ابن حبيب عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي الالبيري القرطبي، ابو مروان: عالم الاندلس وفقيهها في عصره. اصله من طليطله، من بني سليم، او من مواليهم. ولد في البيرة، وسكن قرطبة. وزار مصر، ثم عاد إلى الاندلس فتوفى بقرطبة. كان عالما بالتاريخ والادب، رأسا في فقه المالكية. له تصانيف كثيرة، قيل: تزيد على الف. منها (حروب الاسلام) و (طبقات الفقهاء والتابعين) و (طبقات المحدثين) و (تفسير موطأ مالك) و (الواضحة) في السنن والفقه، و (مصابيح الهدى) و (الفرائض) و (مكارم الاخلاق) و (الورع - خ) وغير ذلك وكان لبن لبابة يقول: عبد الملك بن حبيب عالم الاندلس، ويحيى ابن يحيى عاقلها، وعيسى بن دينار فقيهها.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 157
عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جاهمة بن عباس بن مرداس السلمي يكنى: أبا مروان. كان: بإلبيرة، وسكن قرطبة وقد قيل أنه من موالي سليم. روى عن صعصعة بن سلام، والغازي بن قيس، وزياد بن عبد الرحمن.
ورحل فسمع من عبد الملك بن الماجشون، ومطرف بن عبد الله، وإبراهيم بن المنذر الجذامي، وأصبغ بن الفرج، وأسد بن موسى وجماعة سواهم كثير. وانصرف إلى الأندلس وقد جمع علما عظيما. وكان: مشاورا مع يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان. وكان: حافظا للفقه على مذهب المدنيين، نبيلا فيه، وله مؤلفات في الفقه والتواريخ، والأداب كثيرة حسان.
منها: الواضحة. لم يؤلف مثلها؛ والجوامع؛ كتاب: فضل الصحابة رضي الله عنهم؛ وكتاب: غريب الحديث؛ وكتاب: تفسير الموطأ؛ وكتاب: حروب الإسلام؛ وكتاب: المسجدين؛ وكتاب سيرة الإمام في الملحدين؛ وكتاب طبقات الفقهاء والتابعين؛ وكتاب: مصابيح الهدى. وغير ذلك من كتبه المشهورة، ولم يكن لعبد الملك بن حبيب علم بالحديث، ولا كان يعرف صحيحه من سقيمه، وذكر عنه أنه كان يتساهل، ويحمل على سبيل الإجازة أكثر روايته.
قال أحمد: حدثت عن ابن وضاح، قال: قال لي إبراهيم بن المنذر الجذامي: أتاني صاحبكم الأندلسي عبد الملك بن حبيب بغرارة مملوءة كتبا فقال لي: هذا علمك تجيزه لي؟ فقلت له: نعم؛ ما قرأ علي منه حرفا ولا قرأته عليه: وأخبرني إسماعيل، قال: نا خالد، قال: نا أحمد بن خالد، قال: نا ابن وضاح، قال: أخبرني ابن أبي مريم، قال: كان ابن حبيب (يعني: عبد الملك) عندنا نازلا بمصر، وما كنت رأيت أدوم منه على الكتاب. فدخلت عليه في القائلة في شدة الحر وهو جالس على شدة، وعليه طويلة؛ فقلت: ما هذا؟ قلنسوة في مثل هذا؟! فقال: هي تيجاننا: قلت له: فما هذا الكتاب: متى تقرأ هذا؟ فقال: أبا عبد الله، ما يشغل بقراءته: قد أجازها لي الرجل (يعني: أسد بن موسى) . فخرجت من عنده فأتيت أسدا، فقلت له: أيها الشيخ؛ تمنعنا القراءة عليك وتجيز لغيرنا؟ قال: أنا لا أرى القراءة فكيف أجيز! فأخبرته. فقال: إنما أخذ مني كتبي فيكتب منها ليس ذا علي. قال خالد: إقرار أسد بروايتها، ودفعه كتبه إليه لينسخها، هي الإجازة بعينها.
وقد سمعت سعيد بن عثمان الأعناقي يقول: أعطانا يونس بن عبد الأعلى كتبه عن ابن وهب: الموطأ، والجامع؛ فقابلناهما. فقلت له: أصلحك الله؛ كيف نقول في هذا؟ فقال: إن شئتم قولوا: حدثنا، وإن شئتم قولوا: أخبرنا. أخبرنا عبد الله بن محمد بن القاسم الثغري قال: سألت وهب بن مسرة عن قول ابن وضاح في ابن حبيب فقال: ما قال لي خيرا ولا شرا، إلا انه كان يقول لم يسمع من أسد.
وأخبرني إسماعيل قال: أخبرني خالد قال: نا أحمد بن خالد قال: نا ابن وضاح قال: كنت عند الجذامي، فسئل فقيل له: ابن حبيب سمع التاريخ؟ فقال: حفظ الله أبا مروان فإنه، وإنه!!..
أخبرنا أحمد بن محمد بن الخراز الرجل الصالح قال: نا سعيد بن فحلون قال: سمعت إبراهيم بن قاسم بن هلال يقول: رحم الله عبد الملك بن حبيب فقد كان ذابا عن قول مالك.
وكان: محمد بن عمر بن لبابة يقول: عبد الملك بن حبيب عالم الأندلس، ويحيى بن يحيى عاقلها، وعيسى بن دينار فقيهها. قال أحمد: وذكر أنه سئل ابن الماجشون من أعلم الرجلين عندك القروي التنوخي؛ أم الأندلسي السلمي؟ فقال: السلمي مقدمه علينا أعلم من التنوخي منصرفه عنا. ثم قال للسائل: أفهمت؟ قال: نعم. يعنى: سحنونا، وعبد الملك.
وأخبرنا عبيد الله بن محمد، قال: نا عثمان بن عبد الرحمن، قال: نا ابن وضاح قال: سمعت أبا زيد بن أبي الغمر بالفسطاط يقول: لم يقدم إلينا هاهنا أحد أفقه من سحنون؛ إلا أنه قدم علينا من هو أطول لسانا منه. يعنى: ابن حبيب.
وكان: عبد الملك بن حبيب رحمه الله نحويا، عرضيا شاعرا، حافظا للأخبار والأنساب والأشعار؛ طويل اللسان، متصرفا في فنون العلوم.
روى عنه مطرف بن قيس، وبقي بن مخلد، وابن وضاح، ويوسف بن يحيى المغامي في جماعة، كان المغامي آخرهم موتا.
وتوفي: عبد الملك بن حبيب (رحمه الله) في أول ولاية الأمير محمد رحمه الله: سنة ثمان وثلاثين ومائتين. أخبرني بذلك: أبو محمد الباجي وغيره. ذكره أحمد. وقال لنا أبو الحسن مجاهد عن ابن أصبغ: قال لنا سعيد بن فحلون: مات عبد الملك ابن حبيب يوم السبت لأربع ليال مضين من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين ومائتين. أخبرني بذلك ختنه أبو عبد الله محمد بن قمر الزاهد الفقيه رحمه الله. وكانت علته الحصاة. مات وهو ابن أربع وستين سنة.
مكتبة الخانجي - القاهرة-ط 2( 1988) , ج: 1- ص: 312
عبد الملك بن حبيب العاملي من أهل مالقة؛ يكنى: أبا مروان.
سمع: من أبي معاوية عامر بن معاوية القاضي وغيره، وتوفي (رحمه الله): في صدر أيام الأمير عبد الرحمن بن محمد. من كتاب: محمد بن أحمد بخطه.
مكتبة الخانجي - القاهرة-ط 2( 1988) , ج: 1- ص: 316
القرطبي المالكي عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي، الفقيه، العباسي. الأندلسي، القرطبي، المالكي، أحد الأعلام. كان موصوفا بالحذق في مذهب مالك. له مصنفات كثيرة. توفي سنة ثمان وثلاثين ومايتين. ومن مصنفاته: كتاب الواضحة؛ كتاب الجامع؛ فضائل الصحابة؛ غريب الحديث؛ تفسير الموطأ؛ حروب الإسلام؛ المسجدين؛ وسيرة الإمام في الملحدين؛ طبقات الفقهاء؛ مصابيح الهدى.
قال ابن الفرضي: كان فقيها، نحويا، شاعرا عروضيا، أخباريا، نسابة، طويل اللسان، متصرفا في فنون العلم. روى عنه بقي بن مخلد، قال ابن الفرضي: إلا أنه لم يكن له علم بالحديث، ولا يعرف صحيحه من سقيمه! ذكر عنه أنه كان يتساهل في سماعه، ويحمل على سبيل الإجازة أكثر روايته.
وتوفي بعلة الحصى في شهر رمضان رابعا، أو في ذي الحجة من السنة المذكورة. ومن شعره.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0
ابن حبيب الإمام العلامة، فقيه الأندلس أبو مروان عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جاهمة ابن الصحابي عباس بن مرداس السلمي العباسي الأندلسي القرطبي المالكي أحد الأعلام.
ولد في حياة الإمام مالك بعد السبعين ومائة.
وأخذ عن: الغاز بن قيس، وزياد شبطون، وصعصعة بن سلام. ثم ارتحل في حدود سنة عشر ومائتين، وحج. وحمل عن عبد الملك بن الماجشون، ومطرف بن عبد الله اليساري، وأسد بن موسى السنة، وأصبغ بن الفرج، وأبي صالح، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وعدة من أصحاب مالك والليث، ورجع إلى قرطبة بعلم جم، وفقه كثير.
وكان موصوفا بالحذق في الفقه، كبير الشأن، بعيد الصيت، كثير التصانيف إلا أنه في باب الرواية ليس بمتقن بل يحمل الحديث تهورا كيف اتفق، وينقله وجادة وإجازة، ولا يتعانى تحرير أصحاب الحديث.
صنف كتاب ’’الواضحة’’ في عدة مجلدات، وكتاب ’’الجامع’’، وكتاب ’’فضائل الصحابة’’، وكتاب ’’غريب الحديث’’، وكتاب ’’تفسير الموطأ’’، وكتابا في ’’حروب الإسلام’’، وكتاب’’فضل المسجدين’’، وكتاب ’’سيرة الإمام فيمن ألحد’’، وكتاب ’’طبقات الفقهاء’’، وكتاب ’’مصابيح الهدى’’.
قال أبو الوليد بن الفرضي: كان فقيها، نحويا، شاعرا، عروضيا، أخباريا، نسابة، طويل اللسان، متصرفا في فنون العلم. حدث عنه: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، ويوسف بن يحيى المغامي، ومطرف بن قيس، وخلق، وآخر أصحابه موتا: المغامي.
سكن إلبيرة من الأندلس مدة، ثم استقدمه الأمير عبد الرحمن بن الحكم، فرتبه في الفتوى بقرطبة، وقرر معه يحيى بن يحيى في النظر والمشاورة، فتوفي يحيى بن يحيى، وانفرد ابن حبيب برئاسة العلم.
وكان حافظا للفقه نبيلا إلا أنه لم يكن له علم بالحديث، ولا يعرف صحيحه من سقيمه، ذكر عنه أنه كان يتسهل في سماعه، ويحمل على سبيل الإجازة أكثر روايته.
وعن محمد بن وضاح: أن إبراهيم بن المنذر الحزامي قال له: أتاني صاحبكم عبد الملك بن حبيب بغرارة مملوءة كتبا، فقال: لي هذا علمك تجيزه لي؟ فقلت له: نعم ما قرأ علي منه حرفا، ولا قرأته عليه.
وكان محمد بن عمر بن لبابة يقول: ابن حبيب عالم الأندلس، ويحيى بن يحيى عاقلها، وعيسى بن دينار فقيهها.
قال أبو القاسم بن بشكوال: قيل لسحنون: مات ابن حبيب. فقال: مات عالم الأندلس! بل -والله- عالم الدنيا.
حكى بعضهم قال: هاجت الريح، فرأيت عبد الملك بن حبيب رافعا يديه متعلقا بحبال المركب يقول: اللهم إن كنت تعلم أني إنما أردت ابتغاء وجهك، وما عندك، فخلصنا قال: فسلم الله.
قال أبو عمر أحمد بن سعيد الصدفي: قلت لأحمد بن خالد: إن ’’الواضحة’’ عجيبة جدا، وإن فيها علما عظيما فما يدخلها؟ قال: أول ذلك أنه حكى فيها مذاهب لم نجدها لأحد من أصحابه، ولا نقلت عنهم.
قال أبو عمر الصدفي في ’’تاريخه’’: كان كثير الرواية، كثير الجمع، يعتمد على الأخذ بالحديث، ولم يكن يميزه، ولا يعرف الرجال، وكان فقيها في المسائل. قال: وكان يطعن عليه بكثرة الكتب، وذكر أنه كان يستجيز الأخذ بلا رواية، ولا مقابلة، وأنه أخذ بالإجازة كثيرا. قال: وأشير إليه بالكذب، سمعت أحمد بن خالد يطعن عليه بذلك، ويتنقصه غير مرة، وقال: ظهر كذبه في ’’الواضحة’’، في غير شيء، فسمعت محمد بن وضاح يقول: أخبرني ابن أبي مريم؟ قال: كان ابن حبيب بمصر، فكان يضع الطويلة، وينسخ طول نهاره، فقلت له: إلى كم ذا النسخ؟ متى تقرؤه على الشيخ؟ قال: قد أجاز لي كتبه -يعني: أسد بن موسى- فأتيت أسدا، فقلت: تمنعنا أن نقرأ عليك، وتجيز لغيرنا؟ فقال: أنا لا أرى القراءة، فكيف أجيز؟ فأخبرته، فقال: إنما أخذ مني كتبي، فيكتب منها، ليس ذا علي.
وقال أحمد بن محمد بن عبد البر في ’’تاريخه’’: ابن حبيب أول من أظهر الحديث بالأندلس، وكان لا يفهم طرقه، ويصحف الأسماء، ويحتج بالمناكير، فكان أهل زمانه ينسبونه إلى الكذب، ولا يرضونه.
وممن ضعف ابن حبيب: أبو محمد بن حزم، ولا ريب أنه كان صحفيا وأما التعمد فكلا.
قال أحمد بن محمد بن عبد البر: وكان بينه وبين يحيى بن يحيى وحشة، كان كثير المخالفة له، لقي أصبغ بمصر، فأكثر عنه، فكان يعارض يحيى عند الأمر، ويرد قوله، فيغتم لذلك قال: فجمعهم القاضي مرة في الجامع، فسألهم عن مسألة، فأفتى فيها يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان بالرواية، فخالفهما عبد الملك، وذكر خلافهما رواية عن أصبغ، وكان عبد الأعلى بن وهب شابا قد حج ولحق أصبغ، فحدثنا أحمد بن خالد عن ابن وضاح، عن عبد الأعلى، قال: دخلت على سعيد بن حسان، فقال: ما تقول في كذا للمسألة المذكورة؟ هل يذكر فيها الأصبغ شيئا؟ قلت: نعم. يقول فيها: بكذا وكذا، فذكر موافقة
سعيد ويحيى، فقال لي سعيد: انظر ما تقول، أنت على يقين منها؟ قلت: نعم. قال: فأتني بكتابك. فخرجت مسرعا، ثم ندمت، فأخرجتها من قرطاس، فسررت، وأتيته بالكتاب. قال: تمضي به إلى أبي محمد. فمضيت به إلى يحيى بن يحيى، فأعلمته، فاجتمعا بالقاضي، وقالا: هذا يخالفنا بالكذب، فاردعه، وكفه. فجمعهم القاضي ثانيا، فتكلموا، فقال عبد الملك: قد أعلمتك بما يقول فيها أصبغ. فبدر عبد الأعلى، فقال: تكذب على أصبغ، أنا رويت هذه المسألة عنه على وفق ما قالا، وهذا كتابي. فقرأه القاضي، وقال: لعبد الملك: ما ساءه. وخرج عليه، وقال: تفتينا بالكذب والخطأ، وتخالف أصحابك بالهوى؟! لولا البقيا عليك لعاقبتك. قال عبد الأعلى: فلما خرجت، خطرت على دار ابن رستم الحاجب، فرأيت عبد الملك خارجا من عنده في وجهه البشر، فقلت: لأدخلن على ابن رستم. فدخلت، فلم ينتظر جلوسي، وقال: يا مسكين من غرك -أو من أدخلك- في هذا؟ تعارض مثل ابن حبيب وتكذبه؟ فقلت: أصلحك الله، إنما سألني القاضي، فأجبت بما عندي. قال: وبعث الأمير إلى القاضي يقول: من أمرك أن تشاور عبد الأعلى؟ فبعث يثني علي، ويقول: لم أر نفسي في سعة من ترك مشاورة مثله، فسأل الأمير وزراءه عن عبد الأعلى، فأثنوا عليه، ووصفوا علمه وولاءه.
قال سعيد بن فحلون: مات عبد الملك بن حبيب يوم السبت، لأربع مضين من رمضان، سنة ثمان وثلاثين ومائتين، بعلة الحصى، رحمه الله. ونقل آخر: أنه مات في ذي الحجة، سنة تسع وثلاثين، فالله أعلم.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 9- ص: 483
عبد الملك بن حبيب وقد روى محمد بن وضاح؛ محدث الأندلس، عن أبي مروان عبد الملك بن حبيب البزاز المصيصي.
شيخ يروي عن: ابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري.
روى عنه: أبو داود في ’’السنن’’، وجعفر الفريابي في مصنفاته، فاعرف.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 9- ص: 486
عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جناهمة بن عباس بن مرداس السلمي يكنى أبا مروان ونقل من خط الحكم المستنصر بالله أنه عبد الملك بن حبيب بن ربيع بن سليمان السلمي من - أنفسهم - العصار كان يعصر الأدهان ويستخرجها. أصله من طليطلة وانتقل جده سليمان إلى قرطبة وانتقل أبوه أبو حبيب وإخوته في فتنة الربض إلى إلبيرة قيل إنه من مواليهم وقيل من أنفسهم كان بالبيرة.
روى بالأندلس عن صعصعة بن سلام والغازي بن قيس وزياد بن عبد الرحمن ورحل سنة ثمان ومائتين فسمع بن الماجشون ومطرفا وإبراهيم بن المنذر الحزامي وعبد الرحمن بن رافع الزبيدي وابن أبي أويس وعبد الله بن عبد الحكم وعبد الله بن المبارك وأصبغ بن الفرج وأسد بن موسى وجماعة سواهم وانصرف إلى الأندلس - سنة ست عشرة وقد جمع علما عظيما فنزل بلده إلبيرة وقد انتشر سموه في العلم والرواية فنقله الأمير عبد الرحمن بن الحكم إلى قرطبة ورتبه في طبقة المفتيين فيها فأقام مع يحيى بن يحيى زعيمها في المشاورة والمناظرة وكان الذي بينهما شين جدا ومات يحيى قلبه فانفرد عبد الملك بعده بالرياسة.
سمع منه ابناه: محمد وعبيد الله وبقي الدين بن مخلد وابن وضاح والمغامي في جماعة وكان المغامي آخرهم موتا. وكان عبد الملك حافظا للفقه على مذهب مالك نبيها فيه: غير أنه لم يكن له علم بالحديث ولا معرفة بصحيحه من سقيمه.
وقال بن مزين وابن لبابة: عبد الملك عالم الأندلس وسئل بن الماجشون عن أعلم الرجلين: التنوخي القروي أو الأندلسي السلمي؟ فقال: السلمي مقدمه علينا أعلم من التنوخي منصرفه عنا ثم قال للسائل: أفهمت.
قال أحمد بن عبد البر: كان جماعا للعلم كثير الكتب طويل اللسان فقيه البدن نحويا عروضيا شاعرا نسابة إخباريا وكان أكثر من يختلف إليه: الملوك وأبناؤهم وأهل الأدب وقال نحوه بن فحلون قال: وكان يأبى إلا معالي الأمور وكان ذابا عن مذهب مالك.
ولما رحل قال عيسى: إنه لأفقه ممن يريد أن يأخذ عنه العلم وقال بعضهم: رأيته يخرج من الجامع وخلفه نحو ثلاثمائة بين طالب حديثه وفرائض وفقه وإعراب وقد رتب الدول عنده كل يوم ثلاثين دولة - لا يقرأ عليه فيها شيء إلا كتبه وموطأ مالك.
وكان صواما قواما وكان أكثر فقهاء الأندلس وشعرائهم يعني عبد الملك أخذوا من مجلسه بحظ وقال المغامي: لو رأيت ما كان على باب بن حبيب لازدريت غيره.
ولما نعي إلى سحنون استرجع وقال: مات عالم الأندلس بل والله عالم الدنيا وهذا يرد ما روي عنه من خلاف هذا.
وذكره بن الفرضي في طبقات الأدباء فجعله صدرا فيهم وقال: كان قد جمع إلى إمامته في الفقه التبجح في الأدب والتفنن في ضروب العلم وكان فقيها مفتيا: نحويا لغويا نسابة إخباريا عروضيا فائقا شاعرا محسنا مرسلا حاذقا مؤلفا متقنا.
ذكر بعض المشايخ أنه لما دنا من مصر في رحلته أصاب جماعة من أهلها بارزين لتلقي الرفقة على عادتهم فكلما أطل عليها رجل له هيئة ومنظر رجحوا الظن فيه. وقضوا بفراستهم عليه حتى رأوه وكان ذا منظر جميل فقال قوم: هذا فقيه وقال آخرون: بل شاعر وقال آخرون: طبيب وقال آخرون: خطيب فلما كثر اختلافهم تقدموا نحوه وأخبروه باختلافهم فيه وسألوه عما هو فقال لهم: كلكم قد أصاب وجميع ما قدرتم أحسنه والخبرة تكشف الحيرة والامتحان يجلي الإنسان فلما حط رحله ولقي الناس شاع خبره فقعد إليه كل ذي علم فسأله عن فنه وهو يجيبه جواب محقق فعجبوا ووثقوا من ثقوب بمعلمه وأخذوا عنه وعطلوا حلق علمائهم.
وأثنى عليه بن المواز بالعلم والفقه وقال العتبي - وذكر الواضحة: رحم الله عبد الملك ما أعلم أحدا ألف على مذهب أهل المدينة تأليفه ولا لطالب أنفع من كتبه ولا أحسن من اختياره وألف كتبا كثيرة حسانا في الفقه والتاريخ والأدب منها: الكتب المسماة بالواضحة في السنن والفقه لم يؤلف مثلها والجامع وكتاب فضائل الصحابة وكتاب غريب الحديث وكتاب تفسير الموطأ وكتاب حروب الإسلام وكتاب المسجدين وكتاب سيرة الإمام - في الملحدين وكتاب طبقات الفقهاء والتابعين وكتاب مصابيح الهدى.
قال بعضهم: قسم بن الفرضي هذه الكتب وهذه الأسماء وهي كلها يجمعها كتاب واحد لأن بن حبيب إنما ألف كتابه في عشرة أجزاء: الأول: تفسير الموطأ حاشا الجامع.
الثاني: شرح الجامع.
الثالث والرابع والخامس: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وكتاب مصابيح الهدى جزء منها ذكر فيه من الصحابة والتابعين.
والعاشر: طبقات الفقهاء وليس فيها أكثر من الأول.
وتحامل في هذا الشرح على أبي عبيد والأصمعي وغيره وانتحل كثيرا من كلام أبي عبيد وكثيرا ما يقول فيه: أخطأ شارح العراقيين وأخذ عليه فيه تصحيف قبيح وهو أضعف كتبه. ومن تواليفه: كتاب إعراب القرآن وكتاب الحسبة في الأمراض وكتاب الفرائض وكتاب السخاء واصطناع المعروف وكتاب كراهية الغناء وكتاب في النسب وفي النجوم وكتاب الجامع تأليفه وهو كتاب فيه مناسك النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب الرغائب وكتاب الورع في العلم وكتاب الورع في المال وغيره ستة أجزاء وكتاب الربا وكتاب الحكم والعمل بالجوارح وغير ذلك.
قال بعضهم: قلت لعبد الملك: كم كتبك التي ألفت؟ قال: ألف كتاب وخمسون كتابا. وقال عبد الأعلى بن معلى: هل رأيت كتبا تحبب عبادة الله إلى خلقه وتعرفهم به ككتب عبد الملك بن حبيب؟ يريد: كتبه في الرغائب والرهائب. ومنها: كتب المواعظ: سبعة وكتب الفضائل: سبعة فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفضائل عمر بن عبد العزيز وفضائل مالك بن أنس وكتاب أخبار قريش وأنسابها خمسة عشر كتابا وكتاب السلطان وسيرة الإمام ثمانية كتب وكتاب الباه والنساء: ثمانية كتب. وغير ذلك من كتب سماعه في الحديث والفقه وتواليفه في الطب وتفسير القرآن ستون كتابا وكتاب القارئ والناسخ والمنسوخ ورغائب القرآن وكتاب الرهون والبدء والمغازي والحدثان: خمسة وتسعون كتابا وكتاب مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اثنان وعشرون كتابا.
ذكر ما تحومل به عليه: قال بعضهم: كان الفقهاء يحسدون عبد الملك لتقدمه عليهم بعلوم لم يكونوا يعلمونها ولا يشرعون فيها وكان أبو عمر بن عبد البر يكذبه وكان بن وضاح لا يرضى عنه وقال: لم يسمع من أسد.
قال القاضي منذر بن سعيد: لو لم يكن من فضل عبد الملك إلا أنك لا تجد أحدا ممن يحكي عنه معارضته والرد لقوله ساواه في شيء وأكثر ما تجد أحدهم يقول: كذب عبد الملك أو أخطأ ثم لا يأتي بدليل على ما ذكره وكان لابن حبيب قارورة قد أذاب فيها اللبان والعسل يشرب منها كل غداة على الريق للحفظ وله شعر حسن فمنه:
صلاح أمري والذي أبتغي | هين على الرحمن في قدرته |
ألف من الصفر واقلل بها | لعالم أوفى على بغيته |
زرياب قد يأخذها قفلة | وصنعتي أشرف من صنعته |
أحب بلاد الغرب والغرب موطني | ألا كل غربي إلي حبيب |
ويا كبدا عادت رفاتا كأنما | يلدغها بالكاويات طبيب |
بليت وأبلاني اغترابي ونأيه | وطول مقامي بالحجاز أجوب |
وأهلي بأقصى مغرب الشمس دارهم | ومن دونهم بحر أجش مهيب |
وهول كريه ليله كنهاره | وسوق حثيث للركاب دؤوب |
فما الداء إلا أن تكون بغربة | وحسبك داء أن يقال غريب |
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة | بأكناف نهر الثلج حين يصوب |
وحولي شيخاني وبنتي وأمها | ومعشر أهلي والرؤف مجيب |
دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 8
عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس بن مرداس السلمي أبو مروان الأندلسي. من الطبقة الأولى، الذين انتهى إليهم فقه مالك ممن لم يره، من أهل الأندلس.
روى بالأندلس عن صعصعة بن سلام، والغازي بن قيس، وزياد بن عبد الرحمن، ورحل سنة ثمان ومائتين، فسمع ابن الماجشون، ومطرفا، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وعبد الله بن نافع الزبيري، وابن أبي أويس، وعبد الله بن عبد الحكم، وعبد الله بن المبارك، وأصبغ بن الفرج، وأسد بن موسى، وجماعة سواهم.
وانصرف إلى الأندلس سنة ست عشرة وقد جمع علما عظيما، فنزل بلده إلبيرة وقد انتشر سموه في العلم والرواية، فنقله الأمير عبد الرحمن بن الحكم إلى قرطبة، ورتبه في طبقة المفتين فيها، فأقام مع يحيى بن يحيى زعيمها في المشاورة والمناظرة، وكان الذي بينهما سيئا جدا، ومات يحيى قبله، فانفرد
عبد الملك بعده بالرئاسة، سمع منه ابناه محمد، وعبيد الله، وبقي بن مخلد، وابن وضاح، والمغامي في جماعة وكان المغامي آخرهم موتا.
كان عبد الملك حافظا للفقه على مذهب مالك نبيلا فيه، غير أنه لم يكن له علم بالحديث ولا معرفة صحيحه من سقيمه.
وقال ابن مزين وابن لبابة: عبد الملك عالم الأندلس.
وسئل ابن الماجشون عن أعلم الرجلين: القروي التنوخي؛ أم الأندلسي السلمي؟ فقال: السلمي مقدمه علينا أعلم من التنوخي منصرفه عنا. ثم قال للسائل: أفهمت؟ قال أحمد بن عبد البر كان جماعا للعلم، كثير الكتب، طويل اللسان، فقيه البدن، نحويا عروضيا شاعرا، نسابة إخباريا، وكان أكثر من يختلف إليه الملوك وأبناؤهم وأهل الأدب، وكان لا يلي إلا معالي الأمور.
وكان ذابا عن مذهب مالك، وقال بعضهم رأيته يخرج من الجامع وخلفه نحو ثلاثمائة نفر طالب حديث وفرائض وإعراب وفقه، وقد رتب الدول عنده كل يوم ثلاثين دولة، لا يقرأ فيها عليه شيء إلا تواليفه، و «موطأ» مالك. وكان صواما قواما.
وقال المغامي: لو رأيت ما كان على باب ابن حبيب لازدريت غيره، ولما نعي إلى سحنون استرجع، وقال: مات عالم الأندلس، بل والله عالم الدنيا.
وذكره ابن الفرضي في طبقات الأدباء فجعله صدرا فيهم، وقال: كان قد جمع إلى إمامته في الفقه التنجيح في الأدب والتفنن في ضروب العلم، وكان فقيها مفتيا، نحويا لغويا، نسابة إخباريا، عروضيا فائقا، شاعرا محسنا مترسلا حاذقا مؤلفا متقنا، وذكر بعض المشايخ. أنه لما دنا من مصر، في رحلته أصاب جماعة من أهلها بارزين لتلقي الرفقة على عادتهم. فكلما أطل عليهم رجل له هيئة ومنظر، رجحوا الظن به، وقضوا بفراستهم عليه، حتى رأوه، وكان ذا منظر جميل، فقال قوم: هذا فقيه. وقال آخرون: بل شاعر.
وقال آخرون. طبيب. فلما كثر اختلافهم تقدموا نحوه، وأخبروه باختلافهم فيه، وسألوه عما هو؟ فقال لهم كلكم قد أصاب، وجميع ما قدرتم أحسنه والخبرة تكشف الحيرة والامتحان يجلى عن الإنسان، فلما حط رحله ولقي الناس شاع خبره، فقصد إليه كل ذي علم يسأله عن فنه، وهو يجيبه جواب متحقق، فعجبوا من ثقوب علمه، وأخذوا عنه، وعطلوا حلق علمائهم، وأثنى عليه ابن المواز بالعلم والفقه.
وقال العتبي: وذكر «الواضحة» رحم الله عبد الملك، ما أعلم أحدا ألف على مذهب أهل المدينة تأليفه ولا لطالب أنفع من كتبه ولا أحسن من اختياره.
وألف كتبا كثيرة حسانا في الفقه، والتواريخ، والآداب، منها الكتب المسماة «بالواضحة» في السنن والفقه لم ير مثلها، وكتاب «إعراب القرآن» وكتاب «الحسبة في الأمراض» و «كتاب الفرائض» و «كتاب السخاء واصطناع المعروف» و «كتاب كراهية الغناء» و «كتاب النسب» و «كتاب النجوم» و «كتاب الجامع» وهو كتاب فيه مناسك النبي صلى الله عليه وسلم و «كتاب الرغائب» و «كتاب الورع في المال وغيره» ستة أجزاء، وكتاب «العمل بالجوارح»، وكتاب «فضائل الصحابة» وكتاب «غريب الحديث» وكتاب «تفسير الموطأ» وكتاب «حروب الإسلام» وكتاب «المسجدين» وكتاب «سيرة الإمام في الملحدين» وكتاب «طبقات الفقهاء والتابعين» وكتاب «مصابيح الهدى».
قال بعضهم: قسم ابن الفرضي هذه الكتب وهذه الأسماء وهي يجمعها كتاب واحد، لأن ابن حبيب إنما ألف كتابه عشرة أجزاء، الأول «تفسير الموطأ حاشى الجامع» الثاني «شرح الجامع» الثالث والرابع والخامس في حديث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وكتاب «مصابيح الهدى» جزء منها ذكر فيه من الصحابة والتابعين. والعاشر «طبقات الفقهاء» وليس فيها أكثر من الأول، وتحامل في هذا الشرح على أبي عبيد، والأصمعي، وانتحل كثيرا من كلام أبي عبيد، وكثيرا ما يقول فيه: أخطأ شارح العراقيين. وأخذ عليه فيه تصحيف قبيح، وهو أضعف كتبه.
قال بعضهم: قلت لعبد الملك: كم كتبك التي ألفت؟ قال: ألف وخمسون كتابا.
وقال عبد الأعلى بن معلي: هل رأيت كتبا تحبب عبادة الله إلى خلقه، وتعرفهم به، ككتب عبد الملك بن حبيب، يريد كتبه في الرغائب والرهائب، ومنها كتب المواعظ سبعة، وكتب الفضائل سبعة، «فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه» و «فضائل عمر بن عبد العزيز» و «فضائل مالك بن أنس» وكتاب «أخبار قريش وأنسابها» خمسة عشر كتابا و «كتاب السلطان» و «سيرة الإمام» ثمانية كتب، وكتاب «الباه والنساء» ثمانية كتب، وغير ذلك من كتب سماعه في الحديث والفقه، وتواليفه في الطب و «تفسيره» في القرآن ستون كتابا، و «كتاب القارئ» و «الناسخ والمنسوخ»، و «رغائب القرآن» و «كتاب الدهور والقدماء والمغازي والحدثان» خمسة وتسعون كتابا، وكتاب «مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم» اثنان وعشرون كتابا.
وكان له قارورة قد أذاب فيها اللبان والعسل، يشرب منها كل غداة على الريق للحفظ.
توفي في ذي الحجة، سنة ثمان وثلاثين، وقيل تسع وثلاثين ومائتين، وقبره بقرطبة بمقبرة أم مسلمة في قبلة مسجد الضيافة، وصلى عليه القاضي أحمد بن زياد، وقال: صلى عليه ابنه، رحمه الله تعالى.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 353
عبد الملك بن حبيب السلمي فقيه أهل الأندلس، تفقه في القديم بيحيى بن يحيى وعيسى بن دينار والحسين بن عاصم ثم رحل وهو فقيه عالم إلى المدينة فعرض كتبه على عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وعلى مطرف وعبد الله بن نافع الزبيري وابن أبي أويس ثم رجع إلى الأندلس، وصنف كتبا سماها الواضحة، ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 162
عبد الملك بن حبيب القرطبي، أحد الائمة ومصنف الواضحة، كثير الوهم صحفي. وكان ابن حزم يقول: ليس بثقة.
وقال الحافظ أبو بكر ابن سيد الناس: في تاريخ أحمد بن سعيد الصدفى توهية عبد الملك بن حبيب، وأنه صحفي لا يدرى الحديث.
قال أبو بكر: وضعفه غير واحد، ثم قال: وبعضهم اتهمه بالكذب.
وقال ابن حزم: روايته ساقطة مطرحة، فمن ذلك روى عن مطرف بن عبد الله، عن محمد بن الكديمى، عن محمد بن حيان الأنصاري - أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن أبي شيخ كبير.
قال: فلتحجى عنه، وليس ذلك لاحد بعده.
وروى عبد الملك، عن هارون بن صالح الطلحي، عن عبد الله بن زيد بن أسلم، عن ربيعة الرأى، عن محمد بن إبراهيم التيمي - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحج أحد عن أحد إلا ولد عن والده.
صالح مجهول.
[قلت: الرجل أجل من ذلك، لكنه يغلط] .
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 2- ص: 652
عبد الملك بن حبيب الفقيه الكبير عالم الأندلس أبو مروان السلمي ثم المرداسي الأندلسي القرطبي
ولد بعد السبعين ومائة
وسمع الغازي بن قيس وغيره وحج فأخذ عن عبد الملك بن الماجشون وأسد السنة وأصبغ بن الفرج ورجع بعلم جم
روى عنه بقي بن مخلد وابن وضاح وآخرون
وهو أول من أظهر الحديث بالأندلس ولم يكن بالمتقن له ولا يميزه ولا يفهم صحيحه من سقيمه ولا يدري الرجال ويقنع بالمناولة
وكان رأسا في مذهب مالك فقيها نحويا شاعرًا أخباريا نسابة طويل اللسان متصرفاً في فنون العلم مات في سنة تسع وثلاثين ومائتين
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 237
عبد الملك بن حبيب المصيصي البزاز
عن ابن المبارك وأبي إسحاق الفزاري وعنه أبو داود والفريابي د
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي
إمام في النحو واللغة والفقه والحديث.
مصنفاته في إعراب القرآن وشرح الحديث ودواوين الفقه وغير ذلك جليلة كان يحب السماع، ويسمع القينات، توفي سنة 238
ومن شعره.
صلاح أمري والذي أبتغي | هين على الرحمن في قدرته |
ألف من البيض فأقلل بها | لعالم أزري على بغيته |
قرنان قد يأخذها جملة | وصنعتي أشرف من صنعته |
كيف يطيق العسر من أصبحت | حالته اليوم كمن في الغرق |
إذا قرضت الشعر أو رمته | جاءت همومي دونه فانفلق |
والشعر لا يسلس إلا على | فراغ قلب واتساع الخلق |
فاقنع بهذا القول من شاعر | يرضي من الخصر بأدنى العنق |
فضله قد بان علينا كما | بان لأهل الأرض ضوء الشفق |
أما ذمام الود مني لكم | فهو من المحتوم فيما سبق |
ما حلت عن عهدك لا والذي | يجود بالروح على من خلق |
جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 35
دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 186
(د) عبد الملك ابن حبيب المصيصي، أبو مروان البزار.
قال المزي: كان فيه يعني ’’ الكمال ’’: البراد. وهو تصحيف. انتهى.
هذه اللفظة لم أرها مذكورة في كتاب ’’ الكمال ’’ فيما رأيت من النسخ القديمة التي بخطوط الحفاظ، والله أعلم.
قال مسلمة في كتاب ’’ الصلة ’’: روى عن محمد بن يوسف الفريابي، وكان بالمصيصة.
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 8- ص: 1
عبد الملك بن حبيب
الفقيه الكبير، عالم الأندلس، أبو مروان السلمي ثم المرداسي، الأندلسي القرطبي.
ولد بعد السبعين ومئة، وأخذ عن: صعصعة بن سلام، والغازي بن قيس، وزياد بن شبطون، وحج فأخذ عن: عبد الملك بن الماجشون، وأسد السنة، وأصبغ بن الفرج، وطبقتهم. ورجع إلى الأندلس بعلمٍ جم.
روى عنه: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، ويوسف المغامي، ومطرف بن قيس، وآخرون.
وكان رأساً في مذهب مالك، وله تصانيف عدة مشهورة.
قال ابن الفرضي: كان فقيهاً، نحوياً، شاعراً، أخبارياً، نسابة، طويل اللسان، متصرفاً في فنون العلم.
وقال ابن بشكوال: قيل لسحنون - فقيه المغرب - : مات ابن حبيب، فقال: مات عالم الأندلس، بل - والله - عالم الدنيا.
وقال أبو عمر الصدفي في ’’تاريخه’’: كان ابن حبيب كثير الجمع، معتمداً على الأخذ بالحديث، ولم يكن يميزه ولا يدري الرجال.
قيل: مات في آخر سنة تسع وثلاثين ومئتين. وقال سعيد بن فحلون: مات في رابع رمضان سنة ثمان. رحمه الله تعالى.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 2- ص: 1
عبد الملك بن حبين بن سليمان بن هارون أبو مروان السلمي
من موالي سليم وقال ابن حارث: هو من أنفسهم، فقيه مشهور متصرف في فنون من الآداب وسائر المعاني، كثير الحديث والمشايخ، تفقه بالأندلس وسمع ثم رحل فلقي أصحاب مالك وغيرهم، روى عن عبد الملك الماجشون، ومطرف وإسماعيل بن أبي أويس، وأسد بن موسى وعبيد الله بن موسى الكوفي، وأصبغ بن الفرج، وعلي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، وجماع كثيرة ويقال: إنه أدرك مالكاً في آخر عمره، وقد وقع لنا عنه حديث رواه عن مالك بن أنس، حدثني الحافظ أبو الثنا حماد بن هبة الله بن حماد أذنا عن أبي منصور عبد الرحمن بن خيرون قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الرفاعي، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الفقيه بأصبهان قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أسيد، أخبرنا محمد بن زكريا الغلابي، أخبرنا عبيد بن يحيى الأفريقي، أخبرنا عبد الملك بن حبيب عن مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب قال: كان سليما بن داود) عليه السلام (يركب الريح عن اصطخر فيتغدى في بيت المقدس، ثم يعود فيتعشى باصطخر.
وله في الفقه الكتب الكبير المسمى بالواضحة في الحديث والمسائل على أبواب الفقه وفي أحاديثه غرائب كثيرة، وكانت وفاته بالأندلس في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين ومائتين كذا قال يحيى بن عمر وغيره، وقيل: مات في يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائتين بقرطبة وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فيما يقال والله أعلم.
روى عنه يوسف بن يحيى المغامي وغيره حدثين الراوية أبو محمد عبد الله بن محمد، أخبرنا أبو الحسن بن موهب عن العذري قال: أخبرنا الحسين بن يعقوب أخبرنا سعيد بن فحلون، أخبرنا يوسف بن يحيى المغامي قال: أخبرنا عبد الملك بن حبيب السلمي، قال: أخبرنا ابن عبد الحكم وغيره عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ’’الجمعة في الجماعة فريضة على كل مسلم إلا على ستة: المملوك والمسافر والمريض والمرأة والكبير الفاني’’. قال ابن حبيب: وحدثنيه أيضاً أسد بن موسى عن محمد بن الفضيل عن محمد بن كعب القرطبي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنشد أبو محمد علي بن أحمد لعبد الملك بن حبيب:
صلاح أمري والذي أبتغي | سهل علي الرحمن في قدرته |
ألف من الخمر وأقلل بها | لعالم أوفى على بغيته |
زرياب قد يأخذها دفعة | وصنعتي أشرف من صنعته |
دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1
عبد الملك بن حبيب العاملي المالقي أبو مروان
سمع من أبي معاوية عامر بن معاوية القاضي وغيره، ذكره ابن الفرضي.
دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1