أبو العباس السفاح عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ابو العباس: اول خلفاء الدولة العباسية، واحد الجبارين الدهاة من ملوك العرب. ويقال له (المرتضى) و (القائم). ولد ونشأ بالشراة (بين الشام والمدينة) وقام بدعوته ايو مسلم الخراساني مقوض عرش الدولة الاموية، بويع له بالخلافة جهرا في الكوفة سنة 132هـ. وصفا له الملك بعد مقتل مروان بن محمد (آخر ملوك الامويين في الشام) وكافأ ابا مسلم بأن ولاه خراسان. وكان شديد العقوبة، عظيم الانتقام، تتبع بقايا الامويين بالقتل والصلب والاحراق حتى لم يبق منهم غير الاطفال والجالين إلى الاندلس. ولقب بالسفاح لكثرة ما سفح من دمائهم. وكانت اقامته بالانبار، حيث بنى مدينة سماها (الهاشمية) وجعلها مقر خلافته. وهو اول من احدث الوزارة في الاسلام، وكان الامويون يتخذون رجالا من الخاصة يستشيرونهم في بعض شؤونهم. وكان سخيا جدا، وهو اول من وصل بمليوني درهم من خلفاء الاسلام. وكان يلبس خاتمه باليمين ويوصف بالفصاحة والعلم والادب، ول كلمات مأثورة. كانت في ايامه ثورات قمعتها القوة وفتوة الملك. ومرض بالجدري فتوفى شابا بالانبار. ومما كتب في سيرته (اخبار السفاح) للمدائني، و (اخبار ابي العباس) للخزاز.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 116

السفاح أمير المؤمنين، أول خلفاء بني العباس، اسمه عبد الله بن محمد.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

أميرالمؤمنين السفاح عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أمير المؤمنين أبو العباس السفاح، أول خلفاء بني العباس. ولد بالحميمة. وكان شابا طويلا أبيض، مليح الوجه واللحية. أمه ريطة الحارثية. حدث عن إبراهيم بن محمد الإمام وهو أخوه. مولده سنة ثمان ومائة، وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة بالجدري، وعاش ثلاثا وثلاثين سنة. وقال خليفة: مات ابن ثمان وعشرين سنة. وبويع بالكوفة في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين ومائة؛ وهو ابن أربع وعشرين سنة، وقيل ابن ثمان وعشرين سنة! وكانت ولايته أربع سنين وثمانية أشهر. ولما صعد المنبر خطب قائما، فقال الناس: يا ابن عم رسول الله أحييت السنة، وكانت بنو أمية يخطبون قعودا، وقتل أبا سلمة الخلال، وكان القائم بالدعوة وأضمر خلع بني العباس وتصيير الأمر إلى آل علي بن أبي طالب. وعهد إلى أخيه عبد الله المنصور وصرف البيعة عن عمه عبد الله ابن علي، وقال وهو مريض وقد دخل عليه الطبيب:

ولقب القائم والمرتضى والمهتدي والمبيح وغير ذلك، وأشهر ألقابه السفاح ولم يحج في خلافته. وصل عبد الله بن الحسن بن الحسن بألفي ألف درهم وهو أول خليفة وصل بهذه الجملة. كاتبه أبو الجهم بن عطية وأبو العباس خالد بن برمك بعدما كان وزيرهم أبو سلمة الخلال. حاجبه أبو حسان مولاه، ويقال أبو غسان صالح بن الهيثم، وقيل محمد بن صول، وكان قد وقع في سبي يزيد بن المهلب، وكان مولاه فأنكر ذلك وادعى أنه مولى المنصور. ونقش خاتمه: الله ثقة عبد الله وبه يؤمن! ولما تولى الخلافة وأصعده أبو مسلم الخراساني على المنبر أرتج عليه فقال:
وأخذ سيفه في يده ونزل، فعجب الناس من بلاغته وإصابته المعنى. وهو أول من نزل العراق من خلفاء بني العباس. بني له المدينة الهاشمية إلى جانب الأنبار وفيها قبره إلى الآن، وهي المعروفة الآن بالأنبار لأن الأولى درست. وكان من أكرم الناس في المعاشرة وأسمحهم بالمال. ومن شعره قوله في بني أمية:
وقوله أيضا:
ومن كلامه: إذا عظمت القدرة قلت الشهوة. وما أقبح الدنيا بنا إذا كانت لنا وأولياءنا خالون من حسن آثارها. الأناة محمودة إلا عند إمكان الفرصة. ولما وقع في النزع كان آخر كلامه: إليك يا رب لا إلى النار.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0

السفاح الخليفة، أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن حبر الأمة عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي، الهاشمي العباسي، أول الخلفاء من بني العباس.
كان شابا مليحا مهيبا أبيض طويلا وقورا هرب السفاح وأهله من جيش مروان الحمار، وأتوا الكوفة لما استفحل لهم الأمر
بخراسان. ثم بويع في ثالث ربيع الأول، سنة اثنتين وثلاثين ومائة، ثم جهز عمه عبد الله بن علي في الجيش، فالتقى هو ومروان الحمار على كشاف، فكانت وقعة عظيمة، ثم تفلل جمع مروان، وانطوت سعادته.
ولكن لم تطل أيام السفاح، ومات في ذي الحجة، سنة ست وثلاثين ومائة، وعاش: ثمانيا وعشرين سنة، في قول.
وقال الهيثم بن عدي، وابن الكلبي: عاش ثلاثا وثلاثين سنة، وقام بعده المنصور أخوه.
وقيل: بل مولده سنة خمس ومائة. وقيل: خرج آل العباس هاربين إلى الكوفة، فنزلوا على أبي سلمة الخلال، فآواهم في سرب في داره. وكان أبو مسلم قد استولى على خراسان، وعين لهم يوما يخرجون فيه، فخرجوا في جمع كثيف من الخيالة والحمارة والرجالة فنزل الخلال إلى السرداب وصاح: يا عبد الله مد يدك فتبارى إليه الأخوان فقال: أيكما الذي معه العلامة؟.
قال المنصور: فعلمت أني أخرت لأني لم يكن معي علامة. فتلا أخي العلامة، وهي {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة} الآية. فبايعه أبو سلمة، وخرجوا جميعا إلى جامع الكوفة، فبويع، وخطب في الناس، وهو يقول: فأملى الله لبني أمية حينا، فلما آسفوه، انتقم منهم بأيدينا ورد علينا حقنا فأنا السفاح المبيح والثائر المبير. وكان موعوكا فجلس على المنبر فنهض عمه داود من بين يديه فقال إنا والله ما خرجنا لنحفر نهرا ولا لنبني قصرا ولا لنكثر مالا وإنما خرجنا أنفة من ابتزازهم حقنا ولقد كانت أموركم تتصل بنا لكم ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس أن نحكم فيكم بما أنزل الله ونسير فيكم بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج عنا حتى نسلمه إلى عيسى بن مريم.
فقام السيد الحميري، وقال قصيدة. ثم نزل السفاح، ودخل القصر، وأجلس أخاه يأخذ بيعة العامة.
ومن كلامه: من شدد نفر، ومن لان تألف. ويقال: له هذان البيتان:

ثم تحول إلى الأنبار، وبها توفي.
وكان إذا علم بين اثنين تعاديا، لم يقبل شهادة ذا على ذا، ويقول: العداوة تزيل العدالة.
ثم إن أبا مسلم جهز من قتل أبا سلمة الخلال الوزير بعد العتمة غيلة، بعد أن قام من السمر عند السفاح، فقالت العامة: قتلته الخوارج. فقال سليمان بن مهاجر البجلي:
قتل بعد البيعة بأربعة أشهر.
وقيل: وجه عبد الله بن علي عم السفاح مشيخة شاميين إلى السفاح ليعجبه منهم، فحلفوا له: إنهم ما علموا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرابة يرثونه سوى بني أمية، حتى وليتم.
وعن السفاح، قال: إذا عظمت القدرة، قلت الشهوة، قل تبرع إلا ومعه حق مضاع الصبر حسن إلا على ما أوتغ الدين، وأوهن السلطان.
قال الصولي: أحضر السفاح جوهرا من جواهر بني أمية، فقسمه بينه وبين عبد الله بن حسن بن حسن. وكان يضرب بجود السفاح المثل. وكان إذا تعادى اثنان من خاصته، لم يسمع من أحدهما في الآخر، ويقول: الضغائن تولد العداوة.
وكان يحضر الغناء من وراء ستارة، كما كان يفعل أزدشير، ويجزل العطاء.
ولما جيء برأس مروان الحمار، سجد لله، وقال: أخذنا بثأر الحسين وآله، وقتلنا مائتين من بني أمية بهم.
وقيل: إن السفاح أعطى عبد الله بن حسن بن حسن ألفي ألف درهم.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 239