ابن الضابط عثمان بن أبي بكر بن حمود الصدفي، أبو عمرو، المعروف بابن الضابط: عالم بالحديث والادب، من أهل المغرب، له شعر. ولد في سفاقس (بإفريقية) وقرأ في القيروان. ورحل إلى الشرق والأندلس. ثم استقر في القيروان. وكان المعز بن باديس ينتدبه لبعض المهمات في الاغراض السياسية، فرحل في إحداها يريد القسطنطينية، فانقطع خبره. له (رحلة) إلى المشرق، و (عوالي الحديث) و (الاقتصاد) في القراآت السبع.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 204
ابن الضابط عثمان بن أبي بكر بن حمود بن أحمد الصدفي المعروف بابن الضابط الصفاقسي، المحدث الأديب. ولد بصفاقس، وطلب العلم بالقيروان، وله رحلة واسعة إلى المشرق أخذ فيها عن علمائه، وسمع من محدثيه، روى عن أبي نعيم الأصبهاني أحمد بن عبد الله الحافظ، وكتب عنه مائة ألف حديث بخطه. وكان يقول: «لم الق مثل أبي نعيم علما وعملا».ولقي بمكة أبا ذر الهروي، وسمع ببغداد من أبي الطيب الطبري، وروى عن أبي عثمان بن إسماعيل النيسابوري وعن محمد بن علي بن عبد الملك الفارض، وكتب له القاضي أبو عبد الله أحمد بن بنان، وبالجملة فإنه روى بمصر، والعراق، والشام، وبلاد الفرس، ومن شيوخه في العربية أبو العلاء المعري.
وكانت رحلته إلى المشرق بعد العشرين وأربعمائة، وعرف كثيرا من أخبار البلاد التي دخلها ومن فيها من أهل الرواية والعلم، وكان رجوعه من رحلته سنة 436/ 1044.
وكان حافظا ضابطا واسع الرواية غزير الاطلاع. وبعد رجوعه من رحلته المشرقية استقر بالقيروان، فبعثه المعز بن باديس سفيرا إلى القسطنطينية للقيام بمهمة سياسية ثم سافر إلى الأندلس وبقي فيها من سنة 436/ 1036 إلى سنة 438/ 1038، وربما يكون المعز بن باديس قد كلفه بمهمة سياسية سرية لدى أمراء الأندلس للتقارب معهم لأن المعز كان على وشك
قطع العلاقات مع الدولة الفاطمية. وفي مدة اقامته بالأندلس سمع منه الناس ورووا عنه كالقاضي أبي الوليد هشام بن أحمد بن هشام بن خالد بن سعيد الكناني المعروف بابن الوقشي، وابن عتاب، والحميدي، وابن عبد البر، وسراج بن عبد الملك بن سراج، وأبي العباس العذري وغيرهم.
وفي رحلته إلى الأندلس أخذوا عنه كتب المعري، وهو أول من أدخل الأندلس كتاب غريب الحديث للخطابي.
وبعد رجوعه من الأندلس أواخر سنة 438/ 1038 أرسله المعز مرة ثانية إلى قسطنطينية ولم يرجع إلى أفريقية حيث مات في الذهاب أو الإياب مجاهدا في جزيرة من جزر الروم.
وكان بينه وبين ابن شرف تراسل نظما ونثرا.
قال الحافظ ابن عساكر في وصفه ... «وكان فهما فاضلا لبيبا عاقلا قدم دمشق وسمع منه شيوخ شيوخنا أبو محمد عبد العزيز الكتاني الحافظ وغيره».
وقال أبو عمرو الحذاء في تسمية رجاله الذين التقى بهم: «قدم علينا طليطلة وسنه نحو الخمسين وكانت له رواية واسعة وكتب كثيرة قد رواها بالعراق والشام والحجاز ومصر، وتجول عندنا بالأندلس نحو عامين، ثم انصرف إلى القيروان وكان لي صديقا، وتكررت كتبه إلي من القيروان إلى أن أرسله الصنهاجي إلى القسطنطينية فبلغتنا وفاته».
مؤلفاته:
1) له تأليف تضمن عوالي أحاديث كتبها لأبي محمد بن عتاب تعرف بعوالي الصفاقسي.
2) فهرسة.
ومن نسب له الاقتصاد في القراءات السبع فقد غلط كصاحب الاعلام وإنما هو لابي عمرو الداني.
المصادر والمراجع:
- الأعلام 3/ 346، تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري تصنيف الحافظ المؤرخ أبي القاسم بن عساكر ص 40، برنامج التجيبي تحقيق عبد الحفيظ منصور 106، 107، بغية الملتمس للضبي 397 - 298، جذوة المقتبس للحميدي 285 - 286، الحلل السندسية 1 ق 2/ 335 - 336، الديباج 188 - 189، رحلة التجاني 78 - 80، شجرة النور الزكية 109، الصلة لابن بشكوال (مصر) 2/ 387 - 390، عنوان الأريب 1/ 39، فهرسة ابن خير 435، معجم المؤلفين 6/ 251، نزهة الأنظار 2/ 122 - 123، بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 1/ 175، 2/ 729، الحياة الأدبية بأفريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 92 - 93.
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 3- ص: 261
عثمان بن أبي بكر الصدفي ويعرف بالسفاقسي ويعرف أيضا بابن الضابط قدم الأندلس وأسمع بها الناس بعد أن تجول بالمشرق وأخذ عن علمائها ومحدثيها. روى عن أبي نعيم: أحمد بن عبد الله الحافظ وكتب عنه مائة ألف حديث بخطه وروى عن جماعة كثيرة من الأعيان يطول ذكرهم.
كان حافظا للحديث متفننا في علومه متقنا لها عارفا باللغة والإعراب والحديث والغريب والأدب. مشهورا بالفضل والدراية ومن شعره:
إذا ما عدوك يوما سما | إلى حالة لم تطق نقضها |
فقبل ولا تأنفن كفه | إذا أنت لم تستطع عضها |
ما عابني إلا الحسو | د وتلك من خير المعائب |
والخير والحساد مق | رونان إن ذهبوا فذاهب |
وإذا ملكت المجد لم | تملك مذمات الأقارب |
وإذا فقدت الحاسدي | ن فقدت في الدنيا الأطايب |
دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 85
عثمان بن أبي بكر بن حمود بن أحمد الصدفي، أبو عمرو السفاقسي، المعروف بابن الضابط.
حدث عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله، وقال: كتبت عنه مائة ألف حديث بخطه، ولم ألق مثله في العلم والعمل، وحدث عن: أبي عبد الله محمد بن علي الفسوي الحافظ، وأبي ذر الهروي، وخلق كثير.
قال الحميدي: كان فاضلاً عاقلاً يفهم، قرأت عليه كثيراً، وكتبت عنه، وذكره ابن الحذاء في شيوخه وقال: كانت له رواية واسعة، وكانت عنده غرائب.
وقال ابن بشكوال: حدث عنه مشايخنا، وعلماء قرطبة، وكل بلد دخله بالأندلس، وكان حافظاً للحديث وطرقه، وأسماء رجاله، منسوباً إلى فهمه ومعرفته، يملي الحديث من حفظه، ويتكلم على أسانيده ومعانيه، عارفاً باللغة والإعراب، وذكر من فضله، توفي بعد سنة أربعين وأربعمائة.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 7- ص: 1
عثمان بن أبي بكر بن حمود بن أحمد الصدفي أبو عمرو السفاقسي
محدث رحل إلى العراق وغيرها بعيد العشرين وأربعمائة وأسرع في رحلته، وعرف كثيراً من أخبار البلاد التي دخلها ومن فيها من أهل الرواية والعلم وسمع الكثير وكتب وانصرف مسرعاً، ووصل إلى المغرب سنة ست وثلاثين وسمع منه بالأندلس رجل في أقطارها ثم رجع إلى أفريقية ومات مجاهداً في جزيرة من جزائر الروم، حدث في أبي نعيم الأصبهاني وعن جماعة من البلاد التي دخلها، وكان فاضلاً عاقلاً يفهم قال الحميدي: قرأت عليه كثيراً وكتبت عنه وأنشدني:
إذا ما عدوك يوماً سما | إلى حالة لم تطق نقضها |
فقبل ولا تأنفن كفه | إذا لم تكن تستطع عضها |
ما عابني إلا الحسود | وتلك من خير المعايب |
والخير والحساد مق | رونان إن ذهبوا فذاهب |
وإذا ملكت المجد لم | تملك مذمات الأقارب |
وإذا فقدت الحاسد | بن فقدت في الدنيا الأطايب |
لنا صديق مليح الوجه مقتبل | وليس في وده نفع ولا بركه |
شبهته بنهار الصيف يوسعنا | طولاً ويمنع عنا النوم والحركة |
دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1