الغزنوي عطاء بن يعقوب الغزنوي: كاتب، من الشعراء بالعربية والفارسية، من أهل غزنة. اسر في الهند، وظل في الاسر ثماني سنين في (لاهور) وانطلق حين دخلها السلطان ابراهيم بن مسعود فاتحا. له (ديوان شعر) عربي، وآخر فارسي، وكتاب (منهاج الدين) تصوف.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 235
الغزنوي عطاء بن يعقوب بن ناكل الغزنوي، قال صاحب: ’’سر السرور’’ في بعض وصفه وتقريظه: حتى إني حدثت أن ديوان شعره بمصر يشتري بمئتين من الحمر الراقصات على الظفر، والمشهور: أن ديوان شعره العربي والفارسي يشتري بخرسان بأوفر الأثمان، وكيف لا وما من كلمة من كلامه إلا وحقها أن تملك بالأنفس وتقتنى، وتباع بالأنفس وتشتري.
ومن نثره صدر كتاب كتبه إلى بعض الصدور.
أطال الله بقاء الشيخ في عز: مرفوع كاسم ’’كان’’ وأخواتها إلى فلك الأفلاك، منصوب كاسم ’’إن’’ وذواتها إلى سمك السماك، موصوف بصفة النماء، موصول بصلة البقاء، مقصور على قضيته المراد، ممدود إلى يوم التناد، معرف به مضاف إليه، مفعول له موقوف عليه، صحيح سالم من حروف العلة، غير معتل ولا مهموز بهمز الذلة، يثني ويجمع دائما جمع السلامة والكثرة، لا جمع القلة والتكسير، ساكن لا تغيره يد الحركة، مبني على اليمن والبركة، مضاعف مكرر على تناوب الأحوال، زائد غير ناقص على تعاقب الأحوال، مبتدأ به خبره الزيادة، فاعل مفعوله الكرامة، مستقبله خير من ماضيه حالا، وغده أكثر من يومه وأمسه جلالا له الاسم المتمكن من إعراب الأماني، والفعل المضارع للسيف اليماني، لازم لربعه لا يتعدى ولا ينصرف عنه إلى العدى، ولا يدخله الكسر والتنوين أبدا، يقرأ باب التعجب من يراه، منصوبا على الحال إلى أعلى ذراه، متحركا بالدولة والتمكين، منصرفا إلى ربوة ذات قرار ومعين.
وهذا دعاء دعوت له على لسان النحو، وأنا داع له بكل لسان على هذا النحو، ولولا الاحتراز العظيم، من أن يمل الأستاذ الكريم - لسردت أفراده سردا، وجعلت أوراده وردا، وجمعت أعداده عدا، ونظمت له أنداده عقدا، ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين، ومنه:
فصل من كتاب الصحبة نسبة من شرع الكرم والمعرفة عند أهل النهى أوفى الذمم، والأخوة لحمة دانية، والمصافاة قرابة ثانية، ولو كان ما بين ذات البين، ما بين القطبين لوجب أن يقطعا عرض السماء كالمجرة مواصلة، ومتصلا اتصال الكواكب مراسلة، ولكن الأقدام في العقوق سواسية، والقلوب في رعاية الحقوق قاسية.
ومن شعره:
قريض تجلى مثلما ابتسمت أروى | ترشفت من فيه الرضاب فما أروى |
تجلى كأروى في حجال سطورة | وأنزل من شم الجيال لنا أروى |
كغصن الشباب الغصن عاصن بهاؤه | وعهد اللوى ألوى به زمن ألوى |
إذ الدهر غصن ناضر العود ناظر | إلينا بما نهوى ولم يلق في الهوى |
قريض زادت لقلبي غلة | وغيري به يروي الغليل إذا يروى |
اذا ما نباحد الأسنة والظبى | فما نابها في الحادثات بناب |
تقصف رمح الخط وسط كتائب | إذا هز رمح الخط وسط كتاب |
الله جاز عصابة ودعتهم | والدمع يهمي والفؤاد يهيم |
قد كان دهري جنة في ظلمهم | ساروا فأضحى الدهر وهو جحيم |
كانوا غيوث سماحة وتكرم | فاليوم بعدهم الجفون غيوم |
رحلوا على رغمي ولكن حبهم | بين الفؤاد المستهام مقيم |
فكأنما نثرت غداة تحملوا | منهم على ظلم البلاد نجوم |
قد خانهم صرف الزمان لأنهم | كانوا كراما والزمان لئيم |
طلقت لذاتي ثلاثا بعدهم | حتى يعود العقد وهو تطيم |
الله حيث تحملوا جار لهم | والأمن دار والسرور نديم |
والعين غصن والمناهل عذبة | والجو طلق والرياح نسيم |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0