عبد الله بن طاهر عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب ابن رزيق الخزاعي، بالولاء، ابو العباس: امير خراسان، ومن اشهر الولاة في العصر العباسي. اصله من(باذغيس) بخراسان. وكان جده الاعلى (زريق) منموالي طلحة ابن عبد الله (المعروف بطلحة الطلحات) وولي صاحب الترجمة امرة الشام، مدة. ونقل إلى مصر سنة 211هـ ، فاقام ينة، ونقل إلى الدينور. ثم ولاه المأمون خراسان، وظهرت كفاءته فكانت له طبرستان وكرمان وخراسان والري والسواد وما يتصل بتلك الاطراف. واستمر إلى ان توفى بنيسابور (وقيل: بمرو) وللمؤرخين اعجاب باعمالهوثناء عليه، قال ابن الاثير: كان عبد الله من اكثر الناس بذلا للمال، مع علم ومعرفة وتجربة، وللشعراء فيه مرات كثيرة. وقال ابن خلكان: كان عبد الله سيدا نبيلا عالي الهمة شهما، وكان المأمون كثير الاعتماد عليه. وقال الذهبي في دول الاسلام: كان عبد الله منكبار الملوك. وقال الشابشتي: كان المأمون تبناه ورباه.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 93

الخزاعي الأمير عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق بن ماهان الخزاعي أبو العباس. كان نبيلا، عالي الهمة، شهما، وكان المأمون كثير الاعتماد عليه لذاته، ورعاية لحق والده. وكان واليا على الدينور، فلما خرج بابك الخرمي على خراسان وأوقع الخوارج بأهل قرية الحمراء من أعمال نيسابور وأكثروا فيها الفساد بعث المأمون إليه يأمره بالخروج إلى خراسان، فخرج إليها في نصف شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة ومائتين وحارب الخوارج، وقدم نيسابور في رجب سنة خمس عشرة ومائتين، وكان المطر قد انقطع عنها تلك السنة، فلما دخلها أمطرت مطرا كثيرا فقام إليه رجل بزاز من حانوته وأنشده:

وفيه يقول أبو تمام الطائي - وقد قصده من العراق، فلما انتهى إلى قومس وقد طالت عليه المشقة وبعدت الشقة:
ولما وصل إليه أنشده قصيدته التي يقول فيها:
وكان عبد الله ظريفا جيد الغناء، نسب إليه صاحب الأغاني أصواتا كثيرة نقلها عنه أهل الصنعة. وكان بارع الأدب، حسن الشعر ومن شعره:
وقيل إنها لأصرم بن حميد. ومن مشهور شعر عبد الله بن طاهر:
ولما افتتح عبد الله بن طاهر مصر سوغه المأمون خراجها سنة فصعد المنبر فلم ينزل حتى أجاز به كله، وكان ثلاثة آلاف ألف دينار أو نحوها، وقبل نزوله أتاه معلى الطائي وقد أعلموه لما صنع عبد الله بالناس في الجوائز وكان عليه واجدا، فوقف بين يديه تحت المنبر فقال: أصلح الله الأمير! أنا معلى الطائي ما كان منك من جفاء وغلظ فلا يغلظ علي قلبك ولا يستخفنك ما بلغك، أنا الذي أقول:
فضحك عبد الله وسر بها وقال: يا أبا السمراء بالله أقرضني عشرة آلاف دينار فما أمسيت أملكها فأقرضه إياها فدفعها إلى معلى الطائي. ومن كلامه: سمن الكيس ونيل الذكر لا يجتمعان في موضع واحد. وتنقل في الأعمال الجليلة ولما وصل إلى مصر وقف على بابها وقال: أخزى الله فرعون! ملك مثل هذه القرية، فقال: أنا ربكم الأعلى ما كان أخبثه وأدنى همته! والله لا دخلتها! وكان جوادا، ممدحا وفد عليه دعبل الخزاعي فوصل إليه منه ثلاث مائة ألف درهم. وقيل: إنه وقع مرة على رقاع فبلغ ذلك ألفي ألف درهم وسبعمائة ألف درهم. وحكاياته في الجود كثيرة بالغة، وفيه يقول بعض الشعراء وهو بمصر:
وذكر الوزير ابن المغربي في كتاب أدب الخواص أن البطيخ العبدلاوي الموجود بالديار المصرية منسوب إلى عبد الله المذكور. وتأدب عبد الله في صغره، وقرأ العلم والفقه، وسمع من وكيع ويحيى بن الضريس وعبد الله المأمون. ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، وتوفي سنة ثلاثين ومائتين، وقيل: سنة ثمان وعشرين.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0

عبد الله بن طاهر ابن الحسين بن مصعب؛ الأمير العادل، أبو العباس حاكم خراسان، وما وراء النهر.
تأدب، وتفقه، وسمع من: وكيع، ويحيى بن الضريس، والمأمون.
روى عنه: ابن راهويه، ونصر بن زياد، والفضل بن محمد الشعراني، وعدة.
وله يد في النظم والنثر.
قلده المأمون مصر وإفريقية، ثم خراسان، وكان ملكا مطاعا، سائسا، مهيبا، جوادا، ممدحا، من رجال الكمال.
وقيل: إنه وقع مرة على رقاع بصلات، فبلغت ألفي ألف وسبعمائة ألف.
وقد ارتحل إلى بابه أبو تمام، وامتدحه.
وكان يقول: سمن الكيس، ونبل الذكر لا يجتمعان. وبعد هذا، فخلف أربعين ألف ألف درهم!
ولما مرض، تاب، وكسر الملاهي، وافتك الأسرى.
ومات بالخانوق، سنة ثلاثين ومائتين، وله ثمان وأربعون سنة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 9- ص: 73