ابن زياد عبيد الله بن زياد بن ابيه: وال فاتح، من الشجعان، جبار، خطيب. ولد بالبصرة، وكان مع والده لما مات بالعراق، فقصد الشام، فولاه (عمه) معاوية خراسان (سنة 53هـ) فتوجه اليها ثم قطع النهر إلى جبال بخارى على الابل، ففتح (راميثن) ونصف (بيكند). قال احد من كانوا معه: ما رأيت اشد بأسا من عبيد الله: لقينا زحف من الترك، فرأيته يقاتل فيحمل عليهم فيطعن فيهم ويغيب عنا ثم يرفع رايته تقطر دما. واقام بخراسان سنتين. ونقله معاوية إلى البصرة، اميرا عليها (سنة 55هـ) فقاتل الخوارج واشتد عليهم. واقره يزيد على امارته (سنة 60هـ) وكتب اليه: بلغني ان الحسين بن علي قد توجه نحو العراق، فضع المناظر والمسالح واحترس على الظن، وخذ على التهمة، غير ان لا تقاتل الا من قاتلك واكتب الي في كل مايحدث) فكانت الفاجعة بمقتل الحسين (رض) في ايامه وعلى يده. ولما مات يزيد (سنة 65هـ) بايع أهل البصرة لعبيد الله. ثم لم يلبثوا او وثبوا عليه، فتنقل مختبئا إلى ان استطاع الافلات إلى الشام. واقام مدة قليلة. ثم عاد يريد العراق، فلحق به ابراهيم بن الاشتر في جيش يطلب ثأر الحسين. فاقتتلا وتفرق اصحاب عبيد الله، فقتله ابن الاشتر. وذلك في (خازر) من ارض الموصل. وكان خصوم ابن زياد يدعونه (ابن مرجانة) وهي امه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 193