الأصمعي عبد الملك بن قريب بن علي بن اصمع الباهلي، ابو سعيد الاصمعي: راوية العرب، واحد ائمة العلم باللغة والشعر والبلدان. نسبته إلى جده اصمع. ومولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى اخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. اخباره كثيرة جدا. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). قال الاخفش: ما رأينا احدا اعلم بالشعر من الاصمعي. وقال ابو الطيب اللغوي: كان اتقن القوم للغة، واعلمهم بالشعر، واحضرهم حفظا. وكان الاصمعي يقول: احفظ عشرة آلاف ارجوزة. وتصانيفه كثيرة، منها (الابل - ط) و (الاضداد - ط) و (خلق الانسان - ط) و (المترادف - خ) و (الفرق - ط) أي الفرق بين اسماء الاعضاء من الانسان والحيوان، و (الخيل - ط) و (الشاء - ط) و (الدارات - ط) و (النبات والشجر - ط) وللمستشرق الالماني وليم اهلورد Vilhelm Ahiwardt كتاب سماه (الاصمعيات - ط) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الاصكعي بروايتها. ولعبد الله بن أحمد الربعي كتاب (المنتقى من اخبار الاصمعي - ط) غير تام.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 162

الأصمعي اللغوي اسمه عبد الملك بن قريب.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0

الأصمعي عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس الأصمعي البصري صاحب اللغة. كان إمام زمانه في اللغة. روى عن أبي عمرو بن العلاء وقرة بن خالد، ومسعر بن كدام، وابن عون، ونافع ابن أبي نعيم وسليمان التيمي، وشعبة. وبكار بن عبد العزيز ابن أبي بكرة، وحماد بن سلمة، وسلمة بن بلال، وعمر ابن أبي زائدة وخلق. قال عمر بن شبة؛ سمعته يقول: حفظت ستة عشر ألف أرجوزة. وقال الشافعي: ما عبر أحد عن العرب بمثل عبارة الأصمعي. وقال ابن معين: لم يكن ممن يكذب، وكان من أعلم الناس في فنه.
وقال أبو داود: صدوق؛ وكان يتقي أن يفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يتقي أن يفسر القرآن. قيل لأبي نواس: قد أشخص أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد؛ فقال: أما أبو عبيدة فإن مكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين، وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته. وكان بخيلا ويجمع أحاديث البخلاء. قال له أعرابي رآه يكتب:

وتناظر هو وسيبويه، فقال يونس بن حبيب: الحق مع سيبويه، وهذا يغلبه بلسانه. وقال البخاري: مات سنة ست عشرة ومايتين. وقال غيره: سنة خمس عشرة. وقيل إنه عاش ثمانيا وثمانين سنة. وروى له أبو داود والترمذي. وحدث الرياشي قال؛ قال الأصمعي: لم تتصل لحيتي حتى بلغت ستين سنة. وكان الشعر للأصمعي والأخبار لأبي عبيدة. قال أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي: كان الأصمعي صدوقا في كل شيء من أهل السنة. فأما ما يحكي العوام، وسقاط الناس من نوادر الأعراب ويقولون: هذا ما افتعله الأصمعي ويحكون أن رجلا رأى ابن أخيه عبد الرحمن فقال له: ما يفعل عمك؟ فقال: قاعد في الشمس يكذب على الأعراب! فهذا باطل نعوذ بالله منه، ومن معرة جهل قائليه، وكيف يكون ذلك وهو لا يفتي إلا فيما أجمع علماء اللغة عليه، ويقف عما ينفردون عنه، ولا يجيز إلا أفصح اللغات. وقال أبو قلابة عبد الملك بن محمد: سألت الأصمعي: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’الجار أحق بسقبه’’؟ فقال: أنا لا أفسر حديث رسول الله، ولكن العرب تزعم أن السقب: اللزيق.
وحدث محمد بن زاهر؛ سمعت الشاذكوني يقول: إذا بعث الله عز وجل الخلق لم يبق بالبادية أعرابي إلا تظلم إلى الله من كذب الأصمعي عليه! وقال الأصمعي: حضرت أنا وأبو عبيدة عند الفضل بن الربيع، فقال لي: كم كتابك في الخيل؟ فقلت: مجلد واحد! فسأل أبا عبيدة عن كتابه فقال: خمسون مجلدا! فقال له: قم إلى هذا الفرس وأمسك عضوا منه وسمه! فقال: لست بيطارا، وإنما هذا شيء أخذته عن العرب! فقال لي: قم يا أصمعي وافعل ذلك! فقمت وأمسكت ناصيته، وجعلت أذكر عضوا عضوا، وبلغت حافره! فقال: خذه! فأخذت الفرس؛ قال: فكنت إذا أردت أن أغيظه ركبت ذلك الفرس وأتيته. وقال: كنت عند الرشيد فشرب ماء بثلج فاستطابه فقال: الحمد لله! ثم قال لي: أتحفظ في هذا شيئا يا عبد الملك؟ فقلت: نعم! وأنشدته:
#شكرا من العبد لنعمى الرب فقال لي: يا أصمعي! ما سمع بمثلك! قلت: فالناس معذورون فيه إذ قالوا إنه يضع، فإن هذا الاتفاق لاستحضار الأبيات بعيد، فهو إما أن تكون الواقعة قد وضعها، وإما أن يكون الشعر ارتجله وهو أعظم. وقال: لا ينبغي للإنسان أن يدخل على الملوك بغير الملح من الشعر؛ فإن الرشيد أعطاني في أبيات أنشدته في ليلة ثلاثة آلاف دينار! دخلت عليه ليلة فأنشدته:
فقال الرشيد: هذا يصل المقطوع، ويقيم النائم! فزدني من هذا المعنى! فأنشدته:
وقال الأصمعي: وصلت بالعلم وكسبت بالملح. وقال: ذكرت يوما للرشيد نهم سليمان بن عبد الملك، وقلت: إنه كان يجلس وتحضر بين يديه الخراف المشوية، وهي كما أخرجت من تنانيرها، فيريد أخذ كلاها فتمنعه حرارتها فيجعل يده في طرف حلته ويدخلها في جوف الخروف فيأخذ كلاه! فقال لي: قاتلك الله فما أعلمك بأخبارهم! إعلم أنه عرضت علي ذخائر بني أمية فنظرت إلى ثياب مذهبة ثمينة، وأكمامها زهكة بالدهن، فلم أدر ما ذلك، حتى حدثتني بهذا الحديث! ثم قال: علي بثياب سليمان، فنظرنا إلى تلك الآثار فيها ظاهرة فكساني منها حلة. وكان الأصمعي ربما خرج فيها أحيانا، فيقول: هذه جبة سليمان!.
وكان جد الأصمعي علي بن أصمع سرق بسفوان فأتوا به علي بن أبي طالب فقال: جيئوني بمن يشهد أنه أخرجها من الرحل، فشهد عليه بذلك فقطع من أشاجعه، فقيل له: يا أمير المؤمنين! ألا قطعته من زنده؟ فقال: يا سبحان الله! كيف يتوكأ، كيف يصلي، كيف يأكل؟ فلما قدم الحجاج البصرة، أتاه علي بن أصمع، فقال: أيها الأمير! إن أبوي عقاني فسمياني عليا، فسمني أنت! فقال: ما أحسن ما توسلت به! قد وليتك سمك البارجاه، وأجريت لك كل يوم دانقين فلوسا، ووالله لئن تعديتهما لأقطعن ما أبقاه علي عليك!
ومن تصانيفه: كتاب خلق الإنسان؛ كتاب الأجناس؛ كتاب الأنواء؛ كتاب الهمز؛ كتاب المقصور والممدود؛ كتاب الفرق؛ كتاب الصفات؛ كتاب الأثواب؛ كتاب الميسر والقداح؛ كتاب خلق الفرس؛ كتاب الخيل؛ كتاب الإبل؛ كتاب الشاء؛ كتاب الأخبية؛ كتاب الوحوش، كتاب فعل وأفعل؛ كتاب الأمثال؛ كتاب الأضداد؛ كتاب الألفاظ؛ كتاب السلاح؛ كتاب اللغات؛ كتاب مياه العرب؛ كتاب النوادر؛ كتاب أصول الكلام؛ كتاب القلب والإبدال؛ كتاب جزيرة العرب؛ كتاب الاشتقاق؛ كتاب معاني الشعر؛ كتاب المصادر؛ كتاب الأراجيز؛ كتاب النخلة؛ كتاب النبات؛ كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه؛ كتاب غريب الحديث؛ كتاب نوادر الأعراب؛ وغير ذلك.
قال أبو العيناء: كنا في جنازة الأصمعي، فجذبني أبو قلابة الجرمي الشاعر، فأنشدني لنفسه:
قال؛ وجذبني أبو العالية الشافعي، وأنشدني:
قال: فعجبت من اختلافهما فيه. وقال محمد ابن أبي العتاهية؛ لما بلغ أبي موت الأصمعي جزع عليه ورثاه بقوله:
ومن شعر الأصمعي ما قاله في جعفر البرمكي:
دخل العباس بن الأحنف يوما على الرشيد، فقال: قد عملت شعرا لم يسبقني أحد إلى معناه، فقال الرشيد: هات! فأنشده:
فنظر الرشيد إلى الأصمعي، فقال: يا أمير المؤمنين! قد سبق إليه، فقال: هات! فأنشده:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0

الأصمعي الإمام العلامة الحافظ حجة الأدب لسان العرب أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الأصمعي، البصري اللغوي الأخباري، أحد الأعلام، يقال: اسم أبيه: عاصم ولقبه: قريب.
ولد سنة بضع وعشرين ومائة.
وحدث عن: ابن عون وسليمان التيمي، وأبي عمرو بن العلاء، وقرة بن خالد، ومسعر بن كدام وعمر بن أبي زائدة وشعبة ونافع بن أبي نعيم وتلا عليه، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وسلمة بن بلال وشبيب بن شيبة وعدد كثير لكنه قليل الرواية للمسندات.
حدث عنه: أبو عبيد ويحيى بن معين، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي، وسلمة بن عاصم، وزكريا بن يحيى المنقري، وعمر بن شبة وأبو الفضل الرياشي، وأبو حاتم السجستاني ونصر بن علي، وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله الأصمعي وأبو حاتم الرازي، وأحمد بن عبيد أبو عصيدة، وبشر بن موسى والكديمي، وأبو العيناء وأبو مسلم الكجي، وخلق كثير.
عباس الدوري عن يحيى بن معين عن الأصمعي قال: سمع مني مالك بن أنس.
وقد أثنى أحمد بن حنبل على الأصمعي في السنة.
قال الأصمعي: قال لي شعبة: لو تفرغت لجئتك.
قال إسحاق الموصلي: دخلت على الأصمعي أعوده فإذا قمطر. فقلت: هذا علمك كله؟ فقال: إن هذا من حق لكثير.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 8- ص: 33

عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع. ابن مظهر - بضم الميم وسكون الظاء المعجمة وكسر الهاء- بن رباح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن قيس عيلان بن مضر الباهلي أبو سعيد الأصمعي البصري اللغوي.
أحد أئمة اللغة والغريب والأخبار والملح والنوادر، روى عن أبي عمرو ابن العلاء، وقرة بن خالد، ونافع بن أبي نعيم، وشعبة، وحماد بن سلمة وخلق.
قال عمر بن شبة: سمعته يقول: حفظت ستة عشر ألف أرجوزة.
وقال الشافعي: ما عبر أحد عن العرب بمثل عبارة الأصمعي.
قال ابن معين: ولم يكن ممن يكذب، وكان من أعلم الناس في فنه.
وقال أبو داود: صدوق، وكان يتقي أن يفسر الحديث، كما يتقي أن يفسر القرآن.
وكان بخيلا ويجمع أخبار البخلاء.
وتناظر هو وسيبويه، فقال يونس: الحق مع سيبويه، وهذا يغلبه بلسانه.
وكان من أهل السنة، ولا يفتي إلا فيما أجمع عليه علماء اللغة، ويقف عما ينفردون عنه، ولا يجيز إلا أفصح اللغات.
وعنه أنه قال: حضرت أنا وأبو عبيدة عند الفضل بن الربيع، فقال لي: كم كتابك في الخيل؟ فقلت: مجلد واحد، فسأل أبا عبيدة عن كتابه فقال: خمسون مجلدا، فقال له: قم إلى هذا الفرس، وأمسك عضوا عضوا منه وسمه، فقال: لست بيطارا، وإنما هذا شيء أخذته عن العرب، فقال: قم يا أصمعي وافعل ذلك، فقمت وأمسكت ناصيته، وجعلت أذكر عضوا عضوا، وأضع يدي عليه، وأنشد ما قالته العرب إلى أن بلغت حافره، فقال: خذه، فأخذت الفرس وكنت إذا أردت أن أغيظه ركبته وأتيته.
صنف: «غريب القرآن» «خلق الإنسان» «الأجناس» «الأنواء» «الهمز» «المقصور والممدود» «الصفات» «خلق الفرس» «الإبل» «الخيل» «الشاء» «الميسر والقداح» «الأمثال» «فعل وأفعل» «الاشتقاق» «ما اتفق لفظه واختلف معناه» وغير ذلك.
ولم تبيض لحيته إلا لما بلغ ستين سنة.
روى له أبو داود والترمذي. ومات سنة ست عشرة- وقيل خمس عشرة- ومائتين، عن ثمان وثمانين سنة.
ومن شعره في جعفر البرمكي:

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 360

عبد الملك بن قريب [د، ت] الأصمعي.
أحد الاخباريين والائمة الصدوقين.
قال أبو داود: الأصمعي صدوق.
وقال ابن معين: لم يكن ممن يكذب.
وقال الأزدي: ضعيف الحديث.
وروى له حديث أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الأصمعي، عن ابن عون، عن محمد، عن أبي هريرة - أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كفن زر عليه قميصه.
وهذا حديث منكر.
قد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام كفن في ثلاث أثواب ليس فيها قميص.
[133 / 3] فأحمد بن عبيد ليس بعمدة.
وقد روى الحسين الكوكبي عن أحمد بن عبيد / قال: سئل أبو زيد الأنصاري، عن أبي عبيدة، والأصمعي، فقال: كذابان وسئلا عنه فقال: ما شئت من عفاف وتقوى.

  • دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 2- ص: 662

الاصمعي عبد الملك بن قريب.

  • دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 4- ص: 599

الأصمعي
عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع أبو سعيد الأصمعي سنة 216 هـ رحمه الله تعالى.
له: كتاب النسب.
لطيفة.
كان أبو عبيدة معمر بن المثنى: يطعن على الأصمعي بالبخل وضيق العطن. وكان الأصمعي إذا ذكر أبا عبيدة قال: ذاك ابن الحائك.

  • دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 52

عبد الملك بن قريب، أبو سعيد، الأصمعي، البصري.
سمع ابن عون، وشعبة.
يقال: ابن علي بن أصمع، الباهلي.
مات سنة ست عشر ومئتين.
قال ابن معين: روى مالك، عن عبد الملك بن قرير، وإنما هو قريب.
قال الأصمعي: سمع مني مالك.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1

أبو سعيد الأصمعي
وأما الأصمعي فهو عبد الملك بن قريب، واسم قريب عاصم - ويكنى أبا بكر - بن عبد بن أصمع. وكان صاحب النحو واللغة والغريب والأخبار والملح.
وقال عمر بن شبة: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ست عشرة آلاف أرجوزة. ويقال: كان الرشيد يسميه شيطان الشعر.
وقال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي وخلف، فقلت: أيهما كان أعلم؟ فقال: الأصمعي؛ لأنه كان نحوياً.
وقال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد: كان أبو زيد صاحب لغة وغريب ونحو، وكان أكثر من الأصمعي في النحو، وكان أبو عبيدة أعلم من أبي زيد والأصمعي بالأنساب والأيام والأخبار، وكان للأصمعي يد غراء في اللغة لا يعرف فيها مثله، وفي كثرة الرواية، وكان دون أبي زيد في النحو.
وحكى محمد بن هبيرة، قال: قال الأصمعي للكسائي وهما عند الرشيد: ما معنى قول الشاعر:

قال الكسائي: كان محرماً بالحج، قال: الأصمعي فقوله:
فهل كان محرماً بالحج؟ فقال هارون للكسائي: يا علي؛ إذا جاء الشعر فإياك والأصمعي.
قال الأصمعي: قوله: محرما’’، أي في حرمة الإسلام؛ ومن ثم قيل: مسلم محرم؛ أي لم يحل من نفسه شيئاً يوجب القتل. وقوله: ’’محرماً’’ في كسرى، يعني حرمة العهد الذي كان له في عنق أصحابه.
قال المصنف: ويحتمل أن يكون قوله: ’’محرماً’’ في حق عثمان، أي دخل في الأشهر الحرم؛ يقال: أحرم الرجل، إذ دخل في الأشهر الحرم، وقد كان قتل في ثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين. وذو الحجة من الأشهر الحرم.
قال أبو عبد الله بن الأعرابي: شهدت الأصمعي وقد أنشد نحواً من مائتي بيت، ما فيها بيت عرفناه.
وكان الأصمعي صدوقاً في الحديث، أخذ عن عبد الله بن عون وشعبة بن الحجاج وحماد بن سلمة والخليل بن أحمد؛ ويحكى أنه أراد أن يقرأ عليه العروض وشرع في تعلمه فتعذر ذلك عليه، فيئس الخليل منه، فسأله عن معصوب الوافر، فقال له: يا أبا سعيد، كيف تقطع قول الشاعر:
فعلم الأصمعي أن الخليل قد تأذى ببعده عن علم العروض، فلم يعاوده فيه. والعصب: إسكان الخامس المتحرك فتسكن اللام من ’’مفاعلتن’’ فتبقى ’’مفاعلتن’’، أي بسكون اللام منه، فتنقل إلى ’’مفاعيلن’’ وتقطيعه هكذا:
وأخذ عنه ابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله، وأبو عبيد القاسم بن سلاّم، وأبو حاتم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، وأحمد بن محمد اليزيدي ونصر بن علي الجهضمي وغيرهم.
وكان من أهل البصرة. وقدم بغداد أيام الرشيد.
قال محمد بن عبد الرحمن مولى الأنصاري: حدثنا الأصمعي، قال: بعث إلي الأمين وهو ولي عهد، فصرت إليه فقال: إن الفضل بن الربيع يحدث عن أمير المؤمنين أنه يأمر بحملك إليه على ثلاث دواب البريد - وكان حينئذ بالرقة - فجهزت وحملت إليه، فلما وصلت إلى أمير المؤمنين، وأنزلني منزلاً أقمت فيه يومين أو ثلاثة، ثم استحضرني فقال: جئني وقت المغرب حتى أدخلك على أمير المؤمنين، فجئته على الرشيد وهو جالس منفرد، فسلمت فاستدناني، وأمرني بالجلوس فجلست، فقال لي: يا عبد الملك، وجهت إليك بسبب جاريتين أهديتا إلي، قد أخذنا طرفاً من الأدب، أحببت أن تبور ما عندهما، وتشير فيهما بما هو الصواب عندك، ثم قال: ليمض إلى عاتكة فيقال لها: أحضري الجاريتين، فحضرت جاريتان ما رأيت مثلهما قط، فقلت لإحداهما: ما اسمك يا فلانة فقالت: فلانة، قلت: ما عندك من العلم؟ قالت: ما أمر الله تعالى به في كتابه؛ ثم ما ننظر فيه من الأشعار والآداب والأخبار، فسألتها عن حروف من القرآن، فأجابتني كأنها تقرأ الجواب من كتاب، وسألتها عن النحو والعروض والأخبار فما قصدت، فقلت: بارك الله تعالى فيك، فما قصرت في جوابي في كل فن أخذت فيه، فإن كنت تقرضين من الشعر فأنشدينا شيئاً، فاندفعت في هذا الشعر:
ومرت في الشعر إلى آخره، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما رأيت امرأة في مسك رجل مثلها؛ وسألت الأخرى فوجدتها دونها؛ إلاّ أنها إن ووظب عليها لحقتها، فقال: يا عباسي، فقال الفضل: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: لترد إلى عاتكة ويقال لها: تصنع هذه التي وصفها بالكمال لتحمل إلي الليلة. ثم قال لي: يا عبد الملك، أنا ضجر، قد جلست أحب أن أسمع حديثاً أتفرج به، فحدثني بشيء، فقلت: لأي الحديث تقصد يا أمير المؤمنين؟ فقال: مما شاهدت وسمعت من أعاجيب الناس وطرائف أخبارهم، فقلت: يا أمير المؤمنين، كان صاحب لنا في بدو بني فلان؛ كنت أغشاه وأتحدث إليه، وقد أتت عليه ست وتسعون سنة، أصح الناس ذهنا، وأجودهم أكلاً، وأقواهم بدناً، فغبرت عنه زماناً ثم قصدته، فوجدته ناحل البدن، كاسف البال، متغير الحال، فقلت له: ما شأنك؟ أأصابتك مصيبة؟ قال: لا، قلت: فمرض عراك؟ قال: لا، قلت: فما سبب هذا الذي أراه بك؟ فقال: قصدت بعض القرابة في حي بني فلان، فألفيت عندهم جارية قد لاثت رأسها، وطلت بالورس ما بين قرنها إلى قدمها، وعليها قميص وقناع مصبوغان، وفي عنقها طبل تدق عليه، وتنشد هذا الشعر:
فأجبتها:
فلما سمعت الشعر مني نزعت الطبل، ورمته في وجهي، وبادرت إلى الخباء، فلم أزل إلى أن حميت الشمس على مفرق رأسي، لا تخرج ولا ترجع إلي جوابا، فقلت: إنا لله! أنا والله معها كما قال الشاعر:
ثم انصرفت سخين العين قرح القلب؛ فهذا الذي ترى بي من التغير من عشقي لها. قال: فضحك الرشيد حتى استلقى، وقال: ويحك يا عبد الملك! ابن ست وتسعين يعشق! قلت: قد كان كذلك، يا أمير المؤمنين، فقال: يا عباسي، فقال الفضل: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: أعط عبد الملك مائة ألف درهم، ورده إلى مدينة السلام، فانصرفت، فإذا خادم يحمل شيئاً، ومعه جارية تحمل شيئاً، فقال: أنا رسول الجارية التي وصفتها، وهذه جاريتها، وهي تقرأ عليك السلام، وتقول لك: أمير المؤمنين أمر لي بمال وثياب؛ وهذا نصيبك منها، فإذا المال ألف دينار؛ وهي تقول: لن تخليك من المواصلة بالبر، فلم تزل تتعهدني بالبر الواسع؛ حتى كانت فتنة محمد، فانقطعت أخبارها عني، وأمر لي الفضل ابن الربيع من ماله بعشرة آلاف درهم.
وحكى أبو العباس المبرد، قال: دخل الأصمعي على الرشيد بعد غيبة كانت منه، فقال له: يا أصمعي، كيف أنت بعدنا؟ فقال: ما لاقتني بعدك أرض، فتبسم الرشيد، فلما خرج الناس قال: يا أصمعي؛ ما معنى قولك: ’’ما لاقتني أرض’’؟ فقال: ما استقرت بي أرض؛ فقال: هذا حسن؛ ولكن لا ينبغي أن تكلمني بيد يدي الناس إلا بما أفهمه، فإذا خلوت فعلمني، فإنه يقبح بالسلطان ألا يكون عالماً؛ لأنه لا يخلو إما أن أسكت أو أجيب، فإذا سكت فيعلم الناس أني لا أعلم إذ لم أجب، وإذا أجبت بغير الجواب، فيعلم من جوابي أني لم أفهم ما قلت. قال الأصمعي: فعلمني أكثر مما علمته.
وحكى المبرد أيضاً، قال: مازح الرشيد أم جعفر، فقال لها: كيف أصبحت يا أم نهر؟ فاغتمت لذلك ولم تفهم معناه، فأنفذت إلى الأصمعي تسأله عن ذلك، فقال: الجعفر: النهر الصغير، وإنما ذهب إلى هذا؛ فطابت نفسها.
ويحكى عن الأصمعي أنه قال: كلمت أبا يوسف القاضي بحضرة الرشيد في الفرق بين ’’عقلت القتيل’’، و’’عقلت عنه’’، فلم يفهمه حتى فهمته؛ عقلت القتيل؛ إذا أديت ديته، وعقلت عنه؛ إذا لزمته دية فأديتها عنه.
وذكر أبو العباس المبرد أن رجلا كان يألف حلقة الأصمعي، فإذا صار إلى ضيعته أهدى إلى الأصمعي مما يحمل منها؛ فترك حلقة الأصمعي، وألف حلقة أبى زيد، وكان أبو زيد لا يقبل شيئا، قال: فمر الرجل يوما بالأصمعي فأنشده الأصمعي للفرزدق:
وقال أبو العيناء: قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع، فقال: يا أصمعي، كم كتابك في الخيل؟ فقلت: جلد، قال: فسأل أبا عبيدة، فقال: خمسون جلدا، قال: فأمر بإحضار الكتابين وإحضار فرس. وقال لأبو عبيدة: اقرأ كتابك حرفا حرفا، وضع يدك على موضع موضع من الفرس، فقال أبو عبيدة: لست ببيطار؛ وإنما هذا شيء أخذته وسمعته من العرب، فقال لي: يا أصمعي قم، فضع يدك على موضع موضع من الفرس، فوثبت، فأخذت بأذني الفرس، ووضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقول: هذا اسمه كذا؛ حتى بلغت حافره. فأمر لي بفرس؛ فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة، ركبت الفرس وأتيته.
وقال ابن بكير النحوي: لما قدم الحسن بن سهل العراق، أحب أن يجمع بين جماعة من أهل الأدب، فأحضر أبا عبيدة والأصمعي ونضر بن علي الجهضمي، وحضرت معهم، فابتدأ الحسن فنظر في رقاع كانت بين يديه للناس في حاجاتهم فوقع عليها، وكانت خمسين رقعة، ثم أمر فدفعت إلى الخازن، ثم أفضنا في ذكر الحفاظ، فذكرنا جماعة، فالتفت أبو عبيدة وقال: ما الغرض أيها الأمير في ذكر من مضى! هاهنا من يقول: إنه ما قرأ كتابا قط فاحتاج إلى أن يعود فيه، ولا دخل قلبه شيء وخرج عنه. فالتفت الأصمعي، فقال: إنما يريدني بهذا القول، والأمر في ذلك على ما حكى؛ وأنا أقرب إليه؛ قد نظر الأمير في خمسين رقعة، وأنا أعيد ما فيها وما وقع به على رقعة رقعة؛ فأحضرت الرقاع، فقال الأصمعي: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا واسمه كذا؛ ووقع له بكذا، والرقعة الثانية والثالثة، حتى مر في نيف وأربعين رقعة، فالتفت إليه نصر بن علي الجهضمي، وقال: أيها الرجل، أبق على نفسك من العين؛ فكف الأصمعي.
وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي رحمه الله تعالى يقول: ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي.
وروى الرياشي، قال: سمعت عمرو بن مرزوق، يقول: رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران، وهذا يغلبه في لسانه في الظاهر - يعني الأصمعي.
وروى عباس بن الفرج، قال: ركب الأصمعي حمارا ذميما، فقيل له: بعد براذين الخلفاء تركب هذا! فقال متمثلا:
وهذا وأملك ديني، أحب إلي من ذلك مع فقدهما.
قال نصر بن علي: كان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتقي أن يفسر القرآن.
وقال أيضا: حضرت الأصمعي، وقد سأله سائل عن معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (جاءكم أهل اليمن وهم أبخع أنفسا)، ما معنى أبخع؟ قال: يعني أقتل، ثم أقبل متندماً على نفسه كاللائم لها، فقلت له: لا عليك، فقد حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: )فلعلك باخع نفسك)، أي قاتل نفسك، فكأنه سريَ عنه.
وقال إبراهيم الحربي: كان أهل البصرة أهل العربية، منهم أصحاب الأهواء، إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة: أبو عمر بن العلاء، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب، والأصمعي.
وقال محمد بن إبراهيم: سمعت الإمام أحمد بن محمد بن حنبل يثني على الأصمعي بالثنة. قال: وسمعت علي بن المديني يثني عليه، وقال: وسمعت الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يثنيان عليه في السنة.
وروي عن ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: الأصمعي ثقة.
وحكى الشافعي أنه قال: ما رأيت بذلك المعسكر أصدق من الأصمعي.
وحكى أنه سئل أبو داود عن الأصمعي، فقال: صدوق.
وقال أبو العيناء: توفي الأصمعي بالبصرة وأنا حاضر؛ سنة ثلاث عشرة ومائتين. ويقال: سنة سبع عشرة ومائتين في خلافة المأمون.
وقال محمد بن أبي العتاهية: لما بلغ أبي موت الأصمعي جزع عليه ورثاه فقال:

  • مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن-ط 3( 1985) , ج: 1- ص: 90

  • دار الفكر العربي-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 102

  • مطبعة المعارف - بغداد-ط 1( 1959) , ج: 1- ص: 74

عبد الملك بن قريب بن عبد الملك أبو سعيد الأصمعي البصري اللغوي الأخباري
عن ابن عون وأبي عمرو بن العلاء وعنه عمر بن شبة وابن واره وأبو حاتم صدوق مات 215 أو في التي بعدها د ت

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

الأصمعي عبد الملك
الأصمعي عبد الملك 3473

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

عبد الملك بن قريب الأصمعي

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 76

عبد الملك الأصمعي ابن قريب بن عبد الملك بن أصمع
ويقال: إن جده كان فيمن بعثه الحجاج يتتبع المصاحف المخالفة للمصحف الذي في أيدي الناس يمحوها.
وقال الشاعر:

وهو من باهلة، وهي قبيلة تعتمد بالهجاء.
قال عيسى بن إسماعيل: رأيت رجلا يقرأ على الأصمعي، فيغلط فلا يغير عليه، فقلت له: مالك لا تغير عليه؟ فقال: لو علمت أنه يفلح لغيرت عليه.
قال الأصمعي: سألني شعبة عن ’’ الثراب الوذمة ’’، فقلت:
غلط، إنما هي ’’ الوذام التربة ’’، والوذم يكون شيء في بطن الشاة يسقط إلى الأرض، فيتترب، فيقال: وذمٌ تربٌ، فينفضه القصاب.
ويروى من شعره:
ويروى أنه سأل الكسائي بحضرة الرشيد، في قول الشاعر:
فقال: كان محرما بالحج.
فقال الأصمعي: فقول الآخر:
أكان محرما بالحج؟! فقال الرشيد: يا علي، إذا جاء الشعر فإياك والأصمعي.
وكان الرشيد يسميه شيطان الشعر.
عاش إحدى وتسعين سنة.
وتوفي في شهر رمضان، سنة ست عشرة ومائتين.
وقد روي: سنة سبع عشرة.
وقال اليزيدي فيه:
وفي باهلة يقول الآخر:
ويروى لأبي العتاهية، يرثيه:

  • هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة - مصر-ط 2( 1992) , ج: 1- ص: 218

عبد الملك بن قريب بن أسمع بن مظهر أبو سعيد الباهلي الأصمعي إمام في النحو واللغة والأشعار والأخبار والملح، وكان متحرزا في التفسير، وأما في غيره فمتسامح.
يحكى عن عبد الرحمن ابن أخيه أنه قيل له: ما فعل عمك؟ قال: قاعد في الشمس يكذب على الأعراب بكلام ولا أصل له.
مات سنة 210 وولد سنة 12

  • جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 35

  • دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 188

(مق د ت) عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد ابن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس غيلان بن مضر الباهلي أبو سعيد الأصمعي البصري صاحب اللغة.
ذكره ابن حبان في كتاب ’’ الثقات ’’، وقال: ليس فيما يروي عن الثقات تخليط إذا كان دونه ثقة، وقد روى عنه مالك بن أنس ويقول: حدثني عبد العزيز بن قرير لم يحفظ اسمه ولا اسم أبيه، وتوفي سنة خمس عشرة ومائتين.
ولما ذكر الكلبي جده عليا قال: كان شريفا، وقال محمد بن القاسم إنما سمي أصمعيا لصمع أذنيه.
وفي ’’ حلى العلى ’’ سئل أبو عبيدة عن قول الشاعر:

فقال: فقوله في جد الأصمعي: كان يقرأ الكتب على المنبر كما يقرأها الخراساء النوم. قال التوزي ما جرت فأخبرت بذلك الأصمعي فتغير وجهه وقال: هذا كتاب ورد من عثمان بن عفان على ابن عامر؟ فلم يوجد له من يقرأه إلا جدي.
قال: وقيل لأبي عبيدة إن الأصمعي يقول: [على فرس له فذكر كلاما]
فقال أبو عبيدة: سبحان الله إنه يتشبع بما لم يعط والله ما ملك أبو الأصمعي دابة قط إلا في [......].
وقال الأزهري في ’’ التهذيب ’’: عن أبي محمد سلمة بن عاصم: كان الأصمعي أذكى من أبي عبيدة وأحفظ للغريب منه، وكان أبو عبيدة أكثر رواية منه، وكان الرشيد استخلص الأصمعي، وكان يرفعه على أبي يوسف القاضي، وكان علمه على لسانه.
وعن الرياشي: كان صدوقا صاحب سنة، عمر نيفا وتسعين سنة، وله عقب وأبو عبيدة كثير الرواية عنه وهو قرينه.
وقال له خلف الأحمر أستاذه: وأنا ويكتب مطبوعان على شعره، وأبو عبيدة ليس له في الشعر طبع، وقال ثعلب: كان عنده غريب.
وذكره ابن شاهين في كتاب ’’ الثقات ’’.
وقال ابن قتيبة: رأى أبوه الحسن وجالسه، وكان عبد الملك شديد التوقي لتفسير القرآن وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا يعلم أنه كان يرفع الأحاديث، وكان صدوقا في غير ذلك من حديثه، صاحب سنة، وولد سنة ثلاث وعشرين ومائة وتوفي وله ثمان وتسعون سنة وله عقب.
وفي كتاب ’’ أخبار النحويين ’’ للسيرافي: قال محمد بن يزيد: كان الأصمعي أسد الشعر والغريب والمعاني، وكان أبو عبيدة كذلك، ويفضل على
الأصمعي بعلم النسب، وكان الأصمعي أعلم منه بالنحو، واسم أبيه عاصم، ويكنى أبا بكر، وقيل أن الرشيد كان يسميه شيطان الشعر، وكان صدوقا في الحديث، وعنده القراءات عن أبي [ق32/ب] عمرو ونافع وغيرهما.
وفي ’’ كتاب المنتجيلي ’’: عن الأصمعي قال: سمعت من الثوري ثلاثين ألف حديث، وجده أصمع أصيب بالأهواز وكان قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان أبوه مظهر مسلما، دفن بكاظمة قرب البحرين.
وقال أبو حاتم: بلغ تسعين سنة.
وحكى عنه الرياشي قال: لم تتصل لحيتي حتى بلغت ستين سنة.
وفي كتاب ’’ أدب الرواية ’’ لحفيد القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن جعفر بن الفهم: كان الأصمعي متهما بالكذب في المسامرة، فوقع بينه وبين عطاء بن مصعب المعروف بالملط كلام، فدار على جماعة وجاء بهم إلى شيخ ملتف بكسائه، فقال له: ما اسمك؟ قال: قريب أبو عبد الملك. قال: أتقرأ القرآن؟ قال: لا، إلا ما أصلي به، قال: أتروي شيئا من الشعر؟ قال: ما أشغلني عنه. قال: أتعرف حديثا أو فقها؟ قال: لا. فقال للجماعة: اشهدوا على صدق الشيخ، لئلا يقول الأصمعي غدا: حدثني أبي وأنشدني أبي.
وقال الدوري: قلت ليحيى: أريد الخروج إلى البصرة فعمن أكتب؟ فقال: عن الأصمعي، فهو ثقة صدوق.
ولما ذكره المرزباني في ’’ معجمه ’’ قال: وصله البرامكة بالرشيد، وخص بهم، وأعطوه مالا جزيلا، فلما نكبوا هجاهم لسوء عهده وغدره وقلة وفائه، ومات في سنة أربع عشرة ومائتين، وأكثر شعره ضعيف سخيف مضطرب.
وذكره في كتابه ’’ الشعراء المنحرفين ’’ عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وذكر له أشياء مقذعة تركنا ذكرها.
وفي كتاب ’’ التعريف بصحيح التاريخ ’’: توفي سنة تسع ومائتين، وكان صادقا في أحاديثه، وعمر نيفا وتسعين سنة، وكان أبو حاتم يقول: ما رأيت أورع
منه، ورأيت بخط أبي اليسر سمعت نصر بن علي يقول: ما رأيت أحدا أشد تمسكا بالسنة من الأصمعي، وقد رفعه الله تعالى.
وذكر أبو محمد السيرافي في كتابه ’’ أخبار الأصمعي ’’ أنه روى عن: الصعق بن حزن الطفاوي، وخالد بن عبد الرحمن بن جبلة، ويونس بن حبيب النحوي، ويزيد بن أبي يزيد الكلابي، وقطن بن أبي المجالد الهراوي، وهشام بن الحكم الثقفي، وعبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، وخالد بن يزيد الهراوي، وعبد الله بن المبارك، وأيوب بن واقد، وسهل بن حصين، ومحمد بن فضيل، وعلي بن مسعدة الباهلي، وعبد الله بن عمر النميري، والحكم بن عطية وسعيد بن أبي عروبة، ومهدي بن ميمون، وعبد الله بن معاوية، وإسماعيل بن عبد الله، ويزيد بن إبراهيم، وأحمد بن الهيثم بن فراس، ومسرف بن سعيد الواسطي - في نسخة - وأبيه قريب بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله المزني، ومحمد بن الجهم السمري، [ق33/أ] ومحمد بن حرب الزيادي، وعيسى بن سليمان، وبشر بن منصور العبدي، وناهم بن سالم.
وفي ’’ تاريخ البخاري ’’: روى مالك بن عبد الله بن قرير، وإنما هو قريب، قال الأصمعي: سمع مني مالك.
وقال أبو داود، وسئل عنه: صدوق.
وأنشد المرزباني لأبي محمد اليزيدي يهجوه:
وفي ’’ مراتب النحويين ’’ لعبد الواحد: كان يحفظ ثلث اللغة قاله ابن مناذر، لأنه كان يصلح ولا يجوز إلا أفصح اللغات، []، ويضحك ولا
يجيب في القرآن ولا في الحديث، وكان أتقن القوم للغة وأعلمهم بالمشكل وأحضرهم حفظا وكان تعلم من خلف الأحمر، وكان خلف أعلم بالشعر.
قال عبد الواحد: لم ير الناس أصدق لهجة من الأصمعي، وأما ما يحكي العوام وسقاط الناس من نوادر الأعاريب، ويقولون هذا مما احتمله الأصمعي. ويحكون عن ابن أنه قال: عمي قاعد يكذب على الأعراب فباطل ما خلق الله منه شيئا و [] بالله من معره حمل [] أخيه هو، وهو لا يروي شيئا إلا عنه وأنى يكون الأصمعي كذلك وهو لا يفتي إلا فيما اجتمع عليه العلماء ويبعد عما يتفردون به، ولا يجيز إلا أفصح اللغات وكان يكتب [] المصاحف إلا أنه لمصحف عثمان [] الحجاج وإياه غني الشاعر بقوله:
وفيه يقول أبو محمد اليزيدي - فيما ذكره التاريخي: _

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 8- ص: 1

عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي الأصمعي كنيته أبو سعيد
من أهل البصرة
يروي عن ابن عون روى عنه الناس مات سنة خمس عشرة ومائتين ليس فيما يروي من الحديث عن الثقات تخليط إذا كان دونه ثقة وإن كان ممن أكثر الحكايات عن الأعراب وقد روى عنه مالك ويقول حدثني عبد العزيز بن قرير لم يحفظ اسمه ولا اسم أبيه حدثنا محمد بن أحمد الرقام بتستر ثنا نصر بن علي الجهضمي ثنا الأصمعي عن المعتمر بن سليمان عن أبيه قال إن الرجل ليذنب الذنب فيصبح عليه مذلته

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 8- ص: 1

عبد الملك بن قُرَيب الأصمعي.
أحد أئمة الأدب روى عنه، وعنه الشافعي أيضاً ومات قبله، لأنه مات سنة ثلاث عشرة على أحد الأقوال.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

عبد الملك بن قريب أبو سعيد الأصمعي
وهو ابن قريب بن علي بن أصمع روى عن بن عون ونافع بن أبي نعيم القارئ روى عنه نصر بن علي سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه أبي ومحمد بن مسلم وروى عن أبي عمرو بن العلاء وسليمان التيمي وأبي الأشهب وكهمس نا عبد الرحمن نا الحسين بن الحسن الرازي قال سألت يحيى بن معين عن الأصمعي فقال: لم يكن ممن يكذب وكان من أعلم الناس في فنه.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 5- ص: 1