أبو عمرو الداني عثمان بن سعيد بن عثمان، ابو عمرو الداني، ويقال له ابن الصيرفي، من موالي بني امية: احد حفاظ الحديث، ومن الائمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره. من أهل دانية Denia بالاندلس. دخل المشرق، فحج وزار مصر، وعاد فتوفى في بلده. له اكثر من مئة تصنيف، منها (التيسير - ط) في القراآت السبع، و (الاشرة - خ) قراآت، و (التجديد في التقان والتجويد - خ) و (المقنع - ط) في رسم المصاحف ونقطها، و (الاهتدا في الوقف والابتدا - خ) و (البيان في عد آي القرآن - خ) و (الموضح لمذاهب القراء - خ) صغير، و (جامع البيان - خ) في القراىت، و (طبقات القراء) وغير ذلك. وفي مكتبة الجامع الازهر بمصر نسخة من (فهرس تصانيف الداني - خ) وجمع احد الفضلاء كتابا سماه (فوائد ابي عمرو الداني - خ) وهو سنده في القراآت.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 206
الداني أبوعمرو المقرئ اسمه عثمان بن سعيد بن عثمان.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
عثمان أبو عمرو الداني المقرئ عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الإمام، أبو عمرو الداني الأموي مولاهم القرطبي المزي الحافظ، المعروف في وقته بابن الصيرفي، وفي هذا الوقت بأبي عمرو الداني، صاحب التصانيف.
ولد سنة إحدى وسبعين وستمائة، وتوفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ورحل إلى المشرق سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وحج، ورجع إلى قرطبة، وقرأ عليه طائفة بالروايات بمصر والأندلس.
قال ابن بشكوال: كان أحد الأئمة في علوم القرآن، وآياته، وتفسيره ومعانيه، وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كله تواليف حسانا مفيدة يطول ذكرها وله معرفة بالحديث، وطرقه، ورجاله، ونقلته، وكان حسن الحظ جيد الضبط، من أهل الحفظ، والمعرفة، والذكاء، والتفنن في العلم، وكان دينا ورعا سنيا.
قال المغامي: كان مجاب الدعوة، مالكي المذهب.
له كتاب ’’جامع البيان’’ في القراءات السبع، وطرقها المشهورة، والغريبة، في ثلاثة أسفار، وكتاب ’’إيجاز البيان’’ في أصول قراءة ورش، مجلد كبير، ’’والتلخيص’’ في قراءة ورش، مجلد متوسط، و’’التيسير’’ و’’المقنع’’ و’’المحتوى على القراءات الشواذ’’ مجلد كبير، و’’الأرجوزة في أصول الديانة’’، نحو ثلاثة ألاف بيت، و’’معرفة القراء’’ في ثلاثة أسفار، و’’الوقف والابتداء’’.
قيل: إن مصنفاته مائة وعشرون مصنفا.
وآخر من روى عنه بالإجازة: أبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي جمرة والمرسي والد العاصي أبي بكر محمد.
وتوفي أبو عمرو بدانية في نصف شوال سنة أربع وأربعين ومائة ومشى السلطان أمام نعشه، ومن شعر أبي عمرو الداني:
قد قلت إذ ذكروا حال الرجال وما | يجري على كل من يعزى إلى أدب |
لا شيء أبلغ من ذل يجرعه | أهل الخساسة أهل الدين والحسب |
القائمين بما جاء الرسول به | والمبغضين لأهل الزيغ والريب |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0
عثمان بن سعيد بن عثمان الأندلسي أبو عمرو المقرئ يعرف بابن الصيرفي: ذكره الحميدي فقال: محدث مكثر ومقرئ مقدم، سمع بالأندلس محمد بن عبد الله بن أبي زمنين الالبيري وغيره، ورحل إلى المشرق قبل الأربعمائة فسمع خلقا وطلب علم القراءات وقرأ وسمع الكثير، وعاد إلى الأندلس فتصدر للقراءات، وألف فيها تواليف معروفة ونظمها في أرجوزة مشهورة، ومات في شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة بدانية من بلاد الأندلس؛ ومن مذكور شعره:
قد قلت إذ ذكروا حال الزمان وما | يجري على كل من يعزى إلى الأدب |
لا شيء أبلغ من ذل يجرعه | أهل الخساسة أهل الدين والحسب |
القائمين بما جاء الرسول به | والمبغضين لأهل الزيغ والريب |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1603
عثمان بن سعيد بن عثمان أبو عمرو الداني المقرئ: قرأت في فوائد أحمد بن سلفة المنقولة من خطه ما صورته: قرأت على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد المقرئ الداني بالاسكندرية عن أبي داود سليمان بن نجاح المقرئ المؤيدي، قال: كتبت من خط أستاذي أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ بعد سؤالي عن مولده: يقول عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي القرطبي الصيرفي أخبرني أبي أني ولدت في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة وابتدأت في طلب العلم سنة ست وثمانين وتوفي أبي في سنة ثلاث وتسعين في جمادى الأولى، فرحلت إلى المشرق في اليوم الثاني من المحرم يوم الأحد في سنة سبع وتسعين ومكثت بالقيروان أربعة أشهر، ولقيت جماعة وكتبت عنهم، ثم توجهت إلى مصر ودخلتها اليوم الثاني من الفطر من العام المؤرخ، ومكثت بها باقي العام والعام الثاني. وهو عام ثمانية وتسعين، إلى حين خروج الناس إلى مكة، وقرأت بها القرآن وكتبت الحديث والفقه والقراءات وغير ذلك عن جماعة من المصريين والبغداديين والشاميين وغيرهم، ثم توجهت إلى مكة وحججت، وكتبت بها عن أبي العباس أحمد البخاري وعن أبي الحسن ابن فراس، ثم انصرفت إلى مصر ومكثت بها أشهرا، ثم انصرفت إلى المغرب ومكثت بالقيروان أشهرا، ووصلت إلى الأندلس أول الفتنة بعد قيام البرابر
على ابن عبد الجبار بستة أيام في ذي القعدة سنة تسع وتسعين، ومكثت بقرطبة إلى سنة ثلاث وأربعمائة، وخرجت منها إلى الثغر فسكنت سرقسطة سبعة أعوام، ثم خرجت منها إلى الوطة ودخلت دانية سنة تسع وأربعمائة، ومضيت منها إلى ميرقة في تلك السنة نفسها فسكنتها ثمانية أعوام، ثم انصرفت إلى دانية سنة سبع عشرة وأربعمائة. قال أبو داود: وتوفي رضي الله عنه يوم الاثنين للنصف من شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة ودفن بالمقبرة عند باب اندارة وقد بلغ اثنتين وسبعين سنة.
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1604
أبو عمرو الداني الإمام الحافظ المجود المقرئ الحاذق عالم الأندلس أبو عمرو؛ عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي مولاهم الأندلسي القرطبي ثم الداني ويعرف قديما بابن الصيرفي مصنف ’’التيسير’’ و ’’جامع البيان’’ وغير ذلك.
ذكر أن والده أخبره أن مولدي في سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة فابتدأت بطلب العلم في أول سنة ست وثمانين ورحلت إلى المشرق سنة سبع وتسعين فمكثت بالقيروان أربعة
أشهر ثم توجهت إلى مصر فدخلتها في شوال من السنة فمكثت بها سنة وحججت.
قال: ورجعت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وخرجت إلى الثغر في سنة ثلاث وأربع مائة فسكنت سرقسطة سبعة أعوام ثم رجعت إلى قرطبة. قال: وقدمت دانية سنة سبع عشرة وأربع مائة.
قلت: فسكنها حتى مات.
سمع: أبا مسلم محمد بن أحمد الكاتب؛ صاحب البغوي وهو أكبر شيخ له وأحمد بن فراس المكي، وعبد الرحمن بن عثمان القشيري الزاهد، وعبد العزيز بن جعفر بن خواستى الفارسي نزيل الأندلس وخلف بن إبراهيم بن خاقان المصري وتلا عليهما وحاتم ابن عبد الله البزاز، وأحمد بن فتح بن الرسان، ومحمد بن خليفة بن عبد الجبار، وأحمد بن عمر بن محفوظ الجيزي، وسلمة بن سعيد الإمام، وسلمون بن داود القروي، وأبا محمد بن النحاس المصري، وعلي بن محمد بن بشير الربعي، وعبد الوهاب بن أحمد بن منير، ومحمد بن عبد الله بن عيسى الأندلسي، وأبا عبد الله بن أبي زمنين، وأبا الحسن علي بن محمد القابسي وعدة.
وتلا أيضا على: أبي الحسن طاهر بن غلبون، وأبي الفتح فارس ابن أحمد الضرير وسمع: سبعة ابن مجاهد من أبي مسلم الكاتب بسماعه منه وصنف التصانيف المتقنة السائرة.
حدث عنه وقرأ عليه عدد كثير منهم: ولده أبو العباس، وأبو داود سليمان بن أبي القاسم نجاح، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن ابن الدش، وأبو الحسين يحيى بن أبي زيد ابن البياز، وأبو الذواد مفرج الإقبالي، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو بكر بن الفصيح، وأبو عبد الله محمد بن مزاحم، وأبو علي الحسين بن محمد ابن مبشر، وأبو القاسم خلف بن إبراهيم الطليطلي، وأبو عبد الله محمد بن فرج المغامي، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي؛ نزيل الإسكندرية، وأبو القاسم ابن العربي، وأبو عبد الله محمد بن عيسى بن الفرج التجيبي المغامي، وأبو تمام غالب بن عبيد الله القيسي، ومحمد ابن أحمد بن سعود الداني، وخلف بن محمد المريي ابن العريبي، وخلق كثير.
وروى عنه بالإجازة: أحمد بن محمد الخولاني، وأبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة المرسي؛ خاتمة من روى عنه في الدنيا، وعاش بعده سبعا وثمانين سنة وهذا نادر ولا سيما في المغرب.
قال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة مالكي المذهب.
وقال الحميدي: هو محدث مكثر ومقرئ متقدم سمع: بالأندلس والمشرق.
قلت: المشرق في عرف المغاربة مصر وما بعدها من الشام والعراق وغير ذلك كما أن المغرب في عرف العجم وأهل العراق أيضا مصر وما تغرب عنها.
قال أبو القاسم بن بشكوال: كان أبو عمرو أحد الأئمة في علم القرآن رواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وجمع في ذلك كله تواليف حسانا مفيدة وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته وكان حسن الخط جيد الضبط من أهل الذكاء والحفظ والتفنن في العلم دينا فاضلا ورعا سنيا.
وفي فهرس ابن عبيد الله الحجري قال: والحافظ أبو عمرو الداني قال بعض الشيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه وكان يقول: ما رأيت شيئا قط إلا كتبته ولا كتبته إلا وحفظته ولا حفظته فنسيته. وكان يسأل عن، المسألة مما يتعلق بالآثار وكلام السلف فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها.
قلت: إلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات وعلم المصاحف مع البراعة في علم الحديث والتفسير والنحو وغير ذلك.
ألف كتاب جامع البيان في السبع ثلاثة أسفار في مشهورها وغريبها وكتاب التيسير وكتاب الاقتصاد في السبع وايجاز البيان في قراءة ورش والتلخيص في قراءة ورش أيضا والمقنع في الرسم وكتاب المحتوى في القراءات الشواذ فأدخل فيها قراءة يعقوب وأبي جعفر وكتاب طبقات القراء في مجلدات والأرجوزة في أصول الديانة وكتاب الوقف والابتداء وكتاب العدد وكتاب التمهيد في حرف نافع مجلدان وكتاب اللامات والراءات لورش وكتاب الفتن الكائنة؛ مجلد يدل على تبحره في الحديث وكتاب الهمزتين مجلد وكتاب الياءات مجلد وكتاب الإمالة لابن العلاء مجلد. وله تواليف كثيرة صغار في جزء وجزئين.
وقد كان بين أبي عمرو وبين أبي محمد بن حزم وحشة ومنافرة شديدة أفضت بهما إلى التهاجي وهذا مذموم من الأقران موفور الوجود. نسأل الله الصفح. وأبو عمر أقوم قيلا وأتبع للسنة ولكن أبا محمد أوسع دائرة في العلوم بلغت تواليت أبي عمرو مائة وعشرين كتابا.
وهو القائل في أرجوزته السائرة:
تدري أخي أين طريق الجنه | طريقها القرآن ثم السنه |
كلاهما ببلد الرسول | وموطن الأصحاب خير جيل |
فاتبعن جماعة المدينه | فالعلم عن، نبيهم يروونه |
وهم فحجة على سواهم | في النقل والقول وفي فتواهم |
واعتمدن على الإمام مالك | إذ قد حوى على جميع ذلك |
في الفقه والفتوى إليه المنتهى | وصحة النقل وعلم من مضى |
وحك ما تجد للقياس | داود في دفتر أو قرطاس |
من قوله إذ خرق الإجماعا | وفارق الأصحاب والأتباعا |
واطرح الأهواء والمراء | وكل قول ولد الآراء |
ومن عقود السنة الإيمان | بكل ما جاء به القرآن |
وبالحديث المسند المروي | عن الأئمة عن، النبي |
وأن ربنا قديم لم يزل | وهو دائم إلى غير أجل |
كلم موسى عبده تكليما | ولم يزل مدبرا حكيما |
كلامه وقوله قديم | وهو فوق عرشه العظيم |
والقول في كتابه المفصل | بأنه كلامه المنزل |
على رسوله النبي الصادق | ليس بمخلوق ولا بخالق |
من قال فيه: إنه مخلوق | أو محدث فقوله مروق |
والوقف فيه بدعة مضله | ومثل ذاك اللفظ عند الجله |
كلا الفريقين من الجهميه | الواقفون فيه واللفظيه |
أهون بقول جهم الخسيس | وواصل وبشر المريسي |
ذي السخف والجهل وذي العناد | معمر وابن أبي دواد |
وابن عبيد شيخ الاعتزال | وشارع البدعة والضلال |
والجاحظ القادح في الإسلام | وجبت هذه الأمة النظام |
والفاسق المعروف بالجبائي | ونجله السفيه ذي الخناء |
واللاحقي وأبي هذيل | مؤيدي الكفر بكل ويل |
وذي العمى ضرار المرتاب | وشبههم من أهل الارتياب |
وبعد فالإيمان قول وعمل | ونية عن، ذاك ليس ينفصل |
فتارة يزيد بالتشمير | وتارة ينقص بالتقصير |
وحب أصحاب النبي فرض | ومدحهم تزلف وفرض |
وأفضل الصحابة الصديق | وبعده المهذب الفاروق |
ومن صحيح ما أتى به الخبر | وشاع في الناس قديما وانتشر |
نزول ربنا بلا امتراء | في كل ليلة إلى السماء |
من غير ما حد ولا تكييف | سبحانه من قادر لطيف |
ورؤية المهيمن الجبار | وأننا نراه بالأبصار |
يوم القيامة بلا ازدحام | كرؤية البدر بلا غمام |
وضغطة القبر على المقبور | وفتنة المنكر والنكير |
فالحمد لله الذي هدانا | لواضح السنة واجتبانا |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 317
عثمان بن سعيد بن عثمان الأموي المقرئ المعروف بابن الصيرفي من أهل قرطبة يكنى أبا عمرو سمع أبي الحسن القابسي وابن أبي زمنين وخلق كثير وعدد عظيم. وكان أحد الأئمة في علم القرآن: روايته وتفسيره ومعانيه وإعرابه وجمع في معنى ذلك تآليف حسانا مفيدة يكثر تعدادها ويطول إيرادها. وله معرفة تامة بالحديث وعلومه متفننا بالعلوم جامعا لها وكان دينا فاضلا ورعا مجاب الدعوة وألف في القراءات تآليف معروفة.
توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة ومشى السلطان أمام نعشه وكان الجمع في جنازته عظيما رحمه الله تعالى.
دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 84
عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي. مولاهم. القرطبي، الإمام العلم، المعروف في زمانه بابن الصيرفي، وفي زماننا بأبي عمرو الداني؛ لنزوله بدانية.
ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال: وابتدأت بطلب العلم في سنة ست وثمانين وثلاثمائة، ورحلت إلى المشرق سنة سبع وتسعين. فمكثت بالقيروان أربعة أشهر، أكتب.
ثم دخلت مصر في شوال من السنة، فمكثت بها سنة، وحججت ودخلت الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين.
وخرجت إلى الثغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سرقسطة سبعة أعوام، ثم رحلت إلى قرطبة، قال: وقدمت دانية سنة سبع عشرة، فاستوطنها حتى مات.
وقرأ بالروايات على: عبد العزيز بن جعفر بن خواستي الفارسي، وعلى: خلف بن إبراهيم بن خاقان، وأبي الفتح فارس بن أحمد، وأبي الحسن طاهر بن غلبون.
وسمع كتاب ابن مجاهد في اختلاف السبعة، من أبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، بسماعه منه، وسمع الحديث من أبي مسلم، ومن أحمد بن فراس العبقسي، وعبد الرحمن بن أحمد الزاهد، وحاتم بن عبد الله البزاز، وأحمد بن فتح الرسان، ومحمد بن خليفة بن عبد الجبار، وأحمد بن عمر بن محفوظ الحيري، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وأبي الحسن علي بن محمد القابسي، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وعبد الوهاب بن منير المصري، وطائفة كبيرة.
قرأ عليه أبو بكر بن الفصيح، وأبو الزواد مفرج فتى إقبال الدولة، وأبو الحسين يحيى بن أبي زيد، وأبو بكر محمد بن المفرج، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن الدش، وأبو داود سليمان بن نجاح، وأبو عبد الله محمد ابن مزاحم، وأبو علي الحسين بن علي بن مبشر، وأبو القاسم خلف بن إبراهيم، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي، وخلق سواهم.
قال ابن بشكوال: كان أبو عمرو أحد الأئمة في علم القرآن رواياته وتفسيره ومعانيه وإعرابه، وجمع في ذلك تواليف حسانا مفيدة يطول تعدادها، وله معرفة بالحديث وطرقه، وأسماء رجاله ونقلته. وكان حسن الخط، جيد الضبط، من أهل الحفظ والذكاء والتفنن، دينا فاضلا ورعا سنيا.
وقال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة مالكي المذهب.
قال الذهبي في «طبقات القراء»: وكتبه في غاية الحسن والإتقان، منها كتاب «جامع البيان في القراءات السبع وطرقها المشهورة والغربية» وكتاب «إيجاز البيان في قراءة ورش» مجلد، وكتاب «التلخيص في قراءة ورش» مجلد صغير، وكتاب «التيسير» مجلد، وكتاب «المقنع في رسم المصحف»، وكتاب «المحتوى في القراءات الشواذ»، وكتاب «الأرجوزة في أصول السنة» وكتاب «طبقات القراء وأخبارهم» في أربعة أسفار، وكتاب «الوقف والابتداء»، وغير ذلك. بلغني أن له مائة وعشرين مصنفا، ثم وقفت على أسماء مصنفاته في «تاريخ الأدباء» لياقوت الحموي؛ فإذا فيها كتاب «التمهيد» لاختلاف قراءة نافع عشرين جزءا، كتاب «الاقتصاد» في القراءات السبع مجلد، كتاب «اللامات والراءات» لورش مجلد، كتاب «الفتن» مجلد، كتاب «مذاهب القراء» في الهمزتين مجلد، كتاب «اختلافهم في الياءات» مجلد، كتاب «الفتح والإمالة» لأبي عمرو بن العلاء مجلد، ثم عامة تواليفه جزءا جزءا.
وكان بين الداني وابن حزم الظاهري منافرة عظيمة، أفضت إلى المهاجاة بينهما، ولكل واحد منهما في الآخر هجاء يقذع فيه، غفر الله لهما.
وقد روى عنه بالإجازة أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني، وأحمد بن عبد الملك بن أبي جمرة المرسي.
وبقي ابن أبي جمرة هذا إلى بعد الثلاثين وخمسمائة ومن أرجوزته في السنة:
كلم موسى عبده الكليما | ولم يزل مدبرا حكيما |
كلامه وقوله قديم | وهو فوق عرشه العظيم |
والقول في كتابه المفصل | بأنه كلامه المنزل |
على رسوله النبي الصادق | ليس بمخلوق ولا بخالق |
من قال فيه إنه مخلوق | أو محدث فقوله مروق |
أهون بقول جهم الخبيث | وواصل وبشر المريسي |
قد قلت إذ ذكروا حال الزمان وما | يجري على كل من يعزى إلى الأدب |
لا شيء أبلغ من ذل يجرعه | أهل الخساسة أهل الدين والحسب |
القائمين بما جاء الرسول به | والمبغضين لأهل الزيغ والريب |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 379
عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الأموي، المقرئ المعروف بابن الصيرفي، يكنى أبا عمرو.
روى عن خلق كثير من بلاد شتى، وروى عنه خلق كثير.
قال الحميدي: محدثٌ مكثر ومقرئ متقدمٌ، وصفه بالعدالة والثقة والعلم والفهم وحسن الخط والتصنيف ابن بشكوال وابن روبيل وجماعة. توفي سنة (444هـ).
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 7- ص: 1
أبو عمرو الداني الحافظ الإمام شيخ الإسلام عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي مولاهم القرطبي المقرئ
صاحب التصانيف
ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وابتدأ بطلب العلم سنة ست وثمانين ودخل المشرق ومصر وحج ورجع ولم يكن في عصره ولا بعده أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه
وكان يقول ما رأيت شيئا قط إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته فنسيته
وكان أحد الأئمة في علم القراءات ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وله معرفة بالحديث وطرقه ورجاله من أهل الذكاء والحفظ والتفنن دينا فاضلا مجاب للدعوة وله مائة وعشرين تصنيفا مات في نصف شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة بدانية
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 428
والحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني المقرئ
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 128
الداني
الإمام، الحافظ، العلامة، أبو عمرو، عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر، الأموي مولاهم، القرطبي، المقرئ، صاحب التصانيف، وإليه المنتهى في إتقان القراءات، وإنما قيل له الداني لسكناه دانية.
قرأ بالروايات على عبد العزيز بن جعفر الفارسي، وغيره بقرطبة، وعلى أبي الحسن بن غلبون، وخلف بن خاقان المصري، وأبي الفتح فارس بن أحمد.
وسمع من: أبي مسلم الكاتب، وأحمد بن فراس العبقسي، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وأبي الحسن علي بن محمد القابسي، وخلقٍ بالحجاز ومصر، والمغرب.
وتلا عليه خلقٌ منهم: أبو داود بن نجاح.
وحدث عنه جماعة منهم: خلف بن إبراهيم الطليطلي.
وروى عنه بالإجازة: أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني، وأبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة.
وقيل: إن له مئةً وعشرين مصنفاً.
قال ابن بشكوال: كان أحد الأئمة في علم القرآن: رواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كله تواليف حساناً، وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء الرجال، وكان حسن الخط والضبط من أهل الحفظ والذكاء، والتفنن، وكان ديناً فاضلاً ورعاً سنياً.
وقال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة، مالكي المذهب.
وقال الحميدي: محدث مكثر، ومقرئ متقدم.
وقال أبو محمد بن عبيد الله الحجري: ذكر بعض الشيوخ أنه لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحدٌ يضاهيه في حفظه وتحقيقه، وكان بقول: ما رأيت شيئاً قط إلا كتبته، ولا كتبته إلا حفظته، ولا حفظته فنسيته.
قال أبو عمرو: ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة، وابتدأت بطلب العلم سنة ست وثمانين وثلاث مئة، ورحلت إلى المشرق سنة سبعٍ وتسعين، فمكثت بالقيروان أربعة أشهر، ودخلت مصر في شوالها، فمكثت بها سنة، وحججت ورجعت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين وثلاث مئة.
مات أبو عمرو بدانية في شوال سنة أربع وأربعين وأربع مئة.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 3- ص: 1