الركن الجيلي عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الجيلي (الكيلاني)، ابو منصور: فقيه حنبلي، من علماء بغداد. ولي عدة ولايات. واتهم بمذهب الفلاسفة، فأخذت كتبه واحرقت. وحبس، ثم افرج عنه بشفاعة ابيه. وتولى بعض الاعمال وتوفى ببغداد.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 6
عبد السلام الجيلي عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، أبو منصور الفقيه الحنبلي البغداذي. قرأ الفقه على أبيه، ودرس بمدرسة جده بعد وفاة أبيه، ثم بالمدرسة الشاطبية في أسفل البلد، وولي النظر بالتربة الجهتية والرباط الناصري مدة، ثم إنه ظهر له على أشياء كتبها بخطه من العزائم وتبخير الكواكب ومخاطبتها بالإلهية وأنها المدبرة للخلق، فأحضر بدار الخلافة وأوقف على ذلك، فاعترف أنه إنما كتبه متعجبا منه لا معتقدا له، فأخرجت تلك الكتب وغيرها وأحرقت بعد صلاة الجمعة، وكان يوما مشهودا. وتوفي سنة إحدى عشرة وست مائة.
وكان قد رتب بعد تلك الواقعة عميدا ببغداذ مستوفيا للمكوس والضرائب، فشرع فيه ظلم الناس واهتضامهم وارتكاب ما نهى الله عنه من سفك الدماء وضرب الأبشار وأخذ الأموال بغير حق، ولم يزل حتى عزل واعتقل بالمخزن، ثم أطلق ومكث خاملا، ثم عمل وكيلا للأمير الصغير أبي الحسن علي ابن الإمام الناصر، ولم يزل كذلك حتى مات. وكان دمث الأخلاق لطيفا ظريفا. ومن شعره في مليح لابس أحمر:
قالوا ملابسه حمر فقلت لهم | هذي الثياب ثياب الصيد والقنص |
يرمي بسهم لحاظ طالما أخذت | أسد القلوب فتلقيها لدى قفص |
فاللون في الثوب إما من دم المهج | أو انعكاس شعاع الخد بالقمص |
لي شعر أرق من دين ركن الـ | ـدين عبد السلام لفظا ومعنى |
زحلي يشنا علينا ويهوى | آل حرب حقدا عليه وضغنا |
منحته النجوم إذ رام سعدا | وسرورا نحسا وهما وحزنا |
سار إحراق كتبه سير شعري | في جميع الأقطار سهلا وحزنا |
أيها الجاهل الذي جهل الحـ | ـق ضلالا وضيع العمر غبنا |
رمت جهلا من الكواكب بالتبـ | ـخير عزا فنلت ذلا وسجنا |
ما زحيل وما عطارد والمر | يخ والمشتري ترى يا معنى |
كل شيء يودى ويفنى سوى اللـ | ـه إلهي فإنه ليس يفنى |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0
عبد السلام ابن الفقيه عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر الجيلي. الركن، أبو منصور، الفاسد العقيدة، الذي أحرقت كتبه، وكان خلا لعلي ابن الجوزي يجمعهما عدم الورع!
ولد سنة ثمان وأربعين.
وسمع من: جده، وابن البطي، وأحمد بن المقرب، وما سمعوا منه شيئا. درس بمدرسة جده، وولي أعمالا.
قال ابن النجار: ظهر عليه بخطه بتخير الكواكب ومخاطبتها بالإلهية، وأنها مدبرة، فأحضر، فقال: كتبته تعجبا لا معتقدا، فأحرقت مع كتب فلسفية بخطه في ملأ عظيم، سنة 588، وأعطيت مدارسه لابن الجوزي، فهذا كان السبب في اعتقال ابن الجوزي خمسة أعوام بواسط؛ ولي وزير شيعي، فمكن الركن من ابن الجوزي، وبعد سنة ست مائة أعيد إلى الركن المدارس، ثم رتب عميدا ببغداد ومستوفيا للمكس، وتمكن، فظلم وعسف، ثم حبس وخمل.
قال ابن النجار: كان ظريفا، لطيف الأخلاق، إلا أنه كان فاسد العقيدة.
مات في رجب، سنة إحدى عشرة وست مائة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 16- ص: 86
عبد السلام بن عبد الوهاب ابن الشيخ القدوة عبد القادر الجيلى. روى عن جده، وكان مذموم السيرة منجما، يدخل في فلسفة الاوائل، فأحرقت كتبه علانية ببغداد، نسأل الله الستر.
كان قبل الستمائة، [ومات في رجب سنة إحدى عشرة وستمائة] .
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 2- ص: 617