ابن كمال باشا أحمد بن سليمان بن كمال باشا، شمس الدين: قاض من العلماء بالحديث ورجاله. تركي الاصل، مستعرب. قال التاجي: قلما يوجد فن من الفنون وليس لابن كمال باشا مصنف فيه. تعلم في ادونه، وولى قضاءها ثم الافتاء بالاستانة إلى ان مات. له تصانيف كثيرة منها، ’’طبقات الفقهاء - خ) و (طبقات المجتهدين - خ) و (مجموعة رسائل - ط) تشتمل على 36 رسالة، ورسالة في ’’الكلمات العربية - ط) نشرت في المجلد السابع من مجلة المقتبس، و (رسالة في الجبر والقدر - خ) و (ايضاح الاصلاح - خ) في فقه الحنفية، و (رجوع الشيخ إلى صباه - ط) مجون، سيأتي ذكره في ترجمة التيفاشي، و (تاريخ آل عثمان) و (تغيير التنقيح - ط) في اصول الفقه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 133
أحمد بن سليمان بن كمال باشا الإمام العالم، العلامة، الرحلة، الفهامة، أوحد أهل عصره، وجمال أهل مصره، من لم يخلف بعده مثله، ولم تر العيون من جمع كماله وفضله.
كان، رحمه الله تعالى، إماما بارعا، في التفسير، والفقه، والحديث، والنجو، والتصريف، والمعاني، والبيان، والكلام، والمنطق، والأصول، وغير ذلك، بحيث إنه تفرد في إتقان كل علم من هذه العلوم، وقلما يوجد فن من الفنون إلا وله مصنف أو مصنفات.
أخذ عن المولى لطفي الرومي، وخطيب زاده، ومعروف زاده، وغيرهم.
ودأب، وحصل، وصرف سائر أوقاته في تحصيل العلم، ومذاكرته، وإفادته، واستفادته، حتى فاق الأقران، وصار إنسان عين الأعيان.
ودرس في بلاده بعدة مدارس، ثم صار قاضيا بمدينة أدرنة، ثم قاضيا بالعسكر المنصور في ولاية أناطولى، ثم عزل، وأعطي تدريس دار الحديث بأدرنة، وعين له كل يوم من العلوفة مائة درهم عثماني، ثم وجه له تدريس مدرسة السلطان بايزيد خان، بالمدينة المذكورة، ثم صار مفتيا بمدينة إصطنبول، بعد وفاة المولى علاء الدين الجمالي.
ولم يزل في منصب الفتوى، إلى أن لحق باللطيف الخبير، في سنة أربعين وتسعمائة. رحمه الله تعالى.
قال في ’’ الشقائق النعمانية ’’: وكان السبب الحامل له على الاشتغال بالعلم، والباعث له على تحصيله، أنه رأى مرة عند إبراهيم باشا بن خليل باشا، وزير السلطان المجاهد بايزيد خان، شخصا رث الهيئة، خلق الثياب، جاء وجلس فوق بعض الأمراء الكبار المتقدمين في الدولة، فاستغرب ذلك، وسأل عن السبب فقيل له: هذا شخص من أهل العلم، يقال له المولى لطفي.
فقال: أيبلغ العلم بصاحبه هذه المنزلة؟ فقيل له: نعم، وأزيد.
فانقطع من ذلك الحين إلى المولى المذكور، وقرأ عليه، ثم قرأ على غيره، إلى أن مهر، وصار إماما في كل فن، بارعا في كل علم، تشد الرحال إليه، وتعقد الخناصر عليه.
انتهى ملخصا.
ودخل ابن كمال باشا إلى القاهرة، صحبه السلطان سليم خان بن بايزيد خان، حين أخذها من الجراكسة، وكان إذ ذاك قاضيا بالعسكر المنصور، في الولاية المذكورة.
وأجاز له بعض علماء الحديث بها، وأفاد واستفاد، وحصل بها علو الإسناد، وشهد له علماؤها بالفضائل الجمة، والإتقان في سائر العلوم المهمة.
وله من التصانيف: ’’ تفسير القرآن العزيز ’’، لم يكمل، ’’ حواش على الكشاف ’’، ’’ حواش على أوائل تفسير القاضي ’’، ’’ شرح الهداية ’’، لم يكمل، ’’ الإصلاح والإيضاح ’’ في النفقه، ’’ تغيير التنقيح ’’، في الأصول، ’’ تجويد التجريد ’’، في أصول الدين، ’’ متن ’’ و ’’ شرح ’’ في المعاني والبيان، ’’ شرح المفتاح ’’، لم يكمل، ’’ تغيير المفتاح، وشرحه ’’، ’’ حواش على المفتاح ’’، للسيد، ’’ متن ’’ و ’’ شرح ’’، في الفرائض، ’’ حواش على التلويح ’’، ’’ حواش على التهافت ’’ للمولى خواجا زاده، وله رسائل كثيرة، في فنون عديدة، لعلها تزيد على ثلاثمائة رسالة.
وفاق في الإنشاء بالعربية، والفارسية، والتركية، وكان له منها حظ جزيل، وفيها باع طويل.
ومن تصانيفه الفارسية، كتاب سماه ’’ نكارستان ’’، على منوال كتاب ’’ الكلستان ’’، وكتاب سماه ’’ دقائق الحقائق ’’، أبدع فيه إلى الغاية، حتى قيل: لو لم يكن له في هذا اللسان إلا هذا الكتاب، لكفلاه دليللا على تبحره فيه، واطلاعه على دقائقه.
وصنف كتابا بالتركية، في تواريخ آل عثمان.
قال في الشقائق: أبدع في إنشائه، وأجاد.
وكل مؤلفاته مقبولة، مرغوب فيها، متنافس في تحصيلها، متفاخر بتملك الأكثر منها، وهي لذلك مستحقة، وبه جديرة.
وكان رحمه الله تعالى، في كثرة التأليف، وسرعة التصنيف، ووسع الاطلاع، والإحاطة بكثير من العلوم، في الديار الرومية، نظيرا للحافظ جلال الدين السيوطي في الديار المصرية.
وعندي أن ابن كمال باشا أدق نظرا من السيوطي، وأحسن فهما، وأكثر تصرفا؛ على أنهما كانا جمال ذلك العصر، وفخر ذلك الدهر، ولم يخلف أحد منهما بعده مثله. رحمه الله تعالى.
دار الرفاعي - الرياض-ط 0( 1983) , ج: 1- ص: 106
أحمد بن سليمان بن كمال باشا أحمد بن سليمان العالم العلامة، الأوحد المحقق الفهامة، المولى شمس الدين أحد موالي الرومية الشهير بابن كمال باشا صاحب التفسير، كان جده من أمراء الدولة العثمانية، واشتغل هو بالعلم وهو شاب، ثم ألحقوه بالعسكر، فحكى عن نفسه أنه كان مع السلطان بايزيد خان في سفر، وكان وزيره حينئذ إبراهيم باشا ابن خليل باشا، وكان في ذلك الزمان أمير ليس في الأمراء أعظم منه يقال له: أحمد بيك بن أورنوس. قال: فكنت واقفا على قدمي قدام الوزير، وعنده هذا الأمير المذكور جالسا إذ جاء رجل من العلماء رث الهيئة، رثي اللباس، فجلس فوق الأمير المذكور، ولم يمنعه أحد عن ذلك، فتحيرت في هذا الأمر، وقلت لبعض رفقائي: من هذا الذي تصدر على مثل هذا الأمير؟ قال: هو رجل عالم مدرس بمدرسة فلبه يقال له: المولى لطفي قلت: كم وظيفته؟ قال ثلاثون درهما. قلت: فكيف يتصدر على هذا الأمير ووظيفته هذا القدر. فقال رفيقي: العلماء معظمون لعلمهم، فإنه لو تأخر لم يرض بذلك الأمير، ولا الوزير قال: فتفكرت في نفسي، فوجدت أني لا أبلغ رتبة الأمير المذكور في الإمارة، وأني ولو اشتغلت بالعلم يمكن أن أبلغ رتبة هذا العالم، فنويت أن أشتغل بالعلم الشريف، فلما رجعنا من السفر وصلت إلى خدمة المولى المذكور، وقد أعطي عند ذلك مدرسة دار الحديث بأدرنة، وعين له كل يوم أربعون درهما. قال: فقرأت عليه حواشي المطالع، وكان قد اشتغل في أول شبابه في مبادئ العلوم كما سبق، ثم قرأ على المولى القسطلاني، والمولى خطيب زاده، والمولى معروف زاده، ثم صار مدرسا بمدرسة علي بيك بمدينة أدرنة، ثم بمدرسة أسكوب، ثم ترقى حتى درس بإحدى الثماني، ثم بمدرسة السلطان بايزيد بأدرنة، ثم صار قاضيا، ثم أعطي قضاء العسكر الأناظولي، ثم عزل عنه، وأعطي دار الحديث بأدرنة، وأعطي تقاعدا كل يوم مئة عثماني، ثم صار مفتيا بالقسطنطينية بعد وفاة المولى علي الجمالي، وبقي على منصب الإفتاء إلى وفاته ذكره في الشقائق وقال: كان من العلماء الذين صرفوا جميع أوقاتهم إلى العلم، وكان يشتغل به ليلا ونهارا، ويكتب جميع ما سنح بباله وقد فتر الليل والنهار، ولم يفتر قلمه، وصنف رسائل كثيرة من المباحث المهمة الغامضة، وعدد رسائله قريب من مئة، وله من التصانيف تفسير لطيف حسن قريب من التمام اخترمته المنية، ولم يكمله، وله حواش على الكشاف، وله شرح بعض الهداية، وله كتاب في الفقه متن، وشرح سماه بإصلاح الإيضاح وله كتاب في الأصول متن، وشرح سماه تغيير التنقيح وله كتاب في علم الكلام كذلك سماه تجريد التجريد وله كتاب في المعاني والبيان كذلك، وكتاب في الفرائض متن، وشرح كذلك، وله حواش على شرح المفتاح للسيد الشريف، وحواش على التلويح، وحواش على التهافت للمولى خواجه زاده، وكانت وفاته سنة أربعين وتسعمئة، وصلي عليه غائبة بجامع دمشق، وعلى أحد المدرسين الثمانية محمد بن قاسم يوم الجمعة ثاني ذي القعدة سنة أربعين من السنة المذكورة رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1977) , ج: 2- ص: 108
أحمد بن سليمان ابن كمال باشا المولى علامة الروم العالم الفاضل الكامل شمس الدين علمه وفضله معلوم ومشهور في الآفاق ومذكور في الشقائق
وكان بحرا زاخرا في العلوم قد صنف رسائل كثيرة أكثر من أن تحصى شائع ومتداول في أيدي العلماء
وقد صنف الحاشية على الكشاف وقد ذكر في أسامي الكتب وهي حاشية جليلة كثيرة التحقيق والتدقيق جمع فيه لب جل حواشي الكشاف
وله الحاشية على بعض المواضع من تفسير الكشاف هكذا ذكره
عرب زاده في حاشية الشقائق انتهى
وذكر أحد من الفضلاء في هامش الشقائق قلت له حواش أخر على حاشية الكشاف للشريف أكملها وهو من أحسن تأليفاته وحواش أخر على تفسير البيضاوي
ومن أراد من تفصيل مناقبه وفضائله وتأليفاته فليرجع إلى كتاب الشقائق
وقد كانت وفاته في سنة أربعين وتسعمائة
كذا في سائر التواريخ
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 373