الأشتر العلوي عبد الله (الاشتر) بن محمد (النفس الزكية) بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب: ثائر، من شجعان الطالبييين. خرج بالمدينة مع ابيه، على المنصور العباسي. وارسله ابوه إلى البصرة، ومعه اربعون رجلا، من الزيزدية، فاشترى خيلا، واظهر ان يريد المتاجرة بها. وركب البحر حتى بلغ السند، فخلا بأميرها (عمر بن حفص) واخذ امانه علىان يقبل ما جاء به او يكتم سره ويتركه يخرج من بلاده، ثم اخبره بقيام ابيه في المدينة، وان عمه ابراهيم بن عبد الله خرج ايضا بالبصرة وغلب عليها. فبايع ابن حفص لابي الاشتر (محمد بن عبد الله) واخذ له بيعة قواده. وبينما هو يتهيأ للخروج، اتاه نعي ابي الاشتر، فعزى ابنه وكتم الامر. ورحل الاشتر إلى السند، بتوصية من ابن حفص إلى احد ملوكها غير المسلمين، فلقى منه اكراما كثيرا، واقام اربع سنوات، اسلم فيها على يديه عدد كبير. ووصل خبره إلى المنصور، في العراق، فنقل عمر بن حفص إلى افريقية، وولى على السند هشام بن عمرو بن بسطام التغلبي، وامره بأن يكاتب الملك الذي عنده الاشتر لتسليمه اليه، والا حاربه. ووصل هشام إلى السند. وهنا تختلف الروايات قليلا، فيما صنع، فيقول الطبري: ان هشاما تغاضى في اول الامر، ثم رؤى الاشتر على شاطئ (مهران) يتنزه، ومعه جمع، فقتلوا جميعا، وقذف الاشتر في (مهران) رماه اصحابه لئلا يؤخذ رأسه. ويقول صاحب (المصابيح): (اراد الاشتر ان يخرج من السند إلى خراسان - وكان على اتصال بواليها عبد الجبار بن عبد الرحمن الخراساني الخزاعي - فقاتله هشام التغلبي، وقتل من الفريقين زهاء ثلاثة آلاف رجل، وكان بينهما قدر خمسين وقعة في نحو سنة، وقتل الاشتر في الحرب، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. وكان آدم اللون، مديد القامة، صبيح الوجه، تام الخلق، يقاتل فارسا وراجلا) ويوقل ابو الفرج الاصفهاني (في مقاتل الطالبيين): ان هشاما قتله وبعث برأسه إلى المنصور، فأرسله هذا إلى المدينة، وعليها الحسن بن زيد (فجعلت الخطباء تخطب، وتذكر المنصور و، وتثني عليه، والحسن بن زيد على المنبر، ورأس الاشتر بين يديه).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 116