عتاب بن أسيد عتاب بن اسيد بن ابي العيص بن امية ابن عبد شمس، ابو عبد الرحمن: وال اموي قرشي مكي، من الصحابة. كان شجاعا عاقلا، من اشراف العرب في صدر الاسلام. اسلم يوم فتح مكة، واستعمله النبي (ص) عليها عند مخرجه إلى حنين (سنة 8هـ) وكان عمره 21سنة. واقره ابو بكر، فاستمر فيها إلى ان مات، يوم مات ابو بكر. وفي المؤرخين من يذكر انه عاش واليا على مكة إلى اواخر ايام عمر، فتكون وفاته في اوائل سنة 23هـ ، (643م).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 199

عتاب بن أسيد (ب د ع) عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة القرشي الأموي. يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد. وأمه زينب بنت عمرو بن أمية بن عبد شمس.
أسلم يوم فتح مكة، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة بعد الفتح لما سار إلى حنين. وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم ترك معاذ بن جبل بمكة يفقه أهلها واستعمل عتابا بعد عوده من حصن الطائف.
وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عتاب، تدري على من استعملتك؟ استعملتك على أهل الله عز وجل، ولو أعلم لهم خيرا منك استعملته عليهم». وكان عمره لما استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم نيفا وعشرين سنة، فأقام للناس الحج وهي سنة ثمان، وحج المشركون على ما كانوا. وحج أبو بكر رضي الله عنه سنة تسع، فقيل: كان أبو بكر أول أمير في الإسلام. وقيل بل كان عتاب، والله أعلم.
ولم يزل عتاب على مكة إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقره أبو بكر عليها إلى أن مات، وتوفي عتاب- في قول الواقدي- يوم مات أبو بكر، ومثله قال أولاد عتاب.
وقال محمد بن سلام وغيره: جاء نعي أبي بكر إلى مكة يوم دفن عتاب.
وكان عتاب رجلا خيرا صالحا فاضلا، وأما أخوه «خالد بن أسيد» فروى محمد بن إسحاق السراج، عن عبد العزيز بن معاوية، من ولد عتاب بن أسيد أنه قال: توفي خالد بن أسيد وهو أخو عتاب لأبويه يوم فتح مكة، قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة.
روى ابن أبي عقرب، عن عتاب بن أسيد قال: أصبت في عملي الذي استعملني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بردين معقدين، كسوتهما غلامي كيسان، فلا يقولن أحدكم: أخذ مني عتاب كذا! فقد رزقني رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم درهمين، فلا أشبع الله بطنا لا يشبعه كل يوم درهمان.
روى عنه عطاء بن أبي رباح، وسعيد بن المسيب، ولم يدركاه.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين الصوفي بإسناده إلى أبي داود السجستاني: حدثنا عبد العزيز بن السري الناقط، حدثنا بشر بن منصور، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عتاب بن أسيد قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرص العنب كما بخرص النخل، تؤخذ زكاته زبيبا كما تؤخذ صدقة النخل تمرا أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 812

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 549

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 452

عتاب بالتشديد، ابن أسيد، بفتح أوله، ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي، أبو عبد الرحمن، ويقال أبو محمد، أمه زينب بنت عمرو بن أمية.
أسلم يوم الفتح، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة لما سار إلى حنين، واستمر. وقيل: إنما استعمله بعد أن رجع من الطائف، وحج بالناس سنة الفتح، وأقره أبو بكر على مكة إلى أن مات يوم مات، ذكر جميع ذلك الواقدي وغيره، قالوا: وكان صالحا فاضلا. وكان عمره حين استعمل نيفا وعشرين سنة.
وقال عمر بن شبة في كتاب مكة: حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا ابن وهب، حدثني الليث، عن عمرو مولى عفرة، قال: كان أربعة من مشيخة قريش في ناحية، فأذن بلال على ظهر البيت، فقال أحدهم: لا خير في العيش بعدها... فذكر القصة، وفيها إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بما قالوا، فقالوا: ما أخبرك إلا الله، وشهدوا شهادة الحق.
واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توجه- يعني من الطائف- عتاب بن أسيد على مكة.
وذكر مصعب الزبيري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن عليا لا يتزوج بنت أبي جهل على فاطمة بادر عتاب فتزوجها فولدت له ابنه عبد الرحمن.
وروى له أصحاب السنن حديثا من رواية سعيد بن المسيب عنه. قال أبو حاتم: لم يسمع منه.
وروى الطياليسي والبخاري في تاريخه من طريق أيوب، عن عبد الله بن يسار، عن عمرو بن أبي عقرب: سمعت عتاب بن أسيد، وهو مسند ظهره إلى بيت الله، يقول: والله ما أصبت في عملي هذا الذي ولأني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين معقدين
كسوتهما مولاي كيسان، وإسناده حسن.
ومقتضاه أن يكون عتاب عاش بعد أبي بكر. ويؤيد ذلك أن الطبري ذكر في عمال عمر
في سني خلافته كلها إلى سنة اثنتين وعشرين، ثم ذكر أن عامل عمر على مكة سنة ثلاث وعشرين كان نافع بن عبد الحارث، فهذا يشعر بأن عتابا مات في آخر خلافة عمر.
ورويناه في الجزء الخامس من أمالي المحاملي: رواة أبي عمر بن مهدي... موثقون إلا محمد بن إسماعيل، وهو ابن حذافة السهمي، فإنهم ضعفوا روايته في غير الموطأ مقيدة
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل عتاب بن أسيد على مكة، وكان شديدا على المريب، لينا على المؤمنين، وكان يقول: والله لا أعلم متخلفا عن هذه الصلاة في جماعة إلا ضربت عنقه، فإنه لا يتخلف عنها إلا منافق. فقال أهل مكة: يا رسول الله، استعملت على أهل الله أعرابيا جافيا. فقال: «إني رأيت فيما يرى النائم أنه أتى باب الجنة فأخذ بحلقة الباب فقعقعها حتى فتح له، ودخل».
وأورد العقيلي في ترجمة هشام بن محمد بن السائب
الكلبي بسنده إليه، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: {واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} قال: هو عتاب بن أسيد.
وأورده الثعلبي في تفسير هذه الآية هذا الكلام، وذكر تلوه ما ذكرته قبل من حديث أنس كله، وكنت أتوهم أنه من بقية حديث الكلبي، والأمر فيه مختلف الاحتمال. وقد بسطته في كتابي في مبهمات القرآن.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 356

عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبو محمد أسلم يوم فتح مكة، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة عام الفتح حين خروجه إلى حنين، فأقام للناس الحج تلك السنة، وهي سنة ثمان، وحج المشركون على ما كانوا عليه، وعلى نحو ذلك أقام أبو بكر رضي الله عنه للناس الحج سنة تسع، حين أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأمره أن ينادي ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، وأن يبرأ إلى كل ذي عهد من عهده.
وأردفه بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، يقرأ على الناس سورة براءة، فلم يزل عتاب أميرا على مكة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقره أبو بكر عليها، فلم يزل إلى أن مات. وكانت وفاته- فيما ذكر الواقدي- يوم مات أبو بكر الصديق رضي الله عنه، قال: ماتا في يوم واحد، وكذلك يقول ولد عتاب.
وقال محمد بن سلام وغيره: جاء نعي أبي بكر رضي الله عنه إلى مكة يوم دفن عتاب بن أسيد بها، وكان رجلا صالحا خيرا فاضلا. وأما أخوه خالد بن أسيد فذكر محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت عبد العزيز بن معاوية من ولد عتاب بن أسيد، ونسبه إلى عتاب بن أسيد- يقول: مات خالد بن أسيد، وهو أخو عتاب بن أسيد لأبيه وأمه، يوم فتح مكة قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة. روى عمرو بن أبي عوف قال: سمعت عتاب بن أسيد يقول- وهو يخطب مسندا ظهره إلى الكعبة يحلف: ما أصبت في الذي بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين كسوتهما مولاي كيسان.
وحدث عنه سعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، ولم يسمعا منه.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1023

عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. وأمه أروى بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس. أسلم يوم الفتح فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى حنين استعمل عتاب بن أسيد على مكة يصلى بالناس وقال له: تدري على من استعملتك؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: استعملتك على أهل الله. وأقام عتاب للناس الحج تلك السنة. وهي سنة ثمان. وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعتاب بن أسيد عامله على مكة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 5

عتاب بن أسيد بن أبي العيص كنيته أبو محمد ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو ابن ثماني عشرة سنة توفى يوم توفى أبو بكر الصديق

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 56

عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية أبو عبد الرحمن
أمير مكة من زمن الفتح عنه بن المسيب وعطاء وجماعة أرسلوا فإنه مات يوم موت الصديق وله خمس وعشرون سنة 4

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

(4) عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو محمد المكي أخو خالد.
أسلم يوم الفتح، واستعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مكة بعد الفتح، وسنه عشرون سنة، كذا ذكره المزي تابعا غيره، ولكنه هو يحب عدم العزو؛ فيجيء الإيراد عليه. ولو نقل لتخلص، وكان الإيراد على غيره، وذلك أن هذا القول فيه نظر لقول أبي طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصيدته التي ذكر فيها النفر الذين تمالؤوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بعثه الله تعالى:

قال ابن إسحاق بن يسار: أسيد بكرة: عتاب بن أسيد. انتهى. من يوصف بالتمالي. على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول الإسلام، وقيل: كتب الصحيفة، كيف يلي في الفتح، وسنه عشرون سنة؟ هذا ما لا يعقل؛ لا سيما على قول ابن حبان، وسنه ثماني عشرة سنة.
وفي كتاب ابن الأثير شيء يمكن أن يقترب على بعده أيضا وهو: كان عمره نيفا وعشرين سنة. قيل: كان أبو بكر أول أمير في الإسلام على الحج.
وقيل: عتاب، وكان رزقه درهمان كل يوم.
وفي كتاب الصريفيني: لم يزل على مكة حتى قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، فعزله عمر بن الخطاب، واستعمل عليها نافع بن عبد الحارث الخزاعي.
وقال ابن سعد: أمه أروى بنت أبي عمرو بن أمية. وقال – لعتاب – النبي صلى الله عليه وسلم: ’’ أتدري على من استعملتك؟ قال الله ورسوله أعلم، قال: استعملتك
على أهل الله ’’. وقال عتاب للناس الحج سنة ثمان من غير تأمير من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياه على الحج، ولكنه كان أمير مكة، وحج ناس من المسلمين والمشركين على مدتهم. وقد سمعت من يذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمله على الحج تلك السنة، فالله تعالى أعلم.
وذكره الطبري في كتاب الصحابة فيمن لا يعرف وفاته بحد محدود.
ولما ذكر الهيثم وفاته في سنة ثلاث قال الثبت أنه توفي ثنتي عشرة [ق 85 / ب].

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 9- ص: 1

عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي كنيته أبو محمد
وقد قيل أبو عبد الرحمن ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو بن ثماني عشرة سنة حين خرج إلى حنين وتوفي يوم توفي أبو بكر الصديق ولم يعلم أحدهما بموت الآخر لأن هذا مات بمكة وذلك بالمدينة وأم عتاب زينب بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس
حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي، نا الحسين بن الربيع البوراني، نا ابن المبارك، عن أبي حنيفة، عن يحيى بن عامر، عن رجل، عن عتاب بن أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى مكة، فقال: «انههم عن بيع ما لم يقبضوا، وعن ربح ما لم يضمنوا، وعن شرطين في بيع وسلف»
حدثنا عبد الله بن بشر الطيالسي، نا محفوظ بن أبي توبة، نا عبد الله بن نافع، عن محمد بن صالح التمار، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عتاب بن أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقة الكرم: «يخرص فتؤدى زكاته زبيباً» قال القاضي: لم يدرك سعيد بن المسيب عتاب بن أسيد

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1

عتاب بن أسيد - بفتح الألف - بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي، أبو محمد، ويقال أبو عبد الرحمن:
أمير مكة. أسلم يوم الفتح، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم وسلم على مكة، حين خرج إلى حنين، وسنه ثمان عشرة سنة. كذا قاله ابن حبان.
وذكر صاحب الكمال: أن سنه عشرون سنة. وذكر ابن الأثير: أن عتابا لم يزل على مكة، إلى أن توفى النبي صلى الله عليه وسلم، وأقره أبو بكر رضي الله عنه عليها، إلى أن مات. انتهى.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عنه: سعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، وجماعة، مرسلا. لتقدم وفاته. روى له أصحاب السنن الأربعة .
وقد ذكر الزبير بن بكار شيئا من خبره، فقال: حدثني حسين بن سعيد، من بنى قيس بن ثعلبة، قال: حدثني يحيى بن سعيد بن سالم القداح، عن أبيه، عن ابن جريج، عن عطاء، قال: لا أحسبه إلا رفعه إلى ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة قربه من غزوة الفتح: «إن بمكة لأربع نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك، وأرغب بهم في الإسلام»، قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو».
وقال: حدثني بن سلام عن حماد بن سلمة عن الكلبي، في قول الله عزوجل: {واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً} [الإسراء: 80]. قال: عتاب بن أسيد.
وقال: حدثني محمد بن سلام الجمحي، عن أبان بن محصن. قال: قال عتاب: إنا كنا على أمر، وقد صرنا إلى الإسلام، وإنى آمر من ينادى بالصلاة، فمن وجد في بيته متخلفا عنها، ضربت عنقه.
وقال الزبير: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتابا على مكة، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعتاب عامله على مكة.
وقال الزبير: حدثني محمد بن سلام قال: قال عتاب: يا رسول الله، لم تخلفنى عنك؟ قال: «ما ترضى أنى استعملتك على آل الله عزوجل! ».
وذكر الفاكهي ولاية لمكة، وموته فيها. وروى بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً} قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد على مكة. فانتصر للمظلوم من الظالم.
وروى بسنده إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد على مكة، وفرض له أربعين أوقية من فضة.
وذكره ابن عبد البر، وقال: يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل أبا محمد، أسلم يوم فتح مكة، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة يوم الفتح، حين خروجه إلى حنين، فأقام للناس الحج تلك السنة وهي سنة ثمان وحج المشركون على ما كانوا عليه. قال: فلم يزل عتاب أميرا على مكة، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقره أبو بكر رضي الله عنه عليها. فلم يزل عليها، حتى مات. وكانت وفاته - فيما ذكره الواقدي - يوم مات أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقال: ماتا في يوم واحد. وكذلك يقول ولده.
وقال محمد بن سلام وغيره: جاء نعى أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى مكة، يوم دفن عتاب بن أسيد بها. وكان عتاب رجلا صالحا خيرا فاضلا. انتهى.
وكانت وفاة الصديق رضي الله عنه، لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة. فعلى هذا تكون وفاة عتاب في هذا الشهر، ويحتمل أن تكون في رجب من هذه السنة، على القول بأنه توفى يوم جاء نعى الصديق، لجواز أن يكون نعيه أتى بعد انسلاخ جمادى الآخرة.
وفى تاريخ ابن جرير، وابن الأثير، ما يقتضى أنه ولى مكة لعمر رضي الله عنه. وهذا يدل على أنه لم يمت في هذا التاريخ. والله تعالى أعلم.
وفى الاستيعاب، ما يقتضى أن الصديق رضي الله عنه، عزله عن مكة، وولاها للحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. وهذا يخالف ما سبق من أن النبي صلى الله عليه وسلم ولاه مكة. واستمر واليا عليها حتى مات.
وفى مغازى موسى بن عقبة، ما يقتضى أن النبي صلى الله عليه وسلم، استخلف معاذ بن جبل رضي الله عنه على مكة، حين خرج إلى حنين.
وفى الاستيعاب: أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف على مكة هبيرة بن شبل بن العجلان الثقفي. وهذان القولان يخالفان ما سبق، من أن النبي صلى الله عليه وسلم، ولى عتاب بن أسيد على مكة بعد أن فتحها الله عليه، لما توجه إلى حنين. والمعروف تولية النبي صلى الله عليه وسلم لعتاب على مكة عند خروجه لحنين، ودوام ولايته حتى مات في تاريخ موت الصديق رضي الله عنه، أو يوم جاء نعيه بمكة. والله أعلم.
وقال مصعب الزبيري: وقالوا: خطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه جويرية بنت أبي جهل، فشق ذلك على فاطمة رضي الله عنها، فأرسل إليها عتاب رضي الله عنه: أنا أريحك منها، فتزوجها. فولدت له عبد الرحمن بن عتاب. وكان عتاب صالحا خيرا.
وذكر ابن قدامة في أنساب القرشيين: أن النبي صلى الله عليه وسلم، رزق عتاب بن أسيد حين استعمله على مكة كل يوم درهما.
قال ابن عبد البر: روى عنه عمرو بن أبي عقرب، أنه سمع عتابا يقول - وهو يخطب مسندا ظهره إلى الكعبة ويحلف - ما أصبت في عملى الذي بعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا ثوبين، كسوتهما مولاى كيسان.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 1

عتاب بن أسيد القرشي المكي
صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وعامله على مكة روى عنه سعيد بن المسيب وعبد الله بن عبيدة وعمرو بن عبد الله بن أبي عقرب سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 7- ص: 1