أبو طالب المأموني عبد السلام بن الحسين المأموني، ابو طالب: شاعر، من العلماء بالدب. يتصل نسبة بالمأمون العباسي. ولد وتعلم ببغداد، وسافر إلى الري، فامتدح الصاحب بن عباد، وأقام عنده مدة في ارفع منزلة، فحسده ندماء الصاحب وسعوا فيه اليه بالأباطيل، فشعر بهم ابو طالب، فاستأذنه بالسفر، فأذن له، فانتقل إلى نيسابور ثم إلى بخاري. ولقى فيها بعض اولاد الخلفاء مأبن المهدي وابن المستكفي وغيرهما. قال الثعالبي: (رأيت المأموني ببخاري سنة 382 وكان يسمو بهمته إلى الخلافة، ويمني نفسه في قصد بغداد بجيوش تنضم اليه من خراسان، لفتحها) ثم ذكر انه عاجلته المنية بعلة الاستسقاء. ومات قبل أن يبلغ الأربعين.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 5
أبو طالب المأموني عبد السلام بن الحسين أبو طالب المأموني، من أولاد المأمون، توفي سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة. ورد الري وامتدح الصاحب بن عباد بقصائد فأعجبه نظمه، وتقدم عنده، فدبت عقارب الحسد له، ورماه ندماء الصاحب بالدعوة في بني عباس وبالغلو في النصب واعتقاد تكفير الشيعة والمعتزلة، وبهجاء الصاحب، ويحلفون على انتحال ما يظهر من الشعر حتى تكامل لهم إسقاط منزلته حتى قال قصيدته الغراء وطلب الإذن للرحيل وأولها:
يا ربع لو كنت دمعا فيك منسكبا | قضيت نحبي ولم أقض الذي وجبا |
لا ينكرن ربعك البالي بجسدي | فقد شربت بكأس الحب ما شربا |
ولو أفضت دموعي حسب واجبها | أفضت من كل عضو مدمعا سربا |
عهدي بربعك للذات مرتبعا | فقد غدا للغوادي السحب منتحبا |
فيا سقاك أخو جفني السحاب حيا | يحبو ربا الأرض من نور الرياض حبا |
ذو بارق كسيوف الصاحب انتضيت | ووابل كعطاياه إذا وهبا |
وعصبة بات فيها الغيظ متقدا | إذ شدت لي فوق أعناق العدى رتبا |
فكنت يوسف والأسباط هم وأبو الـ | ـأسباط أنت ودعواهم دما كذبا |
ومن يرد ضياء الشمس إن شرقت | ومن يسد طريق الغيث إن سكبا |
قد ينبح الكلب ما لم يلق ليث شرى | حتى إذا ما رأى ليثا مضى هربا |
أرى مآربكم في نظم قافية | وما أرى لي في غير العلى أربا |
عدوا عن الشعر إن الشعر منقصة | لذي العلاء وهاتوا المجد والحسبا |
فالشعر أقصر من أن يستطال به | أكان مبتدعا أم كان مقتضبا |
أسير عنك ولي في كل جارحة | فم بشكرك يحوي منطقا ذربا |
إني لأهوى مقامي في ذراك كما | تهوى يمينك في العافين أن تهبا |
لكن لساني يهوى السر عنك لأن | يطبق الأرض مدحا فيك منتخبا |
أظنني بين أهلي والأنام هم | إذا ترحلت عن مغناك مغتربا |
فلست وإن حكت القريض بشاعر | فأعطي على ما قلته القل والكثرا |
ولكن بحر العلم بين أضالعي | طمى فرمى من دره النظم والنثرا |
ولو كان لي مال بذلت رقابه | لمن يعتفيكم أو يذيع لكم شكرا |
قد قنعت والحمد لله همتي | وفزت وما أبغي بمدحكم أجرا |
وما طلبي إلا السرير وإنما | سريت إليكم أبتغي بكم النصرا |
ما ترى النار كيف أسقمها القـ | ـر فأضحت تخبو وحينا تسعر |
وغدا الجمر والرماد عليه | في قميصين مذهب ومعنبر |
وحمام له حر الجحيم | ولكن شابه برد النسيم |
قذفت به ثوابا في عقاب | وزرت به نعيما في جحيم |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0
أبو طالب المأموني الشاعر اسمه عبد السلام بن الحسين.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
المأموني شاعر زمانه، الأديب الأوحد، أبو طالب، عبد السلام بن الحسين المأموني، من ذرية المأمون الخليفة.
استوفى أخباره ابن النجار فقال: بديع النظم، مدح الملوك والوزراء، وامتدح الصاحب بن عباد فأكرمه، فحسده ندماء الصاحب وشعراؤه، فرموه بالباطل، وقالوا: إنه دعي، وقالوا فيه: ناصبي، ورموه بأنه هجا الصاحب، فذلك يقول ليسافر:
يا ربع لو كنت دمعا فيك منسكبا | قضيت نحبي ولم أقض الذي وجبا |
لا ينكرون ربعك البالي بلى جسدي | فقد شربت بكأس الحب ما شربا |
عهدي بربعك للذات مرتبعا | فقد غدا لغوادي السحب منتحبا |
ذو بارق كسيوف الصاحب انتضيت | ووابل كعطاياه إذا وهبا |
وعصبة بات فيها القيظ متقدا | إذ شدت لي فوق أعناق العدا رتبا |
إني كيوسف والأسباط هم وأبو الـ | أسباط أنت ودعواهم دما كذبا |
قد ينبح الكلب ما لم يلق ليث شرى | حتى إذا ما رأى ليثا مضى هربا |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 447