عبد اللطيف البغدادي عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي البغدادي، موفق الدين، ويعرف بابن اللباد، وبابن نقطة: من فلاسفة الاسلام، وأحد العلماء المكثرين من التصنيف في الحكمة وعلم النفس والطب والتاريخ والبلدان والادب. مولده ووفاته ببغداد. اقام مدة بحلب، وزار مصر والقدس ودمشق وحران وبلاد الروم وملطية والحجاز وغيرها. وحظي عند الملوك والامراء. وكان دميم الخلقة قليل لحم الوجه، قوي الحافظة. من كتبه (الافادة والاعتبار بما في مصر من الآثار - ط) رسالة، و (قوانين البلاغة) و (الانصاف بين ابن بري وابن الخشاب) في كلامهما على المقامات، و (الجامع الكبير) في المنطق والطبيعي والالهي، عشر مجلدات، و (بلغة الحكيم) و (الكلمة في الربوبية) و (الحكمة الكلامية) و (تهذيب كلام افلاطون) و (القياس) اربع مجلدات، و (السماع الطبيعي) و (غريب الحديث) و (المغني الجلي - خ) في الحساب، و (التجريد - خ) في اللغة، و (ملخص مقالات التاج - خ) في الحلية النبوية، و (ذيل الفصيح - ط) لثعلب، و (شرح احاديث ابن ماجة المتعلقة بالطب) واختصر كتبا كثيرة، منها الحيوان للجاحظ، وكتاب في النبات. وكتب رحلات وصف بها اسفاره والبلدان التي زارها. وله رسائل صغيرة سماها (مقالات) منها (النفس) و (العلم الالهي) و (الماء) و (الحركات المعتاصة) و (العادات) و (حقيقة الدواء والغذاء) و (الحواس) و (النفس والصوت والكلام) و (المدينة الفاضلة) و (العلوم الضارة) و (تزييف ما يعتقده ابن سينا) و (ابطال الكيمياء) و (اللغات وكيفية تولدها) و (القدر).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 61
الموفق المطجن عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي ابن أبي سعد. العلامة موفق الدين أبو محمد. الموصلي الأصل، البغدادي. الفقيه الشافعي، النحوي، اللغوي، المتكلم، الطبيب، الفيلسوف، المعروف قديما بابن اللباد، لقبه تاج الدين الكندي بالجدي المطجن لرقة وجهه وتجعده ويبسه.
ولد ببغداد في أحد الربيعين سنة سبع وخمسين وخمس ماية، وتوفي ببغداد سنة تسع وعشرين وست ماية. سمعه أبوه من ابن البطي وأبي زرعة المقدسي وشهدة وجماعة. وروى عنه جماعة منهم البرزالي والمنذري والضياء وابن النجار والقوصي والكمال العديمي وجماعة. وحدث بدمشق ومصر والقدس وحران وبغداد. وكان أحد الأذكياء المتضلعين من الآداب والطب وعلم الأوائل إلا أن دعاويه كانت أكثر من علومه. وكان ذميم الخلقة نحيلها، قليل لحم الوجه؛ بالغ القفطي في الحط عليه، وكان ينتقل من دمشق إلى حلب.
ومن كلامه: اللهم أعذنا من جموع الطبيعة وشموس النفس. وسلس لنا مقار التوفيق، وخذ بنا في سواء الطريق، يا هادي العمي، يا مرشد الضلال يا محيي القلوب الميتة بالإيمان خذ بأيدينا من مهواة الهلكة، ونجنا من ردغة الطبيعة، وطهرنا من درن الدنيا الدنية بالإخلاص لك والتقوى؛ إنك مالك الدنيا والآخرة. سبحان من عم بحكمته الوجود، واستحق بكل وجه أن يكون هو المعبود، تلألأت بنور جلالك الآفاق، وأشرقت شمس معرفتك على النفوس إشراقا وأي إشراق.
ومن تصانيفه: غريب الحديث؛ والمجرد منه؛ والواضحة في إعراب الفاتحة؛ كتاب رب؛ كتاب الألف واللام؛ شرح بانت سعاد؛ ذيل الفصيح؛ خمس مسائل نحوية؛ شرح مقدمة ابن بابشاذ؛ شرح الخطب النباتية؛ شرح سبعين حديثا؛ شرح أربعين حديثا طبية؛ الرد على فخر الدين الرازي في تفسير سورة الإخلاص؛ شرح نقد الشعر لقدامه؛ قوانين البلاغة؛ الإنصاف بين ابن بري وبين ابن الخشاب في كلامهما على المقامات؛ مسألة أنت طالق في شهر قبل ما بعد قبله رمضان؛ كتاب قبسة العجلان في النحو؛ اختصار العمدة لابن رشيق؛ مقدمة حساب؛ اختصار كتاب النبات؛ اختصار كتاب النبات؛ اختصار كتاب الحيوان لأرسطو؛ واختصر كتبا كثيرة في الطب؛ كتاب أخبار مصر الكبير؛ الإفادة في أخبار مصر؛ تاريخ يتضمن سيرته؛ مقالة في الرد على اليهود والنصارى؛ مقالة في النفس؛ مقالة في العطش؛ مقالة في السقنقور؛ كتاب في العلم الإلهي؛ كتاب الجامع الكبير في الطبيعي والإلهي زهاء عشرة مجلدات، بقي يصنف فيه مدة؛ شرح: الراحمون يرحمهم الرحمان؛ إختصار الصناعتين للعسكري؛ إختصار كتاب مادة البقاء للتميمي؛ كتاب بلغة الحكيم؛ مقالة في الماء؛ مقالة في حقيقة الدواء والغذاء؛ مقالة في التأذي بصناعة الطب؛ مقالة في الرواند؛ مقالة في الحنطة؛ مقالة في البحران؛ مقالة رد فيها على علي بن رضوان في اختلاف جالينوس وأرسطو؛ كتاب يعقب حواشي ابن جميع على القانون؛ مقالة في الحواس؛ مقالة في الكلمة والكلام؛ كتاب السبعة؛ كتاب تحفة الأمل؛ كتاب الحكمة العلائية؛ حواش على كتاب البرهان للفارابي؛ كتاب الدرياق؛ حل شيء من شكوك الرازي على كتب جالينوس؛ مقالة في ميزان الأدوية والأدواء من جهات الكيفيات؛ مقالة في تعقب ميزان الأدوية؛ مقالة أخرى في المعنى؛ مقالة في النفس والصوت والكلام؛ مقالة في تدبير الحرب؛ جواب مسألة سئل عنها في ذبح الحيوان وقتله، وهل ذلك سائغ في الطبع وفي العقل كما هو سائغ في الشرع؛ مقالتان في المدينة الفاضلة؛ مقالة في العلوم الضارة؛ رسالة في الممكن؛ مقالة في الجنس والنوع؛ الفصول الأربعة المنطقية؛ تهذيب كلام أفلاطون؛ مقالة في النهاية واللانهاية؛ مقالة في كيفية استعمال المنطق؛ مقالة في القياس؛ كتاب في القياس خمسون كراسا ثم أضاف إليه المدخل والمقولات والعبارة والبرهان فجاء أربع مجلدات؛ كتاب السماع الطبيعي مجلدان؛ شرح الأشكال البرهانية؛ مقالة في تزييف الشكل الرابع؛ مقالة في تزييف ما يعتقده ابن سينا من وجود أقيسة شرطية تنتج نتائج شرطية؛ مقالة في القياسات المختلطات، مقالة في تزييف المقاييس الشرطية؛ مقالة أخرى في المعنى؛ رسالة في المعادن وإبطال الكيمياء؛ عهد إلى الحكماء؛ اختصار كتاب الحيوان لابن أبي الأشعث؛ اختصار كتاب القولنج له؛ مقالة في البرسام؛ مقالة في الرد على ابن الهيثم؛ مختصر فيما بعد الطبيعة؛ مقالة في اللغات وكيفية تولدها؛ مقالة في الشعر؛ مقالة في الأقيسة الوضعية؛ مقالة في القدر. وقال موفق الدين عبد اللطيف: ولدت بدار لجدي سنة سبع وخمسين وخمس ماية، وتربيت في حجر الشيخ لا أعرف اللهو واللعب وأكثر زماني مصروف في سماع الحديث، وأخذت لي إجازات من مشايخ بغداد وخراسان والشام ومصر، وقال والدي: قد سمعتك جميع عوالي بغداد! تعلم الخط، واحفظ القرآن والفصيح والمقامات، وديوان المتنبي ونحو ذلك ومختصرا في النحو، ومختصرا في الفقه. فلما ترعرعت حملني إلى كمال الدين ابن الأنباري، فقال: أنا أجفو عن تعليم الصبيان، وأحمله إلى تلميذي الوجيه! فأخذني الوجيه بكلتا يديه، وجعل يعلمني من أول النهار إلى آخره، ويجعل جميع الشروحات لي، ويخاطبني. وفي آخر الأمر أقرأ درسي، ثم نخرج من المسجد فيذاكرني في الطريق. فإذا بلغنا منزله أخرج الكتب التي يشتغل بها مع نفسه فيحفظ وأحفظ معه، وأخرج معه إلى كمال الدين ابن الأنباري فيقرأ درسه ويشرح له وأنا أسمع. وتخرجت إلى أن صرت أسبقه في الحفظ والفهم، وأصرف أكثر الليل في الحفظ والتكرار. فاستقام ذهني، وأقمت برهة وأنا ألازم الشيخ، وشيخ الشيخ، وحفظت اللمع في ثمانية أشهر، وأطالع عليه الشروح وأشرحها لتلاميذ يختصون بي، إلى أن صرت أتكلم على كل باب كراريس ولا ينفذ ما عندي، وحفظت أدب الكاتب لابن قتيبة في شهور. فأما تقويم اللسان ففي أربعة عشر يوما، كل يوم كراس. وحفظت مشكل القرآن له وغريب القرآن له في مدة يسيرة، وحفظت الإيضاح لأبي علي الفارسي في شهور، وأما التكملة ففي أيام يسيرة كل يوم كراس. وطالعت الكتب المبسوطة والمختصرات. وواظبت على مقتضب المبرد وكتاب ابن درستويه. وفي أثناء ذلك لا أغفل عن سماع الحديث والفقه على شيخنا ابن فضلان، وأكببت على المقتضب فأتممته وبعد ذلك تجردت لكتاب سيبويه وشرحه للسيرافي، وقرأت على أبي عبيدة الكرخي كتبا كثيرة منها: الأصول لابن السراج، وقرأت عليه الفرائض والعروض للخطيب التبريزي. وأما ابن الخشاب فسمعت بقراءته معاني الزجاج على الكاتبة شهدة، وسمعت منه الحديث المسلسل وهو: الراحمون يرحمهم الرحمن. وأكببت على كتب الغزالي المقاصد والمعيار والميزان ومحك النظر. ثم انتقلت إلى كتب ابن سينا صغارها وكبارها، وحفظت كتاب النجاة وكتبت الشفاء وبحثت فيه، وحصلت كثيرا من كتب جابر بن حيان الصوفي، وابن وحشية. وباشرت على الصنعة الباطلة وتجارب الضلال الفارغة، وأقوى من أضلني ابن سينا بكتابه في الصنعة الذي تمم به فلسفته التي لا تزداد بالتمام إلا نقصا. ثم دخلت الموصل ووجدت الكمال ابن يونس جيدا في الرياضيات والفقه متصرفا في باقي أجزاء الحكمة، واجتمع إلي جماعة كبيرة، وعرضت علي مناصب فاخترت منها مدرسة ابن مهاجر المعلقة، ودار الحديث التي تحتها، وأقمت بالموصل سنة في اشتغال دائم ومتواصل، وسمعت الناس يرهجون في حديث السهروردي المتفلسف، ويعتقدون أنه فاق الأولين والآخرين، وأن تصانيفه فوق تصانيف القدماء فهممت لقصده، وأدركني التوفيق وطلبت من ابن يونس شيئا من تصانيفه، فوقفت على التلويحات واللمحة والمعارج فصادفت فيها ما يدل على جهل أهل الزمان، ووجدت لي تعاليق كثيرة لا أرتضيها هي خير من كلام هذا الأول، ثم دخلت دمشق، واجتمعت بالكندي البغدادي النحوي وجرت بيننا مباحثات، وكان شيخا ذكيا مثريا له جانب من السلطان، لكنه معجب بنفسه، مؤذ لجليسه، وأظهرني الله عليه في مباحث، ثم أهملت جانبه؛ وكان يتأذى بإهمالي. وعملت بدمشق تصانيف جمة، ثم توجهت إلى صلاح الدين بظاهر عكا، واجتمعت ببهاء الدين ابن شداد قاضي العسكر يومئذ فانبسط إلي وأقبل علي، وقال: تجتمع بعماد الدين الكاتب، فوجدته يكتب كتابا إلى الديوان العزيز بقلم الثلث من غير مسودة، وذاكرني في مسائل من علم الكلام، وقال: قوموا بنا إلى القاضي الفاضل! فدخلنا عليه، فرأيت شيخا ضئيلا كله رأس وقلب وهو يكتب ويملي على اثنين ووجهه وشفتاه تلعب ألوان الحركات لقوة حرصه على إخراج الكلام، وكان يكتب بجملة أعضائه؛ وسألني عن قوله تعالى: {حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها} أين جواب إذا، وأين جواب لو في قوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} وعن مسائل كثيرة ومع هذا فلا يقطع الكتابة والإملاء، وقال لي: ترجع إلى دمشق، وتجرى عليك الجرايات، فقلت: أريد مصر! فكتب لي ورقة صغيرة إلى وكيله لها؛ فلما وصلت القاهرة جاءني ابن سناء الملك وكيله، فأنزلني دارا قد زيحت عللها، وجاءني بدنانير وغلة، ثم مضى إلى أرباب الدولة، وقال: هذا ضيف القاضي الفاضل! فدرت الهدايا والصلات من كل جانب، وكان في كل عشرة أيام ونحوها تصل تذكرة الفاضل في مهمات الدولة وفيها فضل توكيد الوصية بي، فأقمت بمسجد الحاجب لؤلؤ أقرئ الناس؛ وكان قصدي ياسمين السيميائي، والرئيس موسى بن ميمون اليهودي وأبا القاسم الشراعي. أما ياسمين فوجدته محاليا كذابا. وموسى اليهودي وجدته فاضلا لا في الغاية قد غلب عليه حب الرياسة، وخدمة أرباب الدنيا. وأما أبو القاسم فوجدته كما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين سيرته سيرة الحكماء العقلاء، ووجدته قيما بكتب القدماء، وإذا تفاوضنا في الحديث أغلبه بقوة الجدل. وفضل اللسن، ويغلبني بقوة الحجة وظهور المحجة. ثم عدت إلى القدس وأخذت من كتب القدماء ما أمكنني، وكتب لي السلطان صلاح الدين على ديوان الجامع كل شهر بثلاثين دينارا وأطلق لي أولاده رواتب، ورجعت إلى دمشق وأكببت على الاشتغال وإقراء الناس بالجامع، وكلما أمعنت في كتب القدماء ازددت فيها رغبة، وفي كتب ابن سينا زهادة، واطلعت على بطلان الكيمياء، وعرفت حقيقة الحال في وضعها، ومن وضعها، وما كان قصده في ذلك، وخلصت من ضلالين عظيمين، فإن أكثر الناس هلكوا بكتب ابن سينا وبالكيمياء. ثم إن صلاح الدين توفي، وأقمت بدمشق وملكها الأفضل إلى أن جاء العزيز بعساكر مصر، وتأخر إلى مرج الصفر لقولنج عرض له فخرجت إليه بعد خلاصه فأذن لي في الرحيل معه، وأجرى علي من بيت المال كفايتي وزيادة. وأقمت مع الشيخ أبي القاسم يلازمني صباحا ومساء إلى أن قضى نحبه، وكنت أقرئ الناس بالجامع الأزهر من أول النهار إلى نحو الساعة الرابعة؛ ووسط النهار يأتي من يقرأ الطب وغيره. وآخر النهار يقرأ عليه بالجامع قوم آخرون؛ وفي الليل أشتغل مع نفسي. ولم أزل كذلك إلى أن توفي الملك العزيز. نقلت ذلك من كلامه مختصرا.
ثم إن الموفق توجه إلى القدس وأقام به مدة يشغل الناس بالجامع الأقصى. ثم رجع إلى دمشق، ونزل بالعزيزية سنة أربع وست ماية؛ وكان يأتيه خلق كثير يشتغلون عليه في أصناف من العلوم. ثم سافر إلى حلب، وقصد بلاد الروم وأقام بها سنين كثيرة في خدمة الملك علاء الدين داود بن بهرام له منه الجامكية الوافرة والصلات المتواترة، وصنف باسمه عدة كتب. ثم توجه إلى ملطية. ثم عاد إلى حلب، وتوفي ببغداد.
قلت: موفق الدين وإن كان فاضلا وعنده مشاركات، فليس هو في رتبة الحط على هؤلاء الكبار الذين غض منهم. ومن أجوبته المليحة السديدة في الرد على الشيخ تاج الدين الكندي، حيث قال الخطيب ابن نباتة في أول خطبة ذكر فيها وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله المنتقم ممن خالفه، المهلك من آسفه، المتوحد في قهره، المتفرد بعز أمره! وقال الشيخ تاج الدين الكندي: العجب ممن يفتتح هذه الخطبة بمثل هذا الكلام لولا غفلة لحقت الخطيب والأليق بها أن يكون افتتاحها: الحمد لله العادل في أقضيته؛ فلا جور في قضائه، الممضي حكمه في بريته فلا ريب في مضائه، المتفرد بالبقاء فلا مشارك له في بقائه، المرجو روحه فلا راحة لأوليائه جون لقائه. وهذه السجعات في غاية المناسبة لافتتاح خطبة، تذكر فيها وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال موفق الدين المذكور الخطيب: إنما قال ذلك نظرا إلى قوله تعالى: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} وهذا الجواب في غاية الحسن والسداد، ولو أورد على الخطيب وهو حي ما أجاب بأحسن من هذا الجواب ولا أسد.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0
عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي الموصلي البغدادي موفق الدين الأديب الحكيم المتكلم الفيلسوف أبو محمد، المعروف قديما بابن اللبان، ولقبه تاج
الدين الكندي بالجدي المطجن لرقة وجهه وتجعده ويبسه؛ ولد ببغداد سنة تسع وخمسين وخمسمائة؛ وأسمعه والداه الكثير في صباه من أبي الفتح ابن البطي وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، وقرأ العربية على ابن الانباري وصحب أبا النجيب الضرير النحوي، وبرع في النحو وتميز على أقرأنه، وقرأ الطب والحكمة، وكان يكتب خطا مليحا، وسافر إلى الشام ودخل مصر ولقي قبولا، وقرأ الناس عليه الأدب والطب، ودخل بلاد الروم وأقام بها مدة وكان يطبب ملكها، ولما توفي الملك عاد إلى حلب وحدث بها، وحج وأقام ببغداد مريضا بعلة الذرب.
لبس الخرقة من ضياء الدين أبي النجيب عبد القاهر السهروردي، وقرأ على الشيخ الحسن بن علي بن عبيدة الكرخي، وكان دميم الخلقة نحيلها قليل لحم الوجه.
وذكره الفاضل في رسالة كتبها إلى الوزير نجم الدين بن المجاور يقول فيها في حق الشيخ موفق الدين: أديب ملأ فنه الأسماع، وفاضل لا بأخبار الآحاد ولكن بتواطؤ الاجماع، عينه فراره، وفي لسانه من العبارة عياره، وفي قلبه من الذكاء ناره.
وله من التصانيف: كتاب غريب الحديث. وكتاب الواضحة في الفاتحة.
وشرح بانت سعاد. وذيل الفصيح. وخمس مسائل نحوية. وشرح مقدمة ابن بابشاذ. وشرح الخطب النباتية. وشرح سبعين حديثا. وشرح أربعين حديثا طبية.
والرد على فخر الدين الرازي في تفسير سورة الإخلاص. وكتاب شرح نقد الشعر لقدامة. وكتاب قوانين البلاغة. وكتاب الانصاف بين ابن بري وابن الخشاب في كلامهما على المقامات. وكتاب قبسة العجلان في النحو. وكتاب اختصار العمدة لابن رشيق. وكتاب أخبار مصر (الكبير). وكتاب الافادة في أخبار مصر. ومقالة في الرد على اليهود والنصارى. ومقالة في النفس. ومقالة في العطش. وكتابه في العلم
الإلهي. وكتاب الجامع الكبير في المنطق والطبيعي والإلهي. واختصار مادة البقاء للتميمي. وكتاب بلغة الحكيم. واختصار كتاب النبات. واختصار كتاب الحيوان لأرسطا طاليس، واختصر كتبا كثيرة في الطب، وله كتاب يتضمن سيرته، وغير ذلك كثير .
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1571
عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد أبو محمد بن الشيخ أبي العز الموصلي وهو الشيخ موفق الدين البغدادي نحوي لغوي متكلم طبيب خبير بالفلسفة
ولد ببغداد سنة سبع وخمسين وخمسمائة
وسمع من ابن البطي وأبي زرعة المقدسي وشهدة وخلق
روى عنه الزكيان المنذري والبرزالي وابن النجار وغيرهم
وله تصانيف كثيرة في اللغة والطب والتاريخ وغير ذلك
وكانت إقامته بحلب وسافر منها ليحج على درب العراق فدخل حران وحدث بها ودخل بغداد مريضا فتعوق عن الحج ومات بها في ثانى عشرالمحرم سنة تسع وعشرين وستمائة
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 8- ص: 313
الشيخ عبد اللطيف بن يوسف البغدادي العالم الفاضل موفق الدين صنف إعراب القرآن وفسر فيه الفاتحة بعد إعرابها
وكانت وفاته في سنة تسع وعشرين وستمائة
من أسامي الكتب
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 226
والموفق عبد اللطيف بن يوسف بن محمد الطبيب
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 194
عبد اللطيف بن الفقيه أبي العز يوسف بن محمد العلامة موفق الدين أبو محمد البغدادي النحوي اللغوي.
المتكلم الطبيب المؤرخ، يلقب بالمطحن لذمامة خلقه ونحافة جسمه وصغر وجهه، تفقه على أبي القاسم بن فضلان، وسمع ابن ماجه وغيره، وحدث وروى عنه المنذري وغيره، وحفظ الفصيح والمقامات واللمع وأدب الكاتب لابن قتيبة ومشكل القرآن وغريبه. له ’’الإيضاح’’، ’’والتكملة’’ لأبى على الفارسى وغيرها، وله مصنفات منها شرح مقدمة من بات شاد، ’’وبانت سعاد’’، ’’وشرح المقامات’’، والجامع الكبير في المنطق، ’’والطبيعى والالاهى’’ في عشر مجلدات، والرد على الفخر الرازى في تفسير قل هو اللَّه أحد، أثنى عليه غير واحد، ولد سنة سبع وخمسمائة، ومات سنة تسع وعشرين وستمائة ببغداد عوداً من الحج وصلى عليه الشيخ شهاب الدين السهروردى مع أنه كان يحط على مصنفات السهروردي
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1