ابن جني عثمان بن جني الموصلي، ابو الفتح: من ائمة الادب والنحو، وله شعر. ولد بالموصل وتوفى ببغداد، عن نحو 65 عاما. وكان ابوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد الازدي الموصلي. من تصانيفه رسالة في (من نسب إلى امه من الشعراء - خ) و (المبهج - ط) في اشتقاق اسماء رجال الحماسة، و (المحتسب - خ) في شواذ القراآت، و (سر الصناعة - خ) في اللغة، و (الخصائص) في اللغة، كبير، طبع منه مجلد واحد، و (اللمع - خ) في النحو، و (التصريف الملوكي - ط) و (التنبيه - خ) في شرح ديوان الحماسة، و (اعراب ابيات ما استصعب من الحماسة - خ) و (المقتضب من كلام العرب - ط) رسالة، وغير ذلك وهو كثير. وكان المتنبي يقول: ابن جني اعرف بشعري مني.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 204
ابن جني اسمه عثمان بن جني.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 263
أبو الفتح عثمان بن جني ولد في الموصل قبل سنة 330 وتوفي ببغداد في 28 صفر سنة 392 ودفن في مقبرة الشونيزي من مقابر بغداد عند قبر أستاذه وشيخه الشيخ أبي علي الفارسي. وقد نشأ في الموصل ثم سار إلى حلب والشام وبلاد فارس وسكن بعد ذلك بغداد إلى إن توفي فيها.
كان أبوه (جني) مملوكا روميا لسليمان بن فهد بن أحمد الآزري الموصلي وأصبح من جند سيف الدولة بن حمدان. ويقال إن لفظة (جني) تعريب لكلمة (كني) بالكاف الفارسية وهي كلمة رومية.
كان عثمان بن جني من طبقة الشريفين المرتضى والرضي وكان من جملة مشايخ السيد الرضي في الأدب، وقد أثنى عليه علماء الرضي في الأدب واللغة والبلاغة وقالوا عنه: أنه كان من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف وعلمه بالتصريف أقوى وأكمل من علمه بالنحو. وكان إماما في العربية قرأها والأدب على الشيخ أبي علي الفارسي وكيفية اتصاله بشيخه هذا: هو أنه قعد في الجامع بالموصل للإقراء فاجتاز بحوزة تدريسه أبو علي الفارسي فرآه في حلقته والناس حوله يشتغلون عليه وهو يقرؤهم النحو وهو شاب فسأله أبو علي عن مسالة في التصريف فقصر فيها فقال له تزببت وأنت حصرم فسال عثمان عنه فقيل له: هذا أبو علي الفارسي فلازمه من يومه لمدة 40 سنة وترك حلقته تلك واعتنى بالتصريف لديه. فما أحد أعلم منه بالتصريف ولا أقدم بأصوله وفروعه ولا أحسن أحد إحسانه في تصنيفه. فلما مات أبو علي تصدر أبو الفتح عثمان بن جني في مجلسه ببغداد فأخذ عنه الثمانيني وعبد السلام البصري وأبو الحسن السمسمي. وذكره الباخرزي في دمية القصر فقال عنه: ليس أحد من أئمة الأدب في فتح المقفلات وشرح الشكلات ما له. فقد وقع عليها من ثمرات الأعراب ولا سيما في علم الأعراب. ومن تأمل مصنفاته وقف على بعض صفاته، فروي أنه كشف الغطاء عن شعره وما كنت أعلم أنه ينظم القريض أو يسبغ ذلك الجريض حتى قرأت له مرثيته في المتنبي أولها:
غاض القريض واذوت نضرة الأدب | وصوحت بعدري دوحة الكتب |
فاذهب عليك سلام المجد ما قلقت | خوص الركائب بالأكوار والشعب |
وحلو شمائل الأدب | منيف مراتب النسب |
فإن أصبح بلا نسب | فعلمي في الورى نسبي |
على إني أؤول إلى | قروم سادة نجب |
قياصرة إذا نطقوا | أرم الدهر ذو الخطب |
أولاك دعا النبي لهم | كفى شرفا دعاء نبي |
الق الرماح ربيعة بن نزار | أودى الردى بقريعك المغوار |
أكذا المنون تقطر الأبطالا | أكذا الزمان يضعضع الأجيالا؟ |
أعلمت من حملوا على الأعواد | أرأيت كيف خبا زناد النادي |
أهلا وسهلا بذي البشرى ونوبتها | وباشتمال سرايانا على الظفر |
صدودك عني ولا ذنب لي | دليل على نبة فاسد |
فقد وحياتك مما بكيت | خشيت على عيني الواحد |
ولولا مخافة إن لا أراك | لما كان في تركها فائد |
يا ذا الذي ليس له شاهد | في الحب معروف ولا شاهده |
شواهدي عيناي إني بها | بكيت حتى ذهبت واحده |
وأعجب الأشياء إن التي | قد بقيت في صحبتي زاهده |
له عين أصابت كل عين | وعين قد أصابتها العيون |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 138
ابن جني النحوي أبو الفتح عثمان بن جني
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
أبو الفتح النحوي عثمان بن جني، أبو الفتح النحوي. الإمام. العلامة. من أحذق النحاة.
وكان أكمل علومه التصريف. ولم يتكلف أحد ولم يتكلم أدق من كلامه في التصريف. مولده قبل الثلاثين والثلاث ماية. وتوفي سنة اثنتين وتسعين وثلاث ماية. وخلف من الأولاد: عليا، وعاليا، والعلاء، وكلهم أدباء فضلاء، قد خرجهم والدهم، وسمعهم، وحسن خطوطهم -وهم معدودون في صحيحي الضبط وحسني الخطوط. وكان أبوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد الموصلي، وكان أعور، ومن شعره في ذلك:
صدودك عني ولا ذنب لي | دليل على نية فاسده |
فقد وحياتك مما بكيت | خشيت على عيني الواحده |
ولولا مخافة أن لا أراك | لما كان في تركها فائده |
زعمت أن العذار خدني | وليس خدنا لي العذار |
عفر من الجن أنت أولى به | ففيهم لك افتخار |
فالجن جن ونحن إنس | شتان هذان يا حمار |
ونحن من طينة خلقنا | خلق الجن منه نار |
العر والعار فيك تما | والعور التام والعوار |
يا أبا الفتح قد أتيناك للتد | ريس والعلم في فنائك رحب |
فوجدنا فتاة بيتك أنحى منـ | ـك والنحو مؤثر مستحب |
قدماها مرفوعة وهي خفض | فلم الأير فاعل وهو نصب |
مذهب خالفت شيوخك فيه | فهي تصبي به الحليم وتصبو |
لتبك أبا الفتح العيون بدمعها | وألسننا من قبلها بالمناطق |
إذا هب من تلك الغليل بدامع | تسرع من هذا الغمام بناطق |
طوى منه بطن الأرض ما تستعيده | على الدهر منشورا بطون المهارق |
مضى طيب الأردان يأرج ذكره | كريح الصبا تندى لعرنين ناشق |
وما أحتاج بردا غير برد عفافه | ولا عرف طيب غير تلك الخلائق |
تروق ماء الود بيني وبينه | وطاح القذى عن سلسل الطعم رائق |
سقاك وهل يسقيك إلا تعلة | لغير الروى قطر الغيوم الودائق |
من المزن جمجام إذا التج لجة | أضاءت تواليه زناد البوارق |
وما فرحي أن جاورتك حديقة | وقبرك مملوء بغر الحدائق |
أهلا وسهلا بذي البشرى ونوبتها | وباشتمال سرايانا على الظفر |
فإن أصبح بلا نسب | فعلمي في الورى نسبي |
على أني أؤول إلى | قروم سادة نجب |
قياصرة إذا نطقوا | أرم الدهر ذو الخطب |
أولاك دعا النبي لهم | كفى شرفا دعاء نبي |
تحبب أو تذرع أو تأبى | فلا والله لا أزداد حبا |
ملكت ببعض حسنك كل قلبي | فإن رمت الزيادة هات قلبا |
غزال غير وحشي | حكى الوحشي مقلته |
رآه الورد يجني الور | د فاستكساه حلته |
وشم بأنفه الريحا | ن فاستهداه زهرته |
وذاقت ريحه الصهبا | ء فاختلسته نكهته |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0
عثمان بن جني أبو الفتح النحوي: وكان جني أبوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد الأزدي الموصلي: من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف، وصنف في ذلك كتبا أبر بها على المتقدمين وأعجز المتأخرين، ولم يكن في شيء من علومه أكمل منه في التصريف، ولم يتكلم أحد في التصريف أدق كلاما منه، ومات لليلتين بقيتا من صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، في خلافة القادر، ومولده قبل الثلاثين وثلاثمائة؛ وهو القائل:
فإن أصبح بلا نسب | فعلمي في الورى نسبي |
على أني أؤول إلى | قروم سادة نجب |
قياصرة إذا نطقوا | أرم الدهر في الخطب |
ألاك دعا النبي لهم | كفى شرفا دعاء نبي |
غاض القريض وأودت نضرة الأدب | وصوحت بعد ري دوحة الكتب |
سلبت ثوب بهاء كنت تلبسه | لما تخطفت بالخطية السلب |
ما زلت تصحب في الجلى إذا انشعبت | قلبا جميعا وعزما غير منشعب |
وقد حلبت لعمري الدهر أشطره | تمطو بهمة لا وان ولا نصب |
من للهواجل يحيي ميت أرسمها | بكل جائلة التصدير والحقب |
قباء خوصاء محمود علالتها | تنبو عريكتها بالجلس والقتب |
أم من لبيض الظبا توكافهن دم | أم من لسمر القنا والزعف واليلب |
أم للجحافل يذكي جمر جاحمها | حتى يقربها من جاحم اللهب |
أم للمحافل إذ تبدو لتعمرها | بالنظم والنثر والأمثال والخطب |
أم للصواهل محمرا سرابلها | من بعد ما غبرت معروفة الشهب |
أم للمناهل والظلماء عاكفة | تواصل الكر بين الورد والقرب |
أم للقساطل تعتم الحزون بها | أم من لضغم الهزبر الضيغم الحرب |
أم للملوك تحليها وتلبسها | حتى تمايس في أبرادها القشب |
نابت وسادي أطراب تؤرقني | لما غدوت لقى في قبضة النوب |
عمرت خدن المساعي غير مضطهد | كالنصل لم يدنس يوما ولم يعب |
فاذهب عليك سلام المجد ما قلقت | خوص الركائب بالأكوار والشعب |
وكان ابنا عدو كاثراه | له ياءي حروف أنيسيان |
غزال غير وحشي | حكى الوحشي مقلته |
رآه الورد يجني الور | د فاستكساه حلته |
وشم بأنفه الريحا | ن فاستهداه زهرته |
وذاقت ريحه الصهبا | ءفاختلسته نكهته |
صدودك عني ولا ذنب لي | دليل على نية فاسده |
فقد وحياتك مما بكيت | خشيت على عيني الواحده |
ولولا مخافة أن لا أراك | لما كان في تركها فائده |
رأيت محاسن ضحك الربيع | أطال عليها بكاء السحاب |
وقد ضحك الشيب في لمتي | فلم لا أبكي ربيع الشباب |
أأشرب في الكأس كلا وحاشا | لأبصره في صفاء الشراب |
تجبب أو تدرع أو تقبا | فلا والله لا أزداد حبا |
أخذت ببعض حبك كل قلبي | فان رمت المزيد فهات قلبا |
زعمت أن العدار خدني | وليس خدنا لي العدار |
عفر من الجن أنت أولى | به وفيهم لك افتخار |
فالجن جن ونحن إنس | شتان هذان يا حمار |
ونحن من طينة خلقنا | ما خلق الجن منه نار |
العر والعار فيك تما | والعور التام والعوار |
وحلو شمائل الأدب | منيف مراتب الحسب |
أخي فخر مفاخره | عقائل عقلة الإرب |
له كلف بما كلفت | به العلماء م العرب |
يبيت يفاتش الأنقا | ب عن أسرارها الغيب |
فمن جدد الى جلد | الى صعد إلى صبب |
ويسرب في مغابنها | بضيض رواشح الثغب |
ويفرع فكره الأبكا | ر منها من حمى الحجب |
فيبرزها كأن بها | وإن خفيت سنا لهب |
يغازل من تأملها | غزال الخرد العرب |
يجد بها وتحسبه | للطف الفكر في لعب |
سباطة مذهب سكبت | عليه ماءة الذهب |
ورقة مأخذ شهدت | بغلظة كل منتجب |
وطردا للفروع على | أصول وطد رتب |
إذا ما انحط غائرها | سما فرعا على الرتب |
قياسا مثل ما وقدت | بليل برزة الشهب |
وألفاظا مهدبة | الحواشي ثرة السحب |
فطورا من ذرى علم | وطورا من ذرى طنب |
إذا حازت لنا سلبا | فعد عن القنا السلب |
تركت مساجلي أدبي | طوال الدهر في تعب |
إذا أجروا إلى أمد | فقل في هافة لغب |
وإن راموا مبادهتي | سبقت وأوطأوا عقبي |
وكيف يروم منزلتي | نزيل أخابث الترب |
وهل يسمو لفارعتي | خفيض الخد ذو حدب |
وهل ينتاط بي سببا | ضعيف معاقد السبب |
أغرة وجه سابقها | تقاس بشعلة الذنب |
شكرت الله نعمته | وما أولاه من أرب |
زكت عندي صنائعه | فوفقني وأحسن بي |
تخولني وخولني | ونولني ونوه بي |
وأخر من يقادمني | وأعلاني وأرغم بي |
فيا بأبي منائحه | وقل لهن يا بأبي |
ضفون علي عطف علا | برفل جد منسحب |
فإن أصبح بلا نسب | فعلمي في الورى نسبي |
على أني أؤول إلى | قروم سادة نجب |
قياصرة إذا نطقوا | أرم الدهر ذو الخطب |
أولاك دعا النبي لهم | كفى شرفا دعاء نبي |
وإما فاتني نشب | كفاني ذاك من نشب |
وإن اركب مطا سفر | مجد الورد والقرب |
كأني مخلد خلفا | يضاوي الشمس من كثب |
إذا لم يبق لي عقب | أقامت خير ما عقب |
موشحة مرشحة | لنيل الغاي من كثب |
يصم صدى الحسود لها | ويخرق أطرق الركب |
إذا اهتزت كتائبها | هفت خفاقة العذب |
أزول وذكرها باق | على الأيام والحقب |
تناقلها الرواة لها | على الأجفان من حدب |
فيرتع في أزاهرها | ملوك العجم والعرب |
فمن مغن الى مدن | الى مثن الى طرب |
كفاها أن يقول لها | بهاء الدولة اقتربي |
إلى الله المصير غدا | وعند الله مطلبي |
له ظهري ومعتملي | ومتجهي ومنقلبي |
فقل للغامطي نعمي | وما راعيت من قربي |
وتثميري وتنشئتي | ومحتالي ومضطربي |
ونهضي عنك أطعن في | نحور أوابد النوب |
ورفعي من رذائلك اللواتي بعضها سببي | ولولا أنت كان أديم مأثرتي بلا ندب |
ألما أن أشرت وان | نزت بك بطنة الكلب |
وأكرمك الأكابر لي | وخالطت الأماثل بي |
ورفعت الذلاذل عن | معاطف تائه حرب |
وأنسيت الأوائل بال | أواخر نزقة العجب |
وقلت أنا وأين أنا | ومن مثلي وحسبك بي |
وقال لي الوزير: هنا | وأدناني ورحب بي |
وقدمني ولقمني | ووسطني وصدر بي |
أسأت جوار عارفتي | فثق بطوارق العقب |
وحسبي أن ألم ببك | ر مثلك جارحا حسبي |
ولكن الدواء على | كراهته شفا الوصب |
وكان ابنا عدو كاثراه | له ياءي حروف أنيسيان |
بانت نعيمة والدنيا مفرقة | وحال من دونها غيران مزعوج |
ماذا لقينا من المستعربين ومن | قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا |
إن قلت قافية بكرا يكون بها | بيت خلاف الذي قاسوه أو ذرعوا |
قالوا لحنت وهذا ليس منتصبا | وذاك خفض وهذا ليس يرتفع |
وحرضوا بين عبد الله من حمق | وبين زيد فطال الضرب والوجع |
كم بين قوم قد احتالوا لمنطقهم | وبين قوم على إعرابهم طبعوا |
ما كل قولي مشروحا لكم فخذوا | ما تعرفون وما لم تعرفوا فدعوا |
لان أرضي أرض لا تشب بها | نار المجوس ولا تبنى بها البيع |
ألقي الرماح ربيعة بن نزار | أودى الردى بقريعك المغوار |
أكذا المنون تقنطر الأبطالا | أكذا الزمان يضعضع الأجبالا |
أعلمت من حملوا على الأعواد | أرأيت كيف خبا زناد النادي |
أهلا وسهلا بذي البشرى ونوبتها | وباشتمال سرايانا على الظفر |
يا أبا الفتح قد أتيناك للتد | ريس والعلم في فنائك رحب |
فوجدنا فتاة بيتك أنحى | منك والنحو مؤثر مستحب |
قدماها مرفوعة وهي خفض | فلم الأير فاعل وهو نصب |
مذهب خالفت شيوخك فيه | فهي تصبي به الحليم وتصبو. |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1585
أبو عثمان بن جني
وأما أبو الفتح عثمان بن جني النحوي، فإنه كان من حذاق أهل الأدب، وأعلمهم بعلم النحو والتصريف.
صنف في النحو والتصريف كتباً أبدع فيها؛ كالخصائص، والمنصف، وسر الصناعة، وصنف كتاباً في شرح القوافي، وفي العروض، وفي المذكر والمؤنث، إلى غير ذلك.
ولم يكن في شيء من علومه أكمل منه في التصريف، فإنه لم يصنف أحد في التصريف، ولا تكلم فيه أحسن ولا أدق كلاماً منه.
وكان أبوه جني مملوكاً رومياً لسليمان بن فهد الأزدي الموصلي، وكان يقول الشعر ويجيده، فمنه:
فإن أصبح بلا نسبٍ | فعلمي في الورى نسبي |
على أني أءول إلى | قرومٍ سادة نجبِ |
أولاك دعا النبي لهم | كفى شرفاً دعاء نبي |
صدودك عني ولا ذنب لي | يدل على نية فاسدة |
وقد وحياتك مما بكيت | خشيت على عيني الواحدة |
ولولا مخافة ألا أراك | لما كان في تركها فائدة |
مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن-ط 3( 1985) , ج: 1- ص: 244
دار الفكر العربي-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 287
مطبعة المعارف - بغداد-ط 1( 1959) , ج: 1- ص: 228
أبو الفتح عثمان بن جني
صاحب أبي علي الفارسي، قرأ عليه ’’ الكتاب ’’، وغيره.
وله مصنفات؛ منها كتاب ’’ سر صناعة الإعراب ’’، وكتاب ’’ شرح تصريف أبي عثمان المازني ’’، وكتاب يلقب ب ’’ المحتسب ’’، وكتاب ’’ الخصائص ’’.
ومن كتبه الصغار: ’’ اللمع ’’، و’’ التصريف الملوكي ’’.
وله كتاب ’’ الفسر ’’ تكلم فيه على شعر المتنبي.
توفي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
وتوفي إلى رحمة الله تعالى:
هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة - مصر-ط 2( 1992) , ج: 1- ص: 24
عثمان بن جني
أبو الفتح، الموصلي، الإمام الأوحد، البارع المقدم، ذو التصانيف المشهورة الجليلة، والاختراعات العجيبة.
و’’جني’’ أبوه: مملوك لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي.
أخذ العربية عن أبي علي الفارسي، لازمه أربعين سنة سفرا وحضرا. ومن
أحسن ما وضع: ’’الخصائص’’، وكان المتنبي يقول: ابن جني أعرف بشعري مني.
ورثي المتنبي بقصيدة منها:
غاض القريض وزالت نضرة الأدب | صوحت بعد ري روضة الكتب |
جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 38
دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 194