صفي الدين الحلي عبد العزيز بن سرايا بن علي بن ابي القاسم السنبسي الطائي: شاعر عصره. ولد ونشأ في الحلة (بين الكوفة وبغداد) واشتغل بالتجارة، فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها، في تجارته، ويعود إلى العراق. وانقطع مدة الدولة الارتقية، ومدحهم، واجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة سنة 726هـ ، فمدح السلطان الملك الناصر. وتوفى ببغداد. له (ديوان شعر - ط) و (العاطل الحالي - ط) رسالة في الزجل والموالي، و (الاغلاطي - خ) معجم للاغلاط اللغوية، و (درر النحور - خ) وهي قصائده المعروفة بالارتقيات، و (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء - خ) و (الخدمة الجليلة - خ) رسالة في وصف الصيد بالبندق. وللشيخ علي الحزين المتوفي سنة 1181 كتاب (اخبار صفي الدين الحلي ونوادر اشعاره).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 17

صفي الدين الحلي اسمه عبد العزيز بن سرايا بن علي.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 389

صفي الدين الحلي عبد العزيز بن نجم الدين سرايا ابن علي بن أبي القاسم الحسين بن سرايا
ولد في الحلة سنة677 أما مكان وفاته فاختلف فيه فقيل في بغداد وقيل بماردين وقيل في القاهرة كذلك اختلف في سنة وفاته فقيل سنة749 أو 750 أو 752. نشأ نشأة مترفة كغيره من أبناء الوجهاء وتعلم الفروسية والرماية والصيد ولم يهمل تثقيف نفسه فحفظ القرآن ودرس العلوم الإسلامية من لغة وتفسير وحديث وفقه وفلسفة وما يستتبع ذلك من شتى المعارف. اضطرب الأمر في الحلة ونالته أحداثها وقتل خاله (صفي الدين ابن محاسن) فساهم في معارك الأخذ بثأره وحرض عليها واضطر للالتجاء إلى ماردين، وكان يحكمها الملوك الأرتقيون، فأكرم الملك المنصور نجم الدين غازي وفادته وكذلك ولده الملك الصالح بعده، فمدح الأرتقيين ووقف شعره عليهم، وحج إلى بيت الله وزار مصر فكان له فيها صداقات مع الشاعر جمال الدين محمد بن نباتة والكاتب المؤرخ صلاح الدين الصفدي والقاضي علاء الدين بن الأثير كاتب السر. وهو الذي قدمه إلى الملك الناصر محمد بن قلاوون فعني الملك به وطلب إليه أن يجمع ديوانه فجمعه له في الناصر المدائح الطوال وعاد من مصر إلى ماردين ثم إلى العراق وزار كثيرا من أهم البلاد في تجارته التي كان يتعاطاها سواء وهو في العراق أو ماردين. وفي العراق ظل على صلته بالأرتقيين يمدحهم ويرسل إليهم الشعر كقوله:

وربما بدا من بعض شعره انه لم ينقطع عن ماردين وعن زيارة الأرتقيين كلما سنحت له الفرصة.
أثر الأحداث في شعره
بدأ تحريضه على الأخذ بالثأر لخاله في كثير من شعره كقوله:
ولما نجحت دعوته لمعركة الثأر والتقى الفريقان في (وقعة الزوراء): قرب بغداد عند قبر عبيد الله بن محمد بن عمر العلوي قال صفي الدين قصيدته الشهيرة:
وفيها يقول:
ولما اضطر بعد هذه المعارك ومشاركته فيها للنزوح إلى ماردين قال:
وفي رحلته الطويلة إلى ماردين يقول:
وفي الوصول إلى ماردين يقول:
ثم يقول بعد الإقامة فيها:
ويقول متشوقا إلى العراق وهو في ماردين:
#فارقت زوراء العراق وإن لي قلبا أقام بربعه المألوف وفي تعاطيه التجارة يقول في الملك الصالح:
وفي إحدى رحلاته التجارية أرسل من دمشق إلى الملك الصالح في ماردين قصيدة وقال فيها:
مع الأرتقيين
كان الأرتقيون حكام ماردين في ظل السيطرة المغولية، ولما ذهب السلطان غازان المغولي لفتح الشام كان الملك المنصور معه، ولكنه على رواية ابن الأثير كان يناصح سرا الملك الناصر محمد بن قلاوون، وإذا كان المغول في ذلك الحين هم حكام العراق فعلا فإنهم لم يكونوا كذلك فيما نأى من الأطراف كماردين التي كانت سيطرتهم عليها سيطرة غير عملية. والأرتقيون وإن كانوا أتراكا إلا أنهم كانوا يستجيدون الشعر العربي ويستنشدونه ويطربون للمدائح، ولا بدع فالثقافة العربية واللسان العربي هما السائدان، لذلك استقبل صفي الدين في البلاط الأرتقي استقبالا حافلا واحتضنه الملك المنصور وأكرمه، وأنشد صفي الدين في مدائحه مطولات القصائد، حيى إنه اختصه بديوان كبير سماه (درر النحو في مدائح الملك المنصور) التزم فيه أن يكون أول البيت وقافيته على حرف ولحد، فإذا كانت همزية كانت أوائل البيت كذلك كقوله:
وإذا كانت القافية بائية كانت أوائل الأبيات كذلك كقوله:
إذا كانت القافية تائية كانت القافية كذلك كقوله:
وهكذا حتى تنتهي الحروف الهجائية، وهي تسع وعشرون قصيدة، كل قصيدة تسعة وعشرون بيتا، وقد عرفت هذه القصائد بالقصائد الأرتقيات وفيها يقول:
وقد سبق صفي الدين بهذا الضرب من الشعر شاعران هما أبو زيد عبد الرحمن الأندلسي المتوفى سنة637 أي قبل ولادة صفي الدين بأربعين عاما وأبو عبد الله محمد بن أبي بكر البغدادي المشهور بالوتري المتوفى 622 في بغداد أي قبل ولادة صفي الدين بأكثر من خمسة عشر عاما. ولكن الشاعرين لم يشتهروا ولا اشتهر شعرهما. وقد عرف هذا الشعر بعد ذلك باسم الروضة وجاراه كثير من الشعراء. وبعد وفاة الملك المنصور كان صفي الدين في رحاب ابنه الملك الصالح شمس الدين صالح، على ما كان عليه في عهد أبيه من إكرام ورعاية من الملك، ومدح وشكر من صفي الدين وهو في مدحه للأرتقيين يكرر أنه لم يكن مداحا، ولا الاستجداء بالشعر من أخلاقه، وإنما كان وفيا لهم إذ حموه حين عز الحامي. ولا بد لنا من الإشارة إلى ما سبق وقلناه المترجم كان يمتهن التجارة حتى وهو في ماردين فيرحل في سبيلها إلى أقاصي البلاد، وهو بذلك يحقق ما قاله من أن الأصل في مديحه لم يكن طلب العيش لأن له ما يعيش منه. وها نحن نراه وهو يمدح الملك الصالح يصرح بأنه لم يمدحه إلا لكونه ابن المنصور الذي أجاره وحمى دمه.
ويكرر صفي الدين القول بأنه لا يمدح للعطاء بل للوفاء فقد قال قبل ذلك للملك الصالح:
ونرى أن صفي الدين قد أخذ على نفسه أنه لا يمدح أحدا غير هذين، وإذا استثنينا مدحه (للملك الناصر) محمد بن قلاوون، فإن نراه قد التزم بما أخذه على نفسه، وفي الحقيقة فإن مدحه للملك الناصر كان شيئا لا بد منه بعد أن قدم إليه فاحتفى به الملك حفاوة مقدر له معجب به واقترح عليه أن يجمع ديوانه فنفذ اقتراحه وجمعه وهو في رعايته بمصر. وأخذا بما ألزم به نفسه نراه يتأبى عن مدح الملك المؤيد إسماعيل صاحب حماه. فكان جزائه منه على إكرامه له أن كان يشكره شعرا على عطاياه وهداياه ويهنئه بالأعياد، ولا يسمي ذلك مدحا بل حمدا. وفي بعض مدائحه للأرتقيين يبدو شاعرا متحمسا لنضالهم وحمايتهم للثغور الإسلامية وهو في مثل هذا الشعر شاعر وطني - على حد تعبيرنا اليوم - يتمدح بمن ذادوا الأعداء عن الوطن ويثني عليهم ثناء الوفي لأرضه المخلص لعقيدته كقوله في الملك المنصور:
وفي الأرتقيين وماردين يقول:
ويقول:
ويقول:
ويقول:
ويبدو أن الأرتقيين لم يعاملوه معاملة الشعراء المستجدين الذين يهبونهم المال قدر الإنشاد، بل حددوا له راتبا معينا يجري عليه، وعندما قطعه مرة أحد نواب الملك الصالح قال:
وكان من عناية الأرتقيين به أنه كان يصحب المنصور في حله وترحاله سواء كان هذا الترحال استجماما أو كان للقراع والقتال، فعدد صفي الدين المعارك وأشاد بالنصر وخلد كل ذلك شعرا كما فعل سنة702 حين ذهب الملك المنصور بجيشه لفتح قلعة إربل فقال صفي الدين بعد المعركة الظافرة قصيدته التي مطلعها:
وكما كان يشدو بالوقائع الحربية كان كذلك يتغنى برحلات الصيد والقنص فيكون له من ذلك قصائد في وصف الصيد وأدواته وطيوره وحيواناته، مستطردا إلى وصف الطبيعة أحيانا، وإلى الانتهاء بمدح الملك المنصور أحيانا.
وكما مدح الأرتقيين، كذلك رثاهم، فقد مات الملك المنصور وصفي الدين في بغداد فأسرع إلى ماردين يشاطر في المأتم ويبكي الرجل الذي حماه وآواه فمن رثائه له القصيدة التي يقول فيها:
أثر الرحلات في شعره
كان للترحل الطويل الذي عاشه سواء في نزوحه اضطرارا إلى ماردين أو تنقله للتجارة أو سفره للحج - كان لذلك أثر بارز في شعره فرأينا فيه ملامح لكل البلاد التي حل بها:
ففي ماردين وصف للطبيعة (في عين الصفا) (وعين البرود) ووصف للشتاء والمطر ووصف للقلاع والحصون، فضلا عن وصف المعارك والأهوال:
وفي مصر يصف النيل والسفن والأهرام:
وفي دمشق يصف الرياحين والآجام:
وفي حماه يصف العاصي
ويقول:
حنينه إلى العراق والحلة
رغد العيش الذي ناله في ماردين وصحبة الملوك ومتارفهم لم تشغله عن الحنين إلى موطنه بل ظل دائم التطلع إليه بقلبه:
ويقول:
ويقول:
ويقول:
تشيعه
كان شيعيا عارفا بحق علي وبنيه معرفة مرتكزة إلى الإيمان الصادق المخلص، ولا بدع في ذلك فقد شب في الحلة، والحلة هي من هي عراقة في التشييع العالم المفكر الناضج فقد كانت دار العلم وإليها الرحلة من كل مكان وفيها حلقات الدروس ونوادي الفكر والقلم وفيها يقول عبد الرحمن الكتاني المتوفى سنة629 في راجح الحلي:
وفي آل البيت يقول صفي الدين:
ويقول:
ورد على ابن المعتز في تعرضه للعلويين رد المؤمن الصادق المكافح.
أقوال فيه
وفي مل الآمل: كان عالما فاضلا منشئا أديبا من تلامذة المحقق نجم الدين جعفر بن الحسن الحلي له القصيدة البديعية مائة وخمس وأربعون بيتا تشتمل على مائة وخمسين نوعا من أنواع البديع وله شرحها وديوان شعر كبير وديوان صغير وله قصائد محبوكات الطرفين جيدة ثمان وعشرون بيتا ’’اه’’. وفي حديقة الأفراح مناهل ألفاظه العذاب صافية من شوائب التعقيد ورياض معانيه المفرحة بنشرها الألباب شافية لمن كرع من بحرها الرائق المديد ’’اه’’ كان من الشعراء المجيدين المطبوعين وله في شعره احتجاجات على تفضيل علي عليه السلام وتقديمه تدل على علمه وفضله كقوله:
وغير مما يأتي. وكان شاعر العصر وفاضل الوقت السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي يعجب بشعره كثيرا ويفضله على كثير من الشعراء وحسبك بشهادة مثله. سافر إلى الشام وبلاد الجزيرة وغيرها ومدح ملوك ماردين المعروفين ببني أرتق وهو أول من عمل القصائد المحبوكات وسماها الأرتقيات واقتفاه في ذلك الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي الطيبي فعمل محبوكات في الشيخ علي بن فارس الصعبي أمير ناحية الشقيف من جبل عامل. وقصيدته البديعية في مدح خير البرية وشرحها مطبوع وسماها أنوار الربيع في أنواع البديع وديوان شعره مطبوع.
شعره
ومن شعره قوله في أمير المؤمنين علي عليه السلام من أبيات:
وقوله:
وقوله:
وقوله:
وقوله:
وله:
وقوله:
ومن شعره الدال على علمه وفضله قوله من قصيدة يرد بها على قصيدة عبد الله بن المعتز التي يفتخر بها على أهل البيت عليهم السلام ويقول فيها:
فقال له صفي الحلي مجيبا له من جملة قصيدة:
ومن شعره قوله:
وقوله:
وقوله:
وقوله:
وله في جميل نام في المجلس فسقطت الشمعة وأحرقت شفته:
وقوله في مليح قلع الطبيب ضرسه:
وقوله:
في شرح رسالة ابن زيدون:
أنشدني لنفسه إجازة ما كتب به إلى صاحب أبي بكر بن القاسم السلامي شعرا:
وقال السيد علي خان في كتاب أنوار الربيع في أنواع البديع: كنت أظن أن أول من نظم البديع هو الشيخ صفي الدين الحلي حتى وقفت في ترجمة الشيخ علي بن عثمان بن علي بن سليمان أمين الدين الإربلي الصوفي على قصيدة لامية له نظم فيها جملة من أنواع البديع وضمن كل بيت منها نوعا منه أولها: الجناس التام، والمطرف هو:
ثم قال في الجناس المصحف والمركب:
فعلمت أن الشيخ صفي الدين لم يكن أبا عذر هذا المرام ولا أول من نظم جواهر هذا العقد في نظام، فإن الشيخ أمين الدين المذكور توفي قبل أن يولد الشيخ صفي الدين بسبع سنين، فإن وفاته سنة670 وولادة صفي الدين سنة 677. وأما نظم أنواع البديع على هذا الوزن والروي الذي نظم عليه صفي الدين فلا أتحقق أيضا أن صفي الدين هو أول من نظم عليه، فإنه كان معاصرا للشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي الهواري المعروف بشمس الدين بن جابر الأندلسي الأعمى صاحب البديعية المعروفة ببديعية العميان ولا أعلم من السابق منهما إلى نظم بديعيته على هذا الأسلوب وإن كان صفي الدين قد حاز قصبات السبق في هذا المضمار فإن ابن جابر لم يستوف الأنواع التي نظمها صفي الدين، بل أخل بنحو سبعين نوعا منها، وكلاهما لم يلتزما التورية باسم النوع البديعي، وأول من التزم ذلك الشيخ عز الدين الموصلي ثم تلاه علي بن عبد الله الحموي المعروف بابن حجة، وعدد أبيات بديعية الصفي الحلي 145 بيتا ’’اه’’ وتعصب عليه ابن حجة الحموي في شرح بديعيته وانتصر له السيد علي خان في شرح بديعيته أيضا.
صفي الدين الحلي بين رأيين
كتب مارون عبود كلمة عن صفي الدين الحلي أجاب عنها حارث الراوي وفيما يلي هذان الرأيان المختلفان: يبدأ الأستاذ مارون عبود رأيه في ’’صفي الدين’’ في ص309 من كتابه ’’الرؤوس’’ حيث يقول: ’’إن خير ما سمعنا من الأصوات في هذه الحقبة، صوتان ارتفعا في آن واحد، أولهما في العراق وهو صوت صفي الدين الحلي، والشاعر الذي استعبدته الصناعة اللفظية حتى اجتمعت في شعره جميع معايبها. كان صفي الدين كالطفيليات يعيش على جذوع الأقدمين، فخمس وضمن، ثم حاول اجتراع العجائب في الشعر - كما كان يظن - فراح ينظم لسلطانه الذي فزع إليه من ظلم المغول قصائد سماها ’’درر النحور في مدائح الملك المنصور’’ وهي تسع وعشرون قصيدة على كل حرف من حروف المعجم، يبدأ بالحرف البيت ثم يختمه، وإليك نموذجا منها:
أرأيت كيف يبدأ بالميم التي هي قافية قصيدة، ثم أرأيت ’’الرفع والجزم’’؟ إن صفي الدين لم يدع جريمة أدبية في النظم إلا ارتكبها. قال القصائد طويلة وقصيرة، والموشحات والأزجال، كما نظم ابن مالك النحو والصرف، نظم الحلي ’’بديعية’’ مطلعها:
إلى أن يقول الأستاذ مارون:
’’وهكذا لا نرى للحلي شيئا جديدا - إن كان هذا شيئا - إلا سبقه إلى نظم فنون البديع في قصيدة، ولكن بديعيته لم تصب من السيرورة ما أصابته ’’بديعية’’ الحموي فركدت ريحها. أما شعر الحلي فجار حين يتبع سجيته، ولكنه لا يخرج أبدا من دائرة التقليد فهو يعارض قصيدة المتنبي ليقول من الجناس:
ثم شاء أن يكون له شعر مثل شعر البهاء زهير فقال ناحيا نحوه:
وشاء أيضا أن ’’يتعنتر’’ فقال قصيدة معارضا بها قصيدة ’’حكم سيوفك’’ ومد يده إلى نجم الشعر العربي فأخذ قوله:
فقال وقصر تقصيرا شائنا:
أما الباقي على الألسن من شعر هذا الفاضل فقصيدته المشهورة:
إلى أن يقول مارون عبود في مجال التفضيل بين ’’صفي الدين’’ و’’ابن نباتة’’: ’’وإذا سألتني أيهما أسبق، أصفي الدين أم ابن نباتة؟ قلت: لك كلاهما مقصر، ولكن الحلي يسبق صاحبه بضع خطوات’’. هذا هو نص رأي ناقد كبير شهير من نقاد عصرنا في أكبر شاعر في عصره، وهو رأي لا يخلو من التحامل إذا وضعناه’’على المحك’’. . .
أنا لا أبري صفي الدين من الصناعة اللفظية، مصيبة أبناء زمانه، أما أن تجتمع في شعره جميع معايب الصناعة اللفظية، فقول مردود، لأن أكثر شعره منزه عن هذه المهنة ماخلا شعره الذي يخرج به عن نطاق سجيته فينظمه للبراعة ليس إلا. ولا أدري كيف جاز لمارون عبود أن ينعت ’’صفي الدين’’ - الشاعر المتميز بأصالته، بالطفيلي الذي يعيش على جذوع الأقدمين، كل ذلك لأنه يخمس ويضمن. . . وليس التخميس والتضمين من علامات عجز الشاعر في كل الأحوال، فقد يضيف التخميس والتضمين روعة تفوق روعة الأصل أو تدانيها. أما التخميس والتضمين لمجرد إظهار البراعة فشيء لا شك مرذول يأباه الشاعر المبدع. وتخميسات وتضمينات صفي الدين لم تكن لمجرد إظهار البراعة، وإنما جاءت، في أغلب الأحوال لاتفاقه مع بعض الشعراء في فكرة القصيدة وغايتها. وكثيرا ما يمر صفي الدين بتجربة مماثلة لتجربة شاعر آخر فيكون التخميس والتضمين من دواعي التقاء التجربيين. من ذلك تخميسه للامية ’’السموأل’’ الشهيرة. والمعروف عن هذه اللامية أنها تزخر بالفخر والتحدي، وكان صفي الدين جديرا بالفخر والتحدي لأنه كان من عشيرة عربية ترفض الضيم وتأبى الهوان. .
ولا ندري ما هي’’الجرائم الأدبية التي ارتكبها شاعرنا صفي الدين في نظر الأستاذ مارون؟ أيكون مجرما، في مجال الأدب، لأنه نظم القصائد ’’الطويلة والقصيرة’’؟! والقصائد، بطبيعتها، إما تكون طويلة أو قصيرة. . . أم لأنه نظم ’’الموشحات والأزجال’’؟ ومتى كانت الموشحات والأزجال خالية من الرقة والإبداع لا سيما إذا صدرت عن شاعر موهوب كصفي الدين الحلي، وأما أن تبقى على الألسنة قصيدته ’’النونية’’ المشهورة:
فليس الذنب في ذلك ذنب صفي الدين وإنما هو ذنب الطريقة ’’الببغائية’’ في حفظ الشعر التي ابتلينا بها. فنحن ما نكاد نسمع بالقصيدة المشهورة وندرسها في المدارس حتى نعض عليها بالنواجذ ولا نكلف أنفسنا عناء مراجعة أو تذوق سواها من قصائد الشاعر. وألا فإن للصفي قصائد بل خرائد تفوق النونية، كانت وما تزال من ضحايا إهمال القراء. ، والغريب حقا أن ينظر الأستاذ مارون إلى صفي الدين الحلي وابن نباتة المصري نظرة الشيخ إلى تلميذيه فيقول عنهما:’’ وإذا سألتني أيهما أسبق، أصفي الدين أم ابن نباتة، قلت لك كلاهما مقصر، ولكن الحلي يسبق صاحبه بضع خطوات. . ’’. والإنصاف يقتضي أن يقول أن صفي الدين أوسع أفقا من ابن نباتة وأقدر على النظم وأوسع إحاطة باللغة وأكثر لباقة في التنويع والتلوين. . . وفي شعر الحلي حرارة وحيوية يفتقر إليها شعر ابن نباتة. .
نظرة في شعره
ثم يسترسل في الحديث عن شعره فيقول:
من طبيعة الشاعر العربي - لا سيما - في الماضي البعيد - أن يفخر بنسبه وعشيرته وشجاعته وبما يتحلى به من المواهب، فكأنه، يريد بذلك، أن يشعر ممدوحه أنه ليس إنسانا طفيليا لا هم له إلا أن يعيش على صدقات المحسنين الذين رفعتهم الأقدار إلى مستوى البذل والعطاء، وإنما هو إنسان له كرامته وعزته وله من كريم محتده بحبوحة تنعم بها روحه ويشفى جسده. . وليس كل الشعراء سواسية في هذا الشعور وهذه المنزلة من الإحساس الوثاب، فبعضهم طفيلي لا هم له غير أن يستجدي، وليس صفي الدين من هؤلاء على أي حال. . فقد من الله عليه بكرم المحتد وصفاء المعدن وشجاعة القلب وعلو الهمة، إلى غير ذلك من الصفات التي يتحلى بها كبار النفوس عادة. فكيف لا يفخر، وهو ينعم في بحبوحة من هذه الفضائل. ومن طبيعة الشاعر أن يندفع، في صباه، في التغني بمآثر ذاته، مندفعا مع أحلامه الباسقة وأمانيه الفسيحة، وخير ما يشير إلى هذه الحقيقة هو’’بائية’’ صفي الدين التي يقول فيها:
والقصيدة طويلة تقع في خمسين بيتا وكل بيت منها مثقل بهذا الفخر الصارخ، والقصيدة هذه، إنما تتحدث عن كمي لا عن صبي، إلا إذا أراد الصبي، يتشبه بالكمي المغوار. وهي والحالة هذه - تصور واقع عنترة العبسي أكثر من تصويرها لواقع صفي الدين في صباه. . . أما ’’نونيته’’ الشهيرة التي يقول في مطلعها:
فقد اعترف بروعتها أعداء صفي الدين وأنصاره على السواء. وما ذكر صفي الدين، في مجال الحسنات، إلا وذكرت هذه القصيدة. ولم تحظى بهذا العز ولم تظفر بهذا الذيوع إلا لأنها تصور حالة نفسية عنيفة عاشها الشاعر، وترسم بسطور من لهب تجربة اكتوى الحلي بنارها، فقد أسلفت القول إن آل أبي الفضل قتلوا خال شاعرنا الحلي غدرا في المسجد وحين أخذ قومه بثأره تنفس صفي الدين الصعداء وأطلق حمم براكينه في فضاء الفخر والثأر. وليس في هذه القصيدة فخر أجوف بالرغم ون ورود بعض المبالغات التي كان يجيزها شعراء ذلك الزمان كقوله:
وفي هذه القصيدة، إلى جانب التشبث بالفخر والاعتزاز بالنصر، اعتزاز بقيم أخلاقية عربية سامية كقوله:
وإن قوما هذا شأنهم في الحياة، إنما يتدرعون، في الصفو،بجلباب العقل النظام والسماحة. حتى إذا استخصموا وأثيروا أبوا أن يكونوا من العقلاء الجبناء، آثروا كرامة العاطفة المشتعلة على تحفظات العقل: تردعوا العقل جلبابا فإن حميت نار الوغى خلتهم فيها مجانينا. قلت أن بعض أبيات هذه الخريدة تصور الخلق العربي الأصيل ومن ذلك قوله:
وهذا البيت يصور الخلق العربي الإسلامي أروع تصوير ويميز الخلق العربي بعد الإسلام من قبله، فقد كانت الآية معكوسة في الجاهلية عندما كان الشاعر الجاهلي يقول:
وهذا خلق الغزو والإيذاء الذي نهت عنه الشريعة الإسلامية الغراء. وكأني بصفي الدين، قد أعطى قومه ما يستحقون من ثناء طيب النشر، أحس ببخله على نفسه بمثل هذا الثناء أو بعضه وهو الذي لم يكن مكتوف اليدين عندما التحم الخصمان، فجاءنا بلامية تحدث في أغلب أبياتها عن دوره البطولي في المعركة
ومما قاله عن نفسه:
والظاهر أن شاعرنا الحلي لا يكتفي بما نظم في قصيدتيه السالفتين، في مجال الفخر والاعتزاز بدليل أنه راجع قصائد الفخر والاعتزاز عند العرب فأعجبته ’’عينية’’ قطري ابن الفجاءة فسمط أبياتها على النحو التالي:
من الأبطال ويحك لا تراعي
على الأجل المحتم لم تطاعي
فما نيل الخلود بمستطاع
عندما صفا العيش لصفي الدين في كنف الملك المنصور غازي وابنه الملك الصالح، حمل شيطان الغزل إلى شاعرنا هبات كثيرة بعضها يعد من الأعلاق، ومن تلك الهبات نونيته التي مطلعها:
وفي هذه القصيدة الرقيقة من الحوار المستحب بين الحبيبين ما يحببها من النفس ويرسلها إلى شغاف القلب، وهي من بعد مثقلة ببث العاشق اللجوج واندفاعه في دنيا الصبابة، وبتحفظات المعشوقة المسرفة في الدلال الحلو والمر:
فأنت ترى في غزل الحلي عذوبة وطرافة، وهذا لا يعني أن غزله بعيد، أغلبه، عن التشابيه التقليدية المألوفة الملقاة على طريق السابلة من’’خمر الريق’’ إلى’’قوام الغصن’’ و’’بدر التم’’ إلى غير ذلك ولكنه - والحق يقال - كان يحسن، أحيانا، التصرف بهذه الاستعارات الألوفة المقننة، من ذلك وصفه لجمال حبيبه:
وإذا كان هذا البيت من ومضاته، فلشاعرنا في بعض قصائده الغزلية وثبات كقوله:
والاهتداء بالأنين صورة رائعة لا تخلو من الابتكار، وما أروع استجارته بجيرة الحي، حي الأحباب.
وبعد تسنم شاعرنا هذه الذروة الشاهقة، ينحدر في البيتين اللذين نالا من هذه المقطوعة الرائعة حيث يقول:
فيترك لنا بذلك مجالا فسيحا للتأمل وتوقع الإجادة في وصف دموعه، وإذا به يقول:
وما أبشع تشبيهه قلب العاشق بالجليد. . ولعله تشبث بالجليد لأنه يذوب، وهو بحاجة إلى مادة تذوب ليشبه بها الدموع، وفاتته المواد التي تنصهر. . ولا شك أن غزل الحلي رائع، إذا جارى الرجل سجيته ولم يبتعد عنها. أما إذا وسوس له شيطان المحاكاة، طلعت سجيته وطفق يقلد وينحدر. يقول عنترة العبسي:
فيصهر صفي الدين هذا المعنى في أكثر من بوتقة ولكنه لا يضاهي العبسي:
ويقول الحلي أيضا بهذا المعنى:
ولصفي الدين في حلبة المجون والأدب المكشوف’’جدا’’ أبيات ومقطعات أستحي أن أذكر بعضها. وعلى أي حال فإن الرجل عندما ناهزت سنه الخمسين عزف عن الملذات وحج بيت الله الحرام ومدح الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، بثلاث قصائد وأربع أبيات سكب فيها من ذوب قلبه وعصير روحه الشيء الكثير، وهو يرجو فيها الشفاعة ويلتمس الغفران وإطفاء نيران الذنوب. وحسبنا أن نلقي نظرة على إحداها ولتكن الهائية. ولا يهمنا فخر صفي الدين بنفسه في هذه القصيدة فقد قرأنا من فخره بنفسه فيما سبق الشيء الكثير، والذي يهمنا هنا أن نلتمس طريقته في مدح الرسول الأعظم ولنبدأ من مشهد الناقة التي كانت تحمل الشاعر إلى بيت الله الحرام وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم:
ثم يصف الشاعر المؤمن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان وكيف أخمد نار المجوس بالتوحيد وكيف زلزل عرش كسرى:
وينطلق الشاعر في تمجيد الرسول الأعظم والتغني بمآثره فيبدع أيما إبداع حيث يقول:
مؤلفاته
(1) الأغلاطي وهو معجم للأغلاط اللغوية التي يقع فيها الكتاب والأدباء.
(2) وصف الصيد بالبندق.
(3) العاطل الحالي.
(4) الأوزان المستحدثة.
(5) رسالة الدار والغار.
(6) ديوان صفوة الشعراء وخلاصة ا

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 19

الحلي الشاعر صفي الدين عبد العزيز بن سرايا.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0

صفي الدين الحلي عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن نصر بن أبي العز بن سرايا بن باقي بن عبد الله بن العريض، هو الإمام العلامة البليغ المفوه، الناظم الناثر، شاعر عصرنا على الإطلاق، صفي الدين الطائي السنبسي الحلي. شاعر أصبح به راجح الحلي ناقصا، وكان سابقا فعاد على عقبه ناكصا، أجاد القصائد المطولة والمقاطيع، وأتى بما أخجل زهر النجوم في السماء فما قدر زهر الأرض في الربيع، تطربك ألفاظه المصقولة، ومعانيه المعسولة، ومقاصده التي كأنها سهام راشقة وسيوف مسلولة.
مولده يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وست مائة، دخل إلى مصر أيام الملك الناصر في سنة ست وعشرين وسبع مائة تقريبا وأظنه وردها مرتين، واجتمع بالقاضي علاء الدين بن الأثير كاتب السر ومدحه وأقبل عليه، واجتمع بالشيخ فتح الدين ابن سيد الناس وغيره، وأثنى فضلاء الديار المصرية عليه. وأما شمس الدين عبد اللطيف فإنه كان يظن أنه لم ينظم الشعر أحد مثله - لا في المتقدمين ولا في المتأخرين- مطلقا، ورأيت عنده قطعة وافرة من كلامه بخطه نقلت منها أشياء.
اجتمعت به بالباب وبزاعه من بلاد حلب في مستهل ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وسبع مائة، وأجاز لي بخطه جميع ما له من نظم ونثر وتأليف مما سمعته منه، وما لم أسمعه وما لعله يتفق له بعد ذلك التاريخ على أحد الرائين وما يجوز له أن يرويه سماعا وإجازة ومناولة ووجادة بشرطه، وقلت وقد بلغتني وفاته رحمه الله تعالى سنة تسع وأربعين وسبع مائة:

وأنشدني من لفظه لنفسه في التاريخ بالباب وبزاعه:
وأنشدني من لفظه أيضا لنفسه:
وأنشدني لنفسه أيضا:
وأنشدني لنفسه أيضا:
وأنشدني لنفسه أيضا:
وأنشدني لنفسه أيضا، وهو غريب:
قلت: ولم يطل مجلس اجتماعنا بالباب وبزاعة لأنه قصد الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام رحمه الله، وهو نازل عليها يتصيد، وكان صفي الدين قد سرقت له عملة، وبلغه في ماردين أن اللص من أهل صيدنايا، وسأل كتابه إلى والي البر بدمشق بإمساكه، وقوله كالقوس تصمى إشارة إلى قول ابن الرومي:
وقوله: وإذا الذئاب استنعجت . . البيت، يريد به قول القائل:
وقد أنفق غالب مدائحه في ملوك ماردين بني أرتق، وكان يتردد إلى حماة ويمدح ملكها المؤيد والأفضل ولده، وكانا يعظمانه. وهو من الشجعان الأبطال قتل خاله فأدرك ثأره وفيه آثار الجراحة. وأنشدني لنفسه إجازة يفتخر:
وأنشدني إجازة وفيه استخدامان:
وأنشدني إجازة أيضا له:
وأنشدني إجازة له:
وأنشدني له إجاز:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له وهو سبع تشبيهات:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة في غلام حياه بنرجس:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني أيضا إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني لنفسه إجازة:
وأنشدني له إجازة:
ونقلت من خطه قصيدة يمدح بها سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
تمت. وأنشدني لنفسه إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
ونقلت من خطه ما صورته: أن جماعة من أعيان فضلاء الموصل وقفوا على شيء من النكت التي أنشأتها في أثناء المقامات والرسائل، فاقترحوا أن أعمد إلى أبيات من فصيح شعر العرب فأعد حروفها وأنشئ رسالة عدد حروفها بقدر عدد حروف تلك الأبيات جملة وتفصيلا، وأن يكون معنى الرسالة في عرض لهم فملكتهم زمام التخيير في الحالتين، فقالوا: قد اقتصرنا على السبعة الأول من فاتحة السبع الطوال، فقلت: اسطروها احترازا من التبديل والاختلاف في إحدى الألفاظ فيقع الخلل فسطروها:
فلما تعينت الأبيات سألتها تعيين معنى الرسالة. فاقترحوا أن تتضمن استعطاف مخدوم لهم واعتذارا من ذنب سبق واستنجازا لوعد منه سلف. فأنشأت:
الكريم مرتجى وإن أصبح بابه مرتجا، والندب يلتقى وإن كان بأسه يتقى. والسحب تؤمل بوارقها وإن رهبت صواعقها. ولحلم سيدنا أعظم من اللحن بعتب لسالف ذنب، فما فتى شرف الله بلثم كفوفه أفواه العباد يغفر الخطيئة ويوفر العطية. والمملوك مقر عرف أنه رب حق بل مالك رق ومقتض من جوده العميم نجاز وعده الكريم فسالف كرمه مقيم لا برح إحسانه شاملا مدى السنين. إن الله يحب المحسنين.
فلما سطروها وسطروها وعدوا أحرفها واعتبروها، سألوا أن أرجع ربعها مأهولا وأعيدها سيرتها الأولى فنظمت:
فكل واحد من المقطوعين الشعر والرسالة عدد حروفه مثل الآخر مجملة وتفصيلا، والجملة مائتين وثلاثة وثمانون حرفا. الألف أحد وأربعون، الباء سبعة عشر، التاء تسعة، الثاء أحد، الجيم أربعة، الحاء تسعة، الخاء أحد، الدال ستة، الذال أحد، الراء خمسة عشر، الزاي أحد، السين ثمانية، الشين اثنين، الصاد اثنين، الضاد أحد، الطاء اثنين، الظاء أحد، العين ثمانية، الغين أحد، الفاء اثنا عشر، القاف تسعة، الكاف سبعة، اللام ثمانية وعشرين، الميم أربعة وعشرين، النون ثمانية عشر، الواو ثمانية عشر، الهاء ستة عشر، اللام ألف اثنين، الياء تسعة عشر.
وأنشدني له إجازة من قصيدة طويلة، ونقلت ذلك من خطه:
ونقلت من خطه له أيضا:
وأنشدني له إجازة يمدح السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
#وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة من أبيات:
وأنشدني له إجازة في إبريق:
وأنشدني له إجازة في رواقص:
وأنشدني لنفسه في جرغتوه:
وأنشدني له إجازة في النيل:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له أيضا:
وله من باب المراجعة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني إجازة له:
وأنشدني له إجازة:
يريد قول الحريري: فعمدت لفروة هي بالنهار رياشي وفي الليل فراشي. ونقلت من خطه له وهو مما يقرأ مقلوبا كما تراه وهو: كد ضدك، كن كما أمكنك، كرم علمك يكمل عمرك. ونقلت من خطه رسالة طويلة نظما ونثرا كل كلمة منها تصحف بما بعدها أولها:
قبل قيل، يراك ثراك، عبد عند، رخاك رجاك، أبي أبى، سؤال سواك، آمل أمك، رجاء رخاء، فألفى فألقى، جدة خده، بأعتابك بأغيابك، شرقا سرفا، لاذ بك لاد بك، مقدما مقدما، أمل آمل، يزجيه ترجيه، يبشره بيسره، وجودك وجودك، فاشتاق فاستاف، عرف عرف، منك مثل، عبير عنبر، وقدم قدم، صدقه صدقه، متجملا متحملا، بضاعة بضاعة، تبر نثر، ومنها أبيات:
وهي طويلة إلى الغاية تكون أربع مائة كلمة أو أكثر، وقد أوردتها بمجموعها في كتاب حرم المرح في تهذيب لمح الملح. وأنشدني له إجازة موشحة مدح بها الملك المؤيد صاحب حماة، رحمه الله تعالى وهي:
#جاء وسجف الظلام قد فتقا #والصبح لم يبق في الدجى رمقا #وقد جلا نور وجهه الغسقا
#أفديه بدرا في قالب البشر #قد جاء في حسنه على قدر #يرتع في روض خده نظري
#يا من غدا ظل حسنه حرما #لما حوى ما به الجمال حمى #فرعا وصدغا مذ حكما ظلما
#هلا تعلمت بذل ودك لي #من المليك المؤيد بن علي #سلطان عصر سما على الأول
#ملك مغانيه للورى حرم #إلى معاليه ينتهي الكرم #قد أغرق الناس سيله العرم
#حماة أصبحت للأنام حمى #حويت ملكا على الملوك سما #بحرا غدا بالعلوم ملتطما
#يا من عطاه قبل السؤال بدا #ومن حبانا قبل الندى بندى #هيهات ينسى صنيعكم أبدا

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0

الحلي صفي الدين الشاعر عبد العزيز بن سرايا.

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 2- ص: 295

عبد العزيز بن سرايا ابن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن نصر بن أبي العز بن سرايا بن باقي بن عبد الله بن العريض، الإمام العلامة، البليغ، المفوه، الفاضل، الناظم، الناثر، شاعر عصرنا على الإطلاق، صفي الدين الطائي السنبسي الحلي.
شاعر أصبح به راجح الحلي ناقصا، وكان سابقا فأصبح على عقبه ناكصا. أجاد القصائد المطولة والمقاطيع، وأتى بما أخجل زهر النجوم في السماء، فما قدر زهر الأرض في الربيع؟ تطربك ألفاظه المصقولة ومعانيه المعلولة، ومقاصده التي كأنها سهام راشقة أو سيوف مسلولة. يغوص على المعاني ويستخرج جواهرها، ويصعد بمخيلته الصحيحة إلى السماء ويلتقط زواهرها. كلامه السحر إلا أنه خلال، ولفظه على القلب الظمآن ألذ من الماء الزلال. تلعب بالمعاني كما يتلعب النسيم بالأغصان اللدان، وولد بعضها من بعض كما يتولد الضرج من الخجل في خدود الولدان، مع بديع ما سمع بمثله البديع، وترصيع ما ألم به الصريع.
وشعره مع حلاوة الديباجة، وطلاوة التركيب التي ما فرحت بها طلاء الدن ولا سلافة الزجاجة، لا يخلو من نكت أدبية ترقص المناكب، وفوائد علمية من كل فن ينقص الكواكب. عالما بكل ما يقول، عارفا بغرائب النقول.
أجاد فنون النظم غير القريض، وأتى في الجميع بما هو شفاء القلب المريض، لأنه نظم القريض فبلغ فيه الغاية، وحمل قدامة جماعة من فحول الأقدمين الراية.
وكذلك هو في الموشحات والأزجال والمكفرات والبلاليق والقرقيات، والدوبيت والمواليا، والكان وكان والقوما، ليس له في كل ذلك نظير يجاريه، ولا يعارضه ولا يباريه.
وأما الشعر فجود فنونه، وصاد من بره ضبه ومن بحره نونه، لأنه أبدع في مديحه وهجوه، ورثائه وأغزاله، وأوصافه وتشبيهاته، وطردياته وحماسته، وحكمه وأمثاله، لم ينحط في شيء منها عن الذروة، ولم يخرج في مشاعرها عن الصفا والمروة.
وأما نثره فهو طبقة وسطى، وترسله يحتاج في ترويجه إلى أن يعلق في أذنه قرطا. وعلى الجملة فإنه:

وكان يسافر ويتجر، ويعف في بعض الأحيان عن الاجتداء ويزدجر. وكان منقطعا إلى الملوك الأرتقية أصحاب ماردين، وشهر مدائحهم في الصادرين والواردين. وكانت فيه شجاعة وإقدام، وقوة جنان وثبوت أقدام.
ورد إلى مصر وامتدح السلطان الملك الناصر، وبز بمديحه كل متقدم ومعاصر. وعاد إلى البلاد الشرقية، إلا أنه كان شيعيا، وليس هذا الأمر في الحلة بدعيا.
وكان يتردد إلى حلب وحماة ودمشق، ويعد إلى ماردين، ويعرج على بغداد.
ولم يزل على حاله إلى أن كدر الموت على الصفي عيشه، وأنساه خرقه وطيشه.
وتوفي رحمه الله تعالى تخمينا سنة اثنتين وخمسين وسبع مئة.
ومولده يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وست مئة.
وقلت أنا فيه:
وأنشدني من لفظه الشيخ جمال الدين محمد بن نباته:
وكان قد دخل إلى مصر في سنة ست وعشرين وسبع مئة تقريبا، وأظنه وردها مرتين، ومدح القاضي علاء الدين بن الأثير بعدة مدائح، وأقبل عليه كثيرا، ودخل به إلى السلطان الملك الناصر، وقدم مديحه، واجتمع بالشيخ فتح الدين، وبأثير الدين، وبمشايخ ذلك العصر، ولما دخلت بعده، وجدتهم يثنون عليه.
وأما الصدر المعظم شمس الدين عبد اللطيف الآتي ذكره إن شاء الله تعالى، فكان يظن بل يعتقد أنه ما نظم الشعر أحد مثله لا في المتقدمين ولا في المتأخرين مطلقا.
واجتمعت أنا به في الباب وبزاعة من بلاد حلب في مستهل ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة، كنا في الصيد مع الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى، وأجاز لي بخطه جميع ماله من نظم ونثر وتأليف مما سمعته منه، وما لم أسمعه، وما لعله يتفق له بعد ذلك التاريخ على أحد الرائين، وما يجوز له أن يرويه سماعا وأجازة ومناولة ووجاده بشرطه.
وأنشدني من لفظه لنفسه في التاريخ والمكان:
وأنشدني أيضا من لفظه لنفسه:
وأنشدني من لفظه لنفسه:
وأنشدني من لفظه لنفسه:
وأنشدني من لفظه لنفسه:
وأنشدني من لفظه لنفسه:
قلت: ولم يطل اجتماعنا به، لأنه كان قد قصد الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام رحمه الله، لأنه كان قد سرقت له عملة بماردين، وبلغه أن اللص من أهل صيدنايا، وسأل كتابه إلى متولي البريد بدمشق بأمساك غريمه.
وقوله: ’’كالقوس...’’ الأبيات، إشارة إلى قول ابن الرومي:
وقوله: ’’وإذا الذئاب استنعجت ...’’ البيت، يريد بذلك قول القائل:
وديوانه يدخل في مجلدين كبار أو ثلاثة صغار، وكله منتخب.
وله قصيدة ميمية في مديح النبي صلى الله عليه وسلم عارض بها البردة، أتى فيها بما يزيد على المئة والأربعين نوعا من البديع، وشرحها وسماها: نتائج الألمعية في شرح الكافية البديعية. وجود في هذه القصيدة ما شاء.
وله مدائح ببني أرتق على حروف المعجم، مجلد. وله كتاب: العاطل الحالي والمرخص الغالي. وقال لي إنه وضع شيئا في الجناس، ولم أره إلى الآن. وقيل: إنه عمل مقامات يسيرة.
والذي أقوله: إن الرجل كان أديبا كبيرا عالما فاضلا قادرا على النظم والإنشاء، مهما أراد فعل.
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني إجازة، وفيه استخدامان:
قلت: استخدام الحيا في مفهومية، وهو: الحيا، نقيض الوقاحة، والحيا: المطر. واستخدم الجفن في مفهوميه، أحدهما: جفن السيف وهو قرابة، والجفن: غطاء العين، وهو من غريب النظم.
وأنشدني له إجازة في مثله:
وأنشدني له إجازة في سبع تشبيهات:
ونقلت من خطه وهو مما يقرأ مقلوبا: ’’كد ضدك. كن كما أمكنك. كرم علمك يكمل عمرك’’.
ونقلت من خطه رسالة طويلة نظما ونثرا، كل كلمة منها تصحيف ما بعدها، تكون أربع مئة كلمة، وهي:
’’قبل قبل يداك ثراك عبد عند رخاك رجاك، أبي أبي سؤال سواك. آمل أمك رجاء رخاء. فألغى فألقى جدة خده بأعتابك باغيا بك شرفا سرفا. لاذبك لأدبك مقدما مقدما أمل آمل يزجيه يبشره بيسره وجودك وجودك. فاشتاق فاستاف. عرف عرف منك مثل عبير عنبر، وقدم وقدم، صدقه صدقه متجملا متحملا بصاعه بضاعة تبر نثر.
وهي طويلة، ربما تزيد على الأربع مئة. وقد أوردتها بمجوعها في كتاب: حرم المرح في تهذيب لمح الملح.
وأنشدني له إجازة مضمنا.
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني لنفسه إجازة:
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة:
قلت: يريد قول الحريري: فعمدت لفروة هي في النهار رياشي وفي الليل فراشي.
وأنشدني لنفسه إجازة:
قلت: أخذ هذا من واقعة شرف الدين بن عنين مع الملك المعظم لما كتب إليه وهو ضعيف:
فحضر المعظم إليه وقال له: أنت الذي وأنا العائد وهذه الصلة، وأعطاه صرة فيها ثلاثة مئة دينار. ولكن صفي الدين زاد هنا النقص، لأن الذي عند النحاة اسم ناقص يحتاج إلى صلة وعائد.
وأنشدني له إجازة:
وأنشدني له إجازة يطلب مشمشا:
#جد بتضعيف عكس مشطور تصحيف مثنى ترخيم مثل علامه قلت: مثل علامة: سمة، فإذا رخمتها كانت: سم، فإذا ثنيتها كانت: سمسم، فإذا صحفتها كانت: شمشم، فإذا أخذت شطرها كان: شم، فإذا عكستها كانت: مش، فإذا ضعفتها كانت: مشمش.
ومثل هذا قول القائل يطلب حبرا:
فتصحيف: خبت ناره: خسارة، وضدها: ربح، ومعكوسها: حبر. ولكن الشيخ صفي الدين زاده عملا كثيرا.
وأنشدني إجازة لنفسه يستهدي راحا:
قلت: ضد عدل: جار، وتصحيفه: حار، وعكسه: راح. والله أعلم.
وأنشدني له إجازة يطلب فلفلا:
قتل: ترخيم دفه: دف، ومعكوسه: فد، ومثتاه: فدفد، ومثله: مهمه، ومشطوره: مه، وضده: قل وتصحيفه: فل، وتضعيفه: فلفل.
وأنشدني لنفسه إجازة:
قلت: المعنى: بسالف منك وحاجب أدنيت حتفي، فلو أن قلبه جبل ما كان في البلوى ثابتا، لأن سالفا أبوه قذار، وحاجبا أبوه زرارة، ومعاذا أبوه جبل، وحسان أبوه ثابت.
وأنشدني لنفسه أيضا:
قلت: المعنى: ما كان ودك عامرا ولا ثابتا، وجهي منك أسود وقلبك صخر. لأن الطفيل ابنه عامر، وحسان أبوه ثابت، والمقداد أبوه الأسود، وأبا سفيان كنيته صخر.
وأنشدني لنفسه أيضا رحمه الله تعالى مواليا:
قلت: وهذان البيتان يقرأ شطر كل قفل منها فيصير بيتي قريض قائمة الوزن بذاتها، وهما:
وإذا قرأت هذين البيتين بالهجاء حرفا فحرفا، خرج منهما بيتا مواليا قائما الوزن، وذلك:
وهذا عمل صعب إلى الغاية، ولا يتأتى إلا لذي القدرة والتسلط على النظم. وقد أردت أن أعمل مثل ذلك، فأعان الله تعالى، وفتح علي، فقلت:
فشطر كل نصف أول يقرأ فيكون قريضا وهو:
وإذا قرأت هذين البيتين بالهجاء حرفا فحرفا، كانا بيتي مواليا وهما:
وأنشدني له إجازة:
قلت: المعنى: أنها أوعدته الزيارة في يوم الخميس فرأت العدا كالجيش، فأخلفت الوعد في ذلك النهار، وجاءت في يوم الجمعة، وذلك لأن البعد والقبل متكافئان فسقطا، وفضل معه بعد والخميس بعده الجمعة. وهذا أخذه من قول القائل:
وقد أوردت هذين البيتين في شرح اللامية وتكلمت عليه وعلى تقديم القبلات والبعدات، وهناك يظهر هذا أوضح من هنا.
وأنشدني لنفسه ما يقرأ مقلوبا:
وأنشدني له إجازة مما يقرأ مقلوبا:
وأنشدني لنفسه إجازة في الجناس:
وأنشدني إجازة لنفسه:
وأنشدني لنفسه إجازة:

وأنشدني له إجازة، ومن خطه نقلت:
وأنشدني له إجازة يمدح الملك الناصر محمد بن قلاوون:
وأنشدني إجازة، ومن خطه نقلت، يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 68

عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم بن أحمد عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن نصر ابن أبي العز بن سرايا بن باقي بن عبد الله بن العريض السنبسي الطائي الحلي صفي الدين ولد في شهر ربيع الآخر سنة 677 وتعانى الأداب فمهر في فنون الشعر كلها وتعلم المعاني والبيان وصنف فيها وتعاني التجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في التجارة ثم يرجع إلى بلاده وفى غضون ذلك يمدح الملوك والأعيان وأنقطع مدة إلى ملوك ماردين وله في مدائحهم الغرر وأمتدح الناصر محمد بن قلاون والمؤيد إسماعيل بحماة وكان يتهم بالرفض وفي شعره ما يشعر به وكان مع ذلك يتنصل بلسان قاله وهو في أشعاره موجود وأن كان فيها ما يناقض ذلك وأول ما دخل القاهرة سنة بضع وعشرين فمدح علاء الدين ابن الأثير فاقبل عليه وأوصله إلى السلطان وأجتمع بابن سيد الناس وابي حيان وفضلاء ذلك العصر فاعترفوا بفضائله وكان الصدر شمس الدين عبد اللطيف .... يعتقد أنه ما نظم الشعر أحد مثله مطلقا وديوان شعره مشهور يشتمل على فنون كثيرة وبديعيته مشهورة وكذا شرحها وذكر فيه أنه استعد من مائة وأربعين كتابا ومن محاسن شعره

وله
ومنه يستدعي مشمشا
#جد بتضعيف عكس مشطور تصحيف مثنى ترخيم مثل علامة وكأنه نسج على منوال القائل
وللحلى في نحو ذلك يستهدي فلفلا
ومن مستغرباته
#تقول بسك منى لقول صدك عنى بالخنى والغدر يا شقيق البدر
#وكان ظنك أنى يكون ذلك فنى عند ضيق الصدر يا جليل القدر فان هذين البيتين إذا قرئا بالهجاء حرفا حرفا خرج منهما مواليا موزونة مات سنة 752 قال الصفدي تخمينا وأما زين الدين ابن حبيب فأرخه سنة خمسين

  • مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0

عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن نصر الطائي الحلي صفي الدين
ولد في شهر ربيع الآخر سنة 677 سبع وسبعين وستمائة وتعانى الأدب فمهر في فنون الشعر كلها وفي علم المعاني والبيان والعربية وتعانى التجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في التجارة ثم يرجع إلى بلاده وفي غضون ذلك يمدح الملوك والأعيان وانقطع مدة إلى ملوك ماردين وله في مدائحهم الغرر وامتدح الناصر محمد بن قلاون والمؤيد وكان يتهم بالرفض قال ابن حجر وفي شعره ما يشعر به وكان مع ذلك يتنصل بلسانه وهو في أشعاره موجود فإن فيها ما يناقض ذلك وأول ما دخل القاهرة سنة بضع وعشرين فمدح علاء الدين بن الأثير فاقبل عليه وأوصله إلى السلطان واجتمع بابن سيد الناس وأبي حيان وفضلاء ذلك العصر فاعترفوا بفضائله وكان الصدر شمس الدين عبد اللطيف يعتقد أنه ما نظم الشعر أحد مثله وهذا لا يسلمه من له معرفة بالأدب بالنسبة إلى أهل عصره فضلاء عن غيرهم وديوان شعره مشهور يشتمل على فنون كثيرة وله البديعية المشهورة وجعل لها شرحاً وذكر فيه أنه استمد من مائة وأربعين كتاباً ومن محاسن شعره وفيه الاستخدام في كلا البيتين

مات سنة 752 اثنتين وخمسين وسبعمائة

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 358

عبد العزيز بن سرايا الحلى صفي الدين.

صاحب البديعية وغيرها ولد في ربيع الآخر سنة 677.

* من نظمه:



* وله أيضاً:



* وله أيضاً:






















توفي في آخر سنة 749.

  • دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 3- ص: 0