الببغاء عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي، ابو الفرج المعروف بالببغاء: شاعر مشهور، وكاتب مترسل. من أهل نصيبين. اتصل بسيف الدولة، ودخل الموصل وبغداد. ونادمالملوك والرؤساء. له (ديوان شعر).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 177
الببغاء الشاعر اسمه عبد الواحد بن نصر.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0
الببغا الشاعر عبد الواحد بن نصر بن محمد. أبو الفرج المخزومي الشاعر المعروف بالببغا - بباءين موحدتين الثانية مشددة وبعدها غين منقوطة. ووجد بخط ابن جني الففعا - بفاءين مشددة الثانية. ويقال فيه الببغا - بباءين موحدتين، الثانية ساكنة. والمشهور فيه الأول. لقب بذلك لفصاحته. وقيل بل للثغة في لسانه. وهو كاتب مترسل، شاعر من شعراء سيف الدولة من أهل نصيبين. بالغ الثعالبي في وصفه في يتيمة الدهر، وأثنى عليه، وذكر جملة من رسائله، وما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابي.
وتوفي سنة ثمان وتسعين وثلاث ماية. ومن شعره:
يا سادتي هذه روحي تودعكم | إذ كان لا الصبر يسليها ولا الجزع |
قد كنت أطمع في روح الحياة لها | فالآن إذ بنتم لم يبق لي طمع |
لا عذب الله روحي بالبقاء فما | أظنها بعدكم بالعيش تنتفع |
خيالك منك أعرف بالغرام | وأرأف بالمحب المستهام |
فلو يسطيع حين حظرت نومي | علي لزار في غير المنام |
وكأنما نقشت حوافر خيله | للناظرين أهلة في الجلمد |
وكأن طرف الشمس مطروف وقد | جعل الغبار له مكان الإثمد |
ومهفهف لما اكتست وجناته | خلع الملاحة طرزت بعذاره |
لما انتصرت على أليم جفائه | بالقلب كان القلب من أنصاره |
كملت محاسن وجهه فكأنما | اقتبس الهلال النور من أنواره |
وإذا ألح القلب في هجرانه | قال الهوى: لا بد منه فداره |
لا غيث نعماه في الورى خلب البر | ق ولا ورد جوده وشل |
جاد إلى أن لم يبق نائله | مالا ولم يبق للورى أمل |
يا من رضيت من الخلق الكثير به | أنت البعيد على قرب من الدار |
أعملت فيك المنى حلا ومرتحلا | حتى رددت المنى أنضاء أسفار |
كم من صباح للراح أسلمني | من فلق ساطع إلى فلق |
فعاطنيها بكرا مشعشعة | كأنها في صفائها خلقي |
في أزرق كالهواء يخرقه اللحـ | ـظ وإن كان غير منخرق |
ما زلت منه منادما صورا | مذ أسكرتها السقاة لم تفق |
تغرق في أبحر المدام فيستنـ | ـقذها شربنا من الغرق |
فلو ترى راحتي ورقته | من صبغها في معصفر شرق |
لخلت أن الهواء لاطفني | بالشمس في قطعة من الأفق |
ومعصرة أنخت بها | وقرن الشمس لم يغب |
فخلت قرارها بالرا | ح بعض معادن الذهب |
وقد ذرفت لفقد الكر | م فيها أعين العنب |
وجاش عباب واديها | بمنهل ومنسكب |
وياقوت العصير بها | يلاعب لؤلؤ الحبب |
فيا عجبا لعاصرها | وما يفنى به عجبي |
صفحت لهذا الدهر عن سيئاته | وعددت يوم الدير من حسناته |
وصبحت عمر الزعفران بصبحة | أعاشت سرور القلب بعد وفاته |
عمرت محل اللهو بعد دثوره | وألفت شمل الأنس بعد شتاته |
وعاشرت من رهبانه كل ماجن | تجاوز لي عن صومه وصلاته |
وأهيف فاخرت الرياض بحسنه | فأذعن صغرا وصفها لصفائه |
جلا الأقحوان الغض نوار ثغره | ومال بغصن البان عن حركاته |
وأسكرني بالعذب من خمر ريقه | وأمتعني بالورد من وجناته |
ولما دجا الليل استعاد سنا الضحى | براح نأت بالليل عن ظلماته |
نصيبية عمرية كاد كرمها | بجوهرها ينهل قبل نباته |
ونم إلينا دنها بضيائها | فكان كقلب ضاق عن خطراته |
فأهدى إليها الورد من صبغ خده | وأيدها بالفتك من لحظاته |
وما زال يسقيني ويشرب والمنى | تبشرني عنه بصدق عداته |
إلى أن تهادى بين نحري ونحره | صليب يضوع المسك من نفحاته |
وخوفني منه فخلت صليبه | لشدة ما يخشاه بعض وشاته |
سلوا الصبابة عني هل خلوت بمن | أهوى مع الشوق إلا والعفاف معي |
تأبى الدناءة لي نفس نفائسها | تسعى لغير الرضى بالري والشبع |
وهمة ما أظن الحظ يدركها | إلا وقد جاورت في كل ممتنع |
لا صاحبتني نفس إن هممت لمن | أرقى بها غمرات الموت لم تطع |
على جناب العلى حلي ومرتحلي | وفي حمى المجد مصطافي ومرتبعي |
وما نضوت لباس الذل عن أملي | حتى جعلت دروع اليأس مدرعي |
وكل من لم تؤدبه خلائقه | فإنه بعظاتي غير منتفع |
يا سادتي هذه روحي تشيعكم | إن كان لا الصبر يسليها ولا الجزع |
قد كنت أطمع في روح الحياة لها | فالآن مذ غبتم لم يبق لي طمع |
لا عذب الله روحي بالبقاء فما | أظنها بعدكم بالعيش تنتفع |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0
الببغاء شاعر وقته، الأديب أبو الفرج، عبد الواحد بن نصر بن محمد، المخزومي النصيبي.
له ديوان ومدائح في سيف الدولة.
وتنقل في البلاد، ومدح الكبار.
ولقب بالببغاء لفصاحته، وقيل: بل للثغة في لسانه.
توفي في شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 532