أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، ابو موسى، من بني الاشعر، من قحطان: صحابي، من الشجعان الولاة الفاتحين، واحد الحكمين اللذين رضي بهما علي ومعاوية بعد حرب صفين. ولد في زبيد (باليمن) وقدم مكة عند ظهور الاسلام، فأسلم، وهاجر إلى ارض الحبشة. ثم استعمله رسول الله (ص) على زبيد وعدن. وولاه عمر بن الخطاب البصرة سنة 17هـ ، فافتتح اصبهان والاهواز. ولما ولي عثمان اقره عليها. ثم عزله، فانتقل إلى الكوفة، فطلب اهلها من عثمان توليته عليهم، فولاه، فأقام بها الىان قتل عثمان فأقره علي. ثم كانت وقعة الجمل وارسل علي يدعو أهل الكوفة لينصروه، فامرهم ابو موسى بالقعود في الفتنة، فعزله علي، فأقام إلى ان كان التحكيم وخدعه عمرو بن العاص، فارتد ابو موسى إلى الكوفة، فتوفى فيها. وكان احسن الصحابة صوتا في التلاوة، خفيف الجسم، قصيرا. وفي الحديث: سيد الفوارس ابو موسى. له 355 حديثا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 114

أبو موسى الأشعري اسمه عبد الله بن قيس.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 436

عبد الله بن قيس الأشعري (ب د ع) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب أبو موسى الأشعري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. واسم الأشعر نبت، وأمه ظبية بنت وهب، امرأة من عك، أسلمت وماتت بالمدينة.
ذكر الواقدي أن أبا موسى قدم مكة، فحالف أبا أحيحة سعيد بن العاص بن أمية، وكان قدومه مع إخوته في جماعة من الأشعريين، ثم أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة.
وقالت طائفة من العلماء بالنسب والسير: إن أبا موسى لما قدم مكة، وحالف سعيد بن العاص، انصرف إلى بلاد قومه ولم يهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مع إخوته فصادف قدومه قدوم السفينتين من أرض الحبشة.
قال أبا عمر: الصحيح أن أبا موسى رجع بعد قدومه مكة ومحالفته من حالف من بني عبد شمس إلى بلاد قومه، وأقام بها حتى قدم مع الأشعريين نحو خمسين رجلا في سفينة، فألقتهم الريح إلى النجاشي، فوافقوا خروج جعفر وأصحابه منها، فأتوا معهم وقدم السفينتان معا: سفينة جعفر، وسفينة الأشعريين، على النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح خيبر. وقد قيل: إن الأشعريين إذ رمتهم الريح إلى الحبشة أقاموا بالحبشة مدة، ثم خرجوا عند خروج جعفر، رضي الله عنه، فلهذا ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، والله أعلم وكان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على زبيد وعدن، وأستعمله عمر رضي الله عنه على البصرة، وشهد وفاة أبي عبيدة بن الجراح بالشام.
قال لمازة بن زبار: ما كان يشبه كلام أبي موسى إلا بالجزار الذي لا يخطئ المفصل.
وقال قتادة: بلغ أبا موسى أن قوما يمنعهم من الجمعة أن ليس لهم ثياب، فخرج على الناس في عباءة.
وقال ابن إسحاق: في سنة تسع عشرة بعث سعد بن أبي وقاص عياض بن غنم إلى الجزيرة، وبعث معه أبا موسى وابنه عمر بن سعد، وبعث عياض أبا موسى إلى نصيبين فافتتحها في سنة تسع عشرة. وقيل: إن الذي أرسل عياضا أبو عبيدة بن الجراح، فوافق أبا موسى، فافتتحا حران ونصيبين.
وقال خليفة: قال عاصم بن حفص: قدم أبو موسى إلى البصرة سنة سبع عشرة واليا، بعد عزل المغيرة، وكتب إليه عمر رضي الله عنه: أن سر إلى الأهواز فأتى الأهواز فافتتحها عنوة- وقيل: صلحا- وافتتح أبو موسى أصبهان سنة ثلاث وعشرين، قاله ابن إسحاق.
وكان أبو موسى على البصرة لما قتل عمر، رضي الله عنه، فأقره عثمان عليها، ثم عزله واستعمل بعده ابن عامر، فعمار من البصرة إلى الكوفة، فلم يزل بها حتى أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص، وطلبوا من عثمان أن يستعمله عليهم، فاستعمله، فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان، رضى الله عنه. فعزله علي عنها.
قال عكرمة: لما كان يوم الحكمين، حكم معاوية عمرو بن العاص، قال الأحنف بن قيس لعلي: يا أمير المؤمنين، حكم ابن عباس، فإنه نحوه. قال: أفعل. فقالت اليمانية: يكون أحد الحكمين منا. واختاروا أبا موسى، فقال ابن عباس لعلي: علام تحكم أبا موسى؟ فو الله لقد عرفت رأيه فينا، فو الله ما نصرنا، وهو يرجونا، فتدخله الآن في معاقد الأمر مع أن أبا موسى ليس بصاحب ذلك! فاجعل الأحنف فإنه قرن لعمرو. فقال: أفعل، فقالت اليمانية أيضا- منهم الأشعث بن قيس وغيره-: لا يكون فيها إلا يمان، ويكون أبا موسى. فجعله علي رضي الله عنه، وقال له ولعمرو: أحكمكما على أن تحكما بكتاب الله، وكتاب الله كله معي، فإن لم تحكما بكتاب الله فلا حكومة لكما. ففعلا ما هو مذكور في التواريخ، وقد استقصينا ذلك في الكامل في التاريخ.
ومات أبو موسى بالكوفة، وقيل: مات بمكة سنة اثنتين وأربعين. وقيل: سنة أربع وأربعين، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وقيل: توفي سنة تسع وأربعين. وقيل: سنة خمسين، وقيل. سنة اثنتين وخمسين. وقيل: سنة ثلاث وخمسين والله أعلم.
أخرجه الثلاثة

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 729

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 364

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 263

أبو موسى الأشعري (ب ع س) أبو موسى الأشعري، واسمه عبد الله بن قيس. وقد ذكرناه في اسمه في العين، ونسبناه هناك، وذكرنا شيئا من أخباره. وأمه امرأة من عك أسلمت وماتت بالمدينة.
قال طائفة منهم الواقدي: كان أبو موسى حليفا لسعيد بن العاص، ثم أسلم بمكة وهاجر إلى الحبشة، ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر.
وقال الواقدي، عن خالد بن إياس، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم- وكان علامة نسابة- قال: ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة، وليس له حلف في قريش، ولكنه أسلم قديما بمكة، ثم رجع إلى بلاد قومه، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين جعفر وأصحابه من أرض الحبشة، ووافق رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فقالوا: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل السفينتين، وإنما الأمر على ما ذكرته.
قال أبو عمر: إنما ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة لأنه أقبل مع قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا في سفينة، فألقتهم إلى الحبشة، وخرجوا مع جعفر وأصحابه هؤلاء في سفينة، وهؤلاء في سفينة، فقدموا جميعا حين افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فقسم لأهل السفينتين.
ويصدق هذا القول ما أخبرنا به يحيى بن محمود وأبو ياسر بإسنادهما، عن مسلم بن الحجاج: حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني قالا: حدثنا أبو أسامة، حدثني بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين أنا وأخوان لي، أنا أصغرهما- أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم، إما قال: بضع، وإما قال: ثلاثة وخمسون رجلا من قومي- قال: فركبنا السفينة، فألقتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا هاهنا، وأمرنا بالإقامة، فأقيموا. فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا. قال: فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا- أو قال: أعطانا منها- وما قسم لأحد غاب عن خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه.
وهذا حديث صحيح. وقيل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لهم.
واستعمله عمر بن الخطاب على البصرة بعد المغيرة بن شعبة، ثم إن عثمان عزله، فلما منع أهل الكوفة سعيد بن العاص أميرهم على الكوفة، طلبوا من عثمان أن يستعمل عليهم أبا موسى، فاستعمله، فلم يزل عليها حتى استخلف علي، فأقره عليها. فلما سار علي إلى البصرة ليمنع طلحة والزبير عنها، أرسل إلى أهل الكوفة يدعوهم لينصروه، فمنعهم أبو موسى وأمرهم بالقعود في الفتنة، فعزله علي عنها، وصار أحد الحكمين، فخدع فانخدع، وسار إلى مكة فمات بها. وقيل: مات بالكوفة سنة اثنتين وأربعين. وقيل: سنة أربع وأربعين. وقيل: سنة خمسين. وقيل: سنة اثنتين وخمسين.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى مختصرا، وأخرجه أبو عمر مطولا، وقد تقدم في اسمه أكثر من هذا.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1406

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 6- ص: 299

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 5- ص: 306

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن غنم بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر، أبو موسى الأشعري.
مشهور باسمه، وكنيته معا، وأمه ظبية بنت وهب بن عك، أسلمت وماتت بالمدينة، وكان هو سكن الرملة، وخالف سعيد بن العاص ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة.
وقيل: بل رجع إلى بلاد قومه ولم يهاجر إلى الحبشة، وهذا قول الأكثر، فإن موسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي لم يذكروه في مهاجرة الحبشة.
وقدم المدينة بعد فتح خيبر، صادفت سفينته سفينة جعفر بن أبي طالب، فقدموا جميعا. واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على بعض اليمن: كزبيد، وعدن وأعمالهما، واستعمله عمر على البصرة بعد المغيرة، فافتتح الأهواز ثم أصبهان، ثم استعمله عثمان على الكوفة، ثم كان أحد الحكمين بصفين، ثم اعتزل الفريقين.
وأخرج ابن سعد والطبري من طريق عبد الله بن بريدة أنه وصف أبا موسى فقال: كان خفيف الجسم، قصيرا ثطا.
وروى أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الخلفاء الأربعة، ومعاذ، وابن مسعود، وأبي بن كعب، وعمار.
روى عنه أولاده: موسى، وإبراهيم، وأبو بردة، وأبو بكر، وامرأته أم عبد الله ومن الصحابة: أبو سعيد، وأنس، وطارق بن شهاب. ومن كبار التابعين فمن بعدهم: زيد بن وهب، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعبيد بن عمير، وقيس بن أبي حازم، وأبو الأسود، وسعيد بن المسيب، وزر بن حبيش، وأبو عثمان النهدي، وأبو رافع الصائغ، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وربعي بن حراش، وحطان الرقاشي، وأبو وائل، وصفوان بن محرز، وآخرون.
قال مجاهد، عن الشعبي: كتب عمر في وصيته: لا يقر لي عامل أكثر من سنة، وأقروا الأشعري أربع سنين، وكان حسن الصوت بالقرآن.
وفي الصحيح المرفوع: لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود. وقال أبو عثمان النهدي: ما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا ناي أحسن من صوت أبي موسى بالقرآن، وكان عمر إذا رآه قال: ذكرنا ربنا يا أبا موسى. وفي رواية شوقنا إلى ربنا، فيقرأ عنده.
وكان أبو موسى هو الذي فقه أهل البصرة وأقرأهم. وقال الشعبي: انتهى العلم إلى ستة، فذكره فيهم.
وذكره البخاري من طريق الشعبي بلفظ العلماء.
وقال ابن المدائني: قضاة الأمة أربعة: عمر، وعلي، وأبو موسى، وزيد بن ثابت.
وأخرج البخاري من طريق أبي التياح، عن الحسن، قال: ما أتاها- يعني البصرة- راكب خير لأهلها منه، يعني من أبي موسى.
وقال البغوي: حدثنا علي بن مسلم، حدثنا أبو داود، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس: كان لأبي موسى سراويل يلبسه بالليل مخافة أن ينكشف- صحيح.
وقال أصحاب الفتوح: كان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على زبيد وعدن وغيرهما من اليمن وسواحلها، ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وشهد فتوح الشام ووفاة أبي عبيدة، واستعمله عمر علي إمرة البصرة بعد أن عزل المغيرة، وهو الذي افتتح الأهواز وأصبهان، وأقره عثمان علي عمله قليلا ثم صرفه، واستعمل عبد الله بن عامر، فسكن الكوفة وتفقه به أهلها حتى استعمله عثمان عليهم بعد عزل سعيد بن العاص.
قال البغوي: بلغني أن أبا موسى مات سنة اثنتين. وقيل أربع وأربعين، وهو ابن نيف وستين.
قلت: بالأول جزم ابن نمير، وغيره، وبالثاني أبو نعيم وغيره.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: عاش ثلاثا وستين. وقال الهيثم وغيره: مات سنة خمسين، زاد خليفة: ويقال سنة إحدى. وقال المدائني: سنة ثلاث وخمسين. واختلفوا هل مات بالكوفة أو بمكة؟

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 181

أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس. مشهور بكنيته واسمه جميعا، لكن كنيته أكثر. تقدم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 322

أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن حضار. هو أبو موسى الأشعري اليماني، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قدم عليه مسلما مع أصحاب السفينتين من الحبشة. استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على زبيد وعدن. وولي الكوفة والبصرة لعمر وحفظ الكثير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان من أجلاء الصحابة. توفي سنة أربع وأربعين على الصحيح.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0

أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، الإمام الكبير، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم، أبو موسى الأشعري التميمي الفقيه المقرئ.
حدث عنه: بريدة بن الحصيب، وأبو أمامة الباهلي، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وطارق بن شهاب، وسعيد بن المسيب، والأسود بن يزيد، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وزيد بن وهب، وأبو عثمان النهدي، وأبو عبد الرحمن النهدي، ومرة الطيب، وربعي بن حراش، وزهدم بن مضرب، وخلق سواهم.
وهو معدود فيمن قرأ على النبي -صلى الله عليه وسلم، أقرأ أهل البصرة وفقههم في الدين، قرأ عليه حطان بن عبد الله الرقاشي، وأبو رجاء العطاردي.
ففي ’’الصحيحين’’: عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما’’.
وقد استعمله النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعاذا على زبيد وعدن، وولي إمرة الكوفة لعمر، وإمرة البصرة، وقدم ليالي فتح خيبر، وغزا وجاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم، وحمل عنه علما كثيرا.
قال سعيد بن عبد العزيز: حدثني أبو يوسف حاجب معاوية: أن أبا موسى الأشعري قدم على معاوية، فنزل في بعض الدور بدمشق، فخرج معاوية من الليل ليستمع قراءته.
قال أبو عبيد: أم أبي موسى هي: ظبية بنت وهب، كانت أسلمت وماتت بالمدينة.
وقال ابن سعد: حدثنا الهيثم بن عدي قال: أسلم أبو موسى بمكة، وهاجر إلى الحبشة، وأول مشاهده خيبر، ومات سنة اثنتين وأربعين.
قال أبو أحمد الحاكم: أسلم بمكة ثم قدم مع أهل السفينتين بعد فتح خيبر بثلاث، فقسم لهم النبي -صلى الله عليه وسلم، ولي البصرة لعمر وعثمان، وولي الكوفة وبها مات.
وقال ابن مندة: افتتح أصبهان زمن عمر.
وقال العجلي: بعثه عمر أميرا على البصرة، فأقرأهم وفقههم، وهو فتح تستر، ولم يكن في الصحابة أحد أحسن صوتا منه.
قال حسين المعلم: سمعت ابن بريدة يقول: كان الأشعري قصيرا، أثط، خفيف الجسم.
وأما الواقدي فقال: حدثنا خالد بن إلياس، عن أبي بكر بن أبي جهم قال: ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة، ولا حلف له في قريش، وقد كان أسلم بمكة، ورجع إلى أرضه حتى قدم هو وأناس من الأشعريين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة.
وروى أبو بردة، عن أبي موسى قال: خرجنا من اليمن في بضع وخمسين من قومي، ونحن ثلاثة إخوة: أنا وأبو رهم وأبو عامر، فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي، وعنده جعفر وأصحابه، فأقبلنا حين افتتحت خيبر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم إلي’’.
وفي رواية: أنا وأخواي أبو رهم وأبو بردة، أنا أصغرهم.
أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا يحيى بن أيوب، عن حميد، عن أنس، قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’يقدم عليكم غدا قوم هم أرق قلوبا للإسلام منكم’’، فقدم الأشعريون، فلما دنوا جعلوا يرتجزون:

فلما أن قدموا تصافحوا، فكانوا أول من أحدث المصافحة.
شعبة، عن سماك، عن عياض الأشعري، قال: لما نزلت: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} ؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’هم قومك يا أبا موسى، وأومأ إليه’’.
صححه الحاكم، والأظهر: أن لعياض بن عمرو صحبة، ولكن رواه جماعة عن شعبة أيضا ’’ح’’. وعبد الله بن إدريس، عن أبيه، كلاهما عن سماك، عن عياض، عن أبي موسى.
بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: لما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حنين، بعث أبا عامر الأشعري على جيش أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد وهزم الله أصحابه، فرمى رجل أبا عامر في ركبته بسهم فأثبته، فقلت: يا عم! من رماك؟ فأشار إليه، فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولى ذاهبا، فجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألست عربيا؟ ألا تثبت؟ قال: فكف، فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ضربتين فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: قد قتل الله صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء، فقال: يا ابن أخي، انطلق إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فأقرأه مني السلام، وقل له: يستغفر لي، واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيرا ثم مات، فلما قدمنا، وأخبرت النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ، ثم رفع يديه، ثم قال: ’’اللهم اغفر لعبيد أبي عامر’’ حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: ’’اللهم اجعله يوم
القيامة فوق كثير من خلقك’’، فقلت: ولي يا رسول الله، فقال: ’’اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما’’.
وبه، عن أبي موسى، قال: كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجعرانة، فأتى أعرابي، فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني، قال: ’’أبشر’’ قال: قد أكثرت من البشرى، فأقبل رسول الله علي وعلى بلال، فقال: ’’إن هذا قد رد البشرى فاقبلا أنتما’’ فقالا: قبلنا يا رسول الله، فدعا بقدح فغسل يديه ووجهه فيه، ومج فيه ثم قال: ’’اشربا منه وأفرغا على رءوسكما ونحوركما’’، ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر: أن فضلا لأمكما، فأفضلا لها منه.
مالك بن مغول، وغيره، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: خرجت ليلة من المسجد، فإذا النبي -صلى الله عليه وسلم- عند باب المسجد قائم، وإذا رجل يصلي، فقال لي: ’’يا بريدة، أتراه يرائي’’؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ’’بل هو مؤمن منيب، لقد أعطي مزمارا من مزامير آل داود’’، فأتيته فإذا هو أبو موسى فأخبرته.
أنبئونا عن أحمد بن محمد اللبان وغيره: أن أبا علي الحداد أخبرهم، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا ابن فارس، حدثنا محمد بن عاصم، حدثنا زيد بن الحباب، عن مالك بن مغول، حدثنا ابن بريدة، عن أبيه قال: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد وأنا على باب المسجد، فأخذ بيدي فأدخلني المسجد، فإذا رجل يصلي يدعو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.
قال: ’’والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب’’. وإذا رجل يقرأ فقال: ’’لقد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داود’’، قلت: يا رسول الله، أخبره؟ قال: ’’نعم’’ فأخبرته، فقال لي: لا تزال لي صديقا، وإذا هو أبو موسى.
رواه حسين بن واقد، عن ابن بريدة مختصرا.
وروى أبو سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’لقد أعطي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود’’.
خالد بن نافع: حدثنا سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعائشة مرا به وهو يقرأ في بيته، فاستمعا لقراءته، فلما أصبح أخبره النبي -صلى الله عليه وسلم، فقال: لو أعلم بمكانك لحبرته لك تحبيرا.
خالد: ضعف.
حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن أبا موسى قرأ ليلة، فقمن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يستمعن لقراءته، فلما أصبح أخبر بذلك، فقال: لو علمت لحبرت تحبيرا، ولشوقت تشويقا.
الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال: أتينا عليا فسألناه عن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم، قال: عن أيهم تسألوني؟ قلنا: عن ابن مسعود، قال: علم القرآن والسنة، ثم انتهى وكفى به علما، قلنا: أبو موسى قال: صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه، قلنا:
حذيفة؟ قال: أعلم أصحاب محمد بالمنافقين. قالوا: سلمان؟ قال: أدرك العلم الأول والعلم الآخر؛ بحر لا يدرك قعره، وهو منا أهل البيت. قالوا: أبو ذر؟ قال: وعى علما عجز عنه فسئل عن نفسه، قال: كنت إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت.
أبو إسحاق، سمع الأسود بن يزيد قال: لم أر بالكوفة أعلم من علي وأبي موسى.
وقال مسروق: كان القضاء في الصحابة إلى ستة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبي وزيد، وأبي موسى.
وقال الشعبي: يؤخذ العلم عن ستة: عمر، وعبد الله، وزيد، يشبه علمهم بعضه بعضا، وكان علي وأبي وأبو موسى يشبه علمهم بعضه بعضا، يقتبس بعضهم من بعض.
وقال داود عن الشعبي: قضاة الأمة: عمر، وعلي، وزيد، وأبو موسى.
أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، قال: لم يكن يفتي في المسجد زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير هؤلاء: عمر وعلي ومعاذ وأبي موسى.
قال أبو بردة: قال: إني تعلمت المعجم بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم، فكانت كتابتي مثل العقارب.
أيوب، عن محمد، قال عمر: بالشام أربعون رجلا، ما منهم رجل كان يلي أمر الأمة إلا أجزأه، فأرسل إليهم، فجاء رهط فيهم أبو موسى، فقال: إني أرسلك إلى قوم عسكر الشيطان بين أظهرهم، قال: فلا ترسلني. قال: إن بها جهادا ورباطا، فأرسله إلى البصرة.
قال الحسن البصري: ما قدمها راكب خير لأهلها من أبي موسى.
قال ابن شوذب: كان أبو موسى إذا صلى الصبح استقبل الصفوف رجلا رجلا يقرئهم، ودخل البصرة على جمل أورق، وعليه خرج لما عزل.
قتادة، عن أنس: بعثني الأشعري إلى عمر، فقال لي: كيف تركت الأشعري؟ قلت: تركته يعلم الناس القرآن، فقال أما إنه كيس، ولا تسمعها إياه.
قال أبو بردة: كتبت عن أبي أحاديث، ففطن بي، فمحاها، وقال: خذ كما أخذنا.
أبو هلال، عن قتادة قال: بلغ أبا موسى أن ناسا يمنعهم من الجمعة أن ليس لهم ثياب، فخرج على الناس في عباءة.
قال الزهري: استخلف عثمان فنزع أبا موسى عن البصرة، وأمر عليها عبد الله بن عامر بن كريز.
قال خليفة: ولي أبو موسى البصرة سنة سبع عشرة بعد المغيرة، فلما افتتح الأهواز استخلف عمران بن حصين بالبصرة -ويقال: افتتحها صلحا، فوظف عليها عشرة آلاف ألف وأربع مائة ألف.
وقيل: في سنة ثمان عشرة افتتح أبو موسى الرها وسميساط، وما والاها عنوة.
زهير بن معاوية: حدثنا حميد، حدثنا أنس، أن الهرمزان نزل على حكم عمر من تستر، فبعث به أبو موسى معي إلى أمير المؤمنين، فقدمت به، فقال له عمر: تكلم لا بأس عليك، فاستحياه، ثم أسلم وفرض له.
قال ابن إسحاق: سار أبو موسى من نهاوند، ففتح أصبهان سنة ثلاث وعشرين.
مجالد، عن الشعبي قال: كتب عمر في وصيته: ألا يقر لي عامل أكثر من سنة، وأقروا الأشعري أربع سنين.
حميد بن هلال، عن أبي بردة: سمعت أبي يقسم ما خرج حين نزع عن البصرة، إلا بست مائة درهم.
الزهري، عن أبي سلمة: كان عمر إذا جلس عنده أبو موسى، ربما قال له: ذكرنا يا أبا موسى، فيقرأ.
وفي رواية تفرد بها رشدين بن سعد: فيقرأ ويتلاحن.
وقال ثابت، عن أنس: قدمنا البصرة مع أبي موسى، فقام من الليل يتهجد، فلما أصبح قيل له: أصلح الله الأمير! لو رأيت إلى نسوتك وقرابتك وهم يستمعون لقراءتك، فقال: لو علمت لزينت كتاب الله بصوتي، ولحبرته تحبيرا.
قال أبو عثمان النهدي: ما سمعت مزمارا ولا طنبورا ولا صنجا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري؛ إن كان ليصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة من حسن صوته.
هشام بن حسان، عن واصل مولى أبي عيينة، عن لقيط، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: غزونا في البحر، فسرنا حتى إذا كنا في لجة البحر سمعنا مناديا ينادي: يا أهل
السفينة، قفوا أخبركم، فقمت فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا، حتى نادى سبع مرار، فقلت: ألا ترى في أي مكان نحن؟ إنا لا نستطيع أن نقف، فقال: ألا أخبرك بقضاء قضى الله على نفسه: إنه من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة. قال: وكان أبو موسى لا تكاد تلقاه في يوم حار إلا صائما.
ورواه ابن المبارك في ’’الزهد’’، حدثنا حماد بن سلمة، عن واصل.
الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: خرجنا مع أبي موسى في غزاة، فجننا الليل في بستان خرب، فقام أبو موسى يصلي وقرأ قراءة حسنة، وقال: اللهم أنت المؤمن تحب المؤمن، وأنت المهيمن تحب المهيمن، وأنت السلام تحب السلام.
وروى صالح بن موسى الطلحي، عن أبيه قال: اجتهد الأشعري قبل موته اجتهادا شديدا، فقيل له: لو أمسكت ورفقت بنفسك، قال: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها، أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك.
حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن أبا موسى كان له سراويل يلبسه مخافة أن يتكشف.
الأعمش، عن شقيق، قال: كنا مع حذيفة جلوسا، فدخل عبد الله وأبو موسى المسجد، فقال: أحدهما منافق، ثم قال: إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله.
قلت: ما أدري ما وجه هذا القول، سمعه عبد الله بن نمير منه، ثم يقول الأعمش: حدثناهم بغضب أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم، فاتخذه دينا.
قال عبد الله بن إدريس: كان الأعمش به ديانة من خشيته.
قلت: رمي الأعمش بيسير تشيع، فما أدري.
ولا ريب أن غلاة الشيعة يبغضون أبا موسى -رضي الله عنه؛ لكونه ما قاتل مع علي، ثم لما حكمه علي على نفسه عزله، وعزل معاوية، وأشار بابن عمر، فما انتظم من ذلك حال.
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا عيسى بن علقمة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: قلت لعلي يوم الحكمين: لا تحكم الأشعري؛ فإن معه رجلا
حذرا مرسا قارحا، فلزني إلى جنبه، فلا يحل عقدة إلا عقدتها، ولا يعقد عقدة إلا حللتها. قال: يا ابن عباس، ما أصنع؟ إنما أوتى من أصحابي قد ضعفت نيتهم وكلوا، هذا الأشعث يقول: لا يكون فيها مضريان أبدا حتى يكون أحدهما يمان، قال ابن عباس: فعذرته وعرفت أنه مضطهد.
وعن عكرمة قال: حكم معاوية عمرا، فقال الأحنف لعلي: حكم ابن عباس، فإنه رجل مجرب، قال: أفعل. فأبت اليمانية، وقالوا: حتى يكون منا رجل، فجاء ابن عباس إلى علي فقال: علام تحكم أبا موسى، لقد عرفت رأيه فينا، فوالله ما نصرنا، وهو يرجو ما نحن فيه، فتدخله الآن في معاقد أمرنا، مع أنه ليس بصاحب ذلك، فإذا أبيت أن تجعلني مع عمرو فاجعل الأحنف بن قيس؛ فإنه مجرب من العرب، وهو قرن لعمرو، فقال: نعم، فأبت اليمانية أيضا، فلما غلب جعل أبا موسى.
قال أبو صالح السمان: قال علي: يا أبا موسى، احكم ولو على حز عنقي.
زيد بن الحباب: حدثنا سليمان بن المغيرة البكري، عن أبي بردة، عن أبي موسى: أن معاوية كتب إليه: أما بعد، فإن عمرو بن العاص قد بايعني على ما أريد، وأقسم بالله لئن بايعتني على الذي بايعني لأستعملن أحد ابنيك على الكوفة، والآخر على البصرة؛ ولا يغلق دونك باب، ولا تقضى دونك حاجة، وقد كتبت إليك بخطي، فاكتب إلي بخط يدك.
فكتب إليه: أما بعد، فإنك كتبت إلي في جسيم أمر الأمة، فماذا أقول لربي إذا قدمت عليه، ليس لي فيما عرضت من حاجة، والسلام عليك.
قال أبو بردة: فلما ولي معاوية أتيته، فما أغلق دوني بابا، ولا كانت لي حاجة إلا قضيت.
قلت: قد كان أبو موسى صواما قواما، ربانيا، زاهدا، عابدا، ممن جمع العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر، لم تغيره الإمارة، ولا اغتر بالدنيا.
ومن عواليه:
أخبرنا الفقيهان: يحيى بن أبي منصور، وعبد الرحمن بن محمد كتابه، قالا: أخبرنا عمر بن محمد، أخبرنا هبة الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، حدثنا الأنصاري، حدثنا سليمان ’’ح’’. وبه إلى الشافعي، حدثنا محمد بن مسلمة -واللفظ له: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال:
كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، وكان القوم يصعدون ثنية أو عقبة، فإذا صعد الرجل قال: لا إله إلا الله والله أكبر -أحسبه قال: بأعلى صوته، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بغلته يعترضها في الجبل، فقال: ’’أيها الناس، إنكم لا تنادون أصم ولا غائبا’’، ثم قال: ’’يا عبد الله بن قيس، أو يا أبا موسى، ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة’’، قلت: بلى يا رسول الله، قال: ’’قل: لا حول ولا قوة إلا بالله’’.
قد مر أن أبا موسى توفي سنة اثنتين وأربعين.
وقال أبو أحمد الحاكم: توفي سنة اثنتين، وقيل: سنة ثلاث وأربعين.
وقال أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وقعنب بن المحرر: توفي سنة أربع وأربعين.
وأما الواقدي فقال: مات سنة اثنتين وخمسين، وقال المدائني: سنة ثلاث وخمسين بعد المغيرة.
وقد ذكرت في ’’طبقات القراء’’: توفي أبو موسى في ذي الحجة، سنة أربع وأربعين على الصحيح.
ابن سعد: أخبرنا يزيد وعفان، قالا: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، أن أبا موسى
كان حلو الصوت، فقام ليلة يصلي، فسمع أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم، فقمن يستمعن، فلما أصبح قيل له: إن النساء سمعنك، قال: لو علمت لحبرتكن تحبيرا، ولشوقتكن تشويقا.
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: كان عمر إذا رأى أبا موسى، قال: ذكرنا يا أبا موسى، فيقرأ عنده.
شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، قال عمر لأبي موسى: شوقنا إلى ربنا، فقرأ، فقالوا: الصلاة، فقال: أولسنا في صلاة!.
روى حميد بن هلال، عن أبي بردة قال: حدثتني أمي قالت: خرج أبو موسى حين نزع عن البصرة، ما معه إلا ست مائة درهم عطاء لعياله.
روى الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد قال: ما كنا نشبه كلام أبي موسى إلا بالجزار الذي ما يخطى المفصل.
عن بعضهم، أن أبا موسى أتى معاوية، وهو بالنخيلة، وعليه عمامة سوداء، وجبة سوداء، ومعه عصا سوداء.
ثابت، عن أنس قال: كان أبو موسى إذا نام لبس ثبانا مخافة أن تنكشف عورته.
منصور بن المعتمر، عن أبي عمرو الشيباني، قال: قال أبو موسى: لأن يمتلئ منخري من ريح جيفة، أحب إلي من أن يمتلئ من ريح امرأة.
ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن قزعة، عن عبد الرحمن ابن مولى أم برثن، قال: قدم أبو موسى الأشعري وزياد على عمر -رضي الله عنه، فرأى في يد زياد خاتما من ذهب، فقال: اتخذتم حلق الذهب، فقال أبو موسى: أما أنا فخاتمي من حديد، فقال عمر: ذاك أنتن أو أخبث، من كان متختما فليتختم بخاتم من فضة.
قال ابن بريدة: كان أبو موسى أثط قصيرا خفيف اللحم -رضي الله عنه.
وله في ’’مسند بقي’’ ثلاث مائة وستون حديثا.
وقع له في ’’الصحيحين’’ تسعة وأربعون حديثا، وتفرد البخاري بأربعة أحاديث، ومسلم بخمسة عشر حديثا، وكان إماما ربانيا.
جود ترجمته ابن سعد وابن عساكر.
قال الواقدي وغيره: قدم أبو موسى مكة، وحالف أبا أحيحة الأموي، وأسلم بمكة، وهاجر إلى الحبشة.
وقال أبو إسحاق السبيعي، عن أبي بردة، عن أبيه: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ننطلق مع جعفر إلى أرض النجاشي، فبعث قريش عمرا وعمارة بن الوليد، وجمعوا له هدية.
ولم يذكره ابن عقبة وابن إسحاق وأبو معشر فيمن هاجر إلى الحبشة.
قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، قال لي أبي: لو رأيتنا ونحن نخرج مع نبينا -صلى الله عليه وسلم؛ إذ أصابتنا السماء، لوجدت منا ريح الضأن من لباسنا الصوف.
قال حميد بن هلال، عن أبي بردة، قال: حدثتني أمي قالت: خرج أبوك حين نزع عن البصرة، وما معه إلا ست مائة درهم عطاء عياله.
سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، قال: دخلت على معاوية حين أصابته قرحته، فقال: هلم يا ابن أخي، فنظرت فإذا هو قد سبرت -يعني: قرحته- فقلت: ليس عليك بأس؛ إذ دخل ابنه يزيد، فقال له معاوية: إن وليت فاستوص بهذا، فإن أباه كان أخا لي أو خليلا، غير أني قد رأيت في القتال ما لم ير.
وقال أبو بردة: قال أبي: ائتني بكل شيء كتبته، فمحاه، ثم قال: احفظ كما حفظت.
ابن عون، عن الحسن، قال: كان الحكمان أبا موسى وعمرا؛ وكان أحدهما يبتغي الدنيا، والآخر يبتغي الآخرة.
حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أبي مجلز: أن أبا موسى قال: إني لأغتسل في البيت المظلم، فأحني ظهري حياء من ربي.
زهير بن معاوية، عن عبد الملك بن عمير قال: رأيت أبا موسى داخلا من هذا الباب وعليه مقطع ومطرف حيري.
عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن أبي موسى: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’اللهم اجعل عبيدا أبا عامر فوق أكثر الناس يوم القيامة’’، فقتل يوم أوطاس، فقتل أبو موسى قاتله.
الجريري، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى قال: أعمقوا لي قبري.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 80

أبو موسى الأشعري ومنهم العامل المعلم صاحب القراءة والمزمار، الرابض نفسه بالسياحة في المضمار، الأشعري أبو موسى عبد الله بن قيس بن حضار، كان بالأحكام والأقضية عالما، وفي أودية المحبة والمشاهدة هائما، وبقراءة القرآن في الحنادس مترنما وقائما، وفي طول الأيام والحرور طاويا وصائما، وقد قيل: «إن التصوف رتوع القلب الهائم، في مرتع العز الدائم»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا ابن نمير، عن طلحة بن يحيى، أخبرني أبو بردة، عن أبي موسى، رضي الله تعالى عنه، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا وأبا موسى رضي الله تعالى عنهما إلى اليمن، وأمرهما أن يعلما الناس القرآن»
حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا قرة بن خالد، ثنا أبو رجاء العطاردي، قال: ’’كان أبو موسى الأشعري يطوف علينا في هذا المسجد مسجد البصرة يقعد حلقا فكأني أنظر إليه بين بردين أبيضين يقرئني القرآن، ومنه أخذت هذه السورة: اقرأ باسم ربك الذي خلق ’’ قال أبو رجاء: «فكانت أول سورة أنزلت على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه وكيع وخالد بن الحارث، عن قرة مثله
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن أسيد، ثنا زكريا بن يحيى أبو الخطاب، ثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن أبي عامر الخزاز، عن الحسن، عن أبي موسى، قال: «إن أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم أعلمكم كتاب ربكم عز وجل وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وأنظف لكم طرقكم»
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا جعفر بن محمد الصايغ، ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن أبيه، قال: جمع أبو موسى القراء فقال: لا تدخلوا علي إلا من جمع القرآن، قال: فدخلنا عليه زهاء ثلاثمائة، فوعظنا وقال: أنتم قراء أهل البلد، فلا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب، ثم قال: لقد أنزلت سورة كنا نشبهها ببراءة طولا وتشديدا، حفظت منها آية: «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لالتمس إليهما واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب» وأنزلت سورة كنا نشبهها بالمسبحات أولها سبح لله، حفظت آية كانت فيها: «يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم ثم تسألون عنها يوم القيامة»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الحافظ الجرجاني، ثنا أحمد بن موسى بن العباس، ثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي، ثنا ابن علية، عن زياد بن مخراق، عن معاوية بن قرة، عن أبي كنانة، عن أبي موسى الأشعري، رضي الله تعالى عنه، أنه جمع الذين قرءوا القرآن فإذا هم قريب من ثلاثمائة، فعظم القرآن وقال: «إن هذا القرآن كائن لكم أجرا، وكائن عليكم وزرا، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن تبعه القرآن زخ في قفاه فقذفه في النار» رواه شعبة، عن زياد، مثله
حدثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا مالك بن مغول.. وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن مالك بن مغول، قال: سمعت عبد الله بن بريدة، يحدث عن أبيه، قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت الأشعري أبي موسى رضي الله تعالى عنه وهو يقرأ القرآن فقال: «لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود»، فحدثته بذلك فقال: أنت لي الآن صديق حين أخبرتني هذا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ’’ حدث به أبو إسحاق السبيعي والثوري وشريك والناس، عن مالك
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا خالد بن نافع، ثنا سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه ذات ليلة، وأبو موسى يقرأ في بيته، ومع النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله تعالى عنها، فقاما فاستمعا لقراءته، ثم إنهما مضيا فلما أصبح لقي أبو موسى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: «يا أبا موسى، مررت بك البارحة ومعي عائشة وأنت تقرأ في بيتك، فقمنا فاستمعنا لقراءتك»، فقال أبو موسى: يا نبي الله، أما إني لو علمت بمكانك لحبرت لك القرآن تحبيرا’’
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سعيد بن زربي، ثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود»
حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا علي بن أبي الأزهر المصري، ثنا أبو عمير عيسى بن محمد، ثنا أيوب بن سويد، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول لأبي موسى: «ذكرنا ربنا عز وجل» فيقرأ
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا عبد العزيز، ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا صفوان بن عيسى، ثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، قال: «صلى بنا أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه صلاة الصبح، فما سمعت صوت صنج ولا بربط كان أحسن صوتا منه»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا نصر بن علي، ثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، قال: كنا مع أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه في سفر فآوانا الليل إلى بستان حرث فنزلنا فيه، فقام أبو موسى من الليل يصلي، فذكر من حسن صوته ومن حسن قراءته قال: وجعل لا يمر بشيء إلا قاله، ثم قال: «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، وأنت المؤمن تحب المؤمن، وأنت المهيمن تحب المهيمن، وأنت الصادق تحب الصادق»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه قال: كنا مع أبي موسى في مسير له، فسمع الناس يتحدثون، فسمع فصاحة فقال: «ما لي يا أنس؟ هلم فلنذكر ربنا، فإن هؤلاء يكاد أحدهم أن يفري الأديم بلسانه» ثم قال لي: «يا أنس، ما أبطأ بالناس عن الآخرة، وما ثبرهم عنها؟» قال: قلت: الشهوات والشيطان، قال: «لا والله، ولكن عجلت لهم الدنيا، وأخرت الآخرة، ولو عاينوا ما عدلوا وما ميلوا»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحسن بن موسى الأشيب، ثنا شيبان، عن قتادة، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، قال: يا بني، لو شهدتنا ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابتنا السماء لحسبت أن ريحنا ريح الضأن ’’، رواه أبو عوانة وسعيد، ومحمد بن أبي حفصة، وخالد بن قيس وغيرهم، عن قتادة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الصمد، ثنا أبو هلال، ثنا قتادة، «أن أبا موسى، بلغه أن ناسا، يمنعهم من الجمعة أن لا ثياب لهم، فلبس عباءة ثم خرج فصلى بالناس»
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن صالح بن كيسان، عن يزيد الرقاشي، عن أبيه، عن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد مر بالصخرة من الروحاء سبعون نبيا حفاة عليهم العبا»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، ثنا أبو أسامة، عن يزيد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، رضي الله تعالى عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر نعتقب، قال: ونقبت أقدامنا ونقبت قدماي وتساقطت أظفاري، فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا الخرق ’’ قال أبو بردة: فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم ذكر ذلك فقال: ما كنت أصنع أن أذكر هذا الحديث، كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه وقال: الله يجزي به
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا مهدي بن ميمون، عن واصل، مولى أبي عيينة، عن لقيط، عن أبي بردة، عن أبي موسى، رضي الله تعالى عنه قال: خرجنا غازين في البحر، فبينما نحن والريح لنا طيبة والشراع لنا مرفوع، فسمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة، قفوا أخبركم، حتى والى بين سبعة أصوات، قال أبو موسى: فقمت على صدر السفينة فقلت: من أنت؟ ومن أين أنت؟ أوما ترى أين نحن؟ وهل نستطيع وقوفا؟ قال: فأجابني الصوت: ’’ألا أخبركم بقضاء قضاه الله عز وجل على نفسه؟ قال: قلت: بلى أخبرنا، قال: فإن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله عز وجل في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة ’’ قال: فكان أبو موسى يتوخى ذلك اليوم الحار الشديد الحر الذي يكاد ينسلخ فيه الإنسان فيصومه’’
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أبي مجلز، قال: قال أبو موسى: «إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي حتى آخذ ثوبي حياء من ربي عز وجل»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السري، ثنا ابن المبارك، عن شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، رضي الله تعالى عنه قال: «ما ينتظر من الدنيا إلا كلا محزنا، أو فتنة تنتظر»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى، رضي الله تعالى عنه قال: «إنما أهلك من كان قبلكم هذا الدينار والدرهم، وهما مهلكاكم» رواه أبو داود، عن شعبة، عن الأعمش، فرفعه
حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو القاسم المنيعي، ثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن سعيد الجريري، قال: سمعت غنيم بن قيس، يحدث عن أبي موسى، رضي الله تعالى عنه قال: إنما سمي القلب لتقلبه، وإنما مثل القلب مثل ريشة بفلاة من الأرض ’’ رواه ابن علية، عن الجريري، مثله
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الوهاب، ثنا عوف، عن قسامة بن زهير، قال: ’’خطبنا أبو موسى رضي الله تعالى عنه بالبصرة فقال: يا أيها الناس، ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع، ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها السفن لجرت’’
حدثنا أبي، وأبو محمد بن حيان، قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سنان، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سلام بن مسكين، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: «إن أهل النار ليبكون في النار حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت، وإنهم ليبكون الدم بعد الدموع، ولمثل ما هم فيه فليبك» رواه يزيد الرقاشي، عن صبيح، عن أبي موسى، مثله
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا محمود بن خالد، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، حدثني هارون بن رياب، عن عتبة بن غزوان الرقاشي، قال: قال لي أبو موسى الأشعري: ’’ما لي أرى عينك نافرة؟ فقلت: إني التفت التفاتة فرأيت جارية لبعض الجيش فلحظتها لحظة فصككتها صكة فنفرت فصارت إلى ما ترى، فقال: «استغفر ربك ظلمت عينك، إن لها أول نظرة، وعليك ما بعدها»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي موسى، قال: إن الشمس فوق الناس يوم القيامة، وأعمالهم تظلهم وتضحيهم’’
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا محمد بن مسعود، ثنا عثمان بن عمر، ثنا أبو عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، عن أبي بردة، عن أبي موسى، رضي الله تعالى عنه قال: ’’يؤتى بالعبد يوم القيامة فيستره الله تعالى بيده بينه وبين الناس، فيرى خيرا فيقول: قد قبلت، ويرى شرا ويقول: قد غفرت، فيسجد العبد عند الخير والشر، فيقول الخلائق: طوبى لهذا العبد الذي لم يعمل سوءا قط’’
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا عبد الله بن محمد العبسي، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن شقيق، عن أبي موسى، رضي الله تعالى عنه قال: ’’تخرج نفس المؤمن وهي أطيب ريحا من المسك، قال: فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون: من هذا معكم؟ فيقولون: فلان، ويذكرونه بأحسن عمله، فيقولون: حياكم الله وحيا من معكم، فتفتح له أبواب السماء، قال: فيشرق وجهه، قال: فيأتي الرب عز وجل ولوجهه برهان مثل الشمس، قال: وأما الآخر فتخرج روحه وهي أنتن من الجيفة فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون: من هذا معكم؟ فيقولون: فلان، ويذكرونه بأسوأ عمله، فيقولون: ردوه فما ظلمه الله شيئا ’’، قال: وقرأ أبو موسى: ’’{لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} [الأعراف: 40]’’
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن خالد ثنا عيسى بن يونس، عن عيسى بن سنان، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، قال: ’’دعا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فتيانه حين حضرته الوفاة فقال: اذهبوا واحفروا وأوسعوا وأعمقوا، فجاءوا فقالوا: قد حفرنا وأوسعنا وأعمقنا، فقال: والله إنها لإحدى المنزلتين، إما ليوسعن علي قبري حتى تكون كل زاوية منه أربعين ذراعا، ثم ليفتحن لي باب إلى الجنة فلأنظرن إلى أزواجي ومنازلي وما أعد الله تعالى لي من الكرامة، ثم لأكونن أهدى إلى منزلي مني اليوم إلى بيتي، ثم ليصيبني من ريحها وروحها حتى أبعث، ولئن كانت الأخرى، ونعوذ بالله منها، ليضيقن علي قبري حتى يكون في أضيق من القناة في الزج، ثم ليفتحن لي باب من أبواب جهنم فلأنظرن إلى سلاسلي وأغلالي وقرنائي، ثم لأكونن إلى مقعدي من جهنم أهدى مني اليوم إلى بيتي، ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث ’’ رواه الجريري، عن أبي العلاء، عن بعض حفدة أبي موسى، عن أبي موسى مثله
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، ثنا أبو عثمان، عن أبي بردة، قال: لما حضر أبا موسى الوفاة قال: «يا بني اذكروا صاحب الرغيف»، قال: ’’كان رجل يتعبد في صومعة، أراه قال: سبعين سنة، لا ينزل إلا في يوم واحد، قال: فشبه أو شب الشيطان في عينه امرأة، فكان معها سبعة أيام أو سبع ليال، قال: ثم كشف عن الرجل غطاؤه فخرج تائبا، فكان كلما خطا خطوة صلى وسجد، فآواه الليل إلى دكان كان عليه اثنا عشر مسكينا، فأدركه العياء فرمى بنفسه بين رجلين منهم، وكان ثم راهب يبعث إليهم كل ليلة بأرغفة فيعطي كل إنسان رغيفا، فجاء صاحب الرغيف فأعطى كل إنسان رغيفا، ومر على ذلك الرجل الذي خرج تائبا فظن أنه مسكين فأعطاه رغيفا، فقال المتروك لصاحب الرغيف: ما لك لم تعطني رغيفي ما كان بك عنه غنى؟ فقال: أتراني أمسكته عنك؟ سل: هل أعطيت أحدا منكم رغيفين؟ قالوا: لا، قال: تراني أمسكته عنك، والله لا أعطيك الليلة شيئا، فعمد التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه فدفعه إلى الرجل الذي ترك، فأصبح التائب ميتا، قال: فوزنت السبعون سنة بالسبع الليالي فرجحت السبع الليالي، ثم وزنت السبع الليالي بالرغيف فرجح الرغيف، فقال أبو موسى: «يا بني اذكروا صاحب الرغيف»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا علي بن مسهر، عن عاصم، عن أبي كبشة، عن أبي موسى، قال: «إنما سمي القلب من تقلبه، ألا وإن القلب مثل ريشة معلقة بشجرة في فضاء من الأرض تفيؤها الريح ظهرا لبطن»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الفرج بن فضالة، عن أزهر بن عبد الله، قال : ’’صلى أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه في كنيسة يوحنا بحمص، ثم خرج فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس، إنكم اليوم في زمان للعامل فيه لله تعالى أجر، وسيكون بعدكم زمان يكون للعامل لله تعالى فيه أجران’’

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 256

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 256

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر الأشعري أبو موسى، قد نسبناه في الكنى.
هو من ولد الأشعر بن أدد بن زيد بن كهلان، وقيل: هو من ولد الأشعر بن سبأ أخي حمير بن سبأ، وأمه ظبية بنت وهب بن عك. ذكر الواقدي أن أبا موسى قدم مكة، فحالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة، وكان قدومه مع إخوته في جماعة من الأشعريين، ثم أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة. وقال ابن إسحاق: هو حليف آل عتبة بن ربيعة، وذكره فيمن هاجر من حلفاء بني عبد شمس إلى أرض الحبشة. وقالت طائفة من أهل العلم بالنسب والسير: إن أبا موسى لما قدم مكة، وحالف سعيد بن العاص انصرف إلى بلاد قومه، ولم يهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مع إخوته، فصادف قدومه قدوم السفينتين من أرض الحبشة.
قال أبو عمر: الصحيح أن أبا موسى رجع بعد قدومه مكة ومحالفة من حالف من بني عبد شمس إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى قدم مع الأشعريين نحو خمسين رجلا في سفينة، فألقتهم الريح إلى النجاشي بأرض الحبشة، فوافقوا خروج جعفر وأصحابه منها، فأتوا معهم، وقدمت السفينتان معا: سفينة الأشعريين وسفينة جعفر وأصحابه- على النبي صلى الله عليه وسلم في حين فتح خيبر.
وقد قيل: إن الأشعريين إذ رمتهم الريح إلى النجاشي أقاموا بها مدة، ثم خرجوا في حين خروج جعفر، فلهذا ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة. والله أعلم.
ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاليف اليمن: زبيد وذواتها إلى الساحل، وولاه عمر البصرة في حين عزل المغيرة عنها إلى صدر من حلافة عثمان، فعزله عثمان عنها، وولاها عبد الله بن عامر بن كريز، فنزل أبو موسى حينئذ بالكوفة وسكنها، فلما دفع أهل الكوفة سعيد بن العاص ولوا أبا موسى، وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه، فأقره عثمان على الكوفة إلى أن مات، وعزله علي رضي الله عنه عنها، فلم يزل واجدا منها على علي، حتى جاء منه ما قال حذيفة، فقد روى فيه لحذيفة كلام كرهت ذكره، والله يغفر له. ثم كان من أمره يوم الحكمين ما كان.
ومات بالكوفة في داره بها. وقيل: إنه مات بمكة سنة أربع وأربعين.
وقيل سنة خمسين. وقيل سنة اثنتين وخمسين وهو ابن ثلاث وستين، كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن. قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أوتى أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود. سئل علي رضي الله عنه عن موضع أبي موسى من العلم، فقال: صبغ في العلم صبغة.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 979

أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب ابن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر، وهو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وفي نسبه هذا بعض الاختلاف، وقد ذكرناه في باب اسمه، وذكرنا هناك عيونا من أخباره.
وأمه امرأة من بك، كانت قد أسلمت وماتت بالمدينة. وذكرت طائفة- منهم الواقدي- أن أبا موسى قدم مكة فخالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة، ثم اسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر. قال الواقدي: وأخبرنا خالد بن إلياس، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم، وكان علامة نسابة، قال: ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة، وليس له حلف في قريش، ولكنه أسلم قديما بمكة، ثم رجع إلى بلاد قومه، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين: جعفر وأصحابه من أرض الحبشة، ووافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فقالوا: قدم أبو موسى مع أهل السفينتين، وإنما الأمر على ما ذكرنا أنه وافق قدومه قدومهم.
قال أبو عمر: إنما ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة لأنه نزل أرض الحبشة في حين إقباله مع سائر قومه، رمت الريح سفينتهم إلى أرض الحبشة، فبقوا بها ثم خرجوا مع جعفر وأصحابه، هؤلاء في سفينة وهؤلاء في سفينة، فكان قدومهم معا من أرض الحبشة فوافوا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فقيل: إنه قسم لجعفر وأصحابه وقسم للأشعريين لأنه قيل: إنه قسم لأهل السفينتين، وقد روي أنه لم يقسم لهم. ثم ولى عمر بن الخطاب أبا موسى البصرة إذ عزل عنها المغيرة في وقت الشهادة عليه، وذلك سنة عشرين، فافتتح أبو موسى الأهواز، ولم يزل على البصرة إلى صدر من خلافة عثمان، ثم لما دفع أهل الكوفة
سعيد بن العاص ولوا أبا موسى وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه فأقره، فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان، ثم كان منه بصفين وفي التحكيم ما كان. وكان منحرفا عن علي لأنه عزله ولم يستعمله، وغلبه أهل اليمن في إرساله في التحكيم فلم يجزه وكان لحذيفة قبل ذلك فيه كلام، ثم انتقل أبو موسى إلى مكة ومات بها وقيل: إنه مات بالكوفة في داره بجانب المسجد. وقيل سنة اثنتين وأربعين. وقيل: سنة أربع وأربعين وقيل: سنة خمسين وقيل: سنة اثنتين وخمسين. ذكره محمد بن سعد، عن الواقدي، عن خالد بن إلياس، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم، قال: مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين. قال محمد بن سعد: وسمعت بعض أهل العلم يقول: إنه مات قبل ذلك بعشر سنين سنة اثنتين وأربعين.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1762

أبو موسى الأشعري واسمه عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر. وهو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وأم أبي موسى ظبية بنت وهب من عك وقد كانت أسلمت وماتت بالمدينة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر وغيره من أهل العلم أن أبا موسى الأشعري قدم مكة فحالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة. وأسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة. ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي فبلغ ذلك قريشا فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد.
وجمعوا للنجاشي هدية. فقدمنا وقدموا على النجاشي.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم قال: ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة وليس له حلف في قريش. وقد كان أسلم بمكة قديما ثم رجع إلى بلاد قومه فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين جعفر وأصحابه من أرض الحبشة. ووافقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر فقالوا: قدم أبو موسى مع أهل السفينتين. وكان الأمر على ما ذكرنا أنه وافق قدومه قدومهم. ولم يذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن بكر بن حبيب السهمي قالا: حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: [قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدم عليكم أقوام هم أرق منكم. قال محمد بن عبد الله: قلوبا. وقال عبد الله بن بكر: أفئدة].
فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى. فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون:

قال محمد بن سعد: أخبرت عن أبي أسامة قال: حدثني يزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال: هاجرنا من اليمن في بضعة وخمسين رجلا من قومي ونحن ثلاثة إخوة: أبو موسى وأبو رهم وأبو بردة. فأخرجتهم سفينتهم إلى النجاشي وعنده جعفر بن أبي طالب وأصحابه. فأقبلوا جميعا في سفينة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر. قال فما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه. إلا أصحاب السفينة جعفر وأصحابه قسم لهم معهم وقال: لكم الهجرة مرتين. هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلي.
قال أبو موسى: كنت وأصحابي من أهل السفينة إذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة وهم نازلون في بقيع بطحان. فكان يتناوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند كل صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم. قال أبو موسى: فوافقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وأصحابي وله بعض الشغل في بعض أمره حتى أعتم بالصلاة حتى ابهار الليل. ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فصلى بهم. [فلما قضى صلاته قال لمن حضره: على رسلكم أكلمكم وأبشروا أن من نعمة الله عليكم أنه ليس من الناس أحد يصلي هذه الساعة غيركم. أو قال: ما صلى هذه الصلاة أحد غيركم. فرجعنا فرحين بما سمعنا من رسول الله. ص].
قال أبو موسى: وولد لي غلام فأتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة.
قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس وعفان بن مسلم قالا: حدثنا شعبة عن سماك قال: سمعت عياضا الأشعري في قوله تعالى: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} المائدة: 54. قال: قال النبي. ص: هم قوم هذا. يعني أبا موسى.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا نعيم بن يحيى التميمي قال: [قال رسول الله. ص: سيد الفوارس أبو موسى].
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن عبد الله بن قيس أو الأشعري أعطي مزمارا من مزامير آل داود].
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: [دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد فسمع قراءة رجل فقال: من هذا؟ قيل: عبد الله بن قيس. فقال: لقد أوتي هذا من مزامير آل داود].
قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة أو عمرة عن عائشة: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قراءة أبي موسى. قال: [لقد أوتي هذا من مزامير آل داود].
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا ليث بن سعد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع أبا موسى يقرأ [فقال:
لقد أوتي أخوكم من مزامير آل داود].
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن سليمان التيمي قال إسماعيل أو نبئت عنه. قال: حدثنا أبو عثمان قال: كان أبو موسى الأشعري يصلي بنا فلو قلت إني لم أسمع صوت صنج قط ولا بربط قط كان أحسن منه.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن أبا موسى الأشعري قام ليلة يصلي فسمع أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته. وكان حلو الصوت. فقمن يستمعن. فلما أصبح قيل له إن النساء كن يستمعن. فقال: لو علمت لحبرتكن تحبيرا ولشوقتكن تشويقا.
قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرني سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه ومعاذا إلى اليمن.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد عن قتادة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال: قال لي أبي. يعني أبا موسى: يا بني لو رأيتنا ونحن مع نبينا - صلى الله عليه وسلم -
إذا أصابتنا السماء وجدت منا ريح الضأن من لباسنا الصوف.
قال: أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ووهب بن جرير بن حازم قالا: حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس بن مالك قال: بعثني الأشعري إلى عمر فقال عمر: كيف تركت الأشعري؟ فقلت له: تركته يعلم الناس القرآن. فقال: أما إنه كبير ولا تسمعها إياه. ثم قال: كيف تركت الأعراب؟ قلت: الأشعريين؟ قال: لا بل أهل البصرة. قلت: أما إنهم لو سمعوا هذا لشق عليهم. قال: فلا تبلغهم فإنهم أعراب إلا أن يرزق الله رجلا جهادا. قال وهب في حديثه: في سبيل الله.
قال: أخبرنا عثمان بن عمر قال: حدثنا يونس عن الزهري عن أبي سلمة أن عمر كان إذا رأى أبا موسى قال: ذكرنا يا أبا موسى. فيقرأ عنده.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد قال: قال عمر بن الخطاب: بالشام أربعون رجلا ما منهم رجل كان يلي أمر الأمة إلا أجزاه فأرسل إليهم فجاء رهط منهم فيهم أبو موسى الأشعري فقال: إني أرسلت إليكم لأرسلك إلى قوم عسكر الشيطان بين أظهرهم. قال: فلا ترسلني. فقال: إن بها جهادا أو إن بها رباطا. قال فأرسله إلى البصرة.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي قال: حدثنا حبان عن مجالد عن الشعبي أن عمر أوصى أن يترك أبو موسى بعده سنة. يعني على عمله.
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: حدثنا شعبة عن أبي مسلمة عن أبي نضرة قال: قال عمر لأبي موسى: شوقنا إلى ربنا. فقرأ. فقالوا: الصلاة. فقال عمر:
أولسنا في صلاة؟
قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا حبيب بن أبي مرزوق قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب ربما قال لأبي موسى الأشعري: ذكرنا ربنا. فقرأ عليه أبو موسى وكان حسن الصوت بالقرآن.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال: حدثنا حميد الطويل عن أبي رجاء عن أبي المهلب قال: سمعت أبا موسى على منبره وهو يقول: من علمه الله علما فليعلمه ولا يقولن ما ليس له به علم فيكون من المتكلفين ويمرق من الدين.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا محمد بن الزبير عن بلال بن أبي بردة عن أبيه وعمه عن سرية لأبي موسى قالت: قال أبو موسى: ما يسرني أن أشرب نبيذ الجر ولي خراج السواد سنتين.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: حدثنا عوف عن قسامة بن زهير أن أبا موسى خطب الناس بالبصرة فقال: أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ثم يبكون الدماء حتى لو أجري فيها السفن لسارت.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا حميد عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى الأشعري: أن العرب هلكت فابعث إلي بطعام. فبعث إليه بطعام وكتب إليه: إني قد بعثت إليك بكذا وكذا من الطعام فإن رأيت يا أمير المؤمنين أن تكتب إلى أهل الأمصار فيجتمعون في يوم فيخرجون فيه فيستسقون. فكتب عمر إلى أهل الأمصار. فخرج أبو موسى فاستسقى ولم يصل.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا سليمان بن مسلم اليشكري قال:
حدثني خالي بشير بن أبي أمية عن أبيه أن الأشعري نزل بأصبهان فعرض عليهم الإسلام فأبوا. فعرض عليهم الجزية فصالحوه على ذلك فباتوا على صلح حتى إذا
أصبحوا أصبحوا على غدر. فبارزهم القتال فلم يكن أسرع من أن أظهره الله عليهم.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا سليمان بن مسلم اليشكري قال:
حدثتني والدتي أم عبد الرحمن بنت صالح عن جدها وكان قد نازل أبا موسى الأشعري بأصبهان وكان صديقا له. قال: كان أبو موسى إذا مطرت السماء قام فيها حتى تصيبه السماء. قال كأنه يعجبه ذلك.
قال: أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ويزيد بن هارون وعبد الصمد بن عبد الوارث قالوا: حدثنا أبو هلال عن حميد بن هلال عن أبي غلاب يونس بن جبير عن أنس بن مالك قال: قال الأشعري وهو على البصرة: جهزني فإني خارج يوم كذا وكذا. فجعلت أجهزه فجاء ذلك اليوم وقد بقي من جهازه شيء لم أفرغ منه فقال: يا أنس إني خارج. فقلت: لو أقمت حتى أفرغ من بقية جهازك. فقال: إني قد قلت لأهلي إني خارج يوم كذا وكذا وإني إن كذبت أهلي كذبوني وإن خنتهم خانوني وإن أخلفتهم أخلفوني. فخرج وقد بقي من حوائجه بعض شيء لم يفرغ منه.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال: حدثتني أمي قالت: خرج أبو موسى حين نزع عن البصرة وما معه إلا ستمائة درهم عطاء عياله.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا: أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال: كان أبو موسى الأشعري إذا نام لبس ثيابا عند النوم مخافة أن تنكشف عورته.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل قالوا:
حدثنا حماد بن زيد عن الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال: ما كنا نشبه كلام أبي موسى إلا بالجزار الذي لا يخطئ المفصل.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وأحمد بن إسحاق الحضرمي قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عاصم الكلابي الأحول عن كريب بن الحارث عن أبي بردة بن قيس قال: قلت لأبي موسى الأشعري في طاعون وقع: اخرج بنا إلى وابق نبدو بها. فقال أبو موسى: إلى الله آبق لا إلى وابق.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي ويعقوب بن إسحاق
الحضرمي قالوا: حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال: قال أبو موسى: كتب إلي معاوية: سلام عليك. أما بعد فإن عمرو بن العاص قد بايعني على الذي قد بايعني عليه وأقسم بالله لئن بايعتني على ما بايعني عليه لأبعثن ابنيك أحدهما على البصرة والآخر على الكوفة. ولا يغلق دونك باب. ولا تقضي دونك حاجة. وإني كتبت بخط يدي فاكتب إلي بخط يدك. فقال: يا بني إنما تعلمت المعجم بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وكتب إليه مثل العقارب: أما بعد فإنك كتبت إلي في جسيم أمر أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لا حاجة لي فيما عرضت علي. قال فلما ولي أتيته فلم يغلق دوني باب ولم تكن لي حاجة ألا قضيت.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي وعفان بن مسلم قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال: دخلت على معاوية بن أبي سفيان حين أصابته قرحته فقال: هلم يا ابن أخي تحول فانظر. قال: فتحولت فنظرت فإذا هي قد سبرت. يعني قرحته. فقلت: ليس عليك بأس يا أمير المؤمنين. قال إذ دخل يزيد بن معاوية فقال له معاوية: إن وليت من أمر الناس شيئا فاستوص بهذا فإن أباه كان أخا لي. أو خليلا أو نحو هذا من القول. غير أني قد رأيت في القتال ما لم ير.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا سليمان بن المغيرة قال: حدثنا حميد بن هلال عن أبي بردة قال: كان لأبي موسى تابع فقذفه في الإسلام فقال لي:
يوشك أبو موسى أن يذهب ولا يحفظ حديثه. فاكتب عنه. قال قلت: نعم ما رأيت.
قال فجعلت أكتب حديثه. قال فحدث حديثا فذهبت أكتبه كما كنت أكتب فارتاب بي وقال: لعلك تكتب حديثي. قال قلت: نعم. قال: فأتني بكل شيء كتبته. قال فأتيته به فمحاه ثم قال: احفظ كما حفظت.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا أبو هلال قال:
حدثنا قتادة قال: بلغ أبا موسى أن قوما يمنعهم من الجمعة أن ليس لهم ثياب. قال فخرج على الناس في عباءه.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا قيس بن الربيع عن يونس بن عبد الله الجرمي عن أشياخ منهم قال: أتى أبو موسى معاوية وهو بالنخيلة وعليه عمامة سوداء وجبة سوداء ومعه عصا سوداء.
قال: أخبرنا معاذ بن معاذ قال: أخبرنا أبو عون عن الحسن قال: كان الحكمان
أبو موسى وعمرو بن العاص. وكان أحدهما يبتغي الدنيا والآخر يبتغي الآخرة.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثني المثنى القصير عن محمد بن المنتشر عن مسروق بن الأجدع قال: كنت مع أبي موسى أيام الحكمين وفسطاطي إلى جانب فسطاطه. فأصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية من الليل. فلما أصبح أبو موسى رفع رفرف فسطاطه فقال: يا مسروق بن الأجدع. قلت: لبيك أبا موسى. قال: إن الإمرة ما اؤتمر فيها وإن الملك ما غلب عليه بالسيف.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن قتادة أن أبا موسى قال: لا ينبغي للقاضي أن يقضي حتى يتبين له الحق كما يتبين الليل من النهار. فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال: صدق أبو موسى.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا عمران بن حدير عن السميط بن عبد الله السدوسي قال: قال أبو موسى وهو يخطب: إن باهلة كانت كراعا فجعلناها ذراعا. قال فقام رجل فقال: ألا أنبئك بألأم منهم؟ قال: من؟ قال: عك والأشعريون. قال: أولئك وأبيك آبائي. يا ساب أميره تعال. قال فضرب عليه فسطاطا فراحت عليه قصعة وغدت أخرى فكان ذاك سجنه.
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أبي مجلز أن أبا موسى قال: إني لأغتسل في البيت المظلم فأحني ظهري حياء من ربي.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد عن قتادة قال: كان أبو موسى إذا اغتسل في بيت مظلم تجاذب وحنى ظهره حتى يأخذ ثوبه. ولا ينتصب قائما.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن إسماعيل بن مسلم عن ابن سيرين قال:
قال أبو موسى: إني لأغتسل في البيت الخالي فيمنعني الحياء من ربي أن أقيم صلبي.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن المغيرة بن زياد عن عبادة بن نسي قال: رأى أبو موسى قوما يقفون في الماء بغير أزر فقال: لأن أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر أحب إلي من أن أفعل مثل هذا.
قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن أبي عمرو الشيباني قال: قال أبو موسى: لأن يمتلئ منخري من ريح جيفة أحب إلي من أن يمتلئ من ريح امرأة.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال: أخبرنا سعيد عن قتادة عن قزعة مولى زياد عن عبد الرحمن مولى ابن برثن قال: قدم أبو موسى وزياد على عمر بن الخطاب فرأى في يد زياد خاتما من ذهب فقال: اتخذتم حلق الذهب. فقال أبو موسى: أما أنا فخاتمي حديد. فقال عمر: ذاك أنتن أو أخبث. شك سعيد. من كان منكم متختما فليتختم بخاتم من فضة.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس قالا: حدثنا زهير بن معاوية عن عبد الملك بن عمير قال: رأيت أبا موسى داخلا من هذا الباب وعليه مقطعة ومطرف حيري.
قال أحمد بن يونس. قال زهير وأشار عبد الملك إلى باب كندة. قلت لزهير أبو موسى الأشعري. قال فأيش.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة أنه وصف الأشعري فقال: رجل خفيف الجسم قصير أثط.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي وائل عن أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم -[قال: اللهم اجعل عبيدا أبا عامر فوق أكثر الناس يوم القيامة]. فقتل يوم أوطاس. فقتل أبو موسى قاتله. قال أبو وائل: إني لأرجو أن لا يجتمع أبو موسى وقاتل عبيد في النار.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا غسان بن برزين قال: حدثنا سيار بن سلامة قال: لما حضر أبا موسى الأشعري الموت دعا بنيه فقال: انظروا إذا أنا مت فلا تؤذنن بي أحدا ولا يتبعني صوت ولا نار. وليكن ممسى أحدكم بحذاء ركبتي من السرير.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا ابن عمير قال:
سمعت ربعي بن حراش يقول: إن أبا موسى لما أغمي عليه بكت عليه ابنة الدومي أم أبي بردة فقال: أبرأ إليكم ممن حلق وسلق وخرق.
حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم عن يزيد بن أوس قال: أغمي على أبي موسى فبكوا عليه [فقال: أما علمتم ما قال رسول الله. ص؟ قال فذكروا ذلك لامرأته فسألته فقال: من حلق وخرق وسلق].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا شعبة عن عوف عن خالد الأحدب عن صفوان بن محرز قال: أغمي على أبي موسى فبكوا عليه فأفاق وقال: إني أبرأ إليكم مما برئ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حلق وخرق وسلق.
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن أبي موسى قال: أغمي عليه في مرضه فصاحت عليه أم بردة فأفاق فقال: إني بريء ممن حلق وسلق وشق. يقول للخامشة وجهها.
قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال: حدثنا الجريري عن أبي العلاء بن الشجير قال: حدثني بعض حفرة الأشعري أن الأشعري قال: إذا حفرتم لي فأعمقوا لي قعره.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا سعيد الجريري عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري أنه قال: أعمقوا لي قبري.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال: مات أبو موسى سنة ثنتين وخمسين.
قال محمد بن سعد: وسمعت بعض أهل العلم يقول: إنه مات قبل هذا الوقت بعشر سنين سنة ثنتين وأربعين.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا قيس بن الربيع عن أبي بردة بن عبد الله قال: مات أبو موسى سنة ثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 4- ص: 78

أبو موسى الأشعري. من مذحج واسمه عبد الله بن قيس.
قال محمد بن سعد: سمعت من يذكر أنه أسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة. وأول مشاهده خيبر. ولاه عمر بن الخطاب البصرة ثم عزله عنها فنزل الكوفة وابتنى بها دارا وله بها عقب. واستعمله عثمان بن عفان على الكوفة فقتل عثمان وأبو موسى عليها. ثم قدم على الكوفة فلم يزل أبو موسى معه وهو احد الحكمين ومات بالكوفة سنة اثنتين وأربعين. وأما محمد بن عمر فأخبرنا عن خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال: ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة ومات سنة اثنتين وخمسين.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 94

أبو موسى عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري: مات بالكوفة سنة اثنتين وخمسين، وقيل سنة اثنتين وأربعين. وكان ممن بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ليعلم الناس القرآن، وولاه عمر رضي الله عنه البصرة. وقال أنس: بعثني الأشعري إلى عمر رضي الله عنهما فأتيته فسألني عنه فقلت: تركته يعلم الناس، فقال: أما أنه كيس فلا تسمعها إياه. وقال أبو البختري: سئل علي بن أبي طالب عن أبي موسى فقال: صبغ في العلم صبغة. وقال مسروق: كان العلم في ستة نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفهم أهل الكوفة: عمر وعلي وعبد الله وأبو موسى وأبي وزيد بن ثابت.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 44

أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن وهب يلي الكوفة مدة والبصرة زمانا إلا أنه ممن استوطن البصرة مات سنة أربع وأربعين وهو ابن بضع وستين سنة

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 65

أبو موسى الأشعري
..

  • دار الوعي - حلب-ط 1( 1950) , ج: 1- ص: 128

عبد الله بن قيس، أبو موسى، الأشعري.
قال عاصم بن يوسف: حدثنا الحسن بن عياش، عن الشيباني، عن الشعبي، قال: العلماء ستة: عمر، وعلى، وعبد الله، وأبو موسى.
وقال عبد الله بن محمد: حدثنا شاذان، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي التياح، عن الحسن، قال: ما أتاها راكب، يعني البصرة، خير لأهلها منه، يعني أبا موسى.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1

أبو موسى الأشعري
...

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 15

عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري
ولي زبيد وعدن للنبي صلى الله عليه وسلم وولي الكوفة والبصرة لعمر عنه بنوه أبو بكر وأبو بردة وإبراهيم وموسى قال بن بريدة كان قصيرا خفيف اللحم أثط مناقبه مشهورة توفي 44 بخلف ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز
ويقال غنم بن بكر بن عامر بن عدي بن وائل بن ناجية بن الجماهر الأشعر أبو موسى الأشعري حليف آل عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف قدم مكة فأسلم وهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم مع أهل السفينتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر بثلاث فقسم لهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرهم
ولي البصرة لعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وله بها فتوح وولي الكوفة وله بها دار إلى جانب المسجد وولد ومات بالكوفة قال أبو نعيم مات أبو موسى الأشعري في سنة أربع وأربعين وهو ابن ست وستين وقيل ابن ثلاث وستين ويقال إنه مات سنة ثنتين وخمسين وقيل سنة خمسين
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عائشة في الوضوء وعمار في الوضوء وعمر في الجنائز والحج
روى عنه أبو بردة عامر في الإيمان وغيره وامرأته في الإيمان وصفوان بن محرز وربعي بن خراش وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود وابنه أبو بكر عمرو وأبو وائل وحطان بن عبد الله في الصلاة وأنس بن مالك في الصلاة وأبو الأسود الديلي في الزكاة وطارق بن شهاب في الصوم وابنه إبراهيم بن أبي موسى في الحج وزهدم الجرمي وذكر عنه أبو سعيد الخدري في الاستئذان وعبيد بن عمير وأبو عثمان النهدي وسعيد بن المسيب ومرة بن شراحيل وأبو الأحوص وأبو عبد الرحمن السلمي

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

أبو موسى الأشعري
عبد الله بن قيس

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 24

(ع) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار أبو موسى الأشعري.
قال ابن حبان: عبد الله بن قيس بن وهب بن سليم وهم أخوة أربعة أبو موسى، وأبو عامر، وأبو بردة، وأبو رهم، أسلموا كلهم في موضع واحد.
قال المزي: وقيل إنه قدم مكة فحالف أبا أحيحة ثم رجع إلى بلاد قومه ثم خرج في خمسين رجلا في سفينة فألقتهم الريح إلى أرض الحبشة فوافقوا بها جعفر بن أبي طالب فأقاموا عنده ثم خرجوا معه إلى المدينة وهذا هو الصحيح انتهى كلامه، وهو في هذا تبع صاحب ’’ الكمال ’’.
وقد قال ابن سعد: أنبأ محمد بن عمر، أنبا خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال: ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة وليس له حلف في قريش وقد كان أسلم بمكة قديما ثم رجع إلى بلاد قومه فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ووافقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر فقالوا: قدم أبو موسى مع أهل السفينتين، وكان الأمر على ما ذكرناه أنه وافق قدومه قدومهم، لم يذكره موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق وأبو معشر فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.
وقال الرشاطي: الصحيح أنه لم يهاجر إلى أرض الحبشة وفي نسبه مما نعبه عليه، وهو ما ذكره المزي تبعا لعبد الغني جماهر قال الرشاطي: قال الهمداني: إنه الجماهر على وزن المعافر والمصانع وقال عذرة: والصواب عتر ووقع في بعض النسخ عتم وهو غير جيد، وقال ناجية قال الرشاطي: إنما هو أجرال كذا في ’’ الشجرة البغدادية ’’.
وفي قول ابن سعد عن الواقدي: لم يذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة نظر؛ لثبوته في كتاب ابن هشام عن محمد بن إسحاق فيما رأيت من نسخ كتابه، ولما سأل عمر بن الخطاب أنس بن مالك عن أبي موسى قال قلت: يعلم الناس القرآن قال: أما إنه كيس ولا تسمعه إياها وكان إذا رآه قال له:
ذكرنا يا أبا موسى فيقرأ عنده، وفي رواية: شوقنا إلى ربنا. وذكر أنه خرج من البصرة حين نزع عنها ومعه ستمائة درهم عطاء عياله وتعلم الكتابة بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – وأسلمت أمه ظبية بنت وهب العكية وماتت بالمدينة.
وقال العجلي: لم يكن أحد من الصحابة أحسن صوتا منه.
وفي ’’ تاريخ البخاري ’’ عن الشعبي: العلماء ستة، وفي رواية خذ العلم عن ستة فذكر عمر وعليا وعبد الله وأبا موسى.
وقال أبو نعيم الحافظ: من فقهاء الصحابة وعلمائهم ودعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أوطاس فقال: ’’ اللهم اغفر له ذنبه وأدخله مدخلا كريما ’’.
وفي ’’ رواية دمشق ’’: سئل علي بن أبي طالب عنه فقال: صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه، وقال الأسود: لم أر بالكوفة أفقه وفي رواية: أعلم منه ومن علي، وعن ابن المديني قضاة الأمة أربعة عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت وكانت الفتيا في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ق 311/ب] في ستة عمر وعلي وعبد الله وزيد وأبو موسى وأبي بن كعب، وقال الحسن: ما قدمها - يعني البصرة - راكب قط خير لأهلها منه، وقال أبو عثمان النهدي: صليت خلف أبي موسى فلما سمعت في الجاهلية صوت صيح ولا ناي ولا برند أحسن من صوته بالقرآن.
وفي ’’ معجم الطبراني ’’ روى عنه: أسامة بن شريك، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وبسر بن سعيد، وعبيد الله بن ركانة، وعمير مولى ابن عباس، ومحمد بن كعب القرظي، وطاوس بن كيسان، والحارث بن أبي موسى، ورفيع الرياحي، أبو العالية، وأبان بن يزيد الرقاشي، وعمران بن ملحا أبو رجاء العطاردي، وأبو الحجاج الأزدي، وأبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة، وأنس بن جندل، وأبو يحيى غير منسوب، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، وبشير بن كعب الغداني، وصعصعة بن معاوية عم الأحنف، ومحمد بن سيرين، ومسروق بن الأجدع، وسويد بن غفلة، وكردوس بن عباس التغلبي، ويزيد بن الحارث، وقريظة بن حبان، وحيان الطائي، وأبو علي الكاهلي، وعبيد الله بن زبيد، ورافع بن حدي السوائي، وأبو معمر عبد الله بن سخبرة، وعبد الملك بن عمير، ومدرك بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط، ويونس بن عبد الرحمن، وأبو البكرات الشامي، وعبادة بن نسي، ورجل أسود طويل، وأم مزيدة بن جابر.
وذكر الهذلي في ’’ الجامع ’’: أنه جمع القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي قول المزي: حكى في الأصل يعني ’’ الكمال ’’ أن الواقدي قال: مات سنة اثنتين وأربعين وذلك وهم إنما هو سنة اثنتين وخمسين، نظر؛ لأن صاحب ’’ الكمال ’’ تبع في هذا الكلاباذي، وأبا الوليد الباجي، فإنهما ذكراه أيضا عن الواقدي فإن كان إنكار فليكن على أولئك لا على صاحب ’’ الكمال ’’.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 8- ص: 1

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن العنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل
بن ناجية بن الجماهر بن أشعر بن أدد الأشعري أبو موسى قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد أوتى أبو موسى مزماراً من مزامير آل داود ولى الكوفة مرة والبصرة مرة ومات سنة أربع وأربعين وهو بن نيف وستين سنة وقد قيل إنه مات سنة خمسين ويقال أيضا سنة اثنتين وخمسين وهم أخوة أربع أبو موسى وأبو عامر وأبو بردة وأبو رهم بنو قيس أسلموا كلهم في موضع واحد

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري
سكن الكوفة وكان أحسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود وكان عمر استعمله على البصرة وهو أفقههم وأعلمهم وولى الكوفة أيضاً زمان عثمان رضي الله عنهم وفتح تستر

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن حصار بن حرب بن عامر بن غنم بن بكر بن عامر بن عدي بن وائل بن الجماهر وهو الأشعر بن ثبر بن آدد
حدثنا محمد بن شاذان الجوهري، نا عمرو بن حكام، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبي موسى قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وما أظن ابن مسعود إلا من أهله»
حدثنا دران بن سفيان القطان، بالبصرة، نا أبو الوليد الطيالسي، نا المثنى بن سعيد القصير، عن قتادة، عن أبي بردة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موت المؤمن بعرق الجبين» قال القاضي: أخطأ في قوله: عن أبي بردة
حدثنا محمد بن شاذان، نا هوذة بن خليفة، نا عوفٌ، عن قسامة بن زهير قال: سمعت الأشعري يعني أبا موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود، من ذلك السهل والحزن والخبيث والطيب»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1

أبو موسى الأشعري (ع)
عبد الله بن قيس بن سليم بن خضار.
هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقدم مع جعفر زمن فتح خيبر، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم مع معاذٍ على اليمن، ثم ولي لعمر الكوفة والبصرة.
واليه المنتهى في حسن الصوت بالقرآن، وأقرأ أهل البصرة، وفقههم، وكان من العلماء العاملين.
توفي في ذي الحجة سنة أربع وأربعين.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار القحطانى، أبو موسى الأشعري:
ذكر الواقدي: أنه قدم مكة، ومعه إخوته وطائفة الأشعريين، فحالف أبا أحيحة سعيد بن العاص بن أمية، ثم أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة. والصحيح على ما قال أبو عمر: أنه رجع من مكة بعد محالفته لمن حالف من بنى عبد شمس، إلى بلاد قومه، وأقام بها، حتى قدم مع الأشعريين في سفينة، فألقتهم الريح إلى النجاشى بأرض الحبشة، وأقاموا بها، حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرين عند فتح خيبر، مع جعفر بن أبي طالب، وولاه النبي صلى الله عليه وسلم زبيد وذواتها إلى الساحل وعدن، وولاه عمر: البصرة والكوفة، وأمر أن يقر على ولايته أربع سنين، دون عماله كلهم. فإنه أمر أن يقروا سنة، ثم عزله عثمان في صدر من خلافته، بعبد الله بن عامر بن كريز، فنزل أبو موسى وسكنها، فلما دفع أهلها سعيد بن العاص، ولوا أبا موسى، وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه، فأقره عثمان على الكوفة إلى أن مات.
وولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فعزله. فوجد عليه أبو موسى. فلما كان يوم التحكيم، أشار بخلعه وخلع معاوية، فوافقه على ذلك، عمرو بن العاص خديعة منه، وأمره أن يخطب الناس بذلك. فلما خطب، وافقه عمرو على خلع على وأقر معاوية. فغضب أبو موسى، وتوجه إلى مكة، وسكنها حتى مات بها. وقيل: مات بالكوفة في ذي الحجة سنة أربع وأربعين، وهو ابن ثلاث وستين سنة.
وما ذكرناه في وفاته بمكة، ذكره النووي بخطه في حواشيه على الكمال، وحكاه الذهبي في تاريخ الإسلام.
وما ذكرناه من تاريخ موته هو الصحيح. وقيل: مات سنة اثنتين وأربعين، قاله الواقدي والهيثم. وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة اثنتين وخمسين.
وسئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن موضعه في العلم، فقال: صبغ في العلم صبغة. وكان من أطيب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صوتا بالقرآن، قرأ عليه جماعة.
وروى عنه: بنوه، وأنس بن مالك، وخلق، وفتحت على يده فتوحات.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1

عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري
له صحبة روى عنه أنس بن مالك وأبو سعيد الخدري وأبو إمامة الباهلي وبريدة الأسلمي وأسامة بن شريك وعبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث وعياض الأشعري وطارق بن شهاب سمعت أبي يقول ذلك وبعضه من قبلي.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 5- ص: 1