عبد المعطي الخليلي عبد المعطي بن محيي الدين الخليلي: فقيه شافعي. ولد في بلد الخليل (بفلسطين) وتعلم في الازهر بمصر. وسكن القدس، فتولى فيها افتاء الشافعية إلى ان توفى. له (مجموعة فتاوى) ورسائل ونظم.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 155
عبد المعطي الخليلي عبد المعطي ابن محيي الدين الشافعي الخليلي الأصل والوطن القدسي المأوى والسكن رحل من بلدة الخليلي للجامع الأزهر فجد ودأب وسهر الدياجي ولازم كل همام علامة وباحث وناظر أقرانه وتضلع من مذهب الامام الشافعي رضي الله عنه وأخذ من العلوم التفسيرية والحديثية والفقهية وشيوخه الذين أخذ عنهم منهم الشيخ يونس الدمرداشي الأزهري ومنهم الشيخ عبد الرؤف البشبيشي وهما من علماء الشافعية ومنهم العلامة الشيخ أحمد النفراوي الأزهري من المالكية ومنهم الشيخ أحمد الخليفي الشافعي والعلامة الشيخ أحمد ابن محمد الملقب بالفقيه الشافعي والشيخ إبراهيم الفرضي الدلجي ومنهم الشيخ محمد الكاملي الشافعي الدمشقي المدرس بجامع بني أمية وأخذ الاجازة من محدث البلاد الحجازية الشيخ محمد عقيلة المكي وأجازه بثبته المشهور ومنهم الشيخ محمد الخليلي القدسي وما انفك يستفيد ويستزيد حتى ظفر بالطارف والتليد واستجاز شيوخه فأجازوه بمروياتهم وكانت له متانة في الفروع الفقهية شديد المحاضرة على سرد مسائلها البهية تولى افتاء الشافعية بالقدس أكثر من خمسة وعشرين سنة بلا طلب بل ألزمه فيها شيخه الخليلي المتقدم وأهل القدس لحسن اطلاعه على فروع المذهب وله فتاوي في مجلد حسنة مجموعة محبوكة مستحسنة فأقلامه تنثر جواهر الدرر ويراعه يجري بلطائف الغرر وله رسائل كلها منتخبة فوائدها ظرائف مستعذبه منها رسالة كبيرة في سيدنا موسى الكليم عليه السلام وله نظم متوسط فمنه قصيدة أنشدها حين توجه مع جملة من الفضلاء صحبة الشيخ محمد الخليلي إلى زيارة سيدنا موسى عليه السلام وأخذوا كتاب الامام مسلم وقرأوه هناك.
وهي قوله
هلموا بنا يا سادة الوقت والعصر | إلى سفح غور القدس من شرقه نسري |
نشاهد أسرارا وروحا وراحة | ونزداد خيرا من حمى عالي القدر |
فليس لنا من دهرنا وزماننا | ليالي وصل دون قطع ولا هجر |
سوى مدة في روضة مستطابة | عليها جلال رائق في ربا الزهر |
فهي لكليم الله نورا وهيبة | وأمنا وأنوارا تلوح مع الفجر |
فكم نالنا من فضله وكماله | لطائف أسرار تجل عن الحصر |
لقد كان من فوق السموات راحما | لأمة خير الخلق طه النبي الطهر |
فكان رسول الله ليلة أن سرى | إلى ربه ذي العرش والعز والنصر |
يناجيه في أمر الفريضة يالها | مناجاة محبوب بلطف مع البشر |
فناداه بالخمسين قد صار أمرنا | على الخلق فأمضى يا رسول ذوي القدر |
فجاء إلى موسى بن عمران مسرعا | وأخبره بالفرض من عالم الأمر |
فقال له ارجع يا حبيبا مجيبا | وسل ربك التخفيف يا مخجل البدر |
فإني بلوت الخلق يا خير مرسل | بما فرض الله الكريم من الذكر |
فما صبروا بل بدلوه وغيروا | فباؤا بآثام من الله والوزر |
وامتك الغر الكرام ضعيفة | تقصر في الخمسين من شدة الأصر |
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 3- ص: 136