القشيري عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، أبو نصر: واعظ، من علماء نيسابور، من بني قشير. علت له شهرة كأبيه. زار بغداد في طريقه إلى الحج، ووعظ بها، فوقعت بسببه فتنة بين الحنابلة والشافعية، فاستدعاه نظام الملك إلى اصبهان (إطفاءا للفتنة ببغداد) فذهب اليه ولقى منه اكراما. وعاد إلى نيسابور، فلازم الوعظ والتدريس إلى ان فلج. وتوفى بها. كان ذكيا حاضر الخاطر، فصيحا، جريئا، يحفظ كثيرا من الشعر والحكايات. له (المقامات والآداب - خ) تصوف ووعظ.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 346
أبو نصر القشيري عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة، أبو نصر ابن الأستاذ أبي القاسم القشيري. من أهل نيسابور. كان من أئمة المسلمين وأعلام الدين، قرأ الأصول على والده وتفسير القرآن والوعظ ورزق من ذلك حظا وافرا، ولازم إمام الحرمين ودرس عليه المذهب والخلاف وبرع في ذلك وجاز أقرانه. وقرأ الأدب ونظم ونثر وسمع من إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وعبد الغافر بن محمد بن عبد العزيز الفارسي وغيرهم.
وقدم بغداذ وسمع ابن النقور، وعبد العزيز الأنماطي، وعبد الباقي بن محمد بن غالب العطار وغيرهم. وسمع بمكة سعد بن علي الزنجاني، والحسن ابن عبد الرحمن الشافعي. وعقد مجلس الوعظ ببغداذ وظهر له القبول العظيم وأظهر مذهب الأشعري. وقامت سوق الفتنة بينه وبين الحنابلة وثار العوام إلى المقاتلة، وكوتب الوزير نظام الملك بأن يأمره بالرجوع إلى وطنه، فأحضره وأكرمه وأمره بلزوم وطنه، فأقام يدرس ويعظ ويروي الحديث إلى أن توفي سنة أربع عشرة وخمس مائة. كتب إليه فتوى وهي:
يا إماما حوى الفضائل طرا | طبت أصلا وزادك الله قدرا |
ما على عاشق رأى الحب مختا | لا كغصن الأراك يحمل بدرا |
فدنا نحوه يقبل خديـ | ـه غراما به ويلثم ثغرا |
وعليه من العفاف رقيب | لا يداني في سنة الحب غدرا |
ما على من يقبل الحب حد | غير أني أراه حاول نكرا |
امتحان الحبيب باللثم حيف | لو تعففت كان ذلك أحرى |
لا تشرف للثم خد وثغر | فتلاقي في لحظ نفسك مرا |
واخش منه إذا تسامحت فيه | غائلات تجر إثما ووزرا |
قمعك النفس دائما عن هواها | لك خير فالزم النفس صبرا |
من بلاه إلهه بهوى الخلـ | ـق فقد سامه هوانا وصغرا |
فاجتنبهم وراقب الله سرا | فهو أولى بنا وأعظم أجرا |
ذا جواب لابن القشيري فاسمع | إن أردت السداد سرا وجهرا |
ليالي وصال قد مضين كأنها | لآلي عقود في نحور الكواعب |
وأيام هجر أعقبتها كأنها | بياض مشيب في سواد الذوائب |
رمضان أرمضني بعادات على | عدد الطبائع والفصول الأربعه |
صوم وصوب ما يغيب سحابه | وصبابة وصدود من قلبي معه |
تقبيل خدك أشتهي | أمل إليه أنتهي |
لو نلت ذلك لم أبل | بالروح مني أن تهي |
دنياي لذة ساعة | وعلى الحقيقة أنت هي |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0
ابن القشيري الشيخ الإمام، المفسر العلامة، أبو نصر عبد الرحيم بن الإمام شيخ الصوفية أبي القاسم عبد الكريم بن هوزان القشيري، النيسابوري، النحوي، المتكلم، وهو الولد الرابع من أولاد الشيخ.
اعتنى به أبوه، وأسمعه، وأقرأه حتى برع في العربية والنظم والنثر والتأويل، وكتب الكثير بأسرع خط، وكان أحد الأذكياء، لازم إمام الحرمين، وحصل طريقة المذهب والخلاف، وساد، وعظم قدره، واشتهر ذكره.
وحج، فوعظ ببغداد، وبالغ في التعصب للأشاعرة، والغض من الحنابلة، فقامت الفتنة على ساق، واشتد الخطب، وشمر لذلك أبو سعد أحمد بن محمد الصوفي عن ساق الجد، وبلغ الأمر إلى السيف، واختبطت بغداد، وظهر مبادر البلاء، ثم حج ثانيا، وجلس، والفتنة تغلي مراجلها، وكتب ولاة الأمر إلى نظام الملك ليطلب أبا نصر بن القشيري إلى الحضرة إطفاء للنائرة، فلما وفد عليه، أكرمه وعظمه، وأشار عليه بالرجوع إلى نيسابور، فرجع، ولزم الطريق المستقيم، ثم ندب إلى الوعظ والتدريس، فأجاب، ثم فتر أمره، وضعف بدنه، وأصابه فالج، فاعتقل لسانه إلا عن الذكر نحوا من شهر، ومات.
سمع: أبا حفص بن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، وعبد الغافر الفارسي، وأبا الحسين بن النقور، وسعد بن علي الزنجاني، وأبا القاسم المهرواني، وعدة.
حدث عنه: سبطه أبو سعد عبد الله بن عمر بن الصفار، وأبو الفتوح الطائي، وخطيب الموصل أبو الفضل الطوسي، وعبد الصمد بن علي النيسابوري، وعدة، وبالإجازة: أبو القاسم ابن عساكر، وأبو سعد السمعاني.
ذكره عبد الغافر في ’’سياقه’’، فقال: هو زين الإسلام أبو نصر عبد الرحيم، إمام الأئمة، وحبر الأمة، وبحر العلوم، وصدر القروم، أشبههم بأبيه خلقا، حتى كأنه شق منه شقا، كمل في النظم والنثر، وحاز فيهما قصب السبق، ثم لزم إمام الحرمين، فأحكم المذهب والأصول والخلاف، ولازمه يقتدي به، ثم خرج حاجا، ورأى أهل بغداد فضله وكماله، ووجد من القبول ما لم يعهد لأحد، وحضر مجلسه الخواص، وأطبقوا على أنهم ما رأوا مثله في تبحره... إلى أن قال: وبلغ الأمر في التعصب له مبلغا كاد أن يؤدي إلى الفتنة.
وقال أبو عمرو بن الصلاح: قال شيخنا أبو بكر القاسم بن الصفار: ولد أبي أبو سعد سنة ثمان وخمس مائة، وسمع من جده وهو ابن أربع سنين أو أزيد، والعجب أنه كتب بخطه الطبقة، وحيي إلى سنة ست مائة.
مات أبو نصر في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة، سنة أربع عشرة وخمس مائة في عشر الثمانين.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 321
عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوزان الأستاذ أبو نصر بن الأستاذ أبي القاسم القشيري الإمام العلم بحر مغدق زخار وحبر هو في زمانه رأس الأحبار إذا قيل كعب لأحبار وهمام مقدم وإمام تقتدي به الهداة وتأتم نما من تلك الأصول الطاهرة غصنه المورق علي الأنجم الزاهرة بدره المشرق ورع يأنف أن يعد غير دار السلام دارا ويستقل الجوزاء إذا هو جاوزها أن يتخذ فيها قرارا مجل ما ادلهم ليل المشكلات وأمسي ومصل يسمع الناس لكلامه فلا تسمع لهم إلا همسا تلتقط الدرر من كلمة ويتناثر الجوهر من حكمه ويؤوب المذنب عند وعظه ويتوب العاصي بمجرد سماع لفظه ينطبع في القلب من كلماته صورة ويحدث للأنفس الزكية منه
عظات إذا مدها لم تكن على أهل الطاعة مقصورة كم من فاسق تاب في مجلسه ودخل في الطاعة وكم من كافر آب إلى الحق ساعة وعظه وآمن في الساعة بمن بعث بين يدي الساعة صلى الله عليه وسلم لو استمع له الصخر لانفلق ولو فهم كلامه الوحش لاستحسنه وقال صدق يصدع القلب القاسي خطابه ويكاد يجمع عظام ذوي الغفلة النخرة عتابه ويشتت شمل الشياطين ما يقول ويفتت الأكباد ما يجمعه من الحق المقبول
هو الرابع من أولاد الأستاذ أبي القاسم وأكثرهم علما وأشهرهم اسما والكل من السيدة الجليلة فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقاق
تحرج بوالده ثم على إمام الحرمين
وسمع أباه وأبا عثمان الصابوني وأبا الحسين الفارسي وأبا حفص بن مسرور وأبا سعد الكنجروذي وأبا بكر البيهقي وأبا الحسين بن النقور وأبا القاسم الزنجاني وغيرهم بخراسان والعراق والحجاز وحدث بالكثير
روى عنه سبطه أبو سعد عبد الله بن عمر الصفار وأبو الفتوح الطائي وخطيب الموصل أبو الفضل الطوسي وغيرهم وأبو سعد الصفار آخر من حدث عنه
ومن الغريب أنه سمع منه وهو ابن أربع سنين وكتب الطبقة بخطه وبقي إلى سنة ستمائة
ذكر صاحب السياق وأفصح المؤرخين على الإطلاق عبد الغافر الفارسي الأستاذ أبا نصر فقال إمام الأئمة وحبر الأمة وبحر العلوم وصدر القروم قال وهو أشبه أولاد أبيه به خلقا حتى كأنه شق منه شقا رباه والده أحسن تربية وزقه العربية في صباه زقا حتى برع فيها وكمل في النظم والنثر فحاز فيهما قصب السبق
وكان ينفث بالسحر أقلامه على الرق استوفى الحظ الأوفى من علم الأصول والتفسير تلقنا من والده ورزق السرعة في الكتابة بحيث كان يكتب كل يوم طاقات على الاعتياد لا يلحقه فيه كبير مشقة وحصل أنواعا من العلوم الدقيقة والحساب
ولما توفي أبوه انتقل إلى مجلس إمام الحرمين وواظب على درسه وصحبته ليلا ونهارا ولزمه عشيا وإبكارا حتى حصل طريقته في المذهب والخلاف وجدد عليه الأصول وكان الإمام يعتد به ويستفرغ أكثر أيامه معه مستفيدا منه بعض مسائل الحساب في الفرائض والدور والوصاية
فلما فرغ من تحصيل الفقه تأهب للخروج للحج وحين وصل إلى بغداد وعقد له المجلس ورأى أهل بغداد فضله وكماله وعانيوا خصاله بداله من القبول عندهم ما لم يعهد مثله لأحد قبله وحضر مجلسه الخواص ولزم الأئمة مثل أبي إسحاق الشيرازي الذي هو فقيه العراق في وقته عتبة منبره
وأطبقوا على أنهم لم يروا مثله في تبحره وخرج إلى الحج ولما عاد كان القبول عظيما وزائدا على ما كان من قبل وبلغ الأمر في التعصب له مبلغا يؤدي إلى الفتنة وقلما كان يخلو مجلسه عن إسلام جماعة من أهل الذمة
وخرج بعد من قابل راجعا إلى الحج في أكمل حرمه وترفه في خدمة من أمير الحاج وأصحابه وعاد إلى بغداد وأمر القبول بحاله والفتنة مشرئبة تكاد تضطرم فبعث إليه نظام الملك يستحضره من بغداد إلى أصبهان فأكرم مورده وبقي أهل بغداد عطاشا إليه وإلى كلامه منهم من لم يفطر عن الصوم سنين بعده ومنهم من لم يحضر من بعده مجلس
تذكير قط وأشار الصاحب عليه بالرجوع إلى خراسان ووصله بصلات سنية ودخل قزوين ولقي بها قبولا تاما ولما عاد استقبله الأئمة والصدور وكان يواظب بعد ما لقي من القبول على درس إمام الحرمين ويشتغل بزيادة التحصيل وكان أكثر صغوة في أواخر أيامه إلى الرواية قلما يخلو يوم من أيامه عن مجلس للحديث أو مجلسين وتوفي عديم النظير فريد الوقت بقية أكابر الدنيا انتهى
قلت وأعظم ما عظم به أبو نصر أن إمام الحرمين نقل عنه في كتاب الوصية من النهاية وهذه مرتبة رفيعة
والفتنة المشار إليها في كلام عبد الغافر فتنة الحنابلة فإن الأستاذ أبا نصر قام في نصرة مذهب الأشعري وباح بأشد النكير على مخالفيه وغبر في وجوه المجسمة في كائنه لا يخلو هذا الكتاب عن شرحها
وكان الأستاذ أبو نصر قد اعتقل لسانه في آخر عمره إلا عن الذكر فلا يتكلم إلا بآي القرآن وكان يحفظ من الأشعار والحكايات مالا يحصى كثرة وقيل إنه كان يحفظ خمسين ألف نصف بيت قيل وكان يحب العزلة والانزواء فلما انقرضت الجوينية وصار مقدما احتاج إلى الخروج وحضور المحافل إذ كان قد بقي عين أهل مدينة نيسابور والمشار إليه في صدور محافل العزاء والهناء بعدما انقرض بيت الشيخ أبي محمد الجويني وولده إمام الحرمين وبالجملة كان رجلا معظماحتى عند مشايخه فلقد أطنب شيخه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في الثناء عليه وكذلك شيخه إمام الحرمين
ودخل الأستاذ أبو نصر مرة على الإمام أبي المعالي الجويني فأنشأ الإمام ارتجالا
يميس كغصن إذا ما بدا | ويبدو كشمس ويرنو كريم |
معاني النجابة مجموعة | لعبد الرحيم بن عبد الكريم |
ليالي وصال قد مضين كأنها | لآلي عقود في نحور الكواعب |
وأيام هجر أعقبتها كأنها | بياض مشيب في سواد الذوائب |
تقبيل خدك أشتهى | أمل إليه أنتهى |
لو نلت ذلك لم أبل | بالروح منى أن تهي |
دنياي لذة ساعة | وعلى الحقيقة أنت هي |
شيئان من يعذلني فيهما | فهو على التحقيق مني برى |
حب أبي بكر إمام التقى | ثم اعتقادي مذهب الأشعري |
كم حسرة لي في الحشا | من ولدي وقد نشا |
كنا نشاء رشده | فما نشا كما نشا |
رمضان أرمضني بصادات على | عدد الطبائع والفصول الأربعة |
صوم وصوب ما يغيب سحابة | وصبابة وصدود من قلبي معه |
ما على عاشق رأى الحب مختا | لا كغصن الأراك يحمل بدرا |
فدنا نحوه يقبل خديه | غراما به ويلثم ثغرا |
وعليه من العفاف رقيب | لا يداني في سنة الحب غدرا |
أعليه جناية توجب الحد م | أجبنا لقيت رشدا وبرا |
ما على من يقبل الحب حد | غير أني أراه حاول نكرا |
لا تشوق للثم خد وثغر | لو تعففت كان ذلك أحرى |
فاخش منه إذا تسامحت فيه | غائلات تجر إثما ووزرا |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 7- ص: 159
عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن أبو نصر القشيري النيسابوري الشافعي. قال عبد الغافر: هو إمام الأئمة، وحبر الأمة، وبحر العلوم. رباه والده واعتنى به حتى برع في النظم والنثر واستوفى الحظ الأوفر من علم التفسير والأصول، ثم لازم إمام الحرمين حتى أحكم عليه المذهب والخلاف والأصول.
وسمع الحديث من أبيه، وأبي عثمان الصابوني، وابن النقور، وأبي القاسم الزنجاني، وجماعة، وحدث بالكثير.
روى عنه سبطه أبو سعد عبد الله بن عمر الصفار، وأبو الفتوح الطائي، وبالإجازة ابن عساكر، وابن السمعاني.
وصنف «التيسير في التفسير».
قال الرافعي آخر باب النذر، في «تفسير أبي نصر القشيري» أن القفال قال: من التزم بالنذر أن لا يكلم الآدميين. يحتمل أن يقال: يلزمه، لأنه مما يتقرب به، ويحتمل أن يقال: لا، لما فيه من التضييق والتشديد، وليس ذلك من شرعنا، كما لو نذر الوقوف في الشمس.
قال ابن السبكي: وقد رأيت ذلك في «تفسير أبي نصر» المذكور. ذكره في تفسير سورة مريم.
ومن العجائب أنه اعتقل لسانه في آخر عمره عن الكلام إلا عن الذكر، فكان يتكلم بآي القرآن.
مات في يوم الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمسمائة وهو في عشر الثمانين.
ومن شعره:
ليالي وصال قد مضين كأنها | لآلي عقود في نحور الكواعب |
وأيام هجر أعقبتها كأنها | بياض مشيب في سواد الذوائب |
تقبيل خدك أشتهي | أمل إليه أنتهي |
لو نلت ذلك لم أبل | بالروح مني أن تهي |
دنياي لذة ساعة | وعلى الحقيقة أنت هي |
شيئان من يعذلني فيهما | فهو على التحقيق مني بري |
حب أبي بكر إمام التقى | ثم اعتقادي مذهب الأشعري |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 298
عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن أبو نصر القشيري النيسابوري قال عبد الغافر هو إمام الأئمة وحبر الأمة وبحر العلوم رباه والده واعتنى به حتى برع في النظم والنثر واستوفى الحظ الأوفى من علم التفسير والتأليف فيه والأصول ثم لازم إمام الحرمين حتى أحكم عليه المذهب والخلاف والأصول
وسمع الحديث من أبيه وأبي عثمان الصابوني وابن النقور وأبي القاسم الزنجاني وجماعة وحدث بالكثير
روى عنه سبطه أبو سعد عبد الله بن عمر الصفار وأبو الفتوح الطائي
وبالإجازة بن عساكر وابن السمعاني
ومن العجائب أنه اعتقل لسانه في آخر عمره عن الكلام إلا عن الذكر فكان يتكلم بآي القرآن
وكانت وفاته في شهر جمادي الآخرة سنة أربع عشرة وخمسمائة
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 156
أبو نصر، أعلى أولاد الأستاذ أبي القاسم القشيري في العلم محلا، وإن لم يكن أكبرهم وأعلاهم سنا، وهو الرابع من أولاده، وأول أولاده من بعد أولاده الثلاثة من الخيرة والسيدة فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقاق، وأشبههم به خلقا، حتى كأنما شق منه شقا.
كان متصرفا في علوم، متقدما في فنون، وهو أحد الجلة المتقدمين من أصحاب الإمام أبي المعالي الجويني.
رباه والده وعلمه في صباه اللسان العربي، حتى تخرج وبرع، وزاول النثر والنظم، فحل منهما بالمحل المرموق وتلقى من والده علمي التفسير والأصول، فبلغ منهما المبلغ الذي يونق ويروق، وكان إليه استملاء الحديث على والده، وقراءة الكتب عليه، لتقدمه في فضله، ورزق السرعة في الكتابة، حتى كان يكتب الكثير من غير أن يلحقه كبير مشقة، ثم لما استأثر الله الكريم بوالده بادر بعد إقامة رسم العزاء وتوابعه إلى مجلس إمام الحرمين، ولازم درسه، ولزمه ليلاً ونهاراً، وعشيا وإبكارا، حتى حصل طريقه في المذهب والخلاف، وعاود الأصول فأعاده عليه، وكان الإمام أبو المعالي يعتد به ويستفرغ معه أكثر أيامه، مستفيدا منه شيئا من حسابيات المسائل والوصايا والفرائض.
ثم حين فرغ من تحصيل الفقه تأهب للحج، واستصحب جماعة، ولما دخل بغداد جلس للوعظ، فبدا له من القبول حين رأوا كماله ما لم يعهد لأحد في تلك الأزمنة مثله، وحضرت الخاصة مجلسه، والأئمة: الامام أبو إسحاق الشيرازي وغيره.
وحج وعاد، والقبول مقبل غض، وشمر لتربيته الشيخ أبو سعد الصوفي دوست دادا شيخ الشيوخ، الذي ينسب إليه رباط شيخ الشيوخ ببغداد، وخرج الأمر إلى التعصب حتى بدت مخايل الفتنة وأوائلها، وكان قلما يخلو مجلس من مجالسه عن إسلام ذمي ثم حج ثانياً من قابل في ترفه وأهبة لمراعاة أمير الحاج له، ورجع إلى بغداد، والقبول بحاله، ونار الفتنة تكاد تضطرم، فأنهي ذلك إلى نظام الملك وهو بأصبهان، وسئل استحضاره إياه من بغداد تطفئة للنائرة، فبعث إليه يستدعيه، فتوجه إلى المعسكر، فتلقاه بأكيد الإكرام، وأشار عليه بالعود إلى وطنه، ففعل وأقام ملازما للطريقة القويمة، ثم سئل أن يدرس ويعظ، فأجاب إلى ذلك إلى أن قرب انتهاء أمره.
مرض في آخر عمره مرضا اعتقل منه لسانه إلا عن الذكر، فكان لا يتكلم إلا بآيات القرآن إلى أن توفي في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمس مئة بنيسابور.
وكانت جنازته عظيمة الحفل.
سمع الحديث الكثير، ورواه فأكثر، وقرأ تصانيف والده عليه.
قال السمعاني: وكان كثير الميل إلى الرواية، قلما يمضي عليه يوم إلا ويقرأ عليه مجلس من الحديث.
قال: وكان يحفظ حكايات وأشعارا كثيرة، وحكي أنه كان يحفظ خمسين ألف نصف بيت، وأنه كان يحب العزلة والانزواء، فلما انقرضت الجوينية وصار مقدما احتاج إلى الخروج، وحضور المحافل للتهاني والتعازي، فخرج يوماً إلى تعزية بعض الناس، وكان يوماً كثير الوحل، فأصاب ثيابه، وتلوث، فلما رجع إلى منزله أنشد:
لهفي على ما كنت فيه | من الفراغة والدعه |
قد كان قلبي ساليا | فقلى السلو وودعه |
دعني فإن غريم الشيب لازمني | هذا زمانك فامرح فيه لا زمني |
ها إن مددت يدي إليك فردها | بالفضل لا بشماتة الأعداء |
دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 546
عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، أبو نصر بن الأستاذ أبي القاسم.
سمع ابن النقور وجماعة. حدث عنه أبو البركات ابن السقطي، وجماعة. أثنى عليه ابن النجار، وقال: كان من أئمة المسلمين وأعلام الدين. توفي سنة أربع عشرة وخمسمائة.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 6- ص: 1
عبد الرحيم بن أبى القاسم عبد الكريم بن هوازن أبو نصر القشيري النيسابوري.
قال عبد الغافر: هو إمام الأئمة، وحبر الأمة، وبحر العلوم.
رباه والده واعتنى به حتى برع في النظم والنثر واستوفى الحظ الأوفى من علم التفسير والأصول، ثم لازم إمام الحرمين حتى أحكم عليه المذهب والخلاف والأصول.
وسمع الحديث من أبيه، وأبي عثمان الصابوني، وابن النقور، وأبي القاسم الزنجاني، وجماعة، وحدث بالكثير.
روى عنه سبطه أبو سعد عبد الله بن عمر الصفار، وأبو الفتوح الطائي وبالإجازة ابن عساكر، وابن السمعاني.
ومن العجائب أنه اعتقل لسانه في آخر عمره عن الكلام إلا عن الذكر، فكان يتكلم بآي القرآن.
مات في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وهو في عشر الثمانين.
مكتبة وهبة - القاهرة-ط 1( 1976) , ج: 1- ص: 65
عبد الرحيم بن الأستاذ أبي القاسم القشيرى أبو نصر.
أحد أولاد أبي القاسم، لزم الإمام فأتقن الأصول والفروع والخلاف وحضر مجلسه صاحب المهذب، مات سنة أربع عشرة وخمسمائة وهو في عشر الثمانين، كان يحفظ خمسين ألف ونصف بيت حكاه ابن الصلاح، وكان يقول في دعائه: ها قد مددت يدي إليك فردها بالفضل لا لشماتة الأعداء، وجلس في النظامية للوعظ في رمضان فأمطروا قال:
رمضان أرمضنى بصادات على | عدد الطبائع والفصول الأربعة |
صومُ وصوبُ ما يغيب سبحانُهُ | وصِيامَهُ وحُدوَدَ مَن قلبى مَعه’’. |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1
أبو نصر القشيرى عبد الرحيم بن عبد الكريم.
تقدم في السابعة عشرة.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1