القاضي عبد الوهاب عبد الوهاب بن علي بن نصر الثعلبي البغدادي، ابو محمد: قاض، من فقهاء المالكية، له نظم ومعرفة بالادب. ولد ببغداد، وولي القضاء في اسعرد، وبادرايا (في العراق) ورحل إلى الشام فمر بمعرة النعمان واجتمع بأبي العلاء. وتوجه إلى مصر، فعلت شهرته وتوفى فيها. له كتاب (التلقين - خ) في فقه المالكية و (عيون المسائل) و (النصرة لمذهب مالك) و (شرح المدونة) و (الاشراف على مسائل الخلاف - ط) جزآن، و (غرر المحاضرة ورؤوس مسائل المناظرة - خ) و (شرح فصول الاحكام - خ) و (اختصار عيون المجالس - خ). وهو صاحب البيتين المشهورين:
بغداد دار لاهل المال طيبة | وللمفاليس دار الضنك والضيق |
ظللت حيران امشي في ازقتها | كأنني مصحف في بيت زنديق!. |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 184
القاضي المالكي عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد القاضي. أبو محمد. البغدادي، المالكي. سمع وروى. وكان شيخ المالكية في عصره وعالمهم. قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة لم ألق أفقه منه. ولي القضاء بباذاريا ونحوها، وخرج في آخر عمره إلى مصر فمات بها في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربع ماية. وقيل: هو من أولاد مالك بن طوق صاحب الرحبة. وصنف التلقين؛ وهو مع صغره من كبار خيار الكتب. وله المعرفة في شرح الرسالة؛ وله عيون المسائل؛ والنصرة لمذهب مالك، وكتاب الأدلة في مسائل الخلاف؛ وشرح المدونة.
وخرج لمصر في آخر عمره لإملاق به؛ وفي ذلك يقول:
بغداد دار لأهل المال طيبة | وللمفاليس ذات الضنك والضيق |
ظللت حيران أمشي في أزقتها | كأنني مصحف في بيت زنديق |
والمالكي ابن نصر زار في سفر | بلادنا فحمدنا النأي والسفرا |
إذا تفقه أحيا مالكا جدلا | وينشر الملك الضليل إن شعرا |
سلام على بغداد في كل موطن | وحق لها مني سلام مضاعف |
فوالله ما فارقتها عن قلى لها | وإني بشطي جانبيها لعارف |
ولكنها ضاقت علي بأسرها | ولم تكن الأرزاق فيها تساعف |
وكانت كخل كنت أهوى دنوه | وأخلاقه تنأى به وتخالف |
متى يصل العطاش إلى ارتواء | إذا استقت البحار من الركايا |
ومن يثني الأصاغر عن مراد | وقد جلس الأكابر في الزوايا |
وإن ترفع الوضعاء يوما | على الرفعاء من إحدى البلايا |
إذا استوت الأسافل والأعالي | فقد طابت منادمة المنايا |
ونائمة قبلتها فتنبهت | وقالت تعالوا فاطلبوا اللص بالحد |
فقلت لها إني فديتك غاصب | وما حكموا في غاصب بسوى الرد |
فقالت قصاص يشهد العقل أنه | على كبد الجاني ألذ من الشهد |
فباتت يميني وهي هميان خصرها | وباتت يساري وهي واسطة العقد |
فقالت ألم أخبرها بأنك زاهد | فقلت بلى ما زلت أزهد في الزهد |
أيا من قوله نعم | وكل مقاله نعم |
تقول لقد سعى الوا | شون بالتحريش لا سلموا |
وقد راموا قطيعتنا | فقلت بلى أنا لهم |
أتذكر إذ نهاية ما تمنى | ملاحظة بها منه تفوز |
فحين نسجت بينكما التصافي | دخلت وصرت من برا أجوز |
قد كنت أقرا هذه السوره | فانكشفت لي هذه الصوره |
شبشتني حتى إذا صدت من | تهواه بي قزرتني خيره |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0
القاضي عبد الوهاب هو الإمام العلامة، شيخ المالكية، أبو محمد، عبد الوهاب بن علي ابن نصر بن أحمد بن حسين بن هارون بن أمير العرب مالك بن طوق، التغلبي العراقي، الفقيه المالكي، من أولاد صاحب الرحبة.
صنف في المذهب كتاب ’’التلقين’’، وهو من أجود المختصرات، وله كتاب المعرفة في شرح الرسالة، وغير ذلك.
ذكره أبو بكر الخطيب، فقال: كان ثقة، روى عن الحسين بن محمد ابن عبيد العسكري، وعمر بن سبنك. كتبت عنه، لم نلق أحدا من المالكيين أفقه منه، ولي قضاء بادرايا وباكسايا.
وخرج في آخر عمره إلى مصر، واجتاز بالمعرة فضيفه أبو العلاء بن سليمان، وفيه يقول أبو العلاء:
والمالكي ابن نصر زار في سفر | بلادنا فحمدنا النأي والسفرا |
إذا تفقه أحيا مالكا جدلا | وينشر الملك الضليل إن شعرا |
ونائمة قبلتها فتنبهت | وقالت تعالوا فاطلبوا اللص بالحد |
فقلت لها إني فديتك غاصب | وما حكموا في غاصب بسوى الرد |
خذيها وكفي عن أثيم ظلامة | وإن أنت لم ترضي فألفا على العد |
فقالت قصاص يشهد العقل أنه | على كبد الجاني ألذ من الشهد |
وبانت يميني وهي هميان خصرها | وبانت يساري وهي واسطة العقد |
فقالت ألم أخبر بأنك زاهد | فقلت بلى ما زلت أزهد في الزهد |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 142
عبد الوهاب بن علي بن نصر أدركته وسمعت كلامه في النظر، وكان قد رأى أبا بكر الأبهري إلا أنه لم يسمع منه شيئا، وكان فقيها متأدبا شاعرا وله كتب كثيرة في كل فن من الفقه وخرج في آخر عمره إلى مصر وحصل له هناك حال من الدنيا بالمغاربة، ومات بمصر سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وأنشد في خروجه من بغداد:
سلام على بغداد في كل موطن | وحق لها مني سلام مضاعف |
فوالله ما فارقتها عن قلى لها | وإني بشطي جانبيها لعارف |
ولكنها ضاقت علي بأسرها | ولم تكن الأرزاق فيها تساعف |
وكانت كخل كنت أهوى دنوه | وأخلاقه تنأى به وتخالف ومنهم أبو الفضل |
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 168