ابن سنان الخفاجي عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، ابو محمد الخفاجي الحلبي: شاعر. اخذ الادب عن ابي العلاء المعري وغيره. وكانت له ولاية بقلعة (عزاز) من اعمال حلب، وعصى بها، فاحتيل عليه بإطعامه (خشكناجة) مسمومة، فمات. وحمل إلى حلب. له (ديوان شعر - ط) و (سر الفصاحة - ط).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 122
ابن سنان الخفاجي اسمه عبد الله بن سعيد بن محمد بن سنان.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 266
الخفاجي الحلبي اسمه عبد الله بن سعيد بن محمد بن سنان الخفاجي الحلبي.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 327
الخفاجي الحلبي الشاعر اسمه عبد الله بن محمد بن سعيد.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
الخفاجي الحلبي عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، أبو محمد الحلبي الخفاجي الشاعر. أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري، وأبي نصر المنازي. وتوفي بقلعة عزاز مسموما سنة ست وستين وأربعمائة، وحمل إلى قلعة حلب وصلى عليه الأمير محمود بن صالح، وكان يرى رأي الشيعة الإمامية، ويرى ذم السلف، وكان قد عصى بقلعة عزاز من أعمال حلب، وكان بينه وبين أبي نصر محمد بن الحسين بن النحاس الوزير لمحمود وغيره مودة مؤكدة، فأمر محمود أبا نصر أن يكتب إلى الخفاجي كتابا يستعطفه ويؤنسه، وقال: إنه لا يأمن إلا إليك ولا يثق إلا بك، فكتب إليه كتابا فلما فرغ منه وكتب إن شاء الله تعالى شدد النون من إن شاء الله، فلما قرأه الخفاجي خرج من عزاز قاصدا حلب، فلما كان على ظهر الطريق أعاد النظر في الكتاب فلما رأى التشديدة على النون أمسك رأس فرسه وفكر في نفسه وأن ابن النحاس لم يكتب هذا عبثا، فلاح له أنه أراد ’’إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك’’ فرجع إلى عزاز وكتب الجواب: أنا الخادم المعترف بالانعام، وكسر الألف من أنا وشدد النون وفتحها، فلما وقف أبو نصر على ذلك سر به وعلم أنه قصد: ’’إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها’’، وكتب الجواب يسنصوب رأيه فكتب الخفاجي إليه:
خف من أمنت ولا تركن إلى أحد | فما نصحتك إلا بعد تجريب |
إن كانت الترك فيهم غير وافية | فما تزيد على غدر الأعاريب |
تمسكوا بوصايا اللؤم بينهم | وكاد أن يدرسوها في المحاريب |
وقالوا: قد تغيرت الليالي | وضيعت المنازل والحقوق |
فأقسم ما استجد الدهر خلقا | ولا عدوانه إلا عتيق |
أليس يرد عن فدك علي | ويملك أكثر الدنيا عتيق |
بقيت وقد شطت بكم النوى | وما كنت أخشى أنني بعدكم أبقى |
وعلمتموني كيف أصبر عنكم | وأطلب من رق الغرام بكم عتقا |
فما قلت يوما للبكاء عليكم | رويدا ولا للشوق نحوكم رفقا |
وما الحب إلا أن أعد قبيحكم | ألي جميلا والقلى منكم عشقا |
هل تسمعون شكاية من عاتب | أو تقبلون إنابة من تائب |
أم كلما يتلو الصديق عليكم | في جانب وقلوبكم في جانب |
أما الوشاة فقد أصابوا عندكم | سوقا تنفق كل قول كاذب |
فمللتم من صابر ورقدتم | عن ساهر وزهدتم في راغب |
وأقل ما حكم الملال عليكم | سوء القلى وسماع قول العائب |
ما على محسنكم لو أحسنا | إنما نطلب شيئا هينا |
قد شجانا اليأس من بعدكم | فادركونا بأحاديث المنى |
وعدوا بالوصل من طيفكم | مقلة تعرف فيكم وسنا |
لا وسحر بين أجفانكم | فتن الحب به من فتنا |
وحديث من مواعيدكم | تحسد العين عليها الأذنا |
ما رحلت العيس عن أرضكم | فرأت عيناي شيئا حسنا |
عطر الثناء تعطرت أوصافه | وحلت فكل فم بها مشغول |
ما كان يعلم قبل صوب ثنائه | أن الغمام المستهل بخيل |
ولو آن للأيام نار ذكائه | ما كان فيها بكرة وأصيل |
أملالة ضيعت ودي بعدما | وجبت عليك حقوقه الأسلاف |
أم شئت تعلم أن جودك لم يدع | شيئا وأن طباعك الإتلاف |
إذا هجوتكم لم أخش سطوتكم | وإن مدحت فما حظي سوى التعب |
فحين لم يك لا خوف ولا طمع | رغبت في الصمت إشفاقا على الكذب |
سلا ظبية الوعساء هل فقدت خشفا | فإنا لمحنا من مرابعها طرفا |
وقولا لخوط البان فليمسك الصبا | علينا فإنا قد عرفنا بها عرفا |
سرت من هضاب الشام وهي مريضة | فما ظهرت إلا وقد كاد أن تخفى |
عليلة أنفاس تداوي بها الجوى | وضعفا ولكنا نرجي بها ضعفا |
وهاتفة في البان تملي غرامها | وتتلو علينا من صبابتها صحفا |
عجبت لها تشكو الفراق جهالة | وقد جاوبت من كل ناحية إلفا |
ويشجي قلوب العاشقين حنينها | وما فهموا مما تغنت به حرفا |
ولو صدقت فيما تقول من الأسى | لما لبست طوقا ولا خضبت كفا |
أجارتنا أذكرت من كان ناسيا | وأضرمت نارا للصبابة لا تطفا |
وفي جانب الماء الذي تردينه | مواعيد ما ينكرون لثما ولا خلفا |
ومهزوزة للبان فيها تمايل | جعلن لها في كل قافية وصفا |
لبسنا عليها بالثنية ليلة | من الود لم يطو الصباح لها سجفا |
كأن الدجى لما تولت نجومه | مدبر حرب قد هزمنا له صفا |
كأن عليه للمجرة روضة | مفتحة الأنوار أو نثرة زغفا |
كأنا وقد ألقى إلينا هلاله | سلبناه جاما أو فصمنا له وقفا |
كأن السهى إنسان عين غريقة | من الدمع يبدو كلما ذرفت ذرفا |
كأن سهيلا فارس عاين الوغى | ففر ولم يشهد طرادا ولا زحفا |
كأن أفول الطرف طرف تعلقت | به سنة ما هب منها ولا أغفى |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0