عبد الله بن عمرو عبد الله بن عمرو بن العاص، من قريش: صحابي، من النساك. من أهل مكة. كان يكتب في الجاهلية، ويحسن السريانية. واسلم قبل ابيه، فاستأذن رسول الله (ص) في ان يكتب ما يسمع منه، فأذن له. وكان كثير العبادة حتى قال له النبي (ص): ان لجسدك عليك حقا، وان لزوجك عليك حقا، وان لعينيك عليك حقا - الحديث. وكان يشهد الحروب والغزوات. وبضرب بسيفين. وحمل راية ابيه يوم اليرموك. وشهد صفين مع معاوية. وولاه معاوية الكوفة مدة قصيرة. ولما ولي يزيد امتنع عبد الله من بيعته، وازوى - في احدى الروايات - بجهة عسقلان، منقطعا للعبادة. وعمى في آخر حياته. واختلفوا في مكان وفاته له700 حديث.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 111
عبد الله بن عمرو بن العاص (ب د ع) عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي، يكنى أبا محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن. أمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمي. وكان أصغر من أبيه باثنتي عشرة سنة.
أسلم قبل أبيه، وكان فاضلا عالما قرأ القرآن والكتب المتقدمة، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في أن يكتب عنه، فأذن له، فقال: يا رسول الله، أكتب ما أسمع في الرضا والغضب؟ قال: «نعم، فإني لا أقول إلا حقا». قال أبو هريرة: ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو بن العاص، فإنه كان يكتب ولا أكتب.
وقال عبد الله: حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم ألف مثل.
أخبرنا إسماعيل بن علي وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي، حدثني أبي، عن مطرف، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن عبد الله بن عمرو قال، قلت: يا رسول الله، في كم أقرأ القرآن؟ قال: اختمه في شهر. قلت: إني أطيق أفضل من ذلك؟ قال: اختمه في عشرين. قلت: إني أطيق أفضل من ذلك؟ قال: اختمه في خمس عشرة. قلت: إني أطيق أفضل من ذلك؟ قال: اختمه في عشر. قلت: إني أطيق أفضل من ذلك؟ قال: اختمه في خمس. قلت: إني أطيق أفضل من ذلك؟ قال: فما رخص لي». قال مجاهد: أتيت عبد الله بن عمرو، فتناولت صحيفة تحت مفرشه، فمنعني، قلت: ما كنت تمنعني شيئا! قال: هذه الصادقة، فيها ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه أحد، إذا سلمت لي هذه وكتاب الله والوهط، فلا أبالي علام كانت عليه الدنيا؟ والوهط أرض كانت له يزرعها.
وقال عبد الله: لخير أعمله اليوم أحب إلى من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنا كنا مع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإنا اليوم مالت بنا الدنيا.
وشهد مع أبيه فتح الشام، وكانت معه راية أبيه يوم اليرموك، وشهد معه أيضا صفين، وكان على الميمنة- قال له أبوه: يا عبد الله، أخرج فقاتل. فقال: يا أبتاه، أتأمرني أن أخرج فأقاتل، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعهد إلي ما عهد؟! قال: إني أنشدك الله يا عبد الله، ألم يكن آخر ما عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخذ بيدك فوضعها في يدي، وقال: أطع أباك؟
قال: اللهم بلى. قال: فإني أعزم عليك أن تخرج فتقاتل، فخرج فقاتل وتقلد سيفين. وندم بعد ذلك، فكان يقول: ما لي ولصفين، ما لي ولقتال المسلمين، لوددت أني مت قبله بعشرين سنة. وقيل: إنه شهدها بأمر أبيه له، ولم يقاتل.
قال ابن أبي مليكة. قال عبد الله بن عمرو: أما والله ما طعنت برمح، ولا ضربت بسيف، ولا رميت بسهم، وما كان رجل أجهد مني، رجل لم يفعل شيئا من ذلك.
وقيل: إنه كانت الراية بيده وقال: قدمت الناس منزلة أو منزلتين، أخبرنا القاسم بن علي بن الحسن إجازة، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي (ح) قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النقور- قالا: أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى، أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا علي بن هاشم، عن أبيه، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه قال: كنت في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، في حلقة فيها أبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمرو، فمر بنا حسين بن علي، فسلم فرد القوم السلام، فسكت عبد الله حتى فرغوا، رفع صوته، وقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. ثم أقبل على القوم فقال: ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قالوا: بلى. قال: هو هذا الماشي، ما كلمني كلمة منذ ليالي صفين، ولأن يرضى عني أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم. فقال أبو سعيد: ألا تعتذر إليه؟ قال: بلى. قال: فتواعدا أن يغدوا إليه. قال: فغدوت معهما، فاستأذن أبو سعيد، فأذن له، فدخل، ثم استأذن لعبد الله، فلم يزل به حتى أذن له، فلما دخل قال أبو سعيد: يا ابن رسول الله، إنك لما مررت بنا أمس... فأخبره بالذي كان من قول عبد الله بن عمرو، فقال حسين: أعلمت يا عبد الله أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قال: إي ورب الكعبة! قال: فما حملك على أن قاتلتنى وأبى يوم صفين؟ فو الله لأبي كان خيرا مني. قال: أجل، ولكن عمرو شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول الله، إن عبد الله يقوم الليل ويصوم النهار، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله، صل ونم وصم وأفطر، وأطع عمرا. قال: فلما كان يوم صفين أقسم علي فخرجت، أما والله ما اخترطت سيفا، ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم. قال: فكانه» وتوفي عبد الله سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة خمس وستين بمصر. وقيل: سنة سبع وستين بمكة. وقيل: توفي سنة خمس وخمسين بالطائف. وقيل: سنة ثمان وستين. وقيل: سنة ثلاث وسبعين. وكان عمره اثنتين وسبعين سنة. وقيل: اثنتان وتسعون سنة- شك ابن بكير في: سبعين وتسعين.
أخرجه الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 720
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 345
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 245
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي.
كنيته أبو محمد عند الأكثر. ويقال أبو عبد الرحمن، حكاه عباس عن ابن معين.
وحكى أبو نعيم قولا أن كنيته أبو نصير.
أمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمي. ويقال: كان اسمه العاص فغيره النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو زرعة الدمشقي في «تاريخه»: حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن الحارث بن جزء أنهم حضروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة، فقال له: «ما اسمك»؟ قال: العاص. وقال لابن عمرو بن العاص: «ما اسمك»؟ قال: العاص. وقال لابن عمر: «ما اسمك»؟ قال: العاص، فقال: «أنتم عبيد الله»، فخرجنا وقد غيرت أسماؤنا.
وفي نسخة حرملة عن عبد الله بن وهب: أخبرني الليث... فذكره بلفظ: توفي صاحب لنا غريب بالمدينة، وكنا على قبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما اسمك»؟ فقلت: العاص.
وقال لابن عمر: «ما اسمك»؟ فقال: العاص. وقال لابن عمرو بن العاص: «ما اسمك»؟ فقال: العاص، فقال: «انزلوا فاقبروه، فأنتم عبيد الله». قال: فقبرنا أخانا وخرجنا وقد بدلت أسماؤنا.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، وعن عمر، وأبي الدرداء، ومعاذ، وابن عوف، وعن والده عمرو.
قال أبو نعيم: حدث عنه من الصحابة ابن عمر، وأبو أمامة، والمسور، والسائب بن يزيد، وأبو الطفيل، وعدد كثير من التابعين.
قلت: منهم سعيد بن المسيب، وعروة، وطاوس، وعمرو بن العاص، وأبو العباس السائب، وعطاء بن يسار، وعكرمة، ويوسف بن ماهك، ومسروق بن الأجدع، وعامر الشعبي، وأبو زرعة بن عمرو، وأبو عبد الرحمن البجلي، وأبو أيوب المراغي، وأبو الخير اليزني، وآخرون.
قال الطبري: قيل: كان طوالا أحمر، عظيم الساقين، أبيض الرأس واللحية، وعمي في آخر عمره.
وقال ابن سعد: أسلم قبل أبيه، ويقال: لم يكن بين مولدهما إلا اثنتا عشرة سنة.
أخرجه البخاري عن الشعبي، وجزم ابن يونس بأن بينهما عشرين سنة.
وقال الواقدي: أسلم عبد الله قبل أبيه.
وفي الصحيحين قصة عبد الله بن عمرو مع النبي صلى الله عليه وسلم في نهيه عن مواظبة قيام الليل وصيام النهار وأمره بصيام يوم بعد يوم، وبقراءة القرآن في كل ثلاث
وهو مشهور، وفي بعض طرقه أنه لما كبر كان يقول: يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى أحمد والبغوي من طريق واهب المعافري عن عبد الله بن عمرو، قال: رأيت فيما يرى النائم كأن في إحدى يدي عسلا، وفي الأخرى سمنا، وأنا ألعقهما، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «تقرأ الكتابين التوراة والقرآن»، وكان يقرؤهما.
وفي سنده ابن لهيعة.
وفي البخاري والبغوي، من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة: ما أجد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب.
قال الواقدي: مات بالشام سنة خمس وستين، وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين. وقال ابن البرقي: وقيل مات بمكة، وقيل بالطائف، وقيل بمصر. ودفن في داره، قاله يحيى بن بكير.
وحكى البخاري قولا آخر: إنه مات سنة تسع وستين، وبالأول جزم ابن يونس. وقال ابن أبي عاصم: مات بمكة وهو ابن اثنتين وسبعين، وقيل: مات سنة ثمان وستين. وقيل تسع وستين.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 165
أبو محمد عبد الله بن عمرو بن العاص في قول.
تقدموا كلهم في الأسماء.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 303
ابن عمرو بن العاص عبد الله بن عمرو بن العاص، من نجباء الصحابة وعلمائهم. كتب الكثير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن أبيه. واختلف في كنيته فقيل أبو عبد الرحمان وقيل أبو نصير وهي غريبة، والأشهر: أبو محمد. أمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمية ولم يعله أبوه في السن إلا باثنتي عشرة سنة. وأسلم قبل أبيه. وكان فاضلا، حافظا، عالما، قرأ الكتب، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب الحديث فأذن له، فقال: يا رسول الله أكتب كل ما سمع منك في الرضى والغضب؟ قال: نعم! فإني لا أقول إلا حقا. وقال أبو هريرة: ما كان أحفظ مني لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عبد الله بن عمرو، فإنه كان يعي بقلبه وأعي بقلبي وكان يكتب وأنا لا أكتب. وقال عبد الله: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل. وكان يسرد الصوم ولا ينام الليل، وشكاه أبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’إن لعينيك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا قم ونم وصم وأفطر، صم ثلاثة أيام من كل شهر فذلك صيام الدهر’’. فقال له: إني أطيق أكثر من ذلك! فلم يزل يراجعه في الصيام حتى قال له: ’’لا صوم أفضل من صوم داود عليه السلام، كان يصوم يوما ويفطر يوما’’، فوقف عبد الله عند ذلك وتمادى، ونازل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ختم القرآن فقال له: إختمه في كل شهر، فقال: إني أطيق أكثر من ذلك، فلم يزل يراجعه حتى قال: ’’لا تقرأه في أقل من سبع’’، قيل: أقل من خمس، والأكثر على سبع، فوقف عند ذلك. واعتذر رضي الله عنه من شهود صفين وأقسم أنه لم يرم فيها بسهم ولا رمح وأنه إنما شهد ذلك لعزمة أبيه عليه، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ’’أطع أباك’’! وكان يقول: مالي ولصفين! مالي ولقتال المسلمين! والله لوددت أني مت قبل هذا بعشر سنين! وكان يقول: أستغفر الله عز وجل من ذلك وأتوب إليه، إلا أنه كانت الراية بيده يومئذ. وتوفي سنة ثلاث وستين للهجرة، وقيل ثلاث وسبعين وقيل خمس وستين، وقيل سبع وستين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة بمصر، وقيل بأرض فلسطين، وقيل بمكة، وقيل بالطائف.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0
عبد الله بن عمرو بن العاص ومنهم القوي الخاشع، القارئ المتواضع، صاحب الصيام والقيام، عبد الله بن عمرو بن العاص، كان بالحقائق قائلا، وعن الأباطيل مائلا، يعانق العمل، ويفارق الجدل، يطعم الطعام، ويفشي السلام، ويطيب الكلام، وقد قيل: «التصوف التخلق بأخلاق الكرام، والاستسلام بنوازل الأحكام».
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول: لأصومن النهار، ولأقومن الليل ما عشت، فقال لي: " أنت الذي تقول: لأصومن النهار، ولأقومن الليل ما عشت؟ "، فقلت له: قد قلته بأبي أنت وأمي، قال: «فإنك لا تستطيع ذلك» رواه معمر، وابن مسافر وعيسى بن المطلب وبكر بن وائل في عامة أصحاب الزهري عنه مقرونا
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إدريس بن جعفر العطار، ثنا يزيد بن هارون [ص:284]، ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن عمرو، قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فقال: «يا عبد الله بن عمرو، ألم أخبر أنك تكلفت قيام الليل وصوم النهار؟»، قلت: إني لأفعل، فقال: «إن من حسبك أن تصوم من كل جمعة ثلاثة أيام»، فغلظت فغلظ علي، فقلت: إني لأجد قوة على ذلك يا رسول الله، فقال: «إن لعينك عليك حقا، وإن لضيفك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن طحلاء، عن أبي سلمة، قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: حدثني مدخل، رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قال لك، قال: دخل علي فقال: «يا عبد الله بن عمرو، ألم أخبر أنك تكلفت قيام الليل وصيام النهار؟». قال: قلت: إني أفعل ذلك يا رسول الله، قال: «إن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فإذا أنت صمت الدهر كله»، فغلظت فغلظ علي، فقلت: إني أجدني أقوى من ذلك يا رسول الله، فقال: «إن أعدل الصيام عند الله عز وجل صيام داود عليه السلام»، قال: فأدركني الكبر والضعف حتى وددت أني غرمت مالي وأهلي وأني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كل شهر ثلاثة أيام " رواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة
حدثنا علي بن هارون، ثنا جعفر الفريابي، قال: قرأت على أبي مصعب الزهري، وكتبت من كتابه، قلت: حدثكم عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألم أخبر أنك تصوم النهار لا تفطر، وتصلي الليل لا تنام؟»، قال: فحسبك أن تصوم من كل جمعة يومين، قلت: يا رسول الله، إني أجدني أقوى من ذلك، قال: «فهل لك في صيام داود عليه السلام، فإنه أعدل الصيام، تصوم يوما وتفطر يوما؟»، فقلت: يا رسول الله، إني أجد بي قوة هي أقوى من ذلك، قال: «إنك لعلك أن تبلغ بذلك سنا وتضعف». رواه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان [ص:285]، ويحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، نحوه. ورواه غير أبي سلمة عن عبد الله جماعة
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: سمعت ابن أبي مليكة، يحدث، عن يحيى بن حكيم بن صفوان، أن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: جمعت القرآن فقرأته في ليلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أخشى أن يطول عليك الزمان، وأن تمل قراءته»، ثم قال: «اقرأه في شهر»، قال: يا رسول الله، دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي، قال: «اقرأه في عشرين»، قلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي، قال: «اقرأه في سبع»، قلت: يا رسول الله، دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي، فأبى "
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا عبد الله بن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا عيسى بن يونس، ثنا الأفريقي عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الرحمن بن رافع، قال: لما كبر عبد الله بن عمرو بن العاص واشتد عليه قراءة القرآن قال: إني لما جمعت القرآن أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: " إني قد جمعت القرآن فافرضه علي، قال: «اقرأه في الشهر»، قال: قلت: إني أقوى من ذلك، قال: «اقرأه في الشهر مرتين»، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: «اقرأه في الشهر ثلاثا»، قال: فقلت: إني أقوى من ذلك، قال: «اقرأه في كل ست»، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: «اقرأه في كل ثلاث»، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: فغضب وقال: «قم فاقرأ»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، ومغيرة الضبي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت علي جعلت لا أنحاش لها مما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنته حتى دخل عليها، فقال لها: كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير الرجال - أو كخير البعولة - من رجل لم يفتش لنا كنفا، ولم يقرب لنا فراشا [ص:286]، فأقبل علي فعذمني وعضني بلسانه فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلتها وفعلت، ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني: فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته فقال لي: «أتصوم النهار؟» قلت: نعم، قال: «أفتقوم الليل؟» قلت: نعم، قال: «لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»، ثم قال: «اقرأ القرآن في كل شهر»، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال: «فاقرأه في كل عشرة أيام»، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال: «فاقرأه في كل ثلاث»، ثم قال: «صم في كل شهر ثلاثة أيام»، قلت: إني أقوى من ذلك، فلم يزل يرفعني حتى قال: «صم يوما وأفطر يوما، فإنه أفضل الصيام، وهو صيام أخي داود عليه السلام». قال حصين في حديثه: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لكل عابد شرة، وإن لكل شرة فترة، فإما إلى سنة وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك» قال مجاهد: وكان عبد الله بن عمرو حين ضعف وكبر يصوم الأيام كذلك يصل بعضها إلى بعض ليتقوى بذلك، ثم يفطر بعد ذلك الأيام، قال: وكان يقرأ من أحزابه كذلك يزيد أحيانا وينقص أحيانا، غير أنه يوفي به العدة إما في سبع وإما في ثلاث، ثم كان يقول بعد ذلك: لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي مما عدل به، أو عدل، لكني فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره. رواه أبو عوانة، عن مغيرة، نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا قتيبة، عن ابن لهيعة، عن واهب بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو، أنه قال: رأيت فيما يرى النائم كأن في إحدى أصبعي سمنا، وفي الأخرى عسلا، وأنا ألعقهما، فلما أصبحت ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " تقرأ الكتابين: التوراة والفرقان "، فكان يقرؤهما
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا بشر بن موسى، أخبرنا المقرئ أبو عبد الرحمن، ثنا حيوة، أخبرني شرحبيل بن شريك، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي، يقول: أنه سمع [ص:287] عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: «لخير أعمله اليوم أحب إلي من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإنا اليوم قد مالت بنا الدنيا»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو، أن رجلا، سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لا تعرف»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعبدوا الرحمن، وأفشوا السلام، وأطعموا الطعام، تدخلوا الجنان» رواه أبو عوانة وعبد الوارث، وخالد الواسطي، عن عطاء، مثله
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، عن ليث، عن أبي سليم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو، قال: «جلست من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا ما جلست منه مجلسا من قبله ولا بعده، فغبطت نفسي فيه ما غبطت نفسي في ذلك المجلس»
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا ابن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا عيسى بن يونس، ثنا المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، قال: انطلقت مع عبد الله بن عمرو إلى البيت فلما جئنا دبر الكعبة قلت له: ألا تتعوذ؟ قال: «أعوذ بالله من النار» ثم مضى حتى إذا استلم الحجر قام بين الركن والباب فوضع صدره ووجهه وبسط ذراعيه ثم قال: «هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني النعمان بن عمرو بن خالد، عن حسين بن شفي، قال: كنا جلوسا عند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، فأقبل تبيع فقال عبد الله: أتاكم أعرف من عليها، فلما جلس قال له عبد الله: أخبرنا عن الخيرات الثلاث [ص:288]، والشرات الثلاث، قال: " نعم، الخيرات الثلاث: اللسان الصدوق، وقلب تقي، وامرأة صالحة، والشرات الثلاث: لسان كذوب، وقلب فاجر، وامرأة سوء "، فقال عبد الله: قد قلت لكم "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، وابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله تعالى عنه يقول: لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة أحب إلي من أن أكون عاشر عشرة أغنياء، فإن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا " يقول: يتصدق يمينا وشمالا ". لفظ الليث
حدثنا محمد بن معمر، ثنا موسى بن هارون، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن أبي عبد الرحمن، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: «إن الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه قال: «من سقى مسلما شربة ماء باعده الله من جهنم شوط فرس» يعني حضر فرس "
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: كان يقول: «دع ما لست منه في شيء، ولا تنطق فيما لا يعنيك، وأخزن لسانك كما تخزن ورقك»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا المقرئ، ثنا ابن لهيعة، ثنا ابن هبيرة، أن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: إنه في الناموس الذي أنزل الله تعالى على موسى عليه السلام: " إن الله تعالى يبغض من خلقه ثلاثة: الذي يفرق بين المتحابين، والذي يمشي بالنمائم، والذي يلتمس البريء ليعنته "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: مكتوب في التوراة: «من تجر فجر، ومن حفر حفرة سوء لصاحبه وقع فيها»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن
أبي قبيل، قال: سمعت حيوة بن [شريح عن] شراحيل يقول: سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه يقول: إن إبليس موثق في الأرض السفلى، فإذا تحرك كان كل شر على الأرض بين اثنين فصاعدا من تحركه.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولو تعلمون حق العلم لصرخ أحدكم حتى ينقطع صوته، ولسجد حتى ينقطع صلبه.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عبد الله بن عمرو القواريري، ثنا جعفر بن أبي عمران، قال: بلغنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص سمع صوت النار، فقال: وأنا، فقيل: يا ابن عمرو ما هذا؟ قال: والذي نفسي بيده إنها لتستجير من النار الكبرى من أن تعاد فيها.
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا عبد الله بن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا المقرئ، ثنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو أن رجلا قال له: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال: ألك امرأة تأوي إليها؟ فقال: نعم! قال: أفلك مسكن تسكنه؟ قال: نعم! قال: فلست من فقراء المهاجرين فإن شئتم أعطيناكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، فقال: نصبر ولا نسأل شيئا.
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو، قال: تجمعون فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ قال: فتبرزون، فيقولون: ما عندكم؟ فتقولون: يا رب ابتلينا فصبرنا وأنت أعلم، ووليت الأموال والسلطان غيرنا، قال: فيقال صدقتم، قال: فيدخلون الجنة قبل سائر الناس بزمان، وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال.
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم، عن ثور بن
يزيد، عن خالد بن معدان، عن [عبد الله بن] عمرو، قال: الجنة مطوية معلقة بقرون الشمس، تنشر في كل عام مرة، وأرواح المؤمنين في جوف طير خضر كالزرازير يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة.
[مواصلته البكاء حتى رمصت عيناه]
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا مسكين بن بكير، ثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أمه: أنها كانت تصنع لعبد الله بن عمرو الكحل وكان يكثر من البكاء، قال: ويغلق عليه بابه ويبكي حتى رمصت عيناه، قال: وكانت أمي تصنع له الكحل.
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا عثمان بن عمرو، ثنا ابن أبي ذئب، عن إبراهيم بن عبيد مولى بني رفاعة الزرقي، عن عبد الله بن باباه، قال: جئت عبد الله بن عمرو بعرفة، ورأيته قد ضرب فسطاطا في الحرم، فقلت له: لم صنعت هذا؟ قال: تكون صلاتي في الحرم، فإذا خرجت إلى أهلي كنت في الحل.
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا هارون بن ملول، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيوب، عن خالد بن يزيد، وعبد الله بن سليمان، عن عمرو بن نافع، عن عبد الله بن عمرو: أنه مر على رجل بعد صلاة الصبح وهو نائم، فحركه برجله حتى استيقظ، فقال له: أما علمت أن الله عز وجل يطلع في هذه الساعة إلى خلقه فيدخل ثلة منهم الجنة برحمته؟
حدثنا أبو أحمد، ثنا ابن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا المقرئ مثله، وقال: عمرو بن مانع.
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، ثنا أبي، أخبرنا يحيى بن آدم، ثنا زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن غلاما لعبد الله بن عمرو باع فضل ماء من عم له بعشرين ألفا، فقال عبد الله: لا تبعه فإنه لا يحل بيعه.
حدثنا محمد بن محمد بن هارون الطحان، ثنا إسحاق بن محمد بن مروان، أخبرنا أبي، ثنا إبراهيم بن هراسة، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن يعقوب بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو، قال: من سئل بالله فأعطى كتب له سبعون أجرا.
[اجتماع قراء أهل البصرة في الموسم عليه]
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا
عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي، ثنا حسين بن المعلم، ثنا عبد الله بن بريدة، أن سليمان بن ربيعة حدثه: أنه حج في إمرة معاوية ومعه المنتصر بن الحارث الضبي في عصابة من قراء أهل البصرة، فقالوا: والله لا نرجع حتى نلقى رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مرضيا يحدثنا بحديث فلم نزل نسأل حتى حدثنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه نازل في أسفل مكة، فعمدنا إليه فإذا نحن بثقل عظيم يرتحلون ثلاثمائة راحلة منها مائة راحلة ومائتا زاملة، قلنا: لمن هذا الثقل؟ فقالوا: لعبد الله بن عمرو، فقلنا: أكل هذا له؟ وكنا نحدث أنه من أشد الناس تواضعا، فقالوا: أما هذه المائة راحلة فلإخوانه يحملهم عليها، وأما المائتان فلمن نزل عليه من أهل الأمصار له ولأضيافه، فعجبنا من ذلك عجبا شديدا. فقالوا: لا تعجبوا من هذا فإن عبد الله بن عمرو رجل غني، وإنه يرى حقا عليه أن يكثر من الزاد لمن نزل عليه من الناس، فقلنا: دلونا عليه، فقالوا: إنه في المسجد الحرام، فانطلقنا نطلبه حتى وجدناه في دبر الكعبة جالسا، رجل قصير أرمص بين بردين وعمامة، وليس عليه قميص قد علق نعليه في شماله.
حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله الحراني، ثنا صفوان بن عمرو، حدثني زهير العبسي أبو المخارق، عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه، قال: ألا أخبركم بأفضل الشهداء عند الله تعالى منزلة يوم القيامة؟ الذين يلقون العدو وهم في الصف، فإذا واجهوا عدوهم لم يلتفت يمينا ولا شمالا إلا واضعا سيفه على عاتقه، يقول: اللهم إني اخترتك اليوم بما أسلفت في الأيام الخالية، فيقتل على ذلك، فذلك من الشهداء الذين يتلبطون في الغرف العلى من الجنة حيث شاءوا.
حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي عمرو الشيباني، قال: مر بعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه نفر من
أهل اليمن، فقالوا له: ما تقول في رجل أسلم فحسن إسلامه، وهاجر فحسنت هجرته، وجاهد فحسن جهاده، ثم رجع إلى أبويه باليمن فبرهما ورحمهما؟ قال: ما تقولون أنتم؟ قالوا: نقول: قد ارتد على عقبيه، قال: بل هو في الجنة، ولكن سأخبركم بالمرتد على عقبيه رجل أسلم فحسن إسلامه، وهاجر فحسنت هجرته، وجاهد فحسن جهاده، ثم عمد إلى أرض نبطي فأخذها منه بجزيتها ورزقها، ثم أقبل عليها يعمرها، وترك جهاده فذلك المرتد على عقبيه.
[عبد الله بن عمر بن الخطاب]
[تعداد المؤلف لمناقبه]
44 - عبد الله بن عمر بن الخطاب
ومنهم الزاهد في الإمرة والمراتب، الراغب في القربة والمناقب، المتعبد المتهجد، المتتبع للأثر المتشدد نزيل الحصباء والمساجد، طويل الرغباء في المشاهد، يعد نفسه في الدنيا غريبا، ويرى كل ما هو آت قريبا، المستغفر التواب، عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
وقد قيل: إن التصوف الرهب من العتو، والرغب في العلو.
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا محمد بن يزيد الخنيسي، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، ثنا نافع، قال: دخل ابن عمر رضي الله تعالى عنه الكعبة فسمعته وهو ساجد يقول: قد تعلم ما يمنعني من مزاحمة قريش على هذه الدنيا إلا خوفك.
[أخباره المسندة في ابتعاده عن الفتنة وعن طلب الخلافة]
حدثنا القاضي عبد الله بن محمد بن عمر، ثنا علي بن سعيد العسكري، ثنا عباد بن الوليد، ثنا قرة بن حبيب الغنوي، ثنا عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، أنه أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن أنت ابن عمر وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر مناقبه - فما يمنعك من هذا الأمر؟ قال: يمنعني أن الله تعالى حرم علي دم المسلم، قال: فإن الله عز وجل يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله} [البقرة: 193] قال: قد فعلنا
وقد قاتلناهم حتى كان الدين لله، فأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى يكون الدين لغير الله، رواه جعفر بن الحارث، عن عبيد الله مثله.
قال الشيخ رحمه الله: لم نكتبه من حديث عبد الله بن بكر المزني إلا من القاضي عبد الله بن محمد بن عمر.
[كتابة الحجاج له في ذلك ورده عليه]
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الحكم بن موسى، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني المطعم بن المقدام الصنعاني، قال: كتب الحجاج بن يوسف إلى عبد الله بن عمر: بلغني أنك طلبت الخلافة، وإن الخلافة لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور، فكتب إليه ابن عمر، أما ما ذكرت من الخلافة أني طلبتها فما طلبتها وما هي من بالي، وأما ما ذكرت من العي والبخل والغيرة فإن من جمع كتاب الله فليس بعيي، ومن أدى زكاة ماله فليس ببخيل، وأما ما ذكرت من الغيرة فإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري.
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، حدثني أبو سلام بن مسكين، قال: سمعت الحسن، يقول: لما كان من أمر الناس ما كان من أمر الفتنة، أتوا عبد الله بن عمر، فقالوا: أنت سيد الناس وابن سيدهم، والناس بك راضون، اخرج نبايعك، فقال: لا والله لا يهراق في محجمة من دم ولا في سببي ما كان في الروح، قال: ثم أتي فخوف، فقيل له: لتخرجن أو لتقتلن على فراشك، فقال مثل قوله الأول، قال الحسن: فوالله ما استقلوا منه شيئا حتى لحق بالله تعالى.
[خبر الحكمين معه في ذلك ورده عليهم]
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا أبو العباس الثقفي، ثنا عبد الله بن جرير بن جبلة، ثنا سليمان بن حرب، ثنا جرير، عن يحيى، عن نافع، قال: لما قدم أبو موسى، وعمرو بن العاص أيام حكما، قال أبو موسى: لا أرى لهذا الأمر غير عبد الله بن عمر، فقال عمرو لابن عمر: إنا نريد أن نبايعك فهل لك أن تعطى مالا عظيما على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك؟ فغضب ابن عمر، فقام فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه، فقال: يا أبا عبد الرحمن إنما قال: تعطى مالا على أن أبايعك، فقال ابن عمر:
ويحك يا عمرو! قال عمرو: إنما قلت: أجربك، قال: فقال ابن عمر: لا والله لا أعطي عليها شيئا، ولا أعطى ولا أقبلها إلا عن رضى من المسلمين.
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن جابر، عن القاسم بن عبد الرحمن: أنهم قالوا لابن عمر في الفتنة الأولى: ألا تخرج فتقاتل؟ فقال: قد قاتلت والأنصاب بين الركن والباب حتى نفاها الله عز وجل من أرض العرب، فأنا أكره أن أقاتل من يقول لا إله إلا الله، قالوا: والله ما رأيك ذلك ولكنك أردت أن يفني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم بعضا حتى إذا لم يبق غيرك، قيل: بايعوا لعبد الله بن عمر بإمارة المؤمنين، قال: والله ما ذلك في، ولكن إذا قلتم حي على الصلاة أجبتكم، حي على الفلاح أجبتكم، وإذا افترقتم لم أجامعكم، وإذا اجتمعتم لم أفارقكم.
[أخباره في الصدقات وإن ما كان يعجبه من ماله يتقرب به على الله]
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يوسف البناء الصوفي، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله - يعني ابن مسعود - إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا ابن إدريس، ثنا حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر رضي الله تعالى عنه، قال: ما رأيت - أو ما أدركت - أحدا إلا قد مالت به الدنيا أو مال بها، إلا عبد الله بن عمر.
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا محمد بن يزيد بن خنيس، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، قال: كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه عز وجل، قال نافع: وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما شمر أحدهم فيلزم المسجد، فإذا رآه ابن عمر رضي الله تعالى عنه على تلك الحالة الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن والله ما بهم إلا أن يخدعوك، فيقول ابن عمر: فمن خدعنا بالله عز وجل تخدعنا له، قال نافع: فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد
أخذه بمال عظيم، فلما أعجبه سيره أناخه مكانه، ثم نزل عنه، فقال: يا نافع انزعوا زمامه ورحله وجللوه وأشعروه، وأدخلوه في البدن.
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو العباس الثقفي، ثنا محمد بن الصباح، ثنا سفيان بن عبيد الله، عن نافع، قال: بينا هو يسير على ناقته - يعني ابن عمر - إذ أعجبته، فقال: إخ إخ، فأناخها ثم قال: يا نافع حط عنها الرحل، فكنت أرى أنه لشيء يريده - أو لشيء رابه منها - فحططت الرحل، فقال لي: انظر هل ترى عليها مثل رأسها؟ فقلت: أنشدك إنك إن شئت بعتها واشتريت بثمنها، قال: فحللها وقلدها، وجعلها في بدنه، وما أعجبه من ماله شيء قط إلا قدمه.
[عتقه جاريته رميثة لحبه لها]
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا عمرو بن زرارة، ثنا أبو عبيدة الحداد، عن عبد الله بن أبي عثمان، قال: كان عبد الله بن عمر أعتق جاريته التي يقال لها رميثة، وقال: إني سمعت الله عز وجل يقول في كتابه: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: 92]، وإني والله إن كنت لأحبك في الدنيا، اذهبي فأنت حرة لوجه الله عز وجل.
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا جعفر بن محمد بن عتيب، ثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم، ثنا أبو عاصم، عن مالك بن مغول، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، قال: لما نزلت: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: 92] دعا ابن عمر رضي الله تعالى عنه جارية له فأعتقها.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا عبد الأعلى، عن برد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه: أنه كان لا يعجبه شيء من ماله إلا خرج منه لله عز وجل، قال: وكان ربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا، قال: وأعطاه ابن عامر مرتين ثلاثين ألفا، فقال: يا نافع إني أخاف أن تفتني دراهم ابن عامر، اذهب فأنت حر وكان لا يدمن اللحم شهرا إلا مسافرا أو في رمضان، قال: وكان يمكث الشهر لا يذوق فيه مزعة لحم.
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن السري بن مهران، ثنا الحكم بن موسى، ثنا يحيى بن حمزة، عن برد بن سنان، عن نافع، قال:
إن كان ابن عمر ليقسم في المجلس الواحد ثلاثين ألفا، ثم يأتي عليه شهر ما يأكل فيه مزعة لحم.
[صدقته في مجلس واحد اثنان وعشرين ألف دينار]
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا خالد بن حيان، ثنا عيسى بن كثير، عن ميمون بن مهران، قال: أتت ابن عمر رضي الله تعالى عنه اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس، فلم يقم حتى فرقها.
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو همام، ثنا عمر بن عبد الواحد، عن عمر بن محمد العمري، عن نافع، قال: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان - أو زاد.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا عاصم - يعني ابن محمد - عن أبيه، قال: أعطي ابن عمر بنافع عشرة آلاف - أو ألف دينار - فقلت: يا أبا عبد الرحمن فما تنتظر أن تبيع؟ قال: فهلا ما هو خير من ذلك؟ هو حر لوجه الله تعالى.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا المغيرة بن زياد الموصلي، عن نافع، قال: باع ابن عمر أرضا له بمائتي ناقة، فحمل على مائة منها في سبيل الله عز وجل، واشترط على أصحابها أن لا يبيعوا حتى يجاوزوا بها وادي القرى.
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا أبو العباس السراج، ثنا عمرو بن زرارة، ثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع: أن معاوية بعث إلى ابن عمر مائة ألف، فما حال الحول وعنده منها شيء.
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا أبو هلال، ثنا أيوب بن وائل الراسبي، قال: قدمت المدينة فأخبرني رجل - جار لابن عمر - أنه أتى ابن عمر أربعة آلاف من قبل معاوية، وأربعة آلاف من قبل إنسان آخر، وألفان من قبل آخر، وقطيفة فجاء إلى السوق يريد علفا لراحلته بدرهم نسيئة، فقد عرفت الذي جاءه، فأتيت سريته، فقلت: إني أريد أن أسألك عن شيء وأحب أن تصدقيني؟ قلت: أليس قد أتت أبا عبد الرحمن أربعة آلاف من قبل معاوية، وأربعة آلاف من قبل إنسان آخر، وألفان من قبل آخر، وقطيفة؟ قالت: بلى، قلت: فإني رأيته يطلب علفا بدرهم نسيئة، قالت: ما بات حتى فرقها، فأخذ القطيفة فألقاها على ظهره
ثم ذهب فوجهها ثم جاء، فقلت: يا معشر التجار ما تصنعون بالدنيا، وابن عمر أتته البارحة عشرة آلاف درهم وضح، فأصبح اليوم يطلب لراحلته علفا بدرهم نسيئة.
[تصدقه بما كان يشتهيه من الطعام]
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا ابن المبارك، عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن نافع: أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه اشتكى، فاشتري له عنقود عنب بدرهم، فجاء مسكين، فقال: أعطوه إياه، فخالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم، ثم جاء به إليه فجاءه المسكين فسأل، فقال: أعطوه إياه، فخالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم، ثم جاء به إليه فجاءه المسكين يسأل، فقال: أعطوه إياه، ثم خالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم فأراد أن يرجع فمنع ولو علم ابن عمر بذلك العنقود ما ذاقه.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا مسلم بن سعيد الثقفي، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن نافع: أن ابن عمر اشتهى عنبا وهو مريض، فاشتريت له عنقودا بدرهم، فجئت به فوضعته في يده فجاءه سائل فقام على الباب فسأل، فقال ابن عمر: ادفعه إليه في يده قال: قلت: كل منه، ذقه، قال: لا، ادفعه إليه، فدفعته إليه، قال: فاشتريته منه بدرهم فجئت به إليه فوضعته في يده، فعاد السائل، فقال ابن عمر: ادفعه إليه، قلت: ذقه، كل منه، قال: لا، ادفعه إليه فدفعته فما زال يعود السائل ويأمر بدفعه إليه حتى قلت للسائل في الثالثة - أو الرابعة -: ويحك ما تستحي؟ فاشتريته منه بدرهم فجئت به إليه فأكله.
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال: أن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه نزل الجحفة - وهو شاك - فقال: إني لأشتهي حيتانا، فالتمسوا له فلم يجدوا له إلا حوتا واحدا، فأخذته امرأته صفية بنت أبي عبيد فصنعته، ثم قربته إليه، فأتى مسكين حتى وقف عليه، فقال له ابن عمر: خذه، فقال أهله: سبحان الله، قد عنيتنا ومعنا زاد نعطيه، فقال: إن عبد الله يحبه.
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السري، ثنا
قبيصة بن عقبة بن سليم العنبري، عن أبي بكر بن حفص أن عمر بن سعد، قال: اشتكى ابن عمر فاشتهى حوتا فصنع له، فلما وضع بين يديه جاء سائل، فقال: أعطوه الحوت، قالت امرأته: نعطيه درهما فهو أنفع له من هذا، واقض أنت شهوتك منه فقال: شهوتي ما أريد.
حدثنا محمد بن علي، ثنا الحسين بن أبي معشر، ثنا أبو الخطاب، ثنا حاتم بن وردان، ثنا أيوب، عن نافع، قال: اشتهى ابن عمر رضي الله تعالى عنه حوتا، فاشتريت له سمكة فشويت فوضعت بين يديه، فجاء سائل يسأل فأمر بها كما هي ما ذاق منها شيئا، فقالوا: نعطيه خيرا من ثمنها، فأبى.
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، ثنا ميمون بن مهران: أن امرأة ابن عمر عوتبت فيه، فقيل لها: أما تلطفين بهذا الشيخ؟ فقالت: فما أصنع به، لا نصنع له طعاما إلا دعا عليه من يأكله، فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد فأطعمتهم، وقالت لهم: لا تجلسوا بطريقه، ثم جاء إلى بيته فقال: أرسلوا إلى فلان وإلى فلان، وكانت امرأته أرسلت إليهم بطعام، وقالت: إن دعاكم فلا تأتوه، فقال ابن عمر رضي الله تعالى عنه: إن أردتم أن لا أتعشى الليلة، فلم يتعش تلك الليلة.
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن بكار، ثنا أبو معشر، عن محمد بن قيس، قال: كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه لا يأكل إلا مع المساكين، حتى أضر ذلك بجسمه، فصنعت له امرأته شيئا من التمر فكان إذا أكل سقته.
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، قال: لو أن طعاما كثيرا كان عند عبد الله بن عمر ما شبع منه بعد أن يجد له آكلا، فدخل عليه ابن مطيع يعوده فرآه قد نحل جسمه، فقال لصفية: ألا تلطفيه لعله أن يرتد إليه جسمه فتصنعي له طعاما؟ قالت: إنا لنفعل ذلك ولكنه لا يدع أحدا من أهله ولا من يحضره إلا دعاه عليه، فكلمه أنت في ذلك، فقال ابن مطيع: يا أبا عبد الرحمن
لو اتخذت طعاما فرجع إليك جسمك، فقال: إنه ليأتي علي ثماني سنين ما أشبع فيها شبعة واحدة، أو قال: لا أشبع فيها إلا شبعة واحدة، فالآن تريد أن أشبع حين لم يبق من عمري إلا ظمأ حمار.
رواه عمر بن حمزة، عن أبيه نحوه.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا عاصم بن محمد، عن عمر بن حمزة بن عبد الله، قال: كنت مع أبي فمر رجل، فقال: أخبرني ما قلت لعبد الله بن عمر يوم رأيتك تكلمه بالجرف، قال: قلت: يا أبا عبد الرحمن رقت مضغتك، وكبر سنك، وجلساؤك لا يعرفون حقك ولا شرفك، فلو أمرت أهلك أن يجعلوا لك شيئا يلطفونك إذا رجعت إليهم، قال: ويحك، والله ما شبعت منذ إحدى عشرة سنة ولا ثنتي عشرة سنة ولا ثلاث عشرة سنة ولا أربع عشرة سنة ولا مرة واحدة، فكيف بي وإنما بقي مني كظمأ الحمار؟.
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن نصر الصايغ، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، قال: ما شبعت منذ أسلمت.
[كان لا يأكل إلا وعلى خوانه مسكين أو يتيم]
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الليث بن خالد البلخي، ثنا العلاء بن خالد المجاشعي، عن أبي بكر بن حفص: أن عبد الله بن عمر كان لا يأكل طعاما إلا وعلى خوانه يتيم.
[أخبار في الزهد في الطعام]
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن يونس، ثنا السري بن يحيى، عن الحسن، وحدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا هشيم، عن منصور، عن الحسن قال أحمد: وحدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن الحسن، عن الحسن: أن ابن عمر كان إذا تغدى أو تعشى دعا من حوله من اليتامى، فتغدى ذات يوم فأرسل إلى يتيم فلم يجده، وكانت له سويقة محلاة يشربها بعد غدائه، فجاء اليتيم وقد فرغوا من الغداء وبيده السويقة ليشربها، فناولها إياه، وقال: خذها فما أراك غبنت.
أخبرت عن سالم بن عصام، ثنا يحيى بن حكيم، ثنا عمر بن أبي خليفة، قال: سمعت
أفلح بن كثير قال: كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه لا يرد سائلا حتى إن المجذوم ليأكل معه في صحنه، وإن أصابعه لتقطر دما.
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني أبو لهيعة، عن عبيد الله بن المغيرة، عن عبيد الله بن عدي - وكان مولى لعبد الله بن عمر قدم من العراق فجاءه يسلم عليه - فقال: أهديت إليك هدية، قال: وما هي؟ قال: جوارش، قال: وما جوارش؟ قال: تهضم الطعام، فقال: فما ملأت بطني طعاما منذ أربعين سنة، فما أصنع به.
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، عن ابن سيرين أن رجلا قال لابن عمر: أجعل لك جوارش؟ قال: وأي شيء الجوارش؟ قال: شيء إذا كظك الطعام فأصبت منه سهل عليك، قال: فقال ابن عمر: ما شبعت من الطعام منذ أربعة أشهر، وما ذاك أن لا أكون له واجدا، ولكني عهدت قوما يشبعون مرة ويجوعون مرة.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو معاوية، ثنا مالك - يعني ابن مغول - عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه: أنه أتي بشيء يقال له الكبر، قال: ما نصنع بهذا؟ قال: إنه يمريك، قال: إنه ليمر بي الشهر ما أشبع إلا الشبعة أو الشبعتين.
[خبر إبله التي استاقها أصحاب نجدة الحروري]
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، ثنا ميمون بن مهران، قال: مر أصحاب نجدة الحروري على إبل لعبد الله بن عمر فاستاقوها، فجاء راعيها، فقال: يا أبا عبد الرحمن احتسب الإبل، قال: وما لها؟ قال: مر بها أصحاب نجدة فذهبوا بها، قال: كيف ذهبوا بالإبل وتركوك؟ قال: قد كانوا ذهبوا بي معها ولكني انفلت منهم، قال: ما حملك على أن تركتهم وجئتني؟ قال: أنت أحب إلي منهم، قال: آلله الذي لا إله إلا هو لأنا أحب إليك منهم؟ قال: فحلف له، قال: فإني أحتسبك معها، فأعتقه، فمكث ما مكث ثم أتاه آت فقال:
هل لك في ناقتك الفلانية - سماها باسمها - ها هو ذا تباع في السوق، قال: أرني ردائي، فلما وضعه على منكبيه وقام، جلس فوضع رداءه ثم قال: لقد كنت احتسبتها فلم أطلبها؟.
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، ثنا ميمون بن مهران: أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه كاتب غلاما له ونجمها عليه نجوما، فلما حل أول النجم أتاه المكاتب به، فسأله من أين أصبت هذا؟ قال: كنت أعمل وأسأل، قال ابن عمر: أفجئتني بأوساخ الناس تريد أن تطعمنيها؟ أنت حر لوجه الله ولك ما جئت به.
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير، ثنا جعفر، ثنا ميمون أن رجلا من بني عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه استكساه إزارا، وقال: قد تخرق إزاري، فقال له: اقطع إزارك ثم اكتسه، فكره الفتى ذلك، فقال له عبد الله بن عمر: ويحك اتق الله لا تكونن من القوم الذين يجعلون ما رزقهم الله تعالى في بطونهم وعلى ظهورهم.
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، عن ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن ميمون بن مهران، قال: دخلت منزل ابن عمر، فما كان فيه ما يسوى طيلساني هذا.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو معمر، ثنا يوسف بن الماجشون، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما رأيت أحدا أشبه بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين دفنوا في النمار من عبد الله بن عمر.
[خبره مع خباز بن عامر بن كريز]
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا موسى بن داود، قال: سمعت مالك بن أنس، قال: حدثت أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه نزل الجحفة، فقال ابن عامر بن كريز لخبازه: اذهب بطعامك إلى ابن عمر، قال: فجاء بصحفة، فقال ابن عمر: ضعها ثم جاء بأخرى وأراد أن يرفع الأولى فقال ابن عمر: ما لك؟ قال: أريد أن أرفعها، قال: دعها صب عليها هذه، قال: فكان كلما جاءه بصحفة صبها على الأخرى، قال: فذهب العبد إلى
ابن عامر، فقال: هذا جاف أعرابي، فقال له ابن عامر: هذا سيدك، هذا ابن عمر.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا موسى بن داود، ثنا مالك بن أنس، عن أبي جعفر القاري، قال: قال مولاي: أخرج مع ابن عمر أخدمه، قال: فكان كل ماء ينزله يدعو أهل ذلك الماء يأكلون معه، قال: فكان أكابر ولده يدخلون فيأكلون فكان الرجل يأكل اللقمتين والثلاث فنزل الجحفة فجاءوا وجاء غلام أسود عريان، فدعاه ابن عمر، فقال الغلام: إني لا أجد موضعا قد تراصوا، فرأيت ابن عمر تنحى حتى ألزقه إلى صدره.
[اختياره خشن الثياب]
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، عن قزعة، قال: رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة، أو خشبة، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن إني أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان، وتقر عيناي أن أراه عليك، فإن عليك ثيابا خشنة، أو خشبة، فقال: أرنيه حتى أنظر إليه، قال: فلمسه بيده، وقال: أحرير هذا؟ قلت: لا، إنه من قطن، قال: إني أخاف أن ألبسه، أخاف أن أكون مختالا فخورا، والله لا يحب كل مختال فخور.
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، عن يونس بن أبي يعفور، عن أبيه وقدان، قال: سمعت ابن عمر - وسأله رجل: ما ألبس من الثياب - قال: ما لا يزدريك فيه السفهاء، ولا يعتبك به الحلماء، قال: ما هو؟ قال: ما بين الخمسة إلى العشرين درهما.
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا أبو عوانة، عن عبد الله بن حبيش، قال: رأيت على ابن عمر ثوبين معافريين وكان ثوبه إلى نصف الساق.
حدثنا
أحمد بن محمد بن سنان أبو العباس السراج، ثنا أبو معمر، عن سفيان، عن عمرو - يعني ابن دينار - عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، قال: ما وضعت لبنة على لبنة، ولا غرست نخلة منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا سفيان، حدثني الصدوق البر عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه، قال: كان ابن عمر إذا مر بربعهم - وقد هاجر منه - غمض عينيه ولم ينظر إليه ولم ينزله قط.
[مواظبته على قيام الليل]
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، «عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، قال: كنت غلاما شابا عزبا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الرؤيا قصها عليه، قال: فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا للنار شيء كقرن البئر - يعني قرنين كقرن البئر - وإذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر، فقال لي: لن تراع، فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «نعم الرجل عبد الله! لو كان يصلي من الليل»، قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا».
رواه أحمد، وإسحاق، عن عبد الرزاق مثله، ورواه أيوب، عن نافع، عن ابن عمر مختصرا.
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يعلى، ثنا محمد بن الحسين البرجلاني، ثنا زيد بن الحباب، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع: أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه كان إذا فاتته صلاة العشاء في جماعة أحيا بقية ليلته، وقال بشر بن موسى: أحيا ليلته.
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا يزيد القراطيسي، ثنا أسد، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن جابر، حدثني سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، أنه كان يحيي الليل صلاة
ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فيقول: لا! فيعاود الصلاة، ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فيقول: نعم! فيقعد ويستغفر ويدعو حتى يصبح.
حدثنا محمد بن علي، ثنا الحسين بن مودود، ثنا بندار، ثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن محمد، قال: كان ابن عمر كلما استيقظ من الليل صلى.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو عامر العقدي، أخبرني داود بن أبي الفرات، عن أبي غالب مولى خالد بن عبد الله قال: كان ابن عمر ينزل علينا بمكة فكان يتهجد من الليل، فقال لي ذات ليلة قبيل الصبح: يا أبا غالب ألا تقوم فتصلي ولو تقرأ بثلث القرآن، فقلت: قد دنا الصبح! فكيف أقرأ بثلث القرآن؟ فقال: إن سورة الإخلاص {قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1]- تعدل ثلث القرآن.
حدثنا أبو بكر بن مالك، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا صالح بن عبد الله الترمذي، ثنا محمد بن فضيل بن غزوان، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان يحيي بين الظهر إلى العصر.
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا الوليد، عن ابن جريج، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، قال: ما رأيت مصليا كهيئة عبد الله بن عمر، وأشد استقبالا للكعبة بوجهه وكفيه وقدميه.
حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني، ثنا صالح بن أحمد، ثنا القاسم بن أحمد بن بشر بن معروف، ثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، قال: صليت إلى جنب ابن عمر رضي الله تعالى عنه فسمعته حين سجد وهو يقول: اللهم اجعلك أحب شيء إلي وأخشى شيء عندي، وسمعته يقول في سجوده: رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين، وقال: ما صليت صلاة منذ أسلمت إلا وأنا أرجو أن تكون كفارة.
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن حصين، عن عبد الله بن سبرة، قال: كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه إذا أصبح، قال: اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك نصيبا في كل خير تقسمه الغداة، ونورا تهدي به، ورحمة تنشرها، ورزقا تبسطه، وضرا تكشفه، وبلاء ترفعه، وفتنة تصرفها.
حدثنا محمد بن علي، ثنا الحسن بن محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا: ثنا محمد [ص:305] بن جعفر، ثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب قال: مات ابن عمر رضي الله تعالى عنه يوم مات، وما في الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله عز وجل بمثل عمله منه "
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا هشام الدستوائي، عن القاسم بن أبي بزة، حدثني من سمع ابن عمر رضي الله تعالى عنه، قرأ {ويل للمطففين} [المطففين: 1] حتى بلغ {يوم يقوم الناس لرب العالمين} [المطففين: 6] قال: فبكى حتى خر وامتنع من قراءة ما بعده
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا إسماعيل بن عمر، ثنا البراء بن سليم قال سمعت نافعا مولى ابن عمر يقول: ما قرأ ابن عمر هاتين الآيتين قط من آخر سورة البقرة إلا بكى {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} [البقرة: 284] الآية ثم يقول: «إن هذا لإحصاء شديد»
حدثنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثني بهز، حدثني جعفر بن سليمان، حدثني إسماعيل بن عبيد، عن نافع، قال: «كان عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه يقرأ في صلاته فيمر بالآية فيها ذكر النار فيقف عندها فيدعو ويستجير بالله منها»
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا عبد الله بن مطيع، ويعقوب، قالا: ثنا هشيم، عن أبي قيس، عن يوسف بن ماهك، قال: «رأيت ابن عمر رضي الله تعالى عنه عند عبيد بن عمير وهو يقص وعيناه تهرقان دموعا»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن عثمان بن واقد، عن نافع، قال: " كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه إذا قرأ: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد: 16] بكى حتى يغلبه البكاء "
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق، ثنا موسى بن سفيان، ثنا عبد الله بن الجهم، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن أبي سفيان، عن عمر بن نبهان، عن الحسن، عن عبد الله بن عمر، قال: «من كان مستنا فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله [ص:306] عليه وسلم ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا على الهدى المستقيم» والله رب الكعبة. يا ابن آدم، صاحب الدنيا ببدنك، وفارقها بقلبك وهمك، فإنك موقوف على عملك، فخذ مما في يديك لما بين يديك عند الموت يأتيك الخير "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو العباس السراج، ثنا عمر بن محمد بن الحسن، ثنا أبي، عن محمد بن أبان، عن السدي، قال: «رأيت عبد الله بن عمرو، وأبا سعيد، وأبا هريرة وغيرهم، وكانوا يرون أن ليس، أحد منهم على الحال الذي فارق عليه محمدا صلى الله عليه وسلم إلا ابن عمر»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا عبد الله بن محمد العبسي، ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن ليث، عن رجل، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: «لا يكون الرجل من العلم بمكان حتى لا يحسد من فوقه، ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بالعلم ثمنا»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا عبد الله بن محمد العبسي، ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: «لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعد الناس حمقى في دينه»
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا خالد بن أبي عثمان، ثنا سليط، أن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: «راءوا بالخير، ولا تراءوا بالشر»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السري، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: «لا يصيب عبد شيئا من الدنيا إلا نقص من درجاته عند الله عز وجل، وإن كان عليه كريما» رواه إسرائيل، عن ثور، عن مجاهد، مثله
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد ثنا المحاربي، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال: قيل لعبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه: " توفي زيد بن حارثة الأنصاري، قال: رحمه الله، قيل له: يا أبا عبد الرحمن، ترك مائة ألف، قال: «لكن هي لم تتركه»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم، ثنا هناد بن السري، ثنا المحاربي، عن عاصم الأحول، عمن حدثه، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه، [ص:307] أنه سمع رجلا، يقول: أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة؟ فأراه قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، فقال: «عن هؤلاء تسأل»
حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا الأوزاعي، ثنا سليمان بن حبيب، قال: كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه يقول: لو وضعت أصبعي في خمر ما أحببت أن تتبعني "
حدثنا يوسف بن يعقوب، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: «لأن أشرب قمقما قد أغلي، أحرق ما أحرق، وأبقى ما أبقى، أحب إلي من أن أشرب نبيذ الجر»
حدثنا يوسف بن يعقوب، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا جرير بن حازم، حدثني قيس بن سعد، أن عبد الله بن عمر، كان يقول في رجل استكره على شرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، قال: «إن لم يفعل حتى يقتل أصاب خيرا، وإن هو أكل وشرب فهو عذر»
حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن هارون، ثنا إبراهيم بن حماد القاضي، ثنا محمد بن جوان، ثنا مؤمل، ثنا سفيان، ثنا يحيى، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: «أحق ما طهر العبد لسانه». رواه الفريابي وقبيصة، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، قال: «ما لعن ابن عمر قط خادما، إلا واحدا فأعتقه» وقال الزهري: أراد ابن عمر أن يلعن خادمه فقال: اللهم الع.، فلم يتمها، وقال: هذه كلمة ما أحب أن أقولها
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، وغيره، " أن رجلا، قال لابن عمر: يا خير الناس - أو يا ابن خير الناس، فقال ابن عمر: «ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عباد الله، أرجو الله تعالى وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا سليمان بن حرب، [ص:308] ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه، أنه كان يلبي تلبية النبي صلى الله عليه وسلم، ويزيد: لبيك لبيك، لبيك وسعديك، لبيك والخير في يديك، لبيك والرغباء إليك والعمل "
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا عمر بن ذر، عن وبرة بن عبد الرحمن، أنه ساير ابن عمر فسمعه يلبي، وهو يقول في تلبيته: «لبيك لبيك، والرغباء إليك والعمل»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن يحيى بن المنذر، ثنا حفص بن عمر الحوضي، ثنا همام بن يحيى، عن نافع، أن ابن عمر، كان يدعو على الصفا: " اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك، اللهم جنبني حدودك، اللهم اجعلني ممن يحبك، ويحب ملائكتك، ويحب رسلك، ويحب عبادك الصالحين، اللهم حببني إليك، وإلى ملائكتك، وإلى رسلك، وإلى عبادك الصالحين، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، واغفر لي في الآخرة والأولى، واجعلني من أئمة المتقين، اللهم إنك قلت: {ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60]، وإنك لا تخلف الميعاد، اللهم إذ هديتني للإسلام فلا تنزعني منه، ولا تنزعه مني حتى تقبضني وأنا عليه «. كان يدعو بهذا الدعاء مع دعاء له طويل على الصفا والمروة وبعرفات، ويجمع بين الجمرتين، وفي الطواف» رواه أيوب، عن نافع، مثله
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إبراهيم الحربي، ثنا أبو عمر الحوضي، عن الحسن بن أبي جعفر، عن سعيد بن أبي حرة، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان إذا استلم الركن الأسود قال: «بسم الله، والله أكبر»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، قال: «كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه يزاحم على الركن حتى يرعف، ثم يجيء فيغسله»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، عن عبد العزيز بن أبي رواد، قال: سمعت نافعا، يقول: كان عبد الله " إذا قدم المدينة أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاستقبل وجهه وصلى عليه ودعا له، ثم أقبل على أبي بكر فاستقبل وجهه فصلى عليه ودعا له، ثم أقبل على عمر فاستقبل وجهه وصلى عليه ودعا له، [ص:309] ويقول: يا أبتاه يا أبتاه يا أبتاه رواه حماد بن زيد، عن أيوب، مثله
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا حرملة، حدثني أبو الأسود، قال: سمعت عروة بن الزبير، يقول: " خطبت إلى عبد الله بن عمر ابنته ونحن في الطواف فسكت ولم يجبني بكلمة، فقلت: لو رضي لأجابني، والله لا أراجعه فيها بكلمة أبدا، فقدر له أن سدر إلى المدينة قبلي، ثم قدمت فدخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وأديت إليه من حقه ما هو أهله، فأتيته ورحب بي وقال: متى قدمت؟ فقلت: هذا حين قدومي، فقال: «أكنت ذكرت لي سودة بنت عبد الله ونحن في الطواف نتخايل الله عز وجل بين أعيننا، وكنت قادرا أن تلقاني في غير ذلك الموطن؟» فقلت: كان أمرا قدر، قال: «فما رأيك اليوم؟» قلت: أحرص ما كنت عليه قط، فدعا ابنيه سالما وعبد الله فزوجني
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن زيد بن الحريش، ثنا أبو حاتم السجستاني، ثنا الأصمعي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: اجتمع في الحجر مصعب وعروة وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر، فقالوا: تمنوا، فقال عبد الله بن الزبير: أما أنا فأتمنى الخلافة، وقال عروة: أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم، وقال مصعب: أما أنا فأتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين، وقال عبد الله بن عمر: «أما أنا فأتمنى المغفرة» قال: فنالوا كلهم ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غفر له "
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو شهاب، عن يونس بن عبيد، عن نافع، قال: قيل لابن عمر رضي الله تعالى عنه زمن ابن الزبير والخوارج والخشبية: أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء، وبعضهم يقتل بعضا؟ قال: " من قال: حي على الصلاة أجبته، ومن قال: حي على الفلاح أجبته، ومن قال: حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت: لا "
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا هارون بن إبراهيم، عن عبد الله بن عمير، عن عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: «إنما [ص:310] كان مثلنا في هذه الفتنة كمثل قوم كانوا يسيرون على جادة يعرفونها، فبينما هم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة، فأخذ بعضهم يمينا وشمالا فأخطأ الطريق، وأقمنا حيث أدركنا ذلك حتى جلى الله ذلك عنا فأبصرنا طريقنا الأول فعرفنا وأخذنا فيه، وإنما هؤلاء فتيان قريش يقتتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا، ما أبالي أن لا يكون لي ما يفتل بعضهم بعضا بنعلي هاتين الجرداوين»
حدثنا محمد بن الحسن بن كوثر، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا خارجة بن مصعب، عن موسى بن عقبة، عن نافع، قال: " لو نظرت إلى ابن عمر رضي الله تعالى عنه إذا اتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم لقلت: هذا مجنون "
حدثنا عبد الله بن محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن نمير، عن، عاصم الأحول، عمن حدثه قال: «كان ابن عمر إذا رآه أحد ظن أن به شيئا من تتبعه آثار النبي صلى الله عليه وسلم»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن أبي مودود، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه، أنه كان في طريق مكة يأخذ برأس راحلته يثنيها ويقول: «لعل خفا يقع على خف» يعني خف راحلة النبي صلى الله عليه وسلم "
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: «ما ناقة أضلت فصيلها في فلاة من الأرض بأطلب لأثره من ابن عمر لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، ثنا القعنبي، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن الطفيل بن أبي بن كعب أخبره أنه كان يأتي عبد الله بن عمر فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمرر عبد الله بن عمر على سقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا وسلم عليه، فقلت: ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس؟ قال: وأقول: اجلس بنا هاهنا نتحدث، [ص:311] فقال لي عبد الله: يا أبا بطن - وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدوا من أجل السلام، فسلم على من لقيت "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: «ما كان البر يعرف في عمر، ولا في ابنه، حتى يقولا أو يفعلا» رواه الهيثم بن عدي، عن مالك، مثله
حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، قال: قال لي ابن عمر رضي الله تعالى عنه: " يا أبا الغازي، كم لبث نوح عليه السلام في قومه؟ قال: قلت: ألف سنة إلا خمسين عاما، قال: «فإن الناس لم يزدادوا في أعمارهم وأجسامهم وأحلامهم إلا نقصا»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: سئل ابن عمر: هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قال: «نعم، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال»
حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب، ثنا محمد بن عبدوس بن كامل، ثنا علي بن الجعد، أخبرنا زهير، عن آدم بن علي، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: إن أناسا يدعون يوم القيامة المنقصين، قال: فقال: وما المنقصون؟ قال: ينقص - أو ينتقص - أحدهم صلاته بالتفاته ووضوئه "
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، ثنا جدي أبو حصين، ثنا مليح بن وكيع، ثنا جرير، عن الأعمش، عن نافع، عن ابن عمر، " أنه نزل على رجل فلما مضت ثلاث ليال قال: يا نافع، أنفق علينا من مالنا "
حدثنا سليمان، ثنا إسحاق، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: " سئل ابن عمر عن لا إله إلا الله، هل يضر معها عمل، كما لا ينفع مع تركها عمل؟ قال ابن عمر: «عش ولا تغتر»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا عمر بن حفص، ثنا عاصم بن علي ثنا القاسم بن الفضل الحداني، عن معاوية بن قرة، عن معبد الجهني، قال: قلنا لعبد الله بن عمر: رجل لم يدع من الخير شيئا إلا عمل به، إلا أنه كان شاكا في الله عز وجل. قال: «هلك البتة» قلت: فرجل لم يدع من الشر شيئا إلا عمل به، إلا أنه كان يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله قال: «عش ولا تغتر»
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن نائلة، ثنا عباس بن الوليد، ثنا أبو عوانة، [ص:312] عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، أن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه مر بقاص وقد رفعوا أيديهم فقال: قطع الله هذه الأيدي، ويلكم إن الله تعالى أقرب مما ترفعون، هو أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد "
حدثنا يوسف بن يعقوب، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا جويرية، قال: سمعت نافعا، يقول: شهدت مع ابن عمر جنازة، فلما فرغ من دفنها قال قائل: ارفعوا على اسم الله، فقال ابن عمر: «إن اسم الله علا كل شيء، ولكن ارفعوا باسم الله»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو معاوية، ثنا مالك، عن أبي حصين، عن مجاهد، قال: كنت أمشي مع ابن عمر فمر على خربة فقال: قل: «يا خربة، ما فعل أهلك؟» فقلت: يا خربة، ما فعل أهلك؟ فقال ابن عمر: «ذهبوا، وبقيت أعمالهم»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا سريج بن يونس، ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن أبي حازم، قال: مر ابن عمر برجل ساقط من أهل العراق فقال: «ما شأنه؟» قالوا: إنه إذا قرئ عليه القرآن يصيبه هذا، قال: إنا لنخشى الله، وما نسقط "
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا إسحاق بن عيسى بن الطباع، ثنا حماد بن زيد، وحدثنا حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا زائدة، وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان البصري، ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، واللفظ له، قالوا: عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «أحب في الله، وأبغض في الله، ووال في الله، وعاد في الله، فإنك لا تنال ولاية الله إلا بذلك، ولا يجد رجل طعم الإيمان، وإن كثرت صلاته وصيامه، حتى يكون كذلك»، وصارت موالاة الناس في أمر الدنيا، وإن ذلك لا يجزي عن أهله شيئا "
قال: وقال لي: «يا ابن عمر» إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك، فإنك [ص:313] يا عبد الله بن عمر لا تدري ما اسمك غدا "، قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال: «كن في الدنيا غريبا أو عابر سبيل، وعد نفسك من أهل القبور» قال الشيخ رحمه الله: لم يذكر حماد وزهير، وزائدة قوله في الموالاة والمعاداة، ووافقوه في الباقي ورواه الحسن بن الحر، وفضيل بن عياض، وجرير، وأبو معاوية في آخرين، عن ليث. ورواه الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، نحوه
حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا الحكم بن موسى، ثنا إسماعيل بن عياش، عن العلاء بن عتبة، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، قال: قام فتى فقال: يا رسول الله، أي المؤمنين أكيس؟ قال: «أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا قبل أن ينزل به، أولئك الأكياس» رواه أبو سهيل بن مالك، وحفص بن غيلان، ويزيد بن أبي مالك، وقرة بن قيس، ومعاوية بن عبد الرحمن، عن عطاء، مثله. ورواه مجاهد، عن ابن عمر، نحوه
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مخلد، وأبو بكر بن خلاد، قالا: ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا داود بن المحبر، ثنا عباد يعني ابن كثير، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كم من عاقل عقل عن الله تعالى أمره وهو حقير عند الناس، ذميم المنظر، ينجو غدا، وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عند الناس يهلك غدا يوم القيامة»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل بابا للنساء فقال: «لا يلجن من هذا الباب من الرجال أحد»، قال نافع: فما رأيت ابن عمر داخلا من ذلك الباب، ولا خارجا منه "
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا علي بن محمد بن عبد الوهاب، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا أبو كدينة البجلي، عن ليث، عن عطاء، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: أتى علينا زمان ليس أحد أحق [ص:314] بديناره ولا بدرهمه من أخيه المسلم، حتى كان حديثا، ولقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله عز وجل، أدخل الله عليهم ذلا، ثم لا ينزعه عنهم حتى يراجعوا دينهم» رواه الأعمش، عن عطاء، ونافع ورواه راشد الحماني، عن ابن عمر، نحوه
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 283
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 283
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو ابن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي يكنى أبا محمد. وقيل: يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل أبو نصير، وهي غريبة. وأما ابن معين فقال: كنيته أبو عبد الرحمن، والأشهر أبو محمد. أمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمية، ولم يفته أبوه في السن إلا باثنتي عشرة، ولد لعمرو: عبد الله، وهو ابن اثنتي عشرة سنة. أسلم قبل أبيه، وكان فاضلا حافظا عالما، قرأ الكتاب واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في أن يكتب حديثه، فأذن له، قال: يا رسول الله أكتب كل ما أسمع منك في الرضا والغضب؟ قال: نعم، فإني لا أقول إلا حقا. وقال أبو هريرة: ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو، فإنه كان يعي بقلبه، وأعي بقلبي، وكان يكتب وانا لا أكتب، استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأذن له.
وروى شفي الأصبحي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم ألف مثل.
وكان يسرد الصوم، ولا ينام بالليل، فشكاه أبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لعينك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، قم ونم وصم وأفطر. صم ثلاثة أيام من كل شهر، فذلك صيام الدهر، فقال: إني أطيق أكثر من ذلك، فلم يزل يراجعه في الصيام حتى قال له: لا صوم أفضل من صوم داود، وكان يصوم يوما ويفطر يوما. فوقف عبد الله عند ذلك، وتمادى عليه.
ونازل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا في ختم القرآن، فقال: اختمه في شهر، فقال: أني أطيق أفضل من ذلك، فلم يزل يراجعه حتى قال: لا تقرأه في أقل من سبع. وبعضهم يقول في حديثه هذا: أقل من خمس، والأكثر على أنه لم ينزل من سبع، فوقف عند ذلك، واعتذر رضي الله عنه من شهوده صفين، واقسم أنه لم يرم فيها برمح ولا سهم، وأنه إنما شهدها لعزمة أبيه عليه في ذلك، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: أطع أباك. حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا عبد الله بن عمرو الجوهري، حدثنا أحمد ابن محمد بن الحجاج، حدثني يحيى بن سليمان، حدثنا الخصيب بن ناصح البصري، حدثنا نافع بن عمرو الجمحي، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه كان يقول: ما لي ولصفين! ما لي ولقتال المسلمين! والله لوددت أني مت قبل هذا بعشر سنين، ثم يقول: أما والله ما ضربت فيها بسيف، ولا طعنت برمح، ولا رميت، بسهم، ولوددت أني لم أحضر شيئا منها، وأستغفر الله عز وجل عن ذلك وأتوب إليه، إلا أنه ذكر أنه كانت بيده الراية يومئذ، فندم ندامة شديدة على قتاله مع معاوية، وجعل يستغفر الله ويتوب إليه.
وحدثنا خلف، قال حدثنا عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا نافع بن عمرو الجمحي، حدثني ابن أبي مليكة، إن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ما لي وقتال المسلمين ولصفين، لوددت أني مت قبله بعشر سنين، أما والله على ذلك ما رميت بسهم، ولا طعنت ترمح، ولا ضربت بسيف ... وذكره إلى آخره.
واختلف في وقت وفاته، فقال أحمد بن حنبل: مات عبد الله بن عمرو
ابن العاص ليالي الحرة، في ولاية يزيد بن معاوية، وكانت الحرة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين. وقال غيره: مات بمكة سنة سبع وستين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. وقال غيره: مات سنة ثلاث وسبعين. وقال يحيى بن عبد الله بن بكير: مات بأرضه بالسبع من فلسطين سنة خمس وستين. وقيل: إن عبد الله بن عمرو بن العاص توفي سنة خمس وخمسين بالطائف. وقيل: إنه مات بمصر سنة خمس وستين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 956
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم. وأمه ريطة بنت منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم. وكان لعبد الله بن عمرو من الولد محمد وبه كان يكنى وأمه بنت محمية بن جزء الزبيدي. وهشام وهاشم وعمران
وأم أياس وأم عبد الله وأم سعيد وأمهم أم هاشم الكندية من بني وهب بن الحارث.
قال: وأخبرنا محمد بن عمر قال: أسلم عبد الله بن عمرو قبل أبيه.
قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن عمرو قال: استأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتابة ما سمعته منه. قال فأذن لي فكتبته. فكان عبد الله يسمي صحيفته تلك الصادقة.
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا إسحاق بن يحيى عن مجاهد قال:
رأيت عند عبد الله بن عمرو صحيفة فسألته عنها فقال: هذه الصادقة. فيها ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بيني وبينه فيها أحد.
[قال: أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن رافع عن خالد بن يزيد الإسكندراني قال: بلغني أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: يا رسول الله إني أسمع منك أحاديث أحب أن أعيها فأستعين بيدي مع قلبي. يعني أكتبها. قال: نعم].
[قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا مسعر بن كدام عن حبيب ابن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله. ص: ألم أنبأ أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ قال قلت: إني أقوى. قال:
فإنك إذا فعلت ذلك هجمت العين وتنفه النفس. صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر أو كصوم الدهر. قال فقلت: إني أجد قوة. قال: فصم صوم داود. كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى].
[قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا سليمان بن حيان قال لي رسول الله. ص: يا أبا عبد الله بن عمرو بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حظا وإن لزوجك عليك حظا وإن لعينيك عليك حظا. صم وأفطر.
صم من كل شهر ثلاثة فذلك صوم الدهر.. قال قلت: يا رسول الله إني أجد بي قوة. قال: صم صوم داود. صم يوما وأفطر يوما. قال فكان عبد الله يقول: فيا ليتني أخذت بالرخصة].
قال: أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني قال: حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال: قال [رسول الله. ص: ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قال قلت: يا رسول الله بلى.
قال فقال: صم وأفطر وصل ونم فإن لجسدك عليك حقا. وإن لزوجك عليك حقا.
وإن لزورك عليك حقا. وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام. قال فشددت فشدد علي فقلت: يا رسول الله إني أجد قوة. قال: فصم من كل شهر ثلاثة أيام فقال فشددت فشدد علي فقلت: يا رسول الله فإني أجد قوة. قال فقال: فصم صيام نبي الله داود لا تزد عليه قال قلت: يا رسول الله وما كان صيام داود. عليه السلام؟
قال: كان يصوم يوما ويفطر يوما]. قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أخبراه أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني أقول لأصومن الدهر ولأقومن الليل [فقال لي رسول الله. ص: أنت الذي تقول لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت؟ قال: قد قلت ذلك يا رسول الله. فقال رسول الله. ص: إنك لا تستطيع ذلك فأفطر وصم ونم وقم. وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر. قال قلت: إني أطيق أفضل من ذلك. فقال رسول الله. ص: صم يوما وأفطر يومين. قال: إني أطيق أفضل من ذلك. فقال: لا أفضل من ذلك].
قال: أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي من باهلة قال: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار قال: قال عبد الله بن عمرو لما أسن ليتني أخذت برخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وكان من تلك الأيام يوم من أيام التشريق فدعاه عمرو فقال: هلم إلى الغداء. قال: إني صائم. قال: ليس لك ذلك لأنها أيام أكل وشرب. قال وسأله: كيف تقرأ القرآن؟ قال: أقرأه كل ليلة. قال: أفلا تقرأه في كل عشر؟ قال: أنا أقوى من ذلك. قال: فاقرأه في كل ست.
قال: أخبرنا محمد بن بكر البرساني قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني سعيد بن كثير أن جعفر بن المطلب أخبره أن عبد الله بن عمرو بن العاص دخل على عمرو بن العاص في أيام منى فدعاه إلى الغداء فقال: إني صائم. ثم الثانية فكذلك.
ثم دعاه الثالثة فقال: لا إلا أن تكون سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فإني سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا عبيدة بن حميد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو
قال: [قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا عبد الله بن عمرو في كم تقرأ القرآن؟ قال قلت: في يوم وليلة. قال فقال لي: ارقد وصل وصل. وارقد واقرأه في كل شهر. فما زلت أناقضه ويناقضني حتى قال: اقرأه في سبع ليال. قال ثم قال لي: كيف تصوم؟ قال قلت: أصوم ولا أفطر. قال فقال لي: صم وأفطر وصم ثلاثة أيام من كل شهر. فما زلت أناقضه ويناقضني حتى قال لي: صم أحب الصيام إلى الله صيام أخي داود. صم يوما وأفطر يوما.] قال فقال عبد الله بن عمرو: فلأن أكون قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم حسبته.
قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا الأعمش عن خيثمة قال: انتهيت إلى عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يقرأ في المصحف. قال فقلت: أي شيء تقرأ؟
قال: جزئي الذي أقوم به الليلة.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا ابن المبارك عن الأوزاعي قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال [لي رسول الله. ص: يا عبد الله بن عمرو لا تكن مثل فلان. كان يقوم الليل فترك قيام الليل].
قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى عليه ثوبين معصفرين فقال: [إن هذه الثياب ثياب الكفار فلا تلبسها].
قال: أخبرنا محمد بن كثير العبدي قال: أخبرنا إبراهيم بن نافع قال: سمعت سليمان الأحول يذكر عن طاووس قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - على عبد الله بن عمرو ثوبين معصفرين فقال: [أمك أمرتك بهذا؟ فقال: أغسلهما يا رسول الله. فقال رسول الله. ص: حرقهما].
قال: أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن رشدين بن كريب قال: رأيت عبد الله بن عمرو يعتم بعمامة حرقانية ويرخيها شبرا وأقل من شبر.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا ابن أبي ذئب قال: أخبرنا عمرو بن عبد الله بن شويفع قال: أخبرني من رأى عبد الله بن عمرو بن العاص أبيض الرأس واللحية.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد قالا: حدثنا حماد بن سلمة قال:
أخبرنا علي بن زيد عن العريان بن الهيثم قال: وفدت مع أبي إلى يزيد بن معاوية فجاء رجل طوال أحمر عظيم البطن فسلم ثم جلس فقال أبي: من هذا؟ فقيل:
عبد الله بن عمرو.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه وصف عبد الله بن عمرو فقال: رجل أحمر عظيم البطن طوال.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا حوشب قال: حدثنا مسلم مولى بني مخزوم قال: طاف عبد الله بن عمرو بالبيت بعد ما عمي.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة عن الحسن عن شريك بن خليفة قال: رأيت عبد الله بن عمرو يقرأ بالسريانية.
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عبد الله بن أبي مليكة قال: كان عبد الله بن عمرو يأتي الجمعة من المغمس فيصلي الصبح ثم يرتفع إلى الحجر فيسبح ويكبر حتى تطلع الشمس. ثم يقوم في جوف الحجر فيجلس إليه الناس. فقال يوما: ما أفرق على نفسي إلا من ثلاث مواطن في دم عثمان. فقال له عبد الله بن صفوان: إن كنت رضيت قتلته فقد شركت في دمه. وإني آخذ المال فأقول أقرضه الله في هذه الليلة فيصبح في مكانه. فقال ابن صفوان: أنت امرؤ لم توق شح نفسك. قال: ويوم صفين.
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن عمرو: ما لي ولصفين. ما لي ولقتال المسلمين. لوددت أني مت قبله بعشر سنين. أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم. وما رجل أجهد مني من رجل لم يفعل شيئا من ذلك.
قال نافع: حسبته ذكر أنه كانت بيده الراية فقدم الناس منزلة أو منزلتين.
قال: أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: حدثنا مسعر قال: حدثنا زياد بن سلامة قال: قال عبد الله بن عمرو: لوددت أني هذه السارية.
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا السري بن يحيى عن الحسن قال:
ربما ارتجز عبد الله بن عمرو بن العاص بسيفه في الحرب.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا القاسم بن الفضل قال: حدثنا طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي قال: كان عبد الله بن عمرو إذا جلس لم تنطق قريش. قال فقال يوما: كيف أنتم بخليفة يملككم ليس هو منكم؟ قالوا: فأين قريش يومئذ؟ قال: يفنيها السيف.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة عن عبد الله بن بريدة عن سليمان بن الربيع قال: انطلقت في رهط من نساك أهل البصرة إلى مكة فقلنا لو نظرنا رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحدثنا إليه. فدللنا على عبد الله بن عمرو بن العاص فأتينا منزله فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة. قال فقلنا: على كل هؤلاء حج عبد الله بن عمرو؟ قالوا: نعم هو ومواليه وأحباؤه. قال فانطلقنا إلى البيت فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية بين بردين قطريين عليه عمامة ليس عليه قميص. قال فقلنا: أنت عبد الله بن عمرو. وأنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجل من قريش. وقد قرأت الكتاب الأول وليس أحد نأخذ عنه أحب إلينا. أو قال أعجب إلينا منك. فحدثنا بحديث لعل الله أن ينفعنا به. فقال لنا: ممن أنتم؟ فقلنا: من أهل العراق. فقال: إن من أهل العراق قوما يكذبون ويكذبون ويسخرون. قال قلنا: ما كنا لنكذبك ولا نكذب عليك ولا نسخر منك. حدثنا بحديث لعل الله ينفعنا به. فحدثتهم بحديث في بني قنطور بن كركر.
قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا الفرات بن سليمان عن عبد الكريم عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يضرب فسطاطه في الحل ويجعل مصلاه في الحرم فقيل له: لم تفعل ذلك؟ قال: لأن الأحداث في الحرم أشد منها في الحل.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا حبان بن علي عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الله بن عمرو قال: لو رأيت رجلا يشرب الخمر لا يراني إلا الله فاستطعت أن أقتله لقتلته.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار قال: باع قيم الوهط فضل ماء الوهط فرده عبد الله بن عمرو بن العاص.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا أسامة بن زيد عن عبد الرحمن بن السلماني قال: التقى كعب الأحبار وعبد الله بن عمرو فقال كعب: أتطير؟ قال: نعم.
قال: فما تقول؟ قال: أقول اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا رب غيرك ولا حول ولا قوة إلا بك. فقال: أنت أفقه العرب. إنها لمكتوبة في التوراة كما قلت.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: توفي عبد الله بن عمرو بن العاص بالشام سنة خمس وستين وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة. وقد روى عن أبي بكر وعمر.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 4- ص: 197
عبد الله بن عمرو بن العاص. بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم.
قال محمد بن عمر: أسلم عبد الله بن عمرو قبل أبيه وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم -
وكان خيرا فاضلا.
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن عمرو قال: استأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتاب ما سمعت منه فأذن لي فكتبته. فكان عبد الله يسمي صحيفته تلك الصادقة.
أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا إسحاق بن يحيى عن مجاهد قال: رأيت عند عبد الله بن عمرو صحيفة فسألته عنها فقال: هذه الصادقة فيها ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بيني وبينه أحد.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا ابن أبي ذيب قال: أخبرنا عمر بن عبد الله ابن سويفع قال: أخبرني من رأى عبد الله بن عمرو بن العاص أبيض الرأس واللحية.
أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد قالا: حدثنا حماد بن سلمة قال:
أخبرني علي بن زيد عن العريان بن الهيثم قال: وفدت مع أبي إلى يزيد بن معاوية فجاء رجل طوال أحمر عظيم البطن فسلم ثم جلس. فقال أبي: من هذا؟ فقيل:
عبد الله بن عمرو.
أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه وصف عبد الله بن عمرو فقال رجل أحمر عظيم البطن طويل.
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة عن الحسن عن شريك بن خليفة قال: رأيت عبد الله بن عمرو يقرأ بالسريانية.
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا حوشب قال: حدثنا مسلم مولى بني مخزوم قال: طاف عبد الله بن عمرو بالبيت بعد ما عمي.
قال: وكان عبد الله بن عمرو مع أبيه معتزلا لأمر عثمان. رضي الله عنه. فلما خرج أبوه إلى معاوية خرج معه فشهد صفين. ثم ندم بعد ذلك فقال: ما لي ولصفين.
ما لي ولقتال المسلمين! وخرج مع أبيه إلى مصر. فلما حضرت عمرو بن العاص الوفاة استعمله على مصر فأقره معاوية ثم عزله. وكان يحج ويعتمر ويأتي الشام. ثم رجع إلى مصر وقد كان ابتنى بها دارا. فلم يزل بها حتى مات فدفن في داره سنة سبع وسبعين في خلافة عبد الملك بن مروان. هكذا روى أبو اليمان الحمصي عن صفوان ابن عمرو عن الأشياخ في موت عبد الله بن عمرو.
وأما محمد بن عمر فقال: توفي بالشام سنة خمس وستين وهو ابن اثنتين وتسعين سنة. وقد روى عن أبي بكر وعمر.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 343
عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي توفي سنة سبع وسبعين بمصر، وذكر القتبي أنه توفي سنة خمس وستين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وكان بينه وبين أبيه اثنتا عشرة سنة. وذكر في الخلافة زمن التحكيم ولا يذكر إلا عالم مجتهد. وكان يفتي في الصحابة.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما مات العبادلة: عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي.
وممن أخذ عنه الفقه من الصحابة: أبو سعيد الخدري وأبو هريرة الدوسي وجابر بن عبد الله الأنصاري ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبو واقد الليثي وعبد الله بن بحينة.
قال زياد بن مينا: كان ابن عباس وابن عمر وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وجابر بن عبد الله ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبو واقد الليثي وعبد الله بن بحينة مع أشباه لهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتون بالمدينة ويحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لدن توفي عثمان بن عفان إلى أن توفوا. والذين صارت الفتوى إليهم منهم: ابن عباس وابن عمر وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وجابر بن عبد الله الأنصاري.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 50
عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي القرشي روي عنه القرآن ومعانيه والقصص والأخبار أشياء كثيرة وكانت وفاته بمكة سنة ثمان وستين
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 5
عبد الله بن عمرو بن العاص أبو محمد وقد قيل أبو نصر كان بينه وبين أبيه ثلاث عشرة سنة مات سنة ثلاث وستين وله ثنتان وسبعون سنة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 93
عبد الله بن عمرو بن العاص، أبو محمد، السهمي، القرشي.
مات ليالي الحرة في ولاية يزيد بن معاوية.
قاله محمد بن مقاتل، عن أحمد بن محمد، وولي يزيد ثلاث سنين وأشهراً.
ويقال: مات سنة تسع وستين، وهو ابن ثنتين وسبعين.
وقال إبراهيم بن المنذر: حدثني عيسى بن المغيرة، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الحارث، عن أبي سلمة، قال: قدمت على عبد الله بن عمرو، وهو أمير مصر.
وقال محمد: حدثنا أبو قتيبة سلم، عن أبي عوانة، عن إسماعيل بن سالم، عن الشعبي؛ لم يعل عمرو بن العاص عبد الله بن عمرو إلا اثنتي عشرة سنة.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1
عبد الله بن عمرو بن العاص
...
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 18
عبد الله بن عمرو بن العاص أبو محمد
وقيل أبو عبد الرحمن أسلم قبيل أبيه وكان من العلماء العباد قال شفي بن ماتع عنه إنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل عنه سبطه شعيب بن محمد وعروة وطاوس مات بالطائف وقيل بمصر سنة 65 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن سهم السهمي القرشي
كنيته أبو محمد ويقال أبو عبد الرحمن وقيل أبو نصر كان بينه وبين أبيه ثلاث عشرة سنة يقال إنه أسلم قبل أبيه وكان يسكن مكة ثم خرج إلى الشام وأقام بها إلى أن مات بمصر ويقال إنه مات بعجلان قرية من قرى الشام بالقرب من غزة من بلاد فلسطين ليالي الحرة في ولاية يزيد بن معاوية وكانت الحرة سنة ثلاث وستين ويقال إنه مات بالطائف وقيل مات بمكة وقال عمرو بن علي مات عبد الله بن عمرو بن العاص سنة خمس وستين وهو ابن ثنتين وسبعين سنة ويكنى أبا محمد واختلفوا في كنيته
سمع النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر الصديق في الدعاء
روى عن عبد الله بن السايب إن كان ابن العاص
روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد الله في الإيمان ومسروق بن الأجدع وحميد بن عبد الرحمن بن عوف في الإيمان وثابت مولى عمر بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن جبير بن نفير وأبو يحيى ويوسف بن ماهك ومحمد بن عباد بن جعفر قال حجاج عن ابن جريج عنه ولم ينسبه عبد الرزاق إلى العاص وأبو أيوب يحيى بن مالك المراغي في الصلاة وأبو سلمة بن عبد الرحمن وخيثمة وأبو عبد الرحمن الحبلي وأبو العباس السائب بن فروخ الشاعر وسعيد بن المسيب وعمرو بن أوس وأبو المليح عامر بن أسامة وأبو عياض وسعيد بن ميناء وعيسى بن طلحة التيمي في الحج وعبد الرحمن بن عبدرب الكعبة وجبير بن نفير وطاوس وابن أبي مليكة وناعم مولى أم سلمة وعبد الله بن رياح والأنصاري وعمر بن الحكم ويعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي وأبو زرعة بن عمرو بن جرير ويزيد بن رباح
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 24
عبد الله بن عمرو بن العاص أبو محمد
ذكره أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي في الداخلين إفريقية من الصحابة رضي الله عنهم وهم قريب من ثلاثين رجلا وكان يخلف أباه على إمارة مصر إذ وليها عمرو في خلافة عمر بن الخطاب وفي خلافة معاوية وهو صلى على أبيه عند وفاته ثم صلى بالناس يوم الفطر ولم يكن بينه وبين أبيه في السن إلا أثنتا عشرة سنة وأسلم قبله وكان أحد فقهاء الصحابة وفضلائهم والمكثرين من الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو محمد بن حزم الفقيه روى عبد الله بن عمرو بن العاص سبعمائة حديث
وفي تاريخ ابن عبد الحكم أن عثمان رضي الله عنه كتب إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح يؤمره على مصر سنة خمس وعشرين فجاءه الكتاب بالفيوم بقرية منها تدعى دموشة فجعل لأهل الجواب جعلا على أن يصبحوا به الفسطاط في موكبه فقدموا به الفسطاط قبل أن يصبح الصبح فأشار إلى المؤذن فأقام الصلاة حين طلع الفجر وعبد الله بن عمرو بن العاص ينتظر المؤذن يدعوه إلى الصلاة لأنه كان خليفة أبيه فأستنكر الإقامة فقيل له صلى عبد الله بن سعد بالناس
قال ابن عبد الحكم يزعمون أن عبد الله بن سعد أقبل من غربي المسجد بين يديه شمعة وأقبل عبد الله بن عمرو من نحو داره بين يديه شمعة فألتفت عند القبلة فأقبل عبد الله بن عمرو حتى وقف على عبد الله بن سعد فقال هذا بغيك ودسك فقال عبد الله بن سعد ما فعلت وقد كنت أنت وأبوك تحسداني على الصعيد فتعال حتى أوليك الصعيد وأولى أباك أسفل الأرض ولا أحسدكما عليه
وكان عزل عمرو بن العاص عن مصر وتولية عبد الله بن سعد في سنة خمس وعشرين صدر خلافة عثمان رضي الله عنه ومن شعر عبد الله بن عمرو في صفين
فلو شهدت جمل مقامي ومشهدي | بصفين يوماً شاب منه الذوائب |
عشية حبا أهل العراق كأنهم | سحاب ربيع دفعته الجنائب |
وجئناهم نردى كأن صفوفنا | من البحر مد موجه متراكب |
إذا قلت قد ولوا سراعاً بدت لنا | كتائب منهم فأرجحنت كتائب |
فدارت رحانا وأستدارت رحاهم | سراة النهار ما تولى المناكب |
وقالوا لنا إنا نرى أن تبايعوا | عليا فقلنا بل نرى أن تضاربوا |
دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 2( 1985) , ج: 1- ص: 1
(ع) عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد بن سهم أبو محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو نصير السهمي.
ذكر العسكري أنه أتى له حين وفاته قريب من مائة سنة ومات ليالي الحرة.
وفي كتاب ابن بنت منيع: كان إسلامه قبل فتح مكة، وكان طوالا أحمر عظيم البطن، ورأى كأن في إحدى عينيه عسلا وفي الأخرى يمنا وكأنه يلعقهما فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ’’ تقرأ الكتابين التوراة والقرآن ’’ فكان يقرئهما.
وذكر ابن سعد في الطبقة الثالثة طبقة الخندقيين: ومن ولده: محمد وهشام وهاشم وعمران وأم إياس وأم عبد الله وأم سعيد.
وقال ابن عبد البر: الأشهر في كنيته أبو محمد، وأبو نصير غريبة قال: ولم يعله أبوه في السن إلا باثنتي عشرة سنة واعتذر من شهوده صفين وأقسم أنه لم يرم فيها بسهم ولا طعن برمح إنما شهدها لعزيمة أبيه عليه في ذلك وكان
يقول: مالي ولصفين مالي ولقتال المسلمين والله لوددت أني مت قبل هذا بعشر سنين.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ: كان بينه وبين أبيه في السن عشرون سنة وتوفي وسنه اثنتان وسبعون أو اثنتان وتسعون سنة شك يحيى بن بكير في التسعين والسبعين.
وفي تفسير الضحاك الكبير: كان ابن عمرو يحدث الناس بأعاجيب فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال ’’ سلوه عن ثلاثة أشياء فإن أخبركم بهن فهو عالم سلوه عن أول شجرة اهتزت على وجه الأرض وعن شر ما على الأرض وعن شيء من الآخرة ينتفع به في الدنيا ’’. فقال: الأول الساج الذي جعلت من سفينة نوح عليه الصلاة والسلام، والثاني بئر ترهوت، والثالث الحجر الأسود فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: ’’ سلوه فإنه عالم ’’.
وفي كتاب ابن الأثير: قيل توفي سنة خمس وخمسين.
وفي كتاب البرقي: دفن بالشام، وفي كتاب ابن عساكر: دفن بعجلون قرية من قرى الشام بالقرب من غزة.
وفي ’’ تاريخ البخاري ’’ بخط جماعة من الحفاظ: توفي سنة تسع وستين، وعن أبي سلمة قال: قدمت على عبد الله بن عمرو وهو أمير مصر.
وفي ’’ تاريخ ’’ الواقدي: لما مات أبوه تولى مكانه ابنه عبد الله بن عمرو.
وذكر المرزباني في كتابه المسمى ’’ بالمفضل ’’ أن عبد الله بن عمرو كتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي كتاب ’’ الصحابة ’’ لابن حبان: كان بينه وبين أبيه ثلاث [ق 303/أ] عشرة سنة، ووفاته ليالي الحرة أصح.
وفي كتاب ’’ الصحابة ’’ لأبي عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي: شهد فتح مصر واختط بها، وروى عنه: سويد بن قيس، وعلي بن رباح اللخمي، وعمرو بن الوليد بن عبدة السهمي، وعبد الله بن زرير الغافقي، وابن حجيرة، وعباد رجل من الصلحاء، وعمرو بن جابر أبو زرعة الحضرمي، ويزيد بن رباح، وعمران بن عبد الغفار المعافري، وهشام بن أبي رقية، وحنش، والقاسم بن البرجي، وأبو عشانة حي بن مؤمن.
وفي كتاب ’’ الصحابة ’’ لابن جرير الطبري: كان طوالا أحمر عظيم الساقين أبيض الرأس واللحية وكان قد عمي في آخر عمره.
وفي ’’ معجم ’’ أبي القاسم الكبير: روى عنه: عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو أمامة الباهلي، وسفيان بن عوف القارئ، والمسور بن مخرمة، والسائب بن يزيد الصحابيون، وعبيد الله بن عبد الله، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وعياض بن عقبة، وهلال بن طلحة أو طلحة بن هلال، وأبو عبد الله مولاه، وجعفر بن المطلب، وعبيد بن عمير، ويحيى بن القمط، وأبو سعيد الأزدي، وأبو السفر، وأبو يحيى، وأبو عياض، ويحيى بن هانئ، والحمار، وحبة العرني، وهلال بن يساف، وزهير بن الأقمر، وأبو يزيد، ورشيد الهجري، وهلال الهجري، وابن أبي ربيعة، وأبو حيان، وأبو سبرة، وشعاف، والعلاء بن زياد بن مطر، والمهلب بن أبي صفرة، وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، وميمون بن أستار الهراني، وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي، ومحمد بن عبيد الحنفي، ورجاء بن حيوة، وأبو إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله، وابن الديلمي، وعمرو بن قيس الكندي، ويونس بن ميسرة، وعبد الرحمن بن سلمة الجمحي، وعمرو بن عبد الله بن عمرو، وإسماعيل بن عبيد الله بن المهاجر، ومكحول، ومهاجر بن حبيب، ومدرك بن عبد الله الأزدي، وخديج بن صومي المعافري، وعمرو بن الوليد، وأبو غطيف الحضرمي، وأبو الحصين، وعبد الله بن رافع، وواهب بن عبد الله، وسليمان بن بلال الحضرمي، وقيصر بن أبي حرزة، وأبو رزين
[الغفاري] وأسلم أبو عمران، وعتاب بن عامر.
وقال الجاحظ: كان أعسر يسر، قال: وقالوا: رأينا في الملوك والأشراف الحول والزرق والعرج، وكذلك العلماء، ولم نر عالما ولا ملكا أعسر انتهى كلامه، وفيه نظر، من حيث إن أشهر العلماء والملوك عمر بن الخطاب كان أعسر يسر وأنشد له المرزباني وأبو عروبة الحراني قوله في صفين: -
ولو شهدت جمل مقامي ومشهدي | بصفين يوما شاب فيه الذوائب |
غداة أتى أهل العراق كأنهم | سحاب ربيع دفعته الجنائب |
وجئناهم نردي كأن صفوفنا | من البحر مد موجه متراكب |
إذا قلت قد ولوا سراعا بدت لنا | كتائب منهم وأرجحت كتائب |
فدارت رحانا واستدارت رحاهم | سراة النهار ما توول المناكب |
وقالوا لنا: إنا نرى أن تبايعوا | عليا فقلنا بل نرى أن نضارب |
فلا هم يولون الظهور فيدبروا | فرارا كأن الخادرات الذوائب |
فلولا الموت لم يهلك كريم | ولم يصبح أخو عز ذليلا |
ولكن المنية لا تبالي | أغرا كان أم رجلا جليلا |
قد أهلكت حية بطن | واذكر حماما أريد به بديلا |
مقيم ما أقام حباك ليس | فليس بزائل حتى يزولا |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 8- ص: 1
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب
كنيته أبو محمد وقد قيل أبو نصر كان بينه وبين أبيه ثلاث عشرة سنة وكان قد أسلم قبل أبيه وشهد مع أبيه صفين وكان يسكن مكة ثم خرج إلى الشام وأقام بها ومات بمصر ويقال إنه مات بعجلان قرية من قرى الشام بالقرب من غزة من بلاد فلسطين ليالي الحرة في ولاية يزيد بن معاوية وكانت الحرة سنة ثلاث وستين وكان له يوم مات ثنتان وسبعون سنة وقد قيل سنة خمس وستين ومنهم من يزعم أنه مات سنة تسع وستين والأول أصح وكانت تحته عمرة بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب ومنها ولد محمد بن عبد الله بن عمرو والد شعيب جد عمرو بن شعيب المحدث وأم عبد الله بن عمرو ريطة بنت منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
عبد الله بن عمرو بن العاص
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب
حدثنا علي بن محمد، نا أبو الوليد، نا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، نا عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقرءوا القرآن في أقل من سبع، لا تزد على ذلك»
حدثنا الحسن بن المثنى بن معاذ، نا أبو عمر حفص بن عمر الضرير، نا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يتوارث أهل ملتين»
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1
عبد الله بن عمرو بن العاص (ع)
الإمام الرباني، أبو محمد وأبو عبد الرحمن، القرشي السهمي.
هاجر هو وأبوه قبل الفتح، وأبوه أكبر منه بأحد عشر عاماً.
وكان عبد الله صواماً قواماً، تالياً لكتاب الله.
وكان أبو هريرة يعترف له بالإكثار من العلم، وقال: فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب.
كان يلوم أباه على القيام زمن الفتنة، ويتأثم من القعود عنه خوف العقوق. وحضر صفين ولم يسل سيفاً.
وكان أصاب جملةً من كتب أهل الكتاب، وأدمن النظر فيها، ورأى فيها عجائب.
وخلف له أبوه أموالاً عظيمة، وكان له عبيدٌ وخدم، وله بستان بالطائف يسمى الوهط، قيمته ألف ألف درهم.
توفي بمصر في سنة خمسٍ وستين - على الصحيح - ليالي حصار الفسطاط، ولم يقدروا أن يخرجوا بجنازته لمكان الحرب بين مروان بن الحكم، وعسكر ابن الزبير، فدفن بداره. رضي الله عنه.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب السهمي المكي، أبو محمد:
أسلم قبل أبيه، وكان عالما متعبدا. روى الحديث فأكثر، وروى عنه خلق كثير من التابعين وغيرهم.
قال أبو أمامة: مر ابن العاص على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مسبل إزاره، مسبل جمته: فقال: نعم الفتى ابن العاص. لو شمر عن مئزره وقصر من لمته. فقال: فحلق رأسه أو قصر، ورفع إزاره إلى الركبة.
وقال عبد الله: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتى هذا، فقال: «يا عبد الله، ألم أخبر أنك تكلفت قيام الليل وصيام النهار؟ » قلت: إنى لأفعل، فقال: «إن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فالحسنة بعشر أمثالها، فكأنك قد صمت الدهر كله» قلت: يا رسول الله، إنى أجد قوة، وإنى أحب أن تزيدنى. قال: «سبعة أيام». فجعلت أستزيده ويزيدنى، يومين يومين، حتى بلغ النصف. فقال: «إن أخى داود، كان أعبد البشر، وإنه كان يقوم نصف الليل، ويصوم نصف الدهر، إن لأهلك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لضيفك عليك حقا». قال: وكان عبد الله بعدما كبر وأدركه السن، يقول: لئن كنت قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحب إلى من أهلى ومالى.
وقال عبد الله: جمعت القرآن، فقرأت به ليلة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأه في شهر» قلت: يا رسول الله، دعنى أستمتع من قوتى وشبابى، قال: «اقرأه في عشرين». قلت يا رسول الله، دعنى أستمتع من قوتى وشبابى. قال: «اقرأه في عشر». قلت: يا رسول الله، دعنى أستمتع من قوتى وشبابى. قال: «اقرأ في سبع ليال». قلت: يا رسول الله، دعنى أستمتع من قوتى وشبابى، فأبى .
وقال عبد الله: رأيت فيما يرى النائم، كأن في إحدى أصابعى سمنا، وفي الأخرى عسلا، فأنا ألعقهما، فلما أصبحت، ذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال: «تقرأ الكتابين، التوراة والفرقان» فكان يقرأهما.
وقال: كنت يوما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته، فقال: «أتدرون من معنا في البيت؟ ». قلت: من يا رسول الله؟، قال: «جبريل» فقلت: السلام عليك يا جبريل ورحمة الله وبركاته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه قد رد عليك».
قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل.
وقال أبو هريرة: ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب بيده، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب ما سمع منه، فأذن له، وكان يكتب بيده ويعى بقلبه، وإنما كنت أعى بقلبي.
وقال مجاهد: أتيت عبد الله بن عمرو، فتناولت صحيفة تحت فرشه، فمنعنى. قلت: ما كنت تمنعنى شيئا! قال: هذه الصحيفة الصادقة. هذه ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بينى وبينه أحد، إذا سلمت لي هذه، وكتاب الله، والوهط، فما أبالى ما كانت عليه الدنيا.
وقال: لخير أعمله اليوم، أحب إلى من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإنا اليوم قد مالت بنا الدنيا.
وقال: لو تعلمون حق العلم، لسجدتم حتى تتقصف ظهوركم، ولصرختم حتى تنقطع أصواتكم، فابكوا، فإن لم تجدوا البكاء فتباكوا.
وقال يعلي بن عطاء، عن أمه، أنها كانت تصنع الكحل لعبد الله بن عمرو؛ وأنه كان يقوم بالليل، فيطفئ السراج، ثم يبكى، حتى وسعت عيناه.
وقال عبد الله: لأن أدمع دمعة من خشية الله تعالى، أحب إلى من أن أتصدق بألف دينار.
وقال سليمان بن ربيعة: إنه حج في عصابة من قراء أهل البصرة، فقالوا: والله لا نرجع أو نلقى أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضيا، يحدثنا بحديث. فلم نزل نسأل، حتى حدثنا أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما نازل في أسفل مكة، فعمدنا إليه، فإذا نحن بثقل عظيم، يرتحلون ثلاثمائة راحلة: منها مائة راحلة، ومائتا زاملة. فقلنا: لمن هذا الثقل؟، فقالوا: لعبد الله بن عمرو. فقلنا: هذا كله له؟ - وكنا نتحدث أنه من أشد الناس تواضعا - فقالوا: أما هذه المائة راحلة، فلإخوانه، يحملهم عليها وأما المائتان، فلمن ينزل عليه من أهل الأمصار ولأضيافه، فعجبنا من ذلك. فقالوا: لا تعجبوا من هذا! فإن عبد الله رجل غنى، وإنه يرى حقا عليه، أن يكثر من الزاد لمن نزل عليه من
الناس، فقلنا: دلونا عليه. فقالوا: إنه في المسجد الحرام، فانطلقنا نطلبه، حتى وجدناه في دبر الكعبة، جالسا بين بردتين وعمامة، وليس عليه قميص، قد علق نعليه في شماله.
وقال ابن شهاب: سأل عمرو بن العاص عبد الله ابنه. ما العى؟ قال: إطاعة المفسد وعصيان المرشد. قال: فما البله؟ قال: عمى القلب وسرعة النسيان.
وقال ابن أبي مليكة: كان عبد الله بن عمرو يأتي الجمعة من المغمس فيصلى الصبح. ثم يرتفع الحجر، فيسبح ويكبر حتى تطلع الشمس، ثم يقوم في جوف الحجر. فيجلس إليه الناس.
وقال عبد الله: لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة، أحب إلى من أن أكون عاشر عشرة أغنياء، فإن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا، يقول: يتصدق يمينا وشمالا.
وقال: من سقى مسلما شربة ماء، باعده الله من جهنم شوط فرس.
وقال: كان يقال: دع ما لست منه في شيء، ولا تنطق فيما لا يعنيك، واخزن لسانك بخزن ورقك.
وقال: إن في الناموس الذي أنزل الله تعالى على موسى عليه السلام: إن الله تعالى يبغض من خلقه ثلاثة: الذي يفرق بين المتحابين، والذي يمشى بالنمائم، والذي يلتمس البرئ ليعيبه.
وقال له رجل: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ قال: ألك امرأة تأوى إليها؟ قال: نعم.
قال: أفلك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فلست من فقراء المهاجرين، فإن شيءتم أعطيناكم، وإن شيءتم ذكرنا أمركم للسلطان. فقالوا: نصبر ولا نسأل شيئا.
وقال: ألا أخبركم بأفضل الشهداء عند الله تبارك وتعالى منزلة يوم القيامة، الذين يلقون العدو وهم في الصف، فإذا واجهوا عدوهم، لم يلتفت يمينا ولا شمالا، واضعا سيفه على عاتقه، يقول: اللهم إنى اخترتك اليوم في الأيام الخالية، فيقتل على ذلك، فذلك من الشهداء الذين يتلبطون الغرف العلى من الجنة حيث شاءوا.
وقال إسماعيل بن رجاء عن أبيه: كنت في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في حلقة فيها أبو سعيد الخدرى، وعبد الله بن عمرو، رضي الله عنهم، فمر بنا الحسين بن علي رضي الله عنهما، فسلم فرد عليه القوم. فسكت عبد الله بن عمرو حتى فرغوا، ثم رفع عبد الله صوته، فقال: وعليك رحمة الله وبركاته، ثم أقبل على القوم، فقال: ألا أخبركم
بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قالوا: بلى. قال: هو هذا الماشى، ما كلمنى كلمة منذ ليالى صفين، ولأن يرضى عنى، أحب إلى من أن يكون لي حمر النعم. فقال أبو سعيد: ألا تعتذر إليه. قال: بلى. فتواعدا أن يغدوا إليه. فغدوت معهما. فاستأذن أبو سعيد، فأذن له، فدخل. ثم استأذن لعبد الله بن عمرو، فلم يزل به حتى أذن له، فلما دخل، قال أبو سعيد: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنك لما مررت أمس. فأخبروه بالذي كان من قول عبد الله، فقال له حسين: أعلمت يا عبد الله أنى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء، قال: أي ورب الكعبة، قال: فما حملك على أن قاتلتنى وأبي يوم صفين، فو الله لأبي كان خيرا منى. قال: أجل. ولكن عمرو شكانى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عبد الله يقوم الليل ويصلى النهار، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الله، صل، ونم، وأفطر، وأطع عمرا». فلما كان يوم صفين، أقسم على. فخرجت، أما والله ما كثرت لهم سوادا. ولا اخترطت لهم سيفا، ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم.
وقال ابن أبي مليكة: قال عبد الله بن عمرو: ما لي ولصفين، مالى ولقتال المسلمين، لوددت أنى مت قبله بعشرين سنة. أما والله على ذلك، ما ضربت بسيف، ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم.
وقال حنظلة بن خويلد العنزي: بينما أنا عند معاوية، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار، ويقول كل واحد منهما: أنا قتلته. فقال عبد الله: ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تقتله الفئة الباغية» فقال معاوية: ألا تغنى عنا مجنونك يا عمرو؟ فما بالك معنا. فقال: إن أبي شكانى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطع أباك مادام حيا ولا تعصيه»، فأنا معكم ولست بمقاتل.
وتوفى عبد الله بن عمرو بمصر، سنة خمس وستين، وقيل بمكة. وقيل بالطائف. وقيل بالشام. وله اثنتان وسبعون سنة، رضي الله عنه وأرضاه.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1
عبد الله بن عمرو بن العاص أبو محمد القرشي
ثم السهمي له صحبة روى عنه سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعطاء ومجاهد وشعيب بن محمد بن عبد الله سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 5- ص: 1