أبو الفضل الميكالي عبيد الله بن أحمد بن علي الميكالي، ابو الفضل: امير، من الكتاب الشعراء. من أهل خراسان. صنف الثعالبي (ثمار القلوب) لخزانته. واورد في (يتيمة الدهر) محاسن من نثره ونظمه، ومختارات من كتابه (المخزون) المستخرج من رسائله. وسماه صاحب فوات الوفيات (عبد الرحمن بن احمد) واورد من شعره ما يوافق بعضه ما في اليتيمة، مما يؤكد انهما شخص واحد، وذكر له من المؤلفات (مخزون البلاغة)و (المنتحل) و (ملح الخواطر ومنح الجوهر) و (دويان رسائله) و (ديوان شعر) وفي كشف الظنون اسماء بعض هذه الكتب وتسمية مؤلفها (عبيد الله بن أحمد) كما في ثمار القلوب واليتيمة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 191
الأمير أبو الفضل الميكالي عبيد الله بن أحمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال بن عبد الواحد بن جبريل بن القاسم بن بكر بن سور بن سور بن سور بن سور؛ أربعة من الملوك، ابن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور. أبو الفضل الميكالي. الأمير. مات يوم عيد الأضحى سنة ست وثلاثين وأربع ماية. كان أوحد خراسان في عصره أدبا وفضلا ونسبا، حسن الخلق، مليح الوجه والشمايل، كثير القراءة، دائم العبادة، سخي النفس. سمع بخراسان من الحاكم أبي أحمد الحافظ وأبي عمرو ابن حمدان، وفي بخارى من أبي بكر محمد بن ثابت البخاري، وبمكة أبا الحسن ابن زريق. وسمع أبا الحسين ابن فارس، وعقد له مجلس الإملاء فأملى. وأبوه أمير مشهور، شاعر جليل القدر. ولأبي الفضل عدة أولاد علماء وهم الحسين وعلي وإسماعيل. سمع قول الصاحب بن عباد:
لئن هو لم يكفف عقارب صدغه | فقولوا له يسمح بدرياق ريقه |
لدغت عينك قلبي | إنما عينك عقرب |
لكن المصة من ريقـ | ـك درياق مجرب |
من رأى غرة الأمير أبي الفضل | ازدرى المشتري ببرج القوس |
من يطالع آدابه وعلاه | يطلع في أنموذج الفردوس |
عين ربي عليه من بدر صدر | وده خزرجي ولقياه أوسي |
ليس لي طاقة بوصف معاليه | ولو كنت مفلقا كابن أوس |
ما سر مولانا نبي الهدى | بوحي جبريل وميكال |
إلا قريبا من سروري | بما رزقت من ود ابن ميكال |
لكن نواه قد أشاطت دمي | والله منها لدمي كال |
إذا ما جاد بالأموال ثنى | ولم تدركه في الجود الندامه |
وإن هجست خواطره بجمع | لريب حوادث قال الندى: مه |
مبدع في شمائل المجد خيما | ما اهتدينا لأخذه واقتباسه |
فهو فيض بالمال وقت نداه | وجواد بالعفو في وقت باسه |
أراني كلما فاخرت قوما | فخرتهم بنفسي أم بخاري |
خذوا خبري به عن خوف ثان | يجاهر بالعناد وأمن جار |
وقائلة إن المعالي مواهب | فقلت لها أخطأت هن مناهب |
أرادت صدودي وانحرافي عن العلا | وما أنا في هذي المذاهب ذاهب |
ألا رب أعداء لئام قريتهم | متون سيوف أو صدور عوالي |
إذا كلبهم يوما عوى لي رميتهم | بكلب إذا عاوى الكلاب عوى لي |
عجبت لوغد قد جذبت بضبعه | فأصبح يلقاني بتيه وبئسما |
بريد مساماتي ومن دونها السما | وكيف يباريني سموا وبي سما |
وكم حاسد لي انبرى فانثنى | بغصة نفس شجاها شجاها |
ومن أين يسمو لنيل العلا | وما بث مالا ولا راش جاها |
ضاق صدري من هوى قمر | قمر القلب وما شعرا |
ليت أجفاني به سعدت | فترى الطرف الذي فترا |
عذيري من جفون راميات | بسهم السحر من عيني غزال |
غزاني طرفه حتى سباني | لأنتصرن منه بمن غزالي |
لقد راعني بدر الدجى بصدوده | ووكل أجفاني برعي كواكبه |
فيا جزعي مهلا عساه يعود لي | ويا كبدي صبرا على ما كواك به |
صل محبا أعياه وصف هواه | فضناه ينوب عن ترجمانه |
كلما راقه سواك تصدت | مقلتاه بدمعه ترجمانه |
يا ذا الذي أرسل من طرفه | علي سيفا قدني لو فرى |
شفاء نفسي منك تجميشة | يغرس في خديك نيلوفرا |
أما حان أن يشتفي المستهام | بزورة وصل وتأوي له |
يجمجم عن سؤله هيبة | ويعلم علمك تأويله |
سقيا لدهر مضى والوصل يجمعنا | ونحن نحكى عناقا شكل تنوين |
فصرت إذا علقت نفسي حبالكم | بسهم هجرك ترمي ثم تنويني |
إن كنت تأنس بالحبيب وقربه | فاصبر على حكم الرقيب وداره |
إن الرقيب إذا صبرت لحكمه | بواك في مثوى الحبيب وداره |
شكوت إليه ما ألاقي فقال لي | رويدا ففي حكم الهوى أنت مؤتلي |
فلو كان حقا ما ادعيت من الجوى | لقل بما تلقى إذا أن تموت لي |
ومعشوق يتيه بوجه عاج | شبيه الصدغ منه بلام زاج |
إذا استسقيته راحا سقاني | رضابا كالرحيق بلا مزاج |
ظبي يحار البرق في بريقه | غنيت عن إبريقه بريقه |
فلم أزل أرشف من رحيقه | حتى شفيت القلب من حريقه |
إن لي في الهوى لسانا كتوما | وحنانا يخفي حريق جواه |
غير أني أخاف دمعي عليه | ستراه يفشي الذي ستراه |
تفرق قلبي في هواه فعنده | فريق وعندي شعبة وفريق |
إذا ظميت نفسي أقول له اسقني | وإن لم يكن راح لديك فريق |
أهدت جفونك للفؤاد | من الغرام بلا بلا |
فالشوق منه بلا مدى | والوجد فيه بلا بلا |
بلسان الدمع تشكو | أبدا عيني عينه |
لي دين في هواه | ليته أنجز دينه |
لا قضى الله ببين | أبدا بيني وبينه |
أحسن من روضة حزن ناضره | قد فتح النرجس فيها ناظره |
طلعة معشوق لديك حاضره | ناضرة تجلو العيون الناظرة |
روض يروض هموم قلبي حسنه | فيه لكاس اللهو أي مساغ |
وإذا بدت قضبان ريحان به | حيث بمثل سلاسل الأصداغ |
تصوغ لنا كف الربيع بدائعا | كعقد عقيق بين سمط لآل |
وفيهن أنوار الشقائق قد حكت | خدود عذارى نقطت بغوال |
نثر السحاب على الغصون ذريرة | أهدت لنا نورا يروق ونورا |
شابت ذوائبها فعدن كأنها | أشفار عين تحمل الكافورا |
أما ترى الزهرة قد لاحت لنا | تحت هلال لونه يحكي اللهب |
ككرة من فضة مجلوة | أوفى عليها صولجان من ذهب |
أهلا بفجر قد نضا ثوب الدجى | كالسيف جرد من سواد قراب |
أو غادة شقت إزارا أزرقا | ما بين نقرتها إلى الأقراب |
أهلا بنرجس روض | يزهى بحسن وطيب |
يرنو بعين غزال | على قضيب رطيب |
وفيه معنى خفي | يزينه في القلوب |
تصحيفه إن نسقت الحرو | ف بر حبيب |
يا مهديا لي بنفسجا أرجا | يرتاح صدري له وينشرح |
بشرني عاجلا مصحفه | بأن ضيق الأمور ينفسح |
يا مهديا لي بنفسجا سمجا | وددت لو أن أرضه سبخ |
بشرني عاجلا مصحفه | بأن عهد الحبيب ينفسح |
ما صورة أبدع في | تركيبها أصحابها |
مركبها الأيدي وفي | هاماتها أذنابها |
ما ضم الأنس يوما كنرجس | يقوم بعذر اللهو عن خالع العذر |
فأحداقه أقداح تبر وساقه | كقامة ساق في غلائله الخضر |
ومدامة زفت إلى سلسال | تختال بين ملابس كالآل |
فدنا لها حتى إذا ما افتضها | بالمزج أمهرها عقود لآلي |
لنا صديق إن رأى | مهفهفا لاطفه |
فإن يكن في دهرنا | ذوأبنة لاط فهو |
لنا صديق يجيد لقما | راحتنا في أذى قفاه |
ما ذاق من كسبه ولكن | أذى قفاه أذاق فاه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0