عبد الله بن ياسين عبد الله بن ياسين بن مكو الجزولي المصمودي: الزعيم الأول للمرابطين، وجامع شملهم، وصاحب الدعوة الإصلاحية فيهم. كان من طلبة العلم في دار انشئت بالسوس وسميت (دار المرابطين) وأشار شيخ القيروان أبو عمران الفاسي، على منشئ تلك الدار (وكاك ابن زلون اللمطي) بارسال من يذهب مع (يحيى بن إبراهيم الكدالي الصنهاجي) إلى صنهاجة، لتفقيهها وتعليمها أمور دينها، فوقع اختيار (وكاك) على ابن ياسين، فنزل فيها. واقبلت عليه. ورأى البدع فاشية، فاشتد في وعظها وإقامة حدود الشرع فيها، فأعرضت عنه، فاعتزلها مع بضعة أشخاص في جزيرة قريبة منها في (النيجر) ولحق به جماعة، ثم آخرون، حتى بلغ من عنده زهاء الألف، فسماهم (المرابطين)، واخضع بهم قبائل صنهاجة كلها. ثم خرج من الصحراء (سنة 445هـ) ودعاه فقهاء من سجلماسة وسوس، بينهم شيخه (وكاك) فافتتح بلاد درعة وسجلماسة، واستولى على (تارودانت) قاعدة سوس، وفتح بلاد المصامدة حربا. وامتد سلطانه من نواحي السنغال إلى سجلماسة، ومن درعة إلى إغمات إلى حاحة والشياظمة وتقدم إلى قبائل (برغواطة) وكانت لها دولة على الشاطئ الأطلسي بين الدار البيضاء والسويرة، فاستولى على بلادها بعد وقائع أصيب فيها بجراح كانت سبب وفاته. ودفن في موضع يسمى (كريفلة) في قبيلة (زعير) غير بعيدة عن الرباط. وأقيمت على قبره قبة معروفة إلى اليوم. قال صاحب (الاغتباط): دوخ المغرب إلى أن صار يدين بتعاليم الإسلام بعد أن كاد يتقلص منه، وقال صاحب الانيس المطرب: (قتل في سنة 451 الفقيه أبو محمد، عبد الله بن ياسين الجزولي، مهدي لمتونة. قتله مجوس برغواطة فمات شهيدا) وقال صاحب الجامعة اليوسفية بمراكش: (أفاد ابن السماك في حلله، أن عبد الله بن ساسين لم يكن قد سمع من شيخه وجاج تعاليم القيروان وحدها، بل كان صلة بين المغرب الأقصى وجزيرة الأندلس حيث قضى فيها 7 سنوات يتطلب المعارف. اذا فنضجه الفكري كان نتيجة ثقافة عالية في الأندلس).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 144