المعتصم السعدي عبد الملك بن محمد الشيخ بن القائم بأمر الله، من آل زيدان، ابو مروان السعدي، الملقب بالمعتصم بالله: من ملوك السعديين في المغرب. كان مقيما أيام أبيه في سلجماسة. ومات أبوه، وولي أخوه (الغالب بالله) فرحل إلى تلمسان، وكانت في أيدي الترك العثمانيين، ومنها إلى الجزائر، فعلم بوفاة (الغالب) وتولية ابنه (المتوكل) فركب البحر إلى الأستانة فاتصل بالسلطان سليم بن سليمان العثماني، فانتهز السلطان سليم الفرصة للاستيلاء على المغرب، فأعاد عبد الملك بجيش وعتاد وقواد، فنشبت بينه وبين المتوكل حروب عنيفة استمرت أربع سنين. وانهزم المتوكل، في فاس ومراكش وغيرهما، فلجأ إلى طنجة واتفق مع البرتغاليين، وعاد بجيش كبير منهم، فتجددت المعارك. وكانت الغلبة للترك على البرتغال. وهلك المتوكل غرقا في آخر معركة بوادي المخازن (من بلاد الهبط) ومات المعتصم في اليوم نفسه مسموماً، سمه قائد جيش الترك، فلم يعلم أحدهما (المتوكل والمعتصم) بمصير ما جلب على بلاده. ودفن المعتصم في مراكش.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 164