العريسي عبد الغني بن محمد العريسي: صحافي، من شهداء العرب في ديوان عاليه التركي. ولد وتعلم في بيروت. واشترك مع فؤاد حنتس بإصدار جريدة (المفيد) يومية، فكانت اسبق الصحف في البلاد الشامية إلى بث الفكرة العربية. وناوأتها الحكومة (العثمانية) فثبتت. وذهب عبد الغني إلى باريس (سنة 1330هـ) فدخل مدرسة الصحافة، ومهر في علم السياسة الدولية، واشترك في المؤتمر العربي الاول. وعاد إلى بيروت، بعد وفاة فؤاد حنتس، فاشترك مع الامير عارف الشهابي، في متابعة اصدار الجريدة. ونقلاها إلى دمشق في بدء الحرب العامة الاولى. وطلبت الحكومة عبد الغني، فاختبأ ثم قصد البادية، هو وزميله الشهابي، وعمر حمد، ولحق بهم توفيق البساط. ولجأوا إلى نوري الشعلان (شيخ عربان الرولة من عنزة) فخاف الشيخ نوري نقمة الحكومة، ونصحهم حفيده (نواف بمتابعة السفر إلى الحجاز، فرحلوا. ولقوا مصاعب، فركبوا القطار في تبوك، متخفين بملابس عربية. ورآهم طبيب تركي، عرف العريسي اوشك في بداوته - وكانت له اسنان ذهبية - فوشى بهم. فقبض عليهم، وسيقوا إلى دمشق، فديوان عاليه (بلبنان) وعذب عبد الغني اشد التعذيب، ثم حكم عليه وعليهم بالموت. ونفذ فيه الحكم شنقا في بيروت. وكان كاتبا رشيق الاسلوب، جريئا، اشترك في اكثر الاعمال القومية التي حدثت في ايامه. ومن آثاره كتاب (البنين - ط) ترجمه عن الفرنسية، و (المختار من ثمرات الحياة - ط) اختاره من شعر حسن حسني الطويراني.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 34