عبد الله بن عمر عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، ابو عبد الرحمن: صحابي، من اعز بيوتات قريش في الجاهلية. كان جريئا جهيرا. نشأ في الاسلام، وهاجر إلى المدينة مع ابيه، وشهد فتح مكة. ومولده ووفاته فيها. افتى الناس في الاسلام ستين سنة. ولما قتل عثمان عرض عليه نفر ان يبايعوه بالخلافة فأبى. وغزا افريقية مرتين: الاولى مع ابن ابي سرح، والثانية مع معاوية بن حديج سنة 34هـ. وكف بصره في آخر حياته. وهو آخر من توفى بمكة من الصحابة. له في كتب الحديث 2530 حديثا. وفي الاصابة: قال ابو سلمة بن عبد الرحمن: مات ابن عمر، وهو مثل عمر في الفضل؛ وكانعمر في زمان له فيه نظراء، وعاش ابن عمر في زمان ليس له فيه نظير.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 108

عبد الله بن عمر بن الخطاب (ب د ع) عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي. يرد نسبه عند ذكر أبيه إن شاء الله تعالى، أمه وأم أخته حفصة: زينب بنت مظعون بن حبيب الجمحية.
أسلم مع أبيه وهو صغير لم يبلغ الحلم، وقد قيل: إن إسلامه قبل إسلام أبيه. ولا يصح وإنما كانت هجرته قبل هجرة أبيه، فظن بعض الناس أن إسلامه قبل إسلام أبيه.
وأجمعوا على أنه لم يشهد بدرا، استصغره النبي صلى الله عليه وسلم فرده، واختلفوا في شهوده أحدا، فقيل: شهدها. وقيل: رده رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيره ممن لم يبلغ الحلم.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق: حدثني نافع عن ابن عمر قال: لما أسلم عمر بن الخطاب قال: أي أهل مكة أنقل للحديث؟ قالوا: جميل بن معمر الجمحي. فخرج عمر وخرجت وراءه، وأنا غليم أعقل كل ما رأيت، حتى أتاه، فقال: يا جميل، أشعرت أنى قد أسلمت؟ فو الله ما راجعه الكلام حتى قام يجر رداءه، وخرج عمر يتبعه، وأنا معه، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ: يا معشر قريش، إن عمر قد صبأ. قال: كذبت. ولكنى أسلمت... » وذكر الحديث.
والصحيح أن أول مشاهدة الخندق، وشهد غزوة مؤتة مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وشهد اليرموك، وفتح مصر، وإفريقية.
وكان كثير الأتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إنه ينزل منازله، ويصلي في كل مكان صلى فيه، وحتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس.
أخبرنا إسماعيل بن علي، وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا أحمد ابن منيع، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: رأيت في المنام كأنما بيدي قطعة إستبرق، ولا أشير بها إلى موضع من الجنة إلا طارت بي إليه، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «إن أخاك رجل صالح- أو: إن عبد الله رجل صالح» أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن أبي القاسم علي. إجازة قال: أخبرنا أبي، أخبرنا زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، حدثنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو أحمد الحافظ، أخبرنا أبو العباس الثقفي، حدثنا قتيبة، حدثنا الخنيسي- يعني محمد بن يزيد بن خنيس، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع قال: خرج ابن عمر في بعض نواحي المدينة، ومعه أصحاب له، ووضعوا السفرة له، فمر بهم راعي غنم، فسلم، فقال ابن عمر: هلم يا راعي فأصب من هذه السفرة. فقال له: إني صائم. فقال ابن عمر: أتصوم في مثل هذا اليوم الحار الشديد سمومه، وأنت في هذه الحال ترعى هذه الغنم؟ فقال: والله إني أبادر أيامي هذه الخالية.
فقال له ابن عمر- وهو يريد أن يختبر ورعه-: فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها ونعطيك من لحمها ما تفطر عليه؟ قال: إنها ليست لي بغنم، إنها غنم سيدي. فقال له ابن عمر: فما يفعل سيدك إذا فقدها؟ فولى الراعي عنه، وهو رافع أصبعه إلى السماء، وهو يقول: فأين الله؟ قال: فجعل ابن عمر يردد قول الراعي، يقول: «قال الراعي فأين الله» ؟
قال: فلما قدم المدينة بعث إلى مولاه، فاشترى منه الغنم والراعي، فأعتق الراعي ووهب منه الغنم.
قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أحمد بن سهل الفقيه، حدثنا إبراهيم بن معقل، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب قال: قال مالك: قد أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة يفتي الناس في الموسم وغير ذلك، قال مالك: وكان ابن عمر من أئمة المسلمين.
قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي، أخبرنا أبو محمد الجوهري، وأخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أبو بكر بن معروف، حدثنا الحسين بن القهم، حدثنا محمد بن سعد قال: «أخبرت عن مجالد، عن الشعبي قال: كان ابن عمر جيد الحديث، ولم يكن جيد الفقه.
وكان ابن عمر شديد الاحتياط والتوقي لدينه في الفتوى، وكل ما تأخذ به نفسه، حتى إنه ترك المنازعة في الخلافة مع كثرة ميل أهل الشام إليه ومحبتهم له، ولم يقاتل في شيء من الفتن، ولم يشهد مع علي شيئا من حروبه، حين أشكلت عليه، ثم كان بعد ذلك يندم على ترك القتال معه.
أخبرنا القاضي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، أخبرنا عمي أبو المجد عبد الله بن محمد، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة، أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن سعيد، حدثنا أبو النمر الحارث بن عبد السلام بن رغبان الحمصي، حدثنا الحسين بن خالويه، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز، حدثنا محمد بن الحسين بن يحيى الكوفي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن ابن حبيب، أخبرني أبي، قال: قال ابن عمر حين حضره الموت: «ما أجد في نفسي من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية».
أخرجه أبو عمر، وزاد فيه: «مع علي».
وكان جابر بن عبد الله يقول: «ما منا إلا من مالت به الدنيا ومال بها، ما خلا عمر، وابنه عبد الله».
وقال له مروان بن الحكم ليبايع له بالخلافة، وقال له: إن أهل الشام يريدونك. قال: فكيف أصنع بأهل العراق؟ قال: تقاتلهم. قال: والله لو أطاعني الناس كلهم إلا أهل فدك.
فإن قاتلتهم يقتل منهم رجل واحد، لم أفعل. فتركه.
وكان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الحج، وكان كثير الصدقة وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا.
قال نافع: كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه، وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما لزم أحدهم المسجد، فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك! فيقول ابن عمر: من خدعنا بالله انخدعنا له.
قال نافع: ولقد رأيتنا ذات عشية، وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمال، فلما أعجبه سيره أناخه بمكانه، ثم نزل عنه، فقال: يا نافع، انزعوا عنه زمامه ورحله وأشعروه وجللوه وأدخلوه في البدن.
وقال نافع: دخل ابن عمر الكعبة، فسمعته وهو ساجد يقول: «قد تعلم يا ربي ما يمنعني من مزاحمة قريش على الدنيا إلا خوفك».
وقال نافع: كان ابن عمر إذا قرأ هذه الآية: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} بكى حتى يغلبه البكاء.
وقال ابن عمر: «البر شيء هين: وجه طلق، وكلام لين» وروى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر. وروى عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأبى ذر، ومعاذ بن جبل، ورافع بن خديج، وأبي هريرة، وعائشة.
روى عنه ابن عباس، وجابر والأغر المزني من الصحابة. وروى عنه من التابعين بنوه: سالم، وعبد الله، وحمزة. وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن. ومصعب بن سعد، وسعيد المسيب، وأسلم مولى عمر، ونافع مولاه، وخلق كثير.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي، أخبرنا أبو بكر بن بدران الحلواني، أخبرنا أحمد بن محمد بن يعقوب المعروف بابن قفرجل، حدثني جدى محمد بن عبيد الله ابن الفضل، حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد، حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، رفعه قال: «كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا ومات وهو مدمنها، لم يشرب منها في الآخرة» وأخبرنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد السيحي، أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد ابن خميس الجهني الموصلي، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، حدثنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، حدثنا أبو يعلى حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا فضيل ابن عياض، عن ليث، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ببعض جسدي، وقال: «يا عبد الله، كن في الدنيا كأنك غريب أو كأنك عابر سبيل وعد نفسك في أهل القبور، ثم قال لي: يا عبد الله بن عمر، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، إنما هي حسنات وسيئات، جزاء بجزاء، وقصاص بقصاص، ولا تتبرأ من ولدك في الدنيا فيتبرإ الله منك في الآخرة، فيفضحك على رءوس الأشهاد، ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». توفي عبد الله بن عمر سنة ثلاث وسبعين، بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر، وكان سبب قتله أن الحجاج أمر رجلا فسم زج رمح وزحمه في الطريق، ووضع الزج في ظهر قدمه، وإنما فعل الحجاج ذلك لأنه خطب يوما وأخر الصلاة، فقال له ابن عمر: إن الشمس لا تنتظرك.
فقال له الحجاج: لقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك! قال: إن تفعل فإنك سفيه مسلط!.
وقيل: إن الحجاج حج مع عبد الله بن عمر، فأمره عبد الملك بن مروان أن يقتدي بابن عمر، فكان ابن عمر يتقدم الحجاج في المواقف بعرفه وغيرها، فكان ذلك يشق على الحجاج، فأمر رجلا معه حربة مسمومة، فلصق بابن عمر عند دفع الناس، فوضع الحربة على ظهر قدمه، فمرض منها أياما، فأتاه الحجاج يعوده، فقال له: من فعل بك؟ قال: وما تصنع قال: قتلني الله إن لم أقتله! قال: ما أراك فاعلا! أنت أمرت الذي نخسنى بالحربة! فقال، لا تفعل يا أبا عبد الرحمن. وخرج عنه، وليث أياما، ومات وصلى عليه الحجاج.
ومات وهو ابن ست وثمانين سنة، وقيل: أربع وثمانين سنة. وقيل: توفي سنة أربع وسبعين. ودفن بالمحصب، وقيل: بذي طوي. وقيل: يفج. وقيل: بسرف قيل: كان مولده قبل المبعث بسنة، وهذا يستقيم على قول من يجعل مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد المبعث عشر سنين، لأنه توفي سنة ثلاث وسبعين، وعمره أربع وثمانون سنة، فيكون له في الهجرة إحدى عشرة سنة، فيكون مولده قبل المبعث بسنة، وأما على قول من ذهب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجزه يوم أحد، وكان له أربع عشرة سنة، وكانت أحد في السنة الثالثة، فيكون له في الهجرة إحدى عشرة سنة. وأما على قول من يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بعد المبعث بمكة ثلاث عشرة سنة، وأن عمر عبد الله أربع وثمانون سنة، فيكون مولده بعد المبعث بسنتين.
وأما على قول من يجعل عمره ستا وثمانين سنة، فيكون مولده وقت المبعث، والله أعلم.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 716

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 336

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 236

عبد الله بن عمر بن الخطاب»
بن نفيل القرشي العدوي، يأتي نسبه في ترجمة أخيه، أبو عبد الرحمن.
أمه زينب بنت مظعون الجمحية. ولد سنة ثلاث من المبعث النبوي فيما جزم به الزبير بن بكار، قال: هاجر وهو ابن عشر سنين. وكذا قال الواقدي حيث قال: مات سنة أربع وثمانين. وقال ابن مندة: كان ابن إحدى عشرة ونصف. ونقل الهيثم بن عدي عن مالك أنه مات وله سبع وثمانون سنة، فعلى هذا كان له في الهجرة ثلاث عشرة. وقد ثبت عنه أنه كان له يوم بدر ثلاث عشرة، وبدر كانت في السنة الثانية.
وأسلم مع أبيه وهاجر وعرض على النبي صلى الله عليه وسلم ببدر فاستصغره ثم بأحد فكذلك ثم بالخندق فأجازه، وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة كما ثبت في الصحيح.
وأخرج البغوي في ترجمته، من طريق علي بن زيد، عن أنس وسعيد بن المسيب، قالا: شهد ابن عمر بدرا. ومن طريق مطرف، عن ابن إسحاق، عن البراء: عرضت أنا وابن عمر يوم بدر فردنا، وحفظ وقت إسلام أبيه كما أخرج البخاري من طريق عبد الله.
وقال البغوي: أسلم مع أبيه، ولم يكن بلغ يومئذ. وأخرج من طريق أبي إسحاق: رأيت ابن عمر في السعي بين الصفا والمروة، فإذا رجل ضخم آدم، وهو من المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى أيضا عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأبي ذر، ومعاذ، وعائشة وغيرهم.
وروى عنه من الصحابة: جابر، وابن عباس، وغيرهما، وبنوه: سالم، وعبد الله، وحمزة، وبلال، وزيد، وعبد الله، وابن أخيه حفص بن عامر، ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وأسلم مولى عمر، وعلقمة بن وقاص، وأبو عبد الرحمن النهدي، ومسروق، وجبير بن نفير، وعبد الرحمن بن أبي ليلى في آخرين، وممن بعدهم مواليهم: عبد الله بن دينار، ونافع، وزيد، وخالد بن أسلم، ومن غيرهم: مصعب بن سعد، وموسى بن طلحة، وعروة بن الزبير، وبشر بن سعيد، وعطاء، وطارق، ومجاهد، وابن سيرين، والحسن، وصفوان بن محرز، وآخرون.
وفي الصحيح عن سالم عن ابن عمر: كان من رأى رؤيا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قصها عليه، فتمنيت أن أرى رؤيا، وكنت غلاما شابا عزبا أنام في المسجد، فرأيت في المنام كأن ملكين أتياني فذهبا بي... الحديث. وفي آخره: فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل» فكان بعد لا ينام من الليل إلا القليل.
وفي الصحيح أيضا عن نافع، عن ابن عمر: فرأيت في يدي سرقة من حرير، فما أهوي بها إلى مكان من الجنة إلا طارت بي إليه، فقصصتها على حفصة فقصتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «إن أخاك أو إن عبد الله رجل صالح».
وفي «الزهد» لأحمد، من طريق إبراهيم النخعي، قال: قال عبد الله- يعني ابن مسعود: إن أملك شباب قريش لنفسه في الدنيا عبد الله بن عمر.
وأخرجه أبو الطاهر، والذهلي في فوائده، من طريق ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله بمعناه، فوصله، ولفظه: لقد رأيتنا ونحن متوافرون، فما بيننا شاب هو أملك لنفسه من عبد الله بن عمر.
وأخرج أبو سعيد بن الأعرابي بسند صحيح- وهو في الغيلانيات والمحامليات، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر: ما منا من أحد أدرك الدنيا إلا مالت به ومال بها غير عبد الله بن عمر.
وفي تاريخ أبي العباس السراج بسند حسن عن السدي: رأيت نفرا من الصحابة كانوا
يرون أنه ليس أحد فيهم على الحالة التي فارق عليها النبي صلى الله عليه وسلم إلا ابن عمر.
وفي «الشعب» للبيهقي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: مات ابن عمر وهو مثل عمر في الفضل. ومن وجه آخر عن أبي سلمة: كان عمر في زمان له فيه نظراء وكان ابن عمر في زمان ليس له فيه نظير.
وفي معجم البغوي بسند حسن عن سعيد بن المسيب: لو شهدت لأحد من أهل الجنة لشهدت لابن عمر. ومن وجه صحيح: كان ابن عمر حين مات خير من بقي.
وقال يعقوب بن أبي سفيان: حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن طاوس: ما رأيت رجلا أورع من ابن عمر.
وأخرج السراج في «تاريخه»، وأبو نعيم من طريقه بسند صحيح، عن ميمون بن مهران، قال: مر أصحاب نجدة الحروري بإبل لابن عمر، فاستاقوها فجاء الراعي، فقال: يا أبا عبد الرحمن، احتسب الإبل، وأخبره الخبر. قال: فكيف تركوك؟ قال: انفلت منهم لأنك أحب إلي منهم، فاستحلفه، فحلف، فقال: إني أحتسبك معها، فأعتقه، فقيل له بعد ذلك: هل لك في ناقتك الفلانية؟ تباع في السوق، فأراد أن يذهب إليها، ثم قال: قد كنت احتسب الإبل، فلأي معنى أطلب الناقة؟.
ومن طريق عبد الله بن أبي عثمان، قال: أعتق عبد الله بن عمر جارية له يقال لها رمثة كان يحبها، وقال: سمعت الله تعالى يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.
وقال ابن المبارك: أنبأنا عمر بن محمد بن زيد أن أباه أخبره أن عبد الله بن عمر كان له مهراس فيه ماء فيصلي ما قدر له، ثم يصير إلى الفراش فيغفي إغفاء الطائر، ثم يقوم فيتوضأ، ثم يصلي فيرجع إلى فراشه فيغفي إغفاء الطائر، ثم يثب فيتوضأ ثم يصلي، يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسا.
وأخرج البيهقي، من طريق عاصم بن محمد العمري، عن أبيه، قال: أعطى عبد الله ابن جعفر في نافع لعبد الله بن عمر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار، فقيل له: ماذا تنظر؟ قال: فهلا ما هو خير من ذلك؟ هو حر.
وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن سالم، قال: ما لعن ابن عمر خادما قط إلا واحدا، فأعتقه.
وبه عن الزهري: وأراد ابن عمر أن يلعن خادما فقال: اللهم الع، فلم يتمها، وقال: إنها كلمة ما أحب أن أقولها.
وقال ابن المبارك عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن نافع: إن ابن عمر اشتكى فاشتري له عنقود بدرهم، فأتاه مسكين، فقال: أعطوه إياه، فخالف إنسان فاشتراه منه بدرهم، ثم جاء به إليه، فجاءه السائل فقال: أعطوه إياه، فخالف إنسان آخر، فاشتراه بدرهم، ثم أراد أن يرجع فمنع، ولو علم ابن عمر بذلك لما ذاقه.
وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، قال: لو أن طعاما كثيرا كان عند ابن عمر لما شبع منه بعد أن يجد له آكلا.
وقال الخرائطي: حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا ابن مهدي، عن العمري، عن زيد بن أسلم، قال: جعل رجل يسب ابن عمر وابن عمر ساكت، فلما بلغ باب داره التفت إليه، فقال: إني وأخي عاصما لا نسب الناس.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان عن أبي الدارع، قلت لابن عمر: لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم، فغضب وقال: إني لأحسبك عراقيا، وما يدريك علام أغلق بابي؟.
وأخرج البغوي، من طريق ابن القاسم، عن مالك، قال: أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة يقدم عليه وفود الناس. وأخرجه البيهقي في المدخل من طريق إبراهيم بن ديزيل، عن عتيق بن يعقوب، عن مالك، عن الزهري، وزاد: فلم يخف عليه شيء من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أصحابه.
وأخرجه ابن مندة، من طريق الحسن بن جرير، عن عتيق، فلم يذكر الزهري.
وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق ابن وهب عن مالك نحوه، وزاد: وكان ابن عمر من أئمة الدين.
ومن طريق حميد بن الأسود، عن مالك: كان إمام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت، وكان إمام الناس عندنا بعد زيد- ابن عمر.
وأخرج البيهقي من طريق يحيى بن يحيى، قلت لمالك: أسمعت المشايخ يقولون من أخذ بقول ابن عمر لم يدع من الاستقصاء شيئا؟ قال: نعم.
وأخرج ابن المبارك في «الزهد» عن حيوة بن شريح، عن عقبة بن مسلم- أن ابن عمر سئل عن شيء فقال: لا أدري. ثم قال: أتريدون أن تجعلوا ظهورنا جسورا في جهنم؟ تقولون: أفتانا بهذا ابن عمر.
وقال الزبير بن بكار: وكان ابن عمر يحفظ ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويسأل من حضر إذا غاب عن قوله وفعله، وكان يتبع آثاره في كل مسجد صلى فيه، وكان يعترض براحلته في طريق رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عرض ناقته، وكان لا يترك الحج، وكان إذا وقف بعرفة يقف في الموقف الذي وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأخرج البغوي، من طريق محمد بن بشر، حدثنا خالد، حدثنا سعيد- وهو أخو إسحاق بن سعيد، عن أبيه: ما رأيت أحدا كان أشد اتقاء للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ابن عمر.
ومن طريق ابن جريج عن مجاهد: صحبت ابن عمر إلى المدينة فما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا.
وفي «الزهد» للبيهقي بسند صحيح عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر: سمعت أبي يقول ما ذكر ابن عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بكى، ولا مر على ربعهم إلا غمض عينيه.
وأخرجه الدارمي من هذا الوجه في تاريخ أبي العباس السراج بسند جيد عن نافع: كان ابن عمر إذا قرأ هذه الآية: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} يبكي حتى يغلبه البكاء.
وعند ابن سعد بسند صحيح قيل لنافع: ما كان ابن عمر يصنع في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما. وعند الطبراني- وهو في الحلية بسند جيد عن نافع- أن ابن عمر كان يحيي الليل صلاة، ثم يقول: يا نافع، أسحرنا، فيقول: لا، فيعاود، فإذا قال نعم قعد يستغفر الله حتى يصبح.
ومن طريق أخرى، عن نافع: كان ابن عمر إذا فاتته صلاة العشاء في الجماعة أحيا بقية ليله وعند البيهقي: إذا فاتته صلاة في جماعة صلى إلى الصلاة الأخرى. وفي «الزهد» لابن المبارك: أنبأنا عمر بن محمد بن زيد، أن أباه أخبره أن ابن عمر كان يصلي ما قدر له، ثم يأوي إلى فراشه، فيغفي إغفاء الطائر، ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ثم يرجع، فكان يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسا.
وفي «الزهد» لأحمد، عن ابن سيرين: كان ابن عمر كلما استيقظ من الليل صلى.
وعند ابن سعد بسند جيد عن نافع: أن ابن عمر كان لا يصوم في السفر، ولا يكاد يفطر في الحضر. ومن طريق أخرى عن نافع أيضا قال: كانت لابن عمر جارية معجبة، فاشتد عجبه بها، فأعتقها وزوجها مولى له، فأتت منه بولد، فكان ابن عمر يأخذ الصبي فيقبله ثم يقول: واها لريح فلانة.
وعند البيهقي من طريق زيد بن أسلم: مر ابن عمر براع فقال: هل من جزرة؟ قال: ليس هاهنا ربها. قال: تقول له: إن الذئب أكلها. قال: فاتق الله، فاشترى ابن عمر الراعي والغنم وأعتقه ووهبها له.
قال البخاري «في التاريخ» حدثني الأويسي، حدثني مالك أن ابن عمر بلغ سبعا وثمانين سنة. وقال غير مالك: عاش أربعا وثمانين، والأول أثبت، وقال ضمرة بن ربيعة في تاريخه: مات سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين، وجزم مرة بثلاث، وكذا أبو نعيم ويحيى بن بكير والجمهور، وزاد بعضهم في ذي الحجة. وقال الفلاس مرة: سنة أربع، وبه جزم خليفة وسعيد بن جبير وابن زبر.
ذكر من اسمه عبد الله، واسم أبيه عمرو- بفتح أوله وسكون الميم

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 155

ابن عمر بن الخطاب عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمان، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن وزيره. هاجر به أبوه قبل أن يحتلم، واستصغر عن أحد وشهد الخندق وما بعدها. وهو شقيق حفصة، أمها زينب بنت مظعون. روى علما كثيرا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر. شهد فتح مصر، قاله ابن يونس. وقال غيره: شهد غزو فارس. كان يخضب بالصفرة. قال: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني وأجازني يوم الخندق. بلغ أربعا وثمانين سنة، وتوفي بمكة سنة ثلاث وسبعين. قيل إنه قدم حاجا فدخل عليه الحجاج وقد أصابه زج رمح فقال: من أصابك؟ قال: أصابني من أمرتموه بحمل السلاح في مكان لا يحل فيه حمله! رواه البخاري. وقد روى الجماعة كلهم لعبد الله بن عمر. وقد قيل إن إسلامه كان قبل إسلام أبيه ولا يصح. وقيل إنه أول من بايع يوم الحديبية والصحيح أن أول من بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي. وكان شديد التحري والاحتياط في فتواه وكل ما يأخذ به نفسه، وكان لا يتخلف عن السرايا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كان بعد موته مولعا بالحج قبل الفتنة وفي الفتنة. ويقال إنه كان أعلم الصحابة بمناسك الحج. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجته حفصة بنت عمر: ’’إن أخاك عبد الله رجل صالح لو كان يقوم من الليل’’؛ فما ترك بعدها ابن عمر قيام الليل. وكان رضي الله عنه لورعه قد أشكلت عليه حروب علي بن أبي طالب، فقعد عنه، وندم على ذلك حين حضرته الوفاة، وسئل عن تلك المشاهد فقال: كففت يدي فلم أقدم والمقاتل على الحق أفضل! وقال جابر ابن عبد الله: ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ومال بها خلا عمر وابنه عبد الله. وأفتى في الإسلام ستين سنة، ونشر نافع عنه علما جما.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0

عبد الله بن عمر: "ع"

ابن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، الإمام القدوة، شيخ الإسلام، أبو عبد الرحمن القرشي، العدوي المكي، ثم المدني.

أسلم وهو صغير، ثم هاجر مع أبيه لم يحتلم، واستصغر يوم أحد، فأول غزواته الخندق، وهو ممن بايع تحت الشجرة، وأمه و أم أم المؤمنين حفصة: زينب بنت مظعون؛ أخت عثمان بن مظعون الجمحي.

روى علما كثيرا نافعا عن النبي -صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه، وأبي بكر، وعثمان، وعلي، وبلال، وصهيب، وعامر بن ربيعة، وزيد بن ثابت، وزيد عمه، وسعد، وابن مسعود، وعثمان بن طلحة، وأسلم، وحفصة أخته، وعائشة، وغيرهم.

ورى عنه: آدم بن علي، وأسلم مولى أبيه، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب، وأمية بن عبد الله الأموي، وأنس بن سيرين، وبسر بن سعيد، وبشر بن حرب، وبشر بن عائذ، وبشر بن المحتفز، وبكر المزني، وبلال بن عبد الله ابنه، وتميم بن عياض، وثابت البناني، وثابت بن عبيد، وثابت بن محمد، وثوير بن أبي فاختة، وجبلة بن سحيم، وجبير بن أبي سليمان، وجبير بن نفير، وجميع بن عمير، وجنيد، وحبيب بن أبي ثابت، وحبيب بن أبي مليكة، والحر بن الصياح، وحرملة مولى أسامة، وحريز أو أبو حريز، والحسن البصري، والحسن بن سهيل، وحسين بن الحارث الجدلي، وابن أخيه حفص بن عاصم، والحكم بن ميناء، وحكيم بن أبي حرة، وحمران مولى العبلات، وابنه حمزة بن عبد الله، وحميد بن عبد الرحمن الزهري، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، وخالد بن أسلم، وأخوه زيد، وخالد بن دريك -وهذا لم يلقه، وخالد بن أبي عمران الإفريقي -ولم يلحقه، وخالد بن كيسان، وداود بن سليك، وذكوان السمان، ورزين بن سليمان الأحمري، وأبو عمر زاذان، والزبير بن عربي، والزبير بن الوليد شامي، وأبو عقيل زهرة بن معبد، وزياد بن جبير الثقفي، وزياد بن صبيح الحنفي، وأبو الخصيب زياد القرشي، وزيد بن جبير

الطائي، وابنه زيد، وابنه سالم، وسالم بن أبي الجعد، والسائب والد عطاء، وسعد بن عبيدة، وسعد مولى أبي بكر، وسعد مولى طلحة، وسعيد بن جبير، وسعيد بن الحارث الأنصاري، وسعيد بن حسان، وسعيد بن عامر، وسعيد بن عمرو الأشدق، وسعيد بن مرجانة، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن وهب الهمداني، وسعيد بن يسار، وسليمان بن أبي يحيى، وسليمان بن يسار، وشهر بن حوشب، وصدقة بن يسار، وصفوان بن محرز، وطاوس، والطفيل بن أبي، وطيسلة بن علي، وطيسلة بن مياس، وعامر بن سعد، وعباس بن جليد، وعبد الله بن بدر اليمامي، وعبد الله بن بريدة، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث، وعبد الله بن دينار، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وعبد الله بن شقيق، وعبد الله بن عبد الله بن جبر، وابنه عبد الله، وابن أبي مليكة، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وعبد الله بن عصم، وعبد الله بن أبي قيس، وعبد الله بن كيسان، وعبد الله بن مالك الهمداني، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعبد الله بن مرة الهمداني عبد الله بن موهب الفلسطيني، وحفيده عبد الله بن واقد العمري، وعبد الرحمن بن التيلماني، وعبد الرحمن بن سعد مولاه، وعبد الرحمن بن سمير، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن أبي نعم، وعبد الرحمن بن هنيدة، وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني، وعبد العزيز بن قيس، وعبد الملك بن نافع، وعبدة بن أبي لبابة، وابنه عبيد الله بن عبد الله، وعبيد الله بن مقسم، وعبيد بن جريج، وعبيد بن حنين، وعبيد بن عمير، وعثمان بن الحارث، وعثمان بن عبد الله بن موهب، وعراك بن مالك، وعروة بن الزبير، وعطاء بن أبي رباح، وعطية العوفي، وعقبة بن حريث، وعكرمة بن خالد، وعكرمة العباسي، وعلي بن عبد الله البارقي، وعلي بن عبد الرحمن المعاوي، وابنه عمر بن عبد الله إن صح، وعمرو بن دينار، وعمران بن الحارث، وعمران بن حطان، وعمران الأنصاري، وعمير بن هانىء، وعنبسة بن عمار، وعون بن عبد الله بن عتبة، والعلاء بن عرار، والعلاء بن اللجاج، وعلاج بن عمرو، وغطيف أو أبو غطيف الهذلي، والقاسم بن ربيعة، والقاسم بن عوف، والقاسم بن محمد، وقدامة بن إبراهيم، وقزعة بن يحيى، وقيس بن عباد، وكثير بن جمهان، وكثير بن مرة، وكليب بن وائل، ومجاهد بن جبر، ومجاهد بن رياح، ومحارب بن دثار، وحفيده محمد بن زيد، ومحمد بن سيرين، ومحمد بن عباد بن جعفر، وأبو جعفر الباقر، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن المنتشر، ومروان بن سالم المقفع، ومروان الأصفر، ومسروق، ومسلم بن جندب، ومسلم بن المثنى، ومسلم بن أبي مريم، ومسلم بن يناق، ومصعب بن سعد، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، ومعاوية بن قرة، ومغراء العبدي، ومغيث بن سمي،

ومغيث الحجازي، والمغيرة بن سلمان، ومكحول الأزدي، ومنقذ بن قيس، ومهاجر الشامي، ومورق العجلي، وموسى بن دهقان، وموسى بن طلحة، وميمون بن مهران، ونابل صاحب العباء، ونافع مولاه، ونسير بن ذعلوق، ونعيم المجمر، ونميلة أبو عيسى، وواسع بن حبان، ووبرة بن عبد الرحمن، والوليد الجرشي، وأبو مجلز لاحق، ويحنس مولى آل الزبير، ويحيى بن راشد، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، ويحيى بن وثاب، ويحيى بن يعمر، ويحيى البكاء، ويزيد بن أبي سمية، وأبو البزرى يزيد بن عطارد، ويسار مولاه، ويوسف بن ماهك، ويونس بن جبير، وأبو أمامة التيمي، وأبو البختري الطائي، وأبو بردة بن أبي موسى، وأبو بكر بن حفص، وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة، وحفيده أبو بكر بن عبد الله، وأبو تيمية الهجيمي، وأبو حازم الأعرج -ولم يلحقه، وأبو حية الكلبي، وأبو الزبير، وأبو سعيد بن رافع، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو سهل، وأبو السوداء، وأبو الشعثاء المحاربي، وأبو شيخ الهنائي، وأبو الصديق الناجي، وأبو طعمة، وأبو العباس الشاعر، وأبو عثمان النهدي، وأبو العجلان المحاربي، وأبو عقبة، وأبو غالب، وأبو الفضل، وأبو المخارق إن كان محفوظا، وأبو المنيب الجرشي، وأبو نجيح المكي، وأبو نوفل بن أبي عقرب، وأبو الوليد البصري، وأبو يعفور العبدي، ورقية بنت عمرو بن سعيد.

قدم الشام والعراق والبصرة وفارس غازيا.

روى حجاج بن أرطاة، عن نافع، أن ابن عمر بارز رجلا في قتال أهل العراق، فقتله وأخذ سلبه.

وروى عبيد الله بن عمر، عن نافع، أن ابن عمر كان يصفر لحيته.

سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، أن ابن عمر كان يصفر حتى يملأ ثيابه منها، فقيل له: تصبغ بالصفرة؟ فقال: إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصبغ بها.

شريك، عن محمد بن زيد: رأى ابن عمر يصفر لحيته بالخلوق والزعفران.

ابن عجلان، عن نافع: كان ابن عمر يعفي لحيته إلا في حج أو عمرة.

وقال هشام بن عروة: رأيت شعر ابن عمر يضرب منكبيه، وأتي بي إليه، فقبلني.

قال أبو بكر بن البرقي: كان ربعة، يخضب بالصفرة، توفي بمكة.

وقال ابن يونس: شهد ابن عمر فتح مصر واختط بها، وروى عنه أكثر من أربعين نفسا من أهلها.

الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: توفي صاحب لي غريبا، فكنا على قبره أنا وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وكانت أسامينا ثلاثتنا العاص، فقال لنا النبي -صلى الله عليه وسلم: "انزلوا قبره، وأنتم عبيد الله"، فقبرنا أخانا وصعدنا، وقد أبدلت أسماؤنا.

هكذا رواه عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا يحيى بن بكير، عنه.

ومع صحة إسناده هو منكر من القول، وهو يقتضي أن اسم ابن عمر ما غير إلى ما بعد سنة سبع من الهجرة، وهذا ليس بشيء.

قال عبد الله بن عمر، عن ابن شهاب: إن حفصة وابن عمر أسلما قبل عمر، ولما أسلم أبوهما كان عبد الله ابن نحو من سبع سنين. وهذا منقطع.

قال أبو إسحاق السبيعي: رأيت ابن عمر آدم جسيما، إزاره إلى نصف الساقين، يطوف.

وقال هشام بن عروة: رأيت ابن عمر له جمة.

وقال علي بن جدعان: عن أنس، وابن المسيب: شهد ابن عمر بدرا.

فهذا خطأ وغلط، ثبت أنه قال: عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلم يجزني.

وقال أبو إسحاق، عن البراء قال: عرضت أنا وابن عمر يوم بدر، فاستصغرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

وقال مجاهد: شهد ابن عمر الفتح، وله عشرون سنة.

وروى سالم، عن أبيه قال: كان الرجل في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وكنت غلاما عزبا شابا، فكنت أنام في المسجد، فرأيت كأن ملكين أتياني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، ولها قرون كقرون البئر، فرأيت فيها ناسا قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، فلقينا ملك فقال: لن تراع، فذكرتها لحفصة، فقصتها حفصة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل". قال: فكان بعد لا ينام من الليل إلا القليل.

وروى نحوه نافع، وفيه: "إن عبد الله رجل صالح".

سعيد بن بشير، عن قتادة، عن ابن سيرين، عن ابن عمر قال: كنت شاهد النبي -صلى الله عليه وسلم، في حائط نخل، فاستأذن أبو بكر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "ائذنوا له، وبشروه بالجنة"، ثم عمر كذلك، ثم عثمان، فقال: "بشروه بالجنة على بلوى تصيبه"، فدخل يبكي ويضحك، فقال عبد الله: فأنا يا نبي الله؟ قال: "أنت مع أبيك".

تفرد به محمد بن بكار بن بلال، عنه.

قال إبراهيم: قال ابن مسعود: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر.

ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله: لقد رأيتنا ونحن متوافرون، وما فينا شاب هو أملك لنفسه من ابن عمر.

أبو سعد البقال، عن أبي حصين، عن شقيق، عن حذيفة قال: ما منا أحد يفتش إلا يفتش عن جائفة أو منقلة إلا عمر وابنه.

وروى سالم بن أبي الجعد، عن جابر: ما منا أحد أدرك الدنيا إلا وقد مالت به إلا ابن عمر.

وعن عائشة: ما رأيت أحدا ألزم للأمر الأول من ابن عمر.

قال أبو سفيان بن العلاء المازني، عن ابن أبي عتيق قال: قالت عائشة لابن عمر: ما

منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد استولى عليك، وظننت أنك لن تخالفيه -يعني: ابن الزبير.

قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: مات ابن عمر وهو في الفضل مثل أبيه.

وقال أبو إسحاق السبيعي: كنا نأتي ابن أبي ليلى، وكانوا يجتمعون إليه، فجاءه أبو سلمة بن عبد الرحمن، فقال: أعمر كان أفضل عندكم أم ابنه؟ قالوا: بل عمر، فقال: إن عمر كان في زمان له فيه نظراء، وإن ابن عمر بقي في زمان ليس له فيه نظير.

وقال ابن المسيب: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدت لابن عمر.

رواه ثقتان عنه.

وقال قتادة: سمعت ابن المسيب يقول: كان ابن عمر يوم مات خير من بقي.

وعن طاوس: ما رأيت أورع من ابن عمر.

وكذا يروى عن ميمون بن مهران.

وروى جويرية، عن نافع: ربما لبس ابن عمر المطرف الخز، ثمنه خمس مائة درهم.

وبإسناد وسط عن ابن الحنفية: كان ابن عمر خير هذه الأمة.

قال عمرو بن دينار: قال ابن عمر: ما غرست غرسا منذ توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

قال موسى بن دهقان: رأيت ابن عمر يتزر إلى أنصاف ساقيه.

العمري، عن نافع: أن ابن عمر اعتم وأرخاها بين كتفيه.

وكيع، عن النضر أبي لؤلؤة قال: رأيت على ابن عمر عمامة سوداء.

وقال ابن سيرين: كان نقش خاتم ابن عمر: "عبد الله بن عمر".

وقال أبو جعفر الباقر: كان ابن عمر إذا سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا لا يزيد ولا ينقص، ولم يكن أحد في ذلك مثله.

أبو المليح الرقي، عن ميمون، قال ابن عمر: كففت يدي فلم أندم، والمقاتل على الحق أفضل.

قال: ولقد دخلت على ابن عمر فقومت كل شيء في بيته من أثاث، ما يسوى مائة درهم.

ابن وهب، عن مالك، عمن حدثه: أن ابن عمر كان يتبع أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وآثاره وحاله، ويهتم به، حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك.

خارجة بن مصعب، عن موسى بن عقبة، عن نافع قال: لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقلت: هذا مجنون.

عبد الله بن عمر، عن نافع: أن ابن عمر كان يتبع آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم، كل مكان صلى فيه، حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصب في أصلها الماء لكيلا تيبس.

وقال نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لو تركنا هذا الباب للنساء" قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات.

قال الشعبي: جالست ابن عمر سنة، فما سمعته يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثا واحدا.

قال مجاهد: صحبت ابن عمر إلى المدينة، فما سمعته يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثا.

وروى عاصم بن محمد العمري، عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بكى.

وقال يوسف بن ماهك: رأيت ابن عمر عند عبيد بن عمير، وعبيد يقص، فرأيت ابن عمر ودموعه تهراق.

عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، أنه تلا: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد}. فجعل ابن عمر يبكي حتى لثقت لحيته وجيبه من دموعه، فأراد رجل أن يقول لأبي: أقصر، فقد آذيت الشيخ.

وروى عثمان بن واقد، عن نافع: كان ابن عمر إذا قرأ: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}، بكى حتى يغلبه البكاء.

قال حبيب بن الشهيد: قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: لا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.

رواه أبو شهاب الحناط، عن حبيب.

وروى عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع: إن ابن عمر كان إذا فاتته العشاء في جماعة أحيا بقية ليلته.

ابن المبارك: أخبرنا عمر بن محمد بن زيد، أخبرنا أبي، أن ابن عمر كان له مهراس فيه ماء، فيصلي فيه ما قدر له، ثم يصير إلى الفراش، فيغفي إغفاءة الطائر، ثم يقوم فيتوضأ ويصلي، يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسة.

قال نافع: كان ابن عمر لا يصوم في السفر، ولا يكاد يفطر في الحضر.

وقال ابن شهاب، عن سالم: ما لعن ابن عمر خادما له إلا مرة، فأعتقه.

روى أبو الزبير المكي، عن عطاء مولى ابن سباع، قال: أقرضت ابن عمر ألفي درهم، فوفانيها بزائد مائتي درهم.

أبو بكر بن عياش، عن عاصم، أن مروان قال لابن عمر -يعني بعد موت يزيد: هلم يدك نبايعك، فإنك سيد العرب، وابن سيدها، قال: كيف أصنع بأهل المشرق؟ قال: نضربهم حتى يبايعوا. قال: والله ما أحب أنها دانت لي سبعين سنة، وأنه قتل في سيفي رجل واحد.

قال: يقول مروان:

أبو ليلى: معاوية بن يزيد بايع له أبوه الناس، فعاش أياما.

أبو حازم المديني، عن عبد الله بن دينار، قال: خرجت مع ابن عمر إلى مكة فعرسنا، فانحدر علينا راع من جبل، فقال له ابن عمر: أراع؟ قال: نعم، قال: بعني شاة من الغنم. قال: إني مملوك، قال: قل لسيدك: أكلها الذئب، قال: فأين الله -عز وجل؟ قال ابن عمر: فأين الله! ثم بكى، ثم اشتراه بعد، فأعتقه!

أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر نحوه.

وفي رواية ابن أبي رواد، عن نافع: فأعتقه، واشترى له الغنم.

عبيد الله، عن نافع قال: ما أعجب ابن عمر شيء من ماله إلا قدمه، بينا هو يسير على ناقته إذ أعجبته، فقال: إخ إخ، فأناخها، وقال: يا نافع، حط عنها الرحل، فجللها، وقلدها، وجعلها في بدنه.

عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه: أن ابن عمر كاتب غلاما له بأربعين ألفا، فخرج إلى الكوفة، فكان يعمل على حمر له حتى أدى خمسة عشر ألفا، فجاءه إنسان، فقال: أمجنون أنت؟ أنت ههنا تعذب نفسك، وابن عمر يشتري الرقيق يمينا وشمالا، ثم يعتقهم؛ ارجع

إليه فقل: عجزت. فجاء إليه بصحيفة، فقال: يا أبا عبد الرحمن، قد عجزت، وهذه صحيفتي فامحها، فقال: لا، ولكن امحها أنت إن شئت، فمحاها ففاضت عينا عبد الله، وقال: اذهب فأنت حر، قال: أصلحك الله، أحسن إلى ابني، قال: هما حران، قال: أصلحك الله، أحسن إلى أمي ولدي، قال: هما حرتان. رواه ابن وهب، عنه.

عاصم بن محمد العمري، عن أبيه، قال: أعطى عبد الله بن جعفر ابن عمر بنافع عشرة آلاف، فدخل على صفية امرأته، فحدثها، قالت: فما تنتظر؟ قال: فهلا ما هو خير من ذلك، هو حر لوجه الله. فكان يخيل إلي أنه كان ينوي قول الله: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.

وقال ابن شهاب: أراد ابن عمر أن يلعن خادما، فقال: اللهم الع، فلم يتمها، وقال: ما أحب أن أقول هذه الكلمة.

جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن نافع: أتي ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا، فما قام حتى أعطاها.

رواها عيسى بن كثير، عن ميمون، وقال: باثنين وعشرين ألف دينار.

وقال أبو هلال: حدثنا أيوب بن وائل قال: أتي ابن عمر بعشرة آلاف ففرقها، وأصبح يطلب لراحلته علفا بدرهم نسيئة.

برد بن سنان، عن نافع، قال: إن كان ابن عمر ليفرق في المجلس ثلاثين ألفا، ثم يأتي عليه شهر ما يأكل مزعة لحم.

عمر بن محمد العمري، عن نافع، قال: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان، أو زاد.

إسنادها صحيح.

أيوب، عن نافع، قال: بعث معاوية إلى ابن عمر بمائة ألف، فما حال عليه الحول وعنده منها شيء.

معمر، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله، قال: لو أن طعاما كثيرا كان عند أبي، ما شبع منه بعد أن يجد له آكلا، فعاده ابن مطيع، فرآه قد نحل جسمه، فكلمه، فقال: إنه ليأتي

علي ثمان سنين ما أشبع فيها شبعة واحدة. أو قال: إلا شبعة، فالآن تريد أن أشبع حين لم يبق من عمري إلا ظمء حمار.

إسماعيل بن عياش: حدثني مطعم بن المقدام، قال: كتب الحجاج إلى ابن عمر: بلغني أنك طلبت الخلافة، وإنها لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور، فكتب إليه: أما ما ذكرت من الخلافة فما طلبتها، وما هي من بالي، وأما ما ذكرت من العي، فمن جمع كتاب الله فليس بعيي، ومن أدى زكاته فليس ببخيل، وإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري.

هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن مجاهد، قال لي ابن عمر: لأن يكون نافع يحفظ حفظك، أحب إلي من أن يكون لي درهم زيف، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، ألا جعلته جيدا!! قال: هكذا كان في نفسي.

الأعمش وغيره، عن نافع قال: مرض ابن عمر، فاشتهى عنبا أول ما جاء، فأرسلت امرأته بدرهم، فاشترت به عنقودا، فاتبع الرسول سائل، فلما دخل قال: السائل السائل، فقال ابن عمر: أعطوه إياه، ثم بعثت بدرهم آخر، قال: فاتبعه السائل، فلما دخل، قال: السائل السائل، فقال ابن عمر: أعطوه إياه، فأعطوه، وأرسلت صفية إلى السائل تقول: والله لئن عدت لا تصيب مني خيرا، ثم أرسلت بدرهم آخر، فاشترت به.

مالك بن مغول، عن نافع قال: أتي ابن عمر بجوارش، فكرهه، وقال: ما شبعت منذ كذا وكذا.

إسماعيل بن أبي أويس: حدثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن نافع: أن المختار بن أبي عبيد كان يرسل إلى ابن عمر بالمال فيقبله، ويقول: لا أسأل أحدا شيئا، ولا أرد ما رزقني الله.

الثوري، عن أبي الوازع، قلت لابن عمر: لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم، فغضب وقال: إني لأحسبك عراقيا، وما يدريك ما يغلق عليه ابن أمك بابه.

أبو جعفر الرازي، عن حصين، قال ابن عمر: إني لأخرج وما لي حاجة إلا أن أسلم على الناس، ويسلمون علي.

وروى معمر، عن أبي عمرو الندبي قال: خرجت مع ابن عمر، فما لقي صغيرا ولا كبيرا إلا سلم عليه.

قال عثمان بن إبراهيم الحاطبي: رأيت ابن عمر يحفي شاربه، حتى ظننت أنه ينتفه، وما

رأيته إلا محلل الأزرار، وإزاره إلى نصف ساقه، وقيل: كان يتزر على القميص في السفر، ويختم الشيء بخاتمه، ولا يكاد يلبسه، ويأتي السوق فيقول: كيف يباع ذا؟ ويصفر لحيته.

وروى ابن أبي ليلى، وعبد الله بن عمر، عن نافع، أن ابن عمر كان يقبض على لحيته، ويأخذ ما جاوز القبضة.

قال مالك: كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت عبد الله بن عمر، مكث ستين سنة يفتي الناس.

مالك، عن نافع، كان ابن عمر وابن عباس يجلسان للناس عند مقدم الحاج، فكنت أجلس إلى هذا يوما، وإلى هذا يوما، فكان ابن عباس يجيب ويفتي في كل ما سئل عنه، وكان ابن عمر يرد أكثر مما يفتي.

قال الليث بن سعد، وغيره: كتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إلي بالعلم كله، فكتب إليه: إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازما لأمر جماعتهم، فافعل.

منصور بن زاذان: عن ابن سيرين أن رجلا قال لابن عمر: أعمل لك جوارش؟ قال: وما هو؟ قال: شيء إذا كظك الطعام، فأصبت منه، سهل. فقال: ما شبعت منذ أربعة أشهر، وما ذاك أن لا أكون له واجدا، ولكن عهدت قوما يشبعون مرة، ويجوعون مرة.

وروى الحارث بن أبي أسامة، عن رجل: بعثت أم ولد لعبد الملك بن مروان إلى وكيلها تستهديه غلاما، وقالت: يكون عالما بالسنة، قارئا لكتاب الله، فصيحا عفيفا، كثير الحياء، قليل المراء، فكتب إليها: قد طلبت هذا الغلام، فلم أجد غلاما بهذه الصفة إلا عبد الله بن عمر، وقد ساومت به أهله، فأبوا أن يبيعوه.

روى بقية، عن ابن حذيم، عن وهب بن أبان القرشي، أن ابن عمر خرج، فبينما هو يسير إذا أسد على الطريق قد حبس الناس، فاستخف ابن عمر راحلته، ونزل إلى الأسد، فعرك أذنه وأخره عن الطريق، وقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وقال: "لو لم يخف ابن آدم إلا الله لم يسلط عليه غيره". لم يصح هذا.

أسامة بن زيد، عن عبد الله بن واقد قال: رأيت ابن عمر يصلي، فلو رأيته مقلوليا، ورأيته يفت المسك في الدهن يدهن به.

عبد الملك بن أبي جميلة، عن عبد الله بن موهب، أن عثمان قال لابن عمر: اذهب،

فاقض بين الناس، قال: أوتعفيني من ذلك؟ قال: فما تكره من ذلك، وقد كان أبوك يقضي؟ قال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من كان قاضيا فقضى بالعدل، فبالحري أن ينفلت كفافا" فما أرجو بعد ذلك؟!.

السري بن يحيى، عن زيد بن أسلم، عن مجاهد قال: قال ابن عمر: لقد أعطيت من الجماع شيئا ما أعلم أحدا أعطيه إلا أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

تفرد به يحيى بن عباد، عنه.

أبو أسامة: حدثنا عمر بن حمزة، أخبرني سالم، عن ابن عمر، قال: إني لأظن قسم لي منه ما لم يقسم لأحد إلا للنبي -صلى الله عليه وسلم، وقيل: كان ابن عمر يفطر أول شيء على الوطء.

ليث بن أبي سليم، عن نافع قال: لما قتل عثمان جاء علي إلى ابن عمر، فقال: إنك محبوب إلى الناس، فسر إلى الشام، فقال: بقرابتي وصحبتي والرحم التي بيننا، قال: فلم يعاوده.

ابن عيينة، عن عمر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر قال: بعث إلي علي فقال: يا أبا عبد الرحمن، إنك رجل مطاع في أهل الشام، فسر فقد أمرتك عليهم، فقلت: أذكرك الله وقرابتي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وصحبتي إياه، إلا ما أعفيتني، فأبى علي، فاستعنت عليه بحفصة، فأبى، فخرجت ليلا إلى مكة، فقيل له: إنه قد خرج إلى الشام، فبعث في أثري، فجعل الرجل يأتي المربد، فيخطم بعيره بعمامته ليدركني، قال: فأرسلت حفصة: إنه لم يخرج إلى الشام، إنما خرج إلى مكة، فسكن.

الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير قال: هرب موسى بن طلحة من المختار، فقال: رحم الله ابن عمر! إني لأحسبه على العهد الأول لم يتغير، والله ما استفزته قريش، فقلت في نفسي: هذا يزري على أبيه في مقتله، وكان علي غدا على ابن عمر فقال: هذه كتبنا، فاركب بها إلى الشام، قال: أنشدك الله والإسلام، قال: والله لتركبن، قال: أذكرك الله واليوم الآخر، قال: لتركبن، والله طائعا أو كارها، قال: فهرب إلى مكة.

العوام بن حوشب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر قال يوم دومة جندل: جاء معاوية على بختي عظيم طويل، فقال: ومن الذي يطمع في هذا الأمر ويمد إليه عنقه؟ فما

حدثت نفسي بالدنيا إلا يومئذ، هممت أن أقول: يطمع فيه من ضربك وأباك عليه، ثم ذكرت الجنة ونعيمها، فأعرضت عنه.

حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، أن معاوية بعث إلى ابن عمر بمائة ألف، فلما أراد أن يبايع ليزيد قال: أرى ذاك، أراد: إن ديني عندي إذا لرخيص.

وقال محمد بن المنكدر: بويع يزيد، فقال ابن عمر لما بلغه: إن كان خيرا رضينا، وإن كان بلاء صبرنا.

ابن علية، عن أبي عون، عن نافع قال: حلف معاوية على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليقتلن ابن عمر، يعني: وكان ابن عمر بمكة، فجاء إليه عبد الله بن صفوان، فدخلا بيتا وكنت على الباب، فجعل ابن صفوان يقول: أفتتركه حتى يقتلك؟! والله لو لم يكن إلا أنا وأهل بيتي لقاتلته دونك، فقال: ألا أصير في حرم الله؟ وسمعت نحيبه مرتين، فلما دنا معاوية تلقاه ابن صفوان فقال: إيها، جئت لتقتل ابن عمر. قال: والله لا أقتله.

مسعر، عن أبي حصين، قال معاوية: من أحق بهذا الأمر منا؟ وابن عمر شاهد قال: فأردت أن أقول: أحق به منك من ضربك عليه وأباك، فخفت الفساد.

معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، وابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر قال: دخلت على حفصة ونوساتها تنطف، فقلت: قد كان من الناس ما ترين، ولم يجعل لي من الأمر شيء، قالت: فالحق بهم، فإنهم ينتظرونك، وإني أخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة، فلم يرعه حتى ذهب، قال: فلما تفرق الحكمان خطب معاوية فقال: من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع إلي قرنه، فنحن أحق بذلك منه ومن أبيه -يعرض بابن عمر.

قال حبيب بن مسلمة: فهلا أجبته -فداك أبي وأمي؟ فقال ابن عمر: حللت حبوتي، فهممت أن أقول: أحق بذلك منك من قاتلك وأباك على الإسلام، فخشيت أن أقول كلمة تفرق الجمع، ويسفك فيها الدم، فذكرت ما أعد الله في الجنان.

وقال سلام بن مسكين: سمعت الحسن يقول: لما كان من أمر الناس ما كان زمن الفتنة، أتوا ابن عمر، فقالوا: أنت سيد الناس وابن سيدهم، والناس بك راضون، اخرج نبايعك، فقال: لا، والله لا يهراق في محجمة من دم، ولا في سببي ما كان في روح.

جرير بن حازم، عن يعلى، عن نافع قال: قال أبو موسى يوم التحكيم: لا أرى لهذا الأمر غير عبد الله بن عمر، فقال عمرو بن العاص لابن عمر: إنا نريد أن نبايعك، فهل لك أن تعطى مالا عظيما على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك؟ فغضب وقام، فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إنما قال: لتعطي مالا على أن أبايعك، فقال: والله لا أعطي عليها ولا أعطى، ولا أقبلها إلا عن رضى من المسلمين.

قلت: كاد أن تنعقد البيعة له يومئذ مع وجود مثل الإمام علي، وسعد بن أبي وقاص، ولو بويع لما اختلف عليه اثنان، ولكن الله حماه وخار له.

مسعر، عن علي بن الأقمر قال: قال مروان لابن عمر: ألا تخرج إلى الشام فيبايعوك؟ قال: فكيف أصنع بأهل العراق؟ قال: تقاتلهم بأهل الشام. قال: والله ما يسرني أن يبايعني الناس كلهم إلا أهل فدك، وأن أقاتلهم، فيقتل منهم رجل، فقال مروان:

وروى عاصم بن أبي النجود نحوا منها.

وهذا قاله وقت هلاك يزيد بن معاوية، فلما اطمأن مروان من جهة ابن عمر بادر إلى الشام وحارب، وتملك الشام ثم مصر.

أبو عوانة، عن مغيرة، عن فطر قال: أتى رجل ابن عمر فقال: ما أحد شر للأمة منك، قال: لم؟ قال: لو شئت ما اختلف فيك اثنان، قال: ما أحب أنها -يعني: الخلافة- أتتني، ورجل يقول لا، وآخر يقول بلى.

أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران قال: دس معاوية عمرا وهو يريد أن يعلم ما في نفس ابن عمر، فقال: يا أبا عبد الرحمن! ما يمنعك أن تخرج تبايعك الناس، أنت صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وابن أمير المؤمنين، وأنت أحق الناس بهذا الأمر، فقال: قد اجتمع الناس كلهم على ما تقول؟ قال: نعم، إلا نفر يسير. قال: لو لم يبق إلا ثلاثة أعلاج بهجر لم يكن لي فيها حاجة. قال: فعلم أنه لا يريد القتال، فقال: هل لك أن تبايع من قد كاد الناس أن يجتمعوا عليه، ويكتب لك من الأرضين، والأموال؟ فقال: أف لك؟ اخرج من عندي، إن ديني ليس بديناركم ولا درهمكم.

يونس بن عبيد، عن نافع قال: كان ابن عمر يسلم على الخشبية والخوارج وهم يقتتلون، وقال: من قال "حي على الصلاة" أجبته، ومن قال: "حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله" فلا.

قال نافع: أتى رجل ابن عمر، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما يحملك على أن تحج عاما وتعتمر عاما، وتترك الجهاد، فقال: بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، وصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت. فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع قوله: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}. فقال: لأن أعتبر بهذه الآية، فلا أقاتل أحب إلي من أن أعتبر بالآية التي يقول فيها: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها}. فقال: ألا ترى أن الله يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. قال: قد فعلنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم؛ إذ كان الإسلام قليلا، وكان الرجل يفتن في دينه؛ إما أن يقتلوه، وإما أن يسترقوه، حتى كثر الإسلام، فلم تكن فتنة، قال: فلما رأى أنه لا يوافقه قال: فما قولك في عثمان وعلي؟ قال: أما عثمان: فكان الله عفا عنه، وكرهتم أن يعفو الله عنه، وأما علي: فابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم وختنه، وأشار بيده- هذا بيته حيث ترون.

الزهري، عن حمزة بن عبد الله، قال: أقبل ابن عمر علينا، فقال: ما وجدت في نفسي شيئا من أمر هذه الأمة ما وجدت في نفسي من أن أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله.

قلنا: ومن ترى الفئة الباغية؟ قال: ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم، فأخرجهم من ديارهم، ونكث عهدهم.

أيوب، عن نافع قال: أصابت ابن عمر عارضة محمل بين أصبعيه عند الجمرة، فمرض، فدخل عليه الحجاج، فلما رآه ابن عمر غمض عينيه، فكلمه الحجاج، فلم يكلمه، فغضب وقال: إن هذا يقول إني على الضرب الأول.

عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو، أخبرنا جدي، أن ابن عمر قدم حاجا، فدخل عليه الحجاج وقد أصابه زج رمح، فقال: من أصابك؟ قال: أصابني من أمرتموه بحمل السلاح في مكان لا يحل فيه حمله.

أحمد بن يعقوب المسعودي، حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو الأموي، عن أبيه، عن ابن عمر أنه قام إلى الحجاج وهو يخطب، فقال: يا عدو الله! استحل حرم الله، وخرب بيت الله، فقال: يا شيخا قد خرف، فلما صدر الناس أمر الحجاج بعض مسودته، فأخذ

حربة مسمومة، وضرب بها رجل ابن عمر، فمرض ومات منها، ودخل عليه الحجاج عائدا، فسلم فلم يرد عليه، وكلمه فلم يجبه.

هشام، عن ابن سيرين، أن الحجاج خطب فقال: إن ابن الزبير بدل كلام الله، فعلم ابن عمر، فقال: كذب، لم يكن ابن الزبير يستطيع أن يبدل كلام الله، ولا أنت، قال: إنك شيخ قد خرفت الغد، قال: أما إنك لو عدت عدت.

قال الأسود بن شيبان: حدثنا خالد بن سمير قال: خطب الحجاج، فقال: إن ابن الزبير حرف كتاب الله، فقال ابن عمر: كذبت كذبت، ما يستطيع ذلك، ولا أنت معه، قال: اسكت، فقد خرفت وذهب عقلك، يوشك شيخ أن يضرب عنقه فيخر، قد انتفخت خصيتاه، يطوف به صبيان البقيع.

الثوري، عن عبد الله بن دينار قال: لما اجتمعوا على عبد الملك، كتب إليه ابن عمر: أما بعد، فإني قد بايعت لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت، وإن بني قد أقروا بذلك.

شعبة، عن ابن أبي رواد، عن نافع، أن ابن عمر أوصى رجلا يغسله، فجعل يدلكه بالمسك.

وعن سالم بن عبد الله: مات أبي بمكة، ودفن بفخ سنة أربع وسبعين، وهو ابن أربع وثمانين، وأوصاني أن أدفنه خارج الحرم فلم نقدر، فدفناه بفخ في الحرم، في مقبرة المهاجرين.

حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال: ما آسى على شيء إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية. هكذا رواه الثوري، عنه، وقد تقدم نحوه مفسرا.

وأما عبد العزيز بن سياه فرواه عنه ثقتان، عن حبيب بن أبي ثابت، أن ابن عمر قال: ما آسى على شيء فاتني إلا أني لم أقاتل مع علي الفئة الباغية. فهذا منقطع.

وقال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، قال ابن عمر حين احتضر: ما أجد في نفسي شيئا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب.

وروى أبو أحمد الزبيري، حدثنا عبد الجبار بن العباس، عن أبي العنبس، عن أبي بكر بن أبي الجهم، عن ابن عمر ...، فذكر نحوه.

ولابن عمر أقوال وفتاوى يطول الكتاب بإيرادها، وله قول ثالث في الفئة الباغية.

فقال روح بن عبادة: حدثنا العوام بن حوشب، عن عياش العامري، عن سعيد بن جبير قال: لما احتضر ابن عمر قال: ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا -يعني: الحجاج.

قال ضمرة بن ربيعة: مات ابن عمر سنة ثلاث وسبعين.

وقال مالك: بلغ ابن عمر سبعا وثمانين سنة.

وقال أبو نعيم، والهيثم بن عدي، وأبو مسهر، وعدة: مات سنة ثلاث وسبعين.

وقال سعيد بن عفير، وخليفة، وغيرهما: مات سنة أربع وسبعين.

والظاهر أنه توفي في آخر سنة ثلاث.

قال أبو بكر بن البرقي: توفي بمكة، ودفن بذي طوى. وقيل: بفخ مقبرة المهاجرين سنة أربع.

قلت: هو القائل كنت يوم أحد ابن أربع عشرة سنة، فعلى هذا يكون عمره خمسا وثمانين سنة -رضي الله عنه وأرضاه.

أخبرنا أيوب بن طارق، وأحمد بن محمد بقراءتي قالا: أخبرنا أبو القاسم بن رواحة، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا أحمد بن علي الطريثيثي، وأبو ياسر محمد بن عبد العزيز، وأبو القاسم الربعي، وأبو منصور الخياط، قالوا: أخبرنا عبد الملك بن محمد، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الفاكهي بمكة، حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة، حدثنا يعقوب بن إسحاق -وهو ابن بنت حميد الطويل- قال: سمعت عبد الله بن أبي عثمان يقول: رأيت ابن عمر يحفي شاربه، ورأيته ينحر البدن قياما يجأ في لباتها.

أخبرنا إسحاق الأسدي، أخبرنا ابن خليل، أخبرنا اللبان، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أحمد بن جعفر، أخبرنا عبد الله بن أحمد، حدثنا أبو كامل، حدثنا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، عن قزعة قال: رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة -أو

جشبة، فقلت له: إني قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان، وتقر عيناي أن أراه عليك. قال: أرنيه، فلمسه، وقال: أحرير هذا؟ قلت: لا، إنه من قطن. قال: إني أخاف أن ألبسه، أخاف أكون مختالا فخورا، والله لا يحب كل مختال فخور.

قلت: كل لباس أوجد في المرء خيلاء وفخرا فتركه متعين، ولو كان من غير ذهب ولا حرير، فإنا نرى الشاب يلبس الفرجية الصوف بفرو من أثمان أربع مائة درهم ونحوها، والكبر والخيلاء على مشيته ظاهر، فإن نصحته ولمته برفق كابر، وقال: ما في خيلاء ولا فخر، وهذا السيد ابن عمر يخاف ذلك على نفسه، وكذلك ترى الفقيه المترف إذا ليم في تفصيل فرجية تحت كعبيه، وقيل له: قد قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار" يقول: إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء، وأنا لا أفعل خيلاء. فتراه يكابر ويبرئ نفسه الحمقاء، ويعمد إلى نص مستقل عام فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء، ويترخص بقول الصديق: إنه يا رسول الله، يسترخي إزاري، فقال: "لست يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء"، فقلنا: أبو بكر -رضي الله عنه- لم يكن يشد إزاره مسدولا على كعبيه أولا، بل كان يشده فوق الكعب، ثم فيما بعد يسترخي، وقد قال -عليه السلام: "إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين"، ومثل هذا في النهي لمن فصل سراويل مغطيا لكعابه، ومنه طول الأكمام زائدا، وتطويل العذبة، وكل هذا من خيلاء كامن في النفوس، وقد يعذر الواحد منهم بالجهل، والعالم لا عذر له في تركه الإنكار على الجهلة، فإن خلع على رئيس خلعة سيراء من ذهب وحرير وقندس، يحرمه ما ورد في النهي عن جلود السباع، ولبسها الشخص يسحبها، ويختال فيها، ويخطر بيده، ويغضب ممن لا يهنيه بهذه المحرمات، ولا سيما إن كانت خلعة وزارة وظلم، ونظر مكس أو ولاية شرطة، فليتهيأ للمقت وللعزل والإهانة والضرب، وفي الآخرة أشد عذابا وتنكيلا، فرضي الله عن ابن عمر، وأبيه، وأين مثل ابن عمر في دينه وورعه وعلمه وتألهه، وخوفه من رجل تعرض عليه الخلافة فيأباها، والقضاء من مثل عثمان فيرده، ونيابة الشام لعلي فيهرب منه، فالله يجتبي إليه من يشاء، ويهدي إليه من ينيب.

الوليد بن مسلم: عن عمر بن محمد، عن نافع، عن ابن عمر قال: لولا أن معاوية بالشام لسرني أن آتي بيت المقدس، فأهل منه بعمرة، ولكن أكره أن آتي الشام فلا آتيه، فيجد علي أو آتيه، فيراني تعرضت لما في يديه.

روى عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، أن ابن عمر كان إذا فاتته العشاء في جماعة أحيا ليلته.

الوليد بن مسلم: حدثنا ابن جابر، حدثني سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان يحيي الليل صلاة، ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فأقول: لا. فيعاود الصلاة إلى أن أقول: نعم، فيقعد ويستغفر ويدعو حتى يصبح.

قال طاوس: ما رأيت مصليا مثل ابن عمر أشد استقبالا للقبلة بوجهه وكفيه وقدميه.

وروى نافع أن ابن عمر كان يحيي بين الظهر إلى العصر.

هشام الدستوائي، عن القاسم بن أبي بزة، أن ابن عمر قرأ فبلغ {يوم يقوم الناس لرب العالمين}، فبكى حتى خر، وامتنع من قراءة ما بعدها.

معمر، عن أيوب، عن نافع أو غيره، أن رجلا قال لابن عمر: يا خير الناس -أو ابن خير الناس، فقال: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عباد الله، أرجو الله وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه.

عبيد الله بن عمر، عن نافع، كان ابن عمر يزاحم على الركن حتى يرعف.

أخبرنا أحمد بن سلامة، عن أبي المكارم التيمي، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا حرملة، حدثني أبو الأسود، سمع عروة يقول: خطبت إلى ابن عمر ابنته ونحن في الطواف، فسكت ولم يجبني بكلمة، فقلت: لو رضي لأجابني، والله لا أراجعه بكلمة، فقدر له أنه صدر إلى المدينة قبلي، ثم قدمت، فدخلت مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه، وأديت إليه حقه، فرحب بي، وقال: متى قدمت؟ قلت: الآن. فقال: كنت ذكرت لي سودة ونحن في الطواف نتخايل الله بين أعيننا، وكنت قادرا أن تلقاني في غير ذلك الموطن، فقلت: كان أمرا قدر، قال: فما رأيك اليوم؟ قلت: أحرص ما كنت عليه قط، فدعا ابنيه سالما وعبد الله، وزوجني.

وبه إلى بشر: حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا هارون بن أبي إبراهيم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عمر قال: إنما مثلنا في هذه الفتنة كمثل قوم يسيرون على جادة يعرفونها، فبينا هم كذلك؛ إذ غشيتهم سحابة وظلمة، فأخذ بعضهم يمينا وشمالا فأخطأ الطريق، وأقمنا حيث أدركنا ذلك، حتى جلا الله ذلك عنا، فأبصرنا طريقنا الأول، فعرفناه فأخذنا فيه، إنما هؤلاء فتيان قريش يقتتلون على هذا السلطان، وعلى هذه الدنيا، ما أبالي أن لا يكون لي ما يقتل عليه بعضهم بعضا بنعلي هاتين الجرداوين.

عبد الله بن نمير، عن عاصم الأحول، عمن حدثه، قال: كان ابن عمر إذا رآه أحد ظن به شيئا مما يتبع آثار النبي -صلى الله عليه وسلم.

وكيع، عن أبي مودود، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها، ويقول: لعل خفا يقع على خف -يعني: خف راحلة النبي -صلى الله عليه وسلم.

قال ابن حزم في كتاب "الإحكام" في الباب الثامن والعشرين: المكثرون من الفتيا من الصحابة عمر، وابنه عبد الله، علي، عائشة، ابن مسعود، ابن عباس، زيد بن ثابت، فهم سبعة فقط يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم سفر ضخم. وقد جمع أبو بكر محمد بن موسى بن بعقوب بن أمير المؤمنين المأمون، فتيا ابن عباس في عشرين كتابا، وأبو بكر هذا أحد أئمة الإسلام.

عبد الرحمن بن مهدي: حدثنا عثمان بن موسى، عن نافع: إن ابن عمر تقلد سيف عمر يوم قتل عثمان، وكان محلى، كانت حليته أربع مائة.

أبو حمزة السكري، عن إبراهيم الصائغ، عن نافع، أن ابن عمر كان له كتب ينظر فيها قبل أن يخرج إلى الناس. هذا غريب.

ولابن عمر في "مسند بقي" ألفان وست مائة وثلاثون حديثا بالمكرر، واتفقا له على مائة وثمانية وستين حديثا، وانفرد له البخاري بأحد وثمانين حديثا، ومسلم بأحد وثلاثين.

وأولاده من صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي: أبو بكر، وواقد، وعبد الله، وأبو عبيدة، وعمر، وحفصة، وسودة.

ومن أم علقمة المحاربية: عبد الرحمن، وبه يكنى.

ومن سرية له: سالم، وعبيد الله، وحمزة.

ومن سرية أخرى: زيد، وعائشة.

ومن أخرى: أبو سلمة، وقلابة.

ومن أخرى: بلال، فالجملة: ستة عشر.

وعن أبي مجلز، عن ابن عمر، قال: إليكم عني، فإني كنت مع من هو أعلم مني، ولو علمت أني أبقى حتى تفتقروا إلي؛ لتعلمت لكم.

هشام بن سعد، عن أبي جعفر القارئ: خرجت مع ابن عمر من مكة، وكان له جفنة من ثريد، يجتمع عليها بنوه وأصحابه وكل من جاء، حتى يأكل بعضهم قائما، ومعه بعير له عليه مزادتان فيهما نبيذ وماء، فكان لكل رجل قدح من سويق بذلك النبيذ.

وعن ابن عمر أنه كان يأكل الدجاج والفراخ والخبيص.

معن، عن مالك، بلغه أن ابن عمر قال: لو اجتمعت علي الأمة إلا رجلين ما قاتلتهما.

سلام بن مسكين: سمعت الحسن يحدث قال: لما قتل عثمان، قالوا لابن عمر: إنك سيد الناس وابن سيدهم، فاخرج يبايع لك الناس، فقال: لئن استطعت لا يهراق في محجمة. قالوا: لتخرجن أو لتقتلن على فراشك، فأعاد قوله.

قال الحسن: أطمعوه وخوفوه فيما قدروا على شيء منه.

وترجمة هذا الإمام في طبقات ابن سعد مطولة في ثمان وثلاثين ورقة.

يحول إلى نظرائه

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 303

عبد الله بن عمر بن الخطاب ومنهم الزاهد في الإمرة والمراتب، الراغب في القربة والمناقب، المتعبد المتهجد، المتتبع للأثر المتشدد نزيل الحصباء والمساجد، طويل الرغباء في المشاهد، يعد نفسه في الدنيا غريبا، ويرى كل ما هو آت قريبا، المستغفر التواب، عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه،
وقد قيل: إن التصوف الرهب من العتو، والرغب في العلو،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا محمد بن يزيد الخنيسي، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، ثنا نافع، قال: دخل ابن عمر رضي الله تعالى عنه الكعبة فسمعته وهو ساجد يقول: قد تعلم ما يمنعني من مزاحمة قريش على هذه الدنيا إلا خوفك،
[أخباره المسندة في ابتعاده عن الفتنة وعن طلب الخلافة]
حدثنا القاضي عبد الله بن محمد بن عمر، ثنا علي بن سعيد العسكري، ثنا عباد بن الوليد، ثنا قرة بن حبيب الغنوي، ثنا عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، أنه أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن أنت ابن عمر وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر مناقبه - فما يمنعك من هذا الأمر؟ قال: يمنعني أن الله تعالى حرم علي دم المسلم، قال: فإن الله عز وجل يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله} [البقرة: 193] قال: قد فعلنا وقد قاتلناهم حتى كان الدين لله، فأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى يكون الدين لغير الله، رواه جعفر بن الحارث، عن عبيد الله مثله،
قال الشيخ رحمه الله: لم نكتبه من حديث عبد الله بن بكر المزني إلا من القاضي عبد الله بن محمد بن عمر،
[كتابة الحجاج له في ذلك ورده عليه]
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الحكم بن موسى، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني المطعم بن المقدام الصنعاني، قال: كتب الحجاج بن يوسف إلى عبد الله بن عمر: بلغني أنك طلبت الخلافة، وإن الخلافة لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور، فكتب إليه ابن عمر، أما ما ذكرت من الخلافة أني طلبتها فما طلبتها وما هي من بالي، وأما ما ذكرت من العي والبخل والغيرة فإن من جمع كتاب الله فليس بعيي، ومن أدى زكاة ماله فليس ببخيل، وأما ما ذكرت من الغيرة فإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري،
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، حدثني أبو سلام بن مسكين، قال: سمعت الحسن، يقول: لما كان من أمر الناس ما كان من أمر الفتنة، أتوا عبد الله بن عمر، فقالوا: أنت سيد الناس وابن سيدهم، والناس بك راضون، اخرج نبايعك، فقال: لا والله لا يهراق في محجمة من دم ولا في سببي ما كان في الروح، قال: ثم أتي فخوف، فقيل له: لتخرجن أو لتقتلن على فراشك، فقال مثل قوله الأول، قال الحسن: فوالله ما استقلوا منه شيئا حتى لحق بالله تعالى،
[خبر الحكمين معه في ذلك ورده عليهم]
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا أبو العباس الثقفي، ثنا عبد الله بن جرير بن جبلة، ثنا سليمان بن حرب، ثنا جرير، عن يحيى، عن نافع، قال: لما قدم أبو موسى، وعمرو بن العاص أيام حكما، قال أبو موسى: لا أرى لهذا الأمر غير عبد الله بن عمر، فقال عمرو لابن عمر: إنا نريد أن نبايعك فهل لك أن تعطى مالا عظيما على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك؟ فغضب ابن عمر، فقام فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه، فقال: يا أبا عبد الرحمن إنما قال: تعطى مالا على أن أبايعك، فقال ابن عمر:
ويحك يا عمرو! قال عمرو: إنما قلت: أجربك، قال: فقال ابن عمر: لا والله لا أعطي عليها شيئا، ولا أعطى ولا أقبلها إلا عن رضى من المسلمين،
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن جابر، عن القاسم بن عبد الرحمن: أنهم قالوا لابن عمر في الفتنة الأولى: ألا تخرج فتقاتل؟ فقال: قد قاتلت والأنصاب بين الركن والباب حتى نفاها الله عز وجل من أرض العرب، فأنا أكره أن أقاتل من يقول لا إله إلا الله، قالوا: والله ما رأيك ذلك ولكنك أردت أن يفني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم بعضا حتى إذا لم يبق غيرك، قيل: بايعوا لعبد الله بن عمر بإمارة المؤمنين، قال: والله ما ذلك في، ولكن إذا قلتم حي على الصلاة أجبتكم، حي على الفلاح أجبتكم، وإذا افترقتم لم أجامعكم، وإذا اجتمعتم لم أفارقكم،
[أخباره في الصدقات وإن ما كان يعجبه من ماله يتقرب به على الله]
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يوسف البناء الصوفي، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله - يعني ابن مسعود - إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر،
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا ابن إدريس، ثنا حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر رضي الله تعالى عنه، قال: ما رأيت - أو ما أدركت - أحدا إلا قد مالت به الدنيا أو مال بها، إلا عبد الله بن عمر،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا محمد بن يزيد بن خنيس، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، قال: كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه عز وجل، قال نافع: وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما شمر أحدهم فيلزم المسجد، فإذا رآه ابن عمر رضي الله تعالى عنه على تلك الحالة الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن والله ما بهم إلا أن يخدعوك، فيقول ابن عمر: فمن خدعنا بالله عز وجل تخدعنا له، قال نافع: فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمال عظيم، فلما أعجبه سيره أناخه مكانه، ثم نزل عنه، فقال: يا نافع انزعوا زمامه ورحله وجللوه وأشعروه، وأدخلوه في البدن،
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو العباس الثقفي، ثنا محمد بن الصباح، ثنا سفيان بن عبيد الله، عن نافع، قال: بينا هو يسير على ناقته - يعني ابن عمر - إذ أعجبته، فقال: إخ إخ، فأناخها ثم قال: يا نافع حط عنها الرحل، فكنت أرى أنه لشيء يريده - أو لشيء رابه منها - فحططت الرحل، فقال لي: انظر هل ترى عليها مثل رأسها؟ فقلت: أنشدك إنك إن شئت بعتها واشتريت بثمنها، قال: فحللها وقلدها، وجعلها في بدنه، وما أعجبه من ماله شيء قط إلا قدمه،
[عتقه جاريته رميثة لحبه لها]
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا عمرو بن زرارة، ثنا أبو عبيدة الحداد، عن عبد الله بن أبي عثمان، قال: كان عبد الله بن عمر أعتق جاريته التي يقال لها رميثة، وقال: إني سمعت الله عز وجل يقول في كتابه: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: 92]، وإني والله إن كنت لأحبك في الدنيا، اذهبي فأنت حرة لوجه الله عز وجل،
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا جعفر بن محمد بن عتيب، ثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم، ثنا أبو عاصم، عن مالك بن مغول، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، قال: لما نزلت: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: 92] دعا ابن عمر رضي الله تعالى عنه جارية له فأعتقها،
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا عبد الأعلى، عن برد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه: أنه كان لا يعجبه شيء من ماله إلا خرج منه لله عز وجل، قال: وكان ربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا، قال: وأعطاه ابن عامر مرتين ثلاثين ألفا، فقال: يا نافع إني أخاف أن تفتني دراهم ابن عامر، اذهب فأنت حر وكان لا يدمن اللحم شهرا إلا مسافرا أو في رمضان، قال: وكان يمكث الشهر لا يذوق فيه مزعة لحم،
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن السري بن مهران، ثنا الحكم بن موسى، ثنا يحيى بن حمزة، عن برد بن سنان، عن نافع، قال: إن كان ابن عمر ليقسم في المجلس الواحد ثلاثين ألفا، ثم يأتي عليه شهر ما يأكل فيه مزعة لحم،
[صدقته في مجلس واحد اثنان وعشرين ألف دينار]
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا خالد بن حيان، ثنا عيسى بن كثير، عن ميمون بن مهران، قال: أتت ابن عمر رضي الله تعالى عنه اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس، فلم يقم حتى فرقها،
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو همام، ثنا عمر بن عبد الواحد، عن عمر بن محمد العمري، عن نافع، قال: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان - أو زاد،
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا عاصم - يعني ابن محمد - عن أبيه، قال: أعطي ابن عمر بنافع عشرة آلاف - أو ألف دينار - فقلت: يا أبا عبد الرحمن فما تنتظر أن تبيع؟ قال: فهلا ما هو خير من ذلك؟ هو حر لوجه الله تعالى،
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا المغيرة بن زياد الموصلي، عن نافع، قال: باع ابن عمر أرضا له بمائتي ناقة، فحمل على مائة منها في سبيل الله عز وجل، واشترط على أصحابها أن لا يبيعوا حتى يجاوزوا بها وادي القرى،
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا أبو العباس السراج، ثنا عمرو بن زرارة، ثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع: أن معاوية بعث إلى ابن عمر مائة ألف، فما حال الحول وعنده منها شيء،
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا أبو هلال، ثنا أيوب بن وائل الراسبي، قال: قدمت المدينة فأخبرني رجل - جار لابن عمر - أنه أتى ابن عمر أربعة آلاف من قبل معاوية، وأربعة آلاف من قبل إنسان آخر، وألفان من قبل آخر، وقطيفة فجاء إلى السوق يريد علفا لراحلته بدرهم نسيئة، فقد عرفت الذي جاءه، فأتيت سريته، فقلت: إني أريد أن أسألك عن شيء وأحب أن تصدقيني؟ قلت: أليس قد أتت أبا عبد الرحمن أربعة آلاف من قبل معاوية، وأربعة آلاف من قبل إنسان آخر، وألفان من قبل آخر، وقطيفة؟ قالت: بلى، قلت: فإني رأيته يطلب علفا بدرهم نسيئة، قالت: ما بات حتى فرقها، فأخذ القطيفة فألقاها على ظهره
ثم ذهب فوجهها ثم جاء، فقلت: يا معشر التجار ما تصنعون بالدنيا، وابن عمر أتته البارحة عشرة آلاف درهم وضح، فأصبح اليوم يطلب لراحلته علفا بدرهم نسيئة،
[تصدقه بما كان يشتهيه من الطعام]
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا ابن المبارك، عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن نافع: أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه اشتكى، فاشتري له عنقود عنب بدرهم، فجاء مسكين، فقال: أعطوه إياه، فخالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم، ثم جاء به إليه فجاءه المسكين فسأل، فقال: أعطوه إياه، فخالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم، ثم جاء به إليه فجاءه المسكين يسأل، فقال: أعطوه إياه، ثم خالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم فأراد أن يرجع فمنع ولو علم ابن عمر بذلك العنقود ما ذاقه،
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا مسلم بن سعيد الثقفي، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن نافع: أن ابن عمر اشتهى عنبا وهو مريض، فاشتريت له عنقودا بدرهم، فجئت به فوضعته في يده فجاءه سائل فقام على الباب فسأل، فقال ابن عمر: ادفعه إليه في يده قال: قلت: كل منه، ذقه، قال: لا، ادفعه إليه، فدفعته إليه، قال: فاشتريته منه بدرهم فجئت به إليه فوضعته في يده، فعاد السائل، فقال ابن عمر: ادفعه إليه، قلت: ذقه، كل منه، قال: لا، ادفعه إليه فدفعته فما زال يعود السائل ويأمر بدفعه إليه حتى قلت للسائل في الثالثة - أو الرابعة -: ويحك ما تستحي؟ فاشتريته منه بدرهم فجئت به إليه فأكله،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال: أن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه نزل الجحفة - وهو شاك - فقال: إني لأشتهي حيتانا، فالتمسوا له فلم يجدوا له إلا حوتا واحدا، فأخذته امرأته صفية بنت أبي عبيد فصنعته، ثم قربته إليه، فأتى مسكين حتى وقف عليه، فقال له ابن عمر: خذه، فقال أهله: سبحان الله، قد عنيتنا ومعنا زاد نعطيه، فقال: إن عبد الله يحبه،
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السري، ثنا قبيصة بن عقبة بن سليم العنبري، عن أبي بكر بن حفص أن عمر بن سعد، قال: اشتكى ابن عمر فاشتهى حوتا فصنع له، فلما وضع بين يديه جاء سائل، فقال: أعطوه الحوت، قالت امرأته: نعطيه درهما فهو أنفع له من هذا، واقض أنت شهوتك منه فقال: شهوتي ما أريد،
حدثنا محمد بن علي، ثنا الحسين بن أبي معشر، ثنا أبو الخطاب، ثنا حاتم بن وردان، ثنا أيوب، عن نافع، قال: اشتهى ابن عمر رضي الله تعالى عنه حوتا، فاشتريت له سمكة فشويت فوضعت بين يديه، فجاء سائل يسأل فأمر بها كما هي ما ذاق منها شيئا، فقالوا: نعطيه خيرا من ثمنها، فأبى،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، ثنا ميمون بن مهران: أن امرأة ابن عمر عوتبت فيه، فقيل لها: أما تلطفين بهذا الشيخ؟ فقالت: فما أصنع به، لا نصنع له طعاما إلا دعا عليه من يأكله، فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد فأطعمتهم، وقالت لهم: لا تجلسوا بطريقه، ثم جاء إلى بيته فقال: أرسلوا إلى فلان وإلى فلان، وكانت امرأته أرسلت إليهم بطعام، وقالت: إن دعاكم فلا تأتوه، فقال ابن عمر رضي الله تعالى عنه: إن أردتم أن لا أتعشى الليلة، فلم يتعش تلك الليلة،
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن بكار، ثنا أبو معشر، عن محمد بن قيس، قال: كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه لا يأكل إلا مع المساكين، حتى أضر ذلك بجسمه، فصنعت له امرأته شيئا من التمر فكان إذا أكل سقته،
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، قال: لو أن طعاما كثيرا كان عند عبد الله بن عمر ما شبع منه بعد أن يجد له آكلا، فدخل عليه ابن مطيع يعوده فرآه قد نحل جسمه، فقال لصفية: ألا تلطفيه لعله أن يرتد إليه جسمه فتصنعي له طعاما؟ قالت: إنا لنفعل ذلك ولكنه لا يدع أحدا من أهله ولا من يحضره إلا دعاه عليه، فكلمه أنت في ذلك، فقال ابن مطيع: يا أبا عبد الرحمن لو اتخذت طعاما فرجع إليك جسمك، فقال: إنه ليأتي علي ثماني سنين ما أشبع فيها شبعة واحدة، أو قال: لا أشبع فيها إلا شبعة واحدة، فالآن تريد أن أشبع حين لم يبق من عمري إلا ظمأ حمار،
رواه عمر بن حمزة، عن أبيه نحوه،
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا عاصم بن محمد، عن عمر بن حمزة بن عبد الله، قال: كنت مع أبي فمر رجل، فقال: أخبرني ما قلت لعبد الله بن عمر يوم رأيتك تكلمه بالجرف، قال: قلت: يا أبا عبد الرحمن رقت مضغتك، وكبر سنك، وجلساؤك لا يعرفون حقك ولا شرفك، فلو أمرت أهلك أن يجعلوا لك شيئا يلطفونك إذا رجعت إليهم، قال: ويحك، والله ما شبعت منذ إحدى عشرة سنة ولا ثنتي عشرة سنة ولا ثلاث عشرة سنة ولا أربع عشرة سنة ولا مرة واحدة، فكيف بي وإنما بقي مني كظمأ الحمار؟،
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن نصر الصايغ، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، قال: ما شبعت منذ أسلمت،
[كان لا يأكل إلا وعلى خوانه مسكين أو يتيم]
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الليث بن خالد البلخي، ثنا العلاء بن خالد المجاشعي، عن أبي بكر بن حفص: أن عبد الله بن عمر كان لا يأكل طعاما إلا وعلى خوانه يتيم،
[أخبار في الزهد في الطعام]
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن يونس، ثنا السري بن يحيى، عن الحسن، وحدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا هشيم، عن منصور، عن الحسن قال أحمد: وحدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن الحسن، عن الحسن: أن ابن عمر كان إذا تغدى أو تعشى دعا من حوله من اليتامى، فتغدى ذات يوم فأرسل إلى يتيم فلم يجده، وكانت له سويقة محلاة يشربها بعد غدائه، فجاء اليتيم وقد فرغوا من الغداء وبيده السويقة ليشربها، فناولها إياه، وقال: خذها فما أراك غبنت،
أخبرت عن سالم بن عصام، ثنا يحيى بن حكيم، ثنا عمر بن أبي خليفة، قال: سمعت أفلح بن كثير قال: كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه لا يرد سائلا حتى إن المجذوم ليأكل معه في صحنه، وإن أصابعه لتقطر دما،
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني أبو لهيعة، عن عبيد الله بن المغيرة، عن عبيد الله بن عدي - وكان مولى لعبد الله بن عمر قدم من العراق فجاءه يسلم عليه - فقال: أهديت إليك هدية، قال: وما هي؟ قال: جوارش، قال: وما جوارش؟ قال: تهضم الطعام، فقال: فما ملأت بطني طعاما منذ أربعين سنة، فما أصنع به،
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، عن ابن سيرين أن رجلا قال لابن عمر: أجعل لك جوارش؟ قال: وأي شيء الجوارش؟ قال: شيء إذا كظك الطعام فأصبت منه سهل عليك، قال: فقال ابن عمر: ما شبعت من الطعام منذ أربعة أشهر، وما ذاك أن لا أكون له واجدا، ولكني عهدت قوما يشبعون مرة ويجوعون مرة،
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو معاوية، ثنا مالك - يعني ابن مغول - عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه: أنه أتي بشيء يقال له الكبر، قال: ما نصنع بهذا؟ قال: إنه يمريك، قال: إنه ليمر بي الشهر ما أشبع إلا الشبعة أو الشبعتين،
[خبر إبله التي استاقها أصحاب نجدة الحروري]
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، ثنا ميمون بن مهران، قال: مر أصحاب نجدة الحروري على إبل لعبد الله بن عمر فاستاقوها، فجاء راعيها، فقال: يا أبا عبد الرحمن احتسب الإبل، قال: وما لها؟ قال: مر بها أصحاب نجدة فذهبوا بها، قال: كيف ذهبوا بالإبل وتركوك؟ قال: قد كانوا ذهبوا بي معها ولكني انفلت منهم، قال: ما حملك على أن تركتهم وجئتني؟ قال: أنت أحب إلي منهم، قال: آلله الذي لا إله إلا هو لأنا أحب إليك منهم؟ قال: فحلف له، قال: فإني أحتسبك معها، فأعتقه، فمكث ما مكث ثم أتاه آت فقال: هل لك في ناقتك الفلانية - سماها باسمها - ها هو ذا تباع في السوق، قال: أرني ردائي، فلما وضعه على منكبيه وقام، جلس فوضع رداءه ثم قال: لقد كنت احتسبتها فلم أطلبها؟،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، ثنا ميمون بن مهران: أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه كاتب غلاما له ونجمها عليه نجوما، فلما حل أول النجم أتاه المكاتب به، فسأله من أين أصبت هذا؟ قال: كنت أعمل وأسأل، قال ابن عمر: أفجئتني بأوساخ الناس تريد أن تطعمنيها؟ أنت حر لوجه الله ولك ما جئت به،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير، ثنا جعفر، ثنا ميمون أن رجلا من بني عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه استكساه إزارا، وقال: قد تخرق إزاري، فقال له: اقطع إزارك ثم اكتسه، فكره الفتى ذلك، فقال له عبد الله بن عمر: ويحك اتق الله لا تكونن من القوم الذين يجعلون ما رزقهم الله تعالى في بطونهم وعلى ظهورهم،
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، عن ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن ميمون بن مهران، قال: دخلت منزل ابن عمر، فما كان فيه ما يسوى طيلساني هذا،
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو معمر، ثنا يوسف بن الماجشون، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما رأيت أحدا أشبه بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين دفنوا في النمار من عبد الله بن عمر،
[خبره مع خباز بن عامر بن كريز]
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا موسى بن داود، قال: سمعت مالك بن أنس، قال: حدثت أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه نزل الجحفة، فقال ابن عامر بن كريز لخبازه: اذهب بطعامك إلى ابن عمر، قال: فجاء بصحفة، فقال ابن عمر: ضعها ثم جاء بأخرى وأراد أن يرفع الأولى فقال ابن عمر: ما لك؟ قال: أريد أن أرفعها، قال: دعها صب عليها هذه، قال: فكان كلما جاءه بصحفة صبها على الأخرى، قال: فذهب العبد إلى
ابن عامر، فقال: هذا جاف أعرابي، فقال له ابن عامر: هذا سيدك، هذا ابن عمر،
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا موسى بن داود، ثنا مالك بن أنس، عن أبي جعفر القاري، قال: قال مولاي: أخرج مع ابن عمر أخدمه، قال: فكان كل ماء ينزله يدعو أهل ذلك الماء يأكلون معه، قال: فكان أكابر ولده يدخلون فيأكلون فكان الرجل يأكل اللقمتين والثلاث فنزل الجحفة فجاءوا وجاء غلام أسود عريان، فدعاه ابن عمر، فقال الغلام: إني لا أجد موضعا قد تراصوا، فرأيت ابن عمر تنحى حتى ألزقه إلى صدره،
[اختياره خشن الثياب]
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، عن قزعة، قال: رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة، أو خشبة، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن إني أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان، وتقر عيناي أن أراه عليك، فإن عليك ثيابا خشنة، أو خشبة، فقال: أرنيه حتى أنظر إليه، قال: فلمسه بيده، وقال: أحرير هذا؟ قلت: لا، إنه من قطن، قال: إني أخاف أن ألبسه، أخاف أن أكون مختالا فخورا، والله لا يحب كل مختال فخور،
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، عن يونس بن أبي يعفور، عن أبيه وقدان، قال: سمعت ابن عمر - وسأله رجل: ما ألبس من الثياب - قال: ما لا يزدريك فيه السفهاء، ولا يعتبك به الحلماء، قال: ما هو؟ قال: ما بين الخمسة إلى العشرين درهما،
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا أبو عوانة، عن عبد الله بن حبيش، قال: رأيت على ابن عمر ثوبين معافريين وكان ثوبه إلى نصف الساق،
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان أبو العباس السراج، ثنا أبو معمر، عن سفيان، عن عمرو - يعني ابن دينار - عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، قال: ما وضعت لبنة على لبنة، ولا غرست نخلة منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم،
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا سفيان، حدثني الصدوق البر عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه، قال: كان ابن عمر إذا مر بربعهم - وقد هاجر منه - غمض عينيه ولم ينظر إليه ولم ينزله قط،
[مواظبته على قيام الليل]
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، «عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، قال: كنت غلاما شابا عزبا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الرؤيا قصها عليه، قال: فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا للنار شيء كقرن البئر - يعني قرنين كقرن البئر - وإذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر، فقال لي: لن تراع، فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «نعم الرجل عبد الله! لو كان يصلي من الليل»، قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا»،
رواه أحمد، وإسحاق، عن عبد الرزاق مثله، ورواه أيوب، عن نافع، عن ابن عمر مختصرا،
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يعلى، ثنا محمد بن الحسين البرجلاني، ثنا زيد بن الحباب، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع: أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه كان إذا فاتته صلاة العشاء في جماعة أحيا بقية ليلته، وقال بشر بن موسى: أحيا ليلته،
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا يزيد القراطيسي، ثنا أسد، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن جابر، حدثني سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه، أنه كان يحيي الليل صلاة ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فيقول: لا! فيعاود الصلاة، ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فيقول: نعم! فيقعد ويستغفر ويدعو حتى يصبح،
حدثنا محمد بن علي، ثنا الحسين بن مودود، ثنا بندار، ثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، ع

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 292

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 292

عبد الله بن عمر بن الخطاب وذكر عبد الله بن عمر بن الخطاب في أهل الصفة من قبل أبي عبد الله النيسابوري الحافظ وذكرنا بعض كلامه وأحواله وأنه كان من أحلاس المسجد يأوي إليه ويسكنه
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا يزيد بن الحريش، ثنا عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن المسيب بن رافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا الناس إلى قول أو عمل ولم يعمل هو به لم يزل في سخط الله حتى يكف أو يعمل بما قال أو دعا إليه»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن الحسن التستري، ثنا كثير بن عبيد، ثنا بقية بن الوليد، عن أبي توبة النميري، عن عباد بن كثير، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من كرامة المؤمن على الله تعالى نقاء ثوبه ورضاه باليسير»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 2- ص: 7

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 2- ص: 7

عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي أبو عبد الرحمن، قد بلغنا في نسبه عند ذكر أبيه. أمه وأم أخته حفصة- زينب بنت مظعون بن حبيب الجمحي، أسلم مع أبيه وهو صغير لم يبلغ الحلم. وقد قيل: إن إسلامه كان قبل إسلام أبيه، ولا يصح. وكان عبد الله بن عمر ينكر ذلك.
وأصح من ذلك قولهم: إن هجرته كانت قبل هجرة أبيه، واجتمعوا أنه لم يشهد بدرا، واختلف في شهوده أحدا، والصحيح أن أول مشاهده الخندق.
وقال الواقدي: كان عبد الله بن عمر يوم بدر ممن لم يحتلم، فاستصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم ورده، وأجازه يوم أحد. ويروى عن نافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رده يوم أحد، لانه كان ابن أربع عشرة سنة، وأجازه يوم الخندق، وهو ابن خمس عشرة.
وقد روي حديث نافع على الوجهين جميعا، وشهد الحديبية، وقال بعض أهل السير: إنه أول من بايع يومئذ، ولا يصح، والصحيح أن من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية تحت الشجرة بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي. وروى سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: أدرك ابن عمر الفتح، وهو ابن عشرين سنة- يعني فتح مكة.
وكان رضي الله عنه من أهل الورع والعلم، وكان كثير الإتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتواه، وكل ما يأخذ به نفسه، وكان لا يتخلف عن السرايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كان بعد موته مولعا بالحج قبل الفتنة، وفي الفتنة، إلى أن مات، ويقولون: إنه كان من أعلم الصحابة بمناسك الحج.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجه حفصة بنت عمر: إن أخاك عبد الله رجل صالح لو كان يقوم من الليل، فما ترك ابن عمر بعدها قيام الليل.
وكان رضي الله عنه لورعه قد أشكلت عليه حروب علي رضي الله عنه، وقعد عنه، وندم على ذلك حين حضرته الوفاة، وسنذكر ذلك في آخر الباب إن شاء الله تعالى.
وذكر عمر بن شبة، قال: حدثنا عمر بن قسيط، حدثنا أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر أنه دخل عليه رجل فسأله عن تلك المشاهد، فقال: كففت يدي، فلم أقدم، والمقاتل على الحق أفضل.
وقال جابر بن عبد الله: ما منا أحد إلا مالت به الدنيا، ومال بها، ما خلا عمر وابنه عبد الله.
وقال ميمون بن مهران: ما رأيت أورع من ابن عمر، ولا أعلم من ابن عباس. وروى ابن وهب، عن مالك، قال: بلغ عبد الله بن عمر ستا وثمانين سنة، وأفتى في الإسلام ستين سنة، ونشر نافع عنه علما جما.
أنبأنا عبد الرحمن، قال: حدثنا أحمد، حدثنا الديلي، حدثنا عبد الحميد
ابن صبيح، حدثنا يوسف بن الماجشون، عن أبيه وغيره أن مروان بن الحكم دخل في نفر على عبد الله بن عمر بعد ما قتل عثمان، فعرضوا عليه أن يبايعوا له، قال: وكيف لي بالناس؟ قال: تقاتلهم ونقاتلهم معك. فقال: والله لو اجتمع علي أهل الأرض إلا أهل فدك ما قاتلتهم. قال: فخرجوا من عنده ومروان يقول:
#والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا قال أبو عمر: مات عبد الله بن عمر بمكة سنة ثلاث وسبعين، لا يختلفون في ذلك، بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر أو نحوها. وقيل: لستة أشهر. وكان أوصى أن يدفن في الحل، فلم يقدر على ذلك من أجل الحجاج، ودفن بذي طوى في مقبرة المهاجرين، وكان الحجاج قد أمر رجلا فسم زج رمح، وزحمه في الطريق ووضع الزج في ظهر قدمه، وذلك أن الحجاج خطب يوما وأخر الصلاة، فقال ابن عمر: إن الشمس لا تنتظرك، فقال له الحجاج: لقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك. قال: إن تفعل فإنك سفيه مسلط. وقيل: إنه أخفى قوله ذلك عن الحجاج، ولم يسمعه، وكان يتقدم في المواقف بعرفة وغيرها إلى المواضع التي كان النبي صلى الله عليه وسلم وقف بها، فكان ذلك يعز على الحجاج، فأمر الحجاج، رجلا معه حربة يقال: إنها كانت مسمومة، فلما دفع الناس من عرفة لصق به ذلك الرجل، فأمر الحربة على قدمه، وهي في غرز راحلته، فمرض منها أياما، فدخل عليه الحجاج يعوده، فقال له: من فعل بك يا أبا الرحمن؟ فقال: ما تصنع به؟ قال: قتلني الله إن لم أقتله. قال: ما أراك فاعلا، أنت الذي أمرت الذي بخسني بالحربة. فقال: لا تفعل يا أبا عبد الرحمن. وخرج عنه. وروى
أنه قال للحجاج- إذ قال له: من فعل بك- قال: أنت الذي أمرت بإدخال السلاح في الحرم، فلبث أياما، ثم مات، وصلى عليه الحجاج.
حدثنا أبو القاسم خلف بن القاسم الحافظ، قال: حدثنا عبد الله عمر بن إسحاق بن معمر الجوهري، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن الحجاج ابن رشدين، قال: حدثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، قال: حدثنا أسباط ابن محمد، قال حدثنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن عمر، قال: ما آسى على شيء إلا أني لم أقاتل مع علي رضي الله عنه الفئة الباغية.
وحدثنا خلف بن قاسم، حدثنا ابن الورد، حدثنا يوسف بن يزيد، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا أسباط بن محمد، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب ابن أبي ثابت، قال: قال ابن عمر: ما أجدني آسى على شيء فاتني من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي.
وذكر أبو زيد عمر بن شبة، قال: حدثنا أبو القاسم الفضل بن دكين، وأبو أحمد الزبيري، قالا: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن ابن عمر أنه قال- حين حضرته الوفاة: ما أجد في نفسي من أمر الدنيا شيئا، إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب.
وقال: حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد الجبار بن العباس، عن أبي العنبس، عن أبي بكر بن أبي الجهم، قال: سمعت ابن عمر يقول: ما آسى على شيء إلا تركي قتال الفئة الباغية مع على.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 950

عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.

وأمه زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص. وكان إسلامه بمكة مع الإسلام أبيه عمر بن الخطاب ولم يكن بلغ يومئذ. وهاجر مع أبيه إلى المدينة. وكان يكنى أبا عبد الرحمن. وكان لعبد الله بن عمر من الولد اثنا عشر وأربع بنات: أبو بكر وأبو عبيدة وواقد وعبد الله وعمر وحفصة وسودة وأمهم صفية بنت أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف. وعبد الرحمن وبه كان يكنى وأمه أم علقمة بنت علقمة بن ناقش بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر. وسالم وعبيد الله وحمزة وأمهم أم ولد. وزيد وعائشة وأمهما أم ولد. وبلال وأمه أم ولد. وأبو سلمة وقلابة وأمهما أم ولد. ويقال إن أم زيد بن عبد الله سهلة بنت مالك بن الشحاح من بني زيد بن جشم بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: حدثنا أبو معشر عن نافع عن نافع عن ابن عمر قال: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فردني. وعرضت عليه يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فردني. وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فقبلني. قال يزيد بن هارون: وهو في الخندق ينبغي أن يكون ابن ست عشرة سنة لأن بين أحد والخندق بدرا الصغرى.

قال: أخبرنا عبد الله بن نمير الهمداني ومحمد بن عبيد الطنافسي قالا: حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني. فلما كان يوم الخندق عرضني وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني.

قال نافع: فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ خليفة فحدثته بهذا الحديث فقال: إن هذا الحد بين الكبير والصغير. وكتب إلى عماله أن يفرضوا لابن خمس عشرة ويلحقوا ما دون ذلك في العيال.

قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن العمري عن نافع عن ابن عمر قال: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يجزني. وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال رجل لابن عمر: من أنتم؟ قال: ما تقولون؟ قال: نقول إنكم سبط وإنكم وسط. فقال: سبحان الله! إنما كان السبط في بني إسرائيل والأمة الوسط أمة محمد جميعا ولكنا أوسط هذا الحي من مضر فمن قال غير ذلك فقد كذب وفجر.

قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن عاصم الأحول عن من حدثه قال: كان ابن عمر إذا رآه أحد كان به شيء من اتباعه آثار النبي صلى الله عليه وسلم

قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومالك بن إسماعيل النهدي وموسى بن داود قالوا: حدثنا زهير بن معاوية قال: سمعت محمد بن سوقة يذكر عن أبي جعفر محمد بن علي قال: لم يكن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أحذر إذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ألا يزيد فيه ولا ينقص منه ولا ولا من عبد الله بن عمر.

قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سئل ابن عمر عن شيء فقال: لا علم لي به. فلما أدبر الرجل قال لنفسه: سئل ابن عمر عما لا علم له له فقال لا علم لي به.

قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير ويعلى ومحمد ابنا عبيد قالوا: حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد الله: إن أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا ابن عمر.

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد قال: نبئت أن ابن عمر كان يقول: إني لقيت أصحابي على أمر وإني أخاف إن خالفتهم خشية ألا ألحق بهم.

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد قال: قال رجل: اللهم أبق عبد الله بن عمر ما أبقيتني أقتدي به فإني لا أعلم أحدا على الأمر الأول غيره.

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد قال: قال رجل: ما أحد

منا أدركته الفتنة إلا لو شئت لقلت فيه غير ابن عمر.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال: جالست ابن عمر سنة فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون وروح بن عبادة قالا: أخبرنا عمران بن حدير عن أبي مجلز عن ابن عمر قال: أيها الناس إليكم عني فإني قد كنت مع من هو أعلم مني ولو علمت أني أبقى فيكم حتى تقتضوا إلي لتعلمت لكم.

قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة قالت: ما كان أحد يتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم في منازله كما كان يتبعه ابن عمر.

قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: كان أشبه ولد عمر بعمر عبد الله وأشبه ولد عبد الله بعبد الله سالم.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا زهير بن معاوية عن يزيد بن أبي زياد أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثه أن ابن عمر حدثه أنه كان في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص. يعني الناس. حيصة فكنت فيمن حاص. فقلنا كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ فقلنا ندخل المدينة فنبيت بها ثم نذهب فلا يرانا أحد. ثم دخلنا فقلنا لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كانت لنا توبة أقمنا وإن كان غير ذلك ذهبنا. قال فجلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الفجر فلما خرج قمنا إليه فقلنا يا رسول الله نحن الغرارون. [فقال: لا بل أنتم العكارون. قال فدنونا فقبلنا يده فقال. ص: أنا فئة المسلمين].

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كساه حلة سيراء وكسا أسامة قبطيتين ثم [قال: ما مس الأرض فهو في النار].

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل نجد فيهم ابن عمر وأن سهامهم بلغت

اثني عشر بعيرا اثني عشر بعيرا. ثم نفلوا سوى ذلك بعيرا بعيرا فلم يعيره رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا الأسود بن شيبان قال: حدثنا خالد بن سمير عن موسى بن طلحة قال: يرحم الله عبد الله بن عمر. إما سماه وإما كناه. والله إني لأحسبه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عهده إليه لم يفتن بعده ولم يتغير. والله ما استغرته قريش في فتنتها الأولى. فقلت في نفسي إن هذا ليزري على أبيه في مقتله.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا أبو سنان عن يزيد بن موهب أن عثمان قال لعبد الله بن عمر: اقض بين الناس. فقال: لا أقضي بين اثنين ولا أؤم اثنين. قال فقال عثمان: أتقضيني؟ قال: لا ولكنه بلغني أن القضاة ثلاثة: رجل قضى بجهل فهو في النار. ورجل حاف ومال به الهواء فهو في النار. ورجل اجتهد فأصاب فهو كفاف لا أجر له ولا وزر عليه. فقال: فإن أباك كان يقضي. فقال: إن أبي كان يقضي فإذا أشكل عليه شيء سأل النبي صلى الله عليه وسلم وإذا أشكل على النبي سأل جبرائيل. وإني لا أجد من أسأل. [أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ؟] فقال عثمان: بلى. فقال: فإني أعوذ بالله أن تستعملني فأعفاه وقال: لا تخبر بهذا أحدا.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بيدي قطعة إستبرق وكأنني لا أريد مكانا من الجنة إلا طارت بي إليه. قال ورأيت كأن اثنين أتياني أرادا أن يذهبا بي إلى النار فتلقاهما ملك فقال لا ترع. فخليا عني. قال فقصت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم رؤياي [فقال رسول الله. ص: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل. قال فكان عبد الله يصلي من الليل فيكثر].

قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان يجلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يرتفع الضحى ولا يصلي. ثم ينطلق إلى السوق فيقضي حوائجه ثم يجيء إلى أهله فيبدأ بالمسجد فيصلي ركعتين ثم يدخل بيته.

قال: أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني قال: حدثنا الأوزاعي عن خصيف عن مجاهد قال: ترك الناس أن يقتدوا بابن عمر وهو شاب فلما كبر اقتدوا به.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا مالك بن أنس قال: قال لي أبو جعفر أمير المؤمنين: كيف أخذتم قول ابن عمر من بين الأقاويل؟ فقلت له: بقي يا أمير المؤمنين وكان له فضل عند الناس ووجدنا من تقدمنا أخذ به فأخذنا به. قال: فخذ بقوله وإن خالف عليا وابن عباس.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا الزهري عن سالم عن أبيه قال: [قال رسول الله. ص: ما حق امرئ له ما يوصي فيه يبيت ثلاثا إلا ووصيته عنده مكتوبة]. قال ابن عمر: فما بت ليلة منذ سمعتها إلا ووصيتي عندي.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا ميمون بن مهران عن نافع قال: أتي ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا فما قام من مجلسه حتى أعطاها وزاد عليها. قال لم يزل يعطي حتى أنفذ ما كان عنده فجاءه بعض من كان يعطيه فاستقرض من بعض من كان أعطاه فأعطاه. قال ميمون: وكان يقول له القائل بخيل. وكذبوا والله ما كان ببخيل فيما ينفعه.

قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن حماد بن سلمة عن أبي ريحانة قال: كان ابن عمر يشترط على من صحبه في السفر الفطر والأذان والذبيحة. يعني الجزرة يشتريها للقوم.

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع قال: كان ابن عمر لا يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في الحضر إلا أن يمرض أو أيام يقدم فإنه كان رجلا كريما يحب أن يؤكل عنده.

قال: وكان يقول: ولأن أفطر في السفر فأخذ برخصة الله أحل إلي من أن أصوم.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن خالد الحذاء قال: كان ابن عمر يشترط على من صحبه أن لا تصحبنا ببعير جلال ولا تنازعنا الأذان ولا تصوم إلا بإذننا.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع أن عبد الله بن عمر لم يكن يصوم في السفر. وكان معه صاحب له من بني ليث يصوم فلم يكن عبد الله ينهاه وكان يأمره أن يتعاهد سحوره.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا هشام بن سعد عن أبي جعفر القارئ قال: خرجت مع ابن عمر من مكة إلى المدينة وكان له جفنة من ثريد يجتمع عليها بنوه وأصحابه وكل من جاء حتى يأكل بعضهم قائما. ومعه بعير له عليه مزادتان فيهما نبيذ وماء مملوءتان. فكان لكل رجل قدح من سويق بذلك النبيذ حتى يتضلع منه شبعا.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا مسعر عن معن قال: كان ابن عمر إذا صنع طعاما فمر به رجل له هيئة لم يدعه ودعاه بنوه أو بنو أخيه. وإذا مر إنسان مسكين دعاه ولم يدعوه وقال: يدعون من لا يشتهيه ويدعون من يشتهيه.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سفيان عن رجل عن مجاهد أن ابن عمر كان يستحب أن يطيب زاده.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا يحيى بن عمر قال: قلت لنافع أكان ابن عمر يصيب دق هذا الطعام؟ فقال: كان ابن عمر يأكل الدجاج والفراخ والخبيص في البرمة.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم أن ابن عمر كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صلى خلفه وأدى إليه زكاة ماله.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا حميد بن مهران الكندي قال: أخبرنا سيف المازني قال: كان ابن عمر يقول: لا أقاتل في الفتنة وأصلي وراء من غلب.

قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل وأخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا زهير بن معاوية جميعا عن جابر عن نافع قال: كان ابن عمر يصلي مع الحجاج بمكة فلما أخر الصلاة ترك أن يشهدها معه وخرج منها.

قال: أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال: أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت حفص بن عاصم يقول: ذكر ابن عمر مولاة لهم فقال: يرحمها الله إن

كانت لتقوتنا من الطعام بكذا وكذا.

قال: أخبرنا المعلى بن أسد قال: حدثنا محمد بن حمران قال: حدثنا أبو كعب عن أنس بن سيرين قال: أتى رجل ابن عمر بصرة فقال: ما هذه؟ قال: هذا شيء إذا أكلت طعامك فكربك أكلت من هذا شيئا فهضمه عنك. قال فقال ابن عمر: ما ملأت بطني من طعام منذ أربعة أشهر.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم. قال مالك بن مغول عن نافع قال: جاء رجل إلى ابن عمر بجوارش فقال: ما هذا؟ قال: هذا يهضم الطعام. قال: إنه ليأتي علي شهر ما أشبع من الطعام فما أصنع بهذا؟.

قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أويس المدني عن سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن نافع قال كان يرسل إلى عبد الله بن عمر بالمال فيقبله ويقول: لا أسأل أحدا شيئا ولا أرد ما رزقني الله.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا خاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن نافع قال: كان المختار يبعث بالمال إلى ابن عمر فيقبله ويقول: لا أسأل أحدا شيئا ولا أرد ما رزقني الله.

قال: أخبرنا حماد بن مسعدة عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم قال: كتب عبد العزيز بن هارون إلى ابن عمر أن ارفع إلي حاجتك. قال فكتب إليه عبد الله: [سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ابدأ بمن تعول. واليد العليا خير من اليد السفلى] وإني لا أحسب اليد العليا إلا المعطية والسفلى إلا السائلة. وإني غير سائلك ولا راد رزقا ساقه الله إلي منك.

أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه أنه قيل له: كيف ترى عبد الله بن عمر لو ولي من أمر الناس شيئا؟ فقال أسلم: ما رجل قاصد لباب المسجد داخل أو خارج بأقصد من عبد الله لعمل أبيه.

قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا مالك بن أنس أنه بلغه أن عبد الله بن عمر قال: لو اجتمعت علي أمة محمد إلا رجلين ما قاتلتهما.

قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا مالك بن أنس قال: بلغني أن عبد الله بن عمر قال لرجل: إنا قاتلنا حتى كان الدين لله ولم تكن فتنة. وإنكم قاتلتم حتى كان الدين لغير الله وحتى كانت فتنة.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا سلام بن مسكين قال: سمعت الحسن يحدث قال: لما قتل عثمان بن عفان قالوا لعبد الله بن عمر: إنك سيد الناس وابن سيد فاخرج نبايع لك الناس. قال: إني والله لئن استطعت لا يهراق في سببي محجمة من دم. فقالوا: لتخرجن أو لنقتلنك على فراشك. فقال لهم مثل قوله الأول.

قال الحسن: فأطمعوه وخوفوه فما استقبلوا منه شيئا حتى لحق بالله.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا الأسود بن شيبان قال: حدثنا خالد بن سمير قال: قيل لابن عمر: لو أقمت للناس أمرهم فإن الناس قد رضوا بك كلهم. فقال لهم: أرأيتم إن خالف رجل بالمشرق؟ قالوا: إن خالف رجل قتل. وما قتل رجل في صلاح الأمة؟ فقال: والله ما أحب لو أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أخذت بقائمة رمح وأخذت بزجه فقتل رجل من المسلمين ولي الدنيا وما فيها.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا أيوب عن أبي العالية البراء قال: كنت أمشي خلف ابن عمر وهو لا يشعر وهو يقول: واضعين سيوفهم على عواتقهم يقتل بعضهم بعضا يقولون يا عبد الله بن عمر أعط بيدك.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن قطن قال: أتى رجل ابن عمر فقال: ما أحد شر لأمة محمد منك. قال: لم؟ فو الله ما سفكت دماءهم ولا فرقت جماعتهم ولا شققت عصاهم. قال: إنك لو شئت ما اختلف فيك اثنان.

قال: ما أحب أنها أتتني ورجل يقول لا وآخر يقول بلى.

قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أنه كان لا يروح إلى الجمعة إلا ادهن وتطيب إلا أن يكون حراما.

قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أن ابن عمر كان يتطيب للعيد.

قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمر كان في ثلاثة آلاف. يعني في العطاء.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سعيد بن عبيد عن بشير بن يسار قال: ما كان أحد يبدأ أو يبدر ابن عمر بالسلام.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا العمري عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقول لغلمانه: إذا كتبتم إلي فابدأوا بأنفسكم. وكان إذا كتب لم يبدأ بأحد قبله.

قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا أسامة بن زيد عن نافع قال: كان ابن عمر يكتب إلى مملوكيه بخيبر يأمرهم أن يبدءوا بأنفسهم إذا كتبوا إليه.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال: كتب ابن عمر إلى عبد الملك بن مروان فبدأ باسمه فكتب إليه: أما بعد ف الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه. إلى آخر الآية. وقد بلغني أن المسلمين اجتمعوا على البيعة لك وقد دخلت فيما دخل فيه المسلمون والسلام.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا حبيب بن أبي مرزوق قال: بلغني أن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان وهو يومئذ خليفة: من عبد الله بن عمر إلى عبد الملك بن مروان. فقال من حول عبد الملك.

بدأ باسمه قبل اسمك. فقال عبد الملك: إن هذا من أبي عبد الرحمن كثير.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا ميمون بن مهران قال: كان عبد الله بن عمر إذا كتب إلى أبيه كتب: من عبد الله بن عمر إلى عمر بن الخطاب.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا العمري عن نافع قال: كنت أطلي ابن عمر في البيت وعليه إزاره فإذا فرغت خرجت وطلى هو ما تحت الثوب.

قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا أسامة بن زيد عن نافع قال: كنت أطلي ابن عمر في البيت فإذا بلغ العورة وليها بنفسه.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا همام بن يحيى قال: حدثنا نافع أن ابن عمر لم يتنور قط إلا مرة واحدة. أمرني ومولى له فطليناه.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع قال: كان ابن عمر لا يدخل الحمام ولكن يتنور في بيته.

قال: أخبرنا محمد بن عمر بن ربيعة الكلابي قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن نافع قال: كان ابن عمر يطليه صاحب الحمام فإذا بلغ العانة وليها بيده.

قال: أخبرنا الحجاج بن نصير قال: حدثنا سالم بن عبد الله العتكي عن بكر بن عبد الله قال: ذهبت مع ابن عمر إلى الحمام فاتزر بشيء واتزرت أنا بشيء. قال فدخلت ودخل على أثري ثم فتحت الباب الثاني فدخلت ودخل على أثري. فلما فتحت الباب الثالث رأى رجالا عراة فوضع يده على عينيه ثم قال: سبحان الله أمر عظيم فظيع في الإسلام! فخرج عودا على بدء فلبس ثيابه وذهب. قال فقال لصاحب الحمام فطرد الناس وغسل الحمام ثم أرسل إليه فقال: يا أبا عبد الرحمن ليس في الحمام أحد. قال فجاء وجئت معه فدخلت ودخل على أثري فدخلت البيت الثاني فدخل على أثري. فدخلت البيت الثالث فدخل على أثري. فلما مس الماء وجده حارا جدا فقال بئس البيت نزع منه الحياء ونعم البيت يتذكر من أراد أن يتذكر.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن دينار أبي كثير أن ابن عمر مرض فنعت له الحمام فدخله بإزار فإذا هو بغراميل الرجال فنكس وقال: أخرجوني.

قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال: أخبرنا سكين بن عبد العزيز العبدي قال: حدثنا أبي قال: دخلت على عبد الله بن عمر وإذا جارية تحلق عنه الشعر فقال: إن النورة ترق الجلد.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا مندل عن أبي سنان قال: حدثني زيد بن عبد الله الشيباني قال: رأيت ابن عمر إذا مشى إلى الصلاة دب دبيبا لو أن نملة مشت معه قلت لا يسبقها.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سفيان وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند ابن عمر فخدرت رجله فقلت: يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك؟ قال: اجتمع عصبها من هاهنا. هذا في حديث زهير وحده.

قال قلت: ادع أحب الناس إليك. قال: يا محمد. فبسطها.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا عبيد بن عبد الملك الأسدي قال: حدثني أبو شعيب الأسدي قال: رأيت ابن عمر بمنى قد حلق رأسه والحلاق يحلق ذراعيه. فلما رأى الناس ينظرون إليه قال: أما إنه ليس بسنة ولكني رجل لا أدخل الحمام. فقال رجل: ما يمنعك من الحمام يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إني أكره أن ترى عورتي. قال: فإنما يكفيك من ذلك إزار. قال: فإني أكره أن أرى عورة غيري.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا عمرو بن ثابت عن حبيب بن أبي ثابت قال: رأيت ابن عمر حلق رأسه ثم لطخه بخلوق.

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك قال: رأيت ابن عمر حلق رأسه على المروة ثم قال للحلاق: إن شعري كثير وإنه قد آذاني ولست أطلي. أفتحلقه؟ قال: نعم. قال فقام فجعل يحلق صدره. واشرأب الناس ينظرون إليه فقال: يا أيها الناس إن هذا ليس بسنة ولكن شعري كان يؤذيني.

قال: أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع أن ابن عمر كان يسمع بعض ولده يلحن فيضربه.

قال: أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه وجد مع بعض أهله الأربع عشرة فضرب بها رأسه.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا أبو إسرائيل عن فضيل أن ابن الحجاج أخبره أن ابن عمر حلق رأسه بمنى ثم أمر الحجام فحلق عنقه. فاجتمع الناس ينظرون فقال: أيها الناس إنه ليس بسنة ولكني تركت الحمام إنه. أو فإنه. من رقيق العيش.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عيسى بن أبي عيسى عن أمه قالت: استسقاني ابن عمر فأتيته بقدح من قوارير فأبى أن يشرب. فأتيته بقدح من عيدان فشرب. وسأل طهورا فأتيته بتور وطست فأبى أن يتوضأ. وأتيته بركوة فتوضأ.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا حفص بن غياث عن شيخ قال: أتى ابن عمر شاعر فأعطاه درهمين فقالوا له فقال: إنما أفتدي به عرضي.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا أبو معشر عن سعيد المقبري قال: قال ابن عمر: إني لأخرج إلى السوق ما لي حاجة إلا أن أسلم ويسلم علي.

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا شريك عن محمد بن قيس قال: رأيت ابن عمر واضعا إحدى رجليه على الأخرى وهو جالس.

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن نافع قال: لما غزا ابن عمر نهاوند أخذه ربو فجعل ينظم الثوم في الخيط ثم يجعله في حسوة فيطبخه فإذا أخذ طعم الثوم طرحه ثم حساه.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا بشر بن كثير الأسدي قال: حدثنا نافع قال: كان عبد الله بن عمر إذا قدم من سفر بدأ بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فيقول: السلام عليك يا رسول الله. السلام عليك يا أبا بكر. السلام عليك يا أبتاه.

قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مقاتل القشيري قال: حدثنا عبد الله بن عمر العمري عن نافع قال: كان عبد الله بن عمر إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد ثم أتى القبر فسلم عليه.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا هشام الدستوائي قال: أخبرنا القاسم بن أبي بزة عن عبد الله بن عطاء أن ابن عمر كان لا يمر على أحد إلا سلم عليه. فمر بزنجي فسلم عليه فلم يرد عليه فقالوا: يا أبا عبد الرحمن إنه زنجي طمطماني. قال: وما طمطماني؟ قالوا: أخرج من السفن الآن. قال: إني أخرج من بيتي ما أخرج إلا لأسلم أو ليسلم علي.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وروح بن عبادة قالا: حدثنا ابن عون عن نافع أن ابن عمر لبس الدرع يوم الدار مرتين.

قال: أخبرنا حماد بن مسعدة عن ابن عجلان عن أبي جعفر القارئ أنه كان يجلس مع ابن عمر فإذا سلم عليه الرجل رد عليه ابن عمر: سلام عليكم.

قال: أخبرنا حماد بن مسعدة عن ابن عجلان عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان قال: كان ابن عمر يحب أن يستقبل كل شيء منه القبلة إذا صلى حتى كان يستقبل بإبهامه القبلة.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن مينا أن عبد العزيز بن مروان بعث إلى ابن عمر بمال في الفتنة فقبله.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا جويرية بن أسماء قال: حدث عبد الرحمن السراج عند نافع قال: كان الحسن يكره الترجل كل يوم. قال فغضب نافع وقال: كان ابن عمر يدهن في اليوم مرتين.

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع قال: ما رد ابن عمر على أحد وصية ولا رد على أحد هدية إلا على المختار.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا سلام بن مسكين قال: حدثني عمران بن عبد الله قال: أرسلت عمتي رملة إلى ابن عمر بمائتي دينار فقبلها ودعا لها بالخير.

قال: أخبرنا أزهر بن سعد السمان عن ابن عون عن نافع أن ابن عمر سار من مكة إلى المدينة ثلاثا وذلك أنه استصرخ على صفية.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا همام عن نافع أن ابن عمر رقي من العقرب ورقي ابن له واكتوى من اللقوة وكوى ابنا له من اللقوة.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن سلمة بن علقمة عن نافع قال: دفعت صفية لابن عمر ليلة عرفات رغيفين حتى إذا أراد أن يأخذ مضجعه جاءته به ليأكله. قال فأرسل إلي وقد نمت فأيقظني فقال: اجلس فكل.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد أن ابن عمر قال: أفطرت على ثلاث ولو أصبت طريقا لازددت.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا صاحب لنا عن أبي غالب أن ابن عمر كان إذا قدم مكة نزل على آل عبد الله بن خالد بن أسيد ثلاثا في قراهم ثم يرسل إلى السوق فيشترى له حوائجه.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا الحجاج الصواف عن أيوب عن نافع قال: كانت عامة جلسة ابن عمر هكذا. ووضع رجله اليمنى على اليسرى.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن أبي

إسحاق قال: سألت سعيد بن المسيب عن صوم يوم عرفة فقال: كان ابن عمر لا يصومه. قال قلت: هل غيره؟ قال: حسبك به شيخا.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان لا يكاد يتعشى وحده.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: إني أشتهي حوتا. قال فشووها ووضعوها بين يديه فجاء سائل. قال فأمر بها فدفعت إليه.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن ابن عمر اشتكى مرة فاشتري له ست عنبات أو خمس بدرهم فأتي بهن. قال وجاء سائل فأمر بهن له. قال قالوا نحن نعطيه. قال فأبى. قال فاشتريناهن منه بعد.

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري قال: رأيت ابن عمر وجد تمرة في الطريق فأخذها فعض منها ثم رأى سائلا فدفعها إليه.

أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا الفضل بن ميمون قال: أخبرني معاوية بن قرة عن سالم بن عبد الله بن عمر أن أباه قال: ما كنت بشيء بعد الإسلام أشد فرحا من أن قلبي لم يشربه شيء من هذه الأهواء المختلفة.

قال: أخبرنا المعلى بن أسد قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: قال لي عبد الله بن عمر: هل تدري لم سميت ابني سالما؟ قال قلت: لا. قال: باسم سالم مولى أبي حذيفة. قال: فهل تدري لم سميت ابني واقدا؟ قال قلت: لا. قال: باسم واقد بن عبد الله اليربوعي. قال: هل تدري لم سميت ابني عبد الله؟ قال قلت: لا. قال: باسم عبد الله بن رواحة.

قال: أخبرنا المعلى بن أسد قال: حدثنا وهيب بن خالد عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنه قال: إنه كان من شأن عبد الله بن عمر أنه كان يأمر بثيابه فتجمر كل جمعة وإذا حضر منه خروج حاجا أو معتمرا تقدم إليهم ألا يجمروا ثيابه.

قال: أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال: حدثنا الحكم بن ذكوان عن شهر بن

حوشب أن الحجاج كان يخطب الناس وابن عمر في المسجد فخطب الناس حتى أمسى فناداه ابن عمر: أيها الرجل الصلاة فاقعد. ثم ناداه الثانية فاقعد. ثم ناداه الثالثة فاقعد. فقال لهم في الرابعة: أرأيتم إن نهضت أتنهضون؟ قالوا: نعم. فنهض فقال الصلاة فإني لا أرى لك فيها حاجة. فنزل الحجاج فصلى ثم دعا به فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: إنما نجيء للصلاة فإذا حضرت الصلاة فصل بالصلاة لوقتها ثم بقبق بعد ذلك ما شئت من بقبقة.

قال: أخبرنا عبد الله بن عمر وأبو معمر المنقري قال: حدثنا علي بن العلاء الخزاعي قال: حدثنا أبو عبد الملك مولى أم مسكين بنت عاصم بن عمر قال: رأيت عبد الله بن عمر خرج فجعل يقول: السلام عليكم السلام عليكم. فمر على زنجي فقال: السلام عليك يا جعل. قال وأبصر جارية متزينة فجعلت تنظر إليه. قال فقال لها: ما تنظرين إلى شيخ كبير قد أخذته اللقوة وذهب منه الأطيبان؟.

قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله قال: حدثنا جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمر قال: أشتهي عنبا فقال لأهله: اشتروا لي عنبا. فاشتروا له عنقودا من عنب فأتي به عند فطره. قال: ووافى سائل بالباب فسأل. فقال: يا جارية ناولي هذا العنقود هذا السائل. قال قالت المرأة: سبحان الله. شيئا اشتهيته! نحن نعطي السائل ما هو أفضل من هذا. قال: يا جارية أعطيه العنقود. فأعطته العنقود.

قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله قال: حدثنا جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير أن ابن عمر تصدق على أمه بغلام فمر في السوق على شاة حلوب تباع فقال للغلام: أبتاع هذه الشاة من ضريبتك. فابتاعها وكان يعجبه أن يفطر على اللبن فأتي بلبن عند فطره من الشاة فوضع بين يديه فقال: اللبن من الشاة والشاة من ضريبة الغلام والغلام صدقة على أمي. ارفعوه لا حاجة لي فيه.

قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال: أتي ابن عمر بإنجانة من خزف فتوضأ منها. قال وأحسبه كان يكره أن يصب عليه.

قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا فليح بن سليمان عن نافع قال: أجمرت لابن عمر ثوبين يوم الجمعة بالمدينة فلبسهما يوم الجمعة ثم أمر بهما فرفعا فخرج من الغد إلى مكة. فلما أراد أن يدخل مكة دعا بهما فوجد منهما ريح الطيب فأبى أن يلبسهما. وهما حلة برود.

قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا فليح عن نافع قال: كان ابن عمر يغتسل لإحرامه ولدخوله مكة ولوقوفه بعرفة.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن ابن عمر قال: خذوا بحظكم من العزلة.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم عن المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن قزعة قال: أهديت إلى ابن عمر أثواب هروى فردها وقال: إنه لا يمنعنا من لبسها إلا مخافة الكبر.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم قال: حدثنا عبد الله بن عون عن نافع قال: قبل ابن عمر بنية له فمضمض.

قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن عبد الله بن جابر عن نافع قال: كان ابن عمر يصلي الصلوات بوضوء واحد. قال وقال ابن عمر: ورثت من أبي سيفا شهد به بدرا نعله كثيرة الفضة.

قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن أبي الوازع قال: قلت لابن عمر: لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم. قال فغضب وقال: إني لأحسبك عراقيا وما يدريك ما يغلق عليه ابن أمك بابه؟.

قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم قال: أرسلني أبي إلى ابن عمر فرأيته يكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد.

قال: أخبرنا يحيى بن حليف بن عقبة قال: حدثنا ابن عون عن محمد قال: كتب إنسان عند ابن عمر بسم الله الرحمن الرحيم لفلان. فقال: مه إن اسم الله هو له.

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك قال: انطلقت مع ابن عمر إلى عبيد بن عمير وهو يقص على أصحابه. فنظرت إلى ابن عمر فإذا عيناه تهراقان.

قال: أخبرنا موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي قال: حدثنا عكرمة بن عمار عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه أنه قرأ: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد. حتى ختم الآية. فجعل ابن عمر يبكي حتى لثقت لحيته وجيبه من دموعه. قال عبد الله: فحدثني الذي كان إلى جنب ابن عمر قال: لقد أردت أن أقوم إلى عبيد بن عمير فأقول له أقصر عليك فإنك قد آذيت هذا الشيخ.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال: رأيت ابن عمر عند العاص رافعا يديه يدعو حتى تحاذيا منكبيه.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه أقام بأذربيجان ستة أشهر حبسه بها الثلج فكان يقصر الصلاة.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن سالم أبي النضر قال: سلم رجل على ابن عمر فقال: من هذا؟ قالوا: جليسك. قال: ما هذا؟ متى كان بين عينيك؟ صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر من بعده وعمر وعثمان فهل ترى هاهنا من شيء؟ يعني بين عينيه. قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع قال: كان ابن عمر لا يدع عمرة رجب.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع قال: تصدق ابن عمر بداره محبوسة لا تباع ولا توهب ومن سكنها من ولده لا يخرج منها. ثم سكنها ابن عمر.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع قال: مر ابن عمر على يهود فسلم عليهم. فقيل له: إنهم يهود. فقال: ردوا علي سلامي.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع قال: كان ابن عمر إذا قام له رجل من مجلسه لم يجلس فيه.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع قال: كان ابن عمر يقذر القثاء والبطيخ فلم يكن يأكله للذي كان يصنع فيه من العذرة.

قال: أخبرنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن نافع مولى ابن عمر أن عمر سمع صوت زمارة راع فوضع إصبعه في أذنيه

وعدل براحلته عن الطريق وهو يقول: يا نافع أتسمع؟ وأقول: نعم. فيمضي حتى قلت: لا. قال فوضع يديه عن أذنيه وعدل إلى الطريق وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

وسمع صوت زمارة راع فصنع مثل هذا.

قال: أخبرنا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي قال: حدثنا أبو معيد حفص بن غيلان قال: حدثنا سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر قال: لما قتل زيد باليمامة دفع إليهم عمر بن الخطاب ماله. قال نافع: فكان عبد الله بن عمر يقرض منه ويستقرض لنفسه فيتجر لهم به في غزوة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا معاوية بن أبي مزرد قال: رأيت ابن عمر يغدو كل سبت ماشيا إلى قباء ونعليه في يديه فيمر بعمرو بن ثابت العتواري بطن من كنانة فيقول: يا عمرو أغد بنا. فيغدوان جميعا يمشيان.

قال: أخبرنا خلف بن تميم قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر قال: سمعت أبي ذكره عن مجاهد قال: كنت أسافر مع عبد الله بن عمر فلم يكن يطيق شيئا من العمل إلا عمله لا يكله إلينا. ولقد رأيته يطأ على ذراع ناقتي حتى أركبها.

قال: أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني عن عبد الله بن عمر عن نافع قال: كان ابن عمر يكسر النرد والأربعة عشر.

قال: أخبرنا محمد بن مصعب قال: حدثنا الأوزاعي أن ابن عمر قال: لقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نكثت ولا بدلت إلى يومي هذا ولا بايعت صاحب فتنة ولا أيقظت مؤمنا من مرقده.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون قال: قال ابن عمر: كففت يدي فلم أندم والمقاتل على الحق أفضل.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون أن ابن عمر تعلم سورة البقرة في أربع سنين.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون قال: دس معاوية عمرو بن العاص. وهو يريد أن يعلم ما في نفس ابن عمر. يريد القتال أم لا.

فقال: يا أبا عبد الرحمن ما يمنعك أن تخرج فنبايعك وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

وابن أمير المؤمنين وأنت أحق الناس بهذا الأمر؟ قال: لو لم يبق إلا ثلاثة أعلاج بهجر

لم يكن لي فيها حاجة. قال فعلم أنه لا يريد القتال. قال: هل لك أن تبايع لمن قد كاد الناس أن يجتمعوا عليه ويكتب لك من الأرضين ومن الأموال ما لا تحتاج أنت ولا ولدك إلى ما بعده؟ فقال: أف لك. اخرج من عندي. ثم لا تدخل علي! ويحك إن ديني ليس بديناركم ولا درهمكم وإني أرجو أن أخرج من الدنيا ويدي بيضاء نقية.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا الفرات بن سلمان عن ميمون قال: وأخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون قال: سألت نافعا هل كان ابن عمر يجمع على المأدبة؟ قال: ما فعل ذلك إلا مرة. انكسرت ناقة له فنحرها ثم قال لي: احشر علي أهل المدينة. فقلت: يا سبحان الله! على أي شيء تحشرهم وليس عندك خبز؟ فقال: اللهم غفرا. تقول هذا لحم وهذا مرق فمن شاء أكل ومن شاء ترك.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال: دخلت على ابن عمر فقومت كل شيء في بيته من فراش أو لحاف أو بساط وكل شيء عليه فما وجدته يسوى ثمن طيلساني هذا. قال أبو المليح: فبيع طيلسان ميمون حين مات في ميراثه بمائة درهم. قال أبو المليح: كانت الطيالسة كردية يلبس الرجل الطيلسان ثلاثين سنة ثم يقلبه أيضا.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون عن نافع أن ابن عمر كان يجمع أهل بيته على جفنته كل ليلة. قال فربما سمع بنداء مسكين فيقوم إليه بنصيبه من اللحم والخبز فإلى أن يدفعه إليه ويرجع قد فرغوا مما في الجفنة. فإن كنت أدركت فيها شيئا فقد أدرك فيها. ثم يصبح صائما.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن حبيب بن أبي مرزوق أن ابن عمر اشتهى سمكا. قال فطلبت له صفية امرأته فأصابت له سمكة فصنعتها فأطابت صنعتها ثم قربتها إليه. قال وسمع نداء مسكين على الباب فقال: ادفعوها إليه. فقالت صفية: أنشدك الله لما رددت نفسك منها بشيء. فقال: ادفعوها إليه.

قالت: فنحن نرضيه منها. قال: أنتم أعلم. فقالوا للسائل: إنه قد اشتهى هذه السمكة. قال: وأنا والله اشتهيتها. قال فماكسهم حتى أعطوه دينارا. قالت: إنا قد أرضيناه. قال: لذلك قد أرضوك ورضيت وأخذت الثمن؟ قال: نعم. قال: ادفعوها إليه.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن قرة بن خالد عن ابن سيرين أن ابن عمر كان يتمثل بهذا البيت:

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا ميمون بن مهران أن امرأة ابن عمر عوتبت فيه فقيل لها: ما تلطفين بهذا الشيخ؟ قالت: وما أصنع به؟ لا يصنع له طعام إلا دعا عليه من يأكله. فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد فأطعمتهم وقالت: لا تجلسوا بطريقه. ثم جاء إلى بيته فقال: أرسلوا إلى فلان وإلى فلان. وكانت امرأته قد أرسلت إليهم بطعام وقالت: إن دعاكم فلا تأتوه. فقال: أردتم أن لا أتعشى الليلة. فلم يتعش تلك الليلة.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن عطاء مولى ابن سباع قال: أقرضت ابن عمر ألفي درهم فبعث إلي بألفي واف فوزنتها فإذا هي تزيد مائتي درهم فقلت: ما أرى ابن عمر إلا يجربني. فقلت: يا أبا عبد الرحمن إنها تزيد مائتي درهم. قال: هي لك.

قال: أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس المكي قال: سمعت عبد العزيز بن أبي رواد قال: حدثني نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه. قال فلقد رأيتنا ذات عشية وكنا حجاجا وراح على نجيب له قد أخذه بمال أعجبته روحته وسره إناخته ثم نزل عنه ثم قال: يا نافع. انزعوا زمامه ورحله وجللوه وأشعروه وأدخلوه في البدن.

قال: أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس قال: سمعت عبد العزيز بن أبي رواد قال: أخبرني نافع أن عبد الله بن عمر كانت له جارية فلما اشتد عجبه بها أعتقها وزوجها مولى له.

قال محمد بن يزيد. قال بعض الناس هو نافع. فولدت غلاما. قال نافع: فلقد رأيت عبد الله بن عمر يأخذ ذلك الصبي فيقبله ثم يقول: واها لريح فلانة. يعني الجارية التي أعتق.

قال: أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: أخبرني نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا رأى من رقيقه امرأ يعجبه أعتقه فكان رقيقه قد عرفوا

ذلك منه. قال نافع: فلقد رأيت بعض غلمانه ربما شمر ولزم المسجد فإذا رآه على تلك الحال الحسنة أعتقه. فيقول له أصحابه: والله يا أبا عبد الرحمن ما هم إلا يخدعونك. قال فيقول عبد الله: من خدعنا بالله انخدعنا له.

قال: أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: حدثني نافع أنه دخل الكعبة مع عبد الله بن عمر. قال: فسجد فسمعته يقول في سجوده: اللهم إنك تعلم لولا مخافتك لزاحمنا قومنا قريشا في أمر هذه الدنيا.

قال: أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس قال: سمعت عبد العزيز بن أبي رواد قال: حدثني نافع أن عبد الله بن عمر أدركه عروة بن الزبير في الطواف فخطب إليه ابنته فلم يرد عليه ابن عمر شيئا. فقال عروة: لا أراه وافقه الذي طلبت منه. لا جرم لأعاودنه فيها. قال نافع: فقدمنا المدينة قبله وجاء بعدنا فدخل على ابن عمر فسلم عليه فقال له ابن عمر: إنك أدركتني في الطواف فذكرت لي ابنتي ونحن نتراءى الله بين أعيننا فذلك الذي منعني أن أجيبك فيها بشيء. فما رأيك فيما طلبت ألك به حاجة؟ قال فقال عروة: ما كنت قط أحرص على ذلك مني الساعة. قال فقال له ابن عمر: يا نافع ادع لي أخويها. قال فقال لي عروة: ومن وجدت من بني الزبير فادعه لنا. قال فقال ابن عمر: لا حاجة لنا بهم. قال عروة: فمولانا فلان. فقال ابن عمر: فذلك أبعد. فلما جاء أخواها حمد الله ابن عمر وأثنى عليه ثم قال: هذا عندكم عروة وهو ممن قد عرفتما وقد ذكر أختكما سودة فأنا أزوجه على ما أخذ الله به على الرجال للنساء. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. وعلى ما يستحل به الرجال فروج النساء.

لكذلك يا عروة؟ قال: نعم. قال: فقد زوجتكها على بركة الله.

قال: قال عبد العزيز قال لي نافع: فلما أولم عروة بعث إلى عبد الله بن عمر يدعوه. قال فجاء فقال له: لو كنت تقدمت إلي أمس لم أصم اليوم فما رأيك؟ أقعد أو أنصرف؟ قال: بل انصرف راشدا. قال فانصرف.

قال: أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد قال: أخبرني نافع أن رجلا سأل ابن عمر عن مسألة فطأطأ ابن عمر رأسه ولم يجبه حتى ظن الناس أنه لم يسمع مسألته. قال فقال له: يرحمك الله أما سمعت مسألتي؟ قال قال: بلى ولكنكم كأنكم ترون أن الله ليس بسائلنا عما تسألوننا عنه. اتركنا يرحمك

الله حتى نتفهم في مسألتك فإن كان لها جواب عندنا وإلا أعلمناك أنه لا علم لنا به.

قال: أخبرنا عبد الله بن أبي أويس المدني قال: حدثني أبي عن عاصم بن محمد عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر ذاكرا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ابتدرت عيناه تبكيان.

قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال: حدثني مالك بن أنس عن حميد بن قيس عن مجاهد قال: كنت مع ابن عمر فجعل الناس يسلمون عليه حتى انتهى إلى دابته فقال لي ابن عمر: يا مجاهد إن الناس يحبونني حبا لو كنت أعطيهم الذهب والورق ما زدت.

قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا مالك عن حميد بن قيس عن مجاهد أن ابن عمر كانت عليه دراهم فقضى أجود منها فقال الذي قضاه: هذه خير من دراهمي. فقال: قد عرفت ولكن نفسي بذلك طيبة.

قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا مالك بن أنس عن شيخ قال: لما كان زمن ابن الزبير انتهب تمر فاشترينا منه فجعلناه خلا فأرسلت أمي إلى ابن عمر وذهبت مع الرسول فسأل ابن عمر عن ذلك فقال: أهريقوه.

قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك قال: رأيت ابن عمر عند عبيد بن عمير وهو يقص وعيناه تهراقان جميعا.

قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود. قال مروان لابن عمر: هلم يدك نبايع لك فإنك سيد العرب وابن سيدها. قال قال له ابن عمر: كيف أصنع بأهل المشرق؟ قال: تضربهم حتى يبايعوا. قال: والله ما أحب أنها دانت لي سبعين سنة وأنه قتل في سببي رجل واحد.

قال يقول مروان:

أبو ليلى معاوية بن يزيد بن معاوية وكان بعد يزيد أبيه أربعين ليلة بايع له أبوه الناس.

قال: أخبرنا أحمد بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن يونس عن نافع قال: قيل لابن عمر زمن ابن الزبير والخوارج والخشبية: أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء وبعضهم يقتل بعضا؟ قال فقال: من قال حي على الصلاة أجبته. ومن قال حي على الفلاح أجبته. ومن قال حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت لا.

قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن حجاج بن أرطاة عن نافع عن ابن عمر أنه غزا العراق فبارز دهقانا فقتله وأخذ سلبه فسلم ذلك له ثم أتى أباه فسلمه له.

قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب قال: أخبرني حبيب بن الشهيد قال: قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: لا يطيقونه.

الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما.

قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال: ما وضعت لبنة على لبنة ولا غرست نخلة منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال: أراد ابن عمر ألا يتزوج فقالت له حفصة: تزوج فإن ماتوا أجرت فيهم وإن بقوا دعوا الله لك.

قال: أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي قال: حدثنا عمرو بن يحيى عن جده قال: سئل ابن عمر عن شيء فقال: لا أدري. فلما ولى الرجل أفتى نفسه فقال: أحسن ابن عمر. سئل عما لا يعلم فقال لا أعلم.

قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا ابن عون قال: كانت لابن عمر حاجة إلى معاوية فأراد أن يكتب إليه فبدأ بنفسه. فلم يزالوا به حتى كتب بسم الله الرحمن الرحيم إلى معاوية.

قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر أنه قال: إني لأخرج إلى السوق وما بي من حاجة إلا لأسلم أو يسلم علي.

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا كثير بن نباتة الحداني قال: حدثنا أبي أنه أتى ابن عمر بهدية من البصرة فقبلها فسألت مولى له: أيطلب الخلافة؟ قال: لا. هو أكرم على الله من ذاك. قال: ورأيته صائما في ثوبين ممشقين يصب عليه الماء.

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن عبد الرحمن السراج عن نافع قال: استسقى ابن عمر يوما فأتي بماء في قدح من زجاج فلما رآه لم يشرب.

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا جرير بن حازم قال: شهدت سالما استسقى فأتي بماء في قدح مفضض فلما مد يديه إليه فرآه كف يديه ولم يشرب فقلت لنافع: ما يمنع أبا عمر أن يشرب؟ قال: الذي سمع من أبيه في الإناء المفضض. قال قلت: أوما كان ابن عمر يشرب في الإناء المفضض؟ قال فغضب وقال: ابن عمر يشرب في المفضض؟ فو الله ما كان ابن عمر يتوضأ في الصفر. قلت: في أي شيء كان يتوضأ؟ قال: في الركاء وأقداح الخشب.

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد عن الحسن عن الحنتف بن السجف قال: قلت لابن عمر ما يمنعك من أن تبايع هذا الرجل؟ أعني ابن الزبير. قال: إني والله ما وجدت بيعتهم إلا ققة. أتدري ما ققة؟ أما رأيت الصبي يسلح ثم يضع يده في سلحه فتقول له أمه ققة؟

قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة عن هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قال ابن عمر: إنما كان مثلنا في هذه الفتنة كمثل قوم كانوا يسيرون على جادة يعرفونها فبينا هم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة فأخذ بعضنا يمينا وبعضنا شمالا.

فأخطأنا الطريق وأقمنا حيث أدركنا ذلك حتى تجلى عنا ذلك. حتى أبصرنا الطريق الأول فعرفناه فأخذنا فيه. إنما هؤلاء فتيان يتقاتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا. والله ما أبالي ألا يكون لي ما يقتل فيه بعضهم بعضا بنعلي.

قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال: حدثنا سفيان. يعني ابن عيينة. عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: شهد ابن عمر فتح مكة وهو ابن عشرين سنة وهو على فرس جرور ومعه رمح ثقيل وعليه بردة فلوت. قال فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم

وهو يختلي لفرسه فقال: إن عبد الله إن عبد الله. يعني أثنى عليه خيرا.

قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال: حدثنا مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: شهد ابن عمر فتح مكة وهو ابن عشرين سنة.

قال: أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن موسى المعلم قال: رأيت ابن عمر

دعي إلى دعوة فجلس على فراش عليه ثوب مورد. قال فلما وضع الطعام قال: بسم الله. ومد يده ثم رفعها وقال إني صائم وللدعوة حق.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن يحيى البكاء قال: رأيت ابن عمر يصلي في إزار ورداء وهو يقول بيديه هكذا. ويدخل أبو جعفر يده في إبطه. ويقول بإصبعه هكذا. فأدخل أبو جعفر إصبعه في أنفه.

قال: أخبرنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن قزعة العقيلي أن ابن عمر وجد البرد وهو محرم فقال: ألق علي ثوبا. فألقيت عليه مطرفا فلما استيقظ جعل ينظر إلى طرائفه وعلمه. وكان علمه إبريسما. فقال: لولا هذا لم يكن به بأس.

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع قال: ربما رأيت على ابن عمر المطرف ثمن خمس مائة.

قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه كان لا يلبس الخز وكان يراه على بعض ولده فلا ينكره.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم قال: قرأت على مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أنه كان يلبس المصبوغ بالمشق والمصبوغ بالزعفران.

قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا أسامة بن زيد عن نافع قال: كان ابن عمر لا يدخل حماما ولا ماء إلا بإزار.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا زهير عن أبي إسحاق أنه رأى على ابن عمر نعلين في كل واحدة شسعان. قال ورأيته بين الصفا والمروة عليه ثوبان أبيضان فرأيته إذا أتى المسيل يرمل رملا هنيئا فوق المشي وإذا جاوزه مشى وكلما أتى على كل واحد منهما قام مقابل البيت.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس قالا: حدثنا زهير بن جبير أنه دخل على ابن عمر فرأى له فسطاطين وسرادقا ورأى عليه نعلين بقبالين أحد الزمامين بين الأربع من نعال ليس عليها شعر. ملسنة كنا نسميها الحمصية.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا: حدثنا شعبة عن جبلة بن سحيم قال: رأيت ابن عمر اشترى قميصا فلبسه فأراد أن يرده. فأصاب

القميص صفرة من لحيته فأمسكه من أجل تلك الصفرة. قال عفان ولم يرده.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا همام بن يحيى عن عبيد الله بن عمر عن نافع أو سالم أن ابن عمر كان يتزر فوق القميص في السفر.

قال: أخبرنا المعلى بن أسد قال: حدثنا عبد الرحمن بن العريان قال: سمعت الأزرق بن قيس قال: قل ما رأيت ابن عمر وهو محلول الإزار.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حفص بن غياث قال: حدثنا الأعمش عن ثابت بن عبيد قال: ما رأيت ابن عمر يزر قميصه قط.

قال: أخبرنا القاسم بن مالك المزني الكوفي عن جميل بن زيد الطائي قال: رأيت إزار ابن عمر فوق العرقوبين ودون العضلة ورأيت عليه ثوبين أصفرين ورأيته يصفر لحيته.

قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن موسى المعلم عن أبي المتوكل الناجي قال: كأني أنظر إلى ابن عمر يمشي بين ثوبين كأني أنظر إلى عضلة ساقه تحت الإزار والقميص فوق الإزار.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا يحيى بن عمير قال: رأيت سالم بن عبد الله وقف على أبي وعليه قميص مشمر فأمسك أبي بطرف قميصه ونظر إلى وجهه ثم قال لكأنه قميص عبد الله بن عمر.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا صدقة بن سليمان العجلي قال: حدثني والدي قال نظرت إلى ابن عمر فإذا رجل جهير يخضب بالصفرة عليه قميص دستواني إلى نصف الساق.

قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن موسى بن دهقان قال: رأيت ابن عمر يتزر إلى أنصاف ساقيه.

قال: أخبرنا وكيع عن العمري عن نافع عن ابن عمر أنه اعتم وأرخاها بين كتفيه.

قال: أخبرنا وكيع عن العمري عن نافع عن ابن عمر أنه كان يخرج يديه من البرنس إذا سجد.

قال: أخبرنا وكيع عن النضر أبي لؤلؤة قال: رأيت على ابن عمر عمامة سوداء.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شعبة عن حيان البارقي قال: رأيت ابن عمر يصلي في إزار مؤتزرا به. أو سمعته يفتي أو يصلي في إزار وليس عليه غيره.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شريك عن عمران النخلي قال: رأيت ابن عمر يصلي في إزار.

قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي قال: رأيت ابن عمر يحفي شاربه ويعتم ويرخيها من خلفه.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: سألت عبد الله بن أبي عثمان القرشي قلت: أرأيت ابن عمر يرفع إزاره إلى نصف ساقه؟ قال: لا أدري ما نصف ساقه ولكني قد رأيته يشمر قميصه تشميرا شديدا.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا أبو عوانة عن عبد الله بن حنش قال: رأيت على ابن عمر بردين معافريين ورأيت إزاره إلى نصف ساقه.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا حمران بن عبد العزيز القيسي قال: حدثنا أبو ريحانة قال: رأيت ابن عمر بالمدينة مطلقا إزاره يأتي أسواقها فيقول: كيف يباع ذا. كيف يباع ذا؟

قال: أخبرنا خلاد بن يحيى الكوفي قال: حدثنا سفيان عن كليب بن وائل قال: رأيت ابن عمر يرخي عمامته خلفه.

قال: أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن زيد بن أسلم قال: رأيت ابن عمر يصلي محلول الإزار. وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم محلول الإزار.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عثيم بن نسطاس قال: رأيت ابن عمر لا يزر قميصه.

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن نافع عن ابن عمر أنه كان له خاتم فكان يجعله عند ابنه أبي عبيد فإذا أراد أن يختم أخذه فختم به.

قال: أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة البصري قال: حدثنا ابن عون قال: ذكروا عند نافع خاتم ابن عمر فقال: كان ابن عمر لا يتختم إنما كان خاتمه يكون عند صفية فإذا أراد أن يختم أرسلني فجئت به.

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن خالد الحذاء عن ابن سيرين قال: كان نقش خاتم عبد الله بن عمر: عبد الله بن عمر.

قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمر أنه كان في خاتمه عبد الله بن عمر.

قال: أخبرنا المعلى بن أسد قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار عن خالد عن ابن سيرين أن نقش خاتم ابن عمر كان عبد الله بن عمر.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا همام قال: حدثنا أبان عن أنس أن عمر بن الخطاب نهى أن ينقش في الخاتم بالعربية.

قال أبان: فأخبرت بذلك محمد بن سيرين فقال: كان نقش خاتم عبد الله بن عمر: لله.

قال: أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني قال: حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن ابن عمر أنه كان يحفي شاربه. وإزاره إلى أنصاف ساقيه.

قال: أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني قال: حدثنا عثمان بن إبراهيم الحاطبي قال: رأيت ابن عمر إزاره إلى نصف ساقيه ورأيته يحفي شاربه.

قال: أخبرنا محمد بن كناسة الأسدي قال: حدثنا عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب قال: رأيت عبد الله بن عمر يحفي شاربه. قال وأجلسني في حجره.

قال محمد بن كناسة: وأم عثمان بن إبراهيم ابنة قدامة بن مظعون.

قال: أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد الطنافسيان قالا: حدثنا عثمان بن إبراهيم الحاطبي قال: رأيت ابن عمر يحفي شاربه حتى كنت أظنه ينتفه.

قال: أخبرنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا الحاطبي قال: ما رأيت ابن عمر إلا محلل الإزار.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال عاصم بن محمد أخبرنا عن أبيه قال: رأيت ابن عمر يحفي شاربه. قال يزيد: لا أعلمه إلا قال حتى أرى بياض بشرته أو يستبين بياض بشرته.

قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان أنه سأل يحيى بن سعيد: أتعلم أحدا كان يحفي شاربيه من أهل العلم؟ فقال: لا إلا عبد الله بن عمر وعبد الله بن عامر بن ربيعة فإنهما كانا يفعلان.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا عاصم بن محمد بن زيد العمري عن أبيه قال: كان ابن عمر يحفي شاربه حتى تنظر إلى بياض الجلدة.

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه أن ابن عمر كان يجز شاربه حتى يحفيه ويفشو ذلك في وجهه.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: سألت عبد الله بن أبي عثمان القرشي: هل رأيت ابن عمر يحفي شاربه؟ قال: نعم. قلت: أنت رأيته؟ قال: نعم.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال: حدثني سليمان بن بلال قال: حدثني عبد الله بن دينار قال: رأيت ابن عمر يحفي شاربيه.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا أبو المليح قال: كان ميمون يحفي شاربه ويذكر أن ابن عمر كان يحفي شاربه.

قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الجرمي الرقي قال: حدثنا خالد بن الحارث عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر أنه كان يأخذ هاتين السبلتين. يعني ما طال من الشارب.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا حبيب بن الريان قال: رأيت ابن عمر قد جز شاربه حتى كأنما قد حلقه. ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه. قال فذكرت ذلك لميمون بن مهران فقال: صدق حبيب. كذلك كان ابن عمر.

قال: أخبرنا أزهر بن سعد السمان عن ابن عون عن نافع قال: كان ابن عمر يأخذ من هذا ومن هذا. وأشار أزهر إلى شاربيه.

قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن محمد بن عجلان عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع قال: رأيت ابن عمر يحفي شاربه أخي الحلق.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عيسى بن جعفر وحفص عن نافع قال: كان ابن عمر يعفي لحيته إلا في حج أو عمرة.

قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا ابن أبي ليلى عن نافع قال: كان ابن عمر يقبض على لحيته ثم يأخذ ما جاوز القبضة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن عمر عن نافع قال: كان ابن عمر يقبض هكذا. ويأخذ ما فضل عن القبضة ويضع يده عند الذقن.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا الثوري عن عبد الكريم الجزري قال: أخبرني الحجام الذي كان يأخذ من لحية ابن عمر ما فضل عن القبضة.

قال: أخبرنا أنس بن عياض الليثي قال: حدثني الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب الدوسي أنه رأى عبد الله بن عمر يصفر لحيته.

قال: أخبرنا أنس بن عياض عن نوفل بن مسعود قال: رأيت عبد الله بن عمر يصفر لحيته بالخلوق ورأيت في رجليه نعلين فيهما قبالان.

قال: أخبرنا عبد الله بن نمير قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه كان يصفر لحيته.

قال: أخبرنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا عبد الله العمري عن نافع عن ابن عمر أنه كان يدهن بالخلوق يغير به شيبة.

قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدثنا سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن عمر كان يصفر لحيته بالصفرة حتى تملأ ثيابه من الصفرة فقيل له: لم تصبغ بالصفرة؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها.

قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن عبد العزيز بن حكيم قال: رأيت ابن عمر يخضب بالصفرة.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا شريك عن محمد بن قيس قال: رأيت ابن عمر أصفر اللحية. ورأيته محللا أزرار قميصه. ورأيته واضعا إحدى رجليه على الأخرى. ورأيته معتما قد أرسلها من بين يديه ومن خلفه فما أدري الذي بين يديه أطول أو الذي خلفه.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة قال: سمعت سليمان الأحول قال: رأيت ابن عمر يصفر لحيته حتى قد ردغ ذا منه. وأشار إلى جيب قميصه.

قال: أخبرنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري

عن ابن جريج. يعني عبيد بن جريج. قلت لابن عمر: رأيتك تصفر لحيتك. قال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفر لحيته. قلت: ورأيتك تلبس هذه النعال السبتية.

قال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ويستحبها ويتوضأ فيها.

قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال: حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن ابن عمر أنه كان يصبغ بالزعفران. فقيل له فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ به. أو قال: رأيته أحب الصبغ إليه.

قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم أن ابن عمر كان يصبغ لحيته بالصفرة حتى تمتلئ ثيابه من الصفرة. فقيل له: لم تصبغ بالصفرة؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها ولم يكن شيء من الصبغ أحب إليه منها. ولقد كان يصبغ بها ثيابه كلها حتى عمامته.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عثيم بن نسطاس قال: رأيت ابن عمر يصفر لحيته. ورأيته لا يزر قميصه. ورأيته مر فسها أن يسلم فرجع فقال: إني سهوت. السلام عليكم.

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه أن ابن عمر كان يصفر لحيته بخلوق الورس حتى يملأ منه ثيابه.

قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن زيد أنه رأى عبد الله بن عمر يصفر بالخلوق والزعفران لحيته.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الوهاب بن عطاء قالا: حدثنا ابن جريج قال: حدثني عطاء قال: رأيت ابن عمر يصفر.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن عن ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبيد الله قال: رأيت ابن عمر يصفر لحيته ونحن في الكتاب.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع قال: كان ابن عمر يصفر لحيته بالزعفران والورس فيه المسك.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا موسى بن أبي مريم قال: كان عبد الله بن عمر يخضب بالصفرة حتى ترى الصفرة على قميصه من لحيته.

قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا عبد الله العمري عن سعيد بن أبي سعيد عن عبيد. يعني ابن جريج. أنه قال لابن عمر: أراك تصفر لحيتك وأرى الناس يصبغون ويلونون. فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفر لحيته.

قال: أخبرنا القاسم بن مالك المزني عن جميل بن زيد الطائي قال: رأيت ابن عمر يصفر لحيته.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: سألت عبد الله بن أبي عثمان القرشي قلت: رأيت ابن عمر يصفر لحيته؟ قال: لم أره يصفرها ولكني قد رأيت لحيته مصفرة ليست بالشديدة وهي يسيرة.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن محمد بن عجلان عن نافع قال: كان ابن عمر يعفي لحيته إلا في حج أو عمرة.

قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال: حدثنا ابن جريج عن نافع قال: ترك ابن عمر الحلق مرة أو مرتين فقصر نواحي مؤخر رأسه. قال وكان أصلع.

قال فقلت لنافع: أفمن اللحية؟ قال: كان يأخذ من أطرافها.

قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا العمري عن نافع أن ابن عمر لم يحج سنة فضحى بالمدينة وحلق رأسه.

قال: أخبرنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة قالا: حدثنا هشام بن عروة قال: رأيت ابن عمر له جمة. قال ابن نمير في حديثه: طويلة. وقال أبو أسامة: جمة مفروقة تضرب منكبيه. قال هشام: فأتي به إليه وهو على المروة فدعاني فقبلني. وأراه قصر يومئذ.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا همام قال: حدثنا قتادة عن علي بن عبد الله البارقي قال: رأيت صلعة ابن عمر وهو يطوف بالبيت.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العوام بن حوشب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: لما كان من موعد علي ومعاوية بدومة الجندل ما كان أشفق معاوية أن يخرج هو وعلي منها. فجاء معاوية يومئذ على بختي عظيم طويل فقال: ومن هذا الذي يطمع في هذا الأمر أو يمد إليه عنقه؟ قال ابن عمر: فما حدثت نفسي بالدنيا إلا يومئذ فإني هممت أن أقول: يطمع فيه من ضربك وأباك عليه حتى أدخلكما فيه. ثم ذكرت الجنة ونعيمها وثمارها فأعرضت عنه.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا مسعر بن كدام عن أبي حصين أن معاوية قال: ومن أحق بهذا الأمر منا؟ فقال عبد الله بن عمر: فأردت أن أقول أحق منك من ضربك وأباك عليه. ثم ذكرت ما في الجنان فخشيت أن يكون في ذاك فساد.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن معمر عن الزهري قال: لما اجتمع على معاوية قام فقال: ومن كان أحق بهذا الأمر مني؟ قال ابن عمر: فتهيأت أن أقوم فأقول أحق به من ضربك وأباك على الكفر. فخشيت أن يظن بي غير الذي بي.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن معاوية بعث إلى ابن عمر بمائة ألف. فلما أراد أن يبايع ليزيد بن معاوية قال: أرى ذاك أراد. إن ديني عندي إذا لرخيص.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر قال: لما بويع يزيد بن معاوية فبلغ ذاك ابن عمر فقال: إن كان خيرا رضينا وإن كان بلاء صبرنا.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا صخر بن جويرية قال: حدثنا نافع أن ابن عمر لما ابتز أهل المدينة بيزيد بن معاوية وخلعوه دعا عبد الله بن عمر بنيه وجمعهم فقال: إنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله. وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقول هذه غدرة فلان.

وإن من أعظم الغدر إلا أن يكون الشرك بالله أن يبايع رجل رجلا على بيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم ينكث بيعته. فلا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يسرعن أحد منكم في هذا الأمر فتكون الصيلم بيني وبينه.

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن نافع قال: لما قدم معاوية المدينة حلف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلن ابن عمر. فلما دنا من مكة تلقاه الناس وتلقاه عبد الله بن صفوان فيمن تلقاه فقال: أيهن ما جئتنا به. جئتنا لتقتل عبد الله بن عمر! قال: ومن يقول هذا ومن يقول هذا ومن يقول هذا؟ ثلاثا.

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون عن نافع قال: لما قدم معاوية المدينة حلف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلن ابن عمر. قال فجعل أهلنا يقدمون علينا. وجاء عبد الله بن صفوان إلى ابن عمر فدخلا بيتا وكنت على باب البيت. فجعل عبد الله بن صفوان يقول: أفتتركه حتى يقتلك؟ والله لو لم يكن إلا أنا وأهل بيتي لقاتلته دونك. قال فقال ابن عمر: أفلا أصبر في حرم الله؟ قال وسمعت نجيه تلك الليلة مرتين فلما دنا معاوية تلقاه الناس وتلقاه عبد الله بن صفوان فقال: أيهن ما جئتنا به. جئت لتقتل عبد الله بن عمر! قال: والله لا أقتله.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار قال: لما أجمع الناس على عبد الملك بن مروان كتب إليه ابن عمر: أما بعد فإني قد بايعت لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت وإن بني قد أقروا بذلك.

قال: أخبرنا معاذ بن معاذ العنبري قال: حدثنا ابن عون قال: سمعت رجلا يحدث محمدا قال: كانت وصية عمر عند أم المؤمنين. يعني حفصة. فلما توفيت صارت إلى ابن عمر. فلما حضر ابن عمر جعلها إلى ابنه عبد الله بن عبد الله وترك سالما. وكان الناس عنفوه بذلك. قال فدخل عبد الله بن عبد الله وعبد الله بن عمرو بن عثمان على الحجاج بن يوسف. قال فقال الحجاج: لقد كنت هممت أن أضرب عنق ابن عمر.

قال: فقال له عبد الله بن عبد الله: أما والله إن لو فعلت لكوسك الله في نار جهنم. رأسك أسفلك. قال فنكس الحجاج. قال وقلت يأمر به الآن. قال ثم رفع رأسه وقال: أي قريش أكرم بيتا. وأخذ في حديث غيره.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا الأسود بن شيبان قال: حدثنا خالد بن سمير قال: خطب الحجاج الفاسق على المنبر فقال: إن ابن الزبير حرف كتاب الله. فقال له ابن عمر: كذبت كذبت كذبت. ما يستطيع ذلك ولا أنت معه.

فقال له الحجاج: اسكت فإنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك. يوشك شيخ أن يؤخذ

فتضرب عنقه فيجر قد انتفخت خصيتاه يطوف به صبيان أهل البقيع.

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن نافع أن ابن عمر لم يوص.

قال: أخبرنا أزهر بن سعد السمان عن ابن عون عن نافع قال: لما ثقل ابن عمر قالوا له: أوص. قال: وما أوصي؟ قد كنت أفعل في الحياة ما الله أعلم به فأما الآن فإني لا أجد أحدا أحق به من هؤلاء. لا أدخل عليهم في رباعهم أحدا.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن ابن عمر اشتكى فذكروا له الوصية فقال: الله أعلم ما كنت أصنع في مالي. وأما رباعي وأرضي فإني لا أحب أن أشرك مع ولدي فيها أحدا.

قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق عن نافع أن ابن عمر كان يقول: اللهم لا تجعل منيتي بمكة.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون والفضل بن دكين قالا: أخبرنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي قال: سألت مولى لعبد الله بن عمر عن موت عبد الله بن عمر قال فقال: أصابه رجل من أهل الشام بزجه في رجله. قال فأتاه الحجاج يعوده فقال: لو أعلم الذي أصابك لضربت عنقه. فقال عبد الله: أنت الذي أصبتني. قال: كيف؟

قال: يوم أدخلت حرم الله السلاح.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العوام بن حوشب قال: حدثني عياش العامري عن سعيد بن جبير قال: لما أصاب ابن عمر الخبل الذي أصابه بمكة فرمي حتى أصاب الأرض فخاف أن يمنعه الألم فقال: يا ابن أم الدهماء اقض بي المناسك. فلما اشتد وجعه بلغ الحجاج فأتاه يعوده فجعل يقول: لو أعلم من أصابك لفعلت وفعلت. فلما أكثر عليه قال: أنت أصبتني. حملت السلاح في يوم لا يحمل فيه السلاح. فلما خرج الحجاج قال ابن عمر: ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث: ظمء الهواجر ومكابدة الليل وألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا.

قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدثنا أبي قال: سمعت أبا بكر بن عبد الله بن عوذ الله شيخا من بني مخزوم يحدث قال: لما أصيبت رجل ابن عمر أتاه

الحجاج يعوده فدخل فسلم عليه وهو على فراشه. فرد عليه السلام. فقال الحجاج: يا أبا عبد الرحمن هل تدري من أصاب رجلك؟ قال: لا. قال: أما والله لو علمت من أصابك لقتلته. فأطرق ابن عمر فجعل لا يكلمه ولا يلتفت إليه. فلما رأى ذلك الحجاج وثب كالمغضب فخرج يمشي مسرعا حتى إذا كان في صحن الدار التفت إلى من خلفه فقال: إن هذا يزعم أنه يريد أن نأخذ بالعهد الأول.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا إسحاق بن سعيد عن سعيد. يعني أباه.

قال: دخل الحجاج يعود ابن عمر وعنده سعيد. يعني سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص. وقد أصاب رجله. قال: كيف تجدك يا أبا عبد الرحمن؟ أما إنا لو نعلم من أصابك عاقبناه. فهل تدري من أصابك؟ قال: أصابني من أمر بحمل السلاح في الحرم لا يحل فيه حمله.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا أشرس بن عبيد قال: سألت سالم بن عبد الله بن عمر عما أصاب عبد الله بن عمر من جراحته فقال سالم: قلت يا أبت ما هذا الدم يسيل على كتف النجيبة؟ فقال: ما شعرت به فأنخ. فأنخت فنزع رجله من الغرز وقد لزقت قدمه بالغرز فقال: ما شعرت بما أصابني.

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا هاد بن زيد عن أيوب قال: قلت لنافع: ما كان بدء موت ابن عمر؟ قال: أصابته عارضة محمل بين إصبعين من أصابعه عند الجمرة في الزحام فمرض. قال فأتاه الحجاج يعوده فلما دخل عليه فرآه غمض ابن عمر عينيه. قال فكلمه الحجاج. فلم يكلمه. قال فقال له: من ضربك؟

من تتهم؟ قال: فلم يكلمه ابن عمر. فخرج الحجاج فقال: إن هذا يقول إني على الضرب الأول.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا عبد العزيز بن سياه قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت قال: بلغني عن ابن عمر في مرضه الذي مات فيه قال: ما أجدني آسى على شيء من أمر الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية.

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع أن ابن عمر أوصى رجلا أن يغسله فجعل يدلكه بالمسك.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا خالد بن أبي بكر عن سالم بن عبد الله

قال: مات ابن عمر بمكة ودفن بفخ سنة أربع وسبعين. وكان يوم مات ابن أربع وثمانين سنة.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: توفي عبد الله بن عمر سنة ثلاث وسبعين.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال: كان زج رمح رجل من أصحاب الحجاج قد أصاب رجل ابن عمر فاندمل الجرح. فلما صدر الناس انتقض على ابن عمر جرحه. فلما نزل به دخل الحجاج عليه يعوده فقال: يا أبا عبد الرحمن. الذي أصابك من هو؟ قال: أنت قتلتني. قال: وفيم؟ قال: حملت السلاح في حرم الله فأصابني بعض أصحابك. فلما حضرت ابن عمر الوفاة أوصى أن لا يدفن في الحرم وأن يدفن خارجا من الحرم. فغلب فدفن في الحرم وصلى عليه الحجاج. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال: قال ابن عمر عند الموت لسالم: يا بني إن أنا مت فادفني خارجا من الحرم فإني أكره أن أدفن فيه بعد أن خرجت منه مهاجرا. فقال: يا أبت إن قدرنا على ذلك. فقال: تسمعني أقول لك وتقول إن قدرنا على ذلك؟ قال: أقول الحجاج يغلبنا فيصلي عليك. قال فسكت ابن عمر.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني معمر عن الزهري عن سالم قال: أوصاني أبي أن أدفنه خارجا من الحرم فلم نقدر فدفناه في الحرم بفخ في مقبرة المهاجرين.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن عمر عن نافع قال: لما صدر الناس ونزل بابن عمر أوصى عند الموت أن لا يدفن في الحرم. فلم يقدر على ذلك من الحجاج. فدفناه بفخ في مقبرة المهاجرين نحو ذي طوى. ومات بمكة سنة أربع وسبعين.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 4- ص: 105

عبد الله بن عمر بن الخطاب توفي بمكة سنة أربع أو ثلاث، وقيل اثنتين وسبعين، وهو ابن أربع وثمانين سنة. قال ابن سيرين: كانوا يرون أعلم الناس بالمناسك ابن عمر بعد ابن عفان. وقال أبو إسحاق الهمداني: كنا عند ابن أبي ليلى في بيته فجاءه أبو سلمة ابن عبد الرحمن فقال: عمر كان عندكم أفضل أم ابنه؟ قالوا: لا بل عمر، فقال أبو سلمة: إن عمر كان في زمانه له فيه نظراء، وإن ابن عمر كان في زمانه ليس له فيه نظير. وقال مالك: أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة يفتي الناس في الموسم، وكان من أئمة الدين.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 49

عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي كان عالما وزاهدا ومتورعا وكاملا في معاني القرآن
توفي بمكة سنة ثلاث وسبعين

  • مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 4

عبد الله بن عمر بن الخطاب كنيته أبو عبد الرحمن كان مولده قبل الوحي بسنة لم يشهد بدرا وعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه ولم يره بلغ ثم عرض عليه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة فأجازه وكان من صالحي الصحابة وقرائهم وزهادهم ولم يشتغل في هذه الدنيا بالصفراء ولا بالتمتع بالبيضاء ولا ضم درهما إلى درهم وكان من أكثرهم تتبعا لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم استعمالا لها اعتزل الفتن وقعد في البيت عن الناس إلا أن يخرج حاجا أو معتمرا أو غازيا إلا أن أدركته المنية على حالته تلك بمكة وهو حاج سنة ثلاث وسبعين وبها دفن رضه

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 37

عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن، القرشي، ثم العدوي.
قال الحسن بن واقع، عن ضمرة: مات سنة ثلاث وسبعين.
وقال عبد العزيز، عن مالك بن أنس: بلغ ابن عمر سبعا وثمانين سنة.
وقال هشام بن عبد الملك: حدثنا علي بن سحيم، عن ابن عون، قال: كتبت إلى نافعٍ أسأله عن الدعوة قبل القتال؟ فكتب: أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارون، وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل المقاتلة، وسبى الذرية، وسبى يومئذٍ جويرية بنت الحارث.
حدثني بذلك عبد الله بن عمر، وكان في ذلك الجيش.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1

عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن، القرشي، العدوي.
سمع أباه، سمع منه نافع، والزهري.
كناه أبو بكر.
العمري.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1

عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن العدوي
شهد الأحزاب والحديبية عنه بنوه ونافع وزيد بن أسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم إن عبد الله رجل صالح وقال جابر ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ومال بها إلا بن عمر قال بن المسيب مات وما أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منه مات 74 ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن فرط بن رزاح بن عدي بن كعب العدوي كنيته أبو عبد الرحمن
عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو أبن أربع عشرة سنة فلم يجزه ولم يره بلغ وعرض عليه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة فأجازه وكان يوم أحد سنة ثلاث فكان مولد ابن عمر قبل الوحي بسنة اعتزل في الفتن عن الناس ومات سنة ثلاث وسبعين بمكة وهو ابن سبع وثمانين ودفن فيها بفخ
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه عمر في الإيمان والوضوء والطلاق وحفصة في الصلاة والحج والفضائل وعامر بن ربيعة في الجنائز وإحدى نسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج وعائشة في العتق وزيد بن ثابت في البيوع ورافع بن خديج في البيوع وعن ناس لم يسمهم في الأشربة وأبي لبابة في ذكر الجن وزيد بن الخطاب وأم المؤمنين غير مسماة في الفتن قال عمرو بن علي مات سنة أربع وسبعين بمكة ودفن بفخ وهو ابن أربع وثمانين
روى عنه يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن وسعد بن عبيدة ومحمد بن زيد بن عبد الله بن عمر وعكرمة بن خالد وسلام بن عبد الله بن عمر ونافع وعبيد الله بن دينار في الإيمان والوضوء وغيرها ومصعب بن سعد في الوضوء وواسع بن حبان وبلال بن عبد الله بن عمر في الصلاة وصدقة بن يسار وعون بن عبد الله بن عتبة وأبو سلمة بن عبد الرحمن وحفص بن عاصم وسعيد بن يسار وطاوس وحميد بن عبد الرحمن وعبد الله بن شقيق وأبو مجلز وعبيد الله بن عبد الله بن عثمان وأنس بن سيرين وعقبة بن حريث وعروة بن الزبير وعبد الله بن عبد الله بن عمر والحكم بن ميناء والقاسم بن محمد وسعيد بن الحارث الأنصاري في الجنائز وسعيد بن المسيب وأبو صالح وابن أبي مليكة وأبو حمزة في الزكاة وعمرو بن دينار في الصوم والحج والبيوع وموسى بن طلحة وجبلة بن سحيم في الصوم وغيره وسعيد بن عمرو بن سعيد في الصوم وزياد بن جبير ومحارب بن دثار وعبيد بن جريج ومحمد بن المنتشر في الحج وزيد بن جبير في الحج ووبرة بن عبد الرحمن وعلي
الأودي في الحج ويحنس مولى الزبير ويونس بن جبير وأبو الزبير وعبد الرحمن بن أيمن وسعيد بن جبير في اللعان وأبو الحكم وأبو نضرة وعبد الله بن مرة وزاذان وبسر بن سعيد وأسلم مولى عمر والشعبي وثابت البناني وأبو بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر وعبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر وزيد بن أسلم ومسلم بن يناق ومحمد بن عباد بن جعفر وعبد الله بن واقد وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة وأبو نوفل بن أبي عقرب ذكر ثناءه على عبد الله بن الزبير وعبد الله بن الحارث وصفوان بن محرز وعبيد الله بن مقسم وأبو العداس الشاعر

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

(ع) عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن العدوي المكي ثم المدني.
قال البرقي: كان ربعة يخضب بالصفرة توفي بمكة ودفن بذي طوى، ويقال: دفن بفخ مقبرة المهاجرين سنة أربع، وقيل: سنة خمس وسبعين، وله تسع وثمانون.
وقال ابن يونس: شهد الفتح بمصر واختط بها دار البركة، وروى عنه أكثر من أربعين رجلا من أهل مصر.
وقال ابن منده: شهد بدرا وأحدا من غير إجازة.
وقال أبو أحمد الحاكم: أول مشهد شهده أحد ثم الخندق.
وقال أبو نعيم الحافظ: كان من أملك شباب قريش عن الدنيا كان آدم طوالا له جمة مفروقة تضرب قريبا من منكبيه، يقص شاربه ويصفر لحيته، ويشمر إزاره، أعطي القوة في العبادة، وفي البضاع، وكان من التمسك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسبيل المبين، وأعطي المعرفة بالآخرة والإيثار لها حق اليقين لم تغره الدنيا ولم تفتنه كان من البكائين الخاشعين ودفن بسرف، وقيل: بالمحصب، وقيل: بذي طوى، وقيل: بفخ، وكان ربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا وكان لا يدمن اللحم شهرا إلا مسافرا أو رمضان وما مات حتى أعتق ألف إنسان أو زاد وتوفي بعد الحج.
وفي ’’ تاريخ دمشق ’’: كان اسمه العاصي، فسماه [ق 300/أ] النبي - صلى الله عليه وسلم -: عبد الله وكان ضخما.
وعن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب: شهد ابن عمر بدرا. قال الواقدي: هذا غلط بين، وكذا قاله أبو القاسم البلخي، وأبو القاسم البغوي انتهى.
وشهد الفتح وله عشرون سنة مات في دار خالد بن عبد الله بن أسيد.
وفي كتاب العسكري: دفن في حائط حرمان موضع بمكة وصلى عليه الحجاج وهو آخر من مات من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة.
وفي كتاب البغوي: كان يشبه أباه عمر، وكان لا يزر قميصه.
وقال ميمون: قومت كل شيء في بيته فما وجدته يسوى طيلساني، وكان أوصى سالما أن يدفنه خارج الحرم فلم يقدر فدفناه في الحرم.
وفي كتاب الزبير: لما أرسل عبد الملك يأمر الحجاج ألا يخالفه ثقل عليه أمره فأمر رجلا معه حربة - يقال إنها كانت مسمومة - فلما دفع الناس من عرفة لصق ذلك الرجل به فأمر الحربة على قدمه وهي في غرز رجله فمرض منها أياما ثم مات.
وفي كتاب ’’ الصحابة ’’ لأبي عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي: قدم المدينة وله اثنتا عشرة سنة قال: وروى عنه: عتبة بن مسلم، وأبو غطيف الهذلي، وشراحيل بن بكيل، وثابت بن يزيد الخولاني، ويزيد بن قاسط، وخديج بن صومي الحميري، وواهب المعافري، وقيصر مولى تجيب، وبكيل أبو شراحيل.
وفي ’’ الاستيعاب ’’ قيل: إن إسلامه قبل إسلام أبيه، وهذا لا يصح وكان عبد الله ينكر ذلك وأصح من ذلك قوله إن هجرته قبل هجرة أبيه وأجمعوا أنه لم يشهد بدرا واختلفوا في شهوده أحدا، وقال بعض أهل السير: إنه من بايع بالحديبية ولا يصح، وكان من أعلم الناس بمناسك الحج، ومات بمكة سنة ثلاث وسبعين لا يختلفون في ذلك. انتهى قد ذكرنا الخلاف في القولين قبل.
وفي ’’ الطبقات ’’ لابن سعد: له من الولد أبو بكر وأبو عبيدة وواقد وعبد الله وعمر وحفصة وسودة وعبد الرحمن وسالم وعبيد الله وحمزة وزيد وعائشة وبلال وأبو سلمة وقلابة.
وقال أبو عبد الله الأزدي في كتابه ’’ طبقات علماء القيروان ’’: عن ابن قتيبة: شهد بدرا وغزا إفريقية مرتين مرة مع ابن أبي السرح والثانية مع ابن خديج، وكان قد كف بصره وتوفي وهو ابن سبع وثمانين وصلى عليه أبان بن عثمان بن عفان.
وذكر أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم في كتابه ’’ طبقات علماء إفريقية ’’: أن عبد الله ولدت له أم ولد صبية ماتت فدفنها في مقبرة قريش التي بقرب باب مسلم فاتخذت مقبرة لمكان تلك الصبية.
وفي ’’ المعجم الكبير ’’ للطبراني: روى عنه: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبان بن عثمان بن عفان، وعيسى بن طلحة، ومسلم الخياط، وجنادة بن سلم، ووهب بن كيسان، ويعقوب بن عبد الله بن المغيرة بن الأخنس أبو علقمة مولى بني هاشم، ومحمد بن أبي حكيم، ومحمد بن قيس المدني أبو حازم، وعبد الله بن وهب بن زمعة، ومحمد بن المنكدر، وموسى بن أبي مسلم، وفروة بن قيس، وأبو عبد الله القراظ، وإبراهيم بن محمد بن حاطب، وعرفجة، وإسماعيل الشيباني، وعامر بن شراحيل الشعبي، وهذيل بن شرحبيل، وقيس بن أبي حازم، وخيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة، وحيان البارقي، وعبد العزيز بن حكيم الحضرمي وعائد بن نصيب [ق 300/ب] وسالم أبو عبد الله البزار، وعبد الملك بن عمير، ونفيع بن الحارث، وأبو داود الدارمي، وأبو جعفر مولى بن هاشم، وهانئ بن الحضرمي، ونعمان بن القراد، وصبيح شيخ لأبي معاوية قديم، وعبد الرحمن بن ذكوان خال منصور بن عبد الرحمن الغداني، وعبد الرحمن بن نعيم أخو الأعرج، وتميم بن سلمة، وعبد الله بن شريك، ومحمد بن رستم، والمسيب بن رافع، وإبراهيم بن يزيد التيمي، وزائدة بن عمير، وعمير بن أبي عمير، وسعيد مولى طلحة أبو حنظلة، وعمر بن هشام، وميسرة الأشجعي، وأبو هارون، ومعروف بن بشير، وعبد الله بن نابي، وغيلان مولى عثمان، ومسلم القرى، وأبو المعدل، وأبو عبيد السلمي، وأبو الخصيب، وحيان الهذلي، وخالد بن سلمة المخزرمي، وراشد أبو محمد الحماني، وأبو المليح عامر بن أسامة، والمغيرة بن مخادش، وسماك الحنفي، وعبد الواحد البناني، وأبو عمرو الندبي ثم قال: بشر بن حرب عنه فدل أنهما عنده اثنان، والجواب بن زياد، وعبد الله بن زيد أبو قلابة الجرمي، وجميل بن زيد، وإبراهيم بن عبيد، وعبيد الله بن سالم، وعون العقيلي وعبد الله بن يوسف، وأبو عنبسة والمخارق بن أبي المخارق، وعبد الكريم بن الحارث، وأبو عبد الله القرشي، وعبد الله بن حجيرة، وأبو غطيف، وعقبة بن مسالم، وعبد الله بن رافع، وشقى الأصبحي، ومحمد بن النبيل الفهري، وأبو بكر بن زيد بن سرحين، وبزيغ أبو عمر.
وفي كتاب الصريفيني: لما أنكر على الحجاج نصب المنجنيق وقتل ابن الزبير، أمر الحجاج بقتله فضربه رجل من أهل الشام ضربة، فلما أتاه الحجاج عائدا، قال له ابن عمر: تقتلني ثم تعودني كفى بالله حكما بيني وبينك.
وقال ضمرة: توفي سنة ثنتين أو ثلاث وسبعين.
وذكره أبو عروبة فيمن أسلم قديما.
وفي ’’ مرج البحرين ’’ عن مالك: حج ستين حجة وأعتق ألف رأس وحبس ألف فرس.
وذكر عنه ابن شعبان: أنه اعتمر ألف عمرة وكان من أكرم أهل زمانه.
قال ميمون بن مهران: أتاه اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس فلم يقم حتى فرقها.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 8- ص: 1

عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح
بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب العدوي كنيته أبو عبد الرحمن عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو بن أربع عشرة سنة فلم يجزه ولم يره بلغ وعرض عليه يوم الخندق وهو بن خمس عشرة فأجازه وكان يوم سنة خمس فكان مولد بن عمر قبل الوحي بسنة اعتزل في الفتن عن الناس مات سنة ثلاث وسبعين بمكة وهو بن سبع وثمانين سنة وكان بن عمر يصفر لحيته ودفن بفخ ومن أولاده عبد الله وعبيد الله وسالم وعاصم وحمزة وبلال وواقد سوى البنات وأم عبد الله بن عمر زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وكان قد عمي

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب
حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي، نا أبو نعيم، نا مسعرٌ، عن عطية، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فواحدةً أو ركعةً»
حدثنا بشر بن موسى، نا خلاد بن يحيى، نا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل مثنى مثنى»
حدثنا الحسن بن سهل بن عبد العزيز، نا أبو عاصم، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من الفطرة تقليم الأظافير، وقص الشوارب، وحلق العانة»
حدثنا الحارث بن أبي أسامة، نا يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من جاء إلى الجمعة فليغتسل»
حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا آدم بن أبي إياس، نا شعبة، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم»
حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، نا عمرو بن مرزوق، نا مالكٌ، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخيل معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة»
حدثنا عبيد بن الحكم القزاز بالبصرة، نا عبد الله بن رجاء، نا أبو حفص بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما صنع المنبر حن الجذع»
حدثنا محمد بن شاذان الجوهري، نا هوذة، نا عوفٌ، عن محمد بن سيرين، عن رجل، عن ابن عمر قال: ’’ حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات: ركعتين صلاة الفجر، وركعتين قبل صلاة الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء ’’

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1

عَبد اللَّهِ بن عمر بن الخطاب (ع)
أبو عبد الرحمن العدويُّ، المدنيُّ، الفقيه. أحدُ الأئمة في العلم والعمل.
شهد الخندق، وهو من أهل بيعة الرضوان.
وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاح.
وقال الثوري: يقتدى بعمر في الجماعة، وبابنه في الفرقة.
وقال ابن الحنفية: كان ابن عمر حبر هذه الأمة.
وقال جابر: ما منا إلا من مالت به الدنيا ومال بها إلا عبد الله بن عمر.
توفي في أول سنة أربعٍ وسبعين. رضي الله عنه.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوى، أبو عبد الرحمن:
أسلم قبل احتلامه صغيرا مع أبيه، وقيل قبله، ولا يصح، وبايع قبل أبيه في بيعة الرضوان، وأجمعوا على أنه لم يشهد بدرا.
واختلفوا في شهوده أحدا، والصحيح: أن أول مشاهده الخندق.
وكان لا يتخلف عن السرايا التي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد ما بعد الخندق من
المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد غزوة مؤتة واليرموك، وفتح مصر وأفريقية، ولم يشهد حروب على رضي الله عنه، لإشكالها عليه، ثم ندم على ذلك، وأريد على المبايعة بعد عثمان، فأبى، لتوقع قتال، وقال: لو اجتمع على أهل الأرض إلا أهل فدك ما قاتلتهم.
وكان مولعا بالحج والعمرة، يقال: إنه حج ستين حجة، واعتمر ألف عمرة.
وكان من أهل العلم والورع، كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، شديد التحرى والاحتياط، والتوانى في فتواه، وأفتى في الإسلام ستين سنة.
وكان كثير الصوم والصدقة، ربما يتصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا.
وكان إذا اشتد عجبه بشيء من ماله، تقرب به إلى الله عزوجل، ويقال إنه أعتق ألف رقبة، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا كثيرا.
روى عنه: بنوه وحفدته، وجماعة.
وتوفى بعد ابن الزبير بثلاثة أشهر، وقيل ستة أشهر. وذلك في سنة ثلاث وسبعين. قاله أبو نعيم، وأحمد بن حنبل وغيرهما. وقيل مات سنة أربع وسبعين، قاله الواقدي، وكاتبه ابن سعد، وخليفة بن خياط، وغير واحد، ومنهم: ابن زبر. وقال: إنه أثبت، وخطأ أبا نعيم في قوله، وعلل ذلك بأن رافع بن خديج مات سنة أربع وسبعين، وابن عمر حى، وحضر جنازته.
ولم يختلفوا في أنه توفى بمكة، واختلفوا في موضع قبره، فقيل: بذى طوى في مقبرة المهاجرين، وقيل: بالمحصب. وقال بعض الناس: بفخ، وهو وادى الزاهر فيما قيل. وهو بفاء وخاء معجمة، والصحيح أنه دفن بالمقبرة العليا عند ثنية أذاخر، كما في تاريخ الأزرقي وغيره، وهو يقرب من قول من قال: إنه دفن بالمحصب، ولا يصح بوجه ما يقوله الناس، من أنه مدفون بالجبل الذي بالمعلاة.
وقد أوضحنا ذلك أكثر من هذا، في تآليفنا التي هي على نمط تاريخ الأزرقي. والله أعلم.
وكان أوصى أن يدفن في الحل، فلم يقدر على ذلك من أجل الحجاج، وهو السبب في موته؛ لأن شخصا زجه بأمره برمح مسموم في رجله؛ لأن ابن عمر كان يتقدم عليه في المناسك، وينكر عليه ما يقع منه. وصلى عليه الحجاج. وكان له من العمر، أربع وثمانون سنة، وقيل: ست وثمانون.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1

عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن
له صحبة روى عنه جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس والأغر المزني والقاسم بن محمد بن أبي بكر وابنه سالم.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 5- ص: 1