عثمان بن مظعون عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب الجمحي، ابو السائب: صحابي، كان من حكماء العرب في الجاهلية، يحرم الخمر. واسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، هاجر إلى ارض الحبشة مرتين. واراد التبتل والسياحة في الارض زهدا بالحياة، فمنعه رسول الله، فاتخذ بيتا يتعبد فيه، فأتاه النبي (ص) فأخذ بعضادتي البيت، وقال: يا عثمان ان الله لم يبعثني بالرهبانية (مرتين او ثلاثا) وان خير الدين عند الله الحنفية السمحة. وشهد بدرا. ولما مات جاءه النبي (ص) فقبله ميتا، حتى رؤيت دموعه تسيل على خد عثمان. وهو اول من مات بالمدينة من المهاجرين واول من دفن بالبقيع منهم.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 214
عثمان بن مظعون (ب د ع) عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الجمحي. يكنى أبا السائب، أمه سخيلة بنت العنبس ابن أهبان بن حذافة بن جمح، وهي أم السائب وعبد الله ابني مظعون.
أسلم أول الإسلام، قال ابن إسحاق: أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلا، وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى مع جماعة من المسلمين، فبلغهم وهم بالحبشة أن قريشا قد أسلمت فعادوا.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: فلما بلغ من بالحبشة سجود أهل مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلوا ومن شاء الله منهم، وهم يرون أنهم قد تابعوا النبي صلى الله عليه وسلم. فلما دنوا من مكة بلغهم الأمر فثقل عليهم أن يرجعوا، وتخوفوا أن يدخلوا مكة بغير جوار، فمكثوا حتى دخل كل رجل منهم بجوار من بعض أهل مكة، وقدم عثمان ابن مظعون بجوار الوليد بن المغيرة.
قال ابن إسحاق: فحدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عمن حدثه قال: لما رأى عثمان ما يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الأذى، وهو يغدو ويروح بأمان الوليد بن المغيرة، قال عثمان: والله إن عدوى ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل بيتي يلقون البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني- لنقص شديد في نفسي.
فمضى إلى الوليد بن المغيرة فقال: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد كنت في جوارك، وقد أحببت أن أخرج منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلي به وأصحابه أسوة، فقال الوليد: فلعلك- يا ابن أخي- أوذيت أو انتهكت؟ قال: لا، ولكن أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره! قال: فانطلق إلى المسجد، فاردد على جواري علانية كما أجرتك علانية! فقال: انطلق، فخرجا حتى أتيا المسجد، فقال الوليد: هذا عثمان بن مظعون قد جاء ليرد علي جواري. فقال عثمان: صدق، وقد وجدته وفيا كريم الجوار، وقد أحببت أن لا أستجير بغير الله عز وجل، وقد رددت عليه جواره. ثم انصرف عثمان بن مظعون، ولبيد بن ربيعة بن جعفر بن كلاب القيمى في مجلس قريش، فجلس معهم عثمان، فقال لبيد وهو ينشدهم:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
فقال عثمان: صدقت. قال لبيد:
وكل نعيم لا محالة زائل
فقال عثمان: كذبت، فالتفت القوم إليه فقالوا للبيد: أعد علينا. فأعاد لبيد، وأعاد له عثمان بتكذيبه مرة وبتصديقه مرة، وإنما يعني عثمان إذا قال: «كذبت»، يعني نعيم الجنة لا يزول. فقال لبيد: والله- يا معشر قريش- ما كانت مجالسكم هكذا! فقام سفيه منهم إلى عثمان بن مظعون فلطم عينه، فاخضرت، فقال له من حوله: والله يا عثمان لقد كنت في ذمة منيعة وكانت عينك غنية عما لقيت! فقال عثمان: جوار الله آمن وأعز وعيني الصحيحة فقيرة إلى ما لقيت أختها ولي برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن آمن معه أسوة. فقال الوليد: هل لك في جواري؟
فقال عثمان: لا أرب لي في جوار أحد إلا في جوار الله.
ثم هاجر عثمان إلى المدينة، وشهد بدرا. وكان من أشد الناس اجتهادا في العبادة، يصوم النهار ويقوم الليل، ويجتنب الشهوات، ويعتزل النساء، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التبتل والاختصاء، فنهاه عن ذلك. وهو ممن حرم الخمر على نفسه، وقال: لا أشرب شرابا يذهب عقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني.
وهو أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين، مات سنة اثنتين من الهجرة، قيل: توفى بعد اثنتين وعشرين شهرا بعد شهوده بدرا، وهو أول من دفن بالبقيع أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران وغيره قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت، وهو يبكي، وعيناه تهراقان.
ولما توفى إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحق بالسلف الصالح عثمان ابن مظعون». وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذاك لابنته زينب عليها السلام. وأعلم النبي صلى الله عليه وسلم على قبره بحجر، وكان يزوره.
وروى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون حين مات، فانكب عليه ورفع رأسه، ثم حنى الثانية، ثم حنى الثالثة، ثم رفع رأسه وله شهيق وقال: اذهب عنك أبا السائب.
خرجت منها ولم تلبس منها بشيء وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئا لك الجنة! فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر المغضب، وقال: وما يدريك؟ فقالت: يا رسول الله، فارسك وصاحبك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رسول الله، وما أدري ما يفعل بي! واختلف الناس في المرأة التي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، فقيل: كانت أم السائب زوجته.
وقيل: أم العلاء الأنصارية، وكان نزل عليها. وقيل: كانت أم خارجة بن زيد، وقالت امرأته ترثيه:
يا عين جودي بدمع غير ممنون | على رزية عثمان بن مظعون |
على امرئ بات في رضوان خالقه | طوبى له من فقيد الشخص مدفون |
طاب البقيع له سكنى وغرقده | وأشرقت أرضه من بعد تعيين |
وأورث القلب حزنا لا انقطاع له | حتى الممات، فما ترقى له شونى |
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 832
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 589
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 494
عثمان بن معاذ القرشي (ب) عثمان بن معاذ القرشي التيمي- أو: معاذ بن عثمان.
كذا روى حديثه ابن عيينة، عن حميد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن رجل من قومه بني تيم يقال له: عثمان بن معاذ أو: معاذ بن عثمان- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ارموا الجمار بمثل حصى الخذف. أخرجه أبو عمر.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 833
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 592
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 497
عثمان بن مظعون بالظاء المعجمة، ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي.
قال ابن إسحاق: أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا. وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى في جماعة، فلما بلغهم أن قريشا أسلمت رجعوا، فدخل عثمان في جوار الوليد بن المغيرة، ثم ذكر رده جواره ورضاه بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر قصته مع لبيد بن ربيعة حين أنشد:
#ألا كل شيء ما خلا الله باطل.........
فقال عثمان بن مظعون: صدقت. فقال لبيد:
#....... وكل نعيم لا محالة زائل
فقال عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول، فقام سفيه منهم إلى عثمان فلطم عينه فاخضرت.
وفي «الصحيحين»، عن سعد بن أبي وقاص، قال: رد النبي صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا.
وروى ابن شاهين، والبيهقي في «الشعب»، من طريق قدامة بن إبراهيم الجمحي، عن عمر بن حسين، عن عائشة بنت قدامة، عن أبيها، عن عمها، قال: قلت: يا رسول الله، إني رجل تشق علي العزوبة في المغازي، فتأذن لي في الخصاء فأختصي؟ فقال: لا، ولكن عليك- ابن مظعون- بالصوم».
وروى البزار، من طريق قدامة بن موسى، عن أبيه عن جده قدامة بن مظعون حديثا، وقال: لا أعلم له غيره.
وفي «الصحيحين» عن أم العلاء، قالت: لما مات عثمان بن مظعون قلت: شهادتي عليك أبا السائب، لقد أكرمك الله.
توفي بعد شهوده بدرا في السنة الثانية من الهجرة، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين، وأول من دفن بالبقيع منهم.
وروى الترمذي من طريق القاسم، عن عائشة، قالت: قبل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي، وعيناه تذرفان. ولما توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون».
وقالت امرأة ترثيه:
يا عين جودي بدمع غير ممنون | على رزية عثمان بن مظعون |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 381
عثمان بن معاذ بن عثمان التيمي قال ابن عبد البر: روى حديثه ابن عيينة عن حميد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم، عن رجل من قومه يقال له عثمان بن معاذ، أو معاذ بن عثمان، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ارموا الجمار بمثل حصى الحذف».
قلت: قد رواه عبد الوارث، عن حميد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن معاذ، أخرجه أبو داود والنسائي، وهو المحفوظ، ورواه معمر عن حميد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل، أنه سمع، فإن كان ابن عيينة حفظه فلعل عبد الرحمن سمعه من أخيه عثمان.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 382
أبو السائب عثمان بن مظعون الجمحي، مشهور باسمه- من السابقين الأولين. تقدم في الأسماء.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 140
أبو السائب الجمحي عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص القرشي الجمحي. أبو السائب. أمه سخيلة بنت العنبس بن وهبان بن حذافة بن جمح؛ وهي أم السائب وعبد الله. أسلم عثمان بعد ثلاثة عشر رجلا، وهاجر الهجرتين وشهد بدرا. وكان أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين بعدما رجع من بدر، وأول من تبعه إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم. وروي من وجوه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بعدما مات. توفي سنة اثنتين للهجرة بعد اثنين وعشرين شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: بعد ثلاثين شهرا بعد بدر. ولما دفن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم السلف لنا عثمان بن مظعون. ولما توفي إبراهيم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلحق بالسلف الصالح عثمان بن مظعون! وأعلم قبر عثمان بحجر، وكان يزوره، وكان عابدا مجتهدا من فضلاء الصحابة؛ وكان هو وعلي بن أبي طالب وأبو ذر قد هموا بأن يختصوا ويتبتلوا فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ونزلت فيهم: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} الآية. وهو أحد من حرم الخمر في الجاهلية؛ وقال: لا أشرب شرابا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني ويحملني على أن أنكح كريمتي! فلما حرمت الخمر أتي وهو بالعوالي فقيل له: قد حرمت الخمر! فقال: تبا لها؛ فقد كان بصري فيها ثابتا! وقال ابن عبد البر: في هذا نظر لأن تحريم الخمر عند أكثرهم بعد أحد. وقالت امرأته ترثيه:
يا عين جودي بدمع غير ممنون | على رزية عثمان بن مظعون |
على امرئ بان في رضوان خالقه | طوبى له من فقيد الشخص مدفون |
طاب البقيع له سكنى وغرقده | وأشرقت أرضه من بعد تفنين |
وأورت القلب حزنا لا انقطاع له | حتى الممات فلا ترقى له شوني |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0
عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب الجمحي أبو السائب.
من سادة المهاجرين، ومن أولياء الله المتقين الذين فازوا بوفاتهم في حياة نبيهم فصلى عليهم وكان أبو السائب -رضي الله عنه- أول من دفن بالبقيع.
روى كثير بن زيد المدني:، عن المطلب بن عبد الله قال: لما دفن النبي -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن مظعون قال لرجل: ’’هلم تلك الصخرة فاجعلها عند قبر أخي أعرفه بها أدفن إليه من دفنت من أهلي’’ فقام الرجل فلم يطقها فقال -يعني الذي حدثه: فلكأني أنظر إلى بياض ساعدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين احتملها حتى وضعها عند قبره. هذا مرسل.
قال سعيد بن المسيب: سمعت سعدا يقول رد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا.
قال أبو عمر النمري: أسلم أبو السائب بعد ثلاثة عشر رجلا وهاجر الهجرتين وتوفي بعد بدر وكان عابدا مجتهدا وكان هو وعلي وأبو ذر هموا أن يختصوا.
وروي من مراسيل عبيد الله بن أبي رافع قال: أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون فوضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند رأسه حجرا وقال: ’’هذا قبر فرطنا’’.
وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية.
ابن المبارك: عن عمر بن سعيد، عن ابن سابط: قال عثمان بن مظعون لا أشرب شرابا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني ويحملني على أن أنكح كريمتي فلما حرمت الخمر قال: تبا لها قد كان بصري فيها ثاقبا.
هذا خبر منقطع لا يثبت وإنما حرمت الخمر بعد موته.
سفيان بن وكيع، حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، حدثني أبو النضر، عن زياد،
عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على عثمان بن مظعون حين مات فأكب عليه فرفع رأسه فكأنهم رأوا أثر البكاء ثم جثا الثانية ثم رفع رأسه فرأوه يبكي ثم جثا الثالثة فرفع رأسه وله شهيق فعرفوا أنه يبكي فبكى القوم فقال: ’’مه هذا من الشيطان’’ ثم قال: ’’أستغفر الله أبا السائب! لقد خرجت منها ولم تلبس منها بشيء’’.
حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال لما مات ابن مظعون قالت امرأته: هنيئا لك الجنة فنظر إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر غضب وقال ما يدريك؟ قالت فارسك وصاحبك. قال: ’’إني رسول الله وما أدري ما يفعل بي ولا به’’ فأشفق الناس على عثمان بن مظعون فبكى النساء فجعل عمر يسكتهن فقال: مهلا يا عمر! ثم قال: ’’إياكن ونعيق الشيطان مهما كان من العين فمن الله ومن الرحمة وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان’’.
يعلى بن عبيد، حدثنا الإفريقي، عن سعد بن مسعود أن عثمان بن مظعون قال: يا رسول الله! لا أحب أن ترى امرأتي عورتي. قال: ولم؟ قال: أستحيي من ذلك. قال: ’’إن الله قد جعلها لك لباسا وجعلك لباسا لها’’. هذا منقطع.
ابن أبي ذئب، عن الزهري أن عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض.
فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’أليس لك في أسوة حسنة وليس من أمتي من اختصى أو خصى’’.
أبو إسحاق السبيعي، عن أبي بردة: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- فرأينها سيئة الهيئة فقلن لها: مالك؟ فما في قريش أغنى من بعلك! قالت أما ليله فقائم وأما نهاره فصائم فلقيه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’أما لك بي أسوة....’’ الحديث.
قال: فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس.
حماد بن زيد، حدثنا معاوية بن عياش، عن أبي قلابة أن عثمان بن مظعون قعد يتعبد فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة’’.
عن عائشة بنت قدامة قالت: نزل عثمان وقدامة وعبد الله بنو مظعون ومعمر بن الحارث حين هاجروا على عبد الله بن سلمة العجلاني قال الواقدي: آل مظعون ممن أوعب في الخروج إلى الهجرة وغلقت بيوتهم بمكة.
وعن عبيد الله بن عتبة قال: خط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لآل مظعون موضع دارهم اليوم بالمدينة. ومات في شعبان سنة ثلاث.
الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل عثمان بن مظعون وهو ميت ودموعه تسيل على خد عثمان بن مظعون. صححه الترمذي.
مالك، عن أبي النضر قال: لما مر بجنازة عثمان بن مظعون قال رسول الله ’’ذهبت ولم تلبس منها بشيء’’.
إبراهيم بن سعد:، عن بن شهاب، عن خارجة بن زيد، عن أم العلاء من المبايعات فذكرت أن عثمان بن مظعون اشتكى عندهم فمرضناه حتى توفي فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: شهادتي عليك أبا السائب لقد أكرمك الله! فقال رسول الله ’’وما يدريك؟’’ قلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن؟ قال: ’’أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير وإني لرسول الله وما أدري ما يفعل بي’’. قالت: فوالله لا أزكي بعده أحدا. قالت: فأحزنني ذلك فنمت فرأيت لعثمان عينا تجري فأخبرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’ذاك عمله’’.
حماد بن سلمة: حدثنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس بنحوه
وزاد: فلما ماتت بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون’’.
الواقدي: حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله أن عمر قال: لما توفي عثمان بن مظعون ولم يقتل هبط من نفسي حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: ويك إن خيارنا يموتون ثم توفي أبو بكر قال فرجع عثمان في نفسي إلى المنزلة.
وعن عائشة بنت قدامة قالت: كان بنو مظعون متقاربين في الشبه. كان عثمان شديد الأدمة كبير اللحية. -رضي الله عنه.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 100
عثمان بن مظعون ومنهم المتقشف المحزون، الممتحن في عينه المطعون، ذو الهجرتين عثمان بن مظعون، كان إلى الاستجابة لله سابقا، وبمعالي الأحوال لاحقا، وفي العبادة ناسكا، وفي المحاربة فاتكا، لم تنقصه الدنيا، ولم تحطه عن العليا، تعجل إلى المحبوب، فتسلى عن المكروب، وقد قيل: «إن التصوف تشوف الصادي الراغب عن الكدر، إلى صفاء الود من غير صدر»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن من حدثه، عن عثمان، قال: لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء، وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة، قال: «والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقون من الأذى والبلاء ما لا يصيبني، لنقص كبير في نفسي»، فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: «يا أبا عبد شمس وفت ذمتك، قد رددت إليك جوارك» قال: لم يا ابن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: «لا، ولكني أرضى بجوار الله عز وجل، ولا أريد أن أستجير بغيره» قال: فانطلق إلى المسجد فاردد علي جواري علانية كما أجرتك علانية، قال: فانطلقا ثم خرجا حتى أتيا المسجد، فقال لهم الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري، قال لهم: «قد صدق، قد وجدته وفيا كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره» ثم انصرف عثمان، ولبيد بن ربيعة بن مالك بن كلاب القيسي في المجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان، فقال لبيد وهو ينشدهم:
[البحر الطويل]
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
فقال: عثمان: صدقت، فقال:
وكل نعيم لا محالة زائل
فقال: عثمان: «كذبت نعيم أهل الجنة لا يزول» قال لبيد بن ربيعة: يا معشر قريش والله ما كان يؤذى جليسكم، فمتى حدث فيكم هذا؟ فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه في سفهاء معه قد فارقوا ديننا، فلا تجدن في نفسك من قوله، فرد عليه عثمان حتى سرى - أي عظم - أمرهما، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها، والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان، فقال: أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت في ذمة منيعة، فقال عثمان: «بلى والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى ما أصاب أختها في الله، وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس» فقال عثمان بن مظعون فيما أصيب من عينه:’’
[البحر الطويل]
فإن تك عيني في رضا الرب نالها | يدا ملحد في الدين ليس بمهتد |
فقد عوض الرحمن منها ثوابه | ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعد |
فإني وإن قلتم غوي مضلل | سفيه على دين الرسول محمد |
أمن تذكر دهر غير مأمون | أصبحت مكتئبا تبكي كمحزون |
أمن تذكر أقوام ذوي سفه | يغشون بالظلم من يدعو إلى الدين |
لا ينتهون عن الفحشاء ما سلموا | والغدر فيهم سبيل غير مأمون |
ألا ترون أقل الله خيرهم | أنا غضبنا لعثمان بن مظعون |
إذ يلطمون ولا يخشون مقلته | طعنا دراكا وضربا غير مأفون |
فسوف يجزيهم إن لم يمت عجلا | كيلا بكيل جزاء غير مغبون’’ |
يا عين جودي بدمع غير ممنون | على رزية عثمان بن مظعون |
على امرئ بات في رضوان خالقه | طوبى له من فقيد الشخص مدفون |
طاب البقيع له سكنى وغرقده | وأشرقت أرضه من بعد تفتين |
وأورث القلب حزنا لا انقطاع له | حتى الممات فلما ترقى له شوني |
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 102
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 102
عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو ابن هصيص القرشي الجمحي يكنى أبا السائب. وأمه سخيلة بنت العنبس بن أهبان بن حذافة بن جمح، وهي أم السائب وعبد الله. وقال ابن إسحاق: أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلا، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا. وقال ابن إسحاق، وسالم أبو النضر: كان عثمان بن مظعون أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين بعد ما رجع من بدر، وقال غيرهما: كان أول من تبعه إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروي من وجوه من حديث عائشة وغيرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون بعد ما مات.
توفي سنة اثنتين من الهجرة، وقيل بعد اثنين وعشرين شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. وقيل: إنه مات على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة بعد شهوده بدرا، فلما غسل وكفن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه، فلما دفن قال: نعم السلف هو لنا عثمان بن مظعون. ولما توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحق بالسلف الصالح، عثمان بن مظعون.
وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ذلك حين توفيت زينب ابنته رضي الله عنها قال: الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون. وأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره بحجر، وكان يزوره. قال سعد بن أبي وقاص: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له لاختصينا. وكان عابدا مجتهدا من فضلاء الصحابة، وقد كان هو وعلي بن أبي طالب وأبو ذر رضي الله عنهم هموا أن يختصوا ويتبتلوا، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. ونزلت فيهم: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا}.. الآية.
وذكر الواقدي، عن أبي سبرة، عن عاصم بن عبد الله، عن عبيد الله بن أبي رافع، قال: كان أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرا عند رأسه وقال: هذا قبر فرطنا. وقد قيل: إن عثمان ابن مظعون توفي بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، وهذا إنما يكون بعد مقدمه من غزوة بدر، لأنه لم يختلف في أنه شهدها، وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية.
وذكر ابن المبارك، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن عبد الرحمن بن سليط.
قال: كان عثمان بن مظعون أحد من حرم الخمر في الجاهلية، وقال: لا أشرب شرابا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي. فلما حرمت الخمر أتى وهو بالعوالي فقيل له: يا عثمان. قد حرمت
الخمر. فقال: تبا لها! قد كان بصري فيها ثاقبا. قال أبو عمر: في هذا نظر، لأن تحريم الخمر عند أكثرهم بعد أحد.
قال مصعب الزبيري: أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون أبو السائب.
روت عائشة بنت قدامة بن مظعون، عن أبيها، عن أخيه عثمان بن مظعون- أنه قال: يا رسول الله، إنه لتشق علينا العزبة في المغازي، أفتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، ولكن عليك يا بن مظعون بالصيام فإنه مجفرة. وأخبرنا أحمد بن محمد، حدثنا أحمد بن الفضل، حدثنا محمد بن جرير، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن أبا النضر حدثه عن زياد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون حين مات، فانكب عليه، فرفع رأسه، فكأنهم رأوا أثر البكاء في عينه، ثم حنى عليه الثانية، ثم رفع رأسه فرأوه يبكي، ثم حنى عليه الثالثة، ثم رفع رأسه وله شهيق، فعرفوا أنه يبكي، فبكى القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مه، إنما هذا من الشيطان، ثم قال: استغفروا الله، أذهب عليك أبا السائب، فقد حرجت منها ولم تلبس منها بشيء. وذكر محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن يحيى البزار، قال: حدثنا بزيد بن هارون، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن يزيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: لما مات عثمان بن
مظعون قالت امرأته: هنيئا لك الجنة عثمان بن مظعون، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر غضب، وقال: ما يدريك؟ قالت: يا رسول الله، حارسك وصاحبك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رسول الله، وما أدري ما يفعل بي. فأشفق الناس على عثمان، فلما ماتت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحقي بسلفنا الخير، عثمان ابن مظعون، فبكى النساء، فجعل عمر رضي الله عنه يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهلا يا عمر! ثم قال: إياكن ونعيق الشيطان، فما كان من العين فمن الله تعالى ومن الرحمة، وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان. اختلف الروايات في المرأة قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك حين شهدت لعثمان بن مظعون بالجنة، وقالت له: طبت هنيئا لك الجنة أبا السائب- على ثلاث نسوة، فقيل: كانت امرأته أم السائب، وقيل أم العلاء، الأنصارية، وكان نزل عليها، وقيل: كانت أم خارجة بن زيد. ورثته امرأته، فقالت:
يا عين جودي بدمع غير ممنون | على رزية عثمان بن مظعون |
على امرئ كان في رضوان خالقه | طوبى له من فقيد الشخص مدفون |
طاب البقيع له سكنى وغرقده | وأشرقت أرضه من بعد تفتين |
وأورث القلب حزنا لا انقطاع له | حتى الممات وما ترقى له شونى |
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1053
عثمان بن معاذ التيمي القرشي أو معاذ بن عثمان، كذا روى حديثه ابن عيينة عن حميد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن رجل من قومه من بني تيم يقال له معاذ بن عثمان أو عثمان بن معاذ- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ارموا الجمار بمثل حصى الخذف.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1056
عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا السائب وأمه سخيلة بنت العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح. وكان لعثمان من الولد عبد الرحمن والسائب وأمهما خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية.
قال: وأخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال: انطلق عثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرض عليهم الإسلام وأنبأهم بشرائعه فأسلموا جميعا في ساعة واحدة وذلك قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم. وقبل أن يدعو فيها.
قالوا: وهاجر عثمان بن مظعون إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا عمر بن سعيد عن عبد الرحمن بن سابط قال: زعموا أن عثمان بن مظعون حرم الخمر في الجاهلية وقال في الجاهلية: إني لا أشرب شيئا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد. فنزلت هذه الآية في سورة المائدة في الخمر. فمر عليه رجل فقال: حرمت الخمر. وتلا عليه الآية فقال: تبا لها قد كان بصري فيها ثابتا.
[قال: أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي ويعلى بن عبيد الطنافسي قالا: أخبرنا الإفريقي عن سعد بن مسعود وعمارة بن غراب اليحصبي أن عثمان بن مظعون أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني لا أحب أن ترى امرأتي. قال محمد بن يزيد:
عريتي. وقال يعلى بن عبيد: عورتي. قال رسول الله. ص: ولم؟ قال:
أستحيي من ذلك وأكرهه. قال: إن الله جعلها لك لباسا وجعلك لها لباسا وأهلي يرون عريتي. في حديث محمد بن يزيد. وفي حديث يعلى: عورتي. وأنا أرى ذلك منهم. قال: أنت تفعل ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم. قال: فمن بعدك].
[فلما أدبر قال رسول الله. ص: إن ابن مظعون لحيي ستير].
قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أن عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض فقال له رسول الله. ص:
[أليس لك في أسوة حسنة؟ فأنا آتي النساء وآكل اللحم وأصوم وأفطر. إن خصاء أمتي الصيام وليس من أمتي من خصى أو اختصى.]
قال: أخبرنا سليمان بن داود الطيالسي قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: لقد رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له في ذلك لاختصى.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا إسرائيل قال: وأخبرنا الحسن بن موسى قال: أخبرنا زهير قال: أخبرنا أبو إسحاق عن أبي بردة: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأينها سيئة الهيئة فقلن لها: ما لك؟ فما في قريش أغنى من بعلك. قالت: ما لنا منه شيء. أما ليله فقائم وأما نهاره فصائم. فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرن ذلك له. [فلقيه فقال: يا عثمان بن مظعون أما لك بي أسوة؟ فقال: يا بأبي وأمي. وما ذاك؟ قال: تصوم النهار وتقوم الليل. قال: إني لأفعل.
قال: لا تفعل. إن لعينيك عليك حقا وإن لجسدك حقا وإن لأهلك حقا فصل ونم وصم وأفطر. قال فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس فقلن لها: مه؟ قالت: أصابنا ما أصاب الناس].
[قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حماد بن زيد قال: أخبرنا معاوية بن عياش الجرمي عن أبي قلابة أن عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه فقال: يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية. مرتين أو ثلاثا. وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة].
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال: حدثني عبد الملك بن قدامة عن أبيه وعن عمر بن حسين عن عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون أنه قال: يا رسول الله إني رجل تشق علي هذه العزبة في المغازي فتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصي؟ قال: [لا. ولكن عليك يا ابن مظعون بالصيام فإنه مجفر]. قال إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس:
والمجفر الذي إذا أتى النساء فإذا قام انقطع ذلك.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا يونس بن محمد الظفري عن أبيه قال:
وحدثني محمد بن قدامة بن موسى عن أبيه عن عائشة بنت قدامة قالا: نزل عثمان وقدامة وعبد الله بنو مظعون والسائب بن عثمان بن مظعون ومعمر بن الحارث حين هاجروا من مكة إلى المدينة على عبد الله بن سلمة العجلاني.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني مجمع بن يعقوب عن أبيه قال: نزلوا
على حزام بن وديعة. قال محمد بن عمر: وآل مظعون ممن أوعب في الخروج إلى الهجرة رجالهم ونساؤهم ولم يبق منهم بمكة أحد حتى غلقت دورهم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أم العلاء قالت: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون معه المدينة في الهجرة فتشاحت الأنصار فيهم أن ينزلوهم في منازلهم حتى اقترعوا عليهم. فطار لنا عثمان بن مظعون على القرعة. تعني وقع في سهمنا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعثمان بن مظعون وإخوته موضع دارهم اليوم بالمدينة.
قالوا: وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين عثمان بن مظعون وأبي الهيثم بن التيهان.
وشهد عثمان بن مظعون بدرا ومات في شعبان على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة.
قال: أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري ووكيع بن الجراح وأبو نعيم ومحمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان بن الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل عثمان بن مظعون وهو ميت. قال فرأيت دموع النبي - صلى الله عليه وسلم - تسيل على خد عثمان بن مظعون.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين عن خالد بن إلياس عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص عن عبد الله بن عثمان بن الحارث بن الحكم أن عثمان بن مظعون مات فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبر عليه أربع تكبيرات.
[قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن أبي رافع قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرتاد لأصحابه مقبرة يدفنون فيها فكان قد جاء نواحي المدينة وأطرافها. قال ثم قال: أمرت بهذا الموضع. يعني البقيع. وكان يقال له بقيع الخبخبة. وكان أكثر نباته الغرقد وبه نجال كثيرة. والنجل النز. وأثل وطرفاء. وبه بعوض كالدخان إذا أمسوا. فكان أول من قبر هناك عثمان بن مظعون. فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجرا عند رأسه وقال: هذا فرطنا. فكان إذا مات الميت بعده قيل: يا رسول الله أين ندفنه؟ فيقول رسول الله:
عند فرطنا عثمان بن مظعون].
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن أسامة بن زيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: رأيت قبر عثمان بن مظعون وعنده شيء مرتفع. يعني كأنه علم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: أول من دفن بالبقيع من المسلمين عثمان بن مظعون فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدفن عند موضع الكبا اليوم عند دار محمد ابن الحنفية. قال محمد بن عمر: والكبا الكناسة.
[قال: أخبرنا محمد بن عمر ومعن بن عيسى قالا: أخبرنا مالك بن أنس عن أبي النضر قال: لما مر بجنازة عثمان بن مظعون قال رسول الله. ص: ذهبت ولم تلبس منها بشيء. يعني الدنيا].
[قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني معمر عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أم العلاء امرأة من نسائهم قال: وأخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان عن إبراهيم بن سعد قال: أخبرنا ابن شهاب عن خارجة بن زيد عن أم العلاء امرأة من نسائهم قد كانت بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكرت أن عثمان بن مظعون اشتكى عندهم: فمرضناه حتى إذا توفي جعلناه في أثوابه فأتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت أذهب عنك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله. قالت: فقال رسول الله. ص: وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقلت له: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فمن؟ قال:
أما هو فقد جاءه اليقين. والله إني لأرجو له الخير وإني لرسول الله وما أدري ما يفعل بي. قالت: فمن بأبي وأمي؟ فو الله لا أزكي بعده أحدا أبدا. قالت: فأحزنني ذلك فنمت فأريت لعثمان عينا تجري. قالت: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: ذلك عمله].
[قال: أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالوا:
أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئا لك الجنة عثمان بن مظعون! فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر غضبان فقال لها: وما يدريك؟ فقالت: يا رسول الله فارسك وصاحبك. فقال: والله إني لرسول الله فما أدري ما يفعل بي ولا به.
فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ذلك لمثل عثمان بن مظعون وهو من أفضلهم. فلما ماتت. قال يزيد: زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال عفان: رقية
بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال سليمان بن حرب: ابنة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله:
الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون. قال يزيد بن هارون في حديثه: فبكت النساء فجعل عمر بن الخطاب يضربهن بسوطه. فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال:
مهلا يا عمر. ثم قال: ابكين وإياكن ونعيق الشيطان. ثم قال: إنه مهما كان من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان].
[قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: توفي عثمان بن مظعون فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عجوزا تقول وراء جنازته:
هنيئا لك يا أبا السائب الجنة. فقال لها رسول الله. ص: وما يدريك؟ فقالت: يا رسول الله أبو السائب. قال: والله ما نعلم إلا خيرا. ثم قال: بحسبك أن تقولي كان يحب الله ورسوله].
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه بلغه أن عمر بن الخطاب قال لما توفي عثمان بن مظعون وفاة لم يقتل: هبط من نفسي هبطة ضخمة فقلت انظروا إلى هذا الذي كان أشدنا تخليا من الدنيا ثم مات ولم يقتل فلم يزل عثمان بتلك المنزلة من نفسي حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت ويك إن خيارنا يموتون. ثم توفي أبو بكر فقلت ويك إن خيارنا يموتون. فرجع عثمان في نفسي إلى المنزلة التي كان بها قبل ذلك.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن قدامة بن موسى عن أبيه عن عائشة بنت سعد قالت: نزل في قبر عثمان بن مظعون والنبي - صلى الله عليه وسلم - قائم على شفير القبر. عبد الله بن مظعون وقدامة بن مظعون والسائب بن عثمان بن مظعون ومعمر بن الحارث.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: لما مات عثمان بن مظعون دفن بالبقيع فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء فوضع عند رأسه وقال: هذا علامة قبره يدفن إليه. يعني من مات من بعده.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن قدامة عن أبيه عن عائشة بنت قدامة قالت: كان عثمان بن مظعون وإخوته متقاربين في الشبه. كان عثمان شديد الأدمة ليس بالقصير ولا بالطويل. كبير اللحية عريضها. وكذلك صفة قدامة بن
مظعون إلا أن قدامة كان طويلا. وكانت كنية عثمان أبا السائب.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 300
عثمان بن مظعون، القرشي، رضي الله عنه.
مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة.
إسماعيل، حدثني عبد الملك بن قدامة، عن أبيه، وعن عمر بن حسين، عن عائشة بنت قدامة بن مظعون، عن أبيها، عن أخيه عثمان، رضي الله عنه؛ أنه قال: يا رسول الله، إني رجلٌ يشق علي العزبة في المغازي، أتأذن لي، يا رسول الله، في الخصي فأختصي؟ قال: لا، ولكن عليك، يا ابن مظعونٍ، بالصوم.’’.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 6- ص: 1
عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب
أخو قدامة بن مظعون القرشي كنيته أبو السائب مات بالمدينة قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الموت
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح
حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، نا محمد بن بكار، نا يحيى بن المتوكل، نا حفص بن عمر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن قدامة بن موسى بن قدامة بن مظعون، عن أبيه موسى بن قدامة، عن جده قدامة، عن عمه عثمان بن مظعون، أن عمر، أدرك عثمان بن مظعون وهو على راحلته على ثنية الإثابة من العرج، فضغطت راحلته راحلة عثمان في عمرة اعتمرها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عثمان: أوجعتني يا غلق الفتنة فقال له: يغفر الله لك، ما هذا الاسم؟ قال: اسمٌ ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم، مررت بنا يوماً ونحن جلوسٌ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «هذا غلق الفتنة»، وأشار بيده، «لا يزال بينكم وبين الفتنة بابٌ شديد الغلق ما عاش هذا بين
أظهركم» حدثنا أحمد بن النضر بن بحر، نا محمد بن سليمان، نا ابن عقيل، مولى عمر بن الخطاب، عن حفص بن عمر، عن قدامة بن موسى، عن عمه عثمان بن مظعون، أنه اعتمر وعمر بن الخطاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر نحوه
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1
عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي، أبو السائب:
أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا، ومات بعد مرجعه منها، وذلك بعد سنتين ونصف من الهجرة، ودفن بالبقيع، وهو أول من دفن به من الصحابة، وأعلم النبي صلى الله عليه وسلم قبره بحجر، وكان يزوره. وقال: هذا قبر فرطنا، ونعم السلف لنا.
وكان من فضلاء الصحابة مجتهدا في العبادة، وكان قد هم بطلاق زوجته وأن يختصى، ويحرم اللحم والطيب. فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأنزل في ذلك: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين} [المائدة: 93] الآية فيه، وفي علي بن أبي طالب، وكان الآخر هم بالاختصاء والتبتل.
وكان رضي الله عنه حرم الخمر في الجاهلية، وقال: لا أشرب شرابا يذهب عقلى، ويضحك بى من هو أدنى منى، ويحملنى على أن أنكح كريمتى.
واختلف في وفاته، فقيل: بعد اثنين وعشرين شهرا من مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وهذا
يدل على أنه توفى في آخر سنة اثنتين. وقيل: إنه مات على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة.
وقال النووي: إنه توفى في شعبان بعد سنتين ونصف من الهجرة. ورثته زوجته أم السائب بأبيات [من البسيط]:
يا عين جودى بدمع غير ممنون | على رزية عثمان بن مظعون |
[على امرئ كان في رضوان خالقه | طوبى له من فقيد الشخص مدفون |
طاب البقيع له سكنى وغرقده | وأشرقت أرضه من بعد تفتين |
وأورث القلب حظنا لا انقطاع له | حتى الممات وما ترقى له شونى] |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 1
عثمان بن معاذ القرشي التيمى، أو معاذ بن عبد الرحمن:
كذا روى حديثه ابن عيينة، عن ابن قيس، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيميى، عن رجل من قومه، يقال له معاذ بن عثمان، أو عثمان بن معاذ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ارموا الجمار بمثل حصى الحذف» .
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 1