الدينوري عبد الله بن عبد الرحمن الدينوري، ابو القاسم: اديب، من رؤساء الكتاب ووجوه العمال بخراسان. ينتسب إلى العباس ابن عبد المطلب. قال الثعالبي: مصنفاته في محاسن الآداب تربى على الثلاثين، وله شعر كثير.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 96
عبد الله بن عبد الرحمن الدينوري، أبو القاسم: من رؤساء الأدباء، ورؤوس الكتاب، ووجوه العمال بخراسان، قيل إنه من أولاد العباس بن عبد المطلب.
له مصنفات وأشعار، منها في وصف الخمر:
كأنها في يد الساقي المدير لها | عصارة الخد في ظرف من الآل |
لم تبق منها الليالي في تصرفها | إلا كما أبقت الأيام من حالي |
يا لعصر الخلاعة المحمود | ولظل الشبيبة الممدود |
وللهوي ولذتي وسروري | ولسفكي دم ابنة العنقود |
وارتشافي الرضاب من برد الثغ | ر وشمي عليه ورد الخدود |
وغدوي إلى مجالس علم | ورواحي إلى كواعب غيد |
في قميص من السرور مذال | ورداء من الشباب جديد |
ولأيامي القصار اللواتي | كن بيضا قد حليت بالسعود |
غير الدهر حالها فاستحالت | مظلمات من الليالي السود |
وأتاني من المشيب نذير | غض مني وفت في مجلودي |
وتدانت له خطاي برغمي | وتحانى لها خضوعا عمودي |
وتيقنت أنني من مسيري | إثر شرخ الشباب غير بعيد |
شوقي إليك كشوق المدنف الحرض | إلى الطبيب الذي يشفي من المرض |
فإن يكن لك عني يا أخي عوض | فلا وحقك ما لي عنك من عوض |
أنا أشكو إليك فقد نديم | قد فقدت السرور منذ تولى |
كان لي مؤنسا يسلي همومي | بأحاديث من منى النفس أحلى |
فتفضل به علي فإني | لست إلا بمثله أتسلى |
أشكو إلى الله ضيق ذات يدي | قد مات صبري وخانني جلدي |
وقد جفاني الأنام قاطبة | حتى عبيدي وعقني ولدي |
لو كنت أعلم أني والد ولدا | يكون لا كان في عيني كالرمد |
فلا أسر على طول الحياة به | جببت نفسي كي أبقى بلا ولد |
وقد تمنيت لو أن المنى نفعت | ولا مرد لحكم الواحد الصمد |
وقلت لو أن قولي كان ينفعني | يا ليت أني لم أولد ولم ألد |
أما ترى شجر النارنج طالعة | نجومها في غصون لدنة ميل |
كأنها بين أوراق تحف بها | زهر المصابيح في خضر القناديل |
بأبي أنت وقد طب | ت لنا ضما وشما |
طاب فوك العذب و | العين وشيء لا يسمى |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1536