ديك الجن عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب الكلبي، المعروف بديك الجن: شاعر مجيد، فيه مجون، من شعراء العصر العباسي. سمي بديك الجن لان عينيه كانتا خضراوين. اصله من سليمة (قرب حماة) ومولده ووفاته بحمص (في سورية) لم يفارق بلاد الشام، ولم ينتجع بشعره.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 5

ديك الجن اسمه عبد السلام.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 428

ديك الجن أبو محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام ابن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن مزيد بن تميم الكلبي الحمصي ولد سنة 161 بسلمية وتوفي سن 235 - 236 وعمره أربع وسبعون سنة أو خمس وسبعون. ذكره ابن شهراشوب في شعراء أهل البيت عليهم السلام، شاعر الدنيا وصاحب الشهرة بالأدب فاق شعراء عصره وطار ذكره وشعره في الأمصار حتى صاروا يبذلون الأموال للقطعة من شعره افتتن بشعره الناس في العراق وهو فقي الشام حتى أنه أعطى أبا تمام قطعة من شعره وقال له: يا فتى اكتسب بهذا واستعن به على قولك فنفعه في العلم والمعاش، قال عبد الله بن محمد بن عبد الملك الزبيدي: كنت جالسا عند ديك الجن فدخل عليه حدث فأنشده شعرا عمله فأخرج ديك الجن من تحت مصلاه درجا كبيرا فيه كثير من شعره فسلمه إليه وقال: يا فتى تكسب بهذا واستعن به على قولك فلما خرج سألته فقال: هذا فتى من أهل جاسم يذكر أنه من طيء يكنى أبا تما واسمه حبيب بن أوس وفيه أدب وذكاء وله قريحة وطبع (الحديث) قال ابن خلكان: وهو من أهل سلمية ولم يفارق الشام مع أن خلفاء بني العباس في عصره ببغداد ولا رحل إلى العراق ولا إلى غيره منتجعا بشعره ولا متصديا لأحد وكان يتشيع تشيعا حسنا وله مراث في الحسين رضي الله عنه (أ ه) وفي الأغني كان يذهب في شعره مذهب أبي تمام والشاميين وكان يتشيع وله مراث في الحسين عليه السلام ولم ينتجع بشعره خليفة ولا غيره ولا دخل العراق مع نفاق سوق الأدب فيه (ا ه) ومن شعره في الحسن عليه السلام قوله:

ويقال إنه كان له غلام وجارية كان يحبهما حبا شديدا فرآهما على حال مكروهة فقتلما وقال في الجارية:
وقال في الغلام
وما يذكره بعض الناس من أنه أحرقهما وأخذ رماديهما وخلط بهما شيئا من التراب صنع منهما كوزين أو برنينين مكذوب عليه فمثله فيما تقدم من عقله الوافر وسيرته الحسنة وتعففه عن قد الملوك من انتفاع الناس بشعره لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا السخف.
وقال محمد الدش:
وتبدأ القصة حينما أحب جارية نصرانية من أهل حمص ، اسمها ورد، فهويها واشتهر بحبها، وذاع هواه أياها بين الناس، وتمادى به الأمر حتى غلب عليه وذهب به. فلما اشتهر بها دعاها إلى الإسلام ليتزوج بها، فأجابته لعلمها بحقيقة رغبته فيها، وأسلمت على يده، فتزوجها وهو يقول فيها قبل زواجه بها:
وأعسر بعبد السلام وضاقت الأحوال به واختلت، فطلب المال من غير حمص، ورحل إلى سلمية، تاركا زوجته وردا، ومضى يقصد بعض الوجوه بمديحة ليحصل على ما يفرج كربته من عطاء أحمد بن علي الهاشمي. ويبدو أن عبد السلام كان قد اعتاد كلما ألمت به ضائقة، أن يترك حمص ويقصد أحمد هذا وأخاه جعفر فيظفر منهما بالمال ثم يعود إلى بلده حمص.
وكان لعبد السلام ابن عم يدعى أبا الطيب، وكان بينهما ضغن قديم، حتى أن عبد السلام كان يهجوه في شعره، في بعض الأحيان، وسبب هذا الضغن غير واضح لنا وإن كنا نرجح إن أبا الطيب هذا كان يكره من ابن عمه عبد السلام أن يكون عاشقا لجارية نصرانية ثم زوجا لها. ويدلنا على ذلك أنه لما ترك عبد السلام زوجته ومضى، فأقام مدة طويلة في سلمية، في كنف أحمد بن علي الهاشمي وأخيه جعفر، استهدف أبو الطيب وردا وجعلها هدفا لشائعات خبيثة تنال من عرضها وشرفها، ولم يهمه أنه بذلك إنما ينال من عرض ابن عمه وشرفه أيضا. روى أبو الفرج أن أبا الطيب أذاع على تلك المرأة التي تزوجها عبد السلام أنها تهوى غلاما له، وقرر ذلك عند جماعة من أهل بيته وجيرانه وإخوانه، وشاع ذلك الخبر حتى أتى عبد السلام فكتب إلى أحمد بن علي شعرا يستأذنه في الرجوع إلى حمص ويعلمه ما بلغه من خبر المرأة من قصيدة أولها:
يقول فيها:
ومدح أحمد بعد هذا، وهي قصيدة طويلة فأذن له.
فعاد إلى حمص. وفر ابن عمه وقت قدومه. فأرصد له قوما يعلمونه بموافاته باب حمص، فلما وافاه خرج إليه مستقبلا ومعنفا على تمسكه بهذه المرأة بعدما شاع ذكرها بالفساد، وأشار عليه بطلاقها، وأعلمه إنها قد أحدثت في مغيبه حادثة لا يجمل بها المقام عليها. ودس الرجل الذي رماها به، وقال له: إذا قدم عبد السلام ودخل منزله، فقف على بابه كأنك لم تعلم بقدومه، وناد باسم ورد، فإذا قال من أنت؟ فقل أنا فلان. فلما تزل عبد السلام منزله وألقى ثيابه سألها عن الخبر، وأغلظ عليها فأجابته جواب من لا يعرف من القصة شيئا.
فبينما هو في ذلك ذ قرع الرجل الباب، فقالت من هذا؟ قال أنا فلان، فقال لها عبد السلام: يا زانية، زعمت أنك لا تعرفين من هذا الأمر شيئا. ثم اخترط سيفه فضربها به حتى قتلها، وقال في ذلك:
وبلغ الأمير الخبر،فطلبه، فخرج إلى دمشق، فأقام بها أياما، وكتب أحمد بن علي إلى أمير دمشق أن يؤمنه ويتحمل عليه بإخوانه حتى يستوهبوا حياته. فقدم حمص، وبلغه الخبر على حقيقته وصحته، واستيقنه، فندم. ومكث شهرا لا يستفيق من البكاء، ولا يطعم إلا ما يقيم رمقه. وقال في ندمه على قتلها:
وعلى هذا النحو ظل عبد السلام يعزف ألحان الحزن والأسى، باكيا زوجته، ومحبوبته وردا بعد أن تأكد من أنها ضحية وشاية رخيصة. وجعل يردد أشعار الرثاء والبكاء والندم، بما يفيض من ذوب نفسه حرقة ولوعة وألما:
ولعله أراد بعد ذلك أن يتعزى عن المصاب الذي ألم به ففرغ يتسلى بصنوف من المجون وضروب من الخلاعة. إذ يحدثنا ابن أخ له يدعى أبا وهب الحمصي فيقول: كان عمي خليعا ماجنا منعكفا على اللهو والقصف، متلافا لما ورث عن آبائه وما اكتسب بشعره من أحمد وجعفر ابني علي الهاشميين. كما كان ابن عمه أبو طيب يعظه وينهاه عما فعله، ويحول بينه وبين ما يؤثره ويركبه من لذاته، وربما هجم عليه وعنده قوم من السفهاء والمجان وأهل الخلاعة فيستخف به. وكأن ابن عمه هذا كان يشعر بعظم الجرم الذي ارتكبه في حقه وبأنه السبب فيما آلت إليه حال عبد السلام من إسراف في المجون والخلاعة والسفه فأراد أن يكفر عن بعض جرمه بأن ينصح ابن عمه ويخرجه من السير في هذا الطريق ويوقفه عن المضي فيه إلى غايته. وله:
ولم يكن غزل عبد السلام بالمذكر بدعا في ذلك العصر، إنما كان ذلك شيئا فاشيا بين الشعراء الذين طرقوا هذا الغرض من أوسع أبوابه وأكثروا من القول فيه، ’’انتهى’’. وله:
وله:
ويروي البيتين هكذا:
وله في أمير المؤمنين عليه السلام:
وله:
و أورد له البهيقي في المحاسن والمساوي هذه القصيدة:
#عاد تدميثك المضاجع للجن - ب فعال الحريدة المكسال
وله في رثاء الحسين:
قالوا لأنفسهم يا حبذا نهل=محمد وعلي بعده صدر
موتا وقتلا بهامات مفلقة=من هاشم غاب عنها النصر والظفر
وقال:
و لما توجه أبو نواس إلى مصر لمدح الخصيب مر بحمص وقصد دار ديك الجن فلم يحب لقاءه فقالت الجارية ليس هنا، فقال لها أبو نواس قولي له فليخرج فقد فتن أهل العراق بهذا البيت:
و قال وقد ندم على قتل جاريته:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
#جبينك والمقلد والثنايا صباح في صباح في صباح وقال أبو تمام:
ولديك الجن في عكس ذلك:
وقال محمد الدش:
وليس من شك في أن إقامة عبد السلام الدائمة في الشام حرمته من الشهرة كما حرمت شعره من الذيوع والشيوع بين الناس، أي أن انحصار هذه الإقامة وحبسه نفسه في هذا الإقليم كان سببا مهما في ضيق المجال الذي ذهب فيه ذكره وشعره. وفي قلة الفنون والأغراض التي تناولها هذا الشعر، كما كان سببا في توفير خصائص معينة وسمات خاصة له في المعنى والمبنى يمكن أن توصف عامة بالشامية. وعلى الرغم من أن القليل من شعره الذي بين أيدينا يدلنا على شعر جيد، كما أن الرواة، والنقاد يرون فيما كتبوه عنه أنه شاعر مجيد، فإن شعره لم يحظ بالبقاء، ولم يصل إلينا منه إلا النزر القليل، فكأنه هو وشعره، كانا غريبين في ذلك العصر، وظلا غريبين في هذا العصر، وفي كتب الأدب والتاريخ التي أرخت للشعراء وجمعت شعرهم، وأغلب الظن أنه سيظل غريبا على قراءة العربية غير المتخصصين. . .
ومن وجوه الغرابة في حياته وشعره أن هذا الشعر، كما ذكرته لم تتعدد له الأغراض ولم تتنوع به طرائق الإنشاء، لأننا نعرف أن معظم شعره اقتصر - سوى بعض المدائح - على فنين من فنون الشعر هما الغزل والرثاء، والكثرة للرثاء.
و هذا الرثاء يصور الفاجعة أو المأساة في حياة ديك الجن.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 12

ديك الجن الشاعر اسمه عبد السلام بن رغبان.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0

‌ديك الجن عبد السلام بن رغبان -بالراء والغين المعجمة وبعد الباء الموحدة ألف ونون- ابن عبد السلام، أبو محمد الكلبي الشاعر الحمصي المعروف بديك الجن: كان من شعراء بني العباس، وأصله من سلمية، وكان شيعيا ظريفا ماجنا، له مراث في الحسين رضي الله عنه. مولده سنة إحدى وستين ومائة، وتوفي في حدود الأربعين ومائتين. أخذ عنه أبو تمام الطائي، واجتمع بأبي نواس لما توجه إلى مصر.
وقال سعيد بن زيد الحمصي: دخلت على ديك الجن لأكتب شعره وقد صبغ لحيته بالزنجار وعليه ثياب خضر، وكان جيد الغناء بالطنبور، وقيل أنه كان أشقر أزرق العين ويصبغ حاجبيه بالزنجار وذقنه بالحناء، ولذلك قيل له ديك الجن. ومن شعره:

ولما اجتاز أبو نواس بحمص سمع به الديك فاختفى خوفا منه لأنه قاصر، فقصده أبو نواس في داره فاستأذن عليه فأنكرته الجارية، ففهم المعنى فقال للجارية: قولي له اخرج فقد فتنت أهل العراق بقولك:
فلما سمع ذلك خرج إليه وأضافه. وكان الديك يهوى غلاما له وجارية، فاتهمها به، وقتلهما وأحرقهما وعمل من رمادهما برنيتين، ثم تبين له أمرهما وأنه ظلمهما، فكان يضع البرنيتين عن يمينه ويساره ويملأهما شرابا، ويقبل هذه تارة وهذه تارة، وقال فيهما الأشعار الكثيرة، ومنها في الجارية:
ومنه في الغلام:
وقال في الجارية:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0

ديك الجن عبد السلام بن رغبان الكلبي كبير الشعراء، أبو محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب الكلبي، الحمصي، السلماني، الشيعي.
طريف، ماجن، خمير، خليع، بطال، وله مراث في الحسين.
مر به أبو نواس بحمص، فأضافه، وقال: فتنت الناس بقولك:

وكان له مملوك مليح، وسرية، فوجدهما في لحاف، فقتلهما، ثم تأسف عليهما، ورثاهما، وكان يصبغ لحيته بزنجار.
مات: سنة خمس، أو ست وثلاثين ومائتين.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 9- ص: 183