عبد الكريم قاسم عبد الكريم قاسم: ثائر عراقي، قضى على البيت الهاشمي والنظام الملكي في العراق، وحكم البلاد أربع سنوات و7 أشهر و25 يوما (14 يوليه 1958 - 9 فبراير 1963) وبالتاريخ الهجري 4 سنوات و8 أشهر و20 يوما (26 ذي الحجة 1377 - 14 رمضان 1382) مولده ومصرعه ببغداد. كان من القادة العسكريين (من أركان الحرب) تعلم بالعراق وأمضى ستة أشهر في إحدى المدارس العسكرية البريطانية. وكان من الضباط في حرب فلسطين. وثار مع بعض قواد الجيش العراقي (14 يوليه 1958) فقتل آخر ملوك الهاشميين ببغداد (فيصل بن غازي) وبعض أقاربه ووزرائه، واقام النظام الجمهوري، وجعل نفسه رئيسا لمجلس الوزراء، وقائدا عاما للقوات المسلحة وإلى جانبه مجلسا لا يحل ولا يعقد سماه (مجلس السيادة) ونصب محكمة عسكرية باسم (محكمة الشعب) كانت مهزلة العصر، وجمع ما دار فيها من مداولات ف يكتاب (محكمة الشعب - ط) 17 مجلدا. اتهمت الكثيرين ممن دعتهم (المتآمرين على سلامة الوطن) وفيهم كثير من خيار القوم، وقضت عليهم بأحكام منها الإعدام. ولكن عبد الكريم أبى أنيعدم أحدا منهم. وكان ممن شملهم هذا الحكم القائد (عبد السلام عارف) وأطلق بعد أن سجن قرابة أربع سنوات وتعددت المؤامرات على عبد الكريم لقتله، ففتك بكثير من القائمين بها. وكان عزبا فجعل إقامته في مقر وزارة الدفاع، وأكثر من الاحتياط لنفسه. وحصر أعمال الدولة في شخصه، فكان لا ينام أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، فانهارت أعصابه وتعرضت المصالح للفوضى. وكان حاد الذكاء مع اضطراب وهوج في تصرفه وعقله، شعلة نشاط ولكن على غير اتزان، خيرا في دخيلة نفسه، كريما في مساعدة الأعمال الوطنية كثورة الجزائر وقضية فلسطين إلا أنه خبط في إدارة بلاده خبط عشواء، فقام بعض شباب الجيش وقوة الطيران فأمطروا وزارة الدفاع، وهي في وسط بغداد، بالقنابل لقتله، فخرج على رأس قوة عسكرية تقارب ألف جندي مع ضباطها. وقاتلهم رجال المصفحات في شوارع المدينة وقبض عليه حيا، بعد أن سقط حوله أكثر من ألف قتيل من رجاله ومن مهاجميه، وأعدم رميا بالرصاص يوم 8 شباط 1963 متهما بالعمالة والجاسوسية.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 54