ابن سعد الخير البلنسي علي بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن سعد الخير الانصاري، أبو الحسن: أديب، له شعر حسن. من أهل بلنسية. توفي باشبيلية. قال ابن الابار: كانت فيه غفلة. له رسائل وتآليف، منها (جذوة البيان وجريدة العقيان) و (القرط) على الكامل، و (الحلل في شرح الجمل) للزجاجي.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 251
ابن سعد الخير البلنسي علي بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن سعد الخير، أبو الحسن الأنصاري البلنسي.
كان مع تفننه في العربية، وتقدمه في الآداب، منسوبا إلى غفلة تغلب عليه، وله رسائل بديعة، وتواليف منها: كتاب ’’الحلل في شرح الجمل’’ للزجاجي، ابتدأه من حيث انتهى أبو محمد البطليوسي، وكتاب ’’جذوة البيان، وفريدة العقيان’’، وكتاب ’’القرط على الكامل’’ وتوفي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، ومن شعره:
ألا سائل الركبان هل ظل لعلع | كما كان مطلول الأصائل سجسجا |
وهل وردوا ماء العذيب مناهلا | إذا صافحت كف النسيم تأرجا |
وعن حرجات الحي ما لي وما لها | تجدد لي شوقا إذا الركب عرجا |
وعن أثلاث الجزع هل مال ظلها | وهل تخذت ريح الصبا منه مدرجا |
لئن ظمئت نفسي إليها فطالما | وردت بمغناهن أشنب أفلجا |
بحيث يشف الستر عن ماء مبسم | أرى باب صبري عنه أبهم مرتجا |
بأبي من بني الملوك عزيز | قد ترديت فيه برد التصابي |
ضاعفت حسنه ضفيرة شعر | هي منه طراز برد الشباب |
تتلوى على الرداء مراحا | كحباب ينساب فوق حباب |
وسارية سحبت ذيلها | وهزت على الأفق أعطافها |
تسل البروق بأرجائها | كما سلت الزنج أسيافها |
بدا البدر في أفقه لابسا | ثيابا من الشفق الأحمر |
فشبهته والدجى حائل | عروسا تزف إلى أسمر |
وساكنة من ظلال الغصون | بخدر تروقك أفنانه |
تضاحك أترابها عندما | غدا الجو تدمع أجفانه |
كما فتح الليث فاه وقد | تفرج بالدم أسنانه |
ومخيط ضاق عنه وصفي | يعجز عن فعله اليماني |
يكمن في لبدة ويبدو | كالعرق في باطن اللسان |
ومخضرة الأرجاء قد طلها الندى | وقابلها أنف الصبا بتنفس |
تبدى بها الغربان سطرا كما بدت | ضفيرة شعر فوق بردة سندس |
لله دولاب يفيض بسلسل | في روضة قد أينعت أفنانا |
قد طارحته بها الحمائم شجوها | فيجيبها ويرجع الألحانا |
فكأنه دنف يدور بمعهد | يبكي ويسأل فيه عمن كانا |
ضاقت مجاري جفنه عن دمعه | فتفتحت أضلاعه أجفانا |
حميت الذي يبغي لدي منامه | إذا كان خبر أو تطوف قرقس |
كأني فؤاد حشوه البر والتقى | ومن حوله جن البعوض توسوس |
ومهفهف تجري بصفحة خده | ولماه من ماء الحياة عبابه |
مازال يهتك باللحاظ قلوبنا | حتى تضرج طرفه وثيابه |
فبدا بحمرة ذا وحمرة هذه | كالسيف يدمي حده وقرابه |
فتاة ما بدت إلا | هزئت بصفحة البدر |
وأين البدر من شمس | ترى في مطلع الخدر |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0
ابن سعد الخير
أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن محمد بن سعد الخير الأنصاري، الأستاذ من أهل بلنسية: وكان على تقدُّمه في العربية وتفنُّنه في الآداب منسوباً إلى غفلة تَغلب عليه. وله رسائل بديعة وتواليف، منها: “كتاب الحلل في شرح الجمل” ابتدأه من حيث انتهى البطليوسي، وكتاب “جذوة البيان وفريدة العِقيان’’، وكتاب “القرط’’، وغير ذلك. وتوفي بإشبيلية في أوائل ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
ومن شعره ونقلتُه من خطه:
ألا سائِلِ الرُّكبانَ هل ظلَّ لَعلَعٌ | كما كانَ مَطلولَ الأصائل سَجْسجا |
وهل وَردوا ماءَ العُذَيب مَناهلاً | إذا صافحتْ كفُّ النَّسيم تَأَرّجا |
وعن حَرَجاتِ الحيّ ما لي وما لها | تُجدِّد لي شوقاً إذا الرَّكْبُ عَرَّجا |
وعن أثلاثِ الجِزْع هل حال ظِلُّها | وهل تَخِذتْ ريحُ الصَّبا فيه مَدْرجا |
لئن ظَمِئت نفسي إليها فطالما | وردتُ بمَغناهنَّ أشنبَ أفْلجا |
بحيثُ يَشِفُّ السِّترُ عن ماءِ مبسِمٍ | أرى بابَ صَبري عن أبهمَ مُرْتجا |
ركبتُ الهوَى عُرْيَ السَّراة وربَّما | ركبتُ إلى الهيجاءِ أدهمَ مُسْرَجا |
فيا رُبَّ يومٍ قد صَلِيتُ بحرِّهِ | تراه بنارِ المُرْهفاتِ مُؤَجَّجا |
غدوتُ وجفنُ الشَّمس بالنُّور أزرق | فغادرتُه بالنَّقع أرمدَ أدْعجا |
سقيتُ العَوالي بالنَّجيع فنوَّرت | بَهاراً يُرى عند الطِّعان بَنَفْسجا |
بأبي من بني الملوكِ غَريرٌ | قد تردَّيتُ فيه بُرْدَ التَّصابي |
ضاعفتْ حُسنَه ضفيرةُ شَعرٍ | هي منه طِرازُ بُرْدِ الشَّباب |
تتلوَّى على الرِّداءِ مِراحاً | كحَبابٍ ينسابُ فوقَ حَباب |
ومُهَفْهفٍ يجري بصفحةِ خدِّه | ولَماهُ من ماءِ الحياةِ عُبابُهُ |
وما زالَ يَهتكُ باللِّحاظِ قلوبَنا | حتَّى تضرَّج طَرفُهُ وثِيابُهُ |
فبدا بحُمرةِ ذا وحُمرةِ هذه | كالسَّيفِ يَدْمَى حدُّهُ وقِرابُهُ |
وساريةٍ سَحبتْ ذيلَها | وهزَّت على الأُفقِ أعطافَها |
تُسَلُّ البُروق بأَرجائها | كما سلَّتِ الزَّنجُ أسيافَها |
وساكنةٍ من ظِلال الغصونِ | بخِدْرٍ تَروقك أفنانُهُ |
تُضاحكُ أترابَها فيه لمَّ | اغدا الجوُّ تدمع أجفانه |
كما فَتح الليثُ فاه وقد | تضرَّجَ بالدَّمِ أسنانه |
ومُخضرَّةِ الأرجاءِ قد طلَّها النّدَى | وقابلها أنفُ الصَّبا بتنفُّسِ |
تبدَّتْ بها الغِربانُ سطراً كما بدتْ | ضفيرةُ شَعرٍ فوقَ بُردةِ سُندسِ |
للهِ دولابٌ يَفيض بسَلسلٍ | في روضةٍ قد أينعت أفنانَا |
قد طارَحَتْه بها الحمائمُ شَجوها | فيُجيبها ويُرجِّعُ الألحانا |
فكأنَّه دَنِفٌ يَدورُ بمعهدٍ | يبكي ويسألُ فيه عمَّنْ بانا |
ضاقت مَجاري طرفه عن دمعِهِ | فتفتَّحت أضلاعه أجفانا |
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 69