عبد الواحد بن سليمان عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان: امير مرواني اموي. ولي امرة مكة والمدينة سنة129هـ ، لمروان بن محمد. وله خبر مع الحرورية ايام فتنة المختار بن عوف (ابي حمزة) بمكة، وفر منهم عبد الواحد، إلى المدينة، فعيره احد الشعراء بأبيات، منها:
ترك الامارة والحلائل هاربا | ومضى يخبط كالبعير الشارد |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 175
عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي:
أمير مكة والمدينة والطائف، ذكر ابن جرير الطبري: أنه ولى ذلك في سنة تسع وعشرين ومائة لمروان بن محمد، وحج بالناس فيها، وسأل أبا حمزة الخارجى المسالمة، حتى ينقضى الحج، وكان أبو حمزة والى الموسم، فأرسل عبد الواحد إلى أبي حمزة، عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعبيد الله بن عمرو بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، مع أخرىن، فكثر أبو حمزة في وجه العلوي، والعثمانى، وانبسط إلى البكري، والعمري.
وقال لهما: إنا خرجنا بسيرة أبويكما. فقال له عبد الله بن الحسن: ما جئناك لتفضل بين آبائنا، بل جئناك برسالة من الأمير نخبرك بها، ثم أحكموا أهل المسالمة بينهم إلى مدتها.
ونفر عبد الواحد في النفر الأول إلى المدينة، فزاد أهلها في عطائهم، وأمرهم بالتجهيز، فخرجوا وعليهم عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان.
فلما انتبهوا إلى قديد، جاءتهم رسل أبي حمزة، وسألوهم المسالمة، وأن يخلوا بينهم وبين عدوهم، فأبوا.
فلما تفرقوا بعد نزولهم هناك، خرج عليهم أصحاب أبي حمزة من الغياض، فقتلوا منهم نحو سبعمائة من قريش، ولم يكونوا أصحاب حرب، وذلك لسبع بقين من صفر سنة ثلاثين ومائة.
ولما بلغ خبرهم عبد الواحد بن سليمان، لحق بالشام، فولى مروان على الحجاز واليمن: عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي، فقتل أبا حمزة الخارجى، وجماعة من أصحابه بمكة، ثم سار إلى اليمن وقتل طالب الحق، كما سبق في ترجمة عبد الملك.
وذكر ابن عساكر، أن عبد الواحد بن سليمان هذا، حدث عن أبيه، وعبد الله بن علي العباسي. وروى عنه: الوليد بن محمد الموقرى.
وقال الزبير بن بكار، لما ذكر أولاد سليمان بن عبد الملك بن مروان: وعبد الواحد ابن سليمان، قتله صالح بن علي.
وكان واليا لمروان بن محمد، على المدينة، ومكة. وولى الحج عام الحرورية، وأصحاب عبد الله بن يحيى، لم يدر بهم عبد الواحد، وهو واقف بعرفة، حتى نزلوا من جبال عرفة من طريق الطائف.
فوجه إليهم رجالا، فيهم: عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وأمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وعبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. فكلموهم وسألوهم أن يكفوا، حتى يفرغ الناس من حجهم، ففعلوا.
فلما كان يوم النفر الأول، خرج عبد الواحد كأنه يقنص، حتى مضى على وجهه إلى المدينة، وترك فساطيطه وثقله بمنى.
وأم عبد الواحد: أم عمرو بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. وكان جوادا ممدحا له يقول إبراهيم بن علي بن هرمة، أنشدني ذلك: أبو عمير نوفل بن ميمون، قال: أنشدنيه أبو مالك محمد بن مالك بن علي بن هرمة [من المتقارب]:
إذا قيل من خير من يعتزى | لمعتزى فهر ومحتاجها |
ومن يقرع الخيل يوم الوغا | بإلجامها ثم إسراجها |
أشارت نساء بنى مالك | إليه به قبل أزواجها |
من كان أخطأه الربيع فإنه | نظر الحجاز بغيث عبد الواحد |
إن المدينة أصبحت معمورة | بمتوج حلو الشمائل ماجد |
كالغيث من عرض الفرات تهافتت | سبل إليه بصادرين ووارد |
وملكت غير معنف في ملكه | ما دون مكة من حمى ومساجد |
وملكت ما بين العراق ويثرب | ملكا أجار لمسلم ومعاهد |
ما ليهما ودميهما من بعد ما | غشى الضعيف شعاع سيف المارد |
ولقد رمت قيس ورائى بالحصى | من رام ظلمك من عدو جاهد |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 1