ابن أبي عصرون عبد الله بن محمد بن هبة الله التميمي، شرف الدين ابو سعد، ابن ابي عصرون: فقيه شافعي، من اعيانهم. ولد بالموصل. وانتقل إلى بغداد. واستقر في دمشق، فتولى بها القضاء سنة 573هـ. وعمى قبل موته بعشر سنين. واليه تنسب المدرسة (العصرونية) في دمشق. من كتبه (صفوة المذهب، على نهاية المطلب) سبع مجلدات، و (الانتصار) اربع مجلدات، و (المرشد) مجلدان، و (الذريعة، في معرفة الشريعة) و (التيسير) في الخلاف.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 124
القاضي ابن عصرون عبد الله بن محمد بن هبة الله بن المطهر بن علي بن أبي عصرون ابن أبي السري قاضي القضاة شرف الدين أبو سعد التميمي الموصلي الفقيه الشافعي، أحد الأئمة الأعلام. تفقه على القاضي المرتضى، الشهرزوري، وأبي عبد الله الحسين بن خميس الموصلي، وقرأ السبع على أبي عبد الله البارع، والعشر على أبي بكر المزرفي، والنحو على أبي الحسن بن دبيس. ودخل حلب ودرس بها وأقبل عليه صاحبها نور الدين. ولما أخذ دمشق ورد معه إليها ودرس بالغزالية، ثم عاد إلى حلب، وولي قضاء سنجار وحران وديار ربيعة، ثم عاد إلى دمشق فولي بها القضاء وبنى له نور الدين المدارس بحلب وحماة وحمص وبعلبك، وبنى هو لنفسه مدرسة بحلب وأخرى بدمشق. وأضر آخر عمره وهو قاض. وصنف جزءا في جواز قضاء الأعمى وهو خلاف مذهبه، وفي جوازه وجهان، والجواز أقوى لأن الأعمى أجود من الأصم والأعجمي. وكتب السلطان صلاح الدين كتابا بخطه إلى القاضي الفاضل يقول فيه إن القاضي قال: إن قضاء الأعمى جائز والفقهاء يقولون غير جائز، فتجتمع بالشيخ أبي الطاهر بن عوف الإسكندراني وتسأله عما ورد من الأحاديث في قضاء الأعمى. وتوفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة. ومن تصانيفه صفوة المذهب في نهاية المطلب سبع مجلدات، والانتصار في أربع مجلدات، والمرشد في مجلدين، والذريعة في معرفة الشريعة، والتيسير في الخلاف، أربع مجلدات، ومآخذ النظر، ومختصر في الفرائض، والإرشاد في نصرة المذهب وما تم، والتنبيه في معرفة الأحكام، وفوائد المهذب في مجلدين وغير ذلك. وله شعر منه قوله:
أؤمل أن أحيى وفي كل ساعة | تمر بي الموتى تهز نعوشها |
وهل أنا إلا مثلهم غير أن لي | بقايا ليال في الزمان أعيشها |
أؤمل وصلا من حبيب وإنني | على ثقة عما قليل أفارقه |
تجارى بنا خيل الحمام كأنما | يسابقني نحو الردى وأسابقه |
فيا ليتنا متنا معا ثم لم يذق | مرارة فقدي لا ولا أنا ذائقه |
يا سائلي كيف حالي بعد فرقته | حاشاك مما بقلبي من تنائيكا |
قد أقسم الدمع لا يجفو الجفون أسى | والنوم لا زارها حتى ألاقيكا |
وما الدهر إلا ما مضى وهو فائت | وما سوف يأتي وهو غير محصل |
وعيشك فيما أنت فيه فإنه | زمان الفتى من مجمل ومفصل |
ما مضى فات والمؤمل غيب | ولك الساعة التي أنت فيها |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0
ابن أبي عصرون الشيخ الإمام العلامة، الفقيه البارع، المقرئ الأوحد، شيخ الشافعية، قاضي القضاة، شرف الدين، عالم أهل الشام، أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله ابن المطهر بن علي بن أبي عصرون بن أبي السري التميمي الحديثي الأصل، الموصلي، الشافعي.
ولد سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة.
وتفقه على المرتضى الشهرزوري والد القاضي كمال الدين، وأبي عبد الله الحسين بن خميس الموصلي، وتلقن على المسلم السروجي.
وتلا بالسبع على أبي عبد الله الحسين بن محمد البارع، وبالعشر على أبي بكر المزرفي، ودعوان بن علي، وسبط الخياط.
وتفقه بواسط مدة على القاضي أبي علي الفارقي، وتلا بالروايات على أبي العز القلانسي، قاله ابن النجار.
وعلق ببغداد عن أسعد الميهني، وأخذ الأصول عن أبي الفتح أحمد بن برهان، وسمع من أبي القاسم بن الحصين، وأبي البركات ابن البخاري، وإسماعيل بن أبي صالح، وفي سنة ثمان وخمس مائة من أبي الحسن بن طوق، وحصل علما جما.
ورجع إلى بلده، فدرس بالموصل في سنة ثلاث وعشرين وخمس مائة، ثم سكن سنجار مدة، وقدم حلب سنة خمس وأربعين فدرس بها، وأقبل عليه صاحبها نور الدين محمود بن زنكي، ثم قدم معه دمشق إذ تملكها، ودرس بالغزالية، وولي نظر الأوقاف، ثم رجع إلى حلب، ثم ولي قضاء حران وسنجار وديار ربيعة، وتفقه عليه أئمة، ثم عاد إلى دمشق سنة سبعين، ثم ولي قضاءها سنة ثلاث وسبعين وصنف التصانيف، وأقرأ القراءات والفقه، واشتهر ذكره، وعظم قدره.
ألف كتاب ’’صفوة المذهب في نهاية المطلب’’ وهو سبع مجلدات، وكتاب ’’الانتصار’’ في أربع مجلدات، وكتاب ’’المرشد’’ في مجلدين، وكتاب ’’الذريعة في معرفة الشريعة’’، وكتاب ’’التيسير في الخلاف’’ أربعة أجزاء، وكتاب ’’مآخذ النظر’’، وكتاب ’’الفرائض’’، وكتاب ’’الإرشاد’’ في نصرة المذهب، وما كمل.
وبنى له نور الدين مدارس بحلب وحماة وحمص وبعلبك، وبنى لنفسه مدرسة بحلب ومدرسة بدمشق، وقبره بها.
من تآليفه: كتاب ’’التنبيه في معرفة الأحكام’’، وكتاب ’’فوائد المهذب’’ مجلدان، وصنف جزءا في صحة قضاء الأعمى لما أضر، وهو خلاف المذهب، وفي ذلك وجه قوي.
ولما ولي قضاء دمشق، ناب عنه القاضي محيي الدين محمد ابن الزكي، وأوحد الدين داود، وكتب لهما تقليد من السلطان صلاح الدين بالنيابة، ولما فقد بصره، قلد السلطان القضاء ولده محيي الدين من غير أن يعزل الوالد، واستقل محيي الدين ابنه إلى سنة سبع وثمانين، ثم صرف بمحيي الدين ابن الزكي.
حدث عن أبي سعد جماعة، منهم: الشيخ موفق الدين ابن قدامة، وأبو القاسم بن صصرى، والقاضي أبو نصر بن الشيرازي، وعبد اللطيف ابن سيما، ومحمود بن علي بن قرقين، وصديق بن رمضان، والعماد أبو بكر عبد الله بن النحاس، والإمام بهاء الدين ابن الجميزي.
ولأبي سعد نظم جيد، منه:
أمستخبري عن حنيني إليه | وعن زفراتي وفرط اشتياقي |
لك الخير إن بقلبي إليك | ظما لا يرويه إلا التلاقي |
يا سائلي كيف حالي بعد فرقته | حاشاك مما بقلبي من تنائيكا |
قد أقسم الدمع لا يجفو الجفون أسى | والنوم لا زارها حتى ألاقيكا |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 331
عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن المطهر بن أبي عصرون ابن أبي السري القاضي الإمام أبو سعد التميمي الموصلي قاضي القضاة الشيخ شرف الدين
نزيل دمشق وقاضي القضاة بها وعالمها ورئيسها
مولده في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة
تفقه أولا على القاضي المرتضى ابن الشهرزوري وأبي عبد الله الحسين بن خميس الموصلي وتلقن على المسلم السروجي
وقرأ ببغداد بالسبع على أبي عبد الله الحسين بن محمد البارع وبالعشر على أبي بكر المزرقي ودعوان وسبط الخياط
وتوجه إلى واسط فتفقه بها على القاضي أبي علي الفارقي ولازمه وعرف به وعلق ببغداد عن أسعد الميهني وأخذ الأصول عن أبي الفتح بن برهان وسمع من أبي القاسم
ابن الحصين وأبي البركات ابن البخاري وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وسمع قديما في سنة ثمان وخمسمائة من أبي الحسن بن طوق
روى عنه أبو القاسم بن صصري وأبو نصر ابن الشيرازي وأبو محمد بن قدامة وخلق آخرهم موتا العماد أبو بكر عبد الله بن النحاس وعاد من بغداد إلى بلده الموصل بعلم كثير فدرس بالموصل سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ثم أقام بسنجار مدة ودخل حلب في سنة خمس وأربعين ودرس بها وأقبل عليه صاحبها إذ ذاك الملك نور الدين الشهيد فلما انتقل إلى دمشق سنة تسع وأربعين استصحبه معه ودرس بالغزالية وولى نظر الأوقاف ثم ارتحل إلى حلب ثم ولى قضاء سنجار وحران وديار ربيعة وتفقه عليه هناك خلائق ثم عاد إلى دمشق في سنة سبعين فولى بها القضاء سنة ثلاث وسبعين وعظمت رياسته ومكانته ونفذت كلمته وألقى بها عصا السفر واستقر مستوطنا
وكان من أعيان الأمة وأعلامها عارفا بالمذهب والأصول والخلاف مشارا إليه في تحقيقات الفقه دينا خيرا متواضعا سعيد الطلعة ميمون النقيبة ملأ البلاد تصانيف وتلامذة وعنه أخذ الفقه شيخ الإسلام فخر الدين ابن عساكر وغيره وبنى له الملك نور الدين المدارس بحلب وحماة وحمص وبعلبك وبنى هو لنفسه مدرستين بدمشق وبحلب
ومن تصانيفه صفوة المذهب على نهاية المطلب في سبع مجلدات وكتاب الانتصار في أربع مجلدات وكتاب المرشد في مجلدين وكتاب الذريعة في معرفة
الشريعة وكتاب التيسير في الخلاف وكتاب مأخذ النظر ومختصر في الفرائض وله كتاب الإرشاد في نصرة المذهب لم يكمله وذهب فيما نهب له بحلب وله أيضا فوائد المذهب والتنبيه في معرفة الأحكام وكتاب الموافق والمخالف مذعنا لدينه وورعه وسعة علمه وكثرة رياسته وسؤدده
قال شيخنا الذهبي وقد سئل عنه الشيخ الموفق فقال كان إمام أصحاب الشافعي في عصره وكان يذكر الدرس في زاوية الدولعي ويصلي صلاة حسنة ويتم الركوع والسجود ثم تولى القضاء في آخر عمره وعمي وسمعنا درسه مع أخي أبي عمر وانقطعنا عنه فسمعت أخي يقول دخلت عليه بعد انقطاعنا فقال لم انقطعتم عني فقلت إن أناسا يقولون إنك أشعري فقال والله ما أنا بأشعري هذا معنى الحكاية
انتهى كلام الذهبي نقلته من خطه وأخشى أن تكون الحكاية موضوعة للقطع بأن ابن أبي عصرون أشعري العقيدة وغلبة الظن بأن أبا عمر لا يجتريء أن يذكر هذا القول ولا أحد يتجرأ في ذلك الزمان على إنكار مذهب الأشعري لأنه جادة الطريق ولا أظن أن ابن أبي عصرون يفتخر إذ ذاك بهما ويعاتبهما على الانقطاع وليس في الحكاية من قوله فسمعت أخي إلى آخرها ما يقرب عندي صحته غير أنهما انقطعا عنه لكونه مخالفا لهما في العقيدة والله يعلم سبب الانقطاع
وكان الموفق وأبو عمر من أهل العلم والدين لا ننكر ذلك ولا ندفعه وإنما ننكر وندفع من شيخنا تعرضه كل وقت لذكر العقائد وفتحه لأبواب مقفلة وكلامه فيما لا يدريه وكان السكوت عن مثل هذا خيرا له في قبره وآخرته ولكن إذا أراد الله أمرا بلغه
ويقال إن القاضي ابن أبي عصرون لما عمي استمر على القضاء وصنف في جواز قضاء الأعمى
ومن شعره
أومل أن أحيا وفي كل ساعة | تمر بي الموتى تهز نعوشها |
وما أنا إلا منهم غير أن لي | بقايا ليال في الزمان أعيشها |
كل جمع إلى الشتات يصير | أي صفو ما شانه تكدير |
أنت في اللهو والأماني مقيم | والمنايا في كل وقت تسير |
والذي غره بلوغ الأماني | بسراب وخلب مغرور |
ويك يا نفس أخلصي إن ربي | بالذي أخفت الصدور بصير |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 7- ص: 132
نزيل دمشق.
كان من أفقه أهل عصره، وإليه المنتهى في الفتاوى والأحكام.
تفقه على أبي محمد عبد الله بن القاسم الشهرزوري، والقاضي أبي علي الحسن بن إبراهيم الفارقي، وغيرهما.
وقرأ الأصول على أبي الفتح ابن برهان.
وصنف كتبا في مذهب الشافعي رحمه الله، وتولى القضاء بدمشق زمانا إلى أن كف بصره، فتركه واشتغل بالتدريس وإفادة العلم، وانتفع به الناس.
وتفقه عليه خلق كثير.
وكان مولده في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة.
وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وخمس مئة.
وله تصانيف عديدة، منها: “صفوة المذهب في تهذيب نهاية المطلب“ في نحو ثماني مجلدات، وقفت على شيء منه، فوجدته قد استدرك على الإمام أشياء لم ارتض ما وقع له فيها؛ منها: قول الإمام في المشرك إذا أسلم على أربع فحسب ثبت نكاحهن، ولا مساغ للتخيير، لأن إمساك العدد المشروع واجب.
استدرك هذا أبو سعد ذاكراً أنه مخالف لأصولنا، وأنه لا يجب عليه استدامة نكاحهن، وله طلاقهن كما لو تزوجهن في الإسلام، ولم يرد الإمام بوجوب الإمساك ما توهمه من وجوب استدامة النكاح، إنما مراده بالإمساك ما هو المراد منه في قوله صلى الله عليه وسلم: “أمسك أربعا”، أي: لا فسخ لك، ونكاحهن ثابت متقرر، فالمعنى إذا نفي الفسخ الواقع للعقد، لا نفي الطلاق، فإنه ليس برفع للعقد، ولأنه إنما يكون بعد عقد مقرر، فكيف يرفعه، وإنما أثره قطع العقد، وهو ملك البضع، كالتحرير في الرقيق ليس رفعا للعقد بل قطعا لأثره ومقتضاه.
واستدرك الفرق بين الإيلاء والظهار والطلاق فيما إذا أسلم على نسوة فآلى منهن، أو ظاهر، أو طلق؛ في أن الإيلاء والظهار لا يجعلان اختيار اليمين، والطلاق يجعل اختيارا، لأن الإيلاء يمين على الامتناع عن الوطء، وذلك يلائم الأجنبية، بخلاف الطلاق فإنه حل بعد سوء، فقال: لا فرق وقرن بأن الإيلاء يمين على الامتناع من وطء الزوجة خاصة، فإن يمينه على الامتناع من وطء الأجنبية لا يثبت له أحكام الإيلاء، وكذلك الظهار يختص بالزوجة لأنه تحريم، والأجنبية محرمة من غير ظهار، والمحرم لا يحرم، فينبغي أن يسوى بينهما، ويقال: إن قصد بالطلاق أو الإيلاء أو الظهار معناه في النكاح كان اختيارا في الجميع، وإن لم يقصد بها ذلك لم يكن اختيارا في الجميع، وهذا لأن الطلاق قد يستعمل في غير قيد النكاح.
قلت: لا اختصاص لهذا الاستدراك بالإمام أبي المعالي، بل هو مستدرك على “المهذب”، فإن الفرق هو المنقول أيضا في “المهذب” وغيره، وهو استدراك مضمحل، لأن نفس الإيلاء لا يختص بالمنكوحة لا وضعا ولا عرفا، لأنه قول القائل: والله لا أطؤك. ولا اختصاص لهذا بالمنكوحة في وضعه، ولا عرف غيره عن أصله وأسقط الأحكام. والأجنبية لا تبقى على انتفاء الإيلاء، لأنها ليست أحكام نفس الإيلاء، بل أحكام الإيلاء في النكاح، فانتفاؤها لانتفاء هذا الخصوص لا انتفاء نفسه.
وكذا قوله: أنت علي كظهر أمي ينتظم وضعا وعرفا مخاطبة الأجنبية به، وقوله: إنه تحريم، والأجنبية محرمة؛ ليس بإنصاف، لأنه مبالغة في التحريم زائدة على تحريم الأجنبية الحاصل، وليس كذلك الطلاق، فإنه عرفا مخصوص بإزالة قيد النكاح، وإن كان يستعمل في غيره، ولكن على خلاف الظاهر والعرف، والله أعلم.
وقال في قوله: يثبت للسلطان حق الإجبار في المجنونة البالغة، لا يصح بصحة تزويجها إجبارا، لأن الأحبار لمن يكون له اختيار.
وقال الإمام رحمه الله: ما شاع ولم يجر له ذكر في الشرع ففي إلحاقه بالصرائح وجهان، كقول الزوج: أنت علي حرام.
قال أبو سعيد: والعجب من إنكار ورود الشرع بالتحريم، وقد قال سبحانه: {لم تحرم ما أحل الله لك} [التحريم: 1] .
قلت: بل العجب منه كيف يغفل عن المقاصد، إنما أراد ورود الشرع في التحريم بمعنى الطلاق كما هو شائع في ألسنة العامة، والآية لم ترد في هذا المعنى، بل في تحريم العين، والله أعلم
دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 512
والعلامة أبو سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون التميمي
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 180
عبد اللَّه بن محمد بن هبة اللَّه بن المظفر بن أبي عصرون.
قاضي القضاه شرف الدين الدمشقي، أحد أئمة الشافعية في زمنه. وقضاتهم الأخيار، ولد سنة اثنين وقال ابن الصلاح: سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، تفقه على أبي على الفارقى وأسعد الميهنى وغيرهما، واشتغل بالأصول على أبي الفتح بن برهان، وقرأ العربيه والسبعة والعشرة، درّس بالموصل وبسنجار وبحلب، وبدمشق بالغزالية وولى قضاء دمشق وغيرها، وأضرَّ فصنف جزءاً في جواز ولاية القضاء للأعمى، ونصر ذلك فبادر السلطان صلاح الدين فولَّى القضاء ولده، ولم يعزل الوالد جبراً وإحساناً منه، ومن تصانيفه ’’الانتصار’’ في أربع مجلدات، و’’صفوة المذهب من نهاية المطلب’’ سبعة، ’’فوائد المذهب’’ جزءان، ’’التنبيه في الأحكام’’ جزءان، ’’المرشد’’، ’’الذريعة في معرفة الشريعة’’، ’’النشر في الخلاف’’، ’’مآخذ النظر مختصر الفرائض’’، ’’الإرشاد في نصرة المذهب’’، ولم يكمله، وبنى له نور الدين مدرسة بحلب وأخرى ببعلبك وأخرى بحمص، وبنى هو لنفسه مدرسة بدمشق وبها قبره، مات سنة، خمس وثمانين وخمسمائة، ومن شعره:
أؤمل أن أحى وفى كلِّ ساعة | تمر بي الموتى تهتز بعرسها |
وما أنا إلَّا منهم غير أنَّ لي | بقايا ليالٍ في الزمان أعيشها’’. |
كلُّ جمع إلى الشتات يصير | أىُّ صفو ما شابه تكدير |
أنت في اللهو والأمان مقيم | والمنايا في كل وقت تسير |
ويك يا نفس أخلصى | إنَّ ربى بكل ما أخفيته لبصير |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1