسن الصبر عني ظاعنا | وجدد نحوي البين نابا ومخلبا |
فأقسم لو أبصرت طرفي باكيا | لشاهدت دمعا بالدماء مخضبا |
مسالك لهو سدها الوجد والجوى | وروض سرور عاد بعدك مجدبا |
فداؤك روحي يابن أكرم والد | ويا من فؤادي غير حبيه قد أبى |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0
الواحدي الإمام العلامة، الأستاذ، أبو الحسن، علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي النيسابوري الشافعي صاحب التفسير وإمام علماء التأويل من أولاد التجار. وأصله من ساوه.
لزم الأستاذ أبا إسحاق الثعلبي وأكثر عنه وأخذ علم العربية عن أبي الحسن القهندزي الضرير.
وسمع: من: أبي طاهر بن محمش والقاضي أبي بكر الحيري وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ومحمد بن إبراهيم المزكي وعبد الرحمن بن حمدان النصروي وأحمد بن إبراهيم النجار وخلق.
حدث عنه: أحمد بن عمر الأرغياني وعبد الجبار بن محمد الخواري وطائفة أكبرهم الخواري.
صنف التفاسير الثلاثة: البسيط والوسيط والوجيز. وبتلك الأسماء سمى الغزالي تواليفه الثلاثة في الفقه. ولأبي الحسن كتاب أسباب النزول مروي وكتاب التحبير في الأسماء الحسنى وشرح ديوان المتنبي. وكان طويل الباع في العربية واللغات. وله أيضا: كتاب الدعوات وكتاب المغازي وكتاب الإغراب في الإعراب وكتاب ’’تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم’’ وكتاب ’’نفي التحريف عن القرآن الشريف’’.
تصدر للتدريس مدة وعظم شأنه.
وقيل: كان منطلق اللسان في جماعة من العلماء ما لا ينبغي، وقد كفر من ألف كتاب ’’حقائق التفسير’’ فهو معذور.
وله شعر رائق.
قال عن نفسه: درست اللغة على أبي الفضل أحمد بن محمد بن يوسف العروضي وكان من أبناء التسعين. روى عن الأزهري ’’تهذيبه في اللغة’’ ولحق السماع من الأصم، وله تصانيف وأخذت التفسير عن الثعلبي، والنحو عن أبي الحسن علي بن محمد الضرير - وكان من أبرع أهل زمانه في لطائف النحو وغوامضه علقت عنه قريبا من مائة جزء في المشكلات وقرأت القراءات على جماعة.
قال أبو سعد السمعاني: كان الواحدي حقيقا بكل احترام وإعظام، لكن كان فيه بسط لسان في الأئمة، وقد سمعت أحمد بن محمد بن بشار يقول: كان الواحدي يقول: صنف السلمي كتاب ’’حقائق التفسير’’، ولو قال: إن ذلك تفسير القرآن لكفرته.
قلت: الواحدي معذور مأجور.
مات بنيسابور في جمادى الآخرة، سنة ثمان وستين وأربع مائة، وقد شاخ.
أخوه:
الواحدي، البحيري:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 453
الواحدى علي بن أحمد.
تقدم في الطبقة التاسعة وهذه النسبة أغفلها ابن السمعاني.
فصل
وقد انقضى الكلام بحمد اللَّه ومنه على الطبقة الأولى بأقسامها مستقصى، ونختم الكلام فيها بقاعدة مهمة وهى بيان انقسام أصحابنا إلى عراقيين وخراسانيين، فاعلم أن أصحابنا تفرَّقوا فالعراقيون أهل بغداد وما والاها، وقد صنف الخطيب تاريخ بغداد وذيَّل عليه ابن
النجار وابن السمعاني، وذيَّل الدبيثى على السمعاني والنيسابوريون. وقد صنف الحاكم تاريخاً وهو نفيس لا نظير له، وذيل عليه عبد الغافر، وكل نيسابوري خراسانى ولا عكس، فالخراسانيون أعم منهم وليس الخراسانيون مع نيسابور كالعراقيين مع بغداد فثم جمع من خراسان لم يدخلوا نيسابور بخلاف العراقيين لاتساع بلاد خراسان وكثرة المدن بها فإن عمدتها أربع مدائن: مرو ونيسابور وبلخ وهراة، وقول أصحابنا قال الخراسانيون مرة وقال المراوزة أخرى هما سواء لأن من أكثر الخراسانيين من مرو وما والاها وجماعة من أصحابنا من بلاد المشرق كأصبهان، وأرَّخها أبو نعيم وجرجان وأرخها حمزة السهمي، وسمرقند وأرخها النسفى والمستغفرى له تاريخ لنسف أيضاً، وهراة وأرَّخها القامى الحافظ، ومرو وأرخها ابن السمعاني، وبخارى وشيراز والرى ونظام وطوس وسادة وهمدان ودامغان ورَيْحان وتبريز وبيهق وميهنة وإستراباذ وغير ذلك من المدن الداخلة في أقاليم ما وراء النهر، وخراسان وأذربيجان وماريدان وخوارزم وغزنة وكرمان إلى بلاد الهند وجميع ما وراء النهر إلى أطراف الصين والعراقيين وغير ذلك، وكل هذه كانت تحتوى على مدائن إلى أن خرج جنكيزخان فأهلك العباد وخرَّب البلاد، ثم تلاه ذروه ونبوه وأخذت بغداد على يد هولاكو بن تولى بن جنكيز خان وقتل الخليفة والمسلمين ورفع الصليب، وجماعة من أصحابنا من أهل الشام، وقد ترجم لدمشق ابن عساكر، ولمصر ابن يونس، وجمع شيخنا قطب الدين عبد الكريم الحلبى لها تاريخاً عظيماً، وكأنه لم يبيضه فتفرقت مسودته، وجماعة من أصحابنا من أهل اليمن والحجاز ولم يبعث من اليمن إلا شافعي فالحكمة يمانية.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1