ابن الوزير عبد الله بن أحمد بن الوزير: ثائر، من اسرة علوية النسب هاشمية، تلى اسرة البيت المالك، في البلاد اليمانية، مباشرة. وهو من علماء الزيدية، من أهل صنعاء. كان من مستشاري الامام يحيى حميد الدين، وثقاته، ارسله سنة 1343هـ ، على رأس جيش لاخضاع جموع من العصاة في الجوف (شرقي اليمن) فنجح، ووجهه إلى التهائم، فاستسلمت له باجل والحديدة، وضبط موانئ ابن عباس والصليف واللحية وميدي، ودخل مدن تهامة: الضحى، والزهرة، والمنيرة، والزيدية، والمراوعة، وغيرها. وعين لها الامام عمالا وحكاما. وارسله سفيرا عنه إلى الملك عبد العزيز آل سعود، قبيل حرب اليمن (اوائل سنة 1353هـ) فعاد بمعاهدة (الطائف) اشرف معاهدة عرفتها السياسة الدولية. وحج في آخر هذه السنة، فكانت مؤامرة بعض اليمانيين لاغتيال الملك عبد العزيز، في جوار الكعبة، ونجا الملك، فحمى ابن الوزير من نقمة الجماهير. وعاد إلى صنعاء ثم إلى الحديدة - وكانت له امارتها - فاستمر بضع سنوات، واستقدمه الامام يحيى إلى صنعاء فجعله عنده بمكانة (رئيس الوزراء) فاتسع نفوذه بين زعماء اليمن، من العلماء والقواد والامراء والقضاة. وكان يضمر حقدا على ولي العهد سيف الاسلام أحمد ابن يحيى، ومرض الامام يحيى، وولي العهد غائب عن صنعاء، فطمع ابن الوزير بالملك، واتصل ببعض الناقمين، فأحكم التدبير لقتل الامام، وارسل اليه من قتله في ظاهر صنعاء (سنة 1367هـ) وابرق إلى ملوك العرب ورؤساء جمهورياتهم يخبرهم بأن الامام يحيى قد (مات) وان الامامة عرضت عليه فاعتذر ثم اضطره ضغط (الامة) إلى قبولها، وانه نصب (اماما شرعيا وملكا دستوريا) في 8 ربيع الآخر 1367 (18 فبراير 1948م) وارتاب ملوك العرب، وفي مقدمتهم الملك عبد العزيز آل سعود، في الموقف، فآثروا التريث في اجابته حتى ينجلي الامر. وظهر على الاثر ان يحيى مات (مقتولا) وان دمه في عنق ابن الوزير. وكانت البيعة قد عقدت لهذا، في قصر عمدان، ولقب بالامام (الهادي إلى الله) والف مجلسا للشورى، من ستين فقيها جعل سيف الحق (ابراهيم بن يحيى) رئيسا له، قبل قيامه من عدن إلى صنعاء - على طائرة بريطانية - كما الف وزارة كان وزير الخارجية فيها حسين بن محمد الكبسي، وارسل إلى سيف الاسلام (احمد) وهو كبير ابناء الامام يحيى وولي عهده، يدعوه إلى البيعة، ويهدده ان تخلف. وكان سيف الاسلام (احمد) في (حجة) يومئذ، فلم يجب ابن الوزير، ودعا إلى نفسه والى الثأر لابيه. وعجز ابن الوزير عن احكام امره، فزحفت القبائل على صنعاء تسلب وتنهب. واعتصم هو بغمدان، وانتشرت الفوضى. وابرق إلى ملوك العرب ورؤسائهم يستنصرهم. وارسل وفدا إلى الملك عبد العزيز (ابن سعود) إلى الرياض، يشرح له خطر (الغوغاء) في صنعاء. وابرق اليه والى غيره ان اعراضهم عن اغاثته قد يضطره إلى الاستعانة بالاجانب (الانكليز) وماهي الا اربعة وعشرون يوما، تلك مدة ابن الوزير في الامامة والملك (18 فبراير - 14 مارس 1948) حتى كان انصار الامام الشرعي (احمد بن يخيى) في قصر عمدان، يعتقلون ابن الوزير ومن حوله. وحملوا إلى (حجة) حيث امر الامام أحمد بقتله وقتل وزير خارجيته الكبسي، رميا بالرصاص، فقتلا معا على مشهد من الناس.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 70