ابن أبي سرح عبد الله بن سعد بن ابي سرح القرشي العامري، من بني عامر بن لؤي، من قريش: فاتح افريقية، وفارس بني عامر. من ابطال الصحابة. اسلم قبل فتح مكة، وهو من اهلها. وكان من كتاب الوحي للنبي (ص) وكان ميمنة عمرو بن العاص حين افتتح مصر. وولي مصر سنة25هـ ، بعد عمرو بن العاص فاستمر نحو 12 عاما، زحف في خلالها إلى افريقية بجيش فيه الحسن والحسين ابنا علي، وعبد الله بن عباس، وعقبة بن نافع. ولحق بهم عبد الله بن الزبير. فافتتح ما بين طرابلس الغرب وطنجة، ودانت له افريقية كلها. وغزا الروم بحرا، وظفر بهم في معركة (ذات الصواري) سنة 34هت، وعاد إلى المشرق. ثم بينما كان في طريقه، بين مصر والشام، علم بمقتل عثمان وان عليا ارسل إلى مصر واليا آخر (هو قيس بن سعد بن عبادة) فتوجه إلى الشام، قاصدا معاوية، واعتزل الحرب بينه وبين علي (بصفين) ومات بعسقلان فجأة، وهو قائم يصلي. وهو اخو عثمان بن عفان من الرضاع. واخباره كثيرة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 88

عبد الله بن سعد بن أبي سرح (ب د ع) عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، قريش الظواهر، وليس من قريش البطاح، يكنى أبا يحيى، وهو أخو عثمان بن عفان من الرضاعة أرضعت أمه عثمان.
أسلم قبل الفتح، وهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد مشركا، وصار إلى قريش بمكة، فقال لهم: إني كنت أصرف محمدا حيث أريد، كان يملي علي: «عزيز حكيم» فأقول: «أو عليم حكيم» ؟ فيقول: «نعم، كل صواب». فلما كان يوم الفتح أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله وقتل عبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة ولو وجدوا تحت أستار الكعبة. ففر عبد الله بن سعد إلى عثمان بن عفان، فغيبه عثمان حتى أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما اطمأن أهل مكة، فاستأمنه له، فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا، ثم قال: «نعم. فلما انصرف عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله: ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه. فقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي يا رسول الله؟
فقال: إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين».
وأسلم ذلك اليوم فحسن إسلامه، ولم يظهر منه بعد ذلك ما ينكر عليه. وهو أحد العقلاء الكرماء من قريش، ثم ولاه عثمان بعد ذلك مصر سنة خمس وعشرين، ففتح الله على يديه إفريقية، وكان فتحا عظيما بلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف مثقال، وسهم الراجل ألف مثقال. وشهد معه هذا الفتح عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص. وكان فارس بني عامر بن لؤي، وكان على ميمنة عمرو بن العاص لما افتتح مصر، وفي حروبه هناك كلها، فلما استعمله عثمان على مصر وعزل عنها عمرا، جعل عمرو يطعن على عثمان ويؤلب عليه، ويسعى في إفساد أمره.
وغزا عبد الله بن سعد بعد إفريقية الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين. وهو الذي هادنهم الهدنة الباقية إلى اليوم، وغزا غزوة الصواري في البحر إلى الروم.
ولما اختلف الناس على عثمان رضي الله عنه، سار عبد الله من مصر يريد عثمان، واستخلف على مصر السائب بن هشام بن عمرو العامري، فظهر عليه محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة ابن أمية الأموي، فأزال عنها السائب، وتأمر على مصر، فرجع عبد الله بن سعد فمنعه محمد بن أبي حذيفة من دخول الفسطاط، فمضى إلى عسقلان فأقام حتى قتل عثمان، وقيل: بل أقام بالرملة حتى مات، فارا من الفتنة. وقد ذكرنا هذه الحروب والحوادث مستقصاة في «الكامل» في التاريخ.
ودعا عبد الله بن سعد فقال: «اللهم اجعل خاتمة عملي الصلاة». فصلى الصبح فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن والعاديات، وفي الثانية بأم القرآن وسورة، وسلم عن يمينه، ثم ذهب يسلم عن يساره فتوفي، ولم يبايع لعلي ولا لمعاوية. وقيل: بل شهد صفين مع معاوية.
وقيل: لم يشهدها. وهو الصحيح.
وتوفي بعسقلان: سنة ست وثلاثين، وقيل: سنة سبع وثلاثين. وقيل: بقي إلى آخر أيام معاوية، فتوفي سنة تسع وخمسين. والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد وهم ابن منده وأبو نعيم في نسبه، فإنهما قدما «حبيبا» على «الحارث»، وليس بشيء، ثم قالا: «جذيمة بن نصر بن مالك». وإنما جذيمة هو ابن مالك. ثم قالا: «القرشي من بني معيص». وهذا وهم ثان، فإن حسلا أخوه معيص بن عامر، وليس باب له، ولا ابن، والصواب تقديم «الحارث» على «حبيب». قال الزبير بن بكار- وإليه انتهت المعرفة بأنساب قريش- قال: «وولد عامر بن لؤي بن غالب: حسل بن عامر، ومعيص بن عامر، فولد حسل بن عامر: مالك بن حسل، فولد مالك بن حسل: نصرا وجذيمة ابن مالك بن حسل»، ثم ذكر ولد نصر بن مالك، ثم قال: «وولد جذيمة، وهو شحام بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي- حبيبا وهو ابن شحام، فولد حبيب بن جذيمة: الحارث، فولد الحارث بن حبيب: ربيعة، وأبا سرح، وولد أبو السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة ابن مالك بن حسل: سعدا، فولد: سعد عبد الله بن سعد- وكان أخا عثمان من الرضاعة».
هذا معنى ما قاله الزبير، ومثله قال ابن الكلبي.
حبيب: بضم الحاء المهملة، وتخفيف الياء تحتها نقطتان، قاله الكلبي وابن ماكولا وغيرهما. وقال الكلبي: إنما ثقله «حسان» للحاجة. وقال ابن حبيب: هو حبيب، بتشديد الياء.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 677

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 260

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 155

عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب، بالمهملة مصغرا، ابن حذافة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري.
وأدخل بعضهم بين حذافة ومالك نصرا. والأول أشهر. يكنى أبا يحيى، وكان أخا عثمان من الرضاعة، وكانت أمة أشعرية، قاله الزبير بن بكار.
وقال ابن سعد: أمها مهابة بنت جابر. قال ابن حبان: كان أبوه من المنافقين الكفار، هكذا قال، ولم أره لغيره.
وروى الحاكم من طريق السدي، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: لما كان يوم فتح مكة أمن النبي صلى الله عليه وسلم الناس كلهم إلا أربعة نفر، وامرأتين: عكرمة، وابن خطل، ومقيس بن صبابة، وابن أبي سرح... فذكر الحديث، قال: فأما عبد الله فاختبأ عند عثمان، فجاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يبايع الناس، فقال: يا رسول الله، بايع عبد الله، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: «ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن مبايعته فيقتله».
ومن طريق يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فأزله الشيطان فلحق بالكفار، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتل- يعني يوم الفتح، فاستجار له عثمان، فأجاره النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أبو داود. وروى ابن سعد من طريق ابن المسيب، قال: كان رجل من الأنصار نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله، فذكر نحوا من حديث مصعب بن سعد عن أبيه.
وروى الدار الدارقطني، من حديث سعيد بن يربوع المخزومي نحو ذلك، من طريق الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بمعناه.
أوردها ابن عساكر من حديث عفان أيضا، وأفاد سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان أن الأنصاري الذي قال: هلا أومأت إلينا هو عباد بن بشر، قال: وقيل إن الذي قال ذلك هو عمر.
وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، واختط بها، وكان صاحب الميمنة في الحرب مع عمرو بن العاص في فتح مصر، وله مواقف محمودة في الفتوح، وأمره عثمان على مصر، ولما وقعت الفتنة سكن عسقلان، ولم يبايع لأحد، ومات بها سنة ست وثلاثين، وقيل: كان قد سار من مصر إلى عثمان، واستخلف السائب بن هشام بن عمير، فبلغه قتله، فرجع فغلب على مصر محمد بن أبي حذيفة فمنعه من دخولها، فمضى إلى عسقلان، وقيل: إلى الرملة، وقيل: بل شهد صفين، وعاش إلى سنة سبع وخمسين. وذكره ابن مندة.
قال البغوي: له عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد وحرفه، ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة.
وذكره ابن سعد في تسمية من نزل مصر من الصحابة، وهو الذي افتتح إفريقية زمن عثمان، وولى مصر بعد ذلك، وكانت ولايته مصر سنة خمس وعشرين، وكان فتح إفريقية
من أعظم الفتوح، بلغ سهم الفارس فيه ثلاثة آلاف دينار، وذلك سنة ثمان. وأما الأساود فكان فتحها سنة إحدى وثلاثين بالنوبة، وهو هادنهم الهدنة الباقية بعده.
وقال خليفة: سنة سبع وعشرين عزل عمرو عن مصر، وولى عبد الله بن سعد، فغزا إفريقية، ومعه العبادلة. وأرخ الليث عزل عمرو سنة خمس وعشرين، وغزا إفريقية سنة سبع وعشرين، وغزا الأساود سنة إحدى وثلاثين، وذات الصواري سنة أربع وثلاثين.
وقال ابن البرقي في «تاريخه»: حدثنا أبو صالح، عن الليث، قال: كان ابن أبي سرح على الصعيد في زمن عمر، ثم ضم إليه عثمان مصر كلها، وكان محمودا في ولايته، وغزا ثلاث غزوات: إفريقي وذات الصواري والأساود.
وروى البغوي بإسناد صحيح، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: خرج ابن أبي سرح إلى الرملة، فلما كان عند الصبح قال: اللهم اجعل آخر عملي الصبح، فتوضأ ثم صلى فسلم عن يمينه ثم ذهب يسلم عن يساره، فقبض الله روحه. يرحمه الله.
وذكره البخاري من هذا الوجه: وأخرج السراج، عن عبد العزيز بن عمران، قال: مات ابن أبي سرح سنة تسع وخمسين في آخر سني معاوية.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 94

ابن أبي سرح عبد الله بن سعد.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

ابن أبي سرح الكاتب الوحي عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة، أبو يحيى القرشي العامري. أسلم قبل الفتح وهاجر وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد منصرفا وصار إلى قريش بمكة فقال: إني كنت أصرف محمدا حيث أريد كان يملي علي عزيز حكيم فأقول: أو عليم حكيم؟! فيقول: كل صواب! فلما كام يوم الفتح أمر سول الله صلى الله عليه وسلم بقتله وقتل عبد الله بن خطل ومقيس ابن صبابة ولو وجدوا تحت أستار الكعبة، ففر عبد الله بن سعد إلى عثمان - وكان أخاه من الرضاعة، أرضعت أمه عثمان - فغيبه عثمان حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما اطمأن أهل مكة فأستأمنه له، فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال: نعم! فلما انصرف عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله: ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه! فقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي يا رسول الله؟ فقال: إن النبي لا ينبغي أن تكون خائنة أعين. ثم إن عبد الله حسن إسلامه ولم يظهر عليه بعد ذلك شيء ينكر. وهو أحد النجباء العقلاء الكرماء. ولاه عثمان مصر سنة خمس وعشرين، وفتح على يديه إفريقية سنة سبع وعشرين. وكان فارس بني عامر وكان صاحب ميمنة عمرو بن العاص في افتتاحه. ولما ولاه عثمان عوضا عن عمرو بن العاص مصر جعل عمرو يطعن على عثمان ويؤلب عليه ويسعى في فساد أمره، فلما بلغه قتل عثمان - وكان معتزلا بفلسطين - قال: إني إذا أنكأت قرحة أدميتها ’’ أو نحو هذا. وكان عمرو بن العاص قد فتح الإسكندرية، وقتل المقاتلة، وسبى الذرية لما انتقضت. فأمر عثمان برد السبي الذين سبوا من القرى إلى مواضعهم للعهد الذي كان لهم، ولم يصح عنده نقضهم، وعزل عمرو بن العاص، وولى عبد الله بن أبي سرح، وكان ذلك بدء الشر بين عثمان وعمرو بن العاص. ولما افتتح عبد الله بن أبي سرح إفريقية غزا منها الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين - وهو هادنهم الهدنة الباقية - وغزا الصواري من أرض الروم سنة أربع وثلاثين ثم قدم على عثمان واستخلف على مصر السائب بن هشام بن عمرو العامري، فانتزى محمد بن أبي حذيفة بن عتبة في الفسطاط، فمضى عبد الله إلى عسقلان وأقام بها حتى قتل عثمان. وقيل: أقام بالرملة حتى مات فارا من الفتنة. ودعا ربه فقال: اللهم اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح، فتوضأ وصلى وقرأ في الركعة الأولى أم القرآن والعاديات وفي الثانية أم القرآن وسورة، ثم سلم عن يمينه وذهب يسلم عن يساره فقبض. وكانت وفاته قبل اجتماع الناس على معاوية، ولم يبايع عليا ولا معاوية. ووفاته سنة ست أو سبع وثلاثين للهجرة. وقال في حصار عثمان:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0

عبد الله بن سعد بن أبي السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري يكنى أبا يحيى، كذا قال ابن الكلبي في نسبه حبيب بن جذيمة بالتخفيف. وقال محمد بن حبيب: حبيب بالتشديد، وكذا قال أبو عبيدة.
أسلم قبل الفتح، وهاجر، وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارتد مشركا، وصار إلى قريش بمكة، فقال لهم: إني كنت أصرف محمدا حيث أريد، كان يملي علي: {عزيز حكيم} فأقول: أو عليم حكيم؟ فيقول: نعم، كل صواب. فلما كان يوم الفتح أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، وقتل عبد الله بن خطل، ومقيس بن حبابة، ولو وجدوا تحت أستار الكعبة، ففر عبد الله بن سعد بن أبي السرح إلى عثمان، وكان أخاه من الرضاعة، أرضعت أمه عثمان، فغيبه عثمان حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما اطمأن أهل مكة، فاستأمنه له، فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا، ثم قال: نعم. فلما انصرف عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله: ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه. وقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي يا رسول الله؟ فقال: إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين. وأسلم عبد الله بن سعد بن أبي السرح أيام الفتح، فحسن إسلامه، فلم يظهر منه شيء ينكر عليه بعد ذلك، وهو أحد النجباء العقلاء الكرماء من قريش، ثم ولاه عثمان بعد ذلك مصر في سنة خمس وعشرين، وفتح على يديه إفريقية سنة سبع وعشرين، وكان فارس بني عامر بن لؤي المعدود فيهم، وكان صاحب ميمنة عمرو بن العاص في افتتاحه وفي حروبه هناك كلها. وولى حرب مصر لعثمان أيضا، فلما ولاه عمان، وعزل عنها عمرو بن العاص جعل عمرو بن العاص يطعن على عثمان أيضا، ويؤلب عليه، ويسعى في إفساد أمره، فلما بلغه قتل عثمان وكان معتزلا بفلسطين قال: إني إذا نكأت قرحة أدميتها، أو نحو هذا.
حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بكر الوجيهي، عن أبيه، عن صالح بن الوجيه، قال: في سنة خمس وعشرين انتقضت الإسكندرية، فافتتحها عمرو بن العاص، وقتل المقاتلة، وسبى الذرية، فأمر عثمان برد السبي الذين سبوا من القرى إلى مواضعهم للعهد الذي كان لهم، ولم يصح عنده نقضهم، وعزل عمرو بن العاص، وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكان ذلك بدء الشر بين عثمان وعمرو بن العاص.
وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فافتتح إفريقية من مصر سنة سبع وعشرين، وغزا منها الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين، وهو الذي هادنهم الهدنة الباقية إلى اليوم، وغزا الصواري في البحر من أرض الروم سنة أربع وثلاثين، ثم قدم على عثمان. واستخلف على مصر السائب بن هشام ابن عمرو العامري، فانتزى عليه محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، فخلع السائب، وتأمر على مصر، ورجع عبد الله بن سعد من وفادته، فمنعه ابن أبي حذيفة من دخول الفسطاط فمضى إلى عسقلان، فأقام بها حتى قتل
عثمان رضي الله عنه، وقيل: بل أقام بالرملة حتى مات، فارا من الفتنة، ودعا ربه فقال: اللهم اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح، فتوضأ ثم صلى الصبح، فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن والعاديات، وفي الثانية بأم القرآن وسورة، ثم سلم عن يمينه، وذهب يسلم عن يساره، فقبض الله روحه، ذكر ذلك كله يزيد بن أبي حبيب وغيره، ولم يبايع لعلي ولا لمعاوية، وكانت وفاته قبل اجتماع الناس على معاوية، وقيل: إنه توفي بإفريقية، والصحيح أنه توفي بعسقلان سنة ست أو سبع وثلاثين.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 918

عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي. وكان قد أسلم قديما وكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي. ثم افتتن وخرج من المدينة إلى مكة مرتدا فأهدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دمه يوم الفتح. فجاء عثمان بن عفان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأمن له فآمنه. وكان أخاه من الرضاعة. وقال: يا
رسول الله تبايعه؟ فبايعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يومئذ على الإسلام وقال: الإسلام يجب ما كان قبله.] وولاه عثمان بن عفان مصر بعد عمرو بن العاص. فنزلها وابتنى بها دارا.
فلم يزل واليا بها حتى قتل عثمان. رحمه الله.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 344

عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان بمصر مدة وبالشام زمانا ومات بالرملة مات وهو في الصلاة فجأة فارا من الفتنة سنة تسع وخمسين

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 90

عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
مات بالرملة فارا من الفتنة، وهو في الصلاة.
قاله سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1

عبد الله بن سعد بن أبي سرح
القرشي العامري وهو افتتحها في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة سبع وعشرين

  • دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 2( 1985) , ج: 2- ص: 2

عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب
مات سنة تسع وخمسين، وهو في الصلاة بالرملة فارا من الفتنة وكان قد تحول إلى الشام بعد قتل عثمان وقد قيل إنه الذي كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيملي عليه عزيزٌ حكيمٌ فيكتب غفور رحيم وكان والي عثمان على مصر وكان أبوه سعد بن أبي سرح من المنافقين الكبار وهو أخو عثمان من الرضاعة

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

عبد الله بن سعد بن أبي سرح
حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، نا إبراهيم بن سعيد، نا بشر بن المنذر قاضي المصيصة، عن ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن الهيثم بن شفي، عن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة من أصحابه: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، والزبير وغيرهم على جبل حراء، وتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسكن حراء، فليس عليك إلا نبي أو صديقٌ أو شهيدٌ»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1

عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب - بالتشديد - بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي، العامري، أبو يحيي:
أسلم قبل الفتح، وهاجر، وكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تم ارتد مشركا إلى قريش بمكة. وقال لهم: إنى كنت أصرف محمدا كيف أريد، كان يملي: عزيز حكيم. فأقول: أو عليم حكيم. فيقول: نعم، كل صواب.
فلما كان يوم الفتح هرب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر بقتله وقتل ابن خطل ومقيس بن ضبابة، ولو وجدوا تحت أستار الكعبة، ثم جاء به عثمان بن عفان، وكان استخفى عنده، بعد ما اطمأن أهل مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، واستأمنه له، فصمت صلى الله عليه وسلم طويلا، ثم قال:
نعم. فلما انصرف، قال صلى الله عليه وسلم: «ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه». فقال رجل من الأنصار: هلا أو مأت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «إن النبي لا تكون له خائنة الأعين».
وأسلم عبد الله بن أبي سرح، وحسن إسلامه، ولم يظهر منه شيء ينكر عليه بعد، وهو الذي افتتح أفريقية، وكان فتحا عظيما، بلغ فيه سهم الفارس ثلاثة آلاف مثقال. وغزا الأساود من أرض النوبة، وهادنهم، وغزا الصوارى في البحر من أرض الروم.
وولى مصر لعثمان رضي الله عنه، ثم خرج إليه واستولى عليها في غيبته محمد بن أبي حذيفة، وحال بينه وبينها لما عاد إليها، فقصد عبد الله عسقلان، وأقام بها حتى توفى على الصحيح. وكان دعا الله تعالى أن يجعل خاتمة عمله صلاة الصبح، فاستجاب الله دعوته، وذلك سنة ست أو سبع وثلاثين. وقيل إنه توفى بالرملة، وقيل بأفريقية، ولم يبايع لعلى، ولا لمعاوية. وكان نجيبا كريما عاقلا.
قال الزبير: وهو الذي يقول في حصار عثمان رضي الله عنه [من الطويل]:

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1

عبد الله بن سعد بن أبي سرح المصري القرشي
مات بالرملة وهو في الصلاة له صحبة روى عنه أبو الحصين الحجري الهيثم بن شفي سمعت أبي يقول ذلك ويقول روى عنه عياش بن عباس مرسل لم يدرك عبد الله بن سعد.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 5- ص: 1