المولى عبد الرحمن عبد الرحمن بن هشام بن محمد الحسني: من ملوك الدولة السجلماسية العلوية في المغرب. كان في اول امره مقيما بتافيلالت. وعرف بالصلاح، فولاه عمه (سليمان بن محمد) ثغر (الصويرة) واعمالها، فحسنت سيرته، فولاه مدينة (فاس) وقدمه على ابنائه، وعهد اليه بالخلافة من بعده؛ فبويع بفاس بعد وفاة عمه (سنة 1238هـ) وقام برحاة طويلة في المغرب، وانتهى إلى مراكش فمكث بها. وامر بإنشاء الاساطيل لحماية الشواطئ. وكان عادلا، رفيقا برعيته، كثير العناية بنشر العلم وترقية الزراعة والصناعة. وفي ايامه (سنة 1246هـ ، - 1830م) استولى الفرنسيس على الجزاائر، وكانت في ايدي الترك العثمانيين، وظهر الحاج (الامير) عبد القادر بن محيي الدين المختاري (الجزائري) مجاهدا في الفرنسيس فاحتلوا (وجدة) بدعوى ان المولى عبد الرحمن امد الحاج عبد القادر بالخيل والسلاح والمال، فساق المولى عبد الرحمن جيشا ضخما لاسترداد (وجدة) فكانت المعركة سنة 1260هـ ، وتغلب الفرنسيس. فتهادن الفريقان على ان ينفى عبد القادر من تلك البلاد. وطورد عبد القادر، فلجأ إلى الفرنسيين. وعقد عبد الرحمن اتفاقية بينهوبين الانكليز (سنة 1273هـ) بتنظيم التجارة وشمول الامن لرعيتي الجانبين. وتوفى بمكناسة. ومن آثاره اصلاح ميناء طنجة، وبرجان عظيمان في سلا، ومارستان كبير، ومساجد.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 341