ابن مسعود عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، ابو عبد الرحمن: صحابي. من اكابرهم، فضلا وعقلا، وقربا من رسول الله (ص) وهو من أهل مكة، ومن السابقين إلى الاسلام، واول منجهر بقراءة القرآن بمكة. وكان خادم رسول الله الامين، وصاحب سره، ورفيقه في حله وترحاله وغزواته، يدخل عليه كل وقت ويمشي معه. نظر اليه عمر يوما وقال: وعاء ملئ علما. وولي بعد وفاة النبي (ص) بيت مال الكوفة. ثم قدم المدينة في خلافة عثمان، فتوفى فيها عن نحو ستين عاما. وكان قصيرا جدا، يكاد الجلوس يوارونه. وكان يحب الاكثار من التطيب، فاذا خرج من بيته عرف جيران الطريق انه مر، من طيب رائحته. له 848 حديثا. واورد الجاحظ (في البيان والتبيين) خطبة له ومختارات من كلامه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 137
ابن مسعود هو عبد الله بن مسعود الصحابي ويطلق ابن مسعود في كلام الرجاليين على محمد بن مسعود العياشي الذي أكثر الكشي من الرواية عنه.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 272
عبد الله بن مسعود (ب د ع) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة ابن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي، حليف بني زهرة، كان أبوه مسعود قد حالف في الجاهلية عبد بن الحارث بن زهرة، وأم عبد الله بن مسعود أم عبد عبد بنت عبد ود بن سواء من هذيل أيضا.
كان إسلامه قديما أول الإسلام، حين أسلم سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب، وذلك قبل إسلام عمر بن الخطاب بزمان.
روى الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال عبد الله: لقد رأيتني سادس ستة، ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا.
وكان سبب إسلامه ما أخبرنا به أبو الفضل الطبري الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي قال: حدثنا المعلى بن مهدي، حدثنا أبو عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر عن عبد الله ابن مسعود قال: كنت غلاما يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط. أرعاها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر، فقال: يا غلام، هل معك من لبن؟ فقلت: نعم، ولكنى مؤتمن! فقال: ائتني بشاة لم ينزل عليها الفحل. فأتيته بعناق- أو جذعة- فاعتقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يمسح الضرع ويدعو حتى أنزلت، فأتاه أبو بكر بصخرة فاحتلب فيها، ثم قال لأبي بكر: اشرب.
فشرب أبو بكر، ثم شر، النبي صلى الله عليه وسلم بعده، ثم قال للضرع: اقلص. فقلص فعاد كما كان، ثم أتيت فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا الكلام- أو من هذا القرآن- فمسح رأسي وقال: إنك غلام معلم. قال: فلقد أخذت منه سبعين سورة، ما نازعني فيها بشر. وهو أول من جهر بالقرآن بمكة: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه قال: كان أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود، اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهم؟ فقال عبد الله بن مسعود: أنا. فقالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه! فقال: دعوني، فإن الله سيمنعني. فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام، فقال رافعا صوته: بسم الله الرحمن الرحيم- {الرحمن، علم القرآن}، فاستقبلها فقرأ بها، فتأملوا فجعلوا يقولون: ما يقول ابن أم عبد؟ ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد! فقاموا فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه فقالوا: هذا الذي خشينا عليك! فقال: ما كان أعداء الله قط أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غدا؟ قالوا: حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون ولما أسلم عبد الله أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وكان يخدمه، وقال له: إذنك علي أن تسمع سوادي ويرفع الحجاب». فكان يلج عليه، ويلبسه نعليه، ويمشي معه وأمامه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، وكان يعرف في الصحابة بصاحب السواد والسواك.
أخبرنا أبو الفرج الثقفي، أخبرنا أبو علي الحداد- وأنا حاضر أسمع- أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا عبد الله بن جعفر الجابري، حدثنا أحمد بن محمد بن المثنى، حدثنا علي بن زياد الأحمر، حدثنا بن إدريس وحفص، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن ابن يزيد، عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذنك علي أن يرفع الحجاب وتسمع سوادي حتى أنهاك». وهاجر الهجرتين جميعا إلى الحبشة وإلى المدينة، وصلى القبلتين، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد اليرموك بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه من الصحابة: ابن عباس، وابن عمر، وأبو موسى، وعمران بن حصين، وابن الزبير، وجابر، وأنس، وأبو سعيد، وأبو هريرة، وأبو رافع، وغيرهم. وروى عنه من التابعين: علقمة، وأبو وائل، والأسود، ومسروق، وعبيدة، وقيس ابن أبي حازم، وغيرهم.
أخبرنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد الموصلي العدل، قال: أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيشمة، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أبي رزين قال: قال ابن مسعود: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي سورة النساء.
قال قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأت عليه حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} ... إلى آخر الآية فاضت عيناه صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن خليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، حدثنا أبو عبيدة السري بن يحيى بالكوفة، حدثنا قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي، عن ربيع، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وتمسكوا بعهد ابن أم عبد.
وقد رواه سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود. وأخبرنا إسماعيل بن علي بن عبيد الله وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الأسود ابن يزيد أنه سمع أبا موسى يقول: لقد قدمت أنا وأخي من اليمن، وما نرى إلا أن عبد الله ابن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم».
قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: أتينا حذيفة فقلنا: حدثنا بأقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم هديا ودلا، فنأخذ عنه ونسمع منه. قال: كان أقرب الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود حتى يتوارى منا في بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد هو من أقربهم إلى الله زلفى».
قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا صاعد الحراني، حدثنا زهير، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت مؤمرا أحدا من غير مشورة لأمرت ابن أم عبد». ومن مناقبه أنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد المشاهد العظيمة، منها: أنه شهد اليرموك بالشام وكان على النفل، وسيره عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الكوفة، وكتب إلى أهل الكوفة: إني قد بعثت عمار بن ياسر أميرا، وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهل بدر، فاقتدوا بهما، وأطيعوا واسمعوا قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي».
أخبرنا ابن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا محمد بن فضيل حدثنا مغيرة، عن أم موسى قالت: سمعت عليا يقول: «أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد على شجرة يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد» وأخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد إجازة، أخبرنا أبو البركات الأنماطي إجازة إن لم يكن سماعا، أخبرنا أبو طاهر وأبو الفضل الباقلانيان قالا: أخبرنا أبو القاسم الواعظ، أخبرنا أبو علي الصواف، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن حبة بن جوين، عن علي قال: كنا عنده جلوسا، فقالوا: ما رأينا رجلا أحسن خلقا، ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مجالسته، ولا أشد ورعا، من ابن مسعود. قال علي: أنشدكم الله أهو الصدق من قلوبكم؟ قالوا: نعم. قال: اللهم أشهد أني أقول مثل ما قالوا وأفضل. قال أبو وائل: لما شق عثمان رضي الله عنه المصاحف، بلغ ذلك عبد الله فقال: لقد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، ولو أني أعلم أن أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغنيه الإبل لأتيته فقال أبو وائل: فقمت إلى الخلق أسمع ما يقولون، فما سمعت أحدا من أصحاب محمد ينكر ذلك عليه.
وقال زيد بن وهب: إني لجالس مع عمر إذ جاءه ابن مسعود يكاد الجلوس يوارونه من قصره فضحك عمر حين رآه، فجعل يكلم عمر ويضاحكه وهو قائم ثم ولى فأتبعه عمر بصرة حتى توارى فقال: كنيف مليء علما.
وقال عبيد الله بن عبد الله: كان عبد الله إذا هدأت العيون قام فسمعت له دويا كدوى النخل حتى يصبح.
وقال سلمة بن تمام: لقي رجل ابن مسعود فقال: لا تعدم حالما مذكرا، رأيتك البارحة ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم على منبر مرتفع، وأنت دونه وهو يقول: يا ابن مسعود، هلم إلي، فلقد جفيت بعدي. فقال: الله لأنت رأيت هذا؟ قال: نعم قال فعزمت أن تخرج من المدينة حتى تصلي علي، فما لبث أياما حتى مات.
وقال أبو ظبية: مرض عبد الله، فعاده عثمان بن عفان، فقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي! قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي. قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني.
قال: آلا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه. قال: يكون لبناتك. قال أتخشى على بناتي الفقر، إني أمرت بناتي أن يقرآن كل ليلة سورة الواقعة، أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقه أبدا. وإنما قال له عثمان: ألا آمر لك بعطائك؟ لأنه كان قد حبسه عنه سنتين، فلما توفي أرسله إلى الزبير، فدفعه إلى ورثته. وقيل: بل كان عبد الله ترك العطاء استغناء عنه، وفعل غيره كذلك.
وروى الأعمش، عن زيد بن وهب قال: لما بعث عثمان إلى عبد الله بن مسعود يأمره بالقدوم عليه بالمدينة، وكان بالكوفة، اجتمع الناس عليه فقالوا: أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه. فقال عبد الله: «إن له على حق الطاعة، وإنها ستكون أمور وفتن، فلا أحب أن أكون أول من فتحها». فرد الناس وخرج إليه وتوفي ابن مسعود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. وأوصى إلى الزبير رضي الله عنهما، ودفن بالبقيع، وصلى عليه عثمان، وقيل: صلى عليه عمار بن ياسر. وقيل: صلى عليه الزبير.
ودفنه ليلا أوصى بذلك، وقيل: لم يعلم عثمان رضي الله عنه بدفنه، فعاتب الزبير على ذلك.
وكان عمره يوم توفي بضعا وستين سنة، وقيل: بل توفي سنة ثلاث وثلاثين. والأول أكثر.
ولما مات ابن مسعود نعي إلى أبي الدرداء، فقال: «ما ترك بعده مثله».
أخرجه الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 736
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 381
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 280
عبد الله بن مسعود بن غافل- بمعجمة وفاء - ابن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تيم بن سعد بن هذيل الهذلي، أبو عبد الرحمن.
حليف بني زهرة، وكان أبوه حالف عبد الحارث بن زهرة.
أمه أم عبد الله بنت عبد ود بن سواءة- أسلمت وصحبت أحد السابقين الأولين.
أسلم قديما وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد بعدها، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب نعليه.
وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالكثير، وعن عمر، وسعد بن معاذ. وروى عنه ابناه: عبد الرحمن، وأبو عبيدة، وابن أخيه عبد الله بن عتبة وامرأته زينب الثقفية، ومن الصحابة العبادلة وأبو موسى، وأبو رافع، وأبو شريح، وأبو سعيد، وجابر، وأنس، وأبو جحيفة، وأبو أمامة، وأبو الطفيل، ومن التابعين: علقمة، وأبو الأسود، ومسروق، والربيع بن خثيم، وشريح القاضي، وأبو وائل، وزيد بن وهب، وزر بن حبيش، وأبو عمرو الشيباني، وعبيدة بن عمرو السلماني، وعمرو بن ميمون، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عثمان النهدي، والحارث بن سويد، وربعي بن حراش، وآخرون.
وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الزبير، وبعد الهجرة بينه وبين سعد بن معاذ، وقال له في أول الإسلام: إنك لغلام معلم.
وأخرج البغوي من طريق القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: قال عبد الله: لقد رأيتني سادس ستة، وما على الأرض مسلم غيرنا.
وبسند صحيح عن ابن عباس، قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أنس وابن مسعود.
وقال أبو نعيم: كان سادس من أسلم وكان يقول: أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة. أخرجه البخاري.
وهو أول من جهر بالقرآن بمكة، ذكره ابن إسحاق عن يحيى بن عروة، عن أبيه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يقرأ القرآن غضا كما نزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد».
وكان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحتمل نعليه، وقال علقمة: قال لي أبو الدرداء: أليس فيكم صاحب النعلين والسواك والوساد، يعني عبد الله.
وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك على أن ترفع الحجاب، وتسمع سوادي حتى أنهاك». أخرجهما أصحاب الصحيح عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تمسكوا بعهد ابن أم عبد».
أخرجه الترمذي في أثناء حديث.
وأخرج الترمذي أيضا من طريق الأسود بن يزيد، عن أبي موسى، قال: قدمت أنا وأخي من اليمن، وما نرى ابن مسعود إلا أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم.
وعند البخاري في التاريخ بسند صحيح عن حريث بن ظهير. جاء نعي عبد الله بن مسعود إلى أبي الدرداء، فقال: ما ترك بعده مثله.
وقال البخاري: مات قبل قتل عمر. وقال أبو نعيم وغيره: مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. وقيل مات سنة ثلاث. وقيل: مات بالكوفة. والأول أثبت.
وعن عبد الرحمن بن زيد النخعي، قال: أتينا حذيفة، فقلنا حدثنا بأقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم هديا ودلا نلقاه فنأخذ عنه ونسمع منه. قال: كان أقرب الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود، لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفى. أخرجه الترمذي بسند صحيح.
وأخرج من طريق الحارث عن علي- رفعه: «لو كنت مؤمرا أحدا بغير مشورة لأمرت ابن أم عبد».
ومن أخباره بعد النبي صلى الله عليه وسلم أنه شهد فتوح الشام، وسيره عمر إلى الكوفة ليعلمهم أمور دينهم، وبعث عمارا أميرا، وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد فاقتدوا بهما. ثم أمره عثمان على الكوفة، ثم عزله، فأمره بالرجوع إلى المدينة.
وأخرج ابن سعد، من طريق الأعمش، قال: قال زيد بن وهب: لما بعث عثمان إلى ابن مسعود يأمره بالقدوم إلى المدينة اجتمع الناس، فقالوا: أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه. فقال: إن له علي حق الطاعة ولا أحب أن أكون أول من فتح باب الفتن.
وقال علي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لرجل عبد الله أثقل في الميزان من أحد».
أخرجه أحمد بسند حسن.
ومن طريق تميم بن حرام: جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أحدا أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة، ولا أحب إلي أن أكون في صلاحه من ابن مسعود. أخرجه البغوي من طريق يسار، عن أبي وائل أن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل إزاره، فقال: ارفع إزارك، وأنت يا ابن مسعود فارفع إزارك. فقال: إني لست مثلك، إن بساقي.
حموشة، وأنا آدم الناس، فبلغ ذلك عمر، فضرب الرجل، ويقول: أترد على ابن مسعود! وأخرج الترمذي عن علي- رفعه: لو كنت مؤمرا أحدا بغير مشورة لأمرت ابن أم عبد.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 198
عبد الله بن مسعود الصحابي عبد الله بن مسعود بن غافل - بالغين المعجمة والفاء - بن حبيب ابن شمخ، أبو عبد الرحمان الهذلي، حليف بني زهرة. كان أبوه في الجاهلية قد حالف عبد الله بن الحارث بن زهرة وأم عبد الله أم عبد بنت عبدود من هذيل. كان إسلام عبد الله قديما حين أسلم سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب قبل إسلام عمر بزمان، وكان سبب إسلامه أنه كان يرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ شاة حائلا من تلك الغنم فدرت عليه لبنا غزيرا فحلبه في إناء وشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع: اقلص! فقلص. قال: ثم أتيته بعد هذا فقلت: يا رسول الله! علمني من هذا القول. فمسح رأسي وقال: يرحمك الله فإنك عليم معلم. قال ابن عبد البر: ثم ضمه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يلج عليه ويلبسه نعليه ويمشي أمامه ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام. وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذنك علي أن ترفع الحجاب وأن تجمع سوادي حتى أنهاك. وكان يعرف في الصحابة بصاحب السواد والسواك. شهد بدرا والحديبية، وهاجر الهجرتين جميعا الأولى إلى الحبشة والثانية من مكة إلى المدينة، وصلى القبلتين وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. وقال صلى الله عليه وسلم: رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد، وسخطت لها ما سخط ابن أم عبد. وقال صلى الله عليه وسلم: اهدوا هدي عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد. وقال صلى الله عليه وسلم: رجل عبد الله أو رجلا عبد الله في الميزان أثقل من أحد. وقال صلى الله عليه وسلم: إستقرأوا القرآن من أربعة نفر، فبدأ بابن أم عبد، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة. وقال صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يسمع القرآن غضا فليسمعه من ابن أم عبد. وكان رحمه الله رجلا قصيرا نحيفا يكاد طوال الرجال يوازونه جلوسا وهو قائم، وكانت له شعرة تبلغ أذنيه، وكان لا يغير شيبه. وجاء رجل إلى عمر وهو بعرفات فقال: جئتك من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه. فغضب عمر غضبا شديدا وقال: ويحك من هو؟ قال: عبد الله بن مسعود! فذهب عنه ذلك الغضب وسكن وعاد إلى حاله وقال: والله ما أعلم أحدا من الناس هو أحق بذلك منه. وبعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة مع عمار بن ياسر، وكتب إليهم: إني بعثت إليكم بعمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فاقتدوا بهما، واسمعوا من قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي. وقال عمر فيه: كنيف ملئ علما. ولما أمر عثمان بما أمر قام عبد الله بن مسعود خطيبا فقال: أتأرمني أن أقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت؟ والذي نفسي بيده! لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لذو ذؤابة يلعب مع الغلمان! الله ما نزل شيء من القرآن إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني ولو أعلم أحدا تبلغنيه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته، ثم استحى مما قال، فقال: وما أنا بخيركم. ولما مات عبد الله نعي إلى أبي الدرداء فقال: ما ترك بعده مثله. ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان، وقيل عمار، وقيل الزبير، ودفنه ليلا بإيصائه بذلك إليه سنة اثنتين وثلاثين للهجرة. وروى له الجماعة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0
عبد الله بن مسعود "ع":
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار.
الإمام الحبر فقيه الأمة أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري حليف بني زهرة.
كان من السابقين الأولين ومن النجباء العالمين شهد بدرا وهاجر الهجرتين وكان يوم اليرموك على النفل ومناقبه غزيرة روى علما كثيرا.
حدث عنه أبو موسى، وأبو هريرة، وابن عباس وابن عمر وعمران بن حصين وجابر وأنس وأبو أمامة في طائفة من الصحابة وعلقمة والأسود ومسروق وعبيدة وأبو وائلة وقيس بن أبي حازم وزر بن حبيش والربيع بن خثيم وطارق بن
شهاب وزيد بن وهب وولداه أبو عبيدة وعبد الرحمن وأبو الأحوص عوف بن مالك وأبو عمرو الشيباني وخلق كثير.
وروى عنه القراءة: أبو عبد الرحمن السلمي وعبيد بن نضيلة وطائفة.
اتفقا له في "الصحيحين" على أربعة وستين وانفرد له البخاري بإخراج أحد وعشرين حديثا.
ومسلم بإخراج خمسة وثلاثين حديثا وله عند بقي بالمكرر ثماني مئة وأربعون حديثا.
قال قيس بن أبي حازم: رأيته آدم خفيف اللحم وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: كان عبد الله رجلا نحيفا قصيرا شديد الأدمة وكان لا يغير شيبه.
وروى الأعمش، عن إبراهيم قال: كان عبد الله لطيفا فطنا.
قلت: كان معدودا في أذكياء العلماء.
وعن ابن المسيب، قال: رأيت بن مسعود عظيم البطن أحمش الساقين.
قلت: رآه سعيد لما قدم المدينة عام توفي سنة اثنتين وثلاثين وكان يعرف أيضا بأمه فيقال له: ابن أم عبد.
قال محمد بن سعد: أمه هي أم عبد بنت عبد ود بن سوي من بني زهرة.
وروي عن علقمة، عن عبد الله قال: كناني النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبد الرحمن قبل أن يولد لي.
وروى المسعودي، عن سليمان بن مينا، عن نويفع مولى ابن مسعود قال: كان عبد الله من أجود الناس ثوبا أبيض وأطيب الناس ريحا.
يعقوب بن شيبة: حدثني بشر بن مهران، حدثنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب قال: قال عبد الله: إن أول شيء علمته من أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدمت مكة مع عمومة لي أو أناس من قومي نبتاع منها متاعا وكان في بغيتنا شراء عطر فأرشدونا على العباس فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه أشم أقنى أذلف أدعج العينين براق الثنايا دقيق المسربة شثن الكفين والقدمين كث اللحية عليه ثوبان
أبيضان، كأنه القمر ليلة البدر يمشي على يمينه غلام حسن الوجه، مراهق، أو محتلم، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلم ثم استلم الغلام واستلمت المرأة ثم طاف بالبيت سبعا وهما يطوفان معه ثم استقبل الركن فرفع يده وكبر وقام ثم ركع ثم سجد ثم قام فرأينا شيئا أنكرناه لم نكن نعرفه بمكة فأقبلنا على العباس فقلنا: يا أبا الفضل إن هذا الدين حدث فيكم أو أمر لم نكن نعرفه قال: أجل والله ما تعرفون هذا هذا ابن أخي محمد بن عبد الله والغلام علي بن أبي طالب والمرأة خديجة بنت خويلد امرأته أما والله ما على وجه الأرض أحد نعلمه يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة.
قال ابن شيبة: لا نعلم روى هذا إلا بشر الخصاف وهو رجل صالح.
محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي، عن أبيه، عن الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال عبد الله: لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا.
وقال ابن إسحاق: أسلم بن مسعود بعد اثنين وعشرين نفسا وعن يزيد بن رومان قال: أسلم عبد الله قبل دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم.
أخبرنا أحمد بن سلامة، وأحمد بن عبد السلام إجازة، عن عبد المنعم بن كليب، أنبأنا علي بن بيان، أنبأنا محمد بن محمد، أنبأنا إسماعيل بن محمد "ح" وقرأت على أحمد بن إسحاق وعبد الحافظ بن بدران أخبركما أبو البركات الحسن بن محمد، أنبأنا محمد بن الخليل بن فارس في سنة ثمان وأربعين وخمس مائة وأنا في الخامسة "ح" وأنبأنا علي بن محمد وعمر بن عبد المنعم وعبد المنعم بن عساكر وأبو علي بن الجلال وابن مؤمن قالوا: أنبأنا محمد بن هبة الله القاضي، أنبأنا حمزة بن علي الثعلبي "ح" وأنبأنا أبو جعفر محمد بن علي وأحمد بن عبد الرحمن قالا: أنبأنا أبو القاسم بن صصرى، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي وأبو يعلى بن الحبوبي "ح" وأنبأنا إبراهيم بن أحمد
الطائي، ومحمد بن الحسن الأرموي والحسن بن علي الدمشقي وإسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي وأحمد بن مؤمن وست الفخر بنت عبد الرحمن قالوا: أخبرتنا كريمة بنت عبد الوهاب القرشية، أنبأنا أبو يعلى حمزة بن الحبوبي قالوا: أنبأنا علي بن محمد بن علي الفقيه، أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان التميمي، أنبأنا إبراهيم بن أبي ثابت قالا: أنبأنا الحسن بن عرفة العبدي "ح"، وأنبأنا عبد الرحمن بن محمد والمسلم بن محمد وعلي بن أحمد قالوا: أنبأنا حنبل، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا عبد الله بن أحمد الشيباني، حدثني أبي قالا: أنبأنا أبو بكر بن عياش، حدثني عاصم، عن زر، عن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر فقال: "يا غلام هل من لبن"؟ قلت: نعم ولكني مؤتمن قال: فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟ فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلب في إناء فشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع: "اقلص" فقلص" زاد أحمد قال: ثم أتيته بعد هذا ثم اتفقا فقلت: يا رسول الله علمني من هذا القوم فمسح رأسي وقال: "يرحمك الله إنك غليم معلم".
هذا حديث صحيح الإسناد ورواه أبو عوانة، عن عاصم بن بهدلة وفيه زيادة منها فلقد أخذت من فيه -صلى الله عليه وسلم- سبعين سورة ما نازعني فيها بشر ورواه إبراهيم بن الحجاج السامي، عن سلام أبي المنذر، عن عاصم وفيه قال: فأتيته بصخرة منقعرة فحلب فيها قال: فأسلمت وأتيته.
عبيد الله بن موسى وغيره: حدثنا إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد قال كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن ستة فقال المشركون اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل ورجلان نسيت اسمهما فوقع في نفس النبي -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله وحدث به نفسه فأنزل الله تعالى {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}.
رواه قبيصة، عن الثوري، عن المقدام.
بن إسحاق، حدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه قال: أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود.
أبو بكر، عن عاصم، عن زر قال: أول من قرأ آية، عن ظهر قلبه عبد الله بن مسعود.
قلت: هذا مؤول فقد صلى قبل عبد الله جماعة بالقرآن.
أبو داود في "سننه"، حدثنا أبو سلمة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- آخى بين الزبير وابن مسعود.
وروى مثله سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس رواه الحاكم في "مستدركه".
وفيه لمجاهد، عن عبد الله بن سخبرة قال: رأيت ابن مسعود آدم لطيف الجسم ضعيف اللحم.
قلت أكثر من آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهم مهاجري وأنصاري.
قال موسى بن عقبة: وممن قدم من مهاجرة الحبشة الهجرة الأولى إلى مكة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود ثم هاجر إلى المدينة.
يحيى الحماني، حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن عكرمة قال ابن عباس: ما بقي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد إلا أربعة أحدهم ابن مسعود.
شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص سمعت أبا مسعود وأبا موسى حين مات عبد الله بن مسعود وأحدهما يقول لصاحبه: أتراه ترك بعده مثله؟ قال: لئن قلت ذاك لقد كان يؤذن له إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا.
يحيى، عن قطبة، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص بنحوه.
وأخرج البخاري والنسائي من حديث أبي موسى قال: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- لكثرة دخولهم وخروجهم عليه.
الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي موسى قال: والله لقد رأيت عبد الله وما أراه إلا عبد آل محمد -صلى الله عليه وسلم.
حدثنا السلفي، حدثنا الثقفي، أنبأنا ابن بشران، أنبأنا محمد بن عمرو، حدثنا محمد بن عبد الجبار، حدثنا حفص بن غياث، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله إذنك علي أن ترفع الحجاب وتسمع سوادي حتى أنهاك".
رواه الثوري، وزائدة، عن الحسن بن عبيد الله وفي لفظ "أن ترفع الستر وأن تستمع سوادي".
ورواه سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن رجل سماه، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الله وهذا منقطع وكذا رواه ابن مهدي، عن سفيان، عن الحسن والسواد السرار وقيل المحادثة.
وفي "مسند أحمد" من طريق ابن عون، عن عمرو بن سعيد، عن حميد بن عبد الرحمن قال: قال ابن مسعود: كنت لا أحبس، عن النجوى وعن كذا وعن كذا.
وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: كان ابن مسعود صاحب سواد رسول الله -يعني سره- ووساده -يعني فراشه- وسواكه ونعليه وطهوره وهذا يكون في السفر.
ابن سعد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان عبد الله يلبس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلهما في ذراعه وأعطاه العصا وكان يدخل الحجرة أمامه بالعصا.
المسعودي، عن عياش العامري، عن عبد الله بن شداد قال: كان عبد الله صاحب الوساد والسواك والنعلين.
الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: لما نزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح} الآية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "قيل لي أنت منهم" رواه مسلم.
منصور والأعمش، عن أبي وائل قال: كنت مع حذيفة فجاء ابن مسعود فقال حذيفة: إن أشبه الناس هديا ودلا وقضاء وخطبة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع لا أدري ما يصنع في أهله لعبد الله بن مسعود ولقد علم المتهجدون من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن عبد الله من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة.
لفظ منصور: كذا قال المتهجدون، ولعله المجتهدون.
الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كنا عند عبد الله فجاء خباب بن الأرت حتى قام علينا في يده خاتم من ذهب فقال: أكل هؤلاء يقرءون كما تقرأ؟ فقال عبد الله: إن شئت أمرت بعضهم يقرأ قال: أجل فقال: اقرأ يا علقمة فقال فلان: أتأمره أن يقرأ وليس بأقرئنا؟ قال عبد الله إن شئت حدثتك بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قومه وقومك قال علقمة: فقرأت خمسين آية من سورة مريم فقال عبد الله: ما قرأ إلا كما أقرأ ثم قال عبد الله: ألم يأن لهذا الخاتم أن يطرح؟ فنزعه ورمى به وقال: والله لا تراه علي أبدا.
شيبان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص قال: أتيت أبا موسى وعنده عبد الله وأبو مسعود الأنصاري وهم ينظرون إلى مصحف فت، حدثنا ساعة، ثم
خرج عبد الله وذهب فقال أبو مسعود: والله ما أعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك أحدا أعلم بكتاب الله من هذا القائم.
الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال عبد الله: والذي لا إله غيره لقد قرأت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضعا وسبعين سورة ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغنيه الإبل لأتيته.
جامع بن شداد: حدثنا عبد الله بن مرداس كان عبد الله يخطبنا كل خمس على رجليه فنشتهي أن يزيد.
الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال ابن مسعود: لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي رجلان.
جابر بن نوح، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله قال: ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيما نزلت الحديث.
الثوري، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك قال: قال عبد الله: لقد قرأت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعين سورة وزيد له ذؤابة يلعب مع الغلمان.
عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن شقيق قال عبد الله: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}، على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ لقد قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعين سورة ولقد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني لرحلت إليه قال شقيق: فجلست في حلق من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فما سمعت أحدا منهم يعيب عليه شيئا مما قال ولا يرد عليه.
شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله أنهم ذكروا قراءته فكأنهم عابوه فقال: لقد علم أصحاب رسول الله أني أقرؤهم لكتاب الله ثم كأنه ندم فقال: ولست بخيرهم.
سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: لما أمر عثمان بتشقيق المصاحف قام عبد الله خطيبا فقال: لقد علم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أني أعلمهم بكتاب الله ثم قال: وما أنا بخيرهم.
زائدة وأبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بين أبي بكر وعمر وعبد الله قائم يصلي فافتتح سورة النساء يسجلها فقال -صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد" فأخذ عبد الله في الدعاء فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "سل تعط" فكان فيما سأل اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- في أعلى جنان الخلد فأتى عمر عبد الله يبشره فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه فقال: إنك لسباق بالخير.
رواه يزيد بن هارون، عن عبيدة، عن أبي وائل، عن عبد الله.
أبو معاوية، وغيره، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة "ح" والأعمش، عن خيثمة، عن قيس بن مروان أنه أتى عمر فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف، عن ظهر قلب فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل فقال: ومن هو ويحك؟ فقال ابن مسعود فما زال يطفئ غضبه ويتسرى عنه حتى عاد إلى حاله ثم قال: ويحك! والله ما أعلم بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه وسأحدثك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخرجنا معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله يسمع قراءته فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد" قال: ثم جلس يدعو فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول له: "سل تعطه" فقلت: والله لأغدون إليه فلأبشره قال: فغدوت فوجدت أبا بكر قد سبقني.
رواه أحمد في "مسنده"، عن أبي معاوية وروى نحوه يحيى بن سعيد الأموي، عن مالك بن مغول، عن حبيب بن أبي ثابت، عن خيثمة.... فذكر القصة.
محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن إسماعيل بن صخر الأيلي، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن أبيه، عن جده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بابن مسعود وهو يقرأ حرفا حرفا فقال: "من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن مسعود".
أحمد بن حنبل في "المسند"، حدثنا وكيع، عن عيسى بن دينار، عن أبيه، عن عمرو بن الحارث المصطلقي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحو ما قبله وروى جرير بن أيوب البجلي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه.
زهير بن معاوية، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لو كنت مؤمرا أحدا، عن غير مشورة لأمرت عليهم ابن أم عبد".
رواه وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق ورواه أبو سعيد مولى بني هاشم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق وقد رواه القاسم بن معن، عن منصور فقال: عاصم بن ضمرة بدل الحارث ولفظ وكيع: "لو كنت مستخلفا من غير مشورة لاستخلفت ابن أم عبد".
ابن فضيل، حدثنا مغيرة، عن أم موسى سمعت عليا يقول: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد شجرة يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله فضحكوا من حموشة ساقيه فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد".
ورواه جرير، عن مغيرة وروى حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله نحوه ورواه أبو عتاب الدلال، عن شعبة، عن معاوية بن قرة بن إياس المزني، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه.
الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي، عن ربعي، عن حذيفة قال: قال
رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد".
رواه جماعة هكذا عنه ورواه أسباط، عن الثوري فأإسقط منه مولى ربعي ورواه مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي ورواه سالم المرادي، عن عمرو بن هرم، عن ربعي، عن حذيفة وقال وكيع: عن سالم المرادي فقال: عن عمرو بن مرة والأول أشبه ورواه يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود أن رسول الله -
صلى #الله عليه وسلم- قال | فذكره. |
وقال يحيى بن يعلى: حدثنا زائدة، عن منصور، عن زيد بن وهب، عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد".
رواه الثوري وإسرائيل، عن منصور فقال: عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلا وكذا قال ابن عيينة: عن أبي العميس، عن القاسم مرسلا.
وقال أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء: حدثنا جعفر بن عون، عن المسعودي، عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "قد رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد".
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الله بن أحمد الفقيه، حدثنا هبة الله بن الحسن الدقاق، حدثنا أبو الفضل عبد الله بن علي سنة أربع وثمانين وأربع مائة، أنبأنا أبو
الحسين بن بشران، أنبأنا محمد بن عمرو، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال: صعد ابن مسعود شجرة فجعلوا يضحكون من دقة ساقيه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "لهما في الميزان أثقل من أحد".
حاتم بن الليث، حدثنا يعقوب بن محمد، حدثنا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن ابن أبي حرملة حدثتني سارة بنت عبد الله بن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "والذي نفسي بيده إن عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد".
علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اقرأ علي القرآن" قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: "إني أشتهي أن أسمعه من غيري" فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}، فغمزني برجله فإذا عيناه تذرفان".
رواه أبو الأحوص، عن الأعمش فقال: علقمة بدل عبيدة ورواه شعبة والثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله منقطعا.
البزار صاحب "المسند"، حدثنا أحمد بن مالك، حدثنا مفضل بن محمد الكوفي، حدثنا الأعمش ومغيرة وابن مهاجر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال استقرأني النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم على المنبر سورة النساء فقرأت حتى بلغت {فكيف إذا جئنا من كل أمة
بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}. فاغرورقت عينا النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد".
مفضل تركه أبو حاتم ومشاه غيره.
الحميدي في "مسنده"، حدثنا سفيان، حدثنا المسعودي، عن القاسم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن مسعود: "اقرأ" فقال: أقرأ وعليك أنزل؟.... الحديث.
أخبرنا سنقر القضائي، حدثنا عبد اللطيف بن يوسف وعبد اللطيف بن محمد القبيطي وجماعة قالوا: حدثنا محمد بن عبد الباقي، حدثنا مالك بن أحمد، حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا عبيد بن أسباط، حدثني أبي، حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد".
عفان: حدثنا الأسود بن شيبان، حدثنا أبو نوفل بن أبي عقرب قال: قال عمرو بن العاص في مرضه وقد جزع فقيل له: قد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدنيك ويستعملك قال: والله ما أدري ما كان ذاك منه أحب أو كان يتألفني ولكن أشهد على رجلين أنه مات وهو يحبهما بن أم عبد وابن سمية.
أبو نعيم: حدثنا فطر بن خليفة، عن كثير النواء سمعت عبد الله بن مليل سمعت عليا يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يكن نبي إلا وقد أعطي سبعة نجباء رفقاء وزراء وإني أعطيت أربعة عشر حمزة وأبو بكر وعمر وعلي وجعفر وحسن وحسين وابن مسعود وأبو ذر والمقداد وحذيفة وعمار وسلمان".
رواه علي بن هاشم بن البريد، عن كثير فوقفه على علي -رضي الله عنه- وهو أشبه.
أنبئت، عن الخشوعي وغيره أن مرشد بن يحيى أنبأهم قال: أنبأنا أبو الحسن الطفال، أنبأنا أبو الطاهر الذهلي، أنبأنا أبو أحمد محمد بن عبدوس، حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا وكيع، عن أبيه وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: انتهيت إلى أبي جهل وهو صريع وهو يذب الناس بسيفه فقلت: الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله! قال: هل هو إلا رجل قتله قومه فجعلت أتناوله بسيف لي فأصبت يده فندر سيفه فأخذته فضربته به حتى برد ثم خرجت حتى أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وكأنما أقل من الأرض فأخبرته فقال: "الله الذي لا إله إلا هو" قال: فقام معي حتى خرج يمشي معي حتى قام عليه فقال: "الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله هذا كان فرعون هذه الأمة".
قال وكيع: وزاد فيه أبي، عن أبي عبيدة قال عبد الله: فنفلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفه.
أحمد بن يونس: حدثنا أبو شهاب الحناط، عن محتسب البصري، عن محمد بن واسع، عن ابن خثيم، عن أبي الدرداء قال: خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبة خفيفة فلما فرغ من خطبته قال: "يا أبا بكر! قم فاخطب" فقام أبو بكر فخطب فقصر دون النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: "يا عمر قم فاخطب" فقام عمر فقصر دون أبي بكر ثم قال: "يا فلان قم فاخطب" فشقق القول فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اسكت أو اجلس فإن التشقيق من الشيطان وإن البيان من السحر" وقال: "يابن أم عبد قم فاخطب" فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله -عز وجل- ربنا وإن الإسلام ديننا وإن القرآن إمامنا وإن البيت قبلتنا وإن هذا نبينا وأومأ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- رضينا ما رضي الله لنا ورسوله وكرهنا ما كره الله لنا ورسوله والسلام عليكم.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أصاب ابن أم عبد وصدق رضيت بما رضي الله لأمتي وابن أم عبد وكرهت ما كره الله لأمتي وابن أم عبد".
إسناده منقطع رواه الطبراني في معجمه ونقلته من خط الحافظ عبد الغني هكذا ابن خثيم وإنما هو سعيد بن جبير، عن أبي الدرداء هكذا هو في تاريخ دمشق ورواه محمد بن جعفر الوركاني، عن أبي شهاب نحوه وسعيد لم يدرك أبا الدرداء ولا أدري من هو محتسب.
إسرائيل، عن أبي إسحاق سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال: قلنا لحذيفة: أخبرنا برجل قريب السمت والدل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نلزمه قال: ما أعلم أحدا أقرب سمتا ولا هديا ولا دلا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفة.
قوله: ولقد علم | الخ رواه غندر، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: حدثني الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة. |
نعيم: حدثنا ابن المبارك، عن الأعمش، عن أبي وائل أن عبد الله ذكر عثمان فقال: أهلكه الشح وبطانة السوء.
الفسوي: حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كان عبد الله يشبه النبي -صلى الله عليه وسلم- في هديه ودله وسمته وكان علقمة يشبه بعبد الله.
الثوري، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أهل الكوفة إنني قد بعثت إليكم عمارا أميرا وابن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- من أهل بدر فاسمعوا لهما واقتدوا بهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي.
الأعمش، عن خيثمة قال: كنت جالسا عند عبد الله بن عمرو فذكر ابن مسعود فقال: لا أزال أحبه بعد إذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "استقرءوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة".
أخرجه النسائي وقد رواه شعبة ووكيع وسفيان وأبو معاوية ويعلى، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو فلعله عند الأعمش بالإسنادين وقد رواه شعبة أيضا، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن مسروق ورواه زيد بن أبي أنيسة، عن طلحة بن مصرف، عن مسروق.
أخبرنا ابن علان وغيره كتابة أن حنبل بن عبد الله أخبرهم قال: أنبأنا ابن الحصين، حدثنا ابن المذهب، أنبأنا القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا الأسود بن عامر، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك قال: أمر بالمصاحف أن تغير فقال ابن مسعود: من استطاع منكم أن يغل مصحفه فليغله فإنه من غل شيئا جاء به يوم القيامة ثم قال: لقد قرأت من فم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعين سورة أفأترك ما أخذت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟!.
أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"، عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن خمير سمعت ابن مسعود إني غال مصحفي،.... وذكر الحديث.
الواقدي: أنبأنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن وهب قال: قدم علينا عبد الله فدخلنا إليه فقلنا: اقرأ علينا سورة البقرة قال: لا أحفظها تفرد به الواقدي وهو متروك.
إبراهيم بن سعد، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن ابن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف وقال: يا معشر المسلمين أعزل، عن نسخ المصاحف ويولاها رجل والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب أبيه كافر يريد زيد بن ثابت ولذاك يقول عبد الله: يا أهل الكوفة اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها فإن الله قال {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} فالقوا الله بالمصاحف.
قال الزهري: فبلغني أن ذلك كره من مقالة ابن مسعود كرهه رجال من الصحابة.
أبو يعلى الموصلي: حدثنا سعيد بن أشعث، حدثنا الهيصم بن شداخ سمعت الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن علقمة، عن عبد الله قال: عجب للناس وتركهم قراءتي وأخذهم قراءة زيد وقد أخذت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعين سورة وزيد صاحب ذؤابة يجيء ويذهب في المدينة.
سعدويه: حدثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: خطب ابن مسعود على المنبر فقال: غلوا مصاحفكم كيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد وقد قرأت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضعا وسبعين سورة وإن زيدا ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان.
قلت: إنما شق على ابن مسعود لكون عثمان ما قدمه على كتابة المصحف وقدم في ذلك من يصلح أن يكون ولده وإنما عدل عنه عثمان لغيبته عنه بالكوفة ولأن زيدا كان يكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو إمام في الرسم وابن مسعود فإمام في الأداء ثم إن زيدا هو الذي ندبه الصديق لكتابة المصحف وجمع القرآن فهلا عتب على أبي بكر؟ وقد ورد أن ابن مسعود رضي وتابع عثمان ولله الحمد وفي مصحف ابن مسعود أشياء أظنها نسخت وأما زيد فكان أحدث القوم بالعرضة الأخيرة التي عرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- عام توفي على جبريل.
قال عبد السلام بن حرب: عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء فقال: كنا نعد عبد الله حنانا فما باله يواثب الأمراء؟ رواه ابن أبي داود في "المصاحف".
وبإسنادين في "مسند أحمد"، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن عابس قال: حدثنا رجل من همدان من أصحاب عبد الله قال: لما أراد عبد الله أن يأتي
المدينة جمع أصحابه فقال: والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح اليوم فيكم من أفضل ما أصبح في أجناد المسلمين من الدين والعلم بالقرآن والفقه إن هذا القرآن أنزل على حروف والله إن كان الرجلان ليختصمان أشد ما اختصما في شيء قط فإذا قال القارئ: هذا أقرأني قال: أحسنت وإنما هو كقول أحدكم لصاحبه: أعجل وحي هلا.
أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: لما بعث عثمان إلى ابن مسعود يأمره بالمجيء إلى المدينة اجتمع إليه الناس فقالوا: أقم فلا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه فقال: إن له علي طاعة وإنها ستكون أمور وفتن لا أحب أن أكون أول من فتحها فرد الناس وخرج إليه.
محمد بن سنجر في "مسنده"، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد، عن سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس قال: آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الزبير وابن مسعود قد مر مثل هذا من وجه آخر قوي.
شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله قال: كنا إذا تعلمنا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم نتعلم من العشر التي نزلت بعدها حتى نعلم ما فيها يعني من العلم.
مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال سئل علي، عن ابن مسعود فقال: قرأ القرآن ثم وقف عنده وكفي به.
وروي نحوه من وجه آخر، عن علي وزاد وعلم السنة.
وأخرج مسلم من حديث الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص قال: أتينا أبا موسى فوجدت عنده عبد الله وأبا مسعود وهم ينظرون في مصحف فتحدثنا
ساعة ثم راح عبد الله فقال أبو مسعود: لا والله لا أعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك أحدا أعلم بكتاب الله من هذا القائم.
الأعمش، عن زيد بن وهب قال: إني لجالس مع عمر بن الخطاب إذ جاء ابن مسعود فكاد الجلوس يوارونه من قصره فضحك عمر حين رآه فجعل عمر يكلمه ويتهلل وجهه ويضاحكه وهو قائم عليه ثم ولى فأتبعه عمر بصره حتى توارى فقال: كنيف ملئ علما.
معن بن عيسى: حدثنا معاوية بن صالح، عن أسد بن وداعة أن عمر ذكر ابن مسعود فقال: كنيف ملئ علما آثرت به أهل القادسية.
عفان: حدثنا وهيب، عن داود، عن عامر أن مهاجر عبد الله كان بحمص فجلاه عمر إلى الكوفة وكتب إليهم: إني -والله الذي لا إله إلا هو- آثرتكم به على نفسي فخذوا منه.
عبيد الله بن موسى، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة قال: سافر عبد الله سفرا يذكرون أن العطش قتله وأصحابه فذكر ذلك لعمر فقال: لهو أن يفجر الله له عينا يسقيه منها وأصحابه أظن عندي من أن يقتله عطشا.
هشيم: حدثنا سيار، عن أبي وائل أن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل فقال: ارفع إزارك فقال: وأنت يابن مسعود فارفع إزارك قال: إن بساقي حموشة وأنا أؤم الناس فبلغ ذلك عمر فجعل يضرب الرجل ويقول: أترد على ابن مسعود؟.
معمر، عن زيد بن رفيع، عن أبي عبيدة قال: أرسل عثمان إلى أبي عبد الله بن مسعود يسأله، عن رجل طلق امرأته ثم راجعها حين دخلت في الحيضة الثالثة فقال أبي: وكيف يفتي منافق؟ فقال عثمان: نعيذك بالله أن تكون هكذا قال: هو أحق بها ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة.
قبيصة: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حبة بن جوين قال: لما قدم علي الكوفة أتاه نفر من أصحاب عبد الله فسألهم عنه حتى رأوا أنه يمتحنهم فقال: وأنا أقول فيه مثل الذي قالوا وأفضل قرأ القرآن وأحل حلاله وحرم حرامه فقيه في الدين عالم بالسنة.
وفي "مستدرك الحاكم" من رواية الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي وقيل له: أخبرنا، عن عبد الله فقال: علم الكتاب والسنة ثم انتهى.
وقال الأعمش: عن أبي عمرو الشيباني إن أبا موسى استفتي في شيء من الفرائض فغلط وخالفه ابن مسعود فقال أبو موسى لا تسألوني، عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم.
وروى نحوه أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي عطية وروى غندر، عن شعبة، عن أبي قيس، عن هزيل بن شرحبيل بنحو ذلك.
يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا موسى يقول مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة.
الثوري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن حريث بن ظهير قال: جاء نعي عبد الله إلى أبي الدرداء فقال: ما ترك بعده مثله سمعها يحيى القطان من سفيان.
أبو حفص الأبار، عن منصور، عن مسلم، عن مسروق قال: شاممت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فوجدت علمهم انتهى إلى ستة علي وعمر وعبد الله وزيد وأبي الدرداء وأبي ثم شاممت الستة فوجدت علمهم انتهى إلى علي وعبد الله.
وبعضهم يرويه، عن منصور فقال: عن الشعبي، عن مسروق وقيل غير ذلك وقال أبو وائل: ما أعدل بابن مسعود أحدا.
عبد الله بن إدريس، عن مالك بن مغول قال: قال الشعبي: ما دخل الكوفة أحد من الصحابة أنفع علما ولا أفقه صاحبا من عبد الله.
وبإسناد "مسند أحمد"، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق قال: حدثنا عبد الله يوما فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرعد حتى رعدت ثيابه ثم قال نحو ذا أو شبيها بذا.
رواه عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل فأبدل ابن وثاب بالشعبي.
وروى نحوه مسلم البطين وغيره، عن عمرو بن ميمون فقال القعنبي: حدثنا سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم، عن عمرو بن ميمون قال: صحبت عبد الله ثمانية عشر شهرا فما سمعته يحدث، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثا واحدا فرأيته يفرق ثم غشيه بهر ثم قال نحوه أو شبهه.
مسعر، عن معن بن عبد الرحمن، عن عون بن عبد الله، عن أخيه عبيد الله قال كان عبد الله إذا هدأت العيون قام فسمعت له دويا كدوي النحل.
ابن إسحاق قال: حدثني زياد مولى ابن عياش قال: كان ابن مسعود حسن الصوت بالقرآن.
حميد بن الربيع، حدثنا أبو أسامة، حدثنا مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن زيد بن وهب قال: رأيت بعيني عبد الله أثرين أسودين من البكاء.
الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد قال: أكثروا على عبد الله يوما فقال: والله الذي لا إله غيره لو تعلمون علمي لحثيتم التراب على رأسي. روي من غير وجه.
وفي "مستدرك الحاكم" للثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: قال عبد الله: لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان ولحثيتم التراب على رأسي ولوددت أن الله غفر لي ذنبا من ذنوبي وأني دعيت عبد الله بن روثة.
قال علقمة: جلست إلى أبي الدرداء فقال: ممن أنت؟ قلت: من الكوفة فقال: أوليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوساد والمطهرة وفيكم صاحب السر وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه.
عن القاسم بن عبد الرحمن: أن ابن مسعود كان يقول في دعائه: خائف مستجير تائب مستغفر راغب راهب.
الأعمش: عمن حدثه قال: قال عبد الله بن مسعود: لو سخرت من كلب لخشيت أن أكون كلبا وإني لأكره أن أرى الرجل فارغا ليس في عمل آخرة ولا دنيا.
وكيع: حدثنا المسعودي، عن علي بن بذيمة، عن قيس بن حبتر قال: قال عبد الله بن مسعود حبذا المكروهان الموت والفقر وايم الله ما هو إلا الغنى والفقر ما أبالي بأيهما ابتدئت إن كان الفقر إن فيه للصبر وإن كان الغنى إن فيه للعطف لأن حق الله في كل واحد منهما واجب.
الثوري، عن أبي قيس، عن هزيل بن شرحبيل، عن عبد الله قال: من أراد الآخرة أضر بالدنيا ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة يا قوم فأضروا بالفاني للباقي.
أبو عبد الرحمن المقرئ: حدثنا ابن أبي أيوب سعيد، حدثني عبد الله بن الوليد سمعت عبد الرحمن بن حجيرة يحدث، عن ابن مسعود أنه كان يقول إذا قعد: إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة من زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شرا يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل زرع لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له فمن أعطي خيرا فالله أعطاه ومن وقي شرا فالله وقاه المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة.
العلاء بن خالد، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: ارض بما قسم الله تكن من أغنى الناس واجتنب المحارم تكن من أروع الناس وأد ما افترض عليك تكن من أعبد الناس.
علي بن الأقمر، عن عمرو بن جندب، عن ابن مسعود قال: جاهدوا المنافقين بأيديكم فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهروا في وجوههم فافعلوا.
سيف بن عمر، عن عطية، عن أبي سيف أن ابن مسعود ترك عطاءه حين مات عمر وفعل ذلك رجال من أهل الكوفة أغنياء واتخذ لنفسه ضيعة براذان فمات، عن تسعين ألف مثقال سوى رقيق وعروض وماشية -رضي الله عنه.
وكيع، عن أبي عميس، عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال: أوصى ابن مسعود وكتب إن وصيتي إلى الله وإلى الزبير بن العوام وإلى ابنه عبد الله بن الزبير وإنهما في حل وبل مما قضيا في تركتي وإنه لا تزوج امرأة من نسائي إلا بإذنهما.
قلت: كان قد قدم على عثمان وشهد في طريقه بالربذة أبا ذر، وصلى عليه.
السري بن يحيى، عن أبي شجاع، عن أبي ظبية قال: مرض عبد الله فعاده عثمان وقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي قال: إلا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني قال: إلا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه.
كذا رواه سعيد بن مريم، وعمرو بن الربيع. ورواه: ابن وهب فقال: عن شجاع ورواه عثمان بن يمان وحجاج بن نصير، عن السري، عن شجاع، عن أبي فاطمة.
الفسوي: حدثنا ابن نمير، حدثنا يزيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: دخل الزبير على عثمان -رضي الله عنه- بعد وفاة عبد الله فقال: أعطني عطاء عبد الله فعيال عبد الله أحق به من بيت المال فأعطاه خمسة عشر ألفا.
حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: وكان عثمان حرمه عطاءه سنتين.
يحيى الحماني، عن شريك، عن أبي إسحاق أن ابن مسعود أوصى إلى الزبير أن يصلي عليه.
وعن عبيد الله بن عبد الله، قال: مات ابن مسعود بالمدينة ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين وكان نحيفا قصير شديد الأدمة وكذا أرخه فيها جماعة.
وعن عون بن عبد الله وغيره: أنه عاش بضعا وستين سنة وقال يحيى بن أبي عتبة: عاش ثلاثا وستين سنة وقال هو ويحيى بن بكير مات سنة ثلاث وثلاثين قلت: لعله مات في أولها وقال بعضهم: مات قبل عثمان بثلاث سنين.
أنبأنا أحمد بن سلامة وجماعة، عن أبي جعفر الصيدلاني أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، أنبأنا ابن ريذة، أنبأنا الطبراني، حدثنا علي بن عبد العزيز وبشر قالا: حدثنا أبو نعيم، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر فقال: إني جئتك من عند رجل يملي المصاحف، عن ظهر قلب ففزع عمر فقال: ويحك انظر ما تقول وغضب فقال: ما جئتك إلا بالحق قال من هو؟ قال: عبد الله بن مسعود فقال: ما أعلم أحدا أحق بذلك منه وسأحدثك، عن عبد الله إنا سمرنا ليلة في بيت أبي بكر في بعض ما يكون من حاجة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم خرجنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين أبي بكر فلما انتهينا إلى المسجد إذا رجل يقرأ فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- يستمع إليه فقلت: يا رسول الله! أعتمت فغمزني بيده اسكت قال: فقرأ وركع وسجد وجلس يدعو ويستغفر فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "سل تعطه" ثم قال: "من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد" فعلمت أنا وصاحبي أنه عبد الله.
فلما أصبحت غدوت إليه لأبشره فقال: سبقك بها أبو بكر وما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه.
وكذلك رواه زائدة وغيره، عن الأعمش، عن إبراهيم.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 280
عبد الله بن مسعود ومن طبقة السابقين المهاجرين، المعروفين بالنسك من المعمرين، القارئ الملقن، والغلام المعلم، والفقيه المفهم، صاحب السواد والسرار، والسباق والبدار، أقربهم وسيلة، وأرجحهم فضيلة، كان من الرفقاء، والنجباء، والوزراء، والرقباء. عبد الله بن مسعود المكلف بالمعبود، والشاهد للمشهود، والحافظ للعهود، والسائل الذي ليس بمردود. وقد قيل: " إن التصوف مشاهدة المشهود، ومراعاة العهود، ومحاماة الصدود.
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو نعيم، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: " جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إني جئتك من عند رجل يمل المصحف عن ظهر قلب، ففزع عمر وغضب وقال: ويحك انظر ما تقول، قال: ما جئتك إلا بالحق، قال: من هو؟ قال: عبد الله بن مسعود، قال: ما أعلم أحدا أحق بذلك منه، وسأحدثك عن عبد الله أنا سمرنا ليلة في بيت عند أبي بكر في بعض ما يكون من حاجة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خرجنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي بيني وبين أبي بكر، فلما انتهينا إلى المسجد إذا رجل يقرأ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يستمع إليه، فقلت: يا رسول الله أعتمت، فغمزني بيده: اسكت، قال: فقرأ وركع وسجد وجلس يدعو ويستغفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سل تعطه» ثم قال: «من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد»، فعلمت أنا وصاحبي أنه عبد الله، فلما أصبحت غدوت إليه لأبشره فقال: سبقك بها أبو بكر، وما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه " رواه الثوري وزائدة، عن الأعمش، نحوه. ورواه حبيب بن حسان، عن زيد بن وهب، عن [ص:125] عمر، مثله. ورواه شعبة، وزهير، وخديج، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله. ورواه عاصم، عن ذر، عن عبد الله
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن أبي حمير بن مالك، قال: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول: «أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وإن زيد بن ثابت لصبي من الصبيان، وأنا أدع ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الثوري وإسرائيل، عن أبي إسحاق، مثله
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا الحسن بن مدرك، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سليمان بن قيس، عن أبي سعد الأزدي، أنه سمع عبد الله بن مسعود، يقول: «لقد تلقيت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، أحكمتها قبل أن يسلم زيد بن ثابت، وله ذؤابة يلعب مع الغلمان»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن ذر، عن عبد الله، قال: " كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط بمكة، فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقال: «يا غلام عندك لبن تسقينا؟» فقلت: إني مؤتمن، ولست بساقيكما، فقال: «هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل بعد؟» فأتيتهما بها، فاعتقلها أبو بكر وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الضرع فدعا فحفل الضرع فحلب وشرب هو وأبو بكر، ثم قال للضرع: «اقلص» فقلص، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: علمني من هذا القول الطيب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك غلام معلم، فأخذت من فيه سبعين سورة ما ينازعني فيها أحد» رواه أبو أيوب الأفريقي، وأبو عوانة، عن عاصم، نحوه
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا سعيد بن الأشعث، ثنا الهضيم بن شراخ، قال: سمعت الأعمش، يحدث، عن يحيى بن وثاب، عن علقمة، عن عبد الله، قال: «عجبا للناس وتركهم قراءتي، وأخذهم قراءة زيد، وقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وزيد بن ثابت صاحب [ص:126] ذؤابة غلام يجيء ويذهب بالمدينة»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، ثنا الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، أن عبد الله بن مسعود، حدثهم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «آذنك على أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سراري حتى أنهاك» رواه الثوري، وحفص، وابن إدريس، وعبد الواحد بن زياد، عن الحسن، نحوه
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، سمع علقمة، قال: قدمت الشام فجلست إلى أبي الدرداء فقال لي: «ممن أنت؟» فقلت: من أهل الكوفة، فقال: «أليس فيكم صاحب الوساد والسواك؟» رواه أبو عوانة، وإسرائيل عن المغيرة
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا المسعودي، عن عباس العامري، عن عبد الله بن شداد بن الهاد «أن عبد الله، كان صاحب الوساد والسواد والسواك والنعلين»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: قال عبد الله بن مسعود: «لقد رأيتني سادس ستة ما على ظهر الأرض من مسلم غيرنا»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا فطر بن خليفة، ثنا أبو وائل، قال: سمعت حذيفة، يقول، وابن مسعود قائم: «لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أقربهم وسيلة يوم القيامة»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، وحدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: " لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة رواه عن أبي وائل واصل الأحدب، وجامع بن أبي راشد، وأبو عبيدة، وأبو سناد الشيباني، وحكيم بن جبير. ورواه عبد الرحمن بن يزيد، عن حذيفة
حدثنا [ص:127] عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد، يقول: قلنا لحذيفة: أخبرنا برجل قريب الهدي والسمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نلزمه، فقال: «ما أعلم أحدا قريب هديا، وسمتا من رسول الله صلى الله عليه وسلم حي يوازيه جدا ربيبته من ابن أم عبد، ولقد علم المحفوظون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة» رواه إسرائيل، وشريك، عن أبي إسحاق، نحوه
حدثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا حجاج بن منهال، وثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي، ثنا الحسن بن المثنى، قال: أخبرنا عفان، قالا: ثنا حماد، ثنا عاصم، عن ذر، عن عبد الله، قال: " كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكا من الأراك، فكانت الريح تكفوه، وكان في ساقه دقة، فضحك القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يضحككم؟» قالوا: من دقة ساقيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد» رواه جرير وعلي بن عاصم عن مغيرة عن أم موسى عن علي بن أبي طالب عليه السلام
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا عبيدة، يحدث، عن أبيه، قال: بينما أنا أصلي ذات ليلة إذ مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سل تعطه»، قال عمر: ثم انطلقت إليه، فقال عبد الله: إن لي دعاء ما أكاد أن أدعه، اللهم إني أسألك إيمانا لا يبيد، ونعيما لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع - أو قال: لا تبيد - ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد رواه الأعمش عن أبي إسحاق نحوه، وعاصم، عن ذر، عن عبد الله
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن شريك بن أبي نمر، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: بينما عبد الله يدعو بدعاء إذ مر به رسول [ص:128] الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر، فلما جاز به رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع دعاءه، ورسول الله لا يعرفه، فقال: «من هذا؟ سل تعطه»، فرجع أبو بكر إلى عبد الله فقال: الدعاء الذي كنت تدعو به آنفا أعده علي، فقال: حمدت الله ومجدته ثم قلت: لا إله إلا أنت، وعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، ورسلك حق، وكتابك حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق " رواه سعيد بن أبي الحسام عن شريك وأدخل سعيد بن المسيب بين عون وعبد الله حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا سعيد بن أبي ربيع السمان، ثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، ثنا شريك بن أبي نمر، عن عون بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب، عن ابن مسعود، أنه بينما هو في المسجد جالس مر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو، فذكر مثله
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا إبراهيم بن شريك، ثنا إبراهيم بن إسماعيل، حدثني أبي، عن أبيه يحيى بن سلمة بن كهيل، عن سلمة، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تمسكوا بعهد عبد الله بن مسعود»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا فطر بن خليفة، عن كثير بياع النوى قال: سمعت عبد الله بن مليل، يقول: سمعت عليا، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه لم يكن نبي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني قد أعطيت أربعة عشر: حمزة وجعفر وعلي والحسن والحسين وأبو بكر وعمر وعبد الله بن مسعود وأبو ذر والمقداد وحذيفة وعمار وسلمان وبلال " رواه المسيب بن نجبة عن علي مثله وقال: رفقاء، وقال: رقباء
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا الأحوص، قال: " شهدت أبا موسى وأبا مسعود، حين مات ابن مسعود، وأحدهما يقول لصاحبه: أتراه ترك بعده مثله؟ فقال: إن قلت ذاك، إن كان ليؤذن له إذا حجبنا، ويشهد إذا غبنا "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال [ص:129]: كنت جالسا مع حذيفة وأبي موسى الأشعري فقال أحدهما لصاحبه: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حديث كذا وكذا؟ فقال: لا، فقال له الآخر: فأنت سمعته؟ فقال: لا، وإن صاحب هذه الدار يزعم أنه سمعه، فقال أبو موسى: «لئن فعل إن كان ليدخل إذا حجبنا، ويشهد إذا غبنا» قال الأعمش: يعني عبد الله بن مسعود
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن موسى، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: أقبل عبد الله ذات يوم، وعمر جالس، فقال: «كنيف ملئ فقها»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا عمر بن حفص، ثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي، عن أبي حصين، عن أبي عطية، أن أبا موسى الأشعري، قال: «لا تسألونا عن شيء، ما دام هذا الحبر بين أظهرنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم» يعني ابن مسعود
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو همام السكوني، ثنا يحيى بن زكريا، عن مجالد، عن عامر، قال: قال أبو موسى: «لا تسألوني عن شيء، ما دام هذا الحبر فيكم» يعني ابن مسعود "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال: " قالوا لعلي: حدثنا عن أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: عن أيهم؟ قالوا: أخبرنا عن عبد الله بن مسعود، قال: «علم القرآن والسنة ثم انتهى، وكفى بذلك علما»
حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال: سئل علي بن أبي طالب عن ابن مسعود، فقال: «قرأ القرآن ثم وقف عنده، وكفى به» ومن أقواله الدالة على أحواله تحفظه من الآفات، وتزوده من الساعات. وقد قيل: " إن التصوف تصحيح المعاملة، لتصحيح المنازلة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ثنا مالك بن مغول، ثنا أبو يعفور، عن المسيب [ص:130] بن رافع، عن عبد الله بن مسعود، قال: «ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما سكيتا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا، ولا غافلا، ولا صخابا، ولا صياحا، ولا حديدا»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن علي الصايغ، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، قال: قال ابن مسعود «إني لأكره أن أرى الرجل فارغا، لا في عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، قال: قال عبد الله بن مسعود «إني لأمقت الرجل أن أراه، فارغا، ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا عمل الآخرة»
حدثنا سليمان بن أحمد بن النضر الأزدي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: قال عبد الله «لا ألفين أحدكم جيفة ليل، قطرب نهار» وسمعت أبا بكر بن مالك يقول: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حكي لي عن ابن عيينة أنه قال: القطرب الذي يجلس ههنا ساعة، وههنا ساعة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا مسعر، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله، قال: «ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك، ومن يقرع باب الملك يفتح له»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا وكيع، عن مسعر، عن معن، قال: قال عبد الله بن مسعود " إن استطعت أن تكون أنت المحدث، وإذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} [البقرة: 104] فأرعها سمعك، فإنه خير يؤمر به، أو شر ينهى عنه "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الدبري، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، قال: قال ابن مسعود: «إن هذا القرآن مأدبة الله، فمن استطاع أن يتعلم منه شيئا فليفعل، فإن أصفر البيوت من الخير الذي [ص:131] ليس فيه من كتاب الله شيء، وإن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء كخراب البيت الذي لا عامر له، وإن الشيطان يخرج من البيت الذي تسمع فيه سورة البقرة»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا عبد الله بن محمد العبسي، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ثنا هارون بن عنترة، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، قال: قال عبد الله: «إنما هذه القلوب أوعية، فاشغلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بغيره»
حدثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا أبو خليفة، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا قرة بن خالد، عن عون بن عبد الله، قال: قال لي عبد الله: «ليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم الخشية»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن فضيل، ثنا يزيد يعني ابن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قال عبد الله: «تعلموا العلم، فإذا علمتم فاعملوا»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن، ثنا معاوية بن صالح، عن عدي بن عدي، قال: قال ابن مسعود: «ويل لمن لا يعلم، ولو شاء الله لعلمه، وويل لمن يعلم ثم لا يعمل» سبع مرات
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا يحيى بن إسحاق، حدثني أبو عوانة، عن هلال الوزان، عن عبد الله بن عكيم، قال: سمعت ابن مسعود، في هذا المسجد يبدأ باليمين قبل الكلام فقال: " ما منكم من أحد إلا أن ربه تعالى سيخلو به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر، فيقول: «يا ابن آدم ما غرك بي؟ ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟»
حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا المسعودي، عن القاسم، قال: قال ابن مسعود: «إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان تعلمه، للخطيئة يعملها» قال أبو نعيم: وكان لفضول الدنيا من أهل وولد شانيا، وعلى نفسه وأحواله وأوراده زاريا، ولما منحه الله عز وجل من توحيده راجيا. وقد قيل: " إن التصوف حث النفس على النجا، للاعتلاء على الخوف والرجاء
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا هشيم، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي جحيفة، قال: قال عبد الله: «ذهب صفو الدنيا [ص:132] وبقي كدرها، فالموت اليوم تحفة لكل مسلم»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي جحيفة، قال: قال عبد الله: «إنما الدنيا كالثغب، ذهب صفوه وبقي كدره»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، قال: ثنا المسعودي، ثنا علي بن بذيمة، عن قيس بن حبتر، عن عبد الله، قال: " ألا حبذا المكروهان: الموت والفقر، وايم الله، إن هو إلا الغنى أو الفقر، وما أبالي بأيهما ابتليت، إن كان الغنى إن فيه للعطف، وإن كان الفقر إن فيه للصبر "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يزيد، ثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، قال: قال عبد الله: «لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحل بذروته، ولا يحل بذروته حتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى، والتواضع أحب إليه من الشرف، وحتى يكون حامده وذامه عنده سواء» قال: ففسرها أصحاب عبد الله قالوا: حتى يكون الفقر في الحلال أحب إليه من الغنى في الحرام، والتواضع في طاعة الله أحب إليه من الشرف في معصية الله، وحتى يكون حامده وذامه عنده في الحق سواء
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم، ثنا هناد بن السري، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن مغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، قال: قال عبد الله: «والله الذي لا إله غيره، ما يضر عبدا يصبح على الإسلام ويمسي عليه ما أصابه في الدنيا»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن سهل، ثنا عبد الله بن محمد العبسي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، قال: قال عبد الله: «والذي لا إله غيره ما أصبح عند آل عبد الله ما يرجون أن يعطيهم الله به خيرا، أو يدفع عنهم به سوءا، إلا أن الله قد علم أن عبد الله لا يشرك به شيئا»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، عن مجالد، أخبرني عامر، عن [ص:133] مسروق، قال: " قال رجل عند عبد الله: ما أحب أن أكون من أصحاب اليمين، أكون من المقربين أحب إلي، قال: فقال عبد الله: لكن هناك رجل ود لو أنه إذا مات لم يبعث «يعني نفسه»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن علي الصايغ، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو معاوية، ثنا السري بن يحيى، عن الحسن، قال: قال عبد الله بن مسعود: " لو وقفت بين الجنة والنار، فقيل لي: اختر نخيرك من أيهما تكون أحب إليك، أو تكون رمادا؟ لأحببت أن أكون رمادا "
أخبرنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أسد، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، أن الحارث بن سويد، قال: قال ابن مسعود: «لو تعلمون علمي لحثوتم التراب على رأسي»
حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا أبو الوليد، ثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: ثنا أبو الأحوص، قال: دخلنا على ابن مسعود، وعنده بنون ثلاثة كأمثال الدنانير، فجعلنا ننظر إليهم، ففطن بنا فقال: كأنكم تغبطوني بهم؟ قلنا: وهل يغبط الرجل إلا بمثل هؤلاء؟ فرفع رأسه إلى سقف بيت له قصير قد عشش فيه خطاف، فقال: «لأن أكون نفضت يدي من تراب قبورهم أحب إلي من أن يقع بيض هذا الخطاف فينكسر»
حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم الحربي، ثنا مسدد، ثنا إسماعيل، عن الجريري، عن أبي عثمان، عن، ابن مسعود: " أنه كان يجالسه بالكوفة، فبينما هو يوم في صفة له، وتحته فلانة وفلانة - امرأتان ذواتا منصب وجمال - وله منهما ولد كأحسن الولد، إذ شقشق على رأسه عصفور، ثم قذف أذى بطنه، فنكته بيده وقال: «لأن يموت آل عبد الله ثم أتبعهم أحب إلي من أن يموت هذا العصفور»
من وصاياه ومواعظه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني عبد الله بن الوليد، قال: سمعت عبد الرحمن بن حجيرة، يحدث، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، أنه كان يقول إذا [ص:134] قعد: «إنكم في ممر الليل والنهار، في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، الموت يأتي بغتة، فمن يزرع خيرا يوشك أن يحصد بغتة، ومن يزرع شرا يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مثل ما زرع، لا يسبق بطئ بحظه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، فمن أعطي خيرا فالله تعالى أعطاه، ومن وقي شرا فالله تعالى وقاه»
«المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا أبو خليفة، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا قرة بن خالد، عن الضحاك بن مزاحم، قال: قال عبد الله: «ما منكم إلا ضيف وماله عارية، والضيف مرتحل، والعارية مؤداة إلى أهلها»
حدثنا محمد بن علي، في جماعة، قالوا: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا علي بن الجعد، ثنا شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن علمني كلمات جوامع نوافع، فقال: «اعبد الله ولا تشرك به شيئا، وزل مع القرآن حيث زال، ومن جاءك بالحق فاقبل منه، وإن كان بعيدا بغيضا، ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيبا قريبا»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن سلم، ثنا هناد بن السري، ثنا ابن نمير، عن موسى بن عبيدة، عن أبي عمرو، قال: قال عبد الله: «الحق ثقيل مري، والباطل خفيف وبي، ورب شهوة تورث حزنا طويلا»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، وبشر بن موسى، قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن عيسى بن عقبة، قال: قال عبد الله بن مسعود: «والله الذي لا إله إلا هو، ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا مسعر، عن معن، قال: قال عبد الله بن مسعود: «إن للقلوب شهوة وإقبالا، وإن للقلوب فترة وإدبارا، فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها، ودعوها عند فترتها وإدبارها»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني [ص:135] أبي، ثنا جرير، عن منصور، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، قال: قال عبد الله: «إياكم وحزائز القلوب، وما حز في قلبك من شيء فدعه»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السري، ثنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن منذر، قال: جاء ناس من الدهاقين إلى عبد الله بن مسعود، فتعجب الناس من غلظ رقابهم وصحتهم، قال: فقال عبد الله: «إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسما، وأمرضهم قلبا، وتلقون المؤمن من أصح الناس قلبا، وأمرضهم جسما، وايم الله، لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم لكنتم أهون على الله من الجعلان»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا عبد الله بن محمد العبسي، ثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: «من استطاع منكم أن يجعل كنزه حيث لا يأكله السوس، ولا تناله السراق فليفعل، فإن قلب الرجل مع كنزه»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: جاء عتريس بن عرقوب الشيباني إلى عبد الله فقال: هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر، قال: «بل هلك من لم يعرف قلبه المعروف وينكر قلبه المنكر»
حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأسود، عن عبد الله، قال: «يذهب الصالحون أسلافا، ويبقى أهل الريب من لا يعرفه معروفا ولا ينكر منكرا»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا عمر بن حفص، ثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي، عن القاسم، قال: قال رجل لعبد الله: أوصني يا أبا عبد الرحمن، قال: «ليسعك بيتك، واكفف لسانك، وابك على ذكر خطيئتك»
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة، ثنا محمد بن يحيى بن سليمان، ثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: سمع عبد الله، رجلا يقول: أين الزاهدون في الدنيا، الراغبون في الآخرة؟ فقال عبد الله: أولئك أصحاب الجابية، اشترط خمسمائة من المسلمين أن لا يرجعوا حتى يقتلوا، فحلقوا رءوسهم ولقوا العدو فقتلوا إلا مخبر عنهم "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: " أنتم أكثر صياما، وأكثر صلاة، وأكثر اجتهادا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم كانوا خيرا منكم، قالوا: لم يا أبا عبد الرحمن؟ قال: «هم كانوا أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة»
حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا محمد بن مقاتل، ثنا ابن المبارك، ثنا سفيان، عن العلاء بن المسيب، عن إبراهيم، قال: قال ابن مسعود: «ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله، فمن كانت راحته في لقاء الله فكأن قد»
حدثنا محمد بن حميد، ثنا أحمد بن الحسن، ثنا أبو ياسر عمار بن نصر، حدثني محمد بن نبهان، حدثني يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف أنتم إذا التبستكم فتنة، فتتخذ سنة، يربو منها الصغير ويهرم فيها الكبير، وإذا ترك منها شيء قيل: تركت سنة؟ "، قالوا: متى ذلك يا رسول الله؟ قال: «إذا كثر قراؤكم، وقلت علماؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الله» قال عبد الله: فأصبحتم فيها كذا رواه محمد بن نبهان مرفوعا، والمشهور من قول عبد الله موقوف
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن جعفر الوركاني، أخبرنا شريك، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، عن عبد الله، قال: " إذا أصبح أحدكم صائما - أو قال: إذا كان أحدكم صائما - فليترجل، وإذا تصدق بصدقة بيمينه فليخفها عن شماله، وإذا صلى صلاة أو صلى تطوعا فليصلها في داخله "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: «لا يقلدن أحدكم دينه رجلا، فإن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت؛ فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي عن المسعودي، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الرحمن بن [ص:137] يزيد، قال: قال عبد الله: " لا يكونن أحدكم إمعة، قالوا: وما الإمعة يا أبا عبد الرحمن؟ قال: يقول: أنا مع الناس، إن اهتدوا اهتديت، وإن ضلوا ضللت، ألا ليوطنن أحدكم نفسه على إن كفر الناس أن لا يكفر "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، قال: ثلاث أحلف عليهن، والرابعة لو حلفت عليها لبررت: «لا يجعل الله عز وجل من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، ولا يتولى الله عبد في الدنيا فولاه غيره يوم القيامة، ولا يحب رجل قوما إلا جاء معهم، والرابعة التي لو حلفت عليها لبررت، لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة»
حدثني عبد الله بن محمد، ثنا أبو عبد الله محمد بن أبي سهل، ثنا عبد الله بن محمد العبسي، ثنا عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن أبي الحكم، أو الحكم عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: «ما أحد من الناس يوم القيامة إلا يتمنى أنه كان يأكل في الدنيا قوتا، وما يضر أحدكم على ما أصبح وأمسى من الدنيا إلا أن تكون في النفس حزازة، ولأن يعض أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير من أن يقول لأمر قضاه الله ليت هذا لم يكن»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني، ثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله، أو عبيد الله بن مكرز قال: قال عبد الله بن مسعود: " إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السماوات والأرض من نور وجهه، وإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده اثنتا عشرة ساعة، فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار فينظر فيها ثلاث ساعات، ويسبحه حملة العرش وسرادقات العرش والملائكة المقربون وسائر الملائكة، ثم ينفخ جبريل بالقرن فلا يبقى شيء إلا سمع صوته، فيسبحون الرحمن ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمة، فتلك ست ساعات، ثم يؤتى بالأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات، وهو قوله في كتابه: {يصوركم في الأرحام كيف يشاء} [آل عمران: 6]، {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور} [الشورى: 49] {أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما} [الشورى: 50] الآية، فتلك التسع ساعات، ثم يؤتى بالأرزاق [ص:138] فينظر فيها ثلاث ساعات وهو قوله: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} [الرعد: 26]، {كل يوم هو في شأن} [الرحمن: 29]، قال: هذا من شأنكم وشأن ربكم عز وجل "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن أبي قيس الأودي، عن هذيل بن شرحبيل، قال: قال عبد الله: «من أراد الدنيا أضر بالآخرة، ومن أراد الآخرة أضر بالدنيا، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي»
حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا حبيب بن حبان، ثنا المسيب بن رافع، قال: أخبرني إياس البجلي، قال: سمعت ابن مسعود، يقول: «من راءى في الدنيا راء الله به يوم القيامة، ومن يسمع في الدنيا يسمع الله به يوم القيامة، ومن يتطاول تعظما يضعه الله، ومن يتواضع تخشعا يرفعه الله»
حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا عمرو بن ثابت، ثنا عبد الرحمن بن عباس، قال: قال عبد الله بن مسعود: «إن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وأحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وخير الهدى هدى الأنبياء، وأشرف الحديث ذكر الله، وخير القصص القرآن، وخير الأمور عواقبها، وشر الأمور محدثاتها، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ونفس تنجيها خير من أمارة لا تحصيها، وشر العذيلة حين يحضر الموت، وشر الندامة ندامة القيامة، وشر الضلالة الضلالة بعد الهدى، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والريب من الكفر، وشر العمى عمى القلب، والخمر جماع كل إثم، والنساء حبالة الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، والنوح من عمل الجاهلية، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا، ولا يذكر الله إلا هجرا، وأعظم الخطايا الكذب، وسباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يغفر يغفر الله له، ومن يصبر على الرزية يعقبه الله، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المأكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما [ص:139] يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه، وإنما يصير إلى أربعة أذرع، والأمر إلى آخرة، وملاك العمل خواتمه، وشر الروايا روايا الكذب، وأشرف الموت قتل الشهداء، ومن يعرف البلاء يصبر عليه، ومن لا يعرف ينكر، ومن يستكبر يضعه، ومن يتولى الدنيا تعجز عنه، ومن يطع الشيطان يعص الله، ومن يعص الله يعذبه»
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 124
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 124
عبد الله بن مسعود وذكر عبد الله بن مسعود في أهل الصفة، وقال: قاله يحيى بن معين، وقد تقدم ذكرنا لأحواله وبعض أقواله في طبقة السابقين من المهاجرين، وكان سيد من يقول بالأخبار والخصوص، مع متابعته للآثار والنصوص، وكان من المحفوظين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد علم المحفوظون من أصحابه أن ابن أم عبد من أقربهم وسيلة إلى الله
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا المسعودي، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: «إن الله نظر في قلوب العباد فاختار محمدا صلى الله عليه وسلم فبعثه إلى خلقه فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه، ثم نظر في قلوب الناس بعده فاختار الله له أصحابه، فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه صلى الله عليه وسلم، فما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن، وما رآه المؤمنون قبيحا فهو عند الله قبيح»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إبراهيم، ثنا ابن هاشم البغوي، ثنا سليمان بن داود الشاذكوني، ثنا الربيع بن زيد، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، - رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال: ’’الناس رجلان: عالم ومتعلم، ولا خير فيما سواهما’’
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال: حدثني محمد بن جعفر الرافقي، حدثني محمد بن هارون بن بكار الدمشقي، ثنا محمد بن سليمان التستري، قال: سمعت ابن السماك، يقول: أخبرني الأعمش، عن أبي وائل شقيق، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها، ما أراد بها»
حدثنا محمد بن حميد، ثنا عبد الله بن صالح البخاري، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا عون بن عمارة، ثنا بشر، مولى هاشم، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: ’’كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل راكب حتى أناخ بالنبي فقال: يا رسول الله، إني أتيتك من مسيرة تسع، أنضيت راحلتي، فأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، لأسألك عن خصلتين أسهرتاني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ما اسمك؟» فقال: أنا زيد الخيل، فقال: «بل أنت زيد الخير، فاسأل فرب معطلة قد سئل عنها»، قال: أسألك عن علامة الله فيمن يريد، وعن علامته فيمن لا يريد؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «كيف أصبحت؟» قال: أصبحت أحب الخير وأهله، ومن يعمل به، فإن عملت به أيقنت بثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذه علامة الله فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد، ولو أرادك بالأخرى هيأك لها، ثم لم يبال في أي واد هلكت»
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 375
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 375
عبد الله بن مسعود بن غافل- بالغين المنقوطة والفاء- ابن حبيب بن شمخ ابن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر أبو عبد الرحمن بن الهذلي، حليف بني زهرة، وكان أبوه مسعود بن غافل قد حالف في الجاهلية عبد الله بن الحارث ابن زهرة، وأم عبد الله بن مسعود أم عبد بنت عبد ود بن سواء بن قريم ابن صاهلة من بني هذيل أيضا، وأمها زهرية قيلة بنت الحارث بن زهرة.
كان إسلامه قديما في أول الإسلام في حين أسلم سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب قبل إسلام عمر بزمان، وكان سبب إسلامه أنه كان يرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ شاة حائلا من تلك الغنم، فدرت عليه لبنا غزيرا.
ومن إسناد حديثه هذا ما رواه أبو بكر بن عياش وغيره، عن عاصم ابن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود. قال: كنت أرعى غنما
لعقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا غلام، هل من لبن؟ فقلت: نعم، ولكنني مؤتمن. قال: فهل من شاة حائل لم ينز عليها الفحل؟ فأتيته بشاة فمسح صرعها، فنزل لبن فحلبه في إناء وشرب وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع: اقلص فقلص، ثم أتيته بعد هذا فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا القول، فمسح رأسي، وقال: يرحمك الله، فإنك عليم معلم. قال أبو عمر: ثم ضمه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يلج عليه ويلبسه نعليه، ويمشي أمامه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام. وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذنك علي أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سوادي حتى أنهاك، وكان يعرف في الصحابة بصاحب السواد والسواك، شهد بدرا والحديبية، وهاجر الهجرتين جميعا: الأولى إلى أرض الحبشة، والهجرة الثانية من مكة إلى المدينة، فصلى القبلتين، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة فيما ذكر في حديث العشرة بإسناد حسن جيد.
حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا ابن جامع، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو حذيفة بن عقبة، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن ابن ظالم، عن سعيد بن زيد، قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء، فذكر عشرة في الجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن مالك، وسعيد ابن زيد، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنهم.
وروى منصور بن المعتمر، وسفيان الثوري، وإسرائيل بن يونس، كلهم عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت مؤمرا أحدا- وفي رواية بعضهم مستخلفا أحدا- من غير مشورة لأمرت- وقال بعضهم: لاستخلفت ابن أم عبد. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد، وسخطت لأمتي ما سخط لها ابن أم عبد. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اهدوا هدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رجل عبد الله أو رجلا عبد الله في الميزان أثقل من أحد. حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، عن مغيرة، عن أم موسى، قالت: سمعت عليا كرم الله وجهه يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها، فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه، فضحكوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يضحككم؟ لرجلا عبد الله في الميزان أثقل من أحد. وقال صلى الله عليه وسلم: استقرءوا القرآن من أربعة، فبدأ بعبد الله بن مسعود. حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا محمد بن وضاح، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله بن عمر، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد، فبدأ به، ومعاذ بن جبل، وأتى ابن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يسمع القرآن غضا فليسمعه من ابن أم عبد. وبعضهم يرويه: من أراد أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد. حدثنا سعيد، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا ابن وضاح، حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بين أبي بكر وعمرو عبد الله يصلي، فافتتح بالنساء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد. ثم قعد يسأل، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سل تعطه، وقال فيما سأل: اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبيك- يعني محمدا- في أعلى جنة الخلد. فأتى عمر عبد الله بن مسعود يبشره، فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه، فقال: إن فعلت فقد كنت سباقا للخير. وكان رضي الله عنه رجلا قصيرا نحيفا يكاد طوال الرجال يوازونه جلوسا، وهو قائم، وكانت له شعرة تبلغ أذنيه. وكان لا يغير شيبه.
حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق الدولابي، حدثنا عثمان ابن عبد الله، حدثنا يحيى الحماني، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فقلت: يا رسول الله، إني قتلت أبا جهل. قال: بالله الذي لا إله غيره، لأنت قتلته! قلت: نعم، فاستخفه الفرح، ثم قال: انطلق فأرنيه.
قال: فانطلقت معه حتى قمت به على رأسه. فقال: الحمد لله الذي أخزاك
هذا فرعون هذه الأمة، جروه إلى القليب. قال: وقد كنت ضربته بسيفي فلم يعمل فيه، فأخذت سيفه فضربته به حتى قتلته، فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه. وقال الأعمش، عن شقيق أبي وائل: سمعت ابن مسعود يقول: إني لأعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، وما في كتاب الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما زلت ومتى نزلت قال أبو وائل: فما سمعت أحدا أنكر ذلك عليه.
وقال حذيفة: لقد علم المحفظون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عبد الله ابن مسعود كان من أقربهم وسيلة وأعلمهم بكتاب الله.
وروى علي بن المديني، قال: حدثنا سفيان، حدثنا جامع بن أبي راشد، سمع حذيفة يحلف بالله ما أعلم أحد أشبه دلا وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه من عبد الله بن مسعود، ولقد علم المحفظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنه من أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة.
قال علي: وقد روى هذا الحديث الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن شقيق، قال: سمعت حذيفة يقول: إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود من حين يخرج إلى أن يرجع، لا أدري ما يصنع في بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن عبد الله من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة.
قال علي: وقد رواه عبد الرحمن بن يزيد، عن حذيفة، حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق، قال سمعت عبد الرحمن
ابن يزيد قال: قلت لحذيفة: أخبرنا برجل قريب السمت والهدي والدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نلزمه، فقال: ما أعلم أحدا أقرب سمتا ولا هديا ولا دلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد.
وروى وكيع وجماعة معه عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال قال لي عبد الله ابن عباس: أي القراءتين نقرأ؟ قلت: القراءة الأولى قراءة ابن أم عبد؟ فقال: أجل، هي الآخرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبرئيل في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه عليه مرتين، فحضر ذلك عبد الله، فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل.
وروى أبو معاوية وغيره عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفات، فقال: جئتك من الكوفة وتركت بهار حلا يحكي المصحف عن ظهر قلبه، فغضب عمر غضبا شديدا، وقال: ويحك! ومن هو؟ قال: عبد الله بن مسعود. قال: فذهب عنه ذلك الغضب، وسكن، وعاد إلى حاله.
وقال: والله ما أعلم من الناس أحدا هو أحق بذلك منه، وذكر تمام الخبر.
وبعثه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الكوفة مع عمار بن ياسر، وكتب إليهم: إني قد بعثت إليكم بعمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا.
وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بدر، فاقتدوا بهما، واسمعوا من قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي. وقال فيه عمر: كنيف مليء علما.
وسئل علي رضي الله عنه عن قوم من الصحابة، منهم عبد الله بن مسعود، فقال: أما ابن مسعود فقرأ القرآن، وعلم السنة، وكفى بذلك. وروى الأعمش، عن شقيق أبي وائل، قال: لما أمر عثمان في المصاحف بما أمر قام عبد الله بن مسعود خطيبا، فقال: أيأمروني أن أقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت، والذي نفسي بيده لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وإن زيد بن ثابت لذو ذؤابة يلعب به الغلمان، والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني ولو أعلم أحدا تبلغنيه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته، ثم استحيى مما قال، فقال: وما أنا بخيركم. قال شقيق: فقعدت في الحلق، فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما سمعت أحدا أنكر ذلك عليه ولا رد ما قال.
حدثنا أحمد بن سعيد بن بشر، حدثنا ابن دليم، حدثنا ابن وضاح، حدثنا يوسف بن علي ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: لما بعث عثمان إلى عبد الله بن مسعود يأمره بالخروج إلى المدينة اجتمع إليه الناس، وقالوا: أقم ولا تخرج، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه. فقال لهم عبد الله: إن له علي طاعة، وأنها ستكون أمور وفتن، لا أحب أن أكون أول من فتحها، فر الناس، وخرج إليه. وروى عن ابن مسعود أنه قال حين نافر الناس عثمان رضي الله عنه: ما أحب أني رميت عثمان بسهم.
وقال بعض أصحابه: ما سمعت ابن مسعود يقول في عثمان شيئا قط، وسمعته يقول: لئن قتلوه لا يستخلفون بعده مثله. ولما مات ابن مسعود نعى إلى أبي الدرداء، فقال: ما ترك بعد مثله. ومات ابن مسعود رحمه الله بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع، وصلى عليه عثمان. وقيل: بل صلى عليه الزبير، ودفنه ليلا بإيصائه بذلك إليه، ولم يعلم عثمان بدفنه، فعاتب الزبير على ذلك، وكان يوم توفي ابن بضع وستين سنة.
حدثنا قاسم بن محمد، حدثنا أحمد بن عمرو، حدثنا محمد بن سنجر، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد، عن سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الزبير وبين ابن مسعود رضي الله عنهما.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 987
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة. واسم مدركة عمرو بن إلياس بن مضر. ويكنى أبا عبد الرحمن.
حالف مسعود بن غافل عبد بن الحارث بن زهرة في الجاهلية. وأم عبد الله بن مسعود أم عبد بنت عبد ود بن سواء بن قريم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم ابن سعد بن هذيل. وأمها هند بنت عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب.
قال: أخبرنا يعلى بن عبيد قال: أخبرنا الأعمش عن زيد بن وهب وحدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة أن عبد الله بن مسعود كان يكنى أبا عبد الرحمن.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة ابن أبي معيط فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وقد فرا من المشركين فقالا: يا غلام هل عندك من لبن تسقينا؟ فقلت: إني مؤتمن ولست ساقيكما. [فقال النبي. ص: هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل؟] قلت: نعم. فأتيتهما بها فاعتقلها النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح الضرع ودعا فحفل الضرع ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعرة فاحتلب فيها فشرب أبو بكر. ثم شربت ثم قال للضرع اقلص فقلص. قال: فأتيته بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول. قال: إنك غلام معلم. فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال: أسلم عبد الله بن مسعود قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم.
قال: أخبرنا محمد بن عبيد والفضل بن دكين قالا: حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان أول من أفشى القرآن بمكة من في رسول الله ص. عبد الله بن مسعود.
قالوا: هاجر عبد الله بن مسعود إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا في رواية أبي معشر ومحمد بن عمر. ولم يذكره محمد بن إسحاق في الهجرة الأولى وذكره في الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة.
قال: أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن أبي عميس عن القاسم بن عبد الرحمن أن عبد الله بن مسعود أخذ في أرض الحبشة في شيء. فرشا دينارين.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الجبار بن عمارة قال: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: وأخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن يعقوب عن محمد بن جعفر بن الزبير قالا: لما هاجر عبد الله بن مسعود من مكة إلى المدينة نزل على معاذ بن جبل.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر ابن قتادة قال: نزل عبد الله بن مسعود حين هاجر على سعد بن خيثمة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين عبد الله بن مسعود والزبير بن العوام.
قالوا: وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل.
[قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا ابن جريج وسفيان بن عيينة عن عمرو ابن دينار عن يحيى بن جعدة قالوا: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أقطع الناس الدور فقال حي من بني زهرة يقال لهم بنو عبد بن زهرة: نكب عنا ابن أم عبد. فقال رسول الله. ص: فلم؟ أيبعثني الله إذا؟ إن الله لا يقدس قوما لا يعطى الضعيف منهم حقه].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة مثله.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خط الدور فخط لبني زهرة في ناحية مؤخر المسجد فجعل لعبد الله وعتبة ابني مسعود هذه الخطة عند المسجد.
قالوا: وشهد عبد الله بن مسعود بدرا وضرب عنق أبي جهل بعد أن أثبته ابنا عفراء. وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: أخبرنا المسعودي عن علي بن السائب عن إبراهيم عن عبد الله في قوله تعالى: {الذين استجابوا لله والرسول} آل عمران: 172. قال: كنا ثمانية عشر رجلا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: كان عبد الله بن مسعود صاحب سواد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني سره. ووساده. يعني فراشه. وسواكه ونعليه وطهوره. وهذا يكون في السفر.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح وعبيد الله بن موسى عن المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن أبي المليح قال: كان عبد الله يستر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل ويوقظه إذا نام ويمشي معه في الأرض وحشا.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شعبة عن المغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن أبي الدرداء سمعه يقول: ألم يكن فيكم صاحب السواد؟ وصاحب السواد ابن مسعود.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين وعمرو بن الهيثم أبو قطن قالا: أخبرنا المسعودي عن ابن عباس العامري عن عبد الله بن شداد أن عبد الله بن مسعود كان صاحب السواد والوساد والنعلين.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان عبد الله يلبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلهما في ذراعيه وأعطاه العصا. فإذا أراد رسول الله ص. أن يقوم ألبسه ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس سمعت الحسن بن عبيد الله النخعي يذكر عن
إبراهيم بن سويد عن إبراهيم بن يزيد عن عبد الله قال: [قال لي رسول الله. ص:
إذنك علي أن ترفع الحجاب وأن تسمع سوادي حتى أنهاك].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق قال: قال أبو موسى الأشعري: لقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وما أرى إلا ابن مسعود من أهله.
[قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله. ص: لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمرت ابن أم عبد].
[قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: أخبرنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: كان عبد الله يشبه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في هديه ودله وسمته. وكان علقمة يشبه بعبد الله].
قال: أخبرنا محمد بن عبيد قال: أخبرنا الأعمش عن شقيق: سمعت حذيفة يقول إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن مسعود. من حين يخرج إلى أن يرجع لا أدري ما يصنع في بيته.
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق:
سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول قلنا لحذيفة أخبرنا برجل قريب السمت والهدي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نأخذ عنه. فقال: ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ابن أم عبد حتى يواريه جدار بيت. قال: ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا حفص بن غياث عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال: كان عبد الله إذا دخل الدار استأنس ورفع كلامه كي يستأنسوا.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان قال: أخبرنا إسرائيل عن ثوير عن أبيه قال: سمعت ابن مسعود يقول: ما نمت الضحى منذ أسلمت.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا قيس بن الربيع عن عاصم عن زر عن عبد الله أنه كان يصوم الاثنين والخميس.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن
عبد الرحمن بن يزيد قال: ما رأيت فقيها أقل صوما من عبد الله بن مسعود. فقيل له:
لم لا تصوم؟ فقال: إني أختار الصلاة عن الصوم فإذا صمت ضعفت عن الصلاة.
[قال: أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان قال: أخبرنا مغيرة عن أم موسى قالت: سمعت عليا يقول أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه فضحكوا منها. فقال النبي. ص: ما تضحكون! لرجل عبد الله يوم القيامة في الميزان أثقل من أحد].
قال: أخبرنا محمد بن عبيد قال: أخبرنا العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي أن ابن مسعود صعد شجرة فجعلوا يضحكون من دقة ساقيه [فقال رسول الله. ص:
أتضحكون منهما؟ لهما أثقل في الميزان من جبل أحد].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله قال: كنت أجتني لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأراك. قال:
فضحك القوم من دقة ساقي [فقال النبي. ص: مم تضحكون؟ قالوا: من دقة ساقه. فقال: هي أثقل في الميزان من أحد].
[قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: كنت جالسا في القوم عند عمر إذ جاء رجل نحيف قليل. فجعل عمر ينظر إليه ويتهلل وجهه ثم قال: كنيف مليء علما. كنيف مليء علما. كنيف مليء علما. فإذا هو ابن مسعود].
[قال: أخبرنا عبد الله بن عمير قال: أخبرنا الأعمش عن حبة بن جوين قال: كنا عند علي فذكرنا بعض قول عبد الله وأثنى القوم عليه فقالوا: يا أمير المؤمنين ما رأينا رجلا أحسن خلقا ولا أرفق تعليما ولا أحسن مجالسة ولا أشد ورعا من عبد الله بن مسعود. فقال علي: نشدتكم الله. إنه لصدق من قلوبكم؟ قالوا: نعم. فقال: اللهم إني أشهدك. اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا أو أفضل].
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن حبة قال:
لما قدم علي الكوفة أتاه نفر من أصحاب عبد الله فسألهم عنه حتى رأوا أنه يمتحنهم.
قال: وأنا أقول فيه مثل الذي قالوا أو أفضل. قرأ القرآن فأحل حلاله وحرم حرامه.
فقيه في الدين. عالم بالسنة.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين ويحيى بن عباد قالا: أخبرنا المسعودي حدثني
مسلم البطين عن عمرو بن ميمون قال: اختلفت إلى عبد الله بن مسعود سنة ما سمعته [يحدث فيها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يقول فيها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه حدث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلاه الكرب حتى رأيت العرق يتحدر عن جبهته ثم قال: إن شاء الله إما فوق ذاك وإما قريب من ذاك وإما دون ذاك].
قال: أخبرنا المعلى بن أسد قال: أخبرنا عبد العزيز بن المختار عن منصور الغداني عن الشعبي عن علقمة بن قيس أن عبد الله بن مسعود كان يقوم قائما كل عشية خميس فما سمعته في عشية منها يقول قال رسول الله غير مرة واحدة. قال: فنظرت إليه وهو معتمد على عصا فنظرت إلى العصا تزعزع.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي حصين عن عامر عن مسروق عن عبد الله قال: حدث يوما حديثا فقال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أرعد وأرعدت ثيابه. ثم قال: أو نحو ذا أو شبه ذا.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي ويحيى بن عباد قالوا:
أخبرنا شعبة عن جامع بن شداد قال: أخبرنا عبد الله بن مرداس قال: كان عبد الله يخطبنا كل خميس فيتكلم بكلمات فيسكت حين يسكت ونحن نشتهي أن يزيدنا.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل قالا: أخبرنا وهيب عن داود عن عامر أن مهاجر عبد الله بن مسعود كان بحمص فحدره عمر إلى الكوفة وكتب إليهم إني والله لا إله إلا هو آثرتكم به على نفسي فخذوا منه.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان عطاء عبد الله بن مسعود ستة آلاف.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا خالد بن عبد الله قال: أخبرنا إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت عبد الله بن مسعود رجلا خفيف اللحم.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا المسعودي عن سليمان بن ميناء عن نفيع مولى عبد الله قال: كان عبد الله بن مسعود من أجود الناس ثوبا أبيض. من أطيب الناس ريحا.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا مسعر عن محمد بن جحادة عن طلحة قال: كان عبد الله يعرف بالليل بريح الطيب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: كان عبد الله رجلا نحيفا قصيرا أشد الأدمة. وكان لا يغير.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن أبي إسحاق قال: قال هبيرة بن يريم: كان لعبد الله شعر يرفعه على أذنيه كأنما جعل بعسل. قال وكيع: يعني لا يغادر شعرة شعرة.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا زهير عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال: كان شعر عبد الله بن مسعود يبلغ ترقوته فرأيته إذا صلى يجعله وراء أذنيه.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن أبي معشر عن إبراهيم أن ابن مسعود كان خاتمه من حديد.
قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير وعبد الله بن نمير قالا: أخبرنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: مرض مرضا فجزع فيه. قال: فقلنا له ما رأيناك جزعت في مرض ما جزعت في مرضك هذا. فقال: إنه أخذني وأقرب بي من الغفلة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا سفيان الثوري قال: ذكر الموت عبد الله ابن مسعود فقال: ما أنا له اليوم بمتيسر.
قال: أخبرنا يعلى بن عبيد قال: أخبرنا إسماعيل عن جرير رجل من بجيلة قال: قال عبد الله وددت أني إذا ما مت لم أبعث.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي العميس عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن ابن مسعود أنه أوصى فكتب في وصيته بسم الله الرحمن الرحيم.
ذكر ما أوصى به عبد الله بن مسعود:
إن حدث به حدث في مرضه هذا إن مرجع وصيته إلى الله وإلى الزبير بن العوام وابنه عبد الله بن الزبير أنهما في حل وبل مما وليا وقضيا. وأنه لا تزوج امرأة من بنات عبد الله إلا بإذنهما لا تحظر عن ذلك زينب.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثني أبو عميس عتبة بن عبد الله قال: حدثني عامر بن عبد الله بن الزبير قال: أوصى عبد الله بن مسعود إلى الزبير وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بينهما فأوصى إليه وإلى ابنه عبد الله بن الزبير: هذا ما أوصى عبد الله بن مسعود. إن حدث به حدث في مرضه إن مرجع وصيته إلى الزبير بن العوام وإلى ابنه عبد الله بن الزبير وإنهما في حل وبل فيما وليا من ذلك وقضيا من ذلك لا حرج عليهما في شيء منه. وإنه لا تزوج امرأة من بناته إلا بعلمهما ولا يحجر ذلك عن امرأته زينب بنت عبد الله الثقفية. وكان فيما أوصى به في رقيقه: إذا أدى فلان خمسمائة فهو حر.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي العميس عن حبيب بن أبي ثابت عن خيثم بن عمرو أن ابن مسعود أوصى أن يكفن في حلة بمائتي درهم.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان قال: أخبرنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قال: ادفنوني عند قبر عثمان بن مظعون.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الزهري عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: مات عبد الله بن مسعود بالمدينة ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الحميد بن عمران العجلي عن عون بن عبد الله بن عتبة قال: توفي عبد الله بن مسعود وهو ابن بضع وستين سنة.
قال محمد بن عمر: وقد روي لنا أنه صلى على عبد الله بن مسعود عمار ابن ياسر. وقال قائل صلى عليه عثمان بن عفان. واستغفر كل واحد منهما لصاحبه قبل موت عبد الله قال. وهو أثبت عندنا: إن عثمان بن عفان صلى عليه. قال: وقد روى عبد الله عن أبي بكر وعمر.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: أخبرنا همام عن قتادة أن ابن مسعود دفن ليلا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر عن ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن ثعلبة بن أبي مالك قال: مررت على قبر ابن مسعود الغد من يوم دفن فرأيته مرشوشا.
قال: أخبرنا وهب بن جرير قال: أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال: شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات عبد الله بن مسعود فقال أحدهما لصاحبه: أتراه ترك بعده مثله؟ فقال: إن قلت ذاك إن كان ليدخل إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا منصور بن أبي الأسود عن إدريس بن يزيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: ترك ابن مسعود تسعين ألف درهم.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: دخل الزبير بن العوام على عثمان بعد وفاة عبد الله بن مسعود فقال: أعطني عطاء عبد الله فأهل عبد الله أحق به من بيت المال. فأعطاه خمسة عشر ألف درهم.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن مسعود أوصى إلى الزبير وقد كان عثمان حرمه عطاءه سنتين فأتاه الزبير فقال: إن عياله أحوج إليه من بيت المال. فأعطاه عطاءه عشرين ألفا أو خمسة وعشرين ألفا.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 111
عبد الله بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة بن كلاب. ويكني أبا عبد الرحمن. شهد بدرا وكان مهاجره بحمص فحدره عمر بن الخطاب إلى الكوفة وكتب إلى أهل الكوفة: إني بعثت إليكم بعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وآثرتكم به على نفسي فخذوا عنه. فقدم الكوفة ونزلها وابتنى بها دارا إلى جانب المسجد. ثم قدم المدينة في خلافة عثمان بن عفان فمات بها فدفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن بضع وستين سنة. وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 93
عبد الله بن مسعود الهذلي: مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن بضع وستين سنة.
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ’’ رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد ’’. وروى حارثة بن مضرب أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الكوفة: أما بعد فإني قد بعثت إليكم عمارا أميرا وع الله قاضيا ووزيرا، وإنهما من نجباء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وممن شهد بدرا، فاسمعوا لهما وأطيعوا فقد آثرتكم بهما على نفسي. وروي عنه أنه قال: أما إنه أطولنا فوقا، كنيف ملئ علما. وروى أبو البختري أن عليا كرم الله وجهه قيل له: أخبرنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: عمن تسألوني؟ قالوا: عن عبد الله، قال: ’’ علم القرآن والسنة ’’. وروى يزيد بن عميرة قال: لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصنا، قال: التمسوا العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام. وقال هذيل ابن شرحبيل: سئل ابن وموسى عن رجل ترك بنتا وبنت ابن وأختا فقال: ايت ابن مسعود فسيتابعني فجاء إليه فقال: للبنت النصف ولبنت الابن السدس تكملة الثلثين وما بقي للأخت، فأتيت أبا موسى وأخبرته فقال: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر فيكم. وقال علقمة: قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء فسألته فقال: تسألوني وفيكم عبد الله بن مسعود؟
وأخذ عن عبد الله العلم خلق منهم علقمة والأسود وشريح وعبيدة السلماني والحارث الأعور. وقال الشعبي: ما كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفقه صاحا من عبد الله بن مسعود.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 43
عبد الله بن مسعود بن الحارث بن عاقل أبو عبد الرحمن الهذلي المكي صار من كبراء الأصحاب وأخذ القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفشى إلى الخلق وكان حسن الهيئة وطيب الرائحة وموصوفا بالذكاء والفطنة وكان مقتدا به في معاني القرآن
توفي سنة اثنتين وثلاثين دفن بالبقيع
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 4
عبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل حليف بنى زهرة وقد قيل انه عبد الله بن مسعود بن عاقل بن شمخ بن قار بن مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر كنيته أبو عبد الرحمن ممن شهد بدرا وسائر المشاهد وكان من فقهاء الصحابة عليهم أجمعين سكن الكوفة مرة كان يلي بيت المال بها ومات بالمدينة سنة ثنتين وثلاثين وأوصى ان يدفن بجنب قبر عثمان بن مظعون فصلى عليه الزبير بن العوام ودفن بالبقيع وكان له يوم مات بضع وستون سنة وكانت أمه أم عبد بنت الحارث بن زهرة بن كلاب
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 29
عبد الله بن مسعود، أبو عبد الرحمن، الهذلي.
مات قبل عثمان.
قال مسدد، عن يحيى، عن سفيان، قال: حدثني الأعمش، عن عمارة، عن حريث بن ظهير، قال: جاء نعي عبد الله إلى أبي الدرداء، فقال: ما ترك بعده مثله.
قال يحيى بن حماد، وأبو داود: حدثنا شعبة، عن أبان بن تغلب، عن فضيل، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبرٍ.
حدثني به محمد بن بشارٍ، عن أبي داود.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1
عبد الله بن مسعود أبو عبد الرحمن الهذلي
حليف بني زهرة من السابقين الأوليين عنه علقمة والأسود وزر روى الحارث عن علي مرفوعا لو كنت مؤمرا أحدا من غير مشورة لأمرت عليهم بن أم عبد أخرجه الترمذي روى أنه خلف تسعين ألف دينار سوى الرقيق والمواشي مات بالمدينة لما وفد سنة 32 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل
بن مدركة بن إلياس بن مضر الهذلي حليف بني زهرة أخو عتبة كنيته أبو عبد الرحمن وأمه أم عبد بنت عبد بن الحارث بن زهرة وقيل بنت عبد الحارث
شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الزبير بن العوام ثم كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم على القضاء وبيت المال بالكوفة عاملا لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وابتنى بها دارا إلى جانب المسجد وتوفي بالمدينة سنة ثنتين وثلاثين وصلى عليه الزبير بن العوام ودفن بالبقيع وكان له يوم مات نيف وستون سنة
روى عنه أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإيمان وأنس بن مالك وقيس بن أبي حازم وأبو وائل وأبو عمرو الشيباني وعمرو بن شرحبيل وعلقمة ومسروق ومرة وزر بن حبيش وعبيدة السلماني وعمرو بن ميمون الأودي وعبد الله بن سخبرة أبو معمر في الصلاة والأسود وأبو الأحوص عوف الجشمي في الصلاة وعبد الرحمن بن يزيد وعمرو بن حريث وأبو عثمان النهدي في الصوم وقيس بن السكن وزيد بن وهب والمعرور بن سويد والأحنف بن قيس ووهب بن ربيعة وأبو الجعد والد سالم وعبد الله بن عتبة
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن مسعود الهذلي فقيه الكوفة
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 24
(ع) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم أبو عبد الرحمن الهذلي.
ذكر ابن سعد عن زر بن حبيش عنه قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ’’ يا غلام هل عندك من لبن ’’؟ فقلت: إني مؤتمن ولست ساقيكما فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ’’ عندك جذعة لم ينز عليها الفحل ’’ فأتيته بها فأعتقلها النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح الضرع ودعا فحفل الضرع ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة فاحتلب فيها فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وأنا ثم قال للضرع: ’’ أقلص ’’ فقلص ثم أتيته بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول، قال: إنك غلام معلم ’’ فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد.
وعن يزيد بن رومان قال: أسلم عبد الله قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم.
وعن القاسم: أول من أفشى القرآن بمكة من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود.
لم يذكره ابن إسحاق فيمن هاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة وآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين معاذ بن جبل، وكان يستر النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل ويوقظه إذا نام ويمشي معه بالعصا.
ومن حديث الحارث عن علي يرفعه ’’ لو كنت مؤمرا أحد دون شورى المسلمين لأمرت ابن أم عبد ’’.
وقال علقمة: كان يشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - في هديه ودله وسمته، وقاله أيضا حذيفة.
وكان من أجود الناس ثوبا أبيض ويعرف بالليل بريح الطيب وكان شديد الأدمة خفيف اللحم قصيرا لا يغير شيبه وله شعر يبلغ ترقوته وأوصى أن يكفن في حلة بمائتي درهم ويدفن عند قبر عثمان بن مظعون وصلى عليه [عثمان] بن ياسر، وقيل عثمان بن عفان وهو الثبت وخلف تسعين ألف درهم وأوصى إلى الزبير وابنه عبد الله.
وفي كتاب ’’ الصحابة ’’ لابن حبان: صلى عليه الزبير بن العوام.
وقال أبو عمر: أسلم حين أسلم سعيد بن زيد وزوجه فاطمة وشهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة بسند حسن وآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين الزبير.
وعند السهيلي: كاهل بفتح الهاء قيده الوقشي وقال أبو عبيد: كاهل بمعنى أسد ورد هذا القول ابن الأعرابي وقال: إنما هو بالنون.
وقال العسكري: عبد الله بن مسعود بن عاقل كذا يرويه أهل النسب وقيل: كاهل.
وقال الكلبي: غافل بالغين المعجمة والفاء بن شمخ بن فار هكذا يقول ابن الكلبي وغيره يقول: ثائر بن مخزوم، أسلم بعد اثنين وعشرين [ق 327 أ] إنسانا وله عشر خصال تعد.
وقال أبو نعيم الحافظ: هو من النجباء والرفقاء والنقباء كناه النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يولد له، سادس الإسلام سبقا وإيمانا: قال: ’’ لقد رأيتي سادس ستة ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا ’’، وأول من جهر بالقرآن بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يرحل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر وكان أحمش الساقين عظيم البطن قصيفا روى عنه: أبو بكر وعمر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وابنته سارة وأزهر بن الأسود.
وذكر ابن عساكر في ’’ تاريخه ’’: أنه توفي سنة ثمان وعشرين.
وقال البرقي: عن أبي معمر: له ضفيرتان عليه مسحة أهل البادية. قال البرقي: ولد عبد الرحمن وعتبة، وأبا عبيدة، قال: والذي حفظ له من الحديث مائتان ونحو من ثلاثين.
وفي ’’ مسند ’’ بقي بن مخلد - فيما ذكره ابن حزم: روى [ثمانين] حديثا وثمانية وأربعين حديثا.
وفي ’’ تاريخ ’’ أبي زرعة الدمشقي الكبير: قال عون بن عبد الله: نظرنا فيما روى عبد الله بن مسعود فوجدناه: خمسة وأربعين حديثا.
وفي الصحابة آخر يسمى: -
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 8- ص: 1
عبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل
حليف بني زهرة وقيل إنه عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان كنيته أبو عبد الرحمن سكن الكوفة ومات بالمدينة سنة ثنتين وثلاثين وأوصى أن يدفن بجنب قبر عثمان بن مظعون فدفن بالبقيع وكان له يوم مات نيف وستون سنة وصلى عليه الزبير بن العوام وكانت أمه أم عبد بنت عبد ود بن سواء بن قريم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل وأمها هند بنت عبد بن الحارث بن زهرة
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
عبد الله بن مسعود يكنى أبا عبد الرحمن هذلي
سكن الكوفة وهو أفقههم وأقرأهم القرآن وبعثه عمر إليهم وكان على بيت المال وكان بدرياً وكان هو الذي أجاز على أبي جهل يوم بدر
قال النبي صلى الله عليه وسلم رضيت لأمتي ما رضى لها بن أم عبد وثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يدعون قولهم لقول ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان بن مسعود يدع قوله لقول عمر وكان أبو موسى الأشعري يدع قوله لقول علي وزيد بن ثابت يدع قوله لقول أبي وثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وجده معاوية بن يزيد بن الأخنس هؤلاء الثلاثة صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وثلاثة تكنوا بأبي القاسم رخص لهم محمد بن الحنفية ومحمد بن أبي بكر ومحمد بن طلحة بن عبيد الله وليس يعدل أهل الكوفة بقوله شيئاً وليس أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنبل صاحبا من بن مسعود قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أصحاب عبد الله أصحاب سرج هذه القرية حدثنا أبو نعيم عن سفيان عن أبي إسحاق عن معديكرب عن بن مسعود قال لا تصلوا بين الأساطين
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن مسعود بن عاقل بن حبيب بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر
حدثنا علي بن محمد، نا إبراهيم بن بشار، نا سفيان، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي نسمع له صوتاً، كأنه سلسلةٌ على صفوان»
حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق الحمار الكوفي، نا أبو المنذر يحيى بن المنذر، نا إسرائيل، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: ذكر النوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ناموا، فإذا قمتم فأحسنوا»
حدثنا بشر بن موسى، نا خلاد بن يحيى، نا فطر بن خليفة، عن سلمة بن كهيل، عن زيد بن وهب قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق يقول «إنه يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقةً، ثم يكون مضغةً» وذكر الحديث
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1
عبد الله بن مسعود (ع)
الإمام الرباني، أبو عبد الرحمن الهذلي، ابن أم عبد، أحد السابقين الأولين.
قال فيه عمر: كنيفٌ ملئ علماً.
مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وله نحو من ستين سنة. رضي الله عنه.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلى الزهري، حليف بنى زهرة، أبو عبد الرحمن:
أسلم في أول الإسلام لما أسلم بن زيد، ولإسلامه قصة، وكان يلج على النبي صلى الله عليه وسلم ويلبسه نعليه، ويمشى أمامه ومعه، ويستره إذا اغتسل ويوقظه إذا نام. وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إذنك على أن ترفع الحجاب وأن تسمع سوادى - أي سرارى - حتى أنهاك»، وقال: «لو كنت مستخلفا - وفي رواية: مؤمرا - أحدا من غير مشورة لأمرت ابن أم عبد» - وفي رواية: استخلف - وقال: «تمسكوا بعهد أم عبد». وقال حين ضحك أصحابه عليه لحموشة ساقيه: «ما يضحككم، لرجل عبد الله في الميزان، أثقل من أحد. وأمر بأخذ القرآن عنه، وشهد له بالجنة مع العشرة، موضع أبي عبيدة، في حديث إسناده حسن، على ما ذكره ابن عبد البر.
وكان يعرف بصاحب السواد - وهو السرار - والسواك، وهاجر الهجرتين، وصلى إلى القبلتين، وشهد بدرا - وأجهز فيها على أبي جهل - وأحدا، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد، واليرموك.
كان مقدما في الفقه، والعلم، والفتوى. وله في ذلك اتباع. ومناقبه كثيرة.
وسكن الكوفة في آخر أمره، ثم عاد إلى المدينة، ومات بها. وقيل: مات بالكوفة. والأول أثبت، سنة ثلاثين، عن تسع وستين سنة.
وأمه أم عبد بنت عبد ود، من هذيل أيضا.
وكان قصيرا جدا، حتى قيل: إذا قام يعدل الرجل الطويل في جلسته، والله أعلم.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1
عبد الله بن مسعود أبو عبد الرحمن
له صحبة وهو ابن مسعود بن حبيب بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر الهذلي مات قبل عثمان رضي الله عنه روى عنه عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعمران بن حصين وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري والبراء بن عازب - بإسناد ليس بقوي وأبو هريرة وأبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو إمامة الباهلي وأبو جحيفة ووابصة بن معبد وأبو واقد الليثي وأبو شريح الخزاعي وعمرو بن حريث وقرة المزني والد معاوية والحجاج الأسلمي وأبو ثور الفهمي وطارق بن شهاب نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول بعض ذلك. وبعضه من قبلي ومن التابعين أصحابه الفقهاء الأسود ومسروق وعبيدة وشريح والحارث وجماعة.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 5- ص: 1