عروة بن حزام عروة بن حزام بن مهاجر الضني، من بني عذرة: شاعر، من متيمي العرب. كان يحب ابنة عم له اسمها (عفراء) نشأ معها في بيت واحد، لان اباه خلفه صغيرا، فكفله عمه. ولما كبر خطبها عروة، فطلبت امها مهرا لا قدرة له عليه، فرحل إلى عم له باليمن، وعاد، فاذا هي قد تزوجت باموي من أهل البلقاء (بالشام) فلحق بها، فاكرمه زوجها، فاقام اياما وودعها وانصرف، فضنى حبا، فمات قبل بلوغ حية. ودفن في وادي القرى (قرب المدينة) له (ديوان شعر - خ) صغير.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 226
عروة بن حزام عروة بن حزام. أحد متيمي العرب ومن قتله الغرام، ومات عشقا في حدود الثلاثين في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. وهو صاحب عفراء التي كان يهواها. وكانت عفراء تربا لعروة، بنت عمه يلعبان معا فألف كل منهما صاحبه وكان عمه عقال يقول لعروة: ابشر فإن عفراء امرأتك إن شاء الله! فلم يزالا إلى أن التحق عروة بالرجال وعفراء بالنساء وكان عروة قد رحل إلى عم له باليمن ليطلب منه ما يمهر به عفراء لأن أمها سامته كثيرا في مهرها فنزل بالحي رجل ذو يسار ومال من بني أمية فرأى عفراء فأعجبته فلم يزل هو وأمها بأبيها إلى أن زوجها به، فلما أهديت إليه قالت:
يا عرو إن الحي قد نقضوا | عهد الإله وحاولوا الغدرا |
أقول لعراف اليمامة داوني | فإنك إن داويتني لطبيب |
فواكبدي أمست رفاتا كأنما | يلذعها بالموقدات لهيب |
عشية لا عفراء منك قريبة | فتسلو ولا عفراء منك قريب |
فوالله ما أنساك ما هبت الصبا | وما عقبتها في الرياح جنوب |
عشية لا خلفي مكر ولا الهوى | أمامي ولا يهوى هواي غريب |
وإني لتغشاني لذكراك فترة | لها بين جلدي والعظام دبيب |
ألا أيها الركب المخبون ويحكم | أحقا نعيتم عروة بن حزام |
فلا تهنأ الفتيان بعدك لذة | ولا رجعوا من غيبة بسلام |
وقل للحبالى لا يرجين غائبا | ولا فرحات بعده بغلام |
بنا من جوى الأحزان في الصدر لوعة | تكاد لها نفس الشفيق تذوب |
ولكنما أبقى حشاشة معول | على ما به عود هناك صليب |
خليلي من عليا هلال بن عامر | بصنعاء عوجا اليوم وانتظراني |
ولا تزهدا في الأجر عندي وأجملا | فإنكما بي اليوم مبتليان |
إلما على عفراء إنكما غدا | بوشك النوى والبين معترفان |
فيا واشيي عفراء ويحكما بمن | وما وإلى من جئتما تشيان |
بمن لو أراه عانيا لفديته | ومن لو رآني عانيا لفداني |
متى تكشفا عني القميص تبينا | بي السقم من عفراء يا فتيان |
فقد تركتني لا أعي لمحدث | حديثا وإن ناجيته ودعاني |
جعلت لعراف اليمامة حكمه | وعراف نجد إن هما شفياني |
فما تركا من حيلة يعلمانها | ولا شربة إلا وقد سقياني |
ورشا على وجهي من الماء ساعة | وقاما مع العواد يبتدران |
وقالا شفاك الله والله ما لنا | بما ضمنت منك الضلوع يدان |
فويلي على عفراء ويل كأنه | على الصدر والأحشاء حد سنان |
أحب ابنة العذري حبا وإن نأت | ودانيت منها غير ما تريان |
إذا رام قلبي هجرها حال دونه | شفيعان من قلبي لها جدلان |
إذا قلت لا قالا بلى ثم أصبحا | جميعا على الرأي الذي يريان |
تحملت من عفراء ما ليس لي به | ولا للجبال الراسيات يدان |
فيا رب أنت المستعان على الذي | تحملت من عفراء منذ زمان |
كأن قطاة علقت بجناحها | على كبدي من شدة الخفقان |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0