أبو صخر الهذلي عبد الله بن سلمة السهمي، من بني هذيل بن مدركة: شاعر، من الفصحاء. كان في العصر الاموي، مواليا لبني مروان، متعصبا لهم، وله في عبد الملك واخيه عبد العزيز مدائح. وكان قد حبسه عبد الله بن الزبير عاما واطلقه بشفاعة رجال من قريش وهو صاحب الابيات المهورة التي اولها:
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها | فلما اتقضى ما بيننا سكن الدهر. |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 90
أبو صخر الهذلي الشاعر اسمه عبد الله بن مسلم.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
أبو صخر الهذلي عبد الله بن مسلم الهذلي. كان شاعرا مواليا لبني أمية وهو المعروف بأبي صخر. لما ظهر عبد الله بن الزبير بالحجاج دخل عليه أبو صخر الهذلي، وكان عارفا بهواه في بني أمية فمنعه عطاءه، فقال له: علام تمنعني حقا لي، وأنا امرؤ مسلم، ما أحدثت في الإسلام حدثا، ولا أخرجت من طاعة يدا، فقال: عليك ببني أمية فاطلب عطاءك عندهم! فقال: إذا أجدهم سبطا أكفهم، سمحة أنفسهم بذلا لأموالهم وأبين لمجتديهم، كريمة أعراقهم، شريفة أصولهم، زاكية فروعهم، قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبهم وسببهم ليسوا بأذناب ولا وشائظ ولا أتباع، ولا هم في قريش كفقعة القاع، لهم السؤدد في الجاهلية، والملك في الإسلام لاكمن لا يعد في عيرها و لا نفيرها، ولا حكم آباؤه في نقيرها ولا قطميرها. ليس من أحلافها المطيبين. ولا من ساداتها المطعمين، ولا جودائها الوهابين، ولا من هاشمها المنتخبين، ولا عبد شمسها المسودين، كيف تقابل الرؤوس بالأذناب؟ أين النصل من الجفن، والسنان من الزج، والذنابى من القدامى؟ وكيف يفضل الشحيح على الجواد، والسوقة على الملك، والمجيع بخلا على المطعم فضلا؟ فغضب ابن الزبير حتى ارتعدت فرائصه، وعرق جبينه واهتز من قرنه إلى قدمه وامتقع لونه ثم قال: يا ابن البوالة على عقبيها. يا جلف، يا جاهل، أم والله لولا الحرمات الثلاث: حرمة الإسلام وحرمة الحرم، وحرمة الشهر الحرام لأخذت ما فيه عيناك. ثم أمر به إلى سجن عارم فحبس فيه مدة، ثم استوهبته قريش وهذيل ومن له من قريش خؤولة في هذيل، فأطلقه بعد سنة، وأقسم ألا يعطيه عطاء مع المسلمين أبدا. ولما كان عام الجماعة وولي عبد الملك وحج فلقيه أبو صخر، فلما رآه عبد الملك قربه وأدناه وقال: لم يخف علي خبرك مع الملحد ولا ضاع لك عندي هواك ولا موالاتك فقال: إذا شفى الله نفسي ورأيته قتيل سيفك، وصريع أوليائك، مصلوبا مهتوك الستر مفرق الجمع فما أبالي ما فاتني من الدنيا، ثم استأذنه في الإنشاد فأذن له فمثل قائما وأنشأ يقول:
عفت ذات عرق عصلها فرئامها | فدهناؤها وحش وأجلى سوامها |
إلى عقد الجرعاء من جمل أقفرت | وكان بها مصطافها ومقامها |
إذا اعتلجت فيها الرياح فأدلجت | عيشا جرى في جانبيها قمامها |
وإن معاجي في القتام وموقفي | بدارسة الربعين بال ثمامها |
لجهل ولكني أجلي ضمانة | وأضعف أسرار الفؤاد سقامها |
فأقصر فلا ما قد مضى لك راجع | ولا لذة الدنيا يدوم دوامها |
وفد أمير المؤمنين الذي رمى | بجأواء جمهور تسيل إكامها |
من ارض قرى الزيتون مكة بعدما | غلبنا عليها واستحل حرامها |
وإذ عاث فيها الفاسقون وأفسدوا | فخيفت أقاصيها وطار حمامها |
فشج بهم عرض الفلاة تعسفا | إذا الأرض أخفى مستواها علامها |
له عسكر طاحي الصفوف عرمرم | وجمهورة يثني العدو اقتحامها |
فطهر منهم بطن مكة بعدما | أبى الضيم والميلاء حين يسامها |
فدع ذا وبشر شاعري أم خالد | بأبيات ما خزي طويل عرامها |
فإن تبد تجدع منخراك بمدية | مشرشرة حرى حديد حسامها |
وإن تخف منها أو تخف من أذاتنا | تنوشك نابا حية وسمامها |
فلولا قريش لا سترقت عجوزهم | وطال على قطبي رحاها احتزامها |
هم البيض إقداما وديباج أوجه | وغيث إذا الجوزاء قل رهامها |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0