عدي بن حاتم عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي، أبو وهب وأبو طريف: أمير، صحابي، من الاجواد العقلاء. كان رئيس طيئ في الجاهلية والاسلام. وقام في حرب الردة بأعمال كبيرة حتى قال ابن الاثير: خير مولود في أرض طيئ وأعظمه بركة عليهم. وكان اسلامه سنة 9هـ ، شهد فتح العراق، ثم سكن الكوفة وشهد الجمل وصفين والنهروان مع علي. وفقئت عينه يوم صفين. ومات بالكوفة. روى عنه المحدثون 66 حديثا. عاش أكثر من مئة سنة. وهو ابن حاتم الطائي الذي يضرب بجوده المثل.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 220

أبو طريف كنية عدي بن حاتم الطائي.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 370

عدي بن حاتم الطائي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد بعث علي بن أبي طالب إلى الفلس صنم طيء يهدمه ويشن عليه الغارات في مائتي فارس فأغار على حاضر آل حاتم فأصابوا ابنة حاتم فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في سبايا من طيء وهرب عدي بن حاتم من خيل النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لحق بالشام وكان على النصرانية وكان يسير في قومه بالمرباع وجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد وكانت امرأة جميلة جزلة فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقامت إليه فقالت هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال من وافدك قالت عدي بن حاتم فقال الفار من الله ورسوله، وقدم وفد من قضاعة من الشام قالت فكساني النبي وأعطاني نفقة وحملني وخرجت معهم حتى قدمت الشام على عدي فجعلت أقول له القاطع الظالم احتملت باهلك وولدك وتركت بقية والدك فأقامت عنده أياما وقالت له ارى إن تلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم عليه وهو في المسجد فقال من الرجل قال عدي بن حاتم فانطلق به إلى بيته وألقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس عليها وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الأرض وعرض عليه الإسلام فأسلم عدي واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، على صدقات قومه.
وقد ثبت عدي على إسلامه في الردة وأتى بعد ذلك عمر بن الخطاب في خلافته فقال أتعرفني يا أمير المؤمنين قال نعم أنت الذي آمن إذ كفروا ووفى إذ غدروا. وكان مع علي بن أبي طالب في حروبه وهو القائل لمعاوية:

وبلغ عشرين ومائة سنة ووقع بينه وبين المختار ابن أبي عبيد لما غلب على الكوفة أمر تشاجرا فيه فهم عدي بالخروج عليه ثم عجز عن ذلك لكبر سنه وضعف جسمه فقال:
وفي يوم الجمل حمل عدي ففقئت عينه، قال الأشتر رأيت عبد الله بن حكيم بن حزام وعنده راية قريش وهو يقاتل عدي بن حاتم وهما يتصاولان تصاول الحلين فتعاورناه فقتلناها، وأمره يوم صفين على قضاعة وطيء وروى نصر في كتاب صفين عن عمرو بن شمر بإسناده: قال رجل لعدي بن حاتم يا أبا طريف أ لم أسمعك تقول يوم الدار والله لا تخنق فيها عناق حولية وقد رأيت ما كان، وقد كانت فقئت عين عدي وقتل بنوه وقال بلى والله لقد خنقت فيه العناق والتيس الأعظم.
وجاء عدي بن حاتم يلتمس عليا يوم صفين ما يطأ إلا على إنسان ميت أو قدم أو ساعد فوجده تحت رايات بكر بن وائل فقال: يا أمير المؤمنين إلا نقوم حتى نموت فقال علي عليه السلام أدن فدنا حتى وضع أذنه عند فمه فقال ويحك إن عامة من معي يعصيني وإن معاوية فيمن يطيعه ولا يعصيه وقال عدي بن حاتم بصفين:
#أو كاده بالغي فاقمعه وخرج همام بن قبيضة من أصحاب معاوية ومعه لواء هوازن وهو يقول:
فقال عدي بن حاتم لصاحب لوائه أدن مني فأخذه وحمل وهو يقول:
#وأسرتي يتبعها عيالي فضربه وسلب لواءه فقال ابن حطان وهو شامت به:
وقال عدي في بعض أيام صفين:
ولما تعاظمت الأمور على معاوية دعا خواص أصحابه فقال لهم أنه قد غمني رجال من أصحاب علي فعد فيهم عدي بن حاتم وعبا لكل رجل منهم رجلا من أصحابه فعبأ لعدي عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فغدا عبد الرحمن وكان أرجاهم عند معاوية إن ينال حاجته فقواه معاوية بالخيل والسلاح فلقيه عدي بن حاتم في حماة مذحج وقضاعة فبرز عبد الرحمن إمام الخيل ثم حمل فطعن الناس وقصده عدي بن حاتم وهو يقول:
فلما كاد إن يخالطه بالرمح توارى عبد الرحمن في العجاج واستتر بأسنة أصحابه واختلط القوم ورجع عبد الرحمن إلى معاوية مقهورا وقال عدي بن حاتم لما رفعت المصاحف بصفين يا أمير المؤمنين إن كان أهل الباطل لا يقومون بأهل الحق فإنه لم يصب عصبة منا إلا وقد أصيبت مثلها منهم وكل مقروح ولكنا أمثل بقية منهم وقد جزع القوم وليس بعد الجزع إلا ما تحب فناجز القوم. وكان لعدي ابن اسمه زيد ولما مر أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمدائن خلف عديا بها يجمع الناس فلحقه في ثمانمائة وخلف ابنه زيدا فلحقه في أربعمائة رجل منهم ثم لحق عليا (عليه السلام) وكان حابس بن سعد الطائي صاحب راية طيء مع معاوية فقتل فمر به عدي بن حاتم ومعه ابنه زيد بن عدي فرآه قتيلا فقال يا أبه هذا والله خالي قال نعم لعن الله خالك فبئس والله المصرع مصرعه فقال زيد من قتل هذا الرجل مرارا فخرج إليه رجل من بكر بن وائل فقال أنا قتلته فطعنه زيد فقتله بعد إن وضعت الحرب أوزارها فحمل عليه عدي يسبه ويسب أمه ويقول يا ابن المائقة لست على دين محمد إن لم أدفعك إليهم فضرب فرسه فلحق بمعاوية فأكرمه فدعا عليه عدي وقال لا أكلمه أبدا ولا يظلني وإياه سقف ولما لحق زيد بن عدي بمعاوية تكلم رجال من أهل العراق في عدي بن حاتم وطعنوا في أمره وكان عدي سيد الناس مع علي في نصيحته وغنائه فقام إلى علي عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين قد قربني زيد للظن وعرضني للتهمة غير إني إذا ذكرت مكانك من الله ومكاني منك اتسع خناقي والله لو وجدت زيدا لقتلته ولو هلك ما حزنت عليه فاثنى عليه علي خيرا وقال عدي في ذلك:
ولما تهيا الحسن (عليه السلام) لقتال معاوية وجمع الناس فخطبهم وحثهم على الجهاد فسكتوا قام عدي بن حاتم فقال أنا ابن حاتم سبحان الله ما أقبح هذا المقام ألا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيكم أين خطباء مضر (أو خطباء المصر) الذين ألسنتهم كالمخاريق في الدعة فإذا جد الجد فرواغون كالثعالب أ ما تخافون مقت الله ولا عيبها وعارها ثم استقبل الحسن (عليه السلام) بوجهه فقال: أصاب الله بك المراشد وجنبك المكاره ووفقك لما تحمد ورده وصدره قد سمعنا مقالتك وانتهينا إلى أمرك وسمعنا لك وأطعناك فيما قلت وما رأيت وهذا وجهي إلى معسكري فمن أحب إن يوافيني فليواف ثم مضى لوجهه فخرج من المسجد ودابته بالباب فركبها ومضى إلى النخيلة وأمر غلامه إن يلحقه بما يصلحه وكان أول الناس عسكرا.
ودخل عدي بن حاتم على معاوية فقال له معاوية ما فعلت الطرفات يعني أولاده وما قصد معاوية بذلك إلا الشماتة وجرح قلب عدي قال قتلوا مع علي.
فقال معاوية ما أنصفك علي قدم أولادك وأخر أولاده، فقال عدي: بل أنا ما أنصفته قتل وبقيت بعده حيا.
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج كان من أشد الناس على عثمان ومن أشدهم جهادا مع علي (عليه السلام) وفيه يقول عمرو بن يثري من رجز تقدم في ترجمة زيد بن صوحان:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 142

عدي بن حاتم (ب د ع) عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدى ابن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ الطائي، وأبوه حاتم هو الجواد الموصوف بالجود، الذي يضرب به المثل، يكنى عدي أبا طريف. وقيل: أبو وهب، يختلف النسابون في بعض الأسماء إلى طيئ.
وفد عدي على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع في شعبان، وقيل: سنة عشر، فأسلم وكان نصرانيا.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد القارئ، أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، حدثنا عيسى بن علي بن عيسى بن داود، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: كنت أسأل عن حديث عدي بن حاتم، وهو إلى جنبي، فقلت: ألا آتيه فأسأله؟ فأتيته فسألته، فقال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث، فكرهته أشد ما كرهت شيئا قط، فانطلقت حتى إذا كنت في أقصى الأرض مما يلي الروم، فكرهت مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشد، فقلت: لو أتيت هذا الرجل فإن كان كاذبا لم يخف علي، وإن كان صادقا اتبعته؟ فأقبلت، فلما قدمت المدينة استشرفني الناس وقالوا: عدي بن حاتم! عدي بن حاتم! فأتيته، فقال لي: يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم قلت: إن لي دينا. قال: أنا أعلم بدينك منك. قلت: أنت أعلم بديني مني؟ قال: نعم، مرتين أو ثلاثا، قال: ألست ترأس قومك؟ قال، قلت: بلى. قال: ألست ركوسيا؟ ألست تأكل المرباع؟ قلت: بلى. قال: فإن ذلك لا يحل في دينك. قال: فنضنضت لذلك، ثم قال: يا عدي، أسلم تسلم. قال: قد أظن- أو: قد أرى، أو: كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- أنه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضة تراها ممن حولي، وإنك ترى الناس علينا إلبا واحدا. قال: هل أتيت الحيرة؟ قلت: لم آتها، وقد علمت مكانها.
قال: يوشك الظعينة أن ترتحل من الحيرة بغير جوار، حتى تطوف بالبيت، ولتفتحن علينا كنز كسرى بن هرمز. قال، قلت: كسرى بن هرمز! قال: كسرى بن هرمز، مرتين أو ثلاثا، وليفيضن المال حتى يهم الرجل من يقبل صدقته. قال عدي: قد رأيت اثنتين: الظعينة ترتحل بغير جوار حتى تطوف بالبيت، وقد كنت في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز، وأحلف بالله لتجيئن الثالثة أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقيل: إنه لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية إلى طيئ أخذ عدي أهله، وانتقل إلى الجزيرة، وقيل: إلى الشام، وترك أخته سفانة بنت حاتم، فأخذها المسلمون، فأسلمت وعادت إليه فأخبرته، ودعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحضر معها عنده، فأسلم وحسن إسلامه، وقد ذكرناه في ترجمة أخته سفانة.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم على أبي بكر الصديق في وقت الردة بصدقة قومه، وثبت على الإسلام ولم يرتد، وثبت قومه معه. وكان جوادا شريفا في قومه، معظما عندهم وعند غيرهم، حاضر الجواب، روى عنه أنه قال: «ما دخل علي وقت صلاة إلا وأنا مشتاق إليها». وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه إذا دخل عليه.
أخبرنا غير واحد إجازة عن أبي غالب بن البناء، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيويه، حدثنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن قهم، حدثنا محمد بن سعد، حدثنا يزيد بن هارون ويعلى بن عبيد قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي قال: لما كان زمن عمر، رضي الله عنه، قدم عدي بن حاتم على عمر، فلما دخل عليه كأنه رأى منه شيئا- يعني جفاء- قال: يا أمير المؤمنين، أما تعرفني؟ قال: بلى، والله أعرفك، أكرمك الله بأحسن المعرفة، أعرفك والله، أسلمت إذ كفروا، وعرفت إذ أنكروا، ووفيت إذ غدروا، وأقبلت إذ أدبروا. فقال: حسبي يا أمير المؤمنين حسبي.
وشهد فتوح العراق، ووقعة القادسية، ووقعة مهران، ويوم الجسر مع أبي عبيد، وغير ذلك.
وكان مع خالد بن الوليد لما سار إلى الشام، وشهد معه بعض الفتوح، وأرسل معه خالد بالأخماس إلى أبي بكر الصديق، رضي الله عنه.
وسكن الكوفة، قال الشعبي: أرسل الأشعث بن قيس إلى عدي بن حاتم يستعير منه قدور حاتم، فملأها، وحملها الرجال إليه، فأرسل إليه الأشعث: إنما أردناها فارغة! فأرسل إليه عدي: إنا لا نعيرها فارغة.
وكان عدي يفت الخبز للنمل ويقول: إنهن جارات، ولهن حق.
وكان عدي منحرفا عن عثمان، فلما قتل عثمان قال: «لا يحبق في قتله عناق». فلما كان يوم الجمل فقئت عينه، وقتل ابنه محمد مع علي، وقتل ابنه الآخر مع الخوارج، فقيل له: يا أبا طريف، هل حبق في قتل عثمان عناق؟! قال: إي والله، والتيس الأعظم.
وشهد صفين مع علي، روى عنه الشعبي، وتميم بن طرفة، وعبد الله بن معقل، وأبو إسحاق الهمداني، وغيرهم.
وتوفي سنة سبع وستين، وقيل: سنة ثمان. وقيل: سنة تسع وستين، وله مائة وعشرون سنة قيل: مات بالكوفة أيام المختار، وقيل: مات بقرقيسياء، والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
النضنضة: تحريك اللسان. والغضاضة: الذلة. والنقيصة وقيل: إنما هي «خصاصة» بالخاء، وهي الفقر.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 837

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 4- ص: 7

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 505

عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي الطائي. ولد الجواد المشهور، أبو طريف.
أسلم في سنة تسع. وقيل سنة عشر، وكان نصرانيا قبل ذلك، وثبت على إسلامه في الردة، وأحضر صدقة قومه إلى أبي بكر، وشهد فتح العراق، ثم سكن الكوفة، وشهد صفين مع علي.
ومات بعد الستين وقد أسن. قال خليفة: بلغ عشرين ومائة سنة. وقال أبو حاتم السجستاني: بلغ مائة وثمانين.
قال محل بن خليفة، عن عدي بن حاتم: ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء. وقال الشعبي، عن عدي: أتيت عمر في أناس من قومي، فجعل يفرض للرجل، ويعرض عني، فاستقبلته، فقلت: أتعرفني؟ قال: نعم، آمنت إذ كفروا، وعرفت إذا أنكروا، ووفيت إذ غدروا، وأقبلت إذا أدبروا، إن أول صدقة بيضت وجوه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة طيئ.
أخرجه أحمد، وابن سعد، وغيرهما، وبعضه في مسلم.
وفي «الصحيحين» أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور تتعلق بالصيد، وفيهما قصة في جملة قوله تعالى: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} على ظاهره. وقوله له: إنك لعريض الوساد.
وروى أحمد والترمذي، من طريق عباد بن حبيش الكوفي، عن عدي بن حاتم، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقال الناس: هذا عدي بن حاتم. قال: وجئت بغير أمان ولا كتاب، وكان قال قبل ذلك: إني لأرجو الله أن يجعل يده في يدي، فقام فأخذ بيدي، فلقيته امرأة وصبي معها، فقالا: إنا لنا إليك حاجة، فقام معهما حتى قضى حاجتهما، ثم أخذ بيدي حتى أتى إلى داره، فألقت إليه الوليدة وسادة فجلس عليها، وجلست بين يديه، فقال: «هل تعلم من إله سوى الله؟» قلت: لا. ثم قال: «هل تعلم شيئا أكبر من الله؟» قلت: لا.
قال: «فإن اليهود مغضوب عليهم، وإن النصارى ضالون».
وروى أحمد والبغوي في معجمه وغيرهما من طريق أبي عبيدة بن حذيفة، قال: كنت أحدث حديث عدي بن حاتم، فقلت: هذا عدي في ناحية الكوفة، فأتيته، فقال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كرهته كراهية شديدة، فانطلقت حتى كنت في أقصى الأرض مما يلي الروم، فكرهت مكاني أشد من كراهته، فقلت: لو أتيته، فإن كان كاذبا لم يخف علي، وإن كان صادقا اتبعته. فأقبلت، فلما قدمت المدينة استشرفني الناس، فقالوا: عدي بن حاتم. فأتيته فقال لي: «يا عدي، أسلم تسلم». قلت: إني لي دينا. قال: «أنا أعلم بدينك منك، ألست ترأس قومك؟» قلت: بلى. قال: «ألست تأكل المرباع؟» قلت: بلى. قال: «فإن ذلك لا يحل لك في دينك». ثم قال: «أسلم تسلم. قد أظن أنه إنما يمنعك غضاضة تراها ممن حولي، وإنك ترى الناس علينا إلبا واحدا». قال: «هل أتيت الحيرة؟» قلت: لم آتها، وقد علمت مكانها. قال: «يوشك أن تخرج الظعينة منها بغير جواز حتى تطوف بالبيت، ولتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز». فقلت: كسرى بن هرمز؟ قال: «نعم. وليفيضن المال حتى يهم الرجل من يقبل صدقته».
قال عدي: فرأيت اثنتين: الظعينة.
وكنت في أول خيل أغارت على كنوز كسرى، وأحلف بالله لتجيئن الثالثة. وآخر الحديث عند البخاري من وجه آخر.
وذكر ابن المبارك في «الزهد»، عن ابن عيينة، أنه حدث عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، قال: ما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا أشتاق إليها، وكان جوادا. وقد أخرج أحمد عن تميم بن طرفة، قال: سأل رجل عدي بن أبي حاتم مائة درهم، فقال: تسألني مائة درهم، وأنا ابن حاتم! والله لا أعطيك. وسنده صحيح.
وجزم خليفة بأنه مات سنة ثمان وسنتين. وفي التاريخ المظفري أنه مات في زمن المختار، وهو ابن مائة وعشرين سنة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 388

أبو طريف عدي بن حاتم الطائي- تقدم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 193

ابن حاتم الطائي عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد. أبو طريف الطائي. ولد حاتم الجود. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرمه، في شعبان سنة عشرة. ثم قدم على أبي بكر الصديق بصدقات قومه في حين الردة؛ ومنع قومه وطائفة معهم من الردة بثبوته على الإسلام، وحسن رأيه. وكان سريا شريفا في قومه، خطيبا حاضر الجواب، فاضلا كريما. قال: ما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا اشتاق إليها! وقال: ما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قط إلا وسع لي أو تحرك! ودخلت يوما عليه في بيته وقد امتلأ من أصحابه فوسع لي حتى جلست إلى جنبه.
وتوفي رحمه الله سنة سبع وستين للهجرة وهو ابن ماية وعشرين سنة. وروى له الجماعة. وسكن الكوفة وبها توفي. وشهد الجمل مع علي وصفين والنهروان، وفقئت عينه يوم الجمل. وروى عنه جماعة كثيرون من البصرة والكوفة. وأتاه سالم بن دارة الغطفاني بمدحة؛ فقتل له عدي: أمسك عليك يا أخي أخبرك بما لي فتمدحني على حسبه! لي ألف ضانية وألفا درهم وثلاثة أعبد وفرسي هذه حبيس في سبيل الله! فقل! فقال:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0

عدي بن حاتم بن عبد الله الطائي مهاجري، يكنى أبا طريف، وينسبونه عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي ابن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طي بن أدد بن زيد بن كهلان، إلا أنهم يختلفون في بعض الأسماء إلى طي. قدم عدي على النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان من سنة سبع.
قال الواقدي: قدم عدي بن حاتم على النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة عشر، وخبره في قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم خبر عجيب في حديث حسن صحيح، من رواية قتادة، عن ابن سيرين، ثم قدم على أبي بكر الصديق بصدقات قومه في حين الردة، ومنع قومه في طائفة معهم من الردة بثبوته على الإسلام وحسن رأيه، وكان سيدا شريفا في قومه، خطيبا حاضر الجواب، فاضلا كريما. روى عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال: ما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا أشتاق إليها.
وأخبرنا خلف بن قاسم، حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري،
حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي، حدثنا عبيد بن جناد الحلبي، حدثنا عطاء بن مسلم، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عدي بن حاتم، قال: ما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قط إلا وسع لي أو تحرك لي، وقد دخلت عليه يوما في بيته وقد امتلأ من أصحابه فوسع لي حتى جلست إلى جنبه.
وأتاه الشاعر سالم بن دارة الغطفاني، واسم أبيه دارة مسافع، فقال له: قد مدحتك يا أبا طريف؟ فقال له عدي: أمسك عليك يا أخي حتى أخبرك بمالي فتمدحني على حسبه، لي ألف صائنة وألفا درهم وثلاثة أعبد وفرسي هذه حبيس في سبيل الله عز وجل، فقل، فقال:

وحديث الشعبي أن عدي بن حاتم قال لعمر بن الخطاب إذ قدم عليه: ما أظنك تعرفني. فقال: كيف لا أعرفك؟ وأول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة طي! أعرفك، آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا.
ثم نزل عدي بن حاتم رضي الله عنه الكوفة وسكنها، وشهد مع على رضي الله عنه الجمل، وفقئت عينه يومئذ، ثم شهد أيضا مع علي رضي الله عنه صفين والنهروان.
ومات بالكوفة سنة سبع وستين في أيام المختار. وقيل: مات سنة ثمان وستين. وقيل: بل مات عدي بن حاتم سنة تسع وستين، وهو ابن مائة وعشرين سنة.
روى عنه جماعة من البصريين والكوفيين، منهم: همام بن الحارث، وعامر الشعبي، وتميم بن طرفة، وعبد الله بن معقل بن مقرن، والسري بن قطري، وأبو إسحاق الهمداني، وخيثمة بن عبد الرحمن.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1057

عدي بن حاتم الطائي أحد بني ثعل. ويكنى أبا طريف. نزل الكوفة وابتنى بها دارا في طيئ ولم يزل مع علي بن أبي طالب. رضي الله عنه. وشهد معه الجمل وصفين. وذهبت عينه يوم الجمل. ومات بالكوفة زمن المختار سنة ثمان وستين.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 99

عدي بن حاتم بن عبد الله الطائي أبو طريف مات سنة ست وستين ولا عقب له

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 75

عدي بن حاتمٍ، أبو طريف، الطائي.
له صحبةٌ.
قال ابن أبي هاشمٍ، عن أيوب بن النجار، عن بلال بن المنذر: مات عدي في زمن المختار.
وقال عمر بن حفص: حدثنا أبي، عن عثمان بن قيس بن محمد العنبري، قال: حدثني أبي، عن عدي بن حاتمٍ.
وحدثني كثير بن شهاب؛ في الرجل الذي لطم الرجل، والذي قالوا: يا رسول الله، الولاة تكون علينا، لا نسألك عن طاعة الله، من اتقى الله وأصلح، وفعل وفعل، فقال: إنما نسألك عن طاعة من فعل وفعل، فذكر الشر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا وأطيعوا.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 7- ص: 1

عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي
الجواد بن الجواد أسلم سنة سبع عنه الشعبي وأبو إسحاق وسعيد بن جبير نزل قرقيسيا منعزلا قال بن سعد مات 68 عن مائة وعشرين سنة ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن حشرج بن امرئ القيس بن عدي بن ربيعة بن جرول
بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طي بن أدد بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان الطائي كنيته أبو طريف
نزل الكوفة مات سنة ست وستين
سمع النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه عمر في الفضائل
روى عنه تميم بن طرفة في الصلاة وعبد الله بن معقل في الزكاة وخيثمة في الزكاة والشعبي في الصوم والصيد والفضائل وهمام بن الحارث في الصيد

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

عدي بن حاتم الطائي

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 24

(ع) عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الخزرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ بن أدد أبو طريف، ويقال: أبو وهب.
قال البرقي أبو بكر: يكنى أبا وهب، ويقال: أبو طريف، له نحو عشرين حديثا، وقال خليفة: مات بالكوفة زمن المختار، وهو ابن عشرين ومائة سنة، كذا ذكره المزي موهما رؤيته كتاب البرقي، وهو إنما قلد فيه ابن عساكر، ولو نظر في [ق 107 / ب] كتاب البرقي لوجده قد قال: أصيبت عينه يوم الجمل، ومات بالكوفة زمن المختار ويقال: إنه بلغ مائة وعشرين سنة.
ولو نظر في كتاب خليفة لوجده قد قال ابن الكلبي: مات عدي بن حاتم الطائي زمن المختار، فهذا كما ترى خليفة، لم يقله استقلالا، ومثل ذلك يدلك على أنه لا ينظر في الأصول غالبا، والحمد لله تعالى.
وقال ابن حبان: مات سنة سبع وستين بعد أن قتل المختار بالحجاز بثلاثة أيام، ولا عقب له، وقيل: إن له عقبا ينزلون نهر كربلاء.
وفي ’’ تاريخ البخاري ’’: قال أبو هشام عن أيوب بن النجار، عن بلال بن المنذر: مات في زمن المختار، وفي موضع آخر: قال عدي: أشهد أنه كذاب، يعني المختار ثم مات بعد ذلك بثلاثة أيام.
وقال البغوي: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث صالحة.
وفي قول المزي: وقال محمد بن سعد: مات زمن المختار سنة ثمان وستين، وهو ابن عشرين ومائة، نظر؛ لأن ابن سعد إنما ذكر هذا نقلا، لا استبدادا، وذلك أنه قال: وقال محمد بن عمر، وهشام بن محمد بن السائب الكلبي: شهد عدي القادسية، ويوم نهران، وقس الناطف، والنخيلة، ومعه اللواء، وشهد الجمل مع علي، وفقئت عينه يومئذ. وقتل ابنه، وشهد صفين والنهروان مع علي، ومات في زمن المختار بالكوفة، وهو ابن مائة وعشرين سنة.
وفي الاستيعاب: قال محمد بن عمر قدم في شعبان سنة عشر، ولما قال لعمر بن الخطاب: ما أظنك تعرفني؟ قال: كيف لا أعرفك؟ آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وأول صدقة بيضت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقة طي.
وفي كتاب الصريفيني: يكنى أيضا أبا حاتم، وعن الكلبي: مات سنة تسع وستين.
وفي كتاب ابن الأثير: أرسل إليه الأشعث يستعير منه قدورا فملأها، وحملها الرجال إليه، فأرسل إليه الأشعث إنما أردناها فارغة، فقال عدي: إنا لا نعيرها فارغة. وكان عدي يفت الخبز للنمل، ويقول: أنهن جارات، ولهن حق.
وكان منحرفا عن عثمان - رضي الله عنهما - ومات سنة تسع وستين وموته
بالكوفة أصح من قول من قال: مات بقرقيسياء.
وعند التاريخي: قيل لعدي وهو غلام صغير في [] بالباب فاحجب من لا يعرف. قال: لا يكون والله أول شيء استلقيته منع الناس من الطعام.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 9- ص: 1

عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن حشرج بن امرئ القيس
بن عدي بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ الطائي كنيته أبو طريف مات سنة ست وستين بعد أن قتل المختار بن أبي عبيد بالجازر بثلاثة أيام ولا عقب له وكان مع على يوم الجمل وقد قيل إن له عقبا ينزلون نهر كربلا

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

عدي بن حاتم بن عبد الله بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن زمعة بن جرول بن ثعلب بن عمرو بن الغوث بن طيء واسمه جلهمة
حدثني علي بن محمد، نا أبو الوليد، نا شعبة، عن سعيد بن مسروق، حدثني الشعبي قال: سمعت عدي بن حاتم يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله، أرسل كلبي، فأسمي عليه، وأجد معه كلباً آخر، ولا أدري أيهما أخذ؟ قال: «لا تأكل إلا ما سميت عليه، إنما سميت على كلبك، ولم تسم على الآخر»
حدثنا البختري بن محمد بن البختري المعدل، نا محمد بن حسان السمتي، نا هشيمٌ، عن المغيرة، وإسماعيل بن أبي خالد، ومجالد، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم قال: أتيت عمر بن الخطاب فقلت: يا أمير المؤمنين، أما تعرفني؟ قال: «أعرفك، أسلمت إذ كفروا، ووفيت إذ غدروا، وأقبلت إذ أدبروا»، وذكر الحديث
حدثنا الحسن بن علي بن شبيب، نا عبد الملك بن بشير السامي، نا أرطأة بن الحسين البناني، نا تميم بن عبد الرحمن البناني، نا عدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال «لا تزدر أصحابي، ليفتحن كنوز كسرى»
حدثنا حسين بن فهم، نا علي بن الجعد، نا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عديا قال القاضي: كذا قال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق التمرة»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1

عدي بن حاتم الطائي أبو طريف
له صحبة روى عنه تميم بن طرفة وعبد الله بن معقل ومري بن قطري ومحل بن خليفة وأبو إسحاق الهمداني وهمام بن الحارث وعامر الشعبي وخيثمة بن عبد الرحمن سمعت أبي يقول بعض ذلك وبعضه من قبلي.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 7- ص: 1