عبد الله بن رواحة عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الانصاري، من الخزرج، ابو محمد: صحابي، يعد من الامراء والشعراء الراجزين. كان يكتب في الجاهلية. وشهد العقبة مع السبعين من الانصار. وكان احد النقباء الاثني عشر. وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية. والستخلفه النبي (ص) على المدينة في احدى غزواته. وصحبه في عمرة القضاء، وله فيها رجز. وكان احد الامراء في وقعة مؤتة (بأدنى البلقاء من ارض الشام) فاستشهد فيها.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 86

عبد الله بن رواحة (ب د ع) عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر ابن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ثم من بني الحارث، يكنى أبا محمد، وقيل: أبو رواحة. وقيل: أبو عمرو وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة، من بني الحارث بن الخزرج أيضا.
وكان ممن شهد العقبة، وكان نقيب بن الحارث بن الخزرج. وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الفتح وما بعده، فإنه كان قد قتل قبله. وهو أحد الأمراء في غزوة مؤتة، وهو خال النعمان بن بشير.
روى حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن عبد الله بن رواحة أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فسمعه يقول: اجلسوا. فجلس مكانه خارجا من المسجد حتى فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خطبته، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: «زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية رسوله». وكان عبد الله أول خارج إلى الغزو وآخر قافل. وكان من الشعراء الذين يناضلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن شعره في النبي صلى الله عليه وسلم:

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنت، فثبتك الله يا ابن رواحة. قال هشام بن عروة: فثبته الله أحسن الثبات، فقتل شهيدا، وفتحت له أبواب الجنة، فدخلها شهيدا.
قال أبو الدرداء: أعوذ بالله أن يأتي علي يوم، لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة، كان إذا لقيني مقبلا ضرب بين ثديي، وإذا لقيني مدبرا ضرب بين كتفي. ثم يقول: يا عويمر، اجلس فلنؤمن ساعة. فنجلس، فنذكر الله ما شاء، ثم يقول: يا عويمر، هذه مجالس الإيمان.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: سار عبد الله بن رواحة- يعني إلى مؤتة- وكان زيد بن أرقم يتيما في حجره، فحمله في حقيبة رحله، وحرج به غازيا إلى مؤتة، فسمعه زيد من الليل وهو يتمثل أبياته التي قال:
فلما سمعه زيد بكى، فخفقه بالدرة وقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل! ولزيد يقول عبد الله بن رواحة:
يعني: انزل فسق بالقوم.
قال: وحدثنا ابن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس يوم مؤتة زيد بن حارثة، فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فإن أصيب عبد الله فليرتض المسلمون رجلا فليجعلوه عليهم.
فتجهز الناس وتهيئوا للخروج، فودع الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا عليهم، فلما ودع.
الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا عليهم، وودعوا عبد الله بن رواحة بكى. قالوا: ما يبكيك يا ابن رواحة؟ فقال: أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود؟ فقال المسلمون: صحبكم الله وردكم إلينا صالحين ودفع عنكم. فقال ابن رواحة:
ثم أتى عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فودعه، ثم خرج القوم حتى نزلوا «معان» فبلغهم أن هرقل نزل بمآب في مائة ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة... فأقاموا بمعان يومين، وقالوا: نبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بكثرة عدونا، فإما أن يمدنا، وإما أن يأمرنا أمرا. فشجعهم عبد الله بن رواحة، فساروا وهم ثلاثة آلاف حتى لحقوا جموع الروم بقرية من قرى البلقاء، يقال لها: مشارف. ثم انحاز المسلمون إلى مؤتة.
وروى عبد السلام بن النعمان بن بشير: أن جعفر بن أبي طالب حين قتل دعا الناس عبد الله ابن رواحة، وهو في جانب العسكر، فتقدم فقاتل، وقال يخاطب نفسه:
وإن تأخرت فقد شقيت
يعني زيدا وجعفرا. ثم قال: يا نفس إلى أي شيء تتوقين؟ إلى فلانة- امرأته- فهي طالق.
وإلى فلان وفلان- علمان له- فهم أحرار، وإلى معجف- حائط له- فهو لله ولرسوله.
ثم قال:
وروى مصعب بن شيبة قال: لما نزل ابن رواحة للقتال طعن، فاستقبل الدم بيده فدلك به وجهه، ثم صرع بين الصفين فجعل يقول: يا معشر المسلمين، ذبوا عن لحم أخيكم. فجعل المسلمون يحملون حتى يحوزوه، فلم يزالوا كذلك حتى مات مكانه.
قال يونس بن بكير: حدثنا ابن إسحاق قال: لما أصيب القوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- فيما بلغني-: «أخذ زيد بن حارثة الراية فقاتل بها حتى قتل شهيدا، ثم أخذها جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل شهيدا. ثم صمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة ما يكرهون، فقال: ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل شهيدا، ثم لقد رفعوا لي في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازورارا عن سريري صاحبيه، فقلت: عم هذا؟ فقيل لي: مضيا، وتردد عبد الله بعض التردد، ثم مضى فقتل». ولم يعقب. وكانت مؤتة في جمادى سنة ثمان.
أخرجه الثلاثه.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 666

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 235

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 130

عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس ابن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، الشاعر المشهور.
يكنى أبا محمد. ويقال كنيته أبو رواحة. ويقال أبو عمرو.
وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة خزرجية أيضا، وليس له عقب من السابقين الأولين من الأنصار.
وكان أحد النقباء ليلة العقبة، وشهد بدرا وما بعدها إلى أن استشهد بمؤتة.
روى عنه ابن عباس، وأسامة بن زيد، وأنس بن مالك، ذكر ذلك أبو نعيم.
وأخرج البغوي، من طريق إبراهيم بن جعفر، عن سليمان بن محمد، عن رجل من الأنصار كان عالما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين عبد الله بن رواحة والمقداد.
وقد أرسل عنه جماعة من التابعين، كأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعكرمة، وعطاء بن يسار.
قال ابن سعد: كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي جاء ببشارة وقعة بدر إلى المدينة، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين راكبا إلى أسير بن رفرام اليهودي بخيبر فقتله، وبعث بعد فتح خيبر فخرص عليهم.
وفي فوائد أبي طاهر الذهلي، من طريق ابن أبي ذئب، عن سهل، عن أبيه، عن أبي هريرة- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نعم الرجل عبد الله بن رواحة....» في حديث طويل.
وفي الزهد لأحمد، من طريق زياد النيمري، عن أنس: كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحابه يقول: تعال نؤمن بربنا ساعة... الحديث.
وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رحم الله ابن رواحة، إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة».
وأخرج البيهقي بسند صحيح، من طريق ثابت، عن أبي ليلى. كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فدخل عبد الله بن رواحة، فسمعه يقول: «أجلسوه»، فجلس مكانه خارجا من المسجد، فلما فرغ قال له: «زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية رسوله».
وأخرجه من وجه آخر إلى هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة والمرسل أصح سندا.
وقال ابن سعد: حدثنا عفان، حدثنا حماد عن أبي عمران الجوني، قال: مرض عبد الله بن رواحة، فأغمى عليه، فعاده النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «اللهم إن كان أجله قد حضر فيسره
عليه، وإن لم يكن حضر أجله فاشفه» فوجد خفة. فقال: يا رسول الله، أمي تقول وا جبلاه! وا ظهراه! وملك قد رفع مرزبة من حديد يقول: أنت كذا هو. قلت: نعم، فقمعني بها.
وفي «الزهد» لعبد الله بن المبارك بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: تزوج رجل امرأة عبد الله بن رواحة، فسألها عن صنيعه، فقالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين، وإذا دخل بيته صلى ركعتين، لا يدع ذلك، قالوا: وكان عبد الله أول خارج إلى الغزو، وآخر قافل.
وقال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وقال: كان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد الله بن رواحة، فخرج معه إلى سرية مؤتة فسمعه في الليل يقول:

فبكى زيد فخفقه بالدرة، فقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل... فذكر القصة في صفة قتله في غزوة مؤتة بعد أن قتل جعفر وقبله زيد بن حارثة.
وقال ابن سعد: أنبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا حماد، عن هشام، عن أبيه: لما نزلت: {والشعراء يتبعهم الغاوون} قال عبد الله بن رواحة: قد علم الله أني منهم، فأنزل الله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات...} الآية.
وقال ابن سعد: حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا عمر بن أبي زائدة، عن مدرك بن عمارة، قال: قال عبد الله بن رواحة: مررت في مسجد الرسول ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، وعنده أناس من الصحابة في ناحية منه، فلما رأوني قالوا: يا عبد الله بن رواحة، فجئت، فقال: «اجلس ها هنا، فجلست بين يديه»، فقال: «كيف تقول الشعر؟» قلت: انظر في ذلك، ثم أقول. قال: «فعليك بالمشركين». ولم أكن هيأت شيئا، فنظرت ثم أنشدته فذكر الأبيات، فيها:
قال: فأقبل بوجهه متبسما، وقال: «وإياك فثبتك الله».
ومناقبه كثيرة، قال المرزباني في «معجم الشعراء»: كان عظيم القدر في الجاهلية والإسلام، وكان يناقض قيس بن الخطيم في حروبهم، ومن أحسن ما مدح به النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
وأخرج أبو يعلى بسند حسن، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء وابن رواحة بين يديه، وهو يقول:
فقال عمر: يا بن رواحة، أفي حرم الله وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقول هذا الشعر؟ فقال: «خل عنه يا عمر، فو الذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل».

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 72

ابن رواحة شاعر النبي صلى الله عليه وسلم اسمه عبد الله بن رواحة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0

عبد الله بن رواحة شاعر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر الأنصاري الخزرجي، أبو محمد. أحد النقباء. شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق والحديبية وعمرة القضاء والمشاهد كلها إلا الفتح وما بعده لأنه طعن في وجهه يوم مؤتة فدلك وجهه بدمه ثم صرع بين الصفين وجعل يقول: يا معشر المسلمين! ذبوا عن لحم أخيكم حتى مات، وذلك سنة ثمان للهجرة. وروى عنه من الصحابة ابن عباس وأبو هريرة. وهو الذي نزلت فيه وفي صاحبيه حسان بن ثابت الأنصاري وكعب بن مالك: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا} - الآية. وهو أخو أبي الدرداء لأمه، وهو شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد الشعراء الذين كانوا يردون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذى. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل شعرا تقتضبه الساعة وأنا أنظر إليك! فانبعث مكانه يقول:

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنت فثبتك الله با ابن رواحة! قال هشام بن عروة: فثبته الله أحسن ثبات فقتل شهيدا وفتحت له الجنة فدخلها! وكان عبد الله أحد الأمراء بمؤتة، وأول خارج إلى الغزو وآخر قافل. ولما خرج دعا له المسلمون ولمن معه أن يردهم الله سالمين فقال:
وقال يوم مؤتة يخاطب نفسه:
ثم قاتل حينا ثم نزل فأتاه ابن عم له بعرق من لحم فقال: شد بهذا ظهرك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت، فأخذه من يده فانتهس منه نهسة ثم سمع الحطمة في الناس فقال: وأنت في الدنيا!! فألقاه من يده ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قتل. وهو الذي مشى ليلة إلى أمة له فنالها وفطنت له امرأته فجحدها فقالت له: إن كنت صادقا فاقرأ القرآن فالجنب لا يقرأ!‍ فقال:
فقالت امرأته: صدق الله وكذبت عيني!

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0

عبد الله بن رواحة ابن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة.
الأمير السعيد الشهيد أبو عمرو الأنصاري الخزرجي البدري النقيب الشاعر.
له، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن بلال.
حدث عنه: أنس بن مالك والنعمان بن بشير وأرسل عنه قيس بن أبي حازم وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعطاء بن يسار وعكرمة وغيرهم.
شهد بدرا والعقبة ويكنى أبا محمد وأبا رواحة وليس له عقب وهو خال النعمان بن بشير وكان من كتاب الأنصار استخلفه النبي -صلى الله عليه وسلم- على المدينة في غزوة بدر الموعد وبعثه النبي عليه السلام سرية في ثلاثين راكبا إلى أسير بن رزام اليهودي بخيبر فقتله.
قال الواقدي وبعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- خارصا على خيبر.
قلت جرى ذلك مرة واحدة ويحتمل على بعد مرتين.
قال قتيبة: ابن رواحة وأبو الدرداء أخوان لأم.
أحمد في ’’مسنده’’، حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمارة، عن زياد النميري، عن أنس قال: كان ابن رواحة إذا لقي الرجل من أحابه يقول: تعال نؤمن ساعة فقاله يوما لرجل،
فغضب فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! إلا ترى ابن رواحة يرغب، عن إيمانك إلى إيمان ساعة فقال: ’’رحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة’’.
حماد بن زيد، حدثنا ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عبد الله بن رواحة أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب فسمعه وهو يقول: ’’اجلسوا’’ فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ من خطبته فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’زادك الله حرصا على طواعية الله ورسوله’’.
وروي بعضه، عن عروة، عن عائشة.
حماد بن سلمة، أنبأنا أبو عمران الجوني أن عبد الله بن رواحة أغمي عليه فأتاه النبي فقال: ’’اللهم إن كان حضر أجله فيسر عليه وإلا فاشفه’’ فوجد خفة فقال: يا رسول الله! أمي قالت: واجبلاه واظهراه! وملك رفع مرزبة من حديد يقول أنت كذا فلو قلت: نعم لقمعني بها.
قال أبو الدرداء: إن كنا لنكون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السفر في اليوم الحار ما في القوم أحد صائم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعبد الله بن رواحة.
رواه غير واحد، عن أم الدرداء عنه.
معمر، عن ثابت، عن ابن أبي ليلى قال: تزوج رجل امرأة ابن رواحة فقال لها: تدرين لم تزوجتك لتخبريني، عن صنيع عبد الله في بيته فذكرت له شيئا لا أحفظه غير أنها قالت كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين وإذا دخل صلى ركعتين لا يدع ذلك أبدا.
قال عروة لما نزلت {والشعراء يتبعهم الغاوون} قال ابن رواحة: أنا منهم فأنزل الله {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}.
قال ابن سيرين: كان شعراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك.
قيل: لما جهز النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مؤتة الأمراء الثلاثة فقال: ’’الأمير زيد فإن أصيب فجعفر فإن أصيب فابن رواحة’’ فلما قتلا كره ابن رواحة الإقدام فقال:

فقاتل حتى قتل.
قال مدرك بن عمارة: قال ابن رواحة: مررت بمسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- فجلست بين يديه فقال: ’’كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول’’؟ قلت: أنظر في ذاك ثم أقول قال: ’’فعليك بالمشركين’’ ولم أكن هيأت شيئا ثم قلت:
فرأيته قد كره هذا أن جعلت قومه أثمان العباء فقلت:
فأقبل -صلى الله عليه وسلم- بوجهه مستبشرا وقال: ’’وإياك فثبت الله’’.
وقال ابن سيرين: كان حسان وكعب يعارضان المشركين بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر وكان ابن رواحة يعيرهم بالكفر وينسبهم إليه فلما أسلموا وفقهوا كان أشد عليهم.
ثابت، عن أنس قال دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء وابن رواحة بين يديه يقول:
فقال عمر: يابن رواحة! في حرم الله وبين يدي رسول الله له تقول الشعر فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’خل يا عمر فهو أسرع فيهم من نضح النبل’’.
وفي لفظ ’’فوالذي نفسي بيده لكلامه عليهم أشد من وقع النبل’’.
ورواه معمر، عن الزهري، عن أنس.
قال الترمذي: وجاء في غير هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل مكة في عمرة القضاء وكعب يقول ذلك.
قال: وهذا أصح عند بعض أهل العلم لأن ابن رواحة قتل يوم مؤتة وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك.
قلت: كلا بل مؤتة بعدها بستة أشهر جزما.
قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد بن حنبل: فحديث أنس دخل النبي عليه السلام مكة وابن رواحة آخذ بغرزه فقال ليس له أصل.
وعن قيس بن أبي حازم: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لابن رواحة: ’’انزل فحرك الركاب’’. قال يا رسول الله! لقد تركت قولي فقال له عمر اسمع وأطع فنزل وقال:
وساق باقيها.
إسماعيل بن أبي خالد: عن قيس قال: بكى ابن رواحة وبكت امرأته فقال: ما لك؟ قالت: بكيت لبكائك فقال: إني قد علمت أني وارد النار وما أدري أناج منها أم لا.
الزهري، عن سليمان بن يسار أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يبعث ابن رواحة إلى خيبر فيخرص بينه وبين يهود فجمعوا حليا من نسائهم فقالوا: هذا لك وخفف عنا قال يا معشر يهود! والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي وما ذاك بحاملي على أن أحيف عليكم والرشوة سحت. فقالوا: بهذا قامت السماء والأرض.
وحماد بن سلمة، عن عبد الله -فيما نحسب- عن نافع، عن ابن عمر نحوه.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أنبأنا محمد بن المسند بالمزة، أنبأنا عبدان بن رزين،
حدثنا نصر بن إبراهيم الفقيه، أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين، حدثنا الحسين بن محمد بن عبيد، حدثنا محمد بن العباس الزيدي، حدثنا محمد بن حرب، حدثنا محمد بن عياذ، حدثنا عبد العزيز بن أخي الماجشون بلغنا أنه كانت لعبد الله بن رواحة جارية يستسرها، عن أهله فبصرت به امرأته يوما قد خلا بها فقالت: لقد اخترت أمتك على حرتك؟ فجاحدها ذلك قالت: فإن كنت صادقا فاقرأ آية من القرآن قال:
قالت: فزدني آية فقال:
فقالت: آمنت بالله وكذبت البصر فأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحدثه فضحك ولم يغير عليه.
ابن وهب: حدثني أسامة بن زيد أن نافعا حدثه قال: كانت لابن رواحة امرأة وكان يتقيها وكانت له جارية فوقع عليها فقالت له، فقال: سبحان الله! قالت: اقرأ علي إذا فإنك جنب فقال:
وقد رويا لحسان.
شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة كان يتمثل النبي -صلى الله عليه وسلم- بشعر عبد الله بن رواحة وربما قال:
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ابن إسحاق، حدثنا محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة قال: ثم أخذ الراية -يعني بعد قتل صاحبه- قال: فالتوى بعض الالتواء ثم تقدم بها على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويتردد بها بعض التردد.
قال: وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أنه قال عند ذلك:
ثم نزل فقاتل حتى قتل.
وقال أيضا:
وإن تأخرت فقد شقيت
قال الوليد بن مسلم: فسمعت أنهم ساروا بناحية معان فأخبروا أن الروم قد جمعوا لهم جموعا كثيرة فاستشار زيد أصحابه فقالوا: قد وطئت البلاد وأخفت أهلها فانصرف وابن رواحة ساكت فسأله فقال: إنا لم نسر لغنائم ولكنا خرجنا للقاء ولسنا نقاتلهم بعدد ولا عدة والرأي المسير إليهم.
قال عروة بن الزبير: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’فإن أصيب ابن رواحة فليرتض المسلمون رجلا’’ ثم ساروا حتى نزلوا بمعان فبلغهم أن هرقل قد نزل بمآب في مائة ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة فشجع الناس ابن رواحة وقال: يا قوم! والله إن الذي تكرهون للتي خرجتم لها الشهادة وكانوا ثلاثة آلاف.
فصل: شهداء يوم الرجيع
في سنة أربع بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرة رهط عينا عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري. فأحاط بهم بقرب عسفان حي من هذيل هم نحو المائة. فقتلوا ثمانية وأسروا خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فباعوهما بمكة.
ومن الثمانية: عبد الله بن طارق -حليف بني ظفر- وخالد بن البكير الليثي ومرثد بن أبي مرثد الغنوي. وتحرير ذلك ذكرته في مغازي النبي -صلى الله عليه وسلم.
شهداء بئر معونة:
بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعين رجلا سنة أربع أمر عليهم المنذر بن عمرو الساعدي -أحد البدريين- ومنهم حرام بن ملحان النجاري والحارث بن الصمة وعروة بن أسماء، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فهيرة مولى الصديق. فساروا حتى نزلوا بئر معونة فبعثوا حراما بكتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى عامر بن الطفيل. فلم ينظر في الكتاب حتى قتل الرجل. ثم استصرخ بني سليم وأحاط بالقوم فقاتلوا حتى استشهدوا كلهم ما نجا سوى كعب بن زيد النجاري ترك وبه رمق فعاش ثم استشهد يوم الخندق وأعتق عامر بن الطفيل عمرو بن أمية الضمري لأنه أخبره أنه من مضر.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 145

عبد الله بن رواحة الأنصاري ومنهم المتفكر عند نزول الآيات، والمتصبر عند تناول الرايات، عبد الله بن رواحة الأنصاري، استشهد بالبلقاء، زاهدا في البقاء، راغبا في اللقاء، وقد قيل: «إن التصوف الوطء على جمر الغضا، إلى منازل الأنس والرضا»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا الحسن بن سهل، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: لما أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشام، أتاه المسلمون يودعونه فبكى، فقالوا له: ما يبكيك؟ قال: أما والله ما بي حب الدنيا، ولا صبابة لكم، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} [مريم: 71]، فقد علمت أني وارد النار، ولا أدري كيف الصدر بعد الورود’’
حدثنا فاروق بن عبد الكبير، ثنا زياد بن الخليل، ثنا إبراهيم، ثنا محمد بن فليح، ثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري، قال: ’’زعموا أن ابن رواحة، بكى حين أراد الخروج إلى مؤتة، فبكى أهله حين رأوه يبكي، فقال: والله ما بكيت جزعا من الموت، ولا صبابة لكم، ولكني بكيت من قول الله عز وجل: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} [مريم: 71]، فأيقنت أني واردها، ولم أدر أأنجو منها أم لا’’
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: ’’لما تجهز الناس وتهيئوا للخروج إلى مؤتة قال للمسلمين: صحبكم الله ودفع عنكم، قال عبد الله بن رواحة:’’
[البحر البسيط]

قال: ثم مضوا حتى نزلوا أرض الشام، فبلغهم أن هرقل قد نزل من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم، وانضمت إليه المستعربة من لخم، وجذام، وبلقين، وبهرا، وبلي، في مائة ألف، فأقاموا ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا: نكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بعدد عدونا، قال: فشجع عبد الله بن رواحة الناس ثم قال: والله يا قوم، إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة، وما نقاتل العدو بعدة ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور وإما شهادة، قال: فقال الناس: قد والله صدق ابن رواحة، فمضى الناس’’
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر، أنه حدثه، عن زيد بن أرقم، قال: ’’كنت يتيما لعبد الله بن رواحة في حجره، فخرج في سفرته تلك مردفي على حقيبة راحلته، فوالله إنا لنسير ليلة إذ سمعته يتمثل بأبياته هذه:
[البحر الوافر]

فلما سمعتهن بكيت، قال: فخفقني بالدرة وقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل’’
قال محمد بن إسحاق: وحدثني ابن عباد بن عبد الله بن الزبير، حدثني أبي الذي أرضعني، وكان في تلك الغزاة قال: ’’لما قتل زيد وجعفر، أخذ ابن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه ويردد بعض التردد، ثم قال:’’
[البحر الرجز]
وقال عبد الله بن رواحة أيضا:
- يعني صاحبيه زيدا وجعفرا - ثم نزل، فلما نزل أتاه ابن عمي بعظم من لحم فقال: شد بهذا صلبك، فإنك قد لاقيت من أيامك هذه ما قد لقيت، فأخذه من يده ثم انتهش منه نهشة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس فقال: وأنت في الدنيا، ثم ألقاه من يده، ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل رضي الله تعالى عنه، قال: ولما أصيب القوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني: «أخذ زيد الراية فقاتل حتى قتل شهيدا، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا»، ثم صمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بعض ما يكرهون، ثم قال: «ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا»، ثم قال: ’’لقد رفعوا لي في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب، فرأيت في سرير عبد الله ازورارا عن سريري صاحبيه، فقلت: عم هذا؟ فقيل لي: مضيا وتردد عبد الله بن رواحة بعض التردد’’
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن ابن جدعان، عن سعيد بن المسيب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ’’مثلوا لي في الجنة في خيمة من درة، كل واحد منهم على سرير فرأيت زيدا، وابن رواحة في أعناقهما صدود، وأما جعفر فهو مستقيم ليس فيه صدود، قال: فسألت، أو قال: قيل لي: إنهما حين غشيهما الموت كأنهما أعرضا، أو كأنهما صدا بوجوههما، وأما جعفر فإنه لم يفعل ’’ قال ابن عيينة: فذلك حين يقول ابن رواحة:
[البحر الرجز]

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 118

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 118

عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي يكنى أبا محمد، أحد النقباء، شهد العقبة، وبدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وعمرة القضاء، والمشاهد كلها إلا الفتح وما بعده، لأنه قتل يوم مؤتة شهيدا. وهو أحد الأمراء في غزوة مؤتة، وأحد الشعراء المحسنين الذين كانوا يردون الأذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيه وفي صاحبيه: حسان، وكعب بن مالك نزلت: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا}.. الآية وكانت غزوة مؤتة التي استشهد فيها عبد الله بن رواحة في جمادى من سنة ثمان بأرض الشام.
روى عنه من الصحابة ابن عباس، وأبو هريرة رضي الله عنهم، ذكر ابن وهب، عن يحيى بن سعيد، قال: كان عبد الله بن رواحة أول خارج إلى الغزو وآخر قافل.
وذكر ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: لما تودع عبد الله بن رواحة في حين خروجه إلى مؤتة دعا له المسلمون ولمن معه أن يردهم الله سالمين، فقال ابن رواحة:

وذكر عبد الرزاق، عن ابن عيينة، قال: وقال ابن رواحة يوم مؤتة يخاطب نفسه:
وروى هشام، عن قتادة، قال: جعلوا يودعون عبد الله بن رواحة حين توجه إلى مؤتة، ويقولون: ردك الله سالما، فجعل يقول: لكنني أسأل الرحمن مغفرة. وذكر الأبيات الثلاثة، فلما كان عند القتال قال:
وفي رواية ابن هشام زيادة:
قال: وقال أيضا:
يعني صاحبيه زيدا وجعفرا، ثم قاتل حينا ثم نزل، فأتاه ابن عم له بعرق من لحم، قال: شد بهذا ظهرك، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت. فأخذه من يده فانتهس منه نهسة، ثم سمع الحطمة في الناس، فقال: وأنت في الدنيا! فألقاه من يده، ثم أخذ بسيفه، فتقدم فقاتل حتى قتل رحمة الله تعالى عليه.
وروى هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سمعت أبي يقول: ما سمعت أحدا أجرأ ولا أسرع شعرا من عبد الله بن رواحة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له يوما: قل شعرا تقتضيه الساعة، وأنا أنظر إليك، فانبعث مكانه يقول:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنت فثبتك الله يا بن رواحة. قال هشام بن عروة: فثبته الله عز وجل أحسن الثبات، فقتل شهيدا، وفتحت له الجنة فدخلها. وفي رواية ابن هشام:
وقصته مع زوجته في حين وقع على أمته مشهورة، رويناها من وجوه صحاح، وذلك أنه مشى ليلة إلى أمة له فنالها، وفطنت له امرأته فلامته، فجحدها.
وكانت قد رأت جماعة لها، فقالت له: إن كنت صادقا فاقرأ القرآن فالجنب لا يقرأ القرآن، فقال:
فقالت امرأته: صدق الله، وكذبت عيني، وكانت لا تحفظ القرآن ولا تقرءوه.
وروينا من وجوه من حديث أبي الدرداء، قال: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد حتى أن الرجل ليضع من شدة الحر يده على رأسه، وما في القوم صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 898

عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن مسلم الجهني عن أبي عتيق عن جابر بن عبد الله في حديث رواه عن عبد الله بن رواحة أنه كان يكنى أبا محمد. قال محمد بن عمر: وسمعت من يقول إنه كان يكنى أبا رواحة. ولعله كان يكنى بهما جميعا. وليس له عقب. وهو خال النعمان بن بشير بن سعد. وكان عبد الله بن رواحة يكتب في الجاهلية وكانت الكتابة في العرب قليلة. وشهد عبد الله العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وعمرة القضية. وقدمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بدر يبشر أهل العالية بما فتح الله عليه. والعالية بنو عمرو بن عوف وخطمة ووائل. واستخلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة حين خرج إلى غزوة بدر الموعد. وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية في ثلاثين راكبا إلى أسير بن رازم اليهودي بخيبر فقتله. وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر خارصا فلم يزل يخرص عليهم إلى أن قتل بمؤتة.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا سفيان الثوري عن الشيباني عن الشعبي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر فخرص عليهم.
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن طارق عن سعيد بن جبير قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد على بعير يستلم الحجر بمحجن. معه عبد الله بن رواحة آخذ بزمام ناقته وهو يقول:

#ضربا يزيل الهام عن مقيله أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة الليثي قال: أخبرنا أشياخنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف على ناقته العضباء ومعه محجن يستلم به الركن إذ مر عليه عبد الله بن رواحة يرتجز وهو يقول:
#ويذهل الخليل عن خليله أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير ويعلى ومحمد ابنا عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: [قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن رواحة: انزل فحرك بنا الركاب.] قال: يا رسول الله إني قد تركت قولي ذلك. قال فقال له عمر: اسمع وأطع. وقال فنزل وهو يقول:
#إن الكفار قد بغوا علينا قال وكيع: وزاد فيه غيره:
#وإن أرادوا فتنة أبينا [قال: فقال النبي. ص: اللهم ارحمه]. فقال عمر: وجبت. قال عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد في حديثهما: اللهم لولا أنت ما اهتدينا. قال محمد بن عمر:
إنما طاف عبد الله بن رواحة بالبيت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمرة القضية في ذي القعدة سنة سبع وكان عبد الله بن رواحة شاعرا.
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا عمر بن أبي زائدة عن مدرك بن عمارة قال: قال عبد الله بن رواحة: مررت في مسجد الرسول ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وعنده أناس من أصحابه في ناحية منه. فلما رأوني أضبوا إلي: يا عبد الله بن رواحة.
يا عبد الله بن رواحة. فعلمت أن رسول الله دعاني فانطلقت نحوه فقال: اجلس هاهنا. فجلست بين يديه فقال: كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول! كأنه يتعجب لذاك. قال: أنظر في ذاك ثم أقول. قال: فعليك بالمشركين. ولم أكن هيأت شيئا.
قال فنظرت في ذلك ثم أنشدته فيما أنشدته:
قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كره بعض ما قلت. أني جعلت قومه أثمان العباء. فقلت:
[قال: فأقبل بوجهه متبسما وقال: وإياك فثبت الله].
أخبرنا يزيد بن هارون ويحيى بن عباد قالا: أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون. قال عبد الله بن رواحة: قد علم الله أني منهم. فأنزل الله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} الشعراء: 227. حتى ختم الآية.
[أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال: أخبرنا شعبة عن أبي بكر بن حفص قال: سمعت أبا مصبح أو ابن مصبح يحدث ابن السمط عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد عبد الله بن رواحة. قال فما تحوز له عن فراشه فقال: أتدرون من شهداء أمتي؟ قالوا: قتل المسلم شهادة. قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل. قتل المسلم شهادة. والبطن شهادة. والغرق شهادة. والمرأة يقتلها ولدها جمعا شهادة.]
أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي عن حصين عن عامر عن النعمان بن بشير قال: أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته تبكي عليه وتقول: وا جبلاه وا كذا وكذا. تعدد عليه. فقال ابن رواحة حين أفاق: ما قلت شيئا إلا وقد قيل لي أنت كذاك.
أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: أخبرنا أبو حرة عن الحسن قال: أغمي على ابن رواحة فقالت امرأة من نسائه: وا جبلاه وا عزاه. فقيل له: أنت جبلها أنت عزها؟ فلما أفاق قال: ما شيء قلتموه إلا وقد سئلت عنه.
[أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا أبو عمران الجوني أن عبد الله بن رواحة أغمي عليه فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: اللهم إن كان قد حضر أجله فيسر عليه وإن لم يكن حضر أجله فاشفه. فوجد خفة فقال: يا رسول الله أمي تقول وا جبلاه وا ظهراه وملك قد رفع مرزبة من حديد يقول: أنت كذا؟ فلو قلت نعم لقمعني بها].
أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا ديلم بن غزوان قال: أخبرنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: حضرت حرب فقال عبد الله بن رواحة:
طائعة أو لتكرهنه
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح بن دينار عن عاصم عمر بن قتادة قال: وحدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. زاد أحدهما على صاحبه. إن جعفر بن أبي طالب لما قتل بمؤتة أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة فاستشهد فدخل الجنة معترضا. فشق ذلك على الأنصار [فقال رسول الله. ص: لما أصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فشجع فاستشهد يومئذ.
وكان أحد الأمراء بمؤتة فدخل الجنة فشرى عن قومه. وكانت مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة.]

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 398

عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر. وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار. وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وقتل يوم مؤتة شهيدا وهو أحد الأمراء يومئذ. وقد كتبنا أمره فيمن شهد بدرا من بني الحارث بن الخزرج.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 460

عبد الله بن رواحة الأنصاري الأمير
بدري نقيب استشهد بمؤتة عنه أنس بن مالك وابن عباس وأرسل عنه جماعة خ س ق

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

عبد الله بن رواحة الخزرجي الشهيد بدري

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 23

(خ خد س ق) عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن كعب بن الخزرج ويقال: امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن كعب أبو محمد ويقال: أبو رواحة ويقال: أبو عمرو.
قال خليفة بن خياط: استشهد بمؤتة سنة سبع، يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ’’ أنت الذي تقول:

قال: نعم ’’. وقال محمد بن عمر الواقدي: فيما ذكره كاتبه: ليس له
عقب، وكان يكتب في الجاهلية واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى غزوة بدر الموعد وبعثه سرية في ثلاثين راكبا إلى أسير بن رازم اليهودي وبعثه خارصا فلم يزل يخرص عليهم إلى أن مات رحمه الله تعالى.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: عبد الله بن رواحة بن مالك بن امرئ القيس من بلحارث بن الخزرج، ثم من بني امرئ القيس بن ثعلبة نقيب بني الحارث بن الخزرج.
وفي كتاب أبي نعيم: امرئ القيس بن ثعلبة بن عبد عمرو بن امرئ القيس، له في الإسلام المناقب المذكورة والأيام المشهورة، زاد ابن إسحاق: بن ثعلبة، وتبعهما الطبراني.
وذكر أبو عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله بكتاب إلى زرعة بن سيف بن ذي يزن.
وفي كتاب ابن عساكر: قتل يوم أحد، قال ابن منده: نسبه ابن إسحاق وابن أبي خيثمة، وقال غيرهما: قتل يوم مؤتة.
وفي [حرب] أبي هريرة مرفوعا: ’’ نعم الرجل عبد الله بن رواحة ’’.
وفي ’’ أنساب الخزرج ’’ لشيخنا الحافظ التوني: وكان ثابت بن قيس بن شماس أخاه لأمه وأختها [محبة] بنت واقد بن أبي الدرداء وعقبه الآن موجود
بالشام ومصر، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قل شعرا تقتضيه الساعة وأنا أنظر إليك فانبعث مكانه يقول:
فقال له عليه الصلاة والسلام: وأنت فثبتك - الله يا ابن رواحة وكان فارسا شاعرا شريفا في الجاهلية والإسلام مجتهدا في العبادة.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 7- ص: 1

عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج
شهد بدراً قتل يوم مؤتة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أميرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الجيش

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن زيد بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا أبو مصعب، عن عبد الرحمن بن زيد، عن زيد يعني ابن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، وعبد الله بن رواحة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل دار جمل هو وبلالٌ، فخرج إليهما به، فأخبرهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الخفين»
حدثنا موسى بن زكريا التستري، نا أحمد بن أبي عبيد الله الوراق، نا عمرو بن علي، عن إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله بن رواحة، أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير، فقال: «يا ابن رواحة، حرك بنا الركاب»، فقال: تركنا ذاك، فقال له عمر: اسمع وأطع، فرمى بنفسه، فقال:
[البحر الرجز]

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا الحكم بن مروان، نا عمر بن أبي زائدة قال: سمعت مدرك بن عمارة، يحدث، عن الشعبي، عن عبد الله بن رواحة، أنه اجتاز في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، فقال: «يا عبد الله، كيف تقول الشعر؟» قال: أنظر، ثم أقول، فقال: «عليك بالمشركين»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1

عبد الله بن رواحة
له صحبة روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن روى عنه عكرمة وزيد بن أسلم مرسل.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 5- ص: 1