عبد الله بن يحيى عبد الله بن يحيى بن محمد بن يحيى حميد الدين الحسني: أمير، ختمت حياته بثورة فإعدام. من بيت الإمامة في اليمن يلقب (سيف الإسلام) وهو لقب أولاد الأئمة والملوك بها. ولد وتعلم بصنعاء. وكان والده يحيى حميد الدين، مؤسس الدولة المتوكلية، يوجهه في المهمات السياسية وأرسله مندوبا لدى (الأمم المتحدة) أكثر من مرة. ولما صار الأمر إلى أحمد بن يحيى جعل أخاه (صاحب الترجمة) وزيرا للخارجية. وأطال عبد الله المكث في أوربة. وأكثر من التنقل في خارج اليمن. وكان لبقا يحسن الاستكثار من الأصدقاء. وعرف أن أخاه (الإمام أحمد) ينوي أخذ البيعة بولاية عهده لابنه (سيف الإسلام، البدر) وكان وهو كبير إخوة الإمام ينتظر أن تكون ولاية العهد له. وحدث أن أفرادا من الجند اعتدوا على بعض القرويين، وجرح هؤلاء جنديا، فقام انصار الجندي يريدون تدمير القرية، وزجرهم الإمام فعصوه. وانتهز عبد الله الفرصة فحول الفتنة إلى ثورة. وآزره أخ له يدعى سيف الإسلام (العباس) وانحاز إليهما قائد حرس الإمام ومدرب جيشه. وكثرت جموعهم في (تعز) فحاصروا الإمام أحمد. في قصره بها. وطلبوا منه التخلي عن الملك، فكتب مضطرا أنه (نزل لأخيه عبد الله عن أعمال الدولة) واحتفظ لنفسه بلقب الملك والإمامة. وأذاع عبد الله أنه أصبح صاحب اليمن وأبرق إلى الدول العربية وغيرها يطلب (الاعتراف) به والتعاون معه. وتوقفت الحكومات عن إجابته وكان (البدر) ابن الإمام أحمد، في الحديدة، فتوجه إلى (حجة) وزحف بجماعات من القبائل لفك الحصار عن أبيه في قصر (المقام) بتعز. وأراد الإمام إرسال من عنده من النساء والأطفال إلى قصر آخر، وسمح عبد الله بذلك، وأحضرت لهن السيارات. فلما خرجن تقدم بعض رجال عبد الله لتفتيشهن فغضب الإمام أحمد، وهو يعاني ألم (الروماتيزم) ووثب يحمل مدفعا رشاضشا ويصيح: أين حاشد وبكيل؟ نساء بيت النبوة لا يفتشن وأنا حي وأطلق نيران الرشاش على من حول القصر، فتبعه كثير من أنصار عبد الله. وشعر هذا بالضعف فابتعد، فقبض عليه. وجيء بأخيه العباس من صنعاء، بالطائرة. واعتقلت القبائل قائد الحرس، واسمه أحمد الثلاثي وهو برتبة مقدم (قائد ألف) تخرج بالكلية العسكرية ببغداد. وبعد محاكمة سريعة، أعدم الثلاثي والعباس وألحق بهما صاحب الترجمة، وأربعة عشر من رؤوس الفتنة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 145