ابن عبدون عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون الفهري، ابو محمد: ذو الوزارتين، اديب الاندلس في ععصره. مولده ووفاته في يابرة (Evora) استوزره بنو الافطس، إلى انتهاء دولتهم (سنة 485هـ) وانتقل بعدهم إلى خدمة المرابطين. وكان كاتبا مترسلا عالما بالتاريخ والحديث، من محفوظاته كتاب الاغاني. وهو صاحب القصيدة التي مطلعها: (الدهر يفجع بعد العين بالاثر) في رثاء بني الافطس، شرحها ابن بدرون وغيره، وترجمت إلى الفرنسية والاسبانية. وله كتاب في (الانتصار لابي عبيد البكري على ابن قتيبة).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 149
ابن عبدون المغربي عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون. أبو محمد الفهري. روى عن أبي بكر عاصم بن أيوب، وأبي مروان سراج، وأبي الحجاج الأعلم. وتوفي سنة سبع وعشرين وخمس ماية. كان أديبا شاعرا كاتبا مترسلا، عالما بالخبر والأثر، ومعاني الحديث. أخذ الناس عنه. وله مصنف في الانتصار لأبي عبيد على ابن قتيبة وهو من أهل يابره: بالياء آخر الحروف وبعد الألف باء موحدة، وبعدها راء وهاء.
وتوفي سنة سبع وعشرين وخمس ماية.
ومن شعره قصيدته الرائية التي رثى بها ملوك بني الأفطس وذكر فيها من أباده الحدثان من ملوك كل زمان؛ وهي:
الدهر يفجع بعد العين بالأثر | فما البكاء على الأشباح والصور |
أنهاك أنهاك لا آلوك موعظة | عن نومة بين ناب الليث والظفر |
فلا يغرنك من دنياك نومتها | فما صناعة عينيها سوى السهر |
تسر بالشيء لكن كي تغر به | كالأيم ثار إلى الجاني من الزهر |
والدهر حرب وإن أبدى مسالمة | والسود والبيض مثل البيض والسمر |
ما لليالي أقال الله عثرتنا | من الليالي وخانتها يد الغير |
هوت بدارا وكفت غرب قاتله | وكان غضبا على الأملاك ذا أثر |
واسترجعت من بني ساسان ما وهبت | ولم تدع لبني يونان من أثر |
وأتبعت أختها طسما وعاد على | عاد وجرهم منها ناقض المرر |
وما أقالت ذوي الهيئات من يمن | ولا أجارت ذوي الغايات من مضر |
ومزقت سبأ في كل قاصية | فما التقى رائح منهم بمبتكر |
وأنفذت في كليب حكمها ورمت | مهلهلا بين سمع الأرض والبصر |
ودوخت آل ذبيان وجيرتهم | لخما وعضت بني بدر على النهر |
وما أعادت على الضليل صحته | ولا ثنت أسدا عن ربها حجر |
وألحقت بعدي بالعراق على | يد ابنه الأحمر العينين والشعر |
وبلغت يزدجرد الصين واختزلت | عنه سوى الفرس جمع الترك والخزر |
ولم تكف مواضي رستم وقنا | ذي حاجب عنه سعدا في انتها العمر |
ومزعت جعفرا بالبيض واختلست | من غيله حمزة الظلام للجزر |
وأشرفت بخبيب فوق قارعة | وألصقت طلحة الفياض بالعفر |
وخضبت شيب عثمان دما وخطت | إلى الزبير ولم تستحي من عمر |
ولا رعت لأبي اليقظان صحبته | ولم تزوده غير الضيح في الغمر |
وأجزرت سيف أشقاها أبا حسن | وأمكنت من حسين راحتي شمر |
وليتها إذ فدت عمرا بخارجة | فدت عليا بمن شاءت من البشر |
وفي ابن هند وفي ابن المصطفى حسن | أتت بمعضلة الألباب والفكر |
فبعضنا قائل ما اغتاله أحد | وبعضنا ساكت لم يؤت من حصر |
وأردت ابن زياد بالحسين فلم | يبؤ بشسع له قد طاح أو ظفر |
وعممت بالظبا فودي أبي حسن | ولم ترد الردى عنه قنا زفر |
وأنزلت مصعبا من رأس شاهقة | كانت به مهجة المختار في وزر |
ولم تراقب مكان ابن الزبير ولا | رعت عياذته بالبيت والحجر |
ولم تدع لأبي الذبان قائمة | ليس اللطيم لها عمرو بمنتصر |
وأظفرت بالوليد بن اليزيد ولم | تبق الخلافة بين الكأس والوتر |
ولم تعد قضب السفاح نابية | عن رأس مروان أو أشياعه الفجر |
وأسبلت دمعة الروح الأمين على | دم بفخ لآل المصطفى هدر |
وأشرقت جعفرا والفضل ينظره | والشيخ يحيى بريق الصارم الذكر |
ولا وفت بعهود المستعين ولا | بما تأكد للمعتز من مرر |
وأوثقت في عراها كل معتمد | وأشرقت بقذاها كل مقتدر |
وروعت كل مأمون ومؤتمن | وأسلمت كل منصور ومنتصر |
وأعثرت آل عباد لعا لهم | بذيل زباء من بيض ومن سمر |
بني المظفر والأيام ما برحت | مراحل والورى منها على سفر |
سحقا ليومكم يوما ولا حملت | بمثله ليلة في سالف العمر |
من للأسرة أو من للأعنة أو | من للمساحة أو للنفع والضرر |
أو دفع كارثة أو قمع رادفة | أو ردع حادثة تعيي على القدر |
ويح السماح وويح البأس لو سلما | وحسرة الدين والدنيا على عمر |
سقت ثرى الفضل والعباس هامية | تعزى إليهم سماحا لا إلى المطر |
ومر من كل شيء فيه أطيبه | حتى التمتع بالآصال والبكر |
من للجلال الذي غضت مهابته | قلوبنا وعيون الأنجم الزهر |
أين الإباء الذي أرسوا قواعده | على دعائم من عز ومن ظفر |
أين الوفاء الذي أصفوا شرائعه | فلم يرد أحد منها على كدر |
على الفضائل -إلا الصبر- بعدهم | سلام مرتقب للأجر منتظر |
يرجو عسى وله في أختها أمل | والدهر ذو عقب شتى وذو غير |
ألا حدثاني عن فل وفلان | لعلي أري باق على الحدثان |
وافاك من فلق الصباح تبسم | وانساب عن غسق الظلام تجهم |
والليل ينعى بالأذان وقد شدا | بالفجر طير البانة المترنم |
ودموع طل الليل تخلق أعينا | يرنو بها من ماء دجلة أرقم |
لعل الصبح قد وافى وقامت | على الليل النوائح بالأذان |
ودموع طل الليل تخلق أعينا | ترنو إلينا من وجوه الماء |
مضوا يظلمون الليل لا يلبسونه | وإن كان مسكي الجلابيب ضافيا |
يؤمون بيضا في الأكنة لم تزل | قلوبهم حبا عليها أداحيا |
وأغربة الظلماء تنفض بينهم | قوادمها مبلولة والخوافيا |
إذا مرقوا من بطن ليل رقت بهم | إلى ظهر يوم عزمة هي ما هيا |
وإن زعزعتهم روعة زعزعوا الدجا | إليها كماة والرياح مذاكيا |
ولو أنها ضلت المكان أمامها | سنا عمر في فحمة الليل هاديا |
همام أقام الحرب وهي قعيدة | وروى القنا فيها وكانت صواديا |
شريف المطاوي تحت ختم ضلوعه | تميمة تقوى ردت الدهر صاحيا |
إذا قرئت لا بالنواظر طابقت | سرى أختها ذات البروج مساعيا |
وهدي لو استشفى المحب بروحه | لما دان بالوجد المبرح صاليا |
ورقة طبع لو تحلى بها الهوى | لأعدى على عصر الشباب البواكيا |
إليه أكلت الأرض بالعيس ثائرا | وقد أكلت منها الذرى والحواميا |
حوافي لا ينعلن والبعد آذن | على نفسه إلا الوجى والدياجيا |
فجاءته لم تبصر سوى البشر هاديا | وسله ولم يسمع سوى الشكر حاديا |
ألكني ألكني والسيادة بيننا | إلى مولع بالحمد يشريه غاليا |
إلى آمر في الدهر ناه إذا قضى | على كل من فيه أطاعوه قاضيا |
وحيوه لا راجين منه تحية | وإن كان جودا لا يخيب راجيا |
إليك ابن سيفي يعرب زف خاطري | عقائل لا ترضى البروج مغانيا |
وإني لأستحيي من المجد أن أرى | علي لمأمول سواك أياديا |
وإني وقد أسلفتني قبل وقته | من البر ما جازت خطاه الأمانيا |
وأيقظت من قدري؛ وما كان نائما | وأبعدت من ذكري؛ وما كان دانيا |
ولكن نبا من حسن ذكراك في يدي | أظن حساما لم يجدني نابيا |
ولو لم يكن ما خفت لا خفت لم أجد | على غير ما أخدمتنيه اللياليا |
إلى من إذا لم تشكني أنت والعلا | أكون لما ألقى من الدهر شاكيا |
وأنت على رفعي ووضعي حجة | فكن بي على أولاهما بك جاريا |
وكون مكاني في سمائك عاطلا | ولولا مكاني الدهر ما كان حاليا |
فرد المنى خضرا ترف غصونها | بمبسوطة تندى ندى وعواليا |
عوال إذا ما الطعن هز جذوعها | تساقطت الهيجا عليك معاليا |
وعاون على استنجاز طبعي بهبة | ترقص في ألفاظهن المعانيا |
وعز على العلياء أن يلقي العصا | مقيما بحيث البدر ألقى المراسيا |
ومن قام رأي ابن المظفر بينه | وبين الليالي نام عنهن لاهيا |
ما لي إذا نفس معنى قدست وسرت | في جسم لفظ مسوى الخلق من مثل |
أنت الذي باهت الأرض السماء به | وما لها بك لو باهتك من قبل |
تفري أديمي الليالي غير مبقية | علي ما لليالي ويحهن ولي |
وإنني في مواليكم كملككم | بين الممالك والإسلام في الملل |
سقاها الحيا من مغان فساح | فكم لي بها من معان فصاح |
وحلى أكاليل تلك الربى | ووشى معاطف تلك البطاح |
فما أنس لا أنس عهدي بها | وجري فيها ذيول المراح |
فكم لي في اللهو من طيرة | إليها بأجنحة الارتياح |
ونوم على حبرات الرياض | تجاذب بردي أيدي الرياح |
وليل كرجعة طرف المريب | لم أرده شفقا من صباح |
كعمر عداتك يوم الندى | وعمر عداتك يوم الكفاح |
إليك رمى أملي بي ولا | هوي مصفقة بالجناح |
إذا عمر هطلت كفه | فلا حملت سحب من رياح |
وما أنس بين النهر والقصر وقفة | نشرت بها ما ضل من شارد الحب |
رميت بلحظي دمية سنحت به | فلم أثنه إلا ومحرابها قلبي |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0
ابن عبدون المغربي اسمه عبد المجيد بن عبد الله.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0
عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون الفهري، أبو محمد اليابري.
روى عن أبي الحجاج الأعلم، وغيره.
قال ابن بشكوال: كان عالماً بالخبر والأثر ومعاني الحديث، أخذ الناس عنه. توفي سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 6- ص: 1