ابن فروخ عبد الله بن فروخ الفارسي، ابو محمد: فقيه، من العلماء بالحديث، من أهل افريقية. قيل: ولد بالاندلس. وسكن القيروان. وعرض عليه روح بن حاتم القضاء، فأبى. وخرج حاجا فمر بمصر في عودته. فتوفى فيها ودفن بسفح المقطم. له (ديوان) يعرف باسمه، جمع فيه مسموعاته وسؤالاته للامامين ابي حنيفة ومالك، وكتاب في (الرد على أهل البدع والاهواء).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 112

ابن فروخ عبد الله بن فروخ الفارسي، الفقيه الفاضل، الورع المتواضع، قيل إن مولده بالأندلس، ثم سكن القيروان، واستوطنها، ومن تواضعه أنه كان يغسل موتى الضعفاء بيده.
رحل إلى المشرق وسمع من زكرياء بن أبي زائدة، ومن مالك بن أنس، وأبي حنيفة، وسفيان الثوري، والأعمش، وهشام بن حسان، وابن جريج.
وكان اعتماده في الحديث والفقه على مالك بن أنس، وبصحبته اشتهر، وبه تفقه، ولكنه كان يميل إلى النظر والاستدلال، فربما مال إلى قول أهل العراق فيما تبين له منه الصواب.
وبعد قضاء وطره من رحلته الأولى، رجع إلى القيروان يعلم الناس ويحدثهم، فانتفع به خلق، وفي رحلته الثانية قدم على مالك فقام له مالك، وكان لا يفعل ذلك لكثير من الناس، فأجلسه إلى جنبه، وقال لو علمت بقدومك لأتيت إليك، وجعل مالك لا ترد عليه مسألة - وعبد الله حاضر - إلا قال: أجب أبا محمد، فيجيب عبد الله، ثم يقول مالك للسائل: هو كما قال لك، ثم التفت مالك إلى أصحابه فقال: هذا فقيه المغرب.
ورجع من رحلته الثانية هذه فأتى مصر، ولبث بها مدة يسيرة، فوافاه أجله ودفن بالمقطم.
وفضائله ومناقبه كثيرة، وأخلاقه جميلة، مع تعبد وتمسك بالسنة، ومجافاة للبدعة، ومباينة لأصحابها، وأكره على تولي القضاء وأعفي منه بعد قليل.
من آثاره:
1) ديوان يعرف باسمه جمع فيه مسموعاته وسؤالاته للإمامين أبي حنيفة ومالك.
2) كتاب في الرد على أهل البدع والأهواء.
المصادر والمراجع:
- الأعلام 4/ 112 (ط 5/)، ترتيب المدارك 1/ 339 - 347، تقريب التهذيب 1/ 440 (دار المعرفة بيروت 1975)، تهذيب التهذيب 5/ 356، خلاصة تهذيب الكمال 177، شجرة النور الزكية 60، طبقات علماء إفريقية لأبي العرب التميمي 107 - 111، طبقات علماء إفريقية للخشني 304، الكاشف 2/ 118، معجم المؤلفين 6/ 102، ميزان الاعتدال 2/ 471 - 472.

  • دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 5- ص: 250