ابن أبي الإصبع عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن ابي الاصبع العدواني، البغدادي ثم المصري: شاعر، من العلماء بالادب. مولده ووفاته بمصر. له تصانيف حسنة، منها (بديع القرآن - خ) في انواع البديع الواردة في الآيات الكريمة، و (تحرير التحبير - خ) و (الجواهر السوانح في سرائر القرائح).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 30
ابن أبي الأصبغ الأديب عبد العظيم بن عبد الواحد.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0
عبد العظيم ابن أبي الإصبع العدواني عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن عبد الله بن محمد. الأديب. أبو محمد ابن أبي الإصبع العدواني المصري. الشاعر المشهور. الإمام في الأدب. وشعره رائق. عاش نيفا وستين سنة. وتوفي بمصر في الثالث والعشرين من شوال سنة أربع وخمسين وستماية. ومن شعره:
تصدق بوصل إن دمعي سائل | وزود فؤادي نظرة فهو راحل |
جعلتك بالتمييز نصبا لناظري | فلم لا رفعت الهجر والهجر فاعل |
تخيل أن القرن وافاه سائلا | فعالجه طلق الأسرة بالبشر |
ونادى فرند السيف دونك نحره | فأحسن ما تهدى اللآلي إلى النحر |
ولما اعتنقنا رد دمعي لنحرها | وديعتها فهي اللآلي التي ترى |
بكت ورنت نحوي فجرد لحظها | من الجفن سيفا بالدموع مجوهرا |
فضحت الحيا والبحر جودا فقد بكى الـ | ـحيا من حياء منك والتطم البحر |
عيون معانيها صحاح وأعين الملا | ح مراض في لواحظها كسر |
هي السحر فأعجب لامرئ جاء يبتغي | عواطف من موسى وصنعته السحر |
من يذم الدنيا بظلم فإني | بطريق الإنصاف أثني عليها |
وعظتنا بكل شيء لو أنا | حين جدت بالوعظ من مصطفيها |
وأرتنا الوجهين منها فهمنا | للهوى بالفتان من وجهيها |
نصحتنا فلم نر النصح نصحا | حين أبدت لأهلها ما ليدها |
أعلمتنا أن المآل يقينا | للبلى حين جددت عصريها |
كم أرتنا مصارع الأهل والأ | حباب لو نستفيق بين يديها |
ولكم مهجة بزهرتها اغتـ | ـرت فأدمت ندامة كفيها |
أتراها أبقت على سبأ من | قبلنا حين بدلت جنتيها |
يوم بؤس لها ويوم رخاء | فتزود ما شئت من يوميها |
وتيقن زوال ذاك وهذا | تسل عما تراه من حادثيها |
دار زاد لمن تزود منها | وغرور لمن يميل إليها |
مهبط الوحي والمصلى التي كم | عفرت صورة بها خديها |
متجر الأولياء قد ربحوا | الجنة فيها وأوردوا عينيها |
رغبت ثم رهبت ليرى | كل لبيب عقباه من حالتيها |
فإذا أنصفت تعين أن يثـ | ـني عليها البر من ولديها |
إنتخب للقريض لفظا رقيقا | كنسيم الرياض في الأشجار |
فإذا اللفظ رق، شف عن المعـ | ـنى فأبداه مثل ضوء النهار |
مثلما شفت الزجاجة جسما | فاختفى لونها بلون العقار |
وقيم كلمت جسمي أنامله | بغير ألسنة تكليم خرسان |
إن أمسك اليد مني كاد يكسرها | أو سرح الشعر من فودي أدماني |
فليس يمسك إمساكا بمعرفة | ولا يسرح تسريحا بإحسان |
وكلما فاق على | فاض ندى للمرمل |
وليس في ذا عجب | فالسيل يأتي من عل |
أراني لا ينفك نجمي هابطا | تراه براه ربنا حسب للرجم |
حنتني الليالي فاغتديت كأنني | أفتش دهري في التراب على نجمي |
فصرت إذا قوسا وعقلي راميا | ورأيي الذي أصمي الرمايا به سهمي |
وساق إذا ما ضاحك الكأس قابلت | فواقعها من ثغره اللؤلؤ الرطبا |
خشيت وقد أمسى رقيبي على الدجى | فأسدلت دون الصبح من ثغره حجبا |
وقسمت شمس الطاس بالكاس أنجما | ويا طول ليل شمسه قسمت شهبا |
إذا ما سقاني ريقه وهو باسم | تذكرت ما بين العذيب وبارق |
ويذكرني من قده ومدامعي | مجر عوالينا ومجرى السوابق |
له من ودادي ملء كفيه صافيا | ولي منه ما ضمت عليه الأنامل |
ومن قده الزاهي ونبت عذاره | صدور رماح أشرعت أو سلاسل |
أيا عبلة الأرداف لحظك عنتر | ومالي على غاراته في الحشا صبر |
نعم أنت حسناء -خنساء عصرنا | وشاهد قولي أن قلبك لي صخر |
تحلمنا الأيام وهي سفيهة | فتهدي إلينا برها من عقوقها |
كما تحدث لطيش الطلا من سكونها | فتغرب شمس الفضل عند شروقها |
وتهدي الدراري وهي من حيرة ترى | وقد رجعت عن مستقيم طريقها |
وأدهم جارى الشمس في مثل لونه | من المغرب الأقصى إلى جانب الشرق |
فوافى إليه قبلها متمهلا | فأعطاه من أنواره قصب السبق |
تبسم لما أن بكيت من الهجر | فقلت أرى دمعي فقال أرى ثغري |
فديتك لما أن بكيت تنظمت | بفيك لآلي الدمع عقدا من الدر |
فلا تدعي يا شاعر الثغر صنعة | وكاتب دمعي قال ذا النظم من نثري |
رأيت بفيه إذ تبسم أدمعا | فقلت رثى لي إذ بكى فمه حزنا |
أجاد له في النظم شاعر ثغره | ولكنه من مقلتي سرق المعنى |
هذا كتاب بديع ما رأى أحد | مثلا له في مبانيه ومعناه |
حوى تصانيف هذا العلم أجمعها | وزادنا جملا عما سمعناه |
لا تعجبوا من لطيف الحجم قا | م بهذا الفن أجمع أقصاه وأدناه |
فقد رأيتم عصا موسى كم التقفت | ولم يزد قدرها عما عهدناه |
ماذا أقول وقد أتاك مرثيا | ملك النحاة وسيد الشعراء |
رثياك بالدر النظيم فهذه | للدال قافية وتلك الراء |
وتوخيا نثر العقيق مدامعا | إذ كنت لم تنصف بنظم رثاء |
يا من طوى بفضائل وفواضل | ذكرين للطائي بعد الطاء |
غادرتني وأنا الحبيب مودة | صبا قد استعذبت ماء بكائي |
فسقاك فضل الله فيض عطائه | فلقد أقمت قيامة الشعراء |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0