الشيخ السديد عبد الله بن علي بن داود بن المبارك، ابو المنصور، شرف الدين بن سديد الدين، وغلب عليه لقب ابيه فعرف بالشيخ السديد: شيخ الطب، ورئيس الاطباء في الديار المصرية، في عصره. خدم خمسة من الخلفاء الفاطميين، اولهم الآمر بأحكام الله، وآخرهم العاضد. ثم خدم السلطان صلاح الدين الايوبي مدة مقامه بالقاهرة. وعاش عمرا طويلا وجمع ثروة كبيرة. وهو من بيت علم بالطب، وكان ابوه طبيبا للخلفاء قبله. له اخبار. ووفاته بالقاهرة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 105

الشيخ السديد الطبيب عبد الله بن علي هو القاضي الرئيس شرف الدين السديد، أبو منصور ابن الشيخ السديد أبي الحسن الطبيب. غلب عليه لقب والده فلا يعرف إلا بالسديد. كان عالما بصناعة الطب خبيرا بها أصلا وفرعا، كثير الدربة حسن الأعمال باليد. خدم من الخلفاء المصريين خمس خلفاء: الآمر والحافظ والظافر والفائز والعاضد. وخدم بعدهم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب. ولم يزل على رياسة الطب إلى أن توفي سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة. وأول ما أدخله أبوه الشيخ السديد إلى الآمر فصده فأعجبه حركاته وقال له: أحسنت! وأطلق له من الأنعام والهبات والجاري شيئا كثيرا، وأمره بملازمة القصر، وحصل له في يوم واحد من المعالجة لبعض الخلفاء ثلاثة آلاف دينار مصرية. ولما وصل المهذب النقاش من بغداد إلى دمشق أقام بها مدة ولم يحصل له ما يقول بكفايته وبلغته أخبار الخلفاء المصريين فتاقت نفسه إلى الديار المصرية وتوجه إليها واجتمع بالشيخ السديد وعرفه أمره فلما سمع كلامه قال له: كم يكفيك؟ قال: عشرة دنانير في كل شهر! فقال له: لا! هذا القدر لا يكفيك! وأمر له بخمس عشرة دينارا وأعطاه بيتا إلى جانبه وفرشة وبغلة جارية حسناء وخلعة سنية وقال: هذا لك في كل شهر وما تحتاج إليه من الكتب وغيرها يأتيك على وفق المراد بشرط أن لا تتطاول إلى الاجتماع بأحد من أرباب الدولة، ولا تطلب شيئا من جهة الخلفاء، فقبل ذلك، ولم يزل المهذب النقاش على ذلك بالقاهرة إلى أن عاد إلى دمشق. وكان الشيخ السديد قد رأى في منامه أن داره احترقت فانتبه مرعوبا وشرع في عمارة دار أخرى قريبة منها وحث الصناع على عمارتها فكملت ولم يبق إلا مجلس واحد وينتقل إليها فاحترقت الدار التي هو ساكنها وذهب له فيها من الأثاث والآلات والأمتعة شيء كثير جدا.، ووقعت براني كبار وخوابي ممتلئة من الذهب المصري وتكسرت وتناثر ما فيها في الحريق والهدم وشاهده الناس وبعضه انسبك وكان ذلك ألوفا كثيرة. وكتب إليه الحسين بن علي بن إبراهيم الجويني الكاتب:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0

السديد إمام الطب، بقراط العصر، شرف الدين، أبو المنصور عبد الله بن علي بن داود بن مبارك.
أخذ الفن عن أبيه الشيخ السديد، وعدلان بن عين زربي.
وسمع بالثغر من ابن عوف، وصار رئيس الأطباء بمصر، وخدم ملوكها، وأخذ عنه الأطباء، وأقبلت عليه الدنيا، وخدم العاضد صاحب مصر، وطال عمره.
أخذ عنه شيخ الأطباء النفيس بن الزبير، فروى عنه أنه دخل مع أبيه على الآمر العبيدي.
وحكى ابن أبي أصيبعة عن أسعد الدين أن السديد حصل له في نهار ثلاثون ألف دينار.
ونقل عنه ابن الزبير أنه ختن ولدي الحافظ لدين الله، فحصل له من ذلك نحو خمسين ألف دينار.
وكان السلطان صلاح الدين يحترمه، ويعتمد على طبه.
مات سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة. وقيل: اسمه داود.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 468