الهروي عبد الله بن محمد بن علي الانصاري الهروي، ابو اسماعيل: شيخ خراسان في عصره. من كبار الحنابلة. من ذرية ابي ايوب الانصاري. كان بارعا في اللغة، حافظا للحديث، عارفا بالتاريخ والانساب. مظهرا للسنة داعيا اليها. امتحن واوذي وسمع يقول: ’’عرضت على السيف خمس مرات، لايقال لي ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي اسكت عمن خالفك، فأقول: لا اسكت!’’ من كتبه (ذم الكلام وأهله - خ) و (الفاروق في الصفات) وكتاب (الأربعين) في التوحيد، و (الأربعين) في السنة، و (منازل السائرين - ط) و (سيرة الإمام أحمد بن حنبل) في مجلد.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 122
الحافظ الهروي عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن مت، شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي الحافظ العارف. هو من ولد أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه. كان بكر الزمان في فنون الفضائل وأنواع المحاسن. صنف كتاب الفاروق في الصفات، وكتاب ذم الكلام، وكتاب الأربعين حديثا. وله في التصوف كتاب منازل السائرين، وقصيدة في مذهبه، ومناقب أحمد بن حنبل رضي الله عنه. وتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0
شيخ الإسلام الإمام القدوة، الحافظ الكبير، أبو إسماعيل، عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت الأنصاري الهروي، مصنف كتاب ’’ذم الكلام’’، وشيخ خراسان من ذرية صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أبي أيوب الأنصاري.
مولده في سنة ست وتسعين وثلاث مائة.
وسمع من: عبد الجبار بن محمد الجراحي ’’جامع’’ أبي عيسى كله أو أكثره، والقاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبي الفضل محمد بن أحمد الجارودي الحافظ، وأبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد السرخسي، خاتمة أصحاب محمد بن إسحاق القرشي، وأبي الفوارس أحمد ابن محمد بن أحمد بن الحويص البوشنجي الواعظ، وأبي الطاهر أحمد بن محمد بن حسن الضبي، وأحمد بن محمد بن مالك البزاز -لقي أبا بحر البربهاري- وأبي عاصم محمد بن محمد المزيدي، وأحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني الحافظ، وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وعلي بن محمد بن محمد الطرازي، وأبي نصر منصور بن الحسين بن محمد المفسر، وأحمد بن محمد بن الحسن السليطي، وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيري لكنه لم يرو عنه، ومحمد بن جبرائيل بن ماحي، وأبي منصور أحمد بن محمد ابن العالي، وعمر بن إبراهيم الهروي، وعلي بن أبي طالب، ومحمد بن محمد بن يوسف، والحسين بن محمد بن علي، ويحيى بن عمار بن يحيى الواعظ، ومحمد بن عبد الله
بن محمد بن إبراهيم الشيرازي لقيه بنيسابور، وأبي يعقوب القراب الحافظ إسحاق بن إبراهيم بن محمد الهروي، وأحمد بن محمد بن إبراهيم الوراق، وسعيد بن العباس القرشي، وغالب بن علي بن محمد، ومحمد بن المنتصر الباهلي المعدل، وجعفر بن محمد الفريابي الصغير، ومحمد بن علي بن الحسين الباشاني، صاحب أحمد بن محمد بن ياسين، ومنصور بن رامش -قدم علينا في سنة سبع وأربع مائة- وأحمد بن أحمد بن حمدين، والحسين بن إسحاق الصائغ، ومحمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، وعلي بن بشرى الليثي، ومحمد بن محمد بن يوسف بن يزيد، وأبي صادق إسماعيل بن جعفر، ومحمد بن محمد بن محمود، وعلي بن أحمد بن محمد بن خميرويه، ومحمد بن الفضل بن محمد بن مجاشع، ومحمد بن الفضل الطاقي الزاهد، وعدد كثير، ومن أقدم شيخ له الجراحي، سمع منه في حدود سنة عشر وأربع مائة. وينزل إلى أن يروي عن أبي بكر البيهقي بالإجازة. وقد سمع من أربعة أو أكثر من أصحاب أبي العباس الأصم.
حدث عنه: المؤتمن الساجي، ومحمد بن طاهر، وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي، وعبد الله بن عطاء الإبراهيمي، وعبد الصبور بن عبد السلام الهروي، وأبو الفتح عبد الملك الكروخي، وحنبل بن علي البخاري، وأبو الفضل محمد بن إسماعيل الفامي، وعبد الجليل بن أبي سعد المعدل، وأبو الوقت عبد الأول السجزي خادمه، وآخرون. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار. وبقي إلى سنة نيف وسبعين وخمس مائة.
قال السلفي: سألت المؤتمن الساجي عن أبي إسماعيل الأنصاري، فقال: كان آية في لسان التذكير والتصوف، من سلاطين العلماء، سمع ببغداد من أبي محمد الحسن بن محمد الخلال، وغيره. يروي في مجالس وعظه الأحاديث بالإسناد، وينهى عن تعليقها عنه. قال: وكان بارعا في اللغة، حافظا للحديث، قرأت عليه كتاب ’’ذم الكلام’’، روى فيه حديثا، عن علي ابن بشرى، عن ابن مندة، عن إبراهيم بن مرزوق. فقلت له: هذا هكذا؟ قال: نعم، وابن مرزوق هو شيخ الأصم وطبقته، وهو إلى الآن في كتابه على الخطأ.
قلت: نعم: وكذا أسقط رجلين من حديثين خرجهما من ’’جامع الترمذي’’، نبهت عليهما في نسختي، وهي على الخطأ في غير نسخة.
قال المؤتمن: كان يدخل على الأمراء والجبابرة، فما يبالي، ويرى الغريب من المحدثين، فيبالغ في إكرامه، قال لي مرة: هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن -يعني طلب الحديث- وسمعته يقول: تركت الحيري لله. قال: وإنما تركه، لأنه سمع منه شيئا يخالف السنة.
قلت: كان يدري الكلام على رأي الأشعري، وكان شيخ الإسلام أثريا قحا، ينال من المتكلمة، فلهذا أعرض عن الحيري، والحيري: فثقة عالم، أكثر عنه البيهقي والناس.
قال الحسين بن علي الكتبي: خرج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطه إلى أن ذهب بصره، فكان يأمر فيما يخرجه لمن يكتب، ويصحح هو، وقد تواضع بأن خرج لي فوائد، ولم يبق أحد ممن خرج له سواي.
قال محمد بن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنصاري يقول: إذا ذكرت التفسير، فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير. وسمعته ينشد على منبره:
أنا حنبلي ما حييت وإن أمت | فوصيتي للناس أن يتحنبلوا |
نزل المشيب بلمتي فأراني | نقصان دهر طالما أرهاني* |
أنا حنبلي ما حييت وإن أمت | فوصيتي ذاكم إلى الإخوان |
إذ دينه ديني وديني دينه | ما كنت إمعة له دينان |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 36
عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي. الحافظ العارف، من ولد أبي أيوب الأنصاري رضي الله.
قال عبد الغافر: كان إماما كاملا في التفسير، حسن السيرة في التصوف، على حظ تام من معرفة العربية، والحديث، والتواريخ، والأنساب، قائما بنصر السنة والدين، من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا غيره، وقد تعرضوا بسبب ذلك إلى إهلاكه مرارا، فكفاه الله شرهم.
قال ابن طاهر: سمعته يقول بهراة: عرضت على السيف خمس مرات لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، ولكن يقال لي: اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت. وسمعته يقول: أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سردا.
سمع من عبد الجبار الجراحي، وأبي الفضل الجارودي، ويحيى بن عمار السجزي المفسر، وأبي ذر الهروي، وخلائق.
وتخرج به خلق، وفسر القرآن زمانا، وكان يقول: إذا ذكرت التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير.
وله تصانيف منها «ذم الكلام» وكتاب «منازل السائرين» في التصوف، و «كتاب الفاروق» في الصفات، و «الأربعين» وغير ذلك.
وكان آية في التذكير والوعظ.
روى عنه أبو الوقت عبد الأول، وخلائق، آخرهم بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار.
ومولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، عن أربع وثمانين.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 255
عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي الحافظ العارف من ولد أبي أيوب الأنصاري
قال عبد الغافر كان إماما كاملا ومؤلفا في التفسير حسن السيرة في التصوف على حظ تام من معرفة العربية والحديث والتواريخ والأنساب قائما بنصر السنة والدين من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا غيره وقد تعرضوا بسبب ذلك إلى إهلاكه مرارا فكفاه الله شرهم
سمع من عبد الجبار الجراحي وأبي الفضل
الجارودي ويحيى بن عمار النحوي المفسر وأبي ذر الهروي وخلائق وتخرج به خلق وفسر القرآن زمانا وكان يقول إذا ذكرت التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير
وله تصانيف منها ذم الكلام وكتاب منازل السائرين في التصوف وكتاب الفاروق في الصفات وغير ذلك
وكان آية في التذكير والوعظ وروى عنه أبو الوقت عبد الأول وخلائق آخرهم بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار
مولده سنة ست وسبعين وثلاثمائة وكانت وفاته في شهر ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 137
الحافظ أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الحنبلي.
صاحب كتاب: منازل السائرين. م سنة 481 هـ رحمه الله تعالى.
كان بارعاً في اللغة، حافظاً للحديث، عارفاً بالتاريخ والأنساب.
دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 103
شيخ الإسلام الحافظ الإمام الزاهد أبو إسماعيل عبد الله بن محمد ابن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت الأنصاري الهروي
من ذرية أبي أيوب الأنصاري
ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة
وسمع أبا الفضل الجارودي وخلقاً وصنف ذم الكلام ومنازل السائرين والأربعين
وكان إمامًا متقنا قائما بنصر السنة ورد المبتدعة قال ابن طاهر وسمعته يقول بهراة عرضت على السيف خمس مرات لا يقال لي ارجع عن مذهبك ولكن يقال لي اسكت عمن خالفك فأقول لا أسكت وسمعته يقول أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سرداً
وقال غيره كان حافظًا للحديث بارعاً في اللغة آية في التصوف والوعظ
آخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار
مات في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 440
وشيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي الحافظ الزاهد
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 139
شيخ الإسلام
الإمام، الحافظ، الزاهد، أبو إسماعيل، عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت، الأنصاري، الهروي، من ذرية أبي أيوب الأنصاري، رضي الله عنه.
وله سنة ست وتسعين وثلاث مئة.
وسمع أبا منصور محمد بن محمد الأزدي، والحافظ أبا الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني الحافظ، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي [وأبا منصور أحمد بن أبي العلاء، ويحيى بن عمار السجستاني، ومحمد بن جبريل
الماحي] وعلي بن محمد بن محمد الطرازي، وأحمد بن محمد السليطي، والقاضي أبا بكر الحيري، ولم يحدث عنه، وأكثر عن أبي يعقوب القراب وطبقته. وسمع ’’جامع’’ الترمذي من عبد الجبار بن محمد الجراحي.
حدث عنه: المؤتمن الساجي، وابن طاهر المقدسي، وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي، وعبد الصبور بن عبد السلام الهروي، وعبد الملك الكروخي، وحنبل بن علي البخاري، وأبوالفتح محمد بن إسماعيل الفامي، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وغيرهم، وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار.
وله مصنفات عدة منها: كتاب ’’الفاروق في الصفات’’ وكتاب ’’ذم الكلام وأهله’’، وكتاب ’’منازل السائرين’’ و’’مناقب الإمام أحمد بن حنبل’’.
وكان سيفاً مسلولاً على المخالفين، وجذعاً في أعين المتكلمين، ومناقبه كثيرة، وقد امتحن غير مرة.
قال ابن طاهر: سمعته يقول بهراة: عرضت على السيف خمس مرات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي: اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت.
وسمعته يقول: أحفظ اثني عشر ألف حديثٍ أسردها سرداً.
قال أبو النضر الفامي: كان أبو إسماعيل بكر الزمان، وواسطة عقد المعاني، وصورة الإقبال في فنون الفضائل وأنواع المحاسن، منها نصرة الدين والسنة من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان، ولا وزير، وقد قاسى بذلك قصد الحساد في كل وقت، وسعوا في روحه مراراً، وعمدوا إلى إهلاكه أطواراً، فوقاه الله شرهم، وجعل قصدهم أقوى سببٍ لارتفاع شأنه.
وقال أبو الوقت عبد الأول: دخلت نيسابور، وحضرت عند الأستاذ أبي المعالي الجويني، فقال: من أنت؟ قلت: خادم الشيخ أبي إسماعيل الأنصاري، فقال: رضي الله عنه.
وقال ابن السمعاني: سألت إسماعيل الحافظ عن عبد الله بن محمد الأنصاري، فقال: إمام حافظ.
وقال شيخنا العلامة أبو العباس: هو إمام في الحديث والتصوف والتفسير، وهو في الفقه على مذهب أهل الحديث، يعظم الشافعي وأحمد ويقرن بينهما، وفي أجوبته في الفقه ما يوافق قول الشافعي تارة، وقول أحمد أخرى، والغالب عليه اتباع الحديث على طريقة ابن المبارك ونحوه.
وقال عبد الغافر بن إسماعيل: كان على حظ تام من معرفة العربية والحديث والتواريخ والأنساب، إماماً كاملاً في التفسير، حسن السيرة في التصوف، غير مشتغلٍ بكسب، مكتفياً بما يباسط به المريدين والأتباع من أهل مجلسه في العام مرة أو مرتين على رأس الملأ، فيحصل على ألوف من الدنانير وأعدادٍ من الثياب والحلي، فيأخذها، ويفرقها على اللحام والخباز، وينفق منها، ولا يأخذ من السلاطين ولا من أركان الدولة شيئاً، وقلما يراعيهم، ولا يدخل عليهم، ولا يبالي بهم، فبقي عزيزاً مقبولاً قبولاً أتم من الملك، مطاع الأمر نحواً من ستين سنة من غير مزاحمةٍ، وكان إذا حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة، وركب الدواب الثمينة، ويقول: إنما أفعل هذا إعزازاً للدين، ورغماً لأعدائه، حتى ينظروا إلى عزتي وتجملي فيرغبوا في الإسلام، ثم إذا انصرف إلى بيته عاد إلى المرقعة والقعود [مع الصوفية] في الخانقاه يأكل معهم، ولا يتميز بحال، وعنه أخذ أهل هراة التبكير بالفجر، وتسمية أولادهم - في الأغلب - بعبدٍ المضاف إلى أسماء الله.
وقال أبو سعد السمعاني: كان مظهراً للسنة، داعياً إليها، محرضاً عليها، وكان مكتفياً بما يباسط به المريدين، ما كان يأخذ من الظلمة شيئاً، وما كان يتعدى إطلاق ما ورد في الظواهر من الكتاب والسنة، معتقداً ما صح، غير مصرح بما يقتضيه تشبيه. وقال: من لم ير مجلسي وتذكيري، وطعن في فهو مني في حل.
وقال السلفي: سألت المؤتمن عن أبي إسماعيل الأنصاري فقال: كان آيةً في لسان التذكير والتصوف، من سلاطين العلماء، سمع ببغداد من أبي محمد الخلال وغيره، يروي في مجالسه أحاديث بالأسانيد، وينهى عن تعليقها عنه، وكان بارعاً في اللغة، حافظاً للحديث، قرأت عليه كتاب ’’ذم الكلام’’، وقد روى فيه حديثاً عن علي بن بشرى عن أبي عبد الله بن منده عن إبراهيم بن مرزوق، فقلت له: هذا هكذا؟ قال: نعم، وإبراهيم هوشيخ الأصم وطبقته، وهو إلى الآن في كتابه على الخطأ.
قال المؤتمن: وكان يدخل على الأمراء والجبابرة فما يبالي بهم، ويرى الغريب من المحدثين فيبالغ في إكرامه، قال لي مرة: هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن - يعني طلب الحديث - وسمعته يقول: تركت الحيري لله. قال: وإنما تركه؛ لأنه سمع منه شيئاً يخالف السنة.
وقال ابن طاهر: سمعت أبا إسماعيل يقول: إذا ذكرت التفسير، فإنما أذكره من مئة وسبعة تفاسير. وسمعته ينشد على منبره:
أنا حنبلي ما حييت وإن أمت | فوصيتي للناس أن يتحنبلوا |
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 3- ص: 1
عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور ابن مت شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي.
الحافظ العارف، من ولد أبي أيوب الأنصاري.
قال عبد الغافر: كان إماماً كاملا في التفسير، حسن السيرة في التصوف، على حظ تام من معرفة العربية، والحديث، والتواريخ، والأنساب، قائماً بنصر السنة والدين، من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا غيره، وقد تعرضوا بسبب ذلك إلى إهلاكه مرارا، فكفاه الله شرهم.
سمع من عبد الجبار الجراحي، وأبي الفضل الجارودي، ويحيى بن عمار
السجزي المفسر، وأبي ذر الهروي وخلائق.
وتخرج به خلق، وفسر القرآن زمانا، وكان يقول: إذا ذكرت التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير.
وله تصانيف منها ذم الكلام وكتاب منازل السائرين في التصوف، وكتاب الفاروق في الصفات، وغير ذلك.
وكان آية في التذكير والوعظ.
روى عنه أبو الوقت عبد الأول وخلائق، آخرهم بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار.
مولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
مكتبة وهبة - القاهرة-ط 1( 1976) , ج: 1- ص: 57